(انهيار الولايات المتحدة الأمريكية (قراءة للوضع الاقتصاد
- Ce sujet est vide.
-
AuteurMessages
-
février 26, 2007 à 2:19 #202386oujdi12Membre
علي حسين باكير
ظـهرت مـؤخـراً العـديد من الكتابات والدراسات التـي تتـحدّث عـن انهـيار الولايـات المتّـحـدة بـشكل عـام؛ ولكنّ مـن تحدّثت منها في صلب الموضوع كان قليلاً جداً، ومـن عالـج المسـألة بشكل مباشر كان أقل. فكثير هم من يخـلـطون بين أمانيهم بضرورة انهيار الولايات المتّحـدة والواقـع، ويـبثّون آراءهـم هـذه في كل محـنة أو مشــكلة تقــع فيـها أمريكا. وأكثـر منهم الآخرون الذين يمجـدون أمريكا ويُنزّهونها عن كل نقـيصة أو ضـعف؛ بل وينسـبون لها قـوة ليسـت فيـها، وينـزلونها منزلة أكبر من مكانـتها، فلا يـرون إمكـانـية لانهـيارها لا حالياً ولا لاحقاً.
مـن وجـهــة نظــرنـا، فـإنّ أي دراســة لقـوّة أي أمّـة أو دولة إنّما يجب أن يتم من وجهة نظرنا من خلال رصد المثلـث: الاقتصادي، العسكري، والاجتماعي لها. هذا المثـلث يعطـينا فكرة واضحة عن موقع الدولة في ميزان القـوّة والضـعف، وعن كونها فتـيّة وقادرة على زيادة قوّتها أم هرمة وضعيفة، وفي مرحلة الانهيار أم في مرحلة الوسـط بين المرحلتين. مع العلم أن مرحلة الوسط هذه تكـون في المقـياس الذروة التـي تصـل إليـها الدولة في قوّتـها؛ وهـي نقـطـة القمّة، وبعـدهـا تأخذ قوّة الدولة في الانحدار نزولاً.
ولأنه من الصعب رصد العناصر الثلاثة التي تحدّثنا عنها أعلاه في مقال واحد، فإننا سنناقش الوضع الاقتصادي المالي ومسألة الديون في هذا المقال. وسنحاول قدر المستطاع اختصار الفكرة وعرضها بطريقة مقتضبة في هذا التحليل.
◄ الدَّين العام الفيدرالي والكلي:
تشير بعض التقارير والمصادر إلى أن الدين الأمريكي الكليّ الإجمالي يقترب من 65 تريليون دولار أمريـكي. أما بالنسبة إلى الدين العام الفيدرالي، فقد ارتفـع خلال الثمانينيات بشكل كبير؛ وذلك بسبب العجز المتواصل في الموازنات السنوية الفيدرالية، وقد تباطأ هذا الارتفاع في العجز بشكل دراماتيكي في التسعينيات لدرجة أنّ معدل ارتفاع الدين قد بدأ بالانخفاض فعلاً نهاية ذلك العقد بعد الإنجاز التاريخي للرئيس الأمريكي (بل كلينتون) والذي لم يحققه أي رئيس للولايات المتّحدة الأمريكية؛ والمتمثّل بتوفير فائض مالي في الموازنة الأمريكية بلغ 236 مليار دولار في العام 2000م، والذي كـان عجزاً عند استلامه للحكم في عام 1992م بواقع 290 مليار دولار.
ثمّ ما لبث أن ارتفع الدين العام الفيدرالي بشكل كبـير جداً منذ العام 2001م؛ وذلك بسبب العجز الكبير في الموازنات السنوية الفيدرالية الجديدة. فقد حوّل بوش الابـن الفائض المالي في الموازنة الفيدرالية إلى عـجز هائل وقياسي أيضاً بلغ 412 مليار دولار العام 2004م. فيـما توقع مساعد مدير مكتب الموازنة في البـيت الأبيض (جـويـل كابلان) أن تسجل ميزانية البلاد عجزاً للعام 2006م يتجاوز 400 مليار دولار، ويشكل هذا العجز نسبة 301% من الناتج القومي للولايات المتحدة.
وقد بلغ دين أمريكا الفيدرالي في السنة المالية 2005م (تبدأ السنة المالية في الولايات المتّحدة من 1/تشرين أوّل إلى 30/أيلـول) وفـقاً لأرقـام وزارة الخـزانة أو المـالـية الأمريكية Dep. Of Treasury 7.9 تريليون دولار.
وقد ازداد الدين العام الفيدرالي منذ 11 أيلول 2001م وحتى أيلول 2005م حوالي 2.3 تريليون دولار، وهو ما يساوي حوالي 29% من حجم الدين العام الفيدرالي الأمريكي منذ نشوئها حتى عام 2005م؛ والبالغ 7.9 تريليون دولار.
وفيما يتعلّق بالسنة المالية الحالية 2006م؛ فقد بلغ الدين العام الفيدرالي استناداً إلى U.S. National Debt Clock في 30/1/2006م ما قيمته 8 تريليون و 198 مليار دولار أمريكي، وهو بذلك يزيد منذ 30 أيلول 2005م بمعدّل 2.18 مليار دولار يومياً، والذي إذا قسّمناه على عدد سكّان الولايات المتّحدة البالغ 298.367.186 مليون نسمة، فإنّ حصّة كل واحد منهم من الدين تبلغ تقريباً 27.475 ألف دولار أمريكي.
أما إذا قارنّا هذا الدين العام بالنسبة للناتج المحلّي الإجمالي الأمريكي؛ فإننا سنلاحظ أنّه كان يساوي للعام 2004م نسبة 62.5% من الناتج المحلي الإجمالي. ووفقاً لتقرير (مايكل هودجيز) الاقتصادي فإنّ الفائدة على الدين العام الفيدرالي للعام المالي 2003م قد بلغت 41 مليون دولار في الساعة، وبذلك تكون الفائدة على الدين الفيدرالي قد ارتفعت من 214 مليار دولار في السنة في عام 1988م إلى 318 مليار دولار في العام 2003م.
وإذا ما حسبنا مجموع الفوائد خلال الـ 14 سنة هذه فإنّها ستبلغ 5 تريليون دولار، وهو ما يعني أنّها تساوي 71% من مجموع الدين العام الفيدرالي البالغ 7 تريليون دولار في العام 2003م. مع العلم أن هذه الفوائد ضخمة لدرجة أنّها كافية لإدارة الحكومة الفيدرالية لمدّة أكثر من سنتين دون الحصول على أي دخل مالي، أو أنها تكفي لإدارة الحكومات في الولايات لأكثر من 3 سنوات دون دخل، أو لتغطية الأمن الاجتماعي لمدة عشرة سنوات دون ضرائب، أو العناية الصحية لمدّة عشرين سنة.
أما من حيث تركيبة هذا الدين، فهو يقسم إلى قسمين:
أولاً: intragovernmental holdings- أي تلك التي تحتوي الصناديق الائتمانية الحكومية، مثل: خطط الراتب التقاعدي، والدين للأمن الاجتماعي، وغيرها. وتبلغ الآن حوالي 3.3 تريليون دولار.
ثانياً:debt held by public- أي الديون المملوكة من قبل العامة أو الجمهور وهي تبلغ حوالي 4.6 تريليون. ومصطلح العامة أو الجمهور هنا لا يعني فقط الأمريكيين أو المقيميين في أمريكا؛ بل الدول الخارجية أيضاً التي تمتلك 44% من هذا الدين لعام 2004م. وتأتي في مقدّمتهم اليابان حالياً بمبلغ 1.2 تريليون دولار لوحدها حتى آذار للعام 2005م، ومن ثمّ الصين بمبلغ 223.5 مليار دولار أمريكي.
◄ الميزان التجاري الأمريكي:
يعتبر الميزان التجاري عادة مؤشراً على قوة وقدرة البلاد الإنتاجية وعلى مدى وصولها إلى أسواق الآخـريـن، وهـو ما يعطينا فكرة عن كون الدولة دائـنة أم مدينة تجاه غيرها من الدول التي تصدّر إليها وتستورد منها، بشكل عام، سلعَ وخدمات.
وقــد بـدأ العــجز في الميـزان التجـاري الأمريكي (سلع وخدمات) مـنـذ الـعام 1971م. وقـد بلـغ وفـقاً لـUS. Dep. Of Commerce في العام 2005م مبلغ 723.616 مليار دولار أمريكي وهو رقم قياسي جديد في العجز التجاري الأمريكي، وأسوأ بحوالي أكثر من 25% من العجز المحقق في العام 2004م.
فيما يتعلّق بالعجز التجاري في السلع، فقد بلغ 781.642 مليار دولار في العام 2005م. على الرغم من انخفـاض قيـمة الدولار في عـهد بوش الابن والتي من شـأنها أن تزيـد الطلب على البضائع والسلع الأمريكية؛ وبالتالي مـن الصادرات الأمريكية إلى الخارج.
وفي حين كانت أمريكا واقعة في عجز تجاري في البضائع يبلغ حوالي 710 مليار دولار من أيار 2004م إلى أيار 2005م؛ كانت كل من اليابان وألمانيا تحققان فائضاً في هذا المجال في نفس الفترة يبلغ: (125) و(199) مليار دولار على التوالي.
أمـا بالنـسبة إلى الصـين القـوّة العـالميـة المستقـبلية؛ فقد استطاعت في العام 2001م وللمرّة الأولى تجـاوز اليـابان بتحـقيقها الفجـوة التجـارية الأكـبر مع الولايات المتّحدة الأمريكية. فقد ازدادت الفجـوة ومعــها العـجز لصالح الصـين بنـسـبة 95% في السنوات الـثلاث اللاحـقـة لتبـلغ 162 مليار دولار أي حوالي 26% من العجز التجاري الأمريكي للعام 2004م. وقد بلغت 201 مليـار دولار في العام 2005م لصالح الصين.
بالنسبة إلى قيمة الدولار، قامت أمريكا؛ معالجةً الأزمة الاقتصادية، بتخفيض قيمة الدولار الذي فقد حوالي 35% من قيمته أمام اليورو منذ بداية عام 2002م وحوالي 17% مقابل سلة عملات واسعة بما فيها اليوان الصيني على أمل أن يساعد ذلك على تحريك عملية التصدير؛ للتخفيف من الركود الاقتصادي الداخلي، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، ولدفع المستثمرين إلى الاستثمار بالدولار الأمريكي، وللحد من الآثار السلبية لارتفاع أسعار النفط بشكل هائل.
إلا أن هذه السياسة في تخفيض العملة خطيرة جداً وحساسة ولا تنفع إلا في فترات قصيرة، وقد تؤدي إلى انفلات زمام التحكّم بالاقتصاد، وإلى انهيار قيمة العملة نهائياً، خاصّة في ظل وجود عملة بديلة تكمن في اليورو، وهو الأمر الذي لم يكن موجوداً إثر الأزمة الاقتصادية العالمية في الستينيات وأوائل السبعينيات، عندما هرع الجميع بمن فيهم الأوروبيون إلى دعم الدولار الأمريكي خوفاً من انهياره؛ وذلك لارتباط عملاتهم واحتياطيّاتهم به، ولكن في هذه المرّة إنْ حصل الانهيار الاقتصادي فلن تساعد الصُّدف الولايات المتحدة الأمريكية كما كانت تفعل من قبل، خاصّة في ظل التقارير الدوليّة التي تفيد أن أكثر من نصف البنوك المركزيّة العالميّة قد حوّلت بالفعل احتياطيّاتها من الدولار إلى اليورو.
◄ استنتاجات واقعية مخيفة وخطيرة:
لتوضيح ما ورد في المقال على من استعصت عليه الأرقام والجمل، نورد النقاط التالية كخلاصة:
أولاً: الولايات المتّحدة تستورد أكثر وتنتج أقل في مصانعها الداخلية، وهي تبيع ثروتها غير القابلة للاستبدال، ومصانعها المنتجة، وأصولها المالية الأخرى لتدفع ثمن المستوردات وخدمة الدين وما يتعلق به.
ثانياً: أمريكا تخسر الملكية؛ وبالتالي السيطرة الاقتصادية، خاصّة فيما يتعلّق بعجز الميزان التجاري. إذ تشير الأرقام الرسمية إلى أن أمريكا خسرت في السنوات العشر الأخيرة حوالي 3 تريليون دولار فقط في مسألة الميزان التجاري، و1.3 تريليون من هذه الأموال عادت إلى الولايات المتّحدة عبر الدول التي تمتلكها؛ ولكن هذه المرّة لشراء مصانع الإنتاج في أمريكا نفسها، وقد بلغت ما يزيد عن 8600 من أفضل الشركات الأمريكية وأكبرها في هذه الفترة نفسها.
ثالثاً: لا نمو إيجـابي وبالتالي لا تسديد للديون. فعلى الرغـم مـن أنّ التقـارير تذكـر أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي ينمو سنوياً بنسـبة 4% منذ 10 سنـوات، إلا أن هـذه الأرقام لا تعكس الوضع الاقتصادي الصحيح، لا سيما إذا عرفنا أن حوالي 70% من هذه النسبة في النمو تذهب في شق النفقات الاستهلاكية، سواء عبر استيراد السلع الاستهلاكية أو إنتاج بعضها في الولايات المتّحدة عبر الشركات المملوكة من قـبل الأجانب (25 إلى 80% منها تعود للأجانب!)، وهو ما يعني بدوره أنّه كلما زاد الناتج المحلي الإجمالي وفق هذه الصيغة زاد العجز في الميزان التجاري، وبمعنى آخر فإنّه كلما نما الاقتصاد زاد الدين؛ لأنّ الناتج المحلي الإجمالي لا يتطرق إلى مسالة خسارة الأصول المالية التي تمتلكها أمريكا، أو عملية دفع الديون أو خدمتها، وغيرها من هذه الأمور.
وحتى لو كانت نسبة النمو هذه حقيقية فهي غير قادرة على تغطية ولو حتى جزء من الديون أمام تصاعد العجز التجاري بنسبة تقدّر بـ 25% سنوياً خلال العشر سنوات الأخيرة.
رابعاً: صحيح أن الدولار الأمريكي يحتل منذ حوالي 60 سنة موقع الريادة بين العملات العالمية موفراً للولايات المتحدة استيراد ما تشاء من أي بلد في العالم، وتسديد قيمته بعملتها الوطنية، وتمويل استثمارات محلية أكبر كثيراً من قدرة المجتمع الأمريكي على الادخار، بحيث أصبح معدل الاستثمار لديها أعلى بكثير من معدل الادخار دون أن تضطر إلى الاقتراض من الخارج. وهو يهيمن على ثلثي سلة الاحتياطات الدولية للعملات الحرة؛ بحيث يمكّن هذا الوضع الخاص أمريكا من سد العجز الداخلي والخارجي في الموازنة العامة للدولة.
إلا أن الصـحيح أيـضاً أن سـياسـة الدولار القوي قد ولّت من دون رجعة، وأن سياسة طبع الدولار الورقـي، (وهـي أكبـر عمـليـة نهب في التاريخ) والذي لا غطاء ذهبي له منذ عام 1971م، وشراء ما يتم استيراده به أو بيعه للدول الأجنبية؛ كسـندات خـزيـنة في سبيل تمويل العجز، لم تعد تجدي، خاصّة أن أمريكا مضطرة إلى إبقاء سعر الدولار ضعيفاً لزيادة صادراتها؛ وإلا لو كان قوياً لازداد معدّل العجز التجاري لديها. كما أن الضعف، والذي سيستمر مستقبلاً، يدفع الدول الأخرى للتخلي عن الدولار مخافة سقوطه وانهياره، وهذا ما يفسّر ضغط أمريكا على جميع الدول بضرورة ربط عملتهم بالدولار مع رفع أسعارهم مقابله؛ وذلك لأن أمريكا تعلم أن الدول بهذه الطريقة لن يكون من مصلحتها انهيار الاقتصاد الأمريكي، وستسعى إلى دعمه؛ خوفاً من أن تسقط وتنهار معه في حال انهياره.
خامساً: بكل بساطة: الإفلاس والانهيار قادمان والمسألة مسألة وقت، فكيف ستستطيع أمريكا دفع خدمة الدين؛ فضلاً عن الدين نفسه (يزداد حوالي 400 مليار سنوياً فيما يخص الموازنة الداخلية، و600 مليار سنوياً تقريباً فيما يخص التجارة الخارجية، ناهيك عن الديون الاخرى الكليّة الداخلية والخارجية وخدمة هذا الدين) إذا كانت أمريكا تبـيع أصولها المـالية، ومصانعها، وشركاتها المنتجة الـتي لا يمكن استبدالها؛ وذلك مقابل استيراد المواد والسلع والاستهلاكيةّ؟!
الأمريكيون يعتمدون بكل بساطة على الاستدانة (داخليـاً وخارجـيـاً) لتغـطـية نفـقاتهم الاستـهلاكية، ولا ثروة أو فائض مالي لديهم يقومون عبره بتمويل هذا الدين أو تغطية النفقات، فتكون النتيجة مزيداً من الاستهلاك، ومزيداً من الاستدانة، ومزيداً من بيع الأصول ومرافق الإنتاج، وبالتالي ارتفاعاً في العجز الاقتصادي والدين إلى حين الانهيار الكامل.
كخلاصة، إنّهم يدمرون أنفسهم بشكل ممتاز، وكما ذكرنا فانهيار أمريكا مسألة وقت، وفي حال تخلى عنها الأقوياء والحلفاء (حتى الدول التي تعتبر ضعيفة تساعد على بقاء أمريكا واقفة على قدميها حتى الآن) فإنّ هذا بلا شكّ سـيؤدي إلى انهـيارها مباشـرة. وبغـض النـظر عـن هـذا، فإنّ هـكـذا انهـيارات اقـتصادية تحـصل بشـكل مفـاجـئ. فلا تستغربوا مثلاً: إنْ نهضتم لعملكم في يوم من الأيام كالمعتاد، ووجدتم أن الولايات المتّحدة أعلنت الإفلاس، وانقسمت إلى ولايات أو انهارت كلّياً! فمؤشرات الانهيار موجودة؛ ولكن هل يوجد من يقرؤها؟!
ومن هذا المنطلق ندعو كل الدول العربية والإسلامية إلى عدم ربط عملتها بالدولار فقط، كما ندعوها إلى أن تفّكر بشكل جدّي في إعادة النظر في روابطها الاستراتيجية مع الولايات المتّحدة، وأن تبدأ النظر باتّجاه الصين! فالصين قادمة قريباً.
هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبة ومن تبعهم بأحسان الى يوم الدين
-
AuteurMessages
- Vous devez être connecté pour répondre à ce sujet.