!خروف العيد مصاب بالطاعون
- Ce sujet est vide.
-
AuteurMessages
-
décembre 7, 2008 à 11:11 #205037AnonymeInvité
ملف من إعداد: أنس العقلي
جريدة المستقلتواجه جل الأسر المغربية عيد الأضحى لهذه السنة بإمكانيات مادية ضعيفة، يقابلها ارتفاع صاروخي في ثمن خروف العيد، الذي يأتينا هذه السنة مصابا بالطاعون.. ورغم التحذيرات، يقبل المغاربة على شراء أضحية العيد غير عابئين بإمكانية انتقال عدوى المرض الخطير إليهم، وهو ما يعني بلا شك تحول العيد إلى مأساة إنسانية..
جاء عيد الأضحى هذه السنة في نهاية عام صعب، واجهه المواطن المغربي بإمكانيات ضعيفة جعلته ينهزم أمام المصاريف الهائلة التي أثقلت كاهله الضعيف، فمع بداية سنة 2008 تضاعفت أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، حتى أصبح المغاربة مهددين بالمجاعة، وجاءت عطلة الصيف بما تحمله من مصاريف السفر والاستجمام، وبعدها مباشرة كانت مصاريف شهر رمضان المعظم في الانتظار، وبرفقتها مصاريف الدخول المدرسي التي أصبحت تتطلب من الأسر ميزانيات كبيرة، بسبب الغلاء الفاحش في أسعار الدفاتر والكتب المدرسية وباقي الأدوات التي لا يتنازل الأساتذة عن قلم صغير منها. وبعد الدخول المدرسي هل هلال مصاريف عيد الفطر، واشتعلت النيران في أسواق الملابس، لكنها كانت نيرانا في الأسعار، والتهمت أموال المواطنين، ومباشرة بعد العيد بدأت معمعات أكباش عيد الأضحى ترتفع، مذكرة الناس بأن العيد قادم في الطريق، مع العلم أن جل أرباب الأسر الضعيفة أصبحت تخيفهم معمعة كبش العيد أكثر مما يخيفهم زئير الأسد.
لماذا يرتفع ثمن الخروف كل سنة؟
وككل عام، نسمع هذه السنة عن الارتفاع الكبير في أثمان أضحية العيد بالمقارنة مع السنة الفارطة، فقد تعود المغاربة على سماع هذه الأسطوانة والاقتناع بها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التساؤل عن سبب هذا الارتفاع، وما مدى مشروعيته، خصوصا عندما نعلم أن أثمان اللحوم في الأسواق مستقرة، وأثمان العلف مستقرة، إلا أن منتجي الأغنام يستغلون قابلية المواطن المغربي لقبول الزيادات في الأسعار بكل سهولة، ليرفعوا كل سنة أثمان الأضحية بدون مبرر مقنع، ففي سنوات الجفاف يبررون ارتفاع الأثمان بالجفاف، وفي سنة ممطرة كهذه يقولون إن سبب ارتفاع ثمن الأضحية راجع للمطر.
لكن المشكل الأكبر هو أن خروف العيد هذه السنة مصاب بالطاعون، بسبب دخول رؤوس مصابة من الجزائر، مما جعل مرض الطاعون يتنقل بين رؤوس الماشية بالمغرب. والطاعون مرض خطير وسريع العدوى، ويؤدي إلى الوفاة بسرعة، في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الصحة على أن الطاعون تمت معالجته، وأن الرؤوس المريضة لا وجود لها في الأسواق.
وفي أسواق بيع الغنم، تتجاوز الأثمان الخطوط الحمراء لتبلغ حدودا خيالية في مختلف أسواق البلاد، بسبب التفاهم اللاسلكي الذي أصبحت الهواتف المحمولة تؤمنه بين البائعين، ليصل ثمن الكبش المتوسط إلى 3500 درهم وأكثر، وهو ثمن أكبر بكثير من السعر الحقيقي للحم الغنم، أما في الأسواق الممتازة، فقد حدد سوق مرجان ثمن الكبش في 45 درهما للكيلوغرام بالنسبة للكبش العادي، و48 درهما للكيلوغرام بالنسبة للكبش من النوع الصردي.
قروض العيد والتناقض الصارخ
وتتسابق الأبناك في هذه المناسبة على تقديم القروض للمواطنين الراغبين في أن ينزل عليهم كبش العيد بالمنطاد مجانا، كما تقول اللوحات الإشهارية الكاذبة التي أصبحت تغزو شوارع المدن، هذا وتنتعش بعدة مناطق أسواق بيع الأثاث والأفرشة المستعملة، كما يحدث بحي الحبوس بالدار البيضاء، حيث تنشط هذه الأسواق إبان عيد الأضحى بسبب عدد كبير من الأسر المسحوقة الذين تضطرهم ظروفهم الاقتصادية الصعبة إلى بيع فراشهم من أجل شراء كبش العيد، وبالتالي يستفيد بعض الناس من هذه الفرصة لتفريش بيوتهم من مبيعات هؤلاء بأثمان جد مناسبة، لينطبق عليهم قول الشاعر: « مصائب قوم عند قوم فوائد. »
وكل هذا مخالف لروح العيد في الإسلام، لأن الإسلام يدعو الغني إلى ذبح كبش العيد وتصديقه على الفقير، ولا يفرض على الفقير الاقتراض من الأبناك وبيع أثاث بيته لشراء الأضحية. وهذا ما يؤشر على أن العيد في المغرب فقد مفهومه الديني، وأصبح متعلقا أكثر بكلام الناس وإرضاء الأطفال الذين يحبون ملاعبة الخروف وتقديم العلف له.
مدينة الخرفان
إذا كانت علامات العيد تبدأ بالظهور في الشوارع الكبرى للمدينة على شكل لوحات إشهارية كبيرة تجلب الأنظار بعروضها الزائفة، فإنها تتجلى في الأحياء الشعبية بشكل مختلف تماما، حيث تفتح دكاكين صغيرة لبيع الأضاحي، وهي معروفة عند المواطن المغربي بارتفاع الأسعار فيها مقارنة مع الأسواق الكبيرة، إلا أن هناك من يلجأ إليها ليتجنب عذاب شراء الأضحية من السوق الكبير، وهو اليوم الذي يضرب له « أصحاب العيون الكبيرة » ألف حساب.
ويقتحم أحياء المدينة باعة متجولون بقطعان الخرفان، غالبا ما يتوقفون في ساحة أو ملتقى طرق، ليلتف بهم عدد من المواطنين الذين يبحثون عن فرصة يتصيدونها تريحهم من عبء شراء الأضحية.
وتتأثث الأزقة في هذه المناسبة بخيام يبنيها باعة الفحم والعلف، وخيام أخرى يبنيها باعة التوابل، ويتسامح السكان مع إغلاق الممرات في هذه المناسبة الاستثنائية، ويتقبلون وجود هؤلاء الباعة الذين يتكاثرون في هذا الموسم بالذات، والذين يسهلون المأمورية على الناس ويقربون لهم كل ما يحتاجونه وما لا يحتاجونه.
فيتسابق المواطنون على شراء المواد الاستهلاكية بكميات كبيرة، رغم أنهم لن يحتاجونها كلها يوم العيد، إلا أن حمى لذة الشراء تجعل بعض ربات البيوت ترغبن في شراء كل ما هو معروض.
وكما ترتفع أثمان الأضاحي، ترتفع أيضا كل عام أثمان الفحم الذي يبلغ 7 دراهم للكيلوغرام بالنسبة للنوع الجيد المسمى « كروش »، وتزداد أثمان العلف الذي يصل إلى 8 دراهم للكيلوغرام الواحد.
وإذا كانت أرصفة الطرقات تتأثث بخيام باعة الفحم والعلف والتوابل، وملتقيات الطرق الشعبية والساحات الصغيرة وبعض البقع الأرضية يشغلها باعة الأضاحي، فإن وسط الشارع يشغله باعة الآلات والأغراض التي يتطلبها العيد، من سكاكين ومدى وآلات شواء وأفرنة وقضبان الكباب وتلك المكعبات البيضاء التي تستعمل لإشعال الفحم.
أصحاب هذه التجارة، يتخللهم المتخصصون في تحديد السكاكين، بآلاتهم الميكانيكية التي تصدر أصواتا عالية، ورغم الانتقادات التي توجه إلى هذه العادات الموسمية التي توصف بترييف المدينة، إلا أنها تبقى محتفظة بطعمها الخاص وطابعها المحلي الجميل.
أما يوم ذبح الأضحية، فيتحول بعض من كان بالأمس يبيع مستلزمات العيد إلى جزار يجوب الأزقة بحثا عن خروف يتكلف بذبحه وسلخه مقابل مبلغ معين لا ينزل عن 150 درهما، ومنهم من يشعل الحطب في ركن مناسب بانتظار استقبال رؤوس أضاحي أهل الحي.
-
AuteurMessages
- Vous devez être connecté pour répondre à ce sujet.