المارينز "يقاتلون" المغاربة قبل التوجه للعراق!

[oujdi12]

إسلام أون لاين – أحمد حموش

الرباط- تتوالى في الصحف المغربية هذه الأيام تقارير تفيد بأن نحو 300 من جنود مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) يتلقون تدريبات عسكرية مكثفة على الأراضي المغربية، يتعاملون خلالها مع الجانب المغربي على أنه « عدو » محتمل، تمهيدا لإرسالهم إلى العراق.

وفيما لم يصدر نفي رسمي مغربي لهذه التقارير، اعتبر محلل سياسي مغربي ذلك بمثابة « توريط » للمغرب في حرب العراق، وحذر من إمكانية أن تستغل الجماعات الإرهابية والانتحارية هذه الأنباء لتبرير مخططاتها المعادية للمغرب، خاصة مع تصاعد تأييد الشباب المغربي للمقاومة في العراق.

فقد نقلت صحيفة « المساء » المغربية عن صحيفة « ستارز أند ستريبس » الأمريكية أن التدريبات التي تجرى في منطقة « كاب درعة » بإقليم طانطان، تركز على العمليات الهجومية، إلى جانب تقديم الإغاثة العسكرية عبر استخدام وسائل تقنية حديثة.

وأشارت الصحيفة المغربية إلى أن الجانب المغربي في هذه المناورات يتم التعامل معه على أساس أنه « عدو » للقوات الأمريكية.

وذكرت « المساء » أن الصحيفة الأمريكية أبرزت تصريحات مراسلها شارلي كوون، الذي قالت إنه يرافق القوات الأمريكية في هذه المناورات وجاء فيها: « إن جنود مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) قاموا خلال التدريبات بإطلاق مكثف للنيران من مدافع الهاون والرشاشات الثقيلة إلى جانب إطلاق الصواريخ وتتبعها عن بعد ».

وحول السبب في اختيار مدينة طانطان لتدريب القوات المارينز، أوضحت الصحيفة المغربية أن ذلك يعود إلى التشابه الكبير بين المدينة بتضاريسها الصحراوية وبين تضاريس العراق والشرق الأوسط بشكل عام.

توريط مباشر أم صفقة؟

وفي معرض تعليقه على تلك المناورات، اعتبر توفيق بوعشرين الباحث السياسي ورئيس تحرير « المساء » المغربية أن المناورات التي تجريها الولايات المتحدة الأمريكية على الأرض المغربية، بمثابة توريط مباشر للرباط في الغزو الأمريكي للعراق.

وقال في تصريح لإسلام أون لاين.نت: « إن هذا التعاون المبالغ فيه من الجانب المغربي، سيؤثر سلبا على أمن البلاد واستقرارها، وسيوجد المبررات للجماعات الإرهابية للمضي قدما في مخططاتها المعادية للمغرب ».

وفي المقابل، يرى مؤيدون لمثل هذه المناورات أن المغرب مضطر لتكثيف تعاونه مع الإدارة الأمريكية حتى يحتفظ بدعمها لقضاياه الكبرى، وعلى رأسها قضية الصحراء.

وتدعو جهات سياسية وحقوقية مغربية إلى إقامة علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة، دون المبالغة في دعم المصالح الأمريكية على حساب الأمن الإستراتيجي المغربي.

وبعيدا عن المناورات المغربية الأمريكية التي لم يصدر بشأنها أي تعليق رسمي، شنت أجهزة الأمن المغربية حملة اعتقالات استهدفت عددا من الأشخاص المشتبه تورطهم في شبكات تسعى لتجنيد الشباب للتوجه للقتال في العراق.

وعلم مراسل إسلام أون لاين.نت من شهود عيان أن الاعتقالات تركزت في مدينة تطوان المغربية (على ساحل المتوسط) التي اعتبرتها تقارير أمريكية وغربية « محضنا لتفريخ الانتحاريين ».

ونقلت تقارير إعلامية مغربية مؤخرا عن عائلات مغربية في تطوان أنها تلقت اتصالات من الخارج تعلمها بأن أبناءها لقوا حتفهم على أرض العراق، حيث كانوا يقاتلون القوات الأمريكية والبريطانية.

وكانت القوات الأمريكية أشارت إلى أن عشرات الشباب المغاربة موجودون بالفعل في بلاد الرافدين، الأمر الذي جعل المخابرات المركزية الأمريكية تطلب من السلطات المغربية التحقيق في ذلك الأمر.

وأدى التعاون الاستخباراتي بين الرباط وواشنطن إلى إلقاء القبض على عدة عناصر تقول أجهزة الأمن المغربية إنهم كانوا ينشطون في إرسال الشباب إلى بلاد الرافدين.

وسبق أن أظهر استطلاع أمريكي للرأي أن 68% من المغاربة يؤيدون المقاومة العراقية، بينما أيد 73% ممن شاركوا في الاستطلاع وعددهم 1000 مغربي (سن 18 عاما فما فوق) أيدوا تكثيف الضغوط على إدارة بوش لسحب قواتها من بلاد الرافدين.

وأوضح الاستطلاع الذي أجراه فريق تابع لمركز الدراسات الأمنية والدولية بجامعة ميريلاند الأمريكية ومركز توجهات السياسة الدولية في ديسمبر الماضي أن 83% ممن استطلعت آراؤهم شددوا على أن الدين الإسلامي يرفض الاعتداءات على المواطنين.

[Auteur]

Messages