Résultats de la recherche sur 'الخل'

Forums Rechercher Résultats de la recherche sur 'الخل'

15 réponses de 181 à 195 (sur un total de 649)
  • Auteur
    Résultats de la recherche
  • Yamouni Abdelaziz
    Participant

    قبائل بني يزناسن
    يعتبر بنو يزناسن من القبائل البربرية البترية و ينتمون إلى زناتة كما يذكر ابن حوقل « و من قبائل البربر الخارجة من صلب زناتة بنو يزناسن » لكن قدور الورطاسي يذكر أن لكل من القبيلتين نسب خاص  » فلبني يزناسن نسبهم الخاص ، و لزناتة نسبهم الخاص ، و أن كاتا القبيلتين تجتمعان في أصل واحد  » أما مواطنهم الأصلي فيذكر ابن خلدون « بني يزناسن أهل الجبل المطل على وجدة  » ويعرف الحسن الوزان هذا الجبل  » يقع هذا الجبل على بعد نحو خمسين ميلا غربي تلمسان ، و يتاخم من جهة قفر كرط و قفر أنكاد من جهة أخرى ، ممتدا على طول خمس و عشرين ميلا و على عرض نحو خمة عشرة ميلا و هو شديد الوعورة و الارتفاع ، صعب المسالك ، تكسوه غابات كثيرة ، و يضم هذا الجبل مداشر عديدة يسكنها قوم ذو بأس شديد » . و تنقسم منطقة بني يزناسن إلى أربعة قبائل كبرى و هي : قبيلة بني وريمش ، وقبيلة بني عتيق ، قبيلة بني منقوش ، قبيلة بني خالد. .
    1* ـ البترية نسبة إلى شعب البتر وقد لقبو بهذا اللقب لأنهم كانوا يلبسون البرنس الصوفي ناقصا أي بدون غطاء الرأس عكس البرانس هذا ما ذكره ابن منصور نقلا عن مرسي في كتابه  » قبائل المغرب  » ، ج 1 ، ص : 262 الرباط 1968 ، لكن النسابة العرب يرجعون سبب التسمية إلى أجدادهم فالبتر هم الذين ينسبون إلى مدا غيس و يلقب بالإبتر ابن خلدون كتاب العبر ج 6 ، ص : 229 .
    1ـ قبيلة بني وريمش : تقع قبيلة بني وريمش في الناحية المجاورة لقبائل كبدانة والريف ، و معظم سكانها من العيون ، و تنتشر هذه القبيلة على الجزء الغربي من جبل تافوغالت شرقا وحوض ملوية غربا ، و تضم فروعا من الزاوية الحمداوية في عين الهراوة و بني نوكة و لا يوجد في بني وريمش إلا سوق واحد المسمى « بتانزارت » ، و أعظم بطونهم بنو عبد السيد . و أولاد علي الشاب و رسلان و تاكمة ، و بنو محيو المجاوورن لقصبة عيون سيدي ملوك و في هذا القسم تقع أراضي أكليم .

    أما شرفاء القبيلة فهم : أولاد سيدي علي و سعيد باونت و أولاد سيدي سعيد العرعار ، و أولاد سيدي موسى المدعون بأولاد معبورة ، و أولاد فسير ، و أولاد عطية وأهل ورين و بنو وال و التميميون و الشراقة ، وهؤلاء الشرفاء الإدريسيون يقيمون مواسم دورية[1] * ترحما على جدودهم الأعلون .

    2ـ قبيلة بني عتيق : يمتد مجالها الطبيعي بين بني منقوش شرقا و بني وريمش غربا و تشرف من جهة الجنوب على سهل أنكاد و من الشمال على تريفة و مدينة بركان الحالية و هي تقع في هذه القبيلة . و في بني عتيق يقع جبل فوغال أو » ألمو  » الذي ينبع الماء منه في كل جهة من بين الصخور كما توجد بها بحيرة واو اللوت التي تسقي البساتين المجاورة لها ومن أهم الأسر العتيقة بهذه القبيلة ال الهبيل أسرة البكاي لهبيل رئيسي أول حكومة مغربية في عهد الاستقلال ، وتضم هذه القبيلة ضريح مولاي احمد العياشي مؤسس زاوية زكزل كما تضم الشرفاء الحافيين و السرغوسنيين و الورطاسيين و أل تيزي أزمور و الصبانيين ، و لكل هؤلاء الشرفاء مواسم خاصة في كل سنة و في هذه القبيلة تقع مغارتا الجمل و الحمامة المشهورتان عالميا

    3 3ـ قبيلة بني منقوش : تمتد هذه القبيلة جنوبا من أراضي  » لبصارة  » الواقعة على حدود قبيلة  » لمهاية  » الشمالية وتنتهي شمالا إلى حدود أراضي غرب سهل تريفة و قبيلة لعثامنة أي تمتد بين بني خالد شرقا و بني عتيق غربا … و في سهل بني منقوش تقع قصبة عين الركادة التي أعاد بناءها السلطان إسماعيل و تقع أيضا في هذه القبيلة عين فزوان المعدنية ( المعروفة وطنيا ) و عين الصفا الجميلة .
    ومن أهم الأسر المنقوشية أولاد سيدي رمضان ، و أولاد بوغنم ، أهل وجوت ، لكرارجة ، أما الشرفاء الادريسيون فهم أولاد سيدي علي البكاي (صاحب الزاوية البكاوية ) و أولاد بنيعقوب وأل وكوت ولحسنيون و الرمضانيون (أصحاب الزاوية الرمضانية ) و الوليون و أولاد الطاهر من عين الصفا .
    4 قبيلة بني خالد : نتشر بنو خالد في الجزء الشرقي من جبال بني يزناسن ، يحدهم شرقا الأراضي الجزائرية و غربا قبيلة بني منقوش و تشرف هذه القبيلة على سهل أنكاد جنوبا و سهل تريفة شمالا ، و أهم الأسر في بني خالد : بنو مريحا و بنو خلوف و أولاد الزعيم و أولاد بن عزة ، أما شرفاؤهم فهم : أولاد سيدي عبد الله بن عزة و أولاد سيدي المختار بوتشيش القادري و أولاد بن العالم و تضم هذه القبيلة أهم الزوايا على الصعيد الوطني و هي الزاوية البوتشيشية و الهبرية .
    كما ان هنالك عدد كبير من الزوايا نذكر منها: ـ الزاوية البكاوية : تقع هذه الزاوية ببني وكلان جبل بني يزناسن قبيلة بني منقوش ، و مؤسسها هو علي البكاي بن محمد بن محمد ( فتحا ) و ينتهي نسبه إلى سيدنا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) و لقب بالبكاي لأنه كان كثير البكاء لفراق شيخه سيدي بوزيان .
    وتقام في الزاوية حاليا مختلف الأنشطة الدينية من ذكر و صلاة و غيرها و الغالب فيها هي الحضرة التي تقام كل خميس كما يقام موسم سنوي في ضريح جد البكاويين في بني وكلان .
    ـ الزاوية الرمضانية: تقع الزاوية الرمضانية بالسفوح الشمالية لجبال بني منقوش جنوب جراوة بحوالي ست كيلومترات قرب مدينة أبركان ، وسميت بهذا الإسم نسبة إلى الشيخ رمضان الذي يعتبر مؤسسها الحقيقي و هو الذي أعطى الانطلاقة الأولى للطريقة الوزانية الطيبية بالمنطقة وما زال الناس يقصدون هاته الزاوية للتبرك و السياحة .

    ـ الزاوية الحمداوية أو زاوية زكزل : تقع زاوية زكزل في جبل بني يزناسن قرب قرية تافوغالت بمقربة مكان سياحي يسمى مغارة الجمل و مؤسس هاته الزاوية ، مولاي احمد بن محمد بن مولاي العياشي ، أما الطريقة الصوفية للزاوية فهي الطريقة التجانية و الخلوتية وذلك ما ذكره أحمد الغزالي بالنظر إلى سند الطريقة نلاحظ أن رجالاتها غير مذكورين في نسب الدرقاوية بل أنهم ينتمون خاصة إلى الخلوتية و التجانية  » و للزاوية فروع كثيرة ذكر منها V O I N T في كتابه وجدة العمالة .
    ـ الزاوية البوتشيشية : يوجد مقر الزاوية البوتشيشية حاليا بقرب مداغ ، و يرجع إنشاؤها إلى الشيخ المختار البوتشيشيي القادري وذلك في عهد المولى عبد الرحمن القرن 13 هـ ، وقد ساهم بعض أقطاب هاته الزاوية في محاربة الاستعمار الفرنسي إبان احتلاله الجزائر 1830 م حسب ما ذكره أحمد الغزالي « تعززت مكانة الزاوية بجهاد المستعمر الفرنسي الذي احتل القطر الجزائري سنة 1830 م ، فكان أحد أقطاب الزاوية خير معين للأمير عبد القادر الجزائري … » و استمر جهادها ضد الاستعمار على يد الشيخ المختار الثالث غداة احتلاله لوجدة عام 1907م
    ـ لقب الشيخ المختار القادري ببوتشيش لأنه كان يقدم « التشيشة » كطعام لمريديه ولهذا سميت بالزاوية البوتشيشية . ، وقد عانت هاته الزاوية كثيرا من  » بو حمارة  » إذ أنه قدم على احراق الزاوية المعروفة بالدار البالية ، أما سندها الصوفي فيتصل بالمولى عبد القادر الجلاني .
    وعرفت الزاوية البوتشيشية انتشارا واسعا على عهد الشيخ العباسي القادري لأنه كان متسامحا و كريما مع الكل و زاد انتشارها على عهد إبنه الشيخ سيدي حمزة ، و للزاوية مريدون في مختلف مناطق المغرب بل حتى في أوربا (كما سبق الذكر )
    ـ الزاوية الدرقاوية أو الهبرية : تأتي في الأهمية بعد الزاوية البوتشيشية فهي اقل انتشارا و أتباعا من هاته الأخيرة ، و مؤسسي هاته الزاوية هو الحاج محمد الهبري العزاوي و يوجد مقرها بالمحل المعروف  » بالضريرة  » التابعة ل أحفير و هي توجد على الحدود الجزائرية المغربية و قريبة من مصطاف السعيدية ، و إنشاؤها يرجع إلى ما قبل الاستعمار الفرنسي ببضع سنوات وتتميز هاته الزاوية عن الزوايا الأخرى بكونها تستعمل الطبل أثناء رقصاتهم  » الحضرة  » مع أناشيدوجدانية في قالب الشعر العربي

    #204194

    Sujet: كيك بالشكلاطة

    dans le forum Cuisine
    houmidi59
    Participant

    المقادير:
    كأس من مسحوق الشكلاطة
    5 بيضات
    كأس من السكر
    قليل من الزبدة لذهن القالب
    كأس ونصف من الدقيق
    125 غرام من الزبدة غير المذابة
    إشعلي الفرن وادهني القالب الخاص بالحلوى بقليل من الزبدة
    أعزلي أصفر البيض عن الأبيض
    أمزجي أصفر البيض مع السكر بخلاط كهربائي مع إضافة بيضة كاملة والشكلاطة.
    أضيفي الدقيق ثم الزبدة وإخلطي من جديد
    بعد إمزجي أبيض البيض حتى يصير مثل الثلج ثم أضيفيه على الخليط الأول بعناية مع التحريك من الفوق إلى الأسفل بملعقة من خشب
    أفرغي الخليط في القالب
    أدخليه إلى الفرن الساخن حتى ينضج.شهية طيبة

    #255434
    oujdi12
    Membre

    يا علاء ,
    مربح لمن ? و في الناحية الإقتصادية لا يمكن تصنيفه بالمشروع الوطني التنموي الذي سيصبح المغرب من خلاله بلدا منتجا متقدما , فهو في أحسن الحالات سيجعلنا ننافس تيلاند . زيادة على ذلك , فأمثال هذه المهرجانات لا تنتج إلا الفساد و الإنحلال الخلقي , يعني مزيد من الآفات و الأمراض . يعني مزيد من غضب الله علينا .

    #254236
    midhat2
    Membre

    @ميمون wrote:

    مسابقة القدم الذهبي: اكتشاف المواهب الكروية أم بيع الأحلام للشباب؟

    جريدة المستقل/أنس العقلي

    يبلغ برنامج القدم الذهبي سنته الخامسة هذا الموسم، وهو يصنف في خانة برامج تلفزيون الواقع بالمغرب، حيث يعمل على انتقاء الشباب الموهوب في مجال كرة القدم من خلال قافلته التي يجوب بها كل أنحاء المملكة، بغاية خدمة كرة القدم المغربية والأخذ بيد الطاقات الواعدة، رغم كل ما يقال عنه من المتاجرة بأحلام الشباب وبيع الوهم لهم..
    نال برنامج القدم الذهبي الكثير من الثناء سواء من المتتبعين العاشقين لكرة القدم أو من المختصين الذين يهتمون بالتنقيب عن المواهب الصاعدة وتأطيرها ورعايتها. ويرى المتفائلون أن تجربة القدم الذهبي في حد ذاتها تحمل في طياتها فوائد جمة للمواهب الشابة، حيث يستفيدون من إجراء تداريب في كرة القدم تحت إشراف مدربين مغاربة أكفاء مثل صلاح الدين بصير وعزيز بودربالة وعبد الرحيم طالب، الذين يمدونهم بنصائح ثمينة وغالية ستفيدهم بلا شك في كامل مشوارهم الرياضي. إلا أن هناك من ينتقد تسمية القدم الذهبي ويعتبرها لاحنة لغويا، ويرون الصواب هو القدم الذهبية على اعتبار أن كلمة قدم مؤنثة وليست مذكرة.
    هل يتاجر القدم الذهبي بأحلام الشباب؟

    وإن كان البعض ينظر إلى برنامج القدم الذهبي باعتباره مبادرة إيجابية، فهناك بعض آخر يرى أن البرنامج كانت له تأثيرات سلبية على الذين شاركوا فيه، حيث يرى بعض الملاحظين أنه تسبب للعديد من الشباب في‮ ‬الفشل الدراسي‮ ‬بسبب المصادفة العجيبة التي تجمعه بموعد امتحانات آخر العام، لدرجة أن البعض طالب البرلمان بالنظر في الملايير التي صرفت من أموال الشعب على برنامج قاد الشباب إلى طريق الفشل وجعل الآلاف من الآباء والأمهات‮ ‬يندبون حظ أبنائهم الذين انقطعوا عن الدراسة بسبب الجري وراء السراب من خلال مشاركتهم في قافلة القدم الذهبي. ويتجلى ذلك بشكل واضح عندما نعرف أن عدد المشاركين في التصفيات الأولية من مسابقة القدم الذهبي الذي يتجاوز 12 ألف مشارك يتقلص في النهاية إلى 32 لاعبا فقط.
    وهذا ما جعل بعض الأصوات ترتفع مطالبة بتدخل حازم من البرلمان وتشكيل لجنة خاصة لتقصي‮ ‬الحقائق وتدقيق الحسابات في مسألة استغلال الشباب لأغراض تجارية، منها الإعلانات ورسائل الإس إم إس.
    وسبق لحمادة عبد المتعال الفائز بالدورة الأولى من مسابقة القدم الذهبي أن قال في تصريح له مع إحدى الصحف الوطنية، أن القدم الذهبي يضيع وقت الشباب ويملأ عقولهم بالأوهام الفارغة. وقال أنه شعر بإحباط شديد بسبب الوعود التي لم تتحقق، وعلى رأسها سفر الفريق الفائز إلى مدينة لوهافر الفرنسية من أجل إجراء اختبارات تجريبية ضمن الفريق الفرنسي الذي سينتقي بعض اللاعبين من أجل ضمهم إلى صفوف الشبان، هذا بالإضافة إلى جائزة الفائز بالقدم الذهبي والتي تتمثل في استفادته من قضاء أسبوع ضمن فريق ليون.
    وكل الذي حدث حسب تصريح حمادة هو زيارة عادية لنادي لوهافر وإجراء تدريبين بملعبه دون أي اهتمام من طرف مسؤوليه الذين لم يكن يبدو عليهم أي اهتمام بأمر لاعبي القدم الذهبي. وعندما وصل وقت سفره إلى ليون أخبره المشرفون عن القدم الذهبي أن عليه العودة إلى المغرب لأن ذلك السفر تم إلغاؤه. وأضاف عبد المتعال أنه بمجرد الوصول إلى مطار محمد الخامس اختفى جميع المرافقين الذين كان اللاعبون يثقون فيهم في البداية ثقة عمياء حسب تعبيره. ومنهم من لم يجد حتى مصاريف العودة إلى مدينته، ليجد نفسه في ورطة حقيقية بمدينة الدار البيضاء.
    وقال عبد المتعال إنه خسر دراسته بسبب القدم الذهبي الذي من غرائب الصدف أنه يقام في وقت الامتحانات، حيث كرر قسم الباكالوريا في تلك السنة. وختم حمادة قوله بأن برنامج القدم الذهبي يبيع للشباب أوهاما فارغة ويعرض مسيرتهم الدراسية للفشل لينتهي بهم الأمر بين الخيبة والإحباط.
    الحصيلة المحققة حتى الآن
    ويتوزع خريجو النسخ الأربع الماضية من مسابقة القدم الذهبي على مجموعة من الأندية الكروية، ففي لوهافر يلعب إدريس فتوحي أساسيا بالفريق الممارس ضمن قسم الهواة، وفي شبان الوداد يلعب المدافع الأوسط يوسف الترابي الذي حاز على ثقة مدرب المنتخب الوطني للشبان، بينما يمارس إبراهيم الجوباري وأنس عليطو بشبان الرجاء، ويلعب حاليا زكرياء بلغيتي بالكوكب المراكشي ومعاد الطويل بالنادي المكناسي وحسام غاوي بالنادي القنيطري ويوسف قرماني بمولودية مراكش ومحمد قاسمي بشبان النادي المكناسي ويونس لعروجة بوفاء وداد ومحمد أوبنعمر وخالد فولكان بشباب الريف الحسيمي. وتبقى هذه الحصيلة غير كافية بالنظر إلى تطلعات المتتبع المغربي وانتظاراته من مسابقة القدم الذهبي التي من المفترض أن تفرخ طاقات كبيرة تدعم صفوف المنتخب والأندية المغربية الكبيرة.
    النسخة الخامسة تختلف عن سابقاتها
    وتتميز النسخة الخامسة لمسابقة القدم الذهبي القدم الذهبي 2008 بتوسيع رقعتها الجغرافية، حيث تجوب القافلة القدم الذهبي دول المغرب العربي، من أجل مد جسور التعاون الكروي بين الدول المغاربية الخمس، من خلال اللتنقيب عن المواهب الكروية الصاعدة، حيث يراهن المشرفون على البرنامج على كرة القدم كوسيلة لتذويب الخلافات الديبلوماسية.
    وأجرى المشرفون على البرنامج اتصالاتهم مع العديد من الخبراء والتقنيبن، على رأسهم الجزائري رابح ماجر والتونسي طارق دياب وغيرهما من الكفاءات المعول عليها في إعطاء دفعة قوية للعمل التأطيري لشباب القدم الذهبي.
    ومن مستجدات قافلة القدم الذهبي ضم اللاعب مصطفى حجي للطاقم التقني خلفا لصلاح الدين بصير الذي لم يتمكن من الاستمرار في عملية التنقيب بسبب ظروفه الصحية. وكذلك تعزيز الطاقم بكل من المدرب البرازيلي جورفان والفرنسي كريستيان كارمبو وجيست فونطين أول هداف في تاريخ كأس العالم.
    هذا وسيتم توقيع اتفاقية شراكة بين القدم الذهبي وأحد أندية الدرجة الأولى من الدوري الإنجليزي، وشراكة مع نادي الوداد الرياضي، بالإضافة إلى الشراكة المبرمة مع نادي لوهافر الفرنسي.
    إن الغاية من برنامج القدم الذهبي هي البحث عن المواهب الشابة في كرة القدم، والأخذ بيدها وتقديم الدعم لها من أجل صقل موهبتها والاستفادة منها في تدعيم صفوف المنتخب والأندية المغربية، وليس فقط تلميع صورة المغرب في الداخل والخارج، وتحقيق أرباح خيالية من الإعلانات والهاتف، لذلك يجب توفير جوائز مشجعة للاعبين، والعمل على برمجة المسابقة في توقيت مناسب لا يتزامن مع توقيت الامتحانات، ولو أن موضة العصر أصبحت هي برمجة جميع الأنشطة التي تشد الشباب في أوقات الامتحان، كحفلات موازين والعديد من المهرجانات المماثلة.

    معك حق يا أخي ميمون هذه برامج لكسب الأموال على حساب الغلبة و هل تعلم أن المسوؤل الأول على برنامج القدم الدهبي هو نفسه المسؤول على برنامج لالة العروسة و أن البرنامجين ثم تسجيلهما في نفس الفيلا و هم بذلك يموهون الناس و يطلبون منهم إرسال الرسائل القصيرة مع العلم أن البرامج تكون قد إنتهت و أن الفائز معروف فلماذا إذا غش التاس بإعطاء أسئلة يعرفها كل الناس و في الأخير يعلنون عن الفائز يسيارة .
    هذا سطو على الناس الغلبة .
    منذ إطلاق برنامج القدم الذهبي لم يثم إختيار أي لاعب من وجدة هل لا يوجد لاعبين مرموقين في وجدة أم هي سياسة مقصودة ?????
    🙁 تحياتي الأخوية للجميع 😆

    midhat2
    Membre

    الوصف الصحيح للرسول (صلى الله عليه و سلم (

    صفة لونه:

    عن أنس رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق – أي لم يكن شديد البياض والبرص – يتلألأ نوراً(.

    صفة وجهه:

    كان صلى الله عليه وسلم أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر. قال عنه البراء بن عازب: (كان أحسن الناس وجهًا و أحسنهم خلقاً(.

    صفة جبينه:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين). الأسيل: هو المستوي. أخرجه عبد الرازق والبيهقي وابن عساكر. وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم. وقد صفه ابن أبي خيثمة فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس، تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ(.

    صفة حاجبيه:

    كان حاجباه صلى الله عليه وسلم قويان مقوسان، متصلان اتصالاً خفيفاً، لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر.

    صفة عينيه:

    كان صلى الله عليه وسلم مشرب العينين بحمرة، وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة – أي رموش العينين – ناصعتي البياض وكان صلى الله عليه وسلم أشكل العينين. قال القسطلاني في المواهب: الشكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود. وقال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه، قال الراهب: هو شرح المواهب. وكان صلى الله عليه وسلم (إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل) رواه الترمذي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما –

    والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج: شدة سواد الحدقة، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة – وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها). أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.
    صفة أنفه:

    يحسبه من لم يتأمله صلى الله عليه وسلم أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته والأرنبة هي ما لان من الأنف.

    صفة خديه:
    كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده). أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي: هذا حديث صحيح.

    صفة فمه وأسنانه:
    قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان). الأشنب: هو الذي في أسنانه رقة وتحدد. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان صلى الله عليه وسلم وسيماً أشنب – أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات- أفلج الثنيتين – الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت، والفلج هو تباعد بين الأسنان – إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، – النور المرئي يحتمل أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون معنوياً فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية).

    صفة ريقه:
    لقد أعطى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه وسلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء، فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته بإذن الله. فقد جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرىء كأنه لم يكن به وجع). وروى الطبراني وأبو نعيم أن عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخواتها دخلن على النبي صلى الله عليه وسلم يبايعنه، وهن خمس، فوجدنه يأكل قديداً (لحم مجفف)، فمضغ لهن قديدة، قالت عميرة: ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن، فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله تعالى وما وجد لأفواههن خلوف، أي تغير رائحة فم. ومما يروى في عجائب غزوة أحد، ما أصاب قتادة رضي الله عنه بسهم في عينه قد فقأتها له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تدلت عينه، فأخذها صلى الله عليه وسلم بيده وأعادها ثم تفل بها ومسح عليها وقال (قم معافى بإذن الله) فعادت أبصر من أختها، فقال الشاعر
    (اللهم صل على من سمى ونمى ورد عين قتادة بعد العمى(.

    صفة لحيته:

    كان رسول الله صلى الله عليه حسن اللحية ، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر. وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، – والكث: الكثير منابت الشعر الملتفها – وكانت عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها)، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه. وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: (كان في عنفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض). أخرجه البخاري. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (لم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته). أخرجه مسلم. (وكان صلى الله عليه وسلم أسود كث اللحية، بمقدار قبضة اليد، يحسنها ويطيبها، أي يضع عليها الطيب. وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات). أخرجه الترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم حف الشارب وإعفاء اللحية.

    صفة رأسه:

    كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم.

    صفة شعره:

    كان صلى الله عليه وسلم شديد السواد رجلاً، أي ليس مسترسلاً كشعر الروم ولا جعداً كشعر السودان وإنما هو على هيئة المتمشط، يصل إلى أنصاف أذنيه حيناً ويرسله أحياناً فيصل إلى شحمة أذنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وغاية طوله أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق، وبهذا يجمع بين الروايات الواردة في هذا الشأن، حيث أخبر كل واحدٍ من الرواة عما رآه في حين من الأحيان. قال الإمام النووي: (هذا، ولم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) في سني الهجرة إلا عام الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام حجة الوداع). وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله)، أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح. ولم يكن في رأس النبي صلى الله عليه وسلم شيب إلا شعيرات في مفرق رأسه، فقد أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفي بعض الأحاديث ما يفيد أن شيبه لا يزيد على عشرة شعرات وكان صلى الله عليه وسلم إذا ادهن واراهن الدهن، أي أخفاهن، وكان يدهن بالطيب والحناء. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد)، أخرجه البخاري ومسلم. وكان رجل الشعر حسناً ليس بالسبط ولا الجعد القطط، كما إذا مشطه بالمشط كأنه حبك الرمل، أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضاً، وتحلق حتى يكون متحلقاً كالخواتم، لما كان أول مرة سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل جاءه جبريل عليه السلام بالفرق ففرق. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من نافوخه وأرسل ناصيته بين عينيه). أخرجه أبو داود وابن ماجه. وكان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره، أي يرسله ثم ترك ذلك وصار يفرقه، فكان الفرق مستحباً، وهو آخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم. وفرق شعر الرأس هو قسمته في المفرق وهو وسط الرأس. وكان يبدأ في ترجيل شعره من الجهة اليمنى، فكان يفرق رأسه ثم يمشط الشق الأيمن ثم الشق الأيسر. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترجل غباً، أي يمشط شعره ويتعهده من وقت إلى آخر. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره، أي الابتداء باليمين، إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل). أخرجه البخاري.

    صفة عنقه ورقبته:

    رقبته فيها طول، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد: هو العنق، والدمية: هي الصورة التي بولغ في تحسينها). فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كان عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة)، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي. وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما قالت: (كان أحسن عباد الله عنقاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر)،
    أخرجه البيهقي وابن عساكر.

    صفة منكبيه:

    كان صلى الله عليه وسلم أشعر المنكبين (أي عليهما شعر كثير)، واسع ما بينهما، والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بعد ما بين منكبيه لم يكن منافياً للاعتدال. وكان كتفاه عريضين عظيمين.

    صفة خاتم النبوة:

    وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمراً، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة أحمراً وتارة كلون جسده وهكذا بحسب الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه وسلم الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخاتم. فعن عبد الله بن سرجس قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزاً ولحماً وقال ثريداً. فقيل له: أستغفر لك النبي؟ قال: نعم ولك، ثم تلى هذه الآية: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) محمد/19. قال: (ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل)، أخرجه مسلم. قال أبو زيد رضي الله عنه: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني، فاقتربت منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي قال: فسئل عن خاتم النبوة فقال: (شعرات بين كتفيه)، أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. اللهم كما أكرمت أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا إلهنا يا من تعطي السائلين من جودك وكرمك ولا تبالي.

    صفة إبطيه:

    كان صلى الله عليه وسلم أبيض الإبطين، وبياض الإبطين من علامة نبوته إذ إن الإبط من جميع الناس يكون عادة متغير اللون. قال عبد الله بن مالك رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه (أي باعد) حتى نرى بياض إبطيه). أخرجه البخاري. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه). أخرجه أحمد وقال الهيثمي في المجمع رجال أحمد رجال الصحيح.

    صفة ذراعيه:

    كان صلى الله عليه وسلم أشعر، طويل الزندين (أي الذراعين)، سبط القصب (القصب يريد به ساعديه).
    صفة كفيه:

    كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحماً، غير أنها مع غاية ضخامتها كانت لينة أي ناعمة. قال أنس رضي الله عنه: (ما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم). وأما ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها، فهو محمول على ما إذا عمل في الجهاد أو مهنة أهله، فإن كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار). أخرجه مسلم.

    صفة أصابعه:

    قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأطراف (سائل الأطراف: يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة). أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والحاكم مختصراً والبغوي في شرح السنة والحافظ في الاصابة.

    صفة صدره:

    كان صلى الله عليه وسلم عريض الصدر، ممتلىءٌ لحماً، ليس بالسمين ولا بالنحيل، سواء البطن والظهر. وكان صلى الله عليه وسلم أشعر أعالي الصدر، عاري الثديين والبطن (أي لم يكن عليها شعر كثير) طويل المسربة وهو الشعر الدقيق.

    صفة بطنه:

    قالت أم معبد رضي الله عنها: (لم تعبه ثلجه). الثلجة: كبر البطن.

    صفة سرته:

    عن هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دقيق المسربة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك: حديث هند تقدم تخريجه. واللبة المنحر وهو النقرة التي فوق الصدر.

    صفة مفاصله وركبتيه:

    كان صلى الله عليه وسلم ضخم الأعضاء كالركبتين والمرفقين والمنكبين والأصابع، وكل ذلك من دلائل قوته صلى الله عليه وسلم.

    صفة ساقيه:

    عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: (وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه). أخرجه البخاري في صحيحه.

    صفة قدميه:

    قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء ششن الكفين والقدمين). قوله: خمصان الأخمصين: الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين: يريد أنهما ملساوان ليس في ظهورهما تكسر لذا قال ينبو عنهما الماء، يعني أنه لا ثبات للماء عليها وسشن الكفين والقدمين أي غليظ الأصابع والراحة. رواه الترمذي في الشمائل والطبراني. وكان صلى الله عليه وسلم أشبه الناس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وكانت قدماه الشريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.

    صفة عقبيه:

    كان رسول صلى الله عليه وسلم منهوس العقبين أي لحمهما قليل.

    صفة قامته و طوله:

    عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم (أي مربوع القامة)، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب. وقد ورد عند البيهقي وابن عساكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يماشي أحداً من الناس إلا طاله، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسب إلى الربعة، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. فكان صلى الله عليه وسلم حسن الجسم، معتدل الخلق ومتناسب الأعضاء.

    صفة عرقه:

    عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ (أي كان صافياً أبيضاً مثل اللؤلؤ). وقال أيضاً: (ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم). أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له. وعن أنس أيضاً قال: (دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أي نام) عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: عرق نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب). رواه مسلم، وفيه دليل أن الصحابة كانوا يتبركون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم أم سليم على ذلك. وكان صلى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه (أي تبقى رائحة النبي صلى الله عليه وسلم على يد الرجل الذي صافحه)، وإذا وضع يده على رأس صبي، فيظل يومه يعرف من بين الصبيان بريحه على رأسه.

    ما جاء في اعتدال خلقه صلى الله عليه وسلم:

    قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر). أخرجه الطبراني والترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة وابن سعد وغيرهم. وقال البراء بن عازب رضي الله عنه: (كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً). أخرجه البخاري ومسلم.

    الرسول المبارك صلى الله عليه وسلم بوصفٍ شامل:

    يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه ومولاه ودليلهما، خرجوا من مكة ومروا على خيمة امرأة عجوز تسمى (أم معبد)، كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتطعم، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يجدوا عندها شيئاً. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في جانب الخيمة، وكان قد نفد زادهم وجاعوا. وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أم معبد: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاة خلفها الجهد والضعف عن الغنم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل بها من لبن؟ قالت: بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلباً فاحلبها، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الشاة، ومسح بيده ضرعها، وسمى الله جل ثناؤه ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رجليها، ودرت. فدعا بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا (أي شبعوا)، ثم شرب آخرهم، ثم حلب في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء، ثم تركه عندها وارتحلوا عنها. وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق عنزاً يتمايلن من الضعف، فرأى اللبن، فقال لزوجته: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب (أي الغنم) ولا حلوب في البيت!، فقالت: لا والله، إنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، فقال أبو معبد: صفيه لي يا أم معبد، فقالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أي مشرق الوجه)، لم تعبه نحلة (أي نحول الجسم) ولم تزر به صقلة (أنه ليس بناحلٍ ولا سمين)، وسيمٌ قسيم (أي حسن وضيء)، في عينيه دعج (أي سواد)، وفي أشفاره وطف (طويل شعر العين)، وفي صوته صحل (بحة وحسن)، وفي عنقه سطع (طول)، وفي لحيته كثاثة (كثرة شعر)، أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل لا تذر ولا هذر (كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)، لا يأس من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود (أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا عابس ولا مفند (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخرافة)، فقال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا. وأصبح صوت بمكة عالياً يسمعه الناس، ولا يدرون من صاحبه وهو يقول: جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد. هما نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد. حديث حسن قوي أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان، وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسن من القمر). (إضحيان هي الليلة المقمرة من أولها إلى آخرها). وما أحسن ما قيل في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل. (ثمال: مطعم، عصمة: مانع من ظلمهم(.

    ما جاء في حسن النبي صلى الله عليه وسلم:

    لقد وصف بأنه كان مشرباً حمرة وقد صدق من نعته بذلك، ولكن إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس والرياح، فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة، وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لا يشك فيه أحد ممن وصفه بأنه أبيض أزهر. يعرف رضاه وغضبه وسروره في وجهه وكان لا يغضب إلا لله، كان إذا رضى أو سر إستنار وجهه فكأن وجهه المرآة، وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع وجهه). أخرجه ابن عساكر والأصبهاني في الدلائل والديلمي في مسند الفردوس كما في الجامع الكبير للسيوطي.
    في ختام هذا العرض لبعض صفات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الخلقية التي هي أكثر من أن يحيط بها كتاب لا بد من الإشارة إلى أن تمام الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم هو الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خلق بدنه الشريف في غاية الحسن والكمال على وجه لم يظهر لآدمي مثله.

    رحم الله حسان بن ثابت رضي الله عنه إذ قال:

    خلقت مبرءاً من كل عيب … كأنك قد خلقت كما تشاء

    ويرحم الله القائل:

    فهو الذي تم معناه وصورته … ثم اصطفاه حبيباً باريء النسم

    فتنزه عن شريك في محاسنه … فجوهر الحسن فيه غير منقسم

    وقيل في شأنه صلى الله عليه وسلم أيضاً:

    بلغ العلى بكماله كشف الدجى بجماله

    حسنت جميع خصاله صلوا عليه وآله

    ورحم الله ابن الفارض حيث قال:

    وعلى تفنن واصف يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف

    مـسألة:

    من المعلوم أن النسوة قطعت أيديهم لما رأين يوسف عليه السلام إذ إنه عليه السلام أوتي شطر الحسن، فلماذا لم يحصل مثل هذا الأمر مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل يا ترى سبب ذلك أن يوسف عليه السلام كان يفوق الرسول صلى الله عليه وسلم حسناً وجمالاً؟

    الجواب:

    صحيح أن يوسف عليه السلام أوتي شطر الحسن ولكنه مع ذلك ما فاق جماله جمال وحسن النبي صلى الله عليه وسلم. فلقد نال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صفات كمال البشر جميعاً خلقاً وخلقاً، فهو أجمل الناس وأكرمهم وأشجعهم على الإطلاق وأذكاهم وأحلمهم وأعلمهم… إلخ هذا من جهة، ومن جهة أخرى وكما مر معنا سابقاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلوه الوقار والهيبة من عظمة النور الذي كلله الله تعالى به، فكان الصحابة إذا جلسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم كأن على رؤوسهم الطير من الهيبة والإجلال فالطير تقف على الشيء الثابت الذي لا يتحرك. وما كان كبار الصحابة يستطيعون أن ينظروا في وجهه ويصفوه لنا لشدة الهيبة والإجلال الذي كان يملأ قلوبهم وإنما وصفه لنا صغار الصحابة، ولهذا السبب لم يحصل ما حصل مع يوسف عليه السلام.

    منقول للإفادة
    مع تحياتي ذ. حميد شفيق

    #204184
    houmidi59
    Participant

    هذه بعض الطرق تساعد ربات البيت في المطبخ ،نقلتها بكل أمانة من بعض المجلات.سأوافيكم بها من حين إلى آخر؛ مع العلم أن مجموعة منها بالفرنسية.
    آمل أن أكون عند حسن ظنكن بهذه الخدمة البسيطة مع خالص تحياتي وكامل إحتراماتي.
    وألف معذرة عن هذا التطفل.

    أفضل طريقة لنزع قشرة الثوم:تضعي الثوم المراد تقشيره في ماء بارد للحظات قبل تقشيره.

    لتتخلصي من رائحة الثوم والبصل
    1)من يديك:إفركي يديك ب »تفل » القهوة
    2)من الفم:تناولي عيدان البقدونس الأخضر

    عمليات لتقشير البصل بكل سهولة
    1)ضعي البصل في « الفريزر » لمدة نصف ساعة أو 30 دقيقة
    2)ضعيه في قدر به ماء لمدة نصف ساعة
    بهذه الطريقة لن تدمع عيناك

    إذا وجدت أن البصل طعمه »لاذع »
    لتخفيف هذا الطعم عند تناوله بمفرده،ضعي البصل على شكل شرائح في قليل من الماء البارد ثم أضيفي قليلا من « الخل » من الأفضل خل التفاح،فإن ذلك يعطيه طعما طيبا.

    oujdi12
    Membre

    لله… ثم للتاريخ… كتاب يفضح بدع وطقوس الشيعة الصفوية
    والتي لا تمت للأسلام بصلة

    شبكة البصرة

    مقدمة

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

    كنا في جمعية صلاح الدين نتحدث عن الحاجة إلى كتاب مختصر عن أصول الشيعة الإثني عشرية شريطة أن يستفيد منه العامة والخاصة، وبينما كنا نبحث عمن يكتبه من أهل العلم والاختصاص وصلنا هذا الكتاب « لله.. ثم للتاريخ » لمؤلفه السيد حسين الموسوي من علماء النجف، وبعد قراءته وجدناه يفي بالغرض وزيادة.

    أما الزيادة التي نعنيها، فهي مؤلف الكتاب الذي يعتبر عالماً من كبار علماء الشيعة، وبحكم دراسته وتدريسه في حوزات النجف، فقد كانت صلاته قوية مع كبار علماء وآيات الشيعة من أمثال: كاشف الغطاء، والخوئي، والصدر، والخميني، وعبد الحسين شرف الدين الذي كان يتردد على النجف، وفضلاً عن هذا وذاك فقد كان والد المؤلف عالماً من علماء الشيعة.

    تحدث المؤلف في كتابه عن غرائب تجاربه مع مراجع الشيعة بأسلوب شيق ومختصر، وبعد ذكر ما كان يحدث له معهم كلهم أو مع واحد منهم كان يرد قراءه إلى أمهات كتبهم التي تنص على مشروعية هذا الفعل القبيح.

    وكل من يتناول هذا الكتاب بالقراءة المتأنية سوف يلمس صدق المؤلف [ولا نزكي على الله أحداً]، واختلاف طريقته عن طريقة من سبقه من المؤلفين الشيعة الذين نقدوا بعض أصول مذهبهم.

    جزى الله المؤلف كل خير على هذا الكتاب النفيس، وأبعد عنه شرور الحاقدين الموتورين، فقد سمعنا أنـهم يتربصون به الدوائر ولهذا فإنه لم يذكر اسمه الصحيح، خوفاً من أن يكتشف أمره ويحصل له ما لا يحمد عقباه[انظر (ص 91) من الكتاب]، والله نسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.

    جمعية صلاح الدين الخيرية

    14صفر 1422

    لله… ثم للتاريخ

    للشيخ حسين الموسوي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وآله الطيبين الطاهرين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد: فإن المسلم يعلم أن الحياة تنتهي بالموت، ثم يتقرر المصير: إما إلى الجنة وإما إلى النار، ولا شك أن المسلم حريص على أن يكون من أهل الجنة، لذا لا بد أن يعمل على إرضاء ربه جل وعلا، وأن يبتعد عن كل ما نـهى عنه، مما يوقع الإنسان في غضب الله ثم في عقابه، ولهذا نرى المسلم يحرص على طاعة ربه وسلوك كل ما يقربه إليه، وهذا دأب المسلم من عوام الناس، فكيف إذا كان من خواصهم؟.

    إن الحياة كما هو معلوم فيها سبل كثيرة ومغريات وفيرة، والعاقل من سلك السبيل الذي ينتهي به إلى الجنة وإن كان صعباً، وأن يترك السبيل الذي ينتهي به إلى النار وإن كان سهلاً ميسوراً.

    هذه رواية صيغت على شكل بحث، قلتها بلساني، وقيدتـها ببناني قصدت بـها وجه الله ونفع إخواني ما دمت حياً قبل أن أُدرج في أكفاني.

    ولدت في كربلاء، ونشأت في بيئة شيعية في ظل والدي المتدين.

    درست في مدارس المدينة حتى صرت شاباً يافعاً، فبعث بي والدي إلى الحوزة العلمية النجفية أم الحوزات في العالم لأنـهل من علم فحول العلماء ومشاهيرهم في هذا العصر أمثال سماحة الإمام السيد محمّد آل الحسين كاشف الغطاء.

    درسنا في النجف في مدرستها العلمية العلية، وكانت الأمنية أن يأتي اليوم الذي أصبح فيه مرجعاً دينياً أتبوأ فيه زعامة الحوزة، وأخدم ديني وأمتي وأنـهض بالمسلمين.

    وكنت أطمح أن أرى المسلمين أمة واحدة، وشعباً واحداً، يقودهم إمام واحد، في الوقت عينه أرى دول الكفر تتحطم وتتهاوى صروحها أمام أمة الإسلام هذه، وهناك أمنيات كثيرة مما يتمناها كل شاب مسلم غيور، وكنت أتساءل:

    ما الذي أدى بنا إلى هذه الحال المزرية من التخلف والتمزق والتفرق؟!

    وأتساءل عن أشياء أخرى كثيرة تمر في خاطري، كما تمر في خاطر كل شاب مسلم، ولكن لا أجد لهذه الأسئلة جواباً.

    ويسر الله تعالى لي الالتحاق بالدراسة وطلب العلم، وخلال سنوات الدراسة كانت ترد عليّ نصوص تستوقفني، وقضايا تشغل بالي، وحوادث تحيرني، ولكن كنت أتـهم نفسي بسوء الفهم وقلة الإدراك، وحاولت مرة أن أطرح شيئاً من ذلك على أحد السادة من أساتذة الحوزة العلمية، وكان الرجل ذكياً إذ عرف كيف يعالج فيّ هذه الأسئلة، فأراد أن يجهز عليها في مهدها بكلمات يسيرة، فقال لي:

    ماذا تدرس في الحوزة؟

    قلت له: مذهب أهل البيت طبعاً

    فقال لي: هل تشك في مذهب أهل البيت؟!

    فأجبته بقوة: معاذ الله.

    فقال: إذن أبعد هذه الوساوس عن نفسك فأنت من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وأهل البيت تلقوا عن محمّد صلى الله عليه وآله، ومحمد تلقى من الله تعالى.

    سكت قليلاً حتى ارتاحت نفسي، ثم قلت له: بارك الله فيك شفيتني من هذه الوساوس.

    ثم عدت إلى دراستي، وعادت إليَّ تلك الأسئلة والاستفسارات، وكلما تقدمت في الدراسة ازدادت الأسئلة وكثرت القضايا والمؤاخذات.

    المهم أني أنـهيت الدراسة بتفوق حتى حصلت على إجازتي العلمية في نيل درجة الاجتهاد من أوحد زمانه سماحة العميد محمّد الحسين آل كاشف الغطاء زعيم الحوزة، وعند ذلك بدأت أفكر جدياً في هذا الموضوع، فنحن ندرس مذهب أهل البيت، ولكن أجد فيما ندرسه مطاعن في أهل البيت (عليهم السلام) ندرس أمور الشريعة لنعبد الله بـها، ولكن فيها نصوصاً صريحة في الكفر بالله تعالى.

    أي ربي ما هذا الذي ندرسه؟! أيمكن أن يكون هذا هو مذهب أهل البيت حقاً؟!

    إن هذا يسبب انفصاماً في شخصية المرء، إذ كيف يعبد الله وهو يكفر به؟

    كيف يقتفي أثر الرسول صلى الله عليه وآله، وهو يطعن به؟!

    كيف يتبع أهل البيت ويحبهم ويدرس مذهبهم، وهو يسبهم ويشتمهم؟!

    رحماك ربي ولطفك بي، إن لم تدركني برحمتك لأكونن من الضالين بل من الخاسرين. وأعود وأسأل نفسي: ما موقف هؤلاء السادة والأئمة وكل الذين تقدموا من فحول العلماء، ما موقفهم من هذا؟ أما كانوا يرون هذا الذي أرى؟ أما كانوا يدرسون هذا الذي درست؟.

    بلى، بل إن الكثير من هذه الكتب هي مؤلفاتـهم هم، وفيها ما سطرته أقلامهم، فكان هذا يدمي قلبي ويزيده ألماً وحسرة.

    وكنت بحاجة إلى شخص أشكو إليه همومي وأبث أحزاني، فاهتديت أخيراً إلى فكرة طيبة وهي دراسة شاملة أعيد فيها النظر في مادتي العلمية، فقرأت كل ما وقفت عليه من المصادر المعتبرة وحتى غير المعتبرة، بل قرأت كل كتاب وقع في يدي، فكانت تستوقفني فقرات ونصوص كنت أشعر بحاجة لأن أعلق عليها، فأخذت أنقل تلك النصوص وأعلق عليها بما يجول في نفسي، فلما انتهيت من قراءة المصادر المعتبرة، وجدت عندي أكداساً من قصاصات الورق فاحتفظت بـها عسى أن يأتي يوم يقضي الله فيه أمراً كان مفعولاً.

    وبقيت علاقاتي حسنة مع كل المراجع الدينية والعلماء والسادة الذين قابلتهم، وكنت أخالطهم لأصل إلى نتيجة تعينني إذا ما اتخذت يوماً القرار الصعب، فوقفت على الكثير حتى صارت قناعتي تامة في اتخاذ القرار الصعب، ولكني كنت انتظر الفرصة المناسبة. وكنت أنظر إلى صديقي العلامة السيد موسى الموسوي فأراه مثلاً طيباً عندما أعلن رفضه للانحراف الذي طرأ على المنهج الشيعي، ومحاولاته الجادة في تصحيح هذا المنهج. ثم صدر كتاب الأخ السيد أحمد الكاتب (تطور الفكر الشيعي) وبعد أن طالعته وجدت أن دوري قد حان في قول الحق وتبصير إخواني المخدوعين، فإننا كعلماء مسؤولون عنهم يوم القيامة فلا بد لنا من تبصيرهم بالحق وإن كان مراً.

    ولعل أسلوبي يختلف عن أسلوب السيدين الموسوي والكاتب في طرح نتاجاتنا العلمية، وهذا بسبب ما توصل إليه كل منا من خلال دراسته التي قام بـها.

    ولعل السيدين المذكورين في ظرف يختلف عن ظرفي، ذلك أن كلاً منهما قد غادر العراق واستقر في دولة من دول الغرب، وبدأ العمل من هناك.

    أما أنا فما زلت داخل العراق وفي النجف بالذات، والإمكانات المتوافرة لدي لا ترقى إلى إمكانات السيدين المذكورين، لأني وبعد تفكير طويل في البقاء أو المغادرة، قررت البقاء والعمل هنا صابراً محتسباً ذلك عند الله تعالى، وأنا على يقين أن هناك الكثير من السادة ممن يشعرون بتأنيب الضمير لسكوتـهم ورضاهم مما يرونه ويشاهدونه، ومما يقرأونه في أمهات المصادر المتوافرة عندهم، فأسأل الله تعالى أن يجعل كتابي حافزاً لهم في مراجعة النفس وترك سبيل الباطل وسلوك سبيل الحق، فإن العمر قصير والحجة قائمة عليهم، فلم يبق لهم بعد ذلك من عذر.

    وهناك بعض السادة ممن تربطني بـهم علاقات استجابوا لدعوتي لهم – والحمد لله – فقد اطلعوا على هذه الحقائق التي توصلت إليها وبدؤوا هم أيضاً بدعوة الآخرين فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياهم لتبصير الناس بالحقيقة، وتحذيرهم من مغبة الانجراف في الباطل، إنه أكرم مسؤول.

    وإني لأعلم أن كتابي هذا سيلقى الرفض والتكذيب والاتـهامات الباطلة، وهذا لا يضرني، فإني قد وضعت هذا كله في حسابي، وسيتهمونني بالعمالة لإسرائيل أو أمريكا، أو يتهمونني أني بعت ديني وضميري بعرض من الدنيا، وهذا ليس ببعيد ولا بغريب، فقد اتـهموا صديقنا العلامة السيد موسى الموسوي بمثل هذا، حتى قال السيد علي الغروي: إن ملك السعودية فهد بن عبد العزيز قد أغرى الدكتور الموسوي بامرأة جميلة من آل سعود وبتحسين وضعه المادي، فوضع له مبلغاً محترماً في أحد البنوك الأمريكية لقاء انخراطه في مذهب الوهابيين!!.

    فإذا كان هذا نصيب الدكتور الموسوي من الكذب والافتراء والإشاعات الرخيصة، فما هو نصيبي أنا وماذا سيشيعون عني؟! ولعلهم يبحثون عني ليقتلوني كما قتلوا قبلي من صدع بالحق، فقد قتلوا نجل مولانا الراحل آية الله العظمى الإمام السيد أبي الحسن الأصفهاني أكبر أئمة الشيعة من بعد عصر الغيبة الكبرى وإلى اليوم، وسيد علماء الشيعة بلا منازع عندما أراد تصحيح منهج الشيعة ونبذ الخرافات التي دخلت عليه، فلم يرق لهم ذلك، فذبحوا نجله كما يذبح الكبش ليصدوا هذا الإمام عن منهجه في تصحيح الانحراف الشيعي، كما قتلوا قبله السيد أحمد الكسروي عندما أعلن براءته من هذا الانحراف، وأراد أن يصحح المنهج الشيعي فقطعوه إرباً إرباً.

    وهناك الكثيرون ممن انتهوا إلى مثل هذه النهاية جراء رفضهم تلك العقائد الباطلة التي دخلت إلى التشيع، فليس بغريب إذا ما أرادوا لي مثل هذا المصير.

    إن هذا كله لا يهمني، وحسبي أني أقول الحق، وأنصح إخواني وأذكرهم وألفت نظرهم إلى الحقيقة، ولو كنت أريد شيئاً من متاع الحياة الدنيا فإن المتعة والخمس كفيلان بتحقيق ذلك لي، كما يفعل الآخرون حتى صاروا هم أثرياء البلد وبعضهم يركب أفضل أنواع السيارات بأحدث موديلاتـها، ولكني والحمد لله أعرضت عن هذا كله منذ أن عرفت الحقيقة، وأنا الآن أكسب رزقي ورزق عائلتي بالأعمال التجارية الشريفة.

    لقد تناولت في هذا الكتاب موضوعات محددة، ليقف إخواني كلهم على الحقيقة، حتى لا تبقى هناك غشاوة على بصر أي فرد كان منهم.

    وفي النية تأليف كتب أخرى تتعلق بموضوعات غير هذه، ليكون المسلمون جميعاً على بينة، فلا يبقى عذراً لغافل أو حجة لجاهل.

    وأنا على يقين أن كتابي هذا سيلقى القبول عند طلاب الحق – وهم كثيرون والحمد لله – وأما من فضل البقاء في الضلالة -لئلا يخسر مركزه فتضيع منه المتعة والخمس- من (أولئك) الذين لبسوا العمائم وركبوا عجلات (المرسيدس) و(السوبر) فهؤلاء ليس لنا معهم كلام، والله حسيبهم على ما اقترفوا ويقترفون في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

    والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

    عبد الله بن سبأ

    إن الشائع عندنا -معاشر الشيعة- أن عبد الله بن سبأ شخصية وهمية لا حقيقة لها، اخترعها أهل السنة من أجل الطعن بالشيعة ومعتقداتـهم، فنسبوا إليه تأسيس التشيع، ليصدوا الناس عنهم وعن مذهب أهل البيت.

    وسألت السيد محمّد الحسين آل كاشف الغطاء عن ابن سبأ فقال:

    إن ابن سبأ خرافة وضعها الأمويون والعباسيون حقداً على آل البيت الأطهار، فينبغي للعاقل أن لا يشغل نفسه بـهذه الشخصية.

    ولكني وجدت في كتابه المعروف (أصل الشيعة وأصولها) ص40-41 ما يدل على وجود هذه الشخصية وثبوتـها حيث قال: « أما عبد الله بن سبأ الذي يلصقونه بالشيعة أو يلصقون الشيعة به، فهذه كتب الشيعة بأجمعها تعلن بلعنه والبراءة منه.. ».

    ولا شك أن هذا تصريح بوجود هذه الشخصية، فلما راجعته في ذلك قال: إنا قلنا هذا تقية، فالكتاب المذكور مقصود به أهل السنة، ولهذا اتبعت قولي المذكور بقولي بعده: « على أنه ليس من البعيد رأي القائل أن عبد الله بن سبأ (وأمثاله) كلها أحاديث خرافة وضعها القصاصون وأرباب السمر المجوف ».

    وقد ألف السيد مرتضى العسكري كتابه (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى) أنكر فيه وجود شخصية ابن سبأ، كما أنكرها أيضاً السيد محمّد جواد مغنية في تقديمه لكتاب السيد العسكري المذكور.

    وعبد الله بن سبأ هو أحد الأسباب التي ينقم من أجلها أغلب الشيعة على أهل السنة. ولا شك أن الذين تحدثوا عن ابن سبأ من أهل السنة لا يحصون كثرة ولكن لا يعول الشيعة عليهم لأجل الخلاف معهم.

    بيد أننا إذا قرأنا كتبنا المعتبرة نجد أن ابن سبأ شخصية حقيقية وإن أنكرها علماؤنا أو بعضهم. وإليك البيان:

    1- عن أبي جعفر (رض): (أن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين هو الله -تعالى عن ذلك- فبلغ ذلك أمير المؤمنين (رض) فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال: نعم أنت هو، وقد كان قد ألقى في روعي أنت الله وأني نبي، فقال أمير المؤمنين (رض): ويلك قد سخر منك الشيطان، فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب، فأبى، فحبسه، واستتابه ثلاثة أيام، فلم يتب، فأحرقه بالنار وقال: « إن الشيطان استهواه، فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك »).

    وعن أبي عبد الله أنه قال: (لعن الله عبد الله بن سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين (رض)، وكان والله أمير المؤمنين (رض) عبداً لله طائعاً، الويل لمن كذب علينا، وإن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم)، (معرفة أخبار الرجال) للكشي (70-71)، وهناك روايات أخرى.

    2- وقال المامقاني: (عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو) وقال: (غال ملعون، حرقه أمير المؤمنين (رض) بالنار، وكان يزعم أن علياً إله، وأنه نبي) (تنقيح المقال في علم الرجال)، (2/183، 184).

    3- وقال النوبختي: (السبئية قالوا بإمامة علي وأنـها فرض من الله عز وجل وهم أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال: « إن علياً (رض) أمره بذلك » فأخذه عليّ فسأله عن قوله هذا، فأقر به فأمر بقتله فصاح الناس إليه: يا أمير المؤمنين أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك؟ فصيره إلى المدائن.

    وحكى جماعة من أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بـهذه المقالة، فقال في إسلامه في علي بن أبي طالب بمثل ذلك، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي (رض) وأظهر البراءة من أعدائه .. فمن هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية) (فرق الشيعة)، (32-44).

    4- وقال سعد بن عبد الله الأشعري القمي في معرض كلامه عن السبئية: (السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني، وساعده على ذلك عبد الله بن خرسي وابن اسود وهما من أجل أصحابه، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم) (المقالات والفرق)، (20).

    5- وقال الصدوق:

    وقال أمير المؤمنين (رض): (إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء وينصب في الدعاء، فقال ابن سبأ: يا أمير المؤمنين أليس الله عز وجل بكل مكان؟ قال: بلى، قال: فلم يرفع يديه إلى السماء؟

    فقال: أو ما تقرأ: ]وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ[ [الذاريات:22]، فمن أين يطلب الرزق إلا موضعه؟ وموضعه -الرزق- ما وعد الله عز وجل السماء) (من لا يحضره الفقيه) (1/229).

    6- وذكر ابن أبي الحديد أن عبد الله بن سبأ قام إلى علي وهو يخطب فقال له: (أنت أنت، وجعل يكررها، فقال له -علي- ويلك من أنا، فقال: أنت الله، فأمر بأخذه وأخذ قوم كانوا معه على رأيه)، شرح نـهج البلاغة (5/5).

    7- وقال السيد نعمة الله الجزائري:

    (قال عبد الله بن سبأ لعلي (رض): أنت الإله حقاً، فنفاه علي (رض) إلى المدائن، وقيل أنه كان يهودياً فأسلم، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي) (الأنوار النعمانية) (2/234).

    فهذه سبعة نصوص من مصادر معتبرة ومتنوعة بعضها في الرجال وبعضها في الفقه والفرق، وتركنا النقل عن مصادر كثيرة لئلا نطيل كلها تثبت وجود شخصية اسمها عبد الله بن سبأ، فلا يمكننا بعد نفي وجودها خصوصاً وإن أمير المؤمنين (رض) قد أنزل بابن سبأ عقاباً على قوله فيه بأنه إله، وهذا يعني أن أمير المؤمنين (رض) قد التقى عبد الله بن سبأ وكفى بأمير المؤمنين حجة فلا يمكن بعد ذلك إنكار وجوده.

    نستفيد من النصوص المتقدمة ما يأتي:

    1- إثبات وجود شخصية ابن سبأ ووجود فرقة تناصره وتنادي بقوله، وهذه الفرقة تعرف بالسبئية.

    2- إن ابن سبأ هذا كان يهودياً فأظهر الإسلام، وهو وإن أظهر الإسلام إلا أن الحقيقة أنه بقي على يهوديته، وأخذ يبث سمومه من خلال ذلك.

    3- إنه هو الذي أظهر الطعن في أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة، وكان أول من قال بذلك، وهو أول من قال بإمامة أمير المؤمنين (رض)، وهو الذي قال بأنه (رض) وصى النبي صلى الله عليه وآله، وأنه نقل هذا القول عن اليهودية، وأنه ما قال هذا إلا محبة لأهل البيت ودعوة لولايتهم، والتبرؤ من أعدائهم -وهم الصحابة ومن ولاهم بزعمه-.

    إذن شخصية عبد الله بن سبأ حقيقة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، ولهذا ورد التنصيص عليها وعلى وجودها في كتبنا ومصادرنا المعتبرة، وللاستزادة في معرفة هذه الشخصية، انظر المصادر الآتية:

    الغارات للثقفي، رجال الطوسي، الرجال للحلي، قاموس الرجال للتستري، دائرة المعارف المسماة بمقتبس الأثر للأعلمي الحائري، الكنى والألقاب لعباس القمي، حل الإشكال لأحمد بن طاووس المتوفى سنة (673)، الرجال لابن داود، التحرير للطاووسي، مجمع الرجال للقهبائي، نقد الرجال للتفرشي، جامع الرواة للمقدسي الأردبيلي مناقب آل أبي طالب لابن شهر أشوب، مرآة الأنوار لمحمد بن طاهر العاملي، فهذه على سبيل المثال لا الحصر أكثر من عشرين مصدراً من مصادرنا تنص كلها على وجود ابن سبأ، فالعجب كل العجب من فقهائنا أمثال المرتضى العسكري والسيد محمّد جواد مغنية وغيرهما في نفي وجود هذه الشخصية، ولا شك أن قولهم ليس فيه شيء من الصحة.

    الحقيقة في انتساب الشيعة لأهل البيت

    إن من الشائع عندنا معاشر الشيعة، اختصاصنا بأهل البيت، فالمذهب الشيعي كله قائم على محبة أهل البيت -حسب رأينا- إذ الولاء والبراء مع العامة -وهم أهل السنة- بسبب أهل البيت، والبراءة من الصحابة وفي مقدمتهم الخلفاء الثلاثة وعائشة بنت أبي بكر بسبب الموقف من أهل البيت، والراسخ في عقول الشيعة جميعاً صغيرهم وكبيرهم، عالمهم وجاهلهم، ذكرهم وأنثاهم، أن الصحابة ظلموا أهل البيت، وسفكوا دماءهم واستباحوا حرماتـهم.

    وإن أهل السنة ناصبوا أهل البيت العداء، ولذلك لا يتردد أحدنا في تسميتهم بالنواصب، ونستذكر دائماً دم الحسين الشهيد (رض)، ولكن كتبنا المعتبرة عندنا تبين لنا الحقيقة، إذ تذكر لنا تذمر أهل البيت صلوات الله عليهم من شيعتهم، وتذكر لنا ما فعله الشيعة الأوائل بأهل البيت، وتذكر لنا من الذي سفك دماء أهل البيت عليهم السلام، ومن الذي تسبب في مقتلهم واستباحة حرماتـهم.

    قال أمير المؤمنين (رض): (لو ميزت شيعتي لما وجدتـهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتـهم إلا مرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد) (الكافي/الروضة 8/338).

    وقال أمير المؤمنين (رض):

    (يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة جرت والله ندماً وأعقبت صدماً.. قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب التهام أنفاساً، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يطاع) (نـهج البلاغة 70، 71).

    وقال لهم موبخاً: منيت بكم بثلاث، واثنتين:

    (صم ذوو أسماع، وبكم ذوو كلام، وعمي ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء .. قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها) (نـهج البلاغة 142).

    قال لهم ذلك بسبب تخاذلهم وغدرهم بأمير المؤمنين (رض) وله فيهم كلام كثير.

    وقال الإمام الحسين (رض) في دعائه على شيعته:

    (اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنـهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا) (الإرشاد للمفيد 241).

    وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم، فكان مما قال:

    (لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدبا، وتـهافتم كتهافت الفراش، ثم نقضتموها، سفهاً وبعداً وسحقاً لطواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم انتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين) (الاحتجاج 2/24).

    وهذه النصوص تبين لنا من هم قتلة الحسين الحقيقيون، إنـهم شيعته أهل الكوفة، أي أجدادنا، فلماذا نحمل أهل السنة مسؤولية مقتل الحسين (رض)؟!

    ولهذا قال السيد محسن الأمين:

    (بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه) (أعيان الشيعة/القسم الأول 34).

    وقال الحسن (رض):

    (أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء يزعمون أنـهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، ووالله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير) (الاحتجاج 2/10).

    وقال الإمام زين العابدين (رض) لأهل الكوفة:

    (هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه .. بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لكم: قاتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي) (الاحتجاج 2/32).

    وقال أيضاً عنهم:

    (إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم؟) (الاحتجاج 2/29).

    وقال الباقر (رض):

    (لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم بنا شكاكاً والربع الآخر أحمق) (رجال الكشي 79).

    وقال الصادق (رض):

    (أما والله لو أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثاً) (أصول الكافي 1/496).

    وقالت فاطمة الصغرى عليها السلام في خطبة لها في أهل الكوفة:

    (يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسناً .. فكفرتمونا وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نـهباً .. كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت .. تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم .. ويذيق بعضكم بأس ما تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين. تباً لكم يأهل الكوفة، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وجدي، وبنيه وعترته الطيبين.

    فرد علينا أحد أهل الكوفة مفتخراً فقال:

    نحن قتلنا علياً وبني علي بسيوف هندية ورماحِ

    وسبينا نساءهم سبي تركٍ ونطحناهمُ فأيُّ نطاحِ (الاحتجاج 2/28)

    وقالت زينب بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليها لأهل الكوفة تقريعاً لهم: (أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل .. إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، هل فيكم إلا الصلف والعجب والشنف والكذب .. أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فقد ابليتم بعارها .. وانى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة ..) (الاحتجاج 2/29-30).

    نستفيد من هذه النصوص وقد -أعرضنا عن كثير غيرها- ما يأتي:

    1- ملل وضجر أمير المؤمنين وذريته من شيعتهم أهل الكوفة لغدرهم ومكرهم وتخاذلهم.

    2- تخاذل أهل الكوفة وغدرهم تسبب في سفك دماء أهل البيت واستباحة حرماتـهم.

    3- إن أهل البيت عليهم السلام يحملون شيعتهم مسؤولية مقتل الحسين (رض) ومن معه وقد اعترف أحدهم برده على فاطمة الصغرى بأنـهم هم الذين قتلوا علياً وبنيه وسبوا نساءهم كما قدمنا لك.

    4- إن أهل البيت عليهم السلام دعوا على شيعتهم ووصفوهم بأنـهم طواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم زادوا على تلك بقولهم: ألا لعنة الله على الظالمين ولهذا جاؤوا إلى أبي عبد الله (رض)، فقالوا له:

    (إنا قد نبزنا نبزاً أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا، واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: لا والله ما هم سموكم .. ولكن الله سماكم به) (الكافي 5/34).

    فبين أبو عبد الله أن الله سماهم (الرافضة) وليس أهل السنة.

    لقد قرأت هذه النصوص مراراً، وفكرت فيها كثيراً، ونقلتها في ملف خاص وسهرت الليالي ذوات العدد أنعم النظر فيها -وفي غيرها الذي بلغ أضعاف أضعاف ما نقلته لك- فلم أنتبه لنفسي إلا وأنا أقول بصوت مرتفع: كان الله في عونكم يا أهل البيت على ما لقيتم من شيعتكم.

    نحن نعلم جميعاً ما لاقاه أنبياء الله ورسله عليهم السلام من أذى أقوامهم، وما لاقاه نبينا صلى الله عليه وآله، ولكني عجبت من اثنين، من موسى (رض) وصبره على بني إسرائيل، إذ نلاحظ أن القرآن الكريم تحدث عن موسى (رض) أكثر من غيره، وبين صبره على أكثر أذى بني إسرائيل ومراوغاتـهم وحبائلهم ودسائسهم.

    وأعجب من أهل البيت سلام الله عليهم على كثرة ما لقوه من أذى من أهل الكوفة وعلى عظيم صبرهم على أهل الكوفة مركز الشيعة، على خيانتهم لهم وغدرهم بـهم وقتلهم لهم وسلبهم أموالهم، وصبر أهل البيت على هذا كله، ومع هذا نلقي باللائمة على أهل السنة ونحملهم المسؤولية!.

    وعندما نقرأ في كتبنا المعتبرة نجد فيها عجباً عجاباً، قد لا يصدق أحدنا إذا قلنا: إن كتبنا معاشر الشيعة -تطعن بأهل البيت عليهم السلام وتطعن بالنبي صلى الله عليه وآله- وإليك البيان:

    عن أمير المؤمنين (رض) إن غُفيراً -حمار رسول الله صلى الله عليه وآله- قال له: بأبي أنت وأمي -يا رسول الله- إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: (أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار) (أصول الكافي 1/237).

    وهذه الرواية تفيدنا بما يأتي:

    1- الحمار يتكلم!

    2- الحمار يخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله: فداك أبي وأمي!، مع أن المسلمين هم الذين يفدون رسول الله صلوات الله عليه بآبائهم وأمهاتـهم لا الحمير.

    3- الحمار يقول: (حدثني أبي عن جدي إلى جده الرابع!) مع أن بين نوح ومحمد ألوفاً من السنين، بينما يقول الحمار أن جده الرابع كان مع نوح في السفينة. كنا نقرأ أصول الكافي مرة مع بعض طلبة الحوزة في النجف على الإمام الخوئي فرد الإمام الخوئي قائلاً:

    انظروا إلى هذه المعجزة، نوح سلام الله عليه يخبر بمحمد (رض) وبنبوته قبل ولادته بألوف السنين.

    بقيت كلمات الإمام الخوئي تتردد في مسمعي مدة وأنا أقول في نفسي:

    وكيف يمكن أن تكون هذه معجزة وفيها حمار يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله: بأبي أنت وأمي؟! وكيف يمكن لأمير المؤمنين سلام الله عليه أن ينقل مثل هذه الرواية؟!.

    لكني سكت كما سكت غيري من السامعين.

    ونقل الصدوق عن الرضا (رض) في قوله تعالى: ]وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ[ [الأحزاب:37]، قال الرضا مفسراً هذه الآية:

    (إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده، فرأى امرأته زينب تغتسل فقال لها: سبحان الذي خلقك) (عيون أخبار الرضا 112).

    فهل ينظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى امرأة رجل مسلم ويشتهيها ويعجب بـها ثم يقول لها سبحان الذي خلقك؟!، أليس هذا طعناً برسول الله صلى الله عليه وآله؟!.

    وعن أمير المؤمنين أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر (فجلست بينه وبين عائشة، فقالت عائشة: ما وجدت إلا فخذي وفخذ رسول الله؟ فقال: مه يا عائشة) (البرهان في تفسير القرآن 4/225).

    وجاء مرة أخرى فلم يجد مكاناً فأشار إليه رسول الله: ههنا -يعني خلفه- وعائشة قائمة خلفه وعليها كساء: فجاء علي (رض) فقعد بين رسول الله وبين عائشة، فقالت وهي غاضبة: (ما وجدت لاستك -دبرك أو مؤخرتك- موضعاً غير حجري؟ فغضب رسول الله وقال: يا حميراء لا تؤذيني في أخي) (كتاب سليم بن قيس 179).

    وروى المجلسي أن أمير المؤمنين قال: (سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ليس له خادم غيري، وكان له لحاف ليس له غيره، ومعه عائشه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره، فإذا قام إلى الصلاة -صلاة الليل- يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا) (بحار الأنوار 40/2).

    هل يرضى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يجلس علي في حجر عائشة امرأته؟ ألا يغار رسول الله صلى الله عليه وآله على امرأته وشريكة حياته إذا تركها في فراش واحد مع ابن عمه الذي لا يعتبر من المحارم؟ ثم كيف يرتضي أمير المؤمنين ذلك لنفسه؟!.

    قال السيد علي غروي أحد أكبر العلماء في الحوزة: (إن النبي صلى الله عليه وآله لا بد أن يدخل فرجه النار، لأنه وطئ بعض المشركات) يريد بذلك زواجه من عائشة وحفصة، وهذا كما هو معلوم فيه إساءة إلى النبي صلى الله عليه وآله، لأنه لو كان فرج رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل النار فلن يدخل الجنة أحد أبداً.

    أكتفي بـهذه الروايات الست المتعلقة برسول الله صلوات الله عليه لأنتقل إلى غيرها.

    فقد أوردوا روايات في أمير المؤمنين (رض) هذه بعضها:

    عن أبي عبد الله (رض) قال: (أتى عمر بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار كانت تـهواه، فأخذت بيضة وصبت البياض على ثيابـها وبين فخذيها فقام علي فنظر بين فخذيها فاتـهمها) (بحار الأنوار (40/303).

    ونحن نتساءل هل ينظر أمير المؤمنين بين فخذي امرأة أجنبية؟ وهل يعقل أن ينقل الإمام الصادق هذا الخبر؟ وهل يقول هذا الكلام رجل أحب أهل البيت؟

    وعن أبي عبد الله (رض) قال: قامت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين وهو على المنبر فقالت: هذا قاتل الأحبة، فنظر إليها وقال لها:

    (يا سلفع يا جريئة يا بذيّة يا مذكرّة يا التي لا تحيض كما تحيض النساء يا التي علي منها شيء بين مدلى) (البحار 41/293).

    فهل يتلفظ أمير المؤمنين بمثل هذا الكلام البذئ؟ هل يخاطب امرأة بقوله يا التي علي منها شيء بين مدلى؟ وهل ينقل الصادق (رض) مثل هذا الكلام الباطل؟ لو كانت هذه الروايات في كتب أهل السنة لأقمنا الدنيا ولم نقعدها، ولفضحناهم شر فضيحة، ولكن في كتبنا نحن الشيعة!

    وفي الاحتجاج للطبرسي أن فاطمة سلام الله عليها قالت لأمير المؤمنين (رض):

    يا ابن أبي طالب! اشتملت مشيمة الجنين وقعدت حجرة الظنين. وروى الطبرسي في الاحتجاج أيضاً كيف أن عمر ومن معه اقتادوا أمير المؤمنين (رض) والحبل في عنقه وهم يجرونه جراً حتى انتهى به إلى أبي بكر ثم نادى بقوله: ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني!! ونحن نسأل يا ترى أكان أمير المؤمنين جباناً إلى هذا الحد؟

    وانظر وصفهم لأمير المؤمنين (رض) إذ قالت فاطمة عنه.

    (إن نساء قريش تحدثني عنه إنه رجل دحداح البطن، طويل الذراعين ضخم الكراديس، أنزع، عظيم العينين، لمنكبه مشاش كمشاش البعير، ضاحك السن لا مال له) (تفسير القمي 2/336).

    وعن أبي إسحاق أنه قال:

    (أدخلني أبي المسجد يوم الجمعة فرفعني فرأيت علياً يخطب على المنبر شيخاً، أصلع، ناتئ الجبهة، عريض ما بين المنكبين في عينه اطرغشاش (يعني لين في عينه) مقاتل الطالبين).

    فهل كانت هذه أوصاف أمير المؤمنين (رض)؟؟

    نكتفي بـهذا القدر لننتقل إلى روايات تتعلق بفاطمة سلام الله عليها.

    روى أبو جعفر الكليني في أصول الكافي أن فاطمة أخذت بتلابيب عمر إليها، وفي كتاب سليم بن قيس (أنـها سلام الله عليها تقدمت إلى أبي بكر وعمر في قضية فدك وتشاجرت معهما، وتكلمت في وسط الناس وصاحت وجمع الناس إليها) (253).

    فهل كانت عرمة حتى تفعل هذا؟

    وروى الكليني في الفروع أنـها سلام الله عليها ما كانت راضية بزواجها من علي (رض) إذ دخل عليها أبوها (رض) وهي تبكي فقال لها: ما يبكيك؟ فوالله لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه، وما أنا زوجتك ولكن الله زوجك، ولما دخل عليها أبوها صلوات الله عليه ومعه بريده: لما أبصرت أباها دمعت عيناها، قال ما يبكيك يا بنيتي؟ قالت: (قلة الطعم، وكثرة الهم، وشدة الغم، وقالت في رواية: والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي) (كشف الغمة 1/149-150) وقد وصفوا علياً (رض) وصفاً جامعاً فقالوا: (كان (رض) أسمر مربوعاً، وهو إلى القصر أقرب، عظيم البطن، دقيق الأصابع، غليظ الذراعين حَمِش الساقين في عينه لين عظيم اللحية أصلع، ناتئ الجبهة) (مقاتل الطالبين 27).

    فإذا كانت هذه أوصاف أمير المؤمنين كما يقولون فكيف يمكن أن ترضى به؟ ونكتفي بـهذه النصوص حرصاً على عدم الإطالة، وكانت الرغبة أن ننقل ما ورد من نصوص بحق كل واحد من الأئمة عليهم السلام، ثم عدلنا عن ذلك إلى الاكتفاء بخمس روايات وردت بحق كل واحد، ثم رأينا أن الأمر أيضاً يطول إذ نقلنا خمس روايات وردت بحق النبي صلوات الله عليه وخمساً أخرى بحق أمير المؤمنين وخمساً أخرى بحق فاطمة سلام الله عليها فاستغفرق ذلك صفحات عديدة، لذلك سنحاول أن نختصر أكثر حتى نطلع على خفايا أكثر.

    نقل الكليني في الأصول من الكافي: أن جبريل نزل على محمّد صلى الله عليه وآله فقال له: يا محمّد إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة تقتله أمتك من بعدك فقال: يا جبريل وعلى ربي السلام، لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة، تقتله أمتي من بعدي، فعرج ثم هبط فقال مثل ذلك: يا جبريل وعلى ربي السلام، لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي. فعرج ثم هبط فقال مثل ذلك: يا جبريل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي. فعرج جبريل إلى السماء ثم هبط فقال: يا محمّد إن ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية، فقال: إني رضيت، ثم أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يولد لك تقتله أمتي من بعدي، فأرسلت إليه أن لا حاجة لي في مولود تقتله أمتك من بعدك، وأرسل إليها إن الله عز وجل جعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية، فأرسلت إليه إني رضيت، فحملته كرهاً .. ووضعته كرهاً ولم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى، كان يؤتى بالنبي صلى الله عليه وآله فيضع إبـهامه في فيه فيمص ما يكفيه اليومين والثلاثة).

    ولست أدري هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يرد أمراً بشره الله به؟ وهل كانت الزهراء سلام الله عليها ترد أمراً قد قضاه الله وأراد تبشيرها به فتقول: (لا حاجة لي به)؟. وهل حملت بالحملين وهي كارهة له ووضعته وهي كارهة له؟ وهل امتنعت عن ارضاعه حتى كان يؤتى بالنبي صلوات الله عليه ليرضعه من إبـهامه ما يكفيه اليومين والثلاثة؟

    إن سيدنا ومولانا الحسين الشهيد سلام الله عليه أجل وأعظم من أن يقال بحقه مثل هذا الكلام، وهو أجل وأعظم من أن تكره أمه حمله ووضعه. إن نساء الدنيا يتمنين أن تلد كل واحدة منهن عشرات الأولاد مثل الإمام الحسين سلام ربي عليه، فكيف يمكن للزهراء الطاهرة العفيفة أن تكره حمل الحسين وتكره وضعه وتمتنع عن إرضاعه؟؟

    في جلسة ضمت عدداً من السادة وطلاب الحوزة العلمية تحدث الإمام الخوئي فيها عن موضوعات شتى ثم ختم كلامه بقوله: قاتل الله الكفرة. قلنا: من هم؟ قال: النواصب -أهل السنة- يسبون الحسين صلوات الله عليه بل يسبون أهل البيت!!.

    ماذا أقول للإمام الخوئي؟!

    لما زوج أمير المؤمنين (رض) ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب، نقل أبو جعفر الكليني عن أبي عبد الله (رض) أنه قال في ذلك الزواج: (إن ذلك فرج غصبناه!!!) (فروع الكافي 2/141).

    ونسأل قائل هذا الكلام: هل تزوج عمر أم كلثوم زواجاً شرعياً أم اغتصبها غصباً؟ إن الكلام المنسوب إلى الصادق (رض) واضح المعنى، فهل يقول أبو عبد الله مثل هذا الكلام الباطل عن ابنة المرتضى (رض)؟

    ثم لو كان عمر اغتصب أم كلثوم فكيف رضي أبوها أسد الله وذو الفقار وفتى قريش بذلك؟!عندما نقرأ في الروضة من الكافي (8/101)، في حديث أبي بصير مع المرأة التي جاءت إلى أبي عبد الله تسأل عن (أبي بكر وعمر) فقال لها: توليهما، قالت: فأقول لربي إذا لقيته أنك أمرتني بولايتهما؟ قال: نعم.

    فهل الذي يأمر بتولي عمر نتهمه بأنه اغتصب امرأة من أهل البيت؟؟

    لما سألت الإمام الخوئي عن قول أبي عبد الله للمرأة بتولي أبي بكر وعمر، قال: إنما قال لها ذلك تقية!!.

    وأقول للإمام الخوئي: إن المرأة كانت من شيعة أهل البيت، وأبو بصير من أصحاب الصادق (رض) فما كان هناك موجب للقول بالتقية لو كان ذلك صحيحاً، فالحق إن هذا التبرير الذي قال به أبو القاسم الخوئي غير صحيح.

    وأما الحسن (رض) فقد روى المفيد في الإرشاد عن أهل الكوفة أنـهم: شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته فبقى جالساً متقلداً السيف بغير رداء) (ص190) أيبقى الحسن (رض) بغير رداء مكشوف العورة أمام الناس؟ أهذه محبة؟.

    ودخل سفيان بن أبي ليلى على الحسن (رض) وهو في داره فقال للإمام الحسن: (السلام عليك يا مذل المؤمنين! قال وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك، وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله؟) (رجال الكشي 103).

    هل كان الحسن (رض) مذلاً للمؤمنين؟ أم أنه كان معزاً لهم لأنه حقن دمائهم ووحد صفوفهم بتصرفه الحكيم ونظره الثاقب؟

    فلو أن الحسن (رض) حارب معاوية وقاتله على الخلافة لأريق بحر من دماء المسلمين، ولقتل منهم عدد لا يحصيه إلا الله تبارك وتعالى، ولمزقت الأمة تمزيقاً ولما قامت لها قائمة من ذلك الوقت.

    وللأسف فإن هذا القول ينسب إلى أبي عبد الله (رض) ووالله إنه لبريء من هذا الكلام وأمثاله.

    وأما الإمام الصادق فقد ناله منهم شتى أنواع الأذى ونسبوا إليه كل قبيح، اقرأ معي هذا النص:

    عن زرارة قال: (سألت أبا عبد الله (رض) عن التشهد .. قلت التحيات والصلوات .. فسألته عن التشهد فقال كمثله، قال: التحيات والصلوات، فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت: لا يفلح أبداً) (رجال الكشي 142).

    حق لنا أن نبكي دماً على الإمام الصادق (رض) نعم ..كلمة قذرة كهذه تقال في حق الإمام أبي عبد الله؟ أيضرط زرارة في لحية أبي عبد الله (رض)؟! أيقول عن الصادق (رض) لا يفلح أبداً؟؟

    لقد مضى على تأليف كتاب الكشي عشرة قرون، وتداولته أيدي علماء الشيعة كلهم على اختلاف فرقهم، فما رأيت أحداً منهم اعترض على هذا الكلام أو أنكره أو نبه عليه، وحتى الإمام الخوئي، لما شرع في تأليف كتابه الضخم (معجم رجال الحديث) فإني كنت أحد الذين ساعدوه في تأليف هذا السفر وفي جمع الروايات من بطون الكتب، لما قرأنا هذه الرواية على مسمعه أطرق قليلاً، ثم قال: لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة، ما زاد على ذلك، ولكن أيها الإمام الجليل إن الهفوة تكون بسبب غفلة أو خطأ غير مقصود، إن قوة العلاقة بك إذا كنت لك بمنـزلة الولد للوالد، وكنت مني بمنـزلة الوالد لولده تحتم علي أن أحمل كلامك على حسن النية وسلامة الطوية وإلا لما كنت أرضى منك السكوت على هذه الإهانة على الإمام الصادق أبي عبد الله (رض).

    وقال ثقة الإسلام الكليني (حدثني هشام بن الحكم وحماد عن زرارة قال: قلت في نفسي: شيخ لا علم له بالخصومة -والمراد إمامه-)

    وقد كتبوا في شرح هذا الحديث:

    إن هذا الشيخ عجوز لا عقل له ولا يحسن الكلام مع الخصم.

    فهل الإمام الصادق (لا عقل له)؟.

    إن قلبي ليعتصر ألماً وحزناً، فإن هذا السباب وهذه الشتائم وهذه الجرأة لا يستحقها أهل البيت الكرام، فينبغي التأدب معهم.

    وأما العباس وابنه عبد الله، وابنه الآخر عبيد الله، وعقيل عليهم السلام جميعاً فلم يسلموا من الطعن والغمز واللمز، اقرأ معي هذه النصوص.

    روى الكشي أن قوله تعالى: ]لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ[ نزلت فيه -أي في العباس- (رجال الكشي 54).

    وقوله تعالى: ]وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً[ وقوله تعالى: ]وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ[ نزلنا فيه (52-53) وروى الكشي أيضاً أن أمير المؤمنين (رض) دعا على عبد الله بن العباس وأخيه عبيدالله فقال: (اللهم العن ابني فلان -يعني عبد الله وعبيدالله- واعم أبصارهما كما عميت قلوبـهما الأجلين في رقبتي، واجعل عمى أبصارهما دليلاً على عمى قلوبـهما) (52).

    وروى ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني في الفروع عن الإمام الباقر قال في أمير المؤمنين: (وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام، عباس وعقيل)

    إن الآيات الثلاث التي زعم الكشي أنـها نزلت في العباس معناها الحكم عليه بالكفر والخلود في النار يوم القيامة، وإلا قل لي بالله عليك ما معنى قوله: ]فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً[؟.

    وأما أن أمير المؤمنين (رض) دعا على ولدي العباس عبد الله وعبيدالله باللعن وعمى البصر وعمى القلب فهذا تكفير لهما.

    إن عبد الله بن العباس تلقبه العامة -أهل السنة- بترجمان القرآن وحبر الأمة، فكيف نلعنه نحن وندعي محبة أهل البيت عليهم السلام؟

    وأما عقيل (رض) فهو أخو أمير المؤمنين فهل هو ذليل وحديث عهد بالإسلام؟!

    وأما الإمام زين العابدين علي بن الحسين فقد روى الكليني: أن يزيد بن معاوية سأله أن يكون عبداً له، فرضي (رض) أن يكون عبداً ليزيد إذ قال له: (قد أقررت لك بما سألت، أنا عبد مكره فإن شئت فأمسك وإن شئت فبع) (الروضة من الكافي 8/235).

    فانظر قوله وانظر معناه:

    (قد أقررت بأني عبد لك، وأنا عبد مكره فإن شئت فأبقني عبداً لك وإن شئت أن تبيعني فبعني) فهل يكون الإمام (رض) عبداً ليزيد يبيعه متى شاء، ويبقي عليه متى شاء؟

    إذا أردنا أن نستقصي ما قيل في أهل البيت جميعاً فإن الكلام يطول بنا إذ لم يسلم واحد منهم من كلمة نابية أو عبارة قبيحة أو عمل شنيع فقد نسبت إليهم أعمال شنيعة كثيرة وفي أمهات مصادرنا وسيأتيك شيء من ذلك في فصل قادم.

    إقرأ معي هذه الرواية:

    عن أبي عبد الله (رض): (كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة) (بحار الأنوار 43/42).

    (وكان يضع وجهه الكريم بين ثديي فاطمة عليها السلام) (بحار الأنوار 43/78).

    إن فاطمة سلام الله عليها امرأة بالغة فهل يعقل أن يضع رسول الله وجهه بين ثدييها؟! فإذا كان هذا نصيب رسول الله صلوات الله عليه ونصيب فاطمة فما نصيب غيرهما؟ لقد شكوا في الإمام محمّد القانع هل هو ابن الرضا أم أنه ابن (..).

    إقرأ معي هذا النص:

    عن علي بن جعفر الباقر أنه قيل للرضا (رض):

    (ما كان فينا إمام قط حائل اللون -أي تغير واسود- فقال لهم الرضا (رض): هل ابني، قالوا: فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قضى بالقافة -مفردها قائف وهو الذي يعرف الآثار والأشباه ويحكم بالنسب- فبيننا وبينك القافة، قال: ابعثوا أنتم إليه فأما أنا فلا، ولا تعلموهم لما دعوتـهم ولتكونوا في بيوتكم.

    فلما جاءوا أقعدونا في البستان واصطف عمومته واخوته وأخواته، وأخذوا الرضا (رض)، وألبسوه جبة صوف وقلنسوة منها، ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له: ادخل البستان كأنك تعمل فيه، ثم جاءوا بأبي جعفر (رض) فقالوا: الحقوا هذا الغلام بأبيه، فقالوا: ليس له ههنا أب ولكن هذا عم أبيه، وهذا عمه وهذه عمته، وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان، فإن قدميه وقدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن قالوا: هذا أبوه) (أصول الكافي 1/322)، أي أنـهم شكوا في كون محمّد القانع سلام الله عليه ابن الرضا (رض)، بينما يؤكد الرضا (رض) أنه ابنه، وأما الباقون فإنـهم أنكروا ذلك ولهذا قالوا: (ما كان فينا إمام قط حائل اللون) ولا شك أن هذا طعن في عرض الرضا (رض) واتـهام لامرأته وشك في عفتها، ولهذا ذهبوا فأتوا بالقافة، وحكم القافة بأن محمداً القانع هو ابن الرضا (رض) لصلبه، عند ذلك رضوا وسكتوا.

    من الممكن اتـهام الآخرين بمثل هذه التهمة، وقد يصدق الناس ذلك، أما اتـهام أهل البيت صلوات الله عليهم فهذا من أشنع ما يكون، وللأسف فإن مصادرنا التي نزعم أنـها نقلت علم أهل البيت مليئة بمثل هذا الباطل ولا حول ولا قوة إلا بالله. عندما قرأنا هذا النص أيام دراستنا في الحوزة مر عليه علماؤنا ومراجعنا مرور الكرام، وما زلت أذكر تعليل الخوئي عندما عرضت عليه هذا النص إذ قال ناقلاً عن السيد آل كاشف الغطاء: إنما فعلوا ذلك لحرصهم على بقاء نسلهم نقياً!!.

    بل اتـهموا الرضا سلام الله عليه بأنه كان يعشق بنت عم المأمون وهي تعشقه، (انظر عيون أخبار الرضا 153).

    ولقبوا جعفراً بجعفر الكذاب فسبوه وشتموه مع أنه أخو الحسن العسكري فقال الكليني: (هو معلن الفسق فاجر، ماجن شريب للخمور أقل ما رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه، خفيف قليل في نفسه) (أصول الكافي 1/504).

    فهل في أهل البيت سلام الله عليهم شريب خمر؟! أو فاسق؟ أو فاجر؟

    إذا أردنا أن نعرف تفاصيل أكثر فعلينا أن نقرأ المصادر المعتبرة عندنا لنعرف ماذا قيل في حق الباقين منهم عليهم السلام، ولنعرف كيف قتلت ذرياتـهم الطاهرة وأين قتلوا؟ ومن الذين قتلهم؟

    لقد قتل عدد كبير منهم في ضواحي بلاد فارس بأيدي أناس من تلك المناطق، ولولا أني أخشى الإطالة أكثر مما ذكرت، لذكرت أسماء من أحصيته منهم وأسماء من قتلهم، ولكن أحيل القارئ الكريم إلى كتاب مقاتل الطالبين للأصفهاني فإنه كفيل ببيان ذلك.

    وأعلم أن أكثر من تعرض للطعن والغمز واللمز الإمامان محمّد الباقر وابنه جعفر الصادق عليهما السلام وعلى آبائهما، فقد نسبت إليهم أغلب المسائل كالقول بالتقية والمتعة واللواطة بالنساء وإعارة الفرج و.. و.. إلخ

    وهما سلام الله عليهما بريئان من هذا كله.

    المتعة وما يتعلق بها

    كنت أود أن أجعل عنوان هذا الفصل (المرأة عند الشيعة) لكني عدلت عن ذلك لأني رأيت أن كل الروايات التي روتـها كتبنا تنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وإلى أمير المؤمنين وأبي عبد الله (رض) وغيرهما من الأئمة.

    فما أردت أن يصيب الأئمة عليهم السلام أي طعن لأن في تلك الروايات من قبيح الكلام ما لا يرضاه أحدنا لنفسه فكيف يرضاه لرسول الله صلى الله عليه وآله وللأئمة عليهم السلام.

    لقد استغلت المتعة أبشع استغلال، وأهينت المرأة شر إهانة، وصار الكثيرون يشبعون رغباتـهم الجنسية تحت ستار المتعة وباسم الدين، عملاً بقوله تعالى: ]فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً[ [النساء:24]، لقد أوردوا روايات في الترغيب بالمتعة، وحددوا أو رتبوا عليها الثواب وعلى تاركها العقاب، بل اعتبروا كل من لم يعمل بـها ليس مسلماً. اقرأ معي هذه النصوص:

    قال النبي صلى الله عليه وآله: (من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة) فهل الذي يتمتع كمن زار الكعبة سبعين مرة؟ وبمن؟ بامرأة مؤمنة؟ وروى الصدوق عن الصادق (رض) قال:

    (إن المتعة ديني ودين آبائي فمن عمل بـها عمل بديننا، ومن أنكرها أنكر ديننا، واعتقد بغير ديننا) (من لا يحضره الفقيه 3/366) وهذا تكفير لمن لم يقبل بالمتعة.

    وقيل لأبي عبد الله (رض): هل للمتمتع ثواب؟ قال: (إن كان يريد بذلك وجه الله لم يكلمها كلمة إلا كتب الله له بـها حسنة، فإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنباً، فإذا اغتسل غفر الله له بقدر ما مر من الماء على شعره) (من لا يحضره الفقيه 3/366).

    وقال النبي صلى الله عليه وآله: (من تمتع مرة أمن سخط الجبار، ومن تمتع مرتين حشر مع الأبرار، ومن تمتع ثلاث مرات زاحمني في الجنان) (من لا يحضره الفقيه 3/366)، قلت: ورغبة في نيل هذا الثواب فإن علماء الحوزة في النجف وجميع الحسينيات ومشاهد الأئمة يتمتعون بكثرة، وأخص بالذكر منهم السيد الصدر والبروجرودي والشيرازي والقزويني والطباطبائي، والسيد المدني إضافة إلى الشاب الصاعد أبو الحارث الياسري وغيرهم، فإنـهم يتمتعون بكثرة وكل يوم رغبة في نيل هذا الثواب ومزاحمة النبي صلوات الله عليه في الجنان.

    وروى السيد فتح الله الكاشاني في تفسير منهج الصادقين عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من تمتع مرة كانت درجته كدرجة الحسين (رض)، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن (رض)، ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب (رض) ومن تمتع أربع فدرجته كدرجتي).

    لو فرضنا أن رجلاً قذراً تمتع مرة أفتكون درجته كدرجة الحسين (رض)؟ وإذا تمتع مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً كانت درجة الحسن وعلي والنبي عليهم السلام؟ أمنـزلة النبي صلوات الله عليه ومنـزلة الأئمة هينة إلى هذا الحد؟؟

    وحتى ولو كان المتمتع هذا قد بلغ في الإيمان مرتبة عالية أيكون كدرجة الحسين؟ أو أخيه؟ أو أبيه أو جده؟

    إن مقام الحسين أسمى وأعلى من أن يبلغه أحد مهما كان قوي الإيمان، ودرجة الحسن وعلي والنبي عليهم السلام جميعاً لا يبلغها أحد مهما سما وعلا إيمانه.

    لقد أجازوا التمتع حتى بالهاشمية كما روى ذلك الطوسي في (التهذيب 2/193).

    أقول: إن الهاشميات أرفع من أن يتمتع بـهن، فهن سليلات النبوة ومن أهل البيت فحاشا لهن ذلك، وسيأتي السبب إن شاء الله، وقد بين الكليني أن المتعة تجوز ولو لضجعة واحدة بين الرجل والمرأة، وهذا منصوص عليه في فروع (الكافي 5/460).

    ولا يشترط أن تكون المتمتع بـها بالغة راشدة، بل قالوا يمكن التمتع بمن في العاشرة من العمر ولهذا روى الكليني في (الفروع 5/463)، والطوسي في (التهذيب 7/255)، أنه قيل لأبي عبد الله (رض):

    (الجارية الصغيرة هل يتمتع بـها الرجل؟ فقال: نعم إلا أن تكون صبية تخدع. قيل: وما الحد الذي إذا بلغته لم تخدع؟ قال: عشر سنين).

    وهذه النصوص كلها سيأتي الرد عليها إن شاء الله، ولكني أقول: إن ما نسب إلى أبي عبد الله (رض) في جواز التمتع بمن كانت في العاشرة من عمرها، أقول: قد ذهب بعضهم إلى جواز التمتع بمن هي دون هذا السن.

    لما كان الإمام الخميني مقيماً في العراق كنا نتردد إليه ونطلب منه العلم حتى صارت علاقتنا معه وثيقة جداً، وقد اتفق مرة أن وجهت إليه دعوة من مدينة تلعفر وهي مدينة تقع غرب الموصل على مسيرة ساعة ونصف تقريباً بالسيارة، فطلبني للسفر معه فسافرت معه، فاستقبلونا وأكرمونا غاية الكرم مدة بقائنا عند إحدى العوائل الشيعية المقيمة هناك، وقد قطعوا عهداً بنشر التشيع في تلك الأرجاء وما زالوا يحتفظون بصورة تذكارية لنا تم تصويرها في دارهم.

    ولما انتهت مدة السفر رجعنا، وفي طريق عودتنا ومرورنا في بغداد أراد الإمام أن نرتاح من عناء السفر، فأمر بالتوجه إلى منطقة العطيفية حيث يسكن هناك رجل إيراني الأصل يقال له سيد صاحب، كانت بينه وبين الإمام معرفة قوية.

    فرح سيد صاحب بمجيئنا، وكان وصولنا إليه عند الظهر، فصنع لنا غداء فاخراً واتصل ببعض أقاربه فحضروا وازدحم منـزله احتفاء بنا، وطلب سيد صاحب إلينا المبيت عنده تلك الليلة فوافق الإمام، ثم لما كان العشاء أتونا بالعشاء، وكان الحاضرون يقبلون يد الإمام ويسألونه ويجيب عن أسئلتهم، ولما حان وقت النوم وكان الحاضرون قد انصرفوا إلا أهل الدار، أبصر الإمام الخميني صبية بعمر أربع سنوات أو خمس ولكنها جميلة جداً، فطلب الإمام من أبيها سيد صاحب إحضارها للتمتع بـها فوافق أبوها بفرح بالغ، فبات الإمام الخميني والصبية في حضنه ونحن نسمع بكاءها وصريخها.

    المهم أنه أمضى تلك الليلة فلما أصبح الصباح وجلسنا لتناول الإفطار نظر إلي فوجد علامات الإنكار واضحة في وجهي؛ إذ كيف يتمتع بـهذه الطفلة الصغيرة وفي الدار شابات بالغات راشدات كان بإمكانه التمتع بإحداهن فلم يفعل؟

    فقال لي: سيد حسين ما تقول في التمتع بالطفلة؟

    قلت له: سيد القول قولك، والصواب فعلك، وأنت إمام مجتهد، ولا يمكن لمثلي أن يرى أو يقول إلا ما تراه أنت أو تقوله، -ومعلوم أني لا يمكنني الاعتراض وقتذاك-.

    فقال: سيد حسين؛ إن التمتع بـها جائز ولكن بالمداعبة والتقبيل والتفخيذ.

    أما الجماع فإنـها لا تقوى عليه.

    وكان الإمام الخميني يرى جواز التمتع حتى بالرضيعة فقال: (لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضماً وتفخيذاً -أي يضع ذكره بين فخذيها- وتقبيلاً) انظر كتابه (تحرير الوسيلة 2/241 مسألة رقم 12).

    جلست مرة عند الإمام الخوئي في مكتبه، فدخل علينا شابان يبدوا أنـهما اختلفا في مسألة فاتفقا على سؤال الإمام الخوئي ليدلهما على الجواب.

    فسأله أحدهما قائلاً: سيد ما تقول في المتعة أحلال هي أم حرام؟

    نظر إليه الإمام الخوئي وقد أوجس من سؤاله أمراً ثم قال له: أين تسكن؟ قال الشاب السائل: أسكن الموصل وأقيم هنا في النجف منذ شهرين تقريباً.

    قال له الإمام: أنت سني إذن؟

    قال الشاب: نعم.

    قال الإمام: المتعة عندنا حلال وعندكم حرام.

    فقال له الشاب: أنا هنا منذ شهرين تقريباً غريب في هذه الديار فهلا زوجتني ابنتك لأتمتع بـها ريثما أعود إلى أهلي؟

    فحملق فيه الإمام هنيهة ثم قال له: أنا سيد وهذا حرام على السادة وحلال عند عوام الشيعة.

    ونظر الشاب إلى السيد الخوئي وهو مبتسم ونظرته توحي أنه علم أن الخوئي قد عمل بالتقية.

    ثم قاما فانصرفا، فاستأذنت الإمام الخوئي في الخروج فلحقت بالشابين فعلمت أن السائل سني وصاحبه شيعي اختلفا في المتعة أحلال أم حرام فاتفقا على سؤال المرجع الديني الإمام الخوئي، فلما حادثت الشابين انفجر الشاب الشيعي قائلاً: يا مجرمين تبيحون لأنفسكم التمتع ببناتنا وتخبروننا بأنه حلال وأنكم تتقربون بذلك إلى الله، وتحرمون علينا التمتع ببناتكم؟

    وراح يسب ويشتم، وأقسم أنه سيتحول إلى مذهب أهل السنة، فأخذت أهدئ به ثم أقسمت له أن المتعة حرام وبينت له الأدلة على ذلك.

    إن المتعة كانت مباحة في العصر الجاهلي، ولما جاء الإسلام أبقى عليها مدة ثم حرمت يوم خيبر، لكن المتعارف عليه عند الشيعة عند جماهير فقهائنا أن عمر بن الخطاب هو الذي حرمها، وهذا ما يرويه بعض فقهائنا.

    والصواب في المسألة أنـها حرمت يوم خيبر.

    قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه:

    (حرم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة) انظر (التهذيب 2/186)، (الاستبصار 2/142)، (وسائل الشيعة 14/441).

    وسئل أبو عبد الله (رض):

    (كان المسلمون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يتزوجون بغير بينة؟ قال: لا) (انظر التهذيب 2/189).

    وعلق الطوسي على ذلك بقوله: إنه لم يرد من ذلك النكاح الدائم بل أراد منه المتعة ولهذا أورد هذا النص من باب المتعة.

    لا شك أن هذين النصين حجة قاطعة في نسخ حكم المتعة وإبطاله.

    وأمير المؤمنين صلوات الله عليه نقل تحريمها عن النبي صلى الله عليه وآله وهذا يعني أن أمير المؤمنين قد قال بحرمتها من يوم خيبر، ولا شك أن الأئمة من بعده قد عرفوا حكم المتعة بعد علمهم بتحريمها، وهنا نقف بين أخبار منقولة وصريحة في تحريم المتعة وبين أخبار منسوبة إلى الأئمة في الحث عليها وعلى العمل بـها.

    وهذه مشكلة يحتار المسلم إزاءها أيتمتع أم لا؟

    إن الصواب هو ترك المتعة لأنـها حرام كما ثبت نقله عن أمير المؤمنين (رض)، وأما الأخبار التي نسبت إلى الأئمة؛ فلا شك أن نسبتها إليهم غير صحيحة بل هي أخبار مفتراة عليهم، إذ ما كان للأئمة عليهم السلام أن يخالفوا أمراً حرمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسار عليه أمير المؤمنين من بعده، وهم -أي الأئمة- الذين تلقوا هذا العلم كابراً عن كابر لأنـهم ذرية بعضها من بعض.

    لما سئل أبو عبد الله (رض): (كان المسلمون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يتزوجون بغير بينة؟ قال: لا) فلولا علمه بتحريم المتعة لما قال: لا، خصوصاً وإن الخبر صحيح في أن السؤال كان عن المتعة وأن أبا جعفر الطوسي راوي الخبر أورده في باب المتعة كما أسلفنا.

    وما كان لأبي عبد الله والأئمة من قبله ومن بعده أن يخالفوا أمر رسول الله صلوات الله عليه أو أن يحلوا أمراً حرمه أو أن يتبدعوا شيئاً ما كان معروفاً في عهده (رض).

    وبذلك يتبين أن الأخبار التي تحث على التمتع ما قال الأئمة منها حرفاً واحداً، بل افتراها وتقولها عليهم أناس زنادقة أرادوا الطعن بأهل البيت الكرام والإساءة إليهم، وإلا بم تفسر إباحتهم التمتع بالهاشمية وتكفيرهم لمن لا يتمتع؟

    مع أن الأئمة عليهم السلام لم ينقل عن واحد منهم نقلاً ثابتاً أنه تمتع مرة أو قال بحلية المتعة، أيكونون قد دانوا بغير دين الإسلام؟

    فإذا توضح لنا هذا ندرك أن الذين وضعوا تلك الأخبار هم قوم زنادقة أرادوا الطعن بأهل البيت والأئمة عليهم السلام، لأن العمل بتلك الأخبار فيه تكفير للأئمة .. فتنبه.

    روى الكليني عن أبي عبد الله (رض) أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب فقالت: (إني زنيت، فأمر أن ترجم، فأخبر أمير المؤمنين (رض) فقال: كيف زنيت؟

    فقالت: مررت بالبادية فأصابني عطش شديد فاستسقيت أعرابياً فأبى إلا إن مكنته من نفسي، فلما أجهدني العطش وخفت على نفسي سقاني فأمكنته من نفسي، فقال أمير المؤمنين (رض): تزويج ورب الكعبة) (الفروع 2/198).

    إن المتعة كما هو معروف تكون عن تراض بين الطرفين وعن رغبة منهما.

    أما في هذه الرواية فإن المرأة المذكورة مضطرة ومجبورة فساومها على نفسها مقابل شربة ماء، وليست هي في حكم الزانية حتى تطلب من عمر أن يطهرها وفوق ذلك -وهذا مهم- إن أمير المؤمنين (رض) هو الذي روى تحريم المتعة في نقله عن النبي صلى الله عليه وآله يوم خيبر فكيف يفتي هنا بأن هذا نكاح متعة؟! وفتواه على سبيل الحل والإقرار والرضا منه بفعل الرجل والمرأة!!؟

    إن هذه الفتوى لو قالها أحد طلاب العلم لعدت سقطة بل غلطة يعاب عليه بسببها، فكيف تنسب إلى أمير المؤمنين (رض) وهو من هو في العلم والفتيا؟

    إن الذي نسب هذه الفتوى لأمير المؤمنين إما حاقد أراد الطعن به، وإما ذو غرض وهو اخترع هذه القصة فنسبها لأمير المؤمنين ليضفي الشرعية على المتعة كي يسوغ لنفسه ولأمثاله استباحة الفروج باسم الدين حتى وإن أدى ذلك إلى الكذب على الأئمة عليهم السلام بل على النبي صلى الله عليه وآله.

    وإن المفاسد المترتبة على المتعة كبيرة ومتعددة الجوانب:

    1- فهي مخالفة للنصوص الشرعية لأنـها تحليل لما حرم الله.

    2- لقد ترتب على هذا اختلاق الروايات الكاذبة ونسبتها إلى الأئمة عليهم السلام مع ما في تلك الروايات من مطاعن قاسية لا يرضاها لهم من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.

    3- ومن مفاسدها إباحة التمتع بالمرأة المحصنة -أي المتزوجة- رغم أنـها في عصمة رجل دون علم زوجها، وفي هذه الحالة لا يأمن الأزواج على زوجاتـهم فقد تتزوج المرأة متعة دون علم زوجها الشرعي ودون رضاه، وهذه مفسدة ما بعدها مفسدة، انظر (فروع الكافي 5/463)، (تـهذيب الأحكام 7/554)، (الاستبصار 3/145)، وليت شعري ما رأي الرجل وما شعوره إذا اكتشف أن امرأته التي في عصمته متزوجة من رجل آخر غيره زواج متعة؟!

    4- والآباء أيضاً لا يأمنون على بناتـهم الباكرات إذ قد يتزوجن متعة دون علم آبائهن، وقد يفاجأ الأب أن ابنته الباكر قد حملت، .. لم؟ كيف؟ لا يدري .. ممن؟ لا يدري أيضاً فقد تزوجت من واحد فمن هو؟ لا أحد يدري لأنه تركها وذهب.

    5- إن أغلب الذين يتمتعون، يبيحون لأنفسهم التمتع ببنات الناس، ولكن لو تقدم أحد لخطبة بناتـهم أو قريباتـهم فأراد أن يتزوجها متعة، لما وافق ولما رضي، لأنه يرى هذا الزواج أشبه بالزنا وإن هذا عار عليه، وهو يشعر بـهذا من خلال تمتعه ببنات الناس فلا شك أنه يمتنع عن تزويج بناته للآخرين متعة، أي أنه يبيح لنفسه التمتع ببنات الناس وفي المقابل يحرم على الناس أن يتمتعوا ببناته.

    إذا كانت المتعة مشروعة أو أمراً مباحاً، فلم هذا التحرج في إباحة تمتع الغرباء ببناته وقريباته؟

    6- إن المتعة ليس فيها إشهاد ولا إعلان ولا رضى ولي أمر المخطوبة، ولا يقع شيء من ميراث المتمتع للمتمتع بـها، إنما هي مستأجرة كما نسب ذلك القول إلى أبي عبد الله (رض) فكيف يمكن إباحتها وإشاعتها بين الناس؟

    7- إن المتعة فتحت المجال أمام الساقطين والساقطات من الشباب والشابات في لصق ما عندهم من فجور بالدين، وأدى ذلك إلى تشويه صورة الدين والمتدينين.

    وبذلك يتبين لنا أضرار المتعة دينياً واجتماعياً وخلقياً، ولهذا حرمت المتعة ولو كان فيها مصالح لما حرمت، ولكن لما كانت كثيرة المفاسد حرمها رسول الله صلى الله عليه وآله، وحرمها أمير المؤمنين (رض).

    تنبيه:

    سألت الإمام الخوئي عن قول أمير المؤمنين في تحريم المتعة يوم خيبر، وعن قول أبي عبد الله في إجابة السائل عن الزواج بغير بينة أكان معروفاً على عهد النبي (رض)؟ فقال: إن قول أمير المؤمنين (رض) في تحريم المتعة يوم خيبر إنما يشمل تحريمها في ذلك اليوم فقط لا يتعدى التحريم إلى ما بعده.

    وأما قول أبي عبد الله للسائل، فقال الإمام الخوئي: إنما قال أبو عبد الله ذلك تقية وهذا متفق عليه بين فقهائنا.

    قلت: والحق إن قول فقهائنا لم يكن صائباً، ذلك أن تحريم المتعة يوم خيبر صاحبه تحريم لحوم الحمر الأهلية وتحريم لحوم الحمر الأهلية جرى العمل عليه من يوم خيبر وإلى يومنا هذا وسيبقى إلى قيام الساعة.

    فدعوى تخصيص تحريم المتعة بيوم خيبر فقط دعوى مجردة لم يقم عليها دليل، خصوصاً وأن حرمة لحوم الحمر الأهلية والتي هي قرينة المتعة في التحريم بقي العمل عليها إلى يومنا هذا.

    وفوق ذلك لو كان تحريم المتعة خاصاً بيوم خيبر فقط، لورد التصريح من النبي صلى الله عليه وآله بنسخ تلك الحرمة، على أنه يجب أن لا يغيب عن بالنا أن علة إباحة المتعة هي السفر والحرب، فكيف تحرم في تلك الحرب والمقاتل أحوج ما يكون إليها خصوصاً وأنه في غربة من أهله وما ملكت يمينه، ثم تباح في السلم؟

    إن معنى قوله (رض) إنـها حرمت يوم خيبر أي أن بداية تحريمها كان يوم خيبر وأما أقوال فقهائنا إنما هو تلاعب في النصوص لا أكثر.

    فالحق إن تحريم المتعة ولحوم الحمر الأهلية متلازمان، نزل الحكم بحرمتها يوم خيبر وهو باقٍ إلى قيام الساعة، وليس هناك من داعٍ لتأويل كلام أمير المؤمنين (رض) من أجل إشباع رغبات النفس وشهواتـها في البحث الدائم عن الجميلات والفاتنات من النساء للتمتع بـهن والتلذذ باسم الدين وعلى حسابه.

    وأما أن قول أبي عبد الله (رض) في جوابه للسائل كان تقية، أقول: إن السائل كان من شيعة أبي عبد الله فليس هناك ما يبرر القول بالتقية خصوصاً وانه يوافق الخبر المنقول عن الأمير (رض) في تحريم المتعة يوم خيبر.

    إن المتعة التي أباحها فقهاؤنا تعطي الحق للرجل في أن يتمتع بعدد لا حصر له من النسوة، ولو بألف امرأة وفي وقت واحد.

    وكم من متمتع جمع بين المرأة وأمها، وبين المرأة وأختها، وبين المرأة وعمتها أو خالتها وهو لا يدري.

    جاءتني امرأة تستفسر مني عن حادثة حصلت معها، إذ أخبرتني أن أحد السادة وهو السيد حسين الصدر كان قد تمتع بـها قبل أكثر من عشرين سنة فحملت منه، فلما أشبع رغبته منها فارقها، وبعد مدة رزقت ببنت، وأقسمت أنـها حملت منه هو إذ لم يتمتع بـها وقتذاك أحد غيره.

    وبعد أن كبرت البنت وصارت شابة جميلة متأهلة للزواج، اكتشفت الأم أن ابنتها حبلى، فلما سألتها عن سبب حملها، أخبرتـها البنت أن السيد المذكور استمتع بـها فحملت منه، فدهشت الأم وفقدت صوابـها، إذ أخبرت ابنتها أن هذا السيد هو أبوها وأخبرتـها القصة، فكيف يتمتع بالأم واليوم يأتي ليتمتع بابنتها التي هي ابنته هو؟

    ثم جاءتني مستفسرة عن موقف السيد المذكور منها ومن ابنتها التي ولدتـها منه.

    إن الحوادث من هذا النوع كثيرة جداً، فقد تمتع أحدهم بفتاة تبين له فيما بعد أنـها أخته من المتعة، ومنهم من تمتع بامرأة أبيه.

    وفي إيراد الحوادث من هذا القبيل لا يستطيع أحد حصرها، وقد رأينا ذلك بقول الله تعالى: ]وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ[ [النور:23]، فمن لم يتمكن من الزواج الشرعي بسبب قلة ذات اليد فعليه بالاستعفاف ريثما يرزقه الله من فضله كي يستطيع الزواج.

    فلو كانت المتعة حلالاً لما أمره بالاستعفاف والانتظار ريثما تتيسر أمور الزواج بل لأرشده إلى المتعة كي يقضي وطره بدلاً من المكوث والتحرق بنار الشهوة.

    وقال الله تعالى: ]وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ[ -إلى قوله- ]ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[ [النساء:25].

    فأرشد الذين لا يستطيعون الزواج لقلة ذات اليد أن يتزوجوا مما ملكت أيمانـهم، ومن عجز حتى عن ملك اليمين؛ أمره بالصبر، ولو كانت المتعة حلالاً لأرشده إليها.

    ولا بد لنا أن ننقل نصوصاً أخرى عن الأئمة عليهم السلام في إثبات تحريم المتعة:

    عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله (رض) عن المتعة فقال: (لا تدنس نفسك بـها) (بحار الأنوار 100/318).

    وهذا صريح في قول أبي عبد الله (رض) إن المتعة تدنس النفس ولو كانت حلالاً لما صارت في هذا الحكم، ولم يكتف الصادق (رض) بذلك بل صرح بتحريمها:

    عن عمار قال: قال أبو عبد الله (رض) لي ولسليمان بن خالد: (قد حرمت عليكما المتعة) (فروع الكافي 2/48)، (وسائل الشيعة 14/450).

    وكان (رض) يوبخ أصحابه ويحذرهم من المتعة فقال: أما يستحي أحدكم أن يرى موضع فيحمل ذلك على صالحي إخوانه وأصحابه؟ (الفروع 2/44)، (وسائل الشيعة 1/450).

    ولما سأل علي بن يقطين أبا الحسن (رض) عن المتعة أجابه: (ما أنت وذاك؟ قد أغناك الله عنها) (الفروع 2/43)، الوسائل (14/449).

    نعم إن الله تعالى أغنى الناس عن المتعة بالزواج الشرعي الدائم.

    ولهذا لم ينقل أن أحداً تمتع بامرأة من أهل البيت عليهم السلام، فلو كان حلالاً لفعلن، ويؤيد ذلك أن عبد الله بن عمير قال لأبي جعفر (رض): (يسرك أن نساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلن؟ -أي يتمتعن- فأعرض عنه أبو جعفر (رض) حين ذكر نساءه وبنات عمه) (الفروع 2/42)، (التهذيب 2/186)، وبـهذا يتأكد لكل مسلم عاقل أن المتعة حرام، لمخالفتها لنصوص القرآن الكريم وللسنة ولأقوال الأئمة عليهم السلام.

    والناظر للآيات القرآنية الكريمة والنصوص المتقدمة في تحريم المتعة -إن كان طالباً للحق محباً له- لا يملك إلا أن يحكم ببطلان تلك الروايات التي تحث على المتعة لمعارضتها لصريح القرآن وصريح السنة المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام ولما يترتب عليها من مفاسد لا حصر لها بينا شيئاً منها فيما مضى.

    إن من المعلوم أن دين الإسلام جاء ليحث على الفضائل وينهى عن الرذائل، وجاء ليحقق للعباد المصالح التي تستقيم بـها حياتـهم، ولا شك أن المتعة مما لا تستقيم بـها الحياة إن حققت للفرد مصلحة واحدة -افتراضاً- فإنـها تسبب مفاسد جملة أجملناها في النقاط الماضية.

    إن انتشار العمل بالمتعة جر إلى إعارة الفرج، وإعارة الفرج معناها أن يعطي الرجل امرأته أو أمته إلى رجل آخر فيحل له أن يتمتع بـها أو أن يصنع بـها ما يريد، فإذا ما أراد رجل ما أن يسافر أودع امرأته عند جاره أو صديقه أو أي شخص كان يختاره، فيبيح له أن يصنع بـها ما يشاء طيلة مدة سفره. والسبب معلوم حتى يطمئن الزوج على امرأته لئلا تزني في غيابه (!!) وهناك طريقة ثانية لإعارة الفرج إذا نزل أحد ضيفاً عند قوم، وأرادوا إكرامه فإن صاحب الدار يعير امرأته للضيف طيلة مدة إقامته عندهم، فيحل له منها كل شيء، وللأسف يروون في ذلك روايات ينسبونـها إلى الإمام الصادق (رض) وإلى أبيه أبي جعفر سلام الله عليه.

    روى الطوسي عن محمّد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت:

    (الرجل يحل لأخيه فرج جاريته؟ قال: نعم لا بأس به له ما أحل له منها) (الاستبصار 3/136).

    وروى الكليني والطوسي عن محمّد بن مضارب قال: قال لي أبو عبد الله (رض): (يا محمّد خذ هذه الجارية تخدمك وتصيب منها، فإذا خرجت فارددها إلينا) (الكافي؟)، (الفروع 2/200)، (الاستبصار 3/136).

    قلت: لو اجتمعت البشرية بأسرها فأقسمت أن الإمامين الصادق والباقر عليهما السلام قالا هذا الكلام ما أنا بمصدق؟

    إن الإمامين سلام الله عليهما أجل وأعظم من أن يقولا مثل هذا الكلام الباطل، فلا يبيحا هذا العمل المقزز الذي يتنافى مع الخلق الإسلامي الرفيع، بل هذه هي الدياثة، لا شك أن الأئمة سلام الله عليهم ورثوا هذا العلم كابراً عن كابر فنسبة هذا القول وهذا العمل إليهما إنما هو نسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فهو إذن تشريع إلهي.

    في زيارتنا للهند ولقائنا بأئمة الشيعة هناك كالسيد النقوي وغيره مررنا بجماعة من الهندوس وعبدة البقر والسيخ وغيرهم من أتباع الديانات الوثنية، وقرأنا كثيراً فما وجدنا ديناً من تلك الأديان الباطلة يبيح هذا العمل ويحله لأتباعه.

    فكيف يمكن لدين الإسلام أن يبيح مثل هذا العمل الخسيس الذي يتنافى مع أبسط مقومات الأخلاق؟

    زرنا الحوزة القائمية في إيران فوجدنا السادة هناك يبيحون إعارة الفروج، وممن أفتى بإباحة ذلك السيد لطف الله الصافي وغيره ولذا فإن موضوع إعارة الفرج منتشر في عموم إيران، واستمر العمل به حتى بعد الإطاحة بالشاه محمّد رضا بـهلوي ومجيء آية الله العظمى الإمام الخميني الموسوي، وبعد رحيل الإمام الخميني أيضاً استمر العمل عليه، وكان هذا أحد الأسباب(1) التي أدت إلى فشل أول دولة شيعية في العصر الحديث، كان الشيعة في عموم بلاد العالم يتطلعون إليها، مما حدا بمعظم السادة إلى التبرء منها، بل ومهاجمتها أيضاً، فهذا صديقنا العلامة السيد موسى الموسوي سماها (الثورة البائسة) وألف كتباً وبحوثاً ونشر مقالات في مهاجمتها وبيان أخطائها.

    وقال السيد جواد الموسوي: إن الثورة الإسلامية في إيران ليس لها من الإسلام إلا الاسم.

    وكان آية الله العظمى السيد محمّد كاظم شريعتمداري من أشد المعارضين لها لما رآه من انحراف واضح عن جادة الإسلام.

    وهناك كثير من السادة ممن أعرفهم معرفة شخصية انتقدوا حكومة الإمام الخميني ونفروا منها.

    ومما يؤسف له أن السادة هنا أفتوا بجواز إعارة الفرج، وهناك كثير من العوائل في جنوب العراق وفي بغداد في منطقة الثورة ممن يمارس هذا الفعل بناء على فتاوى كثير من السادة منهم السيستاني والصدر والشيرازي والطباطبائي والبروجردي وغيرهم، وكثير منهم إذا حل ضيفاً عند أحد استعار منه امرأته إذا رآها جميلة، وتبقى مستعارة عنده حتى مغادرته.

    إن الواجب أن نحذر العوام من هذا الفعل الشنيع، وأن لا يقبلوا فتاوى السادة بإباحة هذا العمل المقزز الذي كان للأصابع الخفية التي تعمل من وراء الكواليس الدور الكبير في دسه في الدين ونشره بين الناس.

    ولم يقتصر الأمر على هذا، بل أباحوا اللواطة بالنساء ورووا أيضاً روايات نسبوها إلى الأئمة سلام الله عليهم، فقد روى الطوسي عن عبد الله بن أبي اليعفور قال: (سألت أبا عبد الله (رض) عن الرجل يأتي المرأة من دبرها قال: لا بأس إذا رضيت، قلت: فأين قول الله تعالى: ]فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ[ فقال: هذا في طلب الولد، فاطلبوا الولد من حيث أمركم الله، إن الله تعالى يقول: ]نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ[) (الاستبصار 3/243).

    وروى الطوسي أيضاً عن موسى بن عبد الملك عن رجل قال: (سألت أبا الحسن الرضا (رض) عن إتيان الرجل المرأة من خلفها في دبرها فقال: أحلتها آية من كتاب الله قول لوط (رض): ]هَـؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ[ فقد علم أنـهم لا يريدون الفرج) (الاستبصار 3/243).

    وروى الطوسي عن علي بن الحكم قال: سمعت صفوان يقول: قلت للرضا (رض): (إن رجلاً من مواليك أمرني أن أسألك عن مسألة فهابك واستحيى منك أن يسألك، قال: ما هي؟ قال: للرجل أن يأتي امرأته في دبرها؟ قال: نعم ذلك له) المصدر السابق.

    لا شك أن هذه الأخبار معارضة لنص القرآن، إذ يقول الله تعالى: ]يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ[ [البقرة:222]، فلو كان إتيان الدبر مباحاً لأمر اعتزال الفرج فقط ولقال (فاعتزلوا فروج النساء في المحيض).

    ولكن لما كان الدبر محرماً إتيانه أمر باعتزال الفروج والأدبار في محيض النساء بقوله: ]وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ[.

    ثم بين الله تعالى بعد ذلك من أين يأتي الرجل امرأته فقال تعالى: ]فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ[ [البقرة:222].

    والله تعالى أمر بإتيان الفروج فقال: ]نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ[ [البقرة:223]، والحرث هو موضع طلب الولد.

    إن رواية أبي اليعفور عن أبي عبد الله مفهومها أن طلب الولد يكون في الفروج لقوله في قوله تعالى: ]نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ[ هذا في طلب الولد، فمفهوم الرواية تخصيص الفروج لطلب الولد، وأما قضاء الوطر والشهوة فهو في الأدبار، وسياق الرواية واضح في إعطاء هذا المفهوم.

    وهذا غلط لأن الفروج ليست مخصصة لطلب الولد فقط بل لقضاء الوطر والشهوة أيضاً، وهذا واقع العشرة بين الأزواج من لدن آدم (رض) وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، وأبو عبد الله أجل وأرفع من أن يقول هذا القول الباطل. ولو افترضنا جواز إتيان الدبر لما كان هناك معنى للآية الكريمة ]فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ[ لأنه قد علم -على الافتراض المذكور- أن الإتيان يكون في القبل والدبر وليس هناك موضع ثالث يمكن إتيانه.

    فلم يبق أي معنى للآية ولا للأمر الوارد فيها.

    ولكن لما كان أحد الموضعين محرماً لا يجوز إتيانه، والآخر حلالاً احتيج إلى بيان الموضع الذي يجب أن يؤتى، فكان أمر الله تعالى بإتيان الحرث، والحرث هو موضع طلب الولد وهذا الموضع يؤتى لطلب الولد ولقضاء الوطر أيضاً.

    أما الرواية المنسوبة إلى الرضا (رض) في إباحة اللواطة بالنساء واستدلاله بقولة لوط (رض).

    أقول: إن تفسير الآية قول الله تعالى: ]هَـؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ[ [هود:78]، قد ورد في آية أخرى في قوله تعالى: ]وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ[ [العنكبوت:28]، وقطع السبيل لا يعني ما يفعله قطاع الطرق وحدهم .. لا، وإنما معناه أيضاً قطع النسل بالإتيان في غير موضع طلب الولد أي في الأدبار، فلو استمر الناس في إتيان الأدبار -أدبار الرجال والنساء- وتركوا أيضاً طلب الولد لانقرضت البشرية وانقطع النسل.

    فالآية الكريمة تعطي هذا المعنى أيضاً وبخاصة إذا لاحظنا سياق الآية مما قبلها. ولا مرية أن هذا لا يخفى على الإمام الرضا (رض) فثبت بذلك كذب نسبة تلك الرواية إليه.

    إن إتيان النساء في أدبارهن لم يقل به إلا الشيعة وبالذات الإمامية الاثنا عشرية.

    اعلم أن جميع السادة في حوزة النجف والحوزات الأخرى بل وفي كل مكان يمارسون هذا الفعل.

    وكان صديقنا الحجة السيد أحمد الوائلي يقول بأنه منذ أن اطلع على هذه الروايات بدأ ممارسة هذا الفعل وقليلاً ما يأتي امرأة في قبلها.

    وكلما التقيت واحداً من السادة وفي كل مكان فإني أسأله في حرمة إتيان النساء في الأدبار أو حله فيقول لي بأنه حلال ويذكر الروايات في حليتها منها الروايات التي تقدمت الإشارة إليها.

    ولم يكتفوا بإباحية اللواطة بالنساء بل أباح كثير منهم حتى اللواطة بالذكور وبالذات المردان. كنا أحد الأيام في الحوزة فوردت الأخبار بأن سماحة السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي قد وصل بغداد، وسيصل إلى الحوزة ليلتقي سماحة الإمام آل كاشف الغطاء. وكان السيد شرف الدين قد سطع نجمه عند عوام الشيعة وخواصهم، خاصة بعد أن صدر بعض مؤلفاته كالمراجعات، والنص والاجتهاد.

    ولما وصل النجف زار الحوزة فكان الاحتفاء به عظيماً من قبل الكادر الحوزي علماء وطلاباً وفي جلسة له في مكتب السيد آل كاشف الغطاء ضمت عدداً من السادة وبعض طلاب الحوزة، وكنت أحد الحاضرين، وفي أثناء هذه الجلسة دخل شاب في عنفوان شبابه فسلم فرد الحاضرون السلام، فقال للسيد آل كاشف الغطاء:

    سيد عندي سؤال، فقال له السيد: وجه سؤالك إلى السيد شرف الدين
    -فأحاله إلى ضيفه السيد شرف الدين تقديراً وإكراماً له-

    قال السائل: سيد أنا أدرس في لندن للحصول على الدكتوراه، وأنا ما زلت أعزب غير متزوج، وأريد امرأة تعينني هناك -لم يفصح عن قصده أول الأمر- فقال له السيد شرف الدين:تزوج ثم خذ زوجتك معك.

    فقال الرجل: صعب علي أن تسكن امرأة من بلادي معي هناك.

    فعرف السيد شرف الدين قصده فقال له: تريد أن تتزوج امرأة بريطانية إذن؟

    قال الرجل: نعم، فقال له شرف الدين: هذا لا يجوز، فالزواج باليهودية أو النصرانية حرام.

    فقال الرجل: كيف أصنع إذن؟

    فقال له السيد شرف الدين: ابحث عن مسلمة مقيمة هناك عربية أو هندية أو أي جنسية أخرى بشرط أن تكون مسلمة.

    فقال الرجل: بحثت كثيراً فلم أجد مسلمات مقيمات هناك تصلح إحداهن زوجة لي، وحتى أردت أن أتمتع فلم أجد، وليس أمامي خيار إما الزنا وإما الزواج وكلاهما متعذر علي.

    أما الزنا فإني مبتعد عنه لأنه حرام، وأما الزواج فمتعذر علي كما ترى وأنا أبقى هناك سنة كاملة أو أكثر ثم أعود إجازة لمدة شهر، وهذا كما تعلم سفر طويل فماذا أفعل؟

    سكت(1) السيد شرف الدين قليلاً ثم قال: إن وضعك هذا محرج فعلاً .. على أية حال أذكر أني قرأت رواية للإمام جعفر الصادق (رض)، إذ جاءه رجل يسافر كثيراً ويتعذر عليه اصطحاب امرأته أو التمتع في البلد الذي يسافر إليه بحيث أنه يعاني مثلما تعاني أنت، فقال له أبو عبد الله (رض): (إذا طال بك السفر فعليك بنكح الذكر)(2) هذا جواب سؤالك.

    خرج الرجل وعليه علامات الارتياب من هذا الجواب، وأما الحاضرون ومنهم السيد زعيم الحوزة فلم ينبس أحد منهم ببنت شفة.

    ضبط أحد السادة في الحوزة وهو يلوط بصبي أمرد من الدارسين في الحوزة. وصل الخبر إلى أسماع الكثيرين، وفي اليوم التالي بينما كان السيد المشار إليه يتمشى في الرواق، اقترب منه سيد آخر من علماء الحوزة أيضاً- وكان قد بلغه الخبر -فخاطبه بالفصحى مازحاً: سيد ما تقول في ضرب الحلق(2)؟

    فأجابه السيد الأول بمزاح أشد قائلاً له وبالفصحى أيضاً: يستحسن إدخال الحشفة فقط، وقهقه الاثنان بقوة!!؟؟

    وهناك سيد من علماء الحوزة مشهور باللواطة، رأى صبياً يمشي مع سيد آخر من علماء الحوزة أيضاً، فسأله: من هذا الصبي الذي معك؟

    فأجابه: هذا ابني فلان.

    فقال له: لم لا ترسله إلينا لنقوم بتدريسه وتعليمه كي يصبح عالماً مثلك؟

    فأجابه ساخراً: أيها السافل الحقير أتريد أن آتيك به لتفعل به (كذا وكذا)!؟

    وهذه الحادثة حدثني بـها أحد الثقات من أساتذة الحوزة(3).

    لقد رأينا الكثير من هذه الحوادث، وما سمعناه أكثر بكثير حتى إن صديقنا المفضال السيد عباس جمع حوادث كثيرة جداً ودونـها بتفاصيلها وتواريخها وأسماء أصحابـها، وهو ينوي إصدارها في كتاب أراد أن يسميه (فضائح الحوزة العلمية في النجف) لأن الواجب كشف الحقائق للعوام من الشيعة أولئك المساكين الذين لا يعلمون ما يجري وراء الكواليس، ولا يعلمون ما يفعله السادة، فيرسل أحدهم امرأته أو بنته أو أخته لغرض الزيارة أو لطلب الولد أو لتقديم (مراد للحسين) فيستلمها السادة وخاصة إذا كانت جميلة ليفجروا بـها ويفعلوا بـها كل منكر ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    الخمس

    إن الخمس استغل هو ال

    ghamrassan
    Membre

    السلام عليكم اخواني اليكم هذا البحث للشيخ ناصر بن محمد الاحمد حول الكرمات وبعض الخصائص التي مني بها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحين من هذه الا مة

    كرامات الأولياء

    الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد

    المـــصــــدر

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    أما بعد: فإن العقيدة التي أمرنا الله بها، هي التي جاءت في كتابه، والعقيدة التي جاء بها رسولنا -صلى الله عليه وسلم- والتي أمرنا بإتباعه وإلا هلكنا، هي التي نطقت بها أحاديثه الصحيحة الثابتة عنه -صلى الله عليه وسلم-، سواء كانت متواترة أو آحاداً، فنحن أهل السنة والجماعة نأخذ بها كلها، خلافاً لبعض المبتدعة الذين لا يأخذون مسائل الاعتقاد من أحاديث الآحاد.
    ومن جمله ما أمرنا باعتباره وأخذه، مسألة الكرامات التي هي محل بحثنا هذا. كرامات الصالحين وأولياء الله -عز وجل-. وقد عد علماء السلف هذه المسألة، من جمله ما يعتقده أهل السنة والجماعة، قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله- تعالى في العقيدة الواسطية، ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجرى الله على أيديهم من خوارق العادات » (1).

    وقال الإمام الطحاوي -رحمه الله- تعالى في عقيدته المشهورة بالطحاوية « ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم » (2).

    وقال السفاريني -رحمه الله- تعالى في منظومته :

    وكل خارق أتى عند صالح *** من تابع لشرعنا وناصح
    فإنها من الكرامات التي *** بها نقول فاقف للأدلة
    ومن نفاها من ذوى الضلال *** فقد أتى في ذاك بالمحال
    فإنها شهيرة ولم تزل *** في كل عصر يا شقا أهل الزلل
    (3)

    إلى غير ذلك من أقوال السلف في هذا الباب، وقد خصص الإمام اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة جزءاً خاصاً بكرامات الأولياء نقل فيها من الأحاديث والآثار أمراً عجباً، وقبله وبعده فمن كتب في عقيدة السلف أو في الرد على من خالفهم.

    فأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الكرامات والخوارق قد تحصل بأمر الله -جل وتعالى- لبعض أولياءه ولبعض عباده الصالحين لحكم جليلة سنبينها بالتفصيل إن شاء الله تعالى في هذا البحث المتواضع.
    وبعد هذا الإجمال فقد آن الشروع في التفصيل.

    كرامات الأولياء :

    وقبل الشروع في ذكر تفاصيل هذه المسألة، كان لزاماً أن نبدأ بتعريف كلٍ من الكرامة ثم الولاية لتتضح الصورة تماماً.

    أولاً: الكرامة:

    قال ابن منظور: الكريم من صفات الله وأسمائه وهو الكثير الخير الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه (4).
    أما الكرامة فتعريفها أنها: أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم المتابعة لنبي كلف بشريعته مصحوباً بصحة الاعتقاد والعمل الصالح علم بها أو لم يعلم ولا تدل على غيره لجواز سلبها وأن تكون استدراجاً. (5).

    وقال السفارينى  » الكرامة وهى أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح علم بها ذلك العبد الصالح أم لم يعلم « (6).

    ثانياً: الولاية :

    إنه لا تعريف للأولياء أحسن من قول الله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [(62-64) سورة يونس]  » فالولاية مرتبة في الدين عظيمة لا يبلغها إلا من قام بالدين ظاهراً وباطناً » فالولاية لها جانبان:

    – جانب يتعلق بالعبد: وهو القيام بالأوامر واجتناب النواهي ثم التدرج في مراقي العبودية بالنوافل.

    – وجانب يتعلق بالرب -سبحانه وتعالى-: وهو محبة هذا العبد ونصرته وتثبيته على الاستقامة.

    فالولي هو ذلك العبد الذي آمن بالله -عز وجل-: أي صدق به وبما جاء عنه سبحانه في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- والتزم بشرعه ظاهراً وباطناً ثم داوم على ذلك بمراقبة الله سبحانه وملازمة التقوى والحذر من الوقوع فيما يسخطه عليه من تقصير في واجب أو ارتكاب لمحرم هذا العبد هو ولي الله -سبحانه وتعالى- يحبه وينصره ويبشره برضوانه وجنته. وعند فراقه للدنيا يرتفع عنه الخوف والحزن لما يكشف له من رحمة الله وبشارته.

    وهذا المعنى يؤكده الحديث القدسي الذي أورده البخاري في صحيحه: ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)).

    فهذا الحديث تضمن المعاني التي في الآية الكريمة:

    جانب العبد: وهو أداء الفرائض ثم التقرب بالنوافل، وجانب الرب -عز وجل-: وهو محبته لذلك العبد ونصرته وتأييده ورعايته له في كل موقف وحفظه لجوارحه فيصبح عبداً محفوظاً في جميع جوارحه، وهذا معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-، ((يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك..))(7).

    إن كرامات الأولياء:

    – قد تكون تأييداً وتثبيتاً للشخص.

    – وقد تكون تأييداً للحق.

    ولهذا كانت الكرامات في التابعيين ومن جاء بعدهم أكثر من الصحابة، لأن الصحابة عندهم من التثبيت ما يستغنون به عن الكرامات.

    فالعاقل الذي يطلب الاستقامة لا الكرامة.

    قال أبو علي الجوزجانى: « كن طالباً للاستقامة لا طالباً للكرامة، فإن نفسك منجبلة على طلب الكرامة، وربك يطلب منك الاستقامة ».

    قال الشيخ السهروردي فى عوارفه: « وهذا الذي ذكره أصل عظيم كبير في الباب، وسر غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك والطلاب، وذلك أن المجتهدين والمتعبدين سمعوا عن سلف الصالحين المتقدمين وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات فأبداً نفوسهم لا تزال تتطلع إلى شيء من ذلك، ويحبون أن يرزقوا شيئاً من ذلك، ولعل أحدهم يبقى منكسر القلب متهماً لنفسه في صحة عمله حيث لم يكاشف بشيء من ذلك ولو علموا سر ذلك لهان عليهم الأمر، فيعلم أن الله يفتح على بعض المجاهدين الصادقين من ذلك باباً، والحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة تفننا، فيقوى عزمه على هذا الزهد في الدنيا والخروج من دواعي الهوى وقد يكون بعض عباده يكاشف بصدق اليقين ويرفع عن قلبه الحجاب ومن كوشف بصدق اليقين أغنى بذلك عن رؤية خرق العادات، لأن المراد منها كان حصول اليقين، وقد حصل اليقين فلو كوشف هذا المرزوق صدق اليقين بشيء من ذلك لازداد يقيناً، فلا تقتضي الحكمة كشف القدرة بخوارق العادات لهذا الموضوع استغناء به وتقتضي الحكمة كشف ذلك الآخر لموضع حاجته، وكان هذا الثاني يكون أتم استعداداً وأهلية من الأول، فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة، فهي كل الكرامة ثم إذا وقع في طريقه شيء خارق كان كأن لم يقع فما يبالي ولا ينقص بذلك.
    وإنما ينقص بالإخلال بواجب حق الاستقامة » (8).

    الكرامة قسمان :-« 

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تعالى في العقيدة الواسطية: « ومن أصول أهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات… »

    أثبت شيخ الإسلام -رحمه الله- في هذا المقطع من عقيدته أن الكرامة قسمان:

    1- قسم يتعلق بالعلوم والمكاشفات.

    2- قسم يتعلق بالقدرة والتأثيرات.

    أما القسم الأول فهو أن يحصل للإنسان من العلوم ما لا يحصل لغيره، والمكاشفات أن يكشف له من الأمور مالا يحصل لغيره.

    مثال الأول: وهو أن يحصل للإنسان من العلوم ما لا يحصل لغيره: ما ورد عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن الله أطلعه على ما في بطن زوجته من الحمل، أعلمه الله بأنه أنثى.

    ومثال الثاني: وهو أن يحصل للإنسان من الكشف ما لا يحصل لغيره: ما حصل للفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قصته المشهورة: « يا سارية الجبل ».

    وما حصل للرسول -صلى الله عليه وسلم- من المكاشفات في غزوة مؤتة عندما أخبر وهو في المدينة بمقتل القواد الثلاثة، وأنه تسلم الراية بعد جعفر خالد بن الوليد.

    أما القسم الثاني من أقسام الكرامات، وهو ما يتعلق بالقدرة والتأثيرات، فهو كما قال العلماء عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تعالى رحمة واسعة، وما أعطي من قوة في المناظرة والتأثير على الخصم من العلوم العقلية والنقلية، حتى قالوا أنه لم ينقطع -رحمه الله- يوماً من الدهر وهو يناظر خصمه. حتى أنه كان يخصم الذي أمامه من أقواله ومذهبه، ولاشك أن هذا مما فتح الله به على شيخ الإسلام من الكرامات.

    وهذا القسم من الكرامات، ينال شيئاً منه الواحد منا والله المستعان في بعض المناسبات ونحن الضعاف المهازيل فأحياناً تقوم وتتكلم في مناسبةٍ ما، دون ما إعداد فتتكلم بكلام رصين متين قوي، وتأتي بالأدلة والشواهد حتى أنك أنت تستغرب من نفسك كيف خرج منك مثل هذا الكلام، الذي لو أعددت له ما كان بهذه القوة والرصانة والمتانة. لاشك بأن هذا مما يفتح الله به على العبد، وليس هو بحول العبد ولا بقوته. وإن حصل شيء من هذا لأحدنا في بعض الأحايين فأيضاً ينبغي له ألا يغتر بنفسه فربما يكون استدراجاً له، وربما يكون هذا من تأييد الله -جل وتعالى- للحق لا للشخص.

    فوائد الكرامات:

    إن الكرامات لا تحصل عبثاً دون حكم وفوائد، وقد لخص العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي فوائد الكرامات في ثلاث قضايا، ذكرها -رحمه الله- في تعليقه على العقيدة الواسطية فقال -رحمه الله-:  » أعظمها الدلالة على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته وكما أن لله سنناً وأسباباً تقتضى مسبباتها الموضوعة لها شرعاً وقدراً فإن لله أيضاً سنناً أخرى لا يقع عليها علم البشر ولا تدركها أعمالهم وأسبابهم. فمعجزات الأنبياء وكرامات الأوليات بل وأيام الله وعقوباته في أعدائه الخارقة للعادة كلها تدل دلالة واضحة أن الأمر كله لله والتقدير والتدبير كله لله، وأن لله سنناً لا يعلمها بشر ولا ملك. فمن ذلك قصة أصحاب الكهف والنوم الذي أوقعه الله بهم تلك المدة العظيمة وقيض أسباباً متنوعة لحفظ دينهم وأبدانهم كما ذكر الله في قصتهم. ومنها ما أكرم الله به مريم بنت عمران وأنه {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} [(37) سورة آل عمران]، . وكذلك حملها وولادتها بعيسى على ذلك الوصف الذي ذكر الله، وكلامه في المهد هذا فيه كرامة لمريم ومعجزة لعيسى -عليه السلام-. وكذلك هبته تعالى الولد لإبراهيم من سارة وهى عجوز عقيم على كبره، كما وهب لزكريا يحيى على كبره وعقم زوجته، وهذه معجزة للنبي وكرامة لزوجته. وقد أطال شيخ الإسلام -رحمه الله- النفس وبسط الكلام في هذا الموضوع في كتابه – الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وذكر قصصاً كثيرة متوافرة تدل على هذه القضية الثانية: أن وقوع الكرامات للأولياء في الحقيقة معجزات للأنبياء لأن تلك الكرامات لم تحصل لهم إلا ببركة متابعة نبيهم الذي نالوا به خيراً كثيراً من جملتها الكرامات.

    الثالثة: أن كرامات الأولياء هي من البشرى المعجلة في الحياة الدنيا كما قال تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا} [(64) سورة يونس] وهى على قول بعض المفسرين: كل أمر يدل على ولايتهم وحسن عاقبتهم، ومن ذلك الكرامات، ولم تزل الكرامات موجودة لم تنقطع في أي وقت وفي أي زمن وقد رأى الناس منها العجائب والأمور الكثيرة »(9).

    وهناك تعليق نفيس للشيخ/ ابن عثيمين على الواسطية ذكرها في أشرطته تتعلق بالنقطة الثانية وهو أن الكرامة للولي معجزة للنبي، قال حفظه الله: « كل كرامة لولي فهي آية للنبي الذي اتبعه، ولهذا قال بعض العلماء إن ما جرى من كرامات للأولياء من هذه الأمة فهي آيات للرسول -صلى الله عليه وسلم- » وقال بعض العلماء أنه ما من آية لنبي من الأنبياء السابقين إلا ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثلها، فالرسول مثلاً لم يلق في النار فيخرج حياً كما حصل لإبراهيم -عليه السلام- فقالوا جرى ذلك لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- كذلك فلق البحر لموسى -عليه السلام- حصل لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمور في البحر أعظم مما حصل لموسى -عليه السلام- وهو المشي على الماء، كذلك إحياء الموتى لعيسى -عليه السلام- حصل لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثلها، كذلك الرجل الذي أحيا الله له فرسه حتى بلغ أهله، كذلك إبراء الأكمه وإعادة البصر حصل للرسول -صلى الله عليه وسلم- نفسه.

    ضوابط الكرامة :

    ليس كل ما يظهر على أيدي الصالحين أو غيرهم يكون كرامة، بل قد تكون غواية من الشيطان أو إضلالاً من بعض الجن، ولذا فقد وضع الدكتور أحمد بن سعد حمدان محقق كتاب اللالكائي – شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة- مقدمة في الجزء التاسع منه خاصة بموضوع الكرامات فوضع حفظه الله أربعة ضوابط مهمة:

    1-أن يكون صاحبها مؤمناً متقياً:

    وهو الوصف الذي ذكره الله -عز وجل- في كتابه بقوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [(62-63) سورة يونس].

    فيؤدى ما افترضه الله -عز وجل- عليه من الفروض والواجبات ويجتنب ما نهاه الله -عز وجل- عنه من المحرمات ثم يترقي في سلم العبودية بعمل المستحبات وترك المكروهات حتى يحقق معنى الولاية.

    قال شيخ الإسلام: وليس لله ولي إلا من اتبعه باطناً وظاهراً فصدقه فيما أخبر به من الغيوب والتزم طاعته فيما فرض على الخلق من أداء الواجبات وترك المحرمات.

    2- أن لا يدعي صاحبها الولاية:

    الولاية هي درجة تتعلق بفعل الرب -عز وجل- وفعل العبد، والعبد كما ذكرنا يترقي في سلم العبودية بنقل الطاعات وترك المخالفات، وهو لا يعلم عن الله -عز وجل- وهل قبل الله من العبد عمله فرفعه به أم لم يقبله منه.

    فدعوى الولاية هي دعوى علم الغيب أولاً، ثم إنها تزكية للنفس ثانياً، وقد قال الله -عز وجل-: {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [(32) سورة النجم].

    3- أن لا تكون سبباً في ترك شيء من الواجبات:

    الكرامة يحصل عليها الولي بسبب طاعته لله -عز وجل- بإيمانه وتقواه، ويلزم من ذلك أن لا تخالف ما كان سبباً في حصولها.

    4- أن لا تخالف أمراً من أمور الدين:

    فلو رأى في المنام أو في اليقظة أن شخصاً في صورة نبي أو ملك أو صالح يقول له: قد أبحت لك الحرام، أو حرمت عليك الحلال، أو أسقطت عنك التكاليف، أو نحو ذلك لم يصدقه. فإن ذلك من الشيطان إذ أن شريعة الله -عز وجل- باقية إلى يوم القيامة من غير نسخ فما رأى الإنسان يقظةً أو مناماً يخالف ذلك فينبغي أن يعرف أنه من الشيطان (10).

    الأشخاص الذين تظهر على أيديهم الخوارق: (11).

    ليس كل من ظهر على يديه أمر خارق للعادة كان ولياً، ولذا فيمكن تصنيف أصحاب الخوارق إلى عدة أقسام على النحو التالي:

    1- أناس صالحون ملتزمون بالشريعة الإسلامية ظاهراً وباطناً قد آمنوا بالله -عز وجل- وبما أمرهم أن يؤمنوا به وعملوا بما أمروا أن يعملوه ويعبدون الله -عز وجل- على وجل وخشية أن لا يتقبل منهم.
    قد اتخذوا من حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة يسيرون على منهاجها، ولا يدعون لأنفسهم مكانة زائدة على أفراد الأمة ولا يزكون أنفسهم، فهؤلاء هم أهل كرامة الله -عز وجل- وأهل توفيقه وليس فوق هداية العبد لطاعة الله -عز وجل- منزلة يتطلع إليها الإنسان المسلم.
    2- قسم فاسق استخدموا الشياطين واستخدمتهم الشياطين إما عن طريق السحر أو ما شابه ذلك من الوسائل المحرمة. فهؤلاء قد اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله -عز وجل- وباعوا دينهم بما تقدمه لهم الشياطين مخاريق وبما تعينهم عليه من أعمال.

    وهذا الصنف قد يظهر على حقيقته أمام الناس ويهمل الواجبات الشرعية ويرتكب المحذورات المحرمة وهذا كاف في بيان حاله وأنه ليس أهلاً للكرامة ولا للولاية لمخالفة سلوكه لسلوك أولياء الله -عز وجل-.

    3- قسم كفار، استعملوا وسائل متعددة كالقسم السابق إلا أن هؤلاء يعملون ما يعملون لإفساد عقائد المسلمين فيظهرون لهم في مظهر الزهاد الصالحين ويظهرون لهم من السحر والشعوذة، ما يخدعونهم به ثم يبثون فيهم عقائد الشرك والضلال تحت ستار « الولاية » والناس ينخدعون بما يرونه يظهر على يديه من الأعمال الغريبة والمخاريق العجيبة.

    4- وقسم عباد جهلة، أغواهم الشيطان، وهؤلاء ليس لديهم من العلم الشيء الذي يجعلهم يميزون فهؤلاء لا يفرقون بين ما هو كرامة، وما هو من خداع الشيطان.

    فإذا رأوا أمراً غريباً أو سمعوا صوتاً ظنوا أن هذا ملك يخاطبهم، وما علموا بأن الشيطان قد يتمثل في صورة دابة، وكل هذا من مكر الشيطان بعباد الكرامات والذين ليس لديهم من العلم الشرعي ما يفرقون به بين الحق والباطل.

    بين المعجزة والكرامة:

    اسم المعجزة يعم كل خارق للعادة في اللغة وأيضاً في عرف الأئمة المتقدمين كالإمام أحمد وغيره، ويسمونها الآيات لكن كثيراً من المتأخرين يفرق في اللفظ بينهما، فيجعل المعجزة للنبي والكرامة للولي. وجماعهما الأمر الخارق للعادة.

    فالمعجزة، أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم من المعارضة والمعجزة تكون حسية وتكون معنوية.

    فالحسية هي المشاهدة بالبصر، كخروج الناقة، وانقلاب عصى موسى حية.

    أما المعنوية، كمعجزة القرآن.

    وقد أوتي نبينا -صلى الله عليه وسلم- من كل ذلك، فمن المحسوسات: انشقاق القمر، وحنين الجذع، ونبع الماء من بين أصابعه، وتسبيح الطعام، وغيرها.

    ومن المعنويات. المعجزة الباقية الخالدة وهو القرآن.

    أما الكرامات، فهي للأنبياء وللأولياء، وثبوتها للأولياء حق، وهو ظهور الأمر الخارق للعادة على أيديهم، وإن لم يعلموا كقصة أصحاب الكهف وأصحاب الصخرة، وكلها معجزات لأنبيائهم وكنداء عمر لسارية وككتابته إلى نيل مصر، وكخيل العلاء بن الحضرمي، وسيأتي تفصيل هذه بعد قليل بزيادة إيضاح وأمثله.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- « فما كان من الخوارق من باب العلم، فتارة بأن يسمع العبد ما لا يسمعه غيره وتارة بأن يرى ما لا يراه غيره يقظة ومناماً، وتارة بأن يعلم ما لا يعلم غيره وحياً وإلهاماً أو إنزال علم ضروري أو فراسة صادقه، ويسمى كشفاً ومشاهدات ومكاشفات ومخاطبات، فالسماع مخاطبات والرؤية مشاهدات والعلم مكاشفة، وما كان من باب القدرة فهو التأثير، وقد يكون همة وصدقاً ودعوة مجابة، وقد يكون من فعل الله الذي لا تأثير له فيه بحال، مثل هلاك عدوه بغير أثر فيه كقوله: ((من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة)) (12). ومثل تذليل النفوس له ومحبتها إياه ونحو ذلك. وكذلك ما كان من باب العلم والكشف قد يكشف لغيره من حاله بعض أمور، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في المبشرات: ((هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له)) (13). وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أنتم شهداء الله في الأرض))(14).

    وقد جمع لنبينا -صلى الله عليه وسلم- جميع أنواع المعجزات والخوارق أما العلم والأخبار الغيبية والسماع والرؤية فمثل إخبار نبينا -صلى الله عليه وسلم- عن الأنبياء المتقدمين وأممهم ومخاطباته لهم وأحواله معهم، وكذلك إخباره عن أمور الربوبية والملائكة والجنة والنار بما يوافق الأنبياء قبله من غير تعلم منهم، فإخباره عن الأمور الغائبة ماضيها وحاضرها هو من باب العلم الخارق، وكذلك إخباره عن الأمور المستقبلة مثل: مملكة أمته وزوال مملكة فارس والروم، وقتال الترك وألوف مؤلفة من الأخبار التي أخبر بها مذكور بعضها في كتب دلائل النبوة لأبي نعيم والبيهقي » انتهى(15).

    وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى وأطال في عمره:  » الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية الخارقة للعادة على يد السحرة والمشعوذين: أن المعجزة هي ما يجري الله على أيدي الرسل والأنبياء من خوارق العادات التي يتحدَّون بها العباد ويختبرون بها ويخبرون بها عن الله لتصديق ما بعثهم به ويؤيدهم بها سبحانه كانشقاق القمر ونزول القرآن فإن القرآن هو أعظم معجزة لرسولٍ على الإطلاق ولحنين الجذع ونبوع الماء من بين أصابعه وغير ذلك من المعجزات الكثيرة.

    وأما الكرامة فهي ما يجري الله على أيدي أوليائه المؤمنين من خوارق العادات كالعلم والقدرة وغير ذلك كالظلة التي وقعت على أسيد بن الحضير حين قراءته القرآن وكإضاءة النور لعباد بن بشر وأسيد بن حضير حين انصرفا من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما افترقا أضاء لكل واحد منهما طرف سوطه، وشرط كونها كرامة أن يكون من جرت على يده هذه الكرامة مستقيماً على الإيمان ومتابعة الشريعة فإن كان خلاف ذلك فالجاري على يده من الخوارق يكون من الأحوال الشيطانية ثم ليعلم أن عدم حصول الكرامة لبعض المسلمين لا يدل على نقص إيمانهم لأن الكرامة إنما تقع لأسباب:
    منها: تقوية إيمان العبد وتثبيته ولهذا لم ير كثير من الصحابة شيئاً من الكرامات لقوة إيمانهم وكمال يقينهم. ومنها: إقامة الحجة على العدو كما حصل لخالد لما أكل السم وكان قد حاصر حصناً فامتنعوا عليه حتى يأكله، فأكله وفتح الحصن، ومثل ذلك ما جرى لأبي مسلم الخراسانى لما ألقاه الأسود العنسي في النار فأنجاه الله من ذلك لحاجته إلى تلك الكرامة، وكقصة أم أيمن لما خرجت مهاجرة واشتد بها العطش سمعت حساً من فوقها فرفعت رأسها فإذا هي بدلو من ماء فشربت منها ثم رفعت.

    وقد تكون الكرامة ابتلاء فيسعد بها قوم ويشقى بها آخرون، وقد يسعد بها صاحبها إن شكر، وقد يهلك إن أعجب ولم يستقم » (16). انتهى كلامه حفظه الله.

    وقال الشيخ/ عبد العزيز السلمان: « ويفرق بينها وبين المعجزة بأن المعجزة تكون مقرونة بدعوى النبوة بخلاف الكرامة ». (17).

    صور من المعجزات والكرامات:

    فأولاً هذه بعض معجزات رسولنا -صلى الله عليه وسلم-:

    – روى مسلم في صحيحه من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: سرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نزلنا وادياً أفيح فذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم ير شيئاً يستتر فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى إحداهما، فأخذ بغصنين من أغصانها فقال: ((انقادي عليَّ بإذن الله)) فانقادت معه كالبعير المخشوم الذى يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بعض أغصانها، فقال: ((انقادي عليَّ بإذن الله)) فانقادت كذلك حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لأَم بينهما حتى جمع بينهما، فقال: ((التئما عليَّ بإذن الله)) فالتأمتا عليه فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقربى فتباعدت فجلست أحدث نفس فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقبلاً وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق ».

    – ولما انكسرت رجل عبد الله بن عتيك -رضي الله عنه- بعد ما قتل أبا رافع الذي يؤذي النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فانتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فحدثته فقال لي: ((أبسط رجلك)) فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط.

    – وفى الترمذى عن علي -رضي الله عنه- قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله.
    – وجاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: بم أعرف أنك نبي؟ قال: ((إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟)) قال نعم، فدعاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: ((ارجع)) فعاد، فأسلم الأعرابي.

    – وقصة ارتجاف أحد: وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صعد أحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان)).

    – وقصة ماء الركوة: وهى ما ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي -صلى الله عليه وسلم- بين يديه ركوة فتوضأ فجهش الناس نحوه فقال: ((ما لكم؟)) قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، قال جابر: فوضع النبي -صلى الله عليه وسلم- يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا، قال سالم: قلت لجابر: كم كنتم قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة.

    – وقصة عكاشة بن محصن بن حرشان الأسدي حينما اندفع يقاتل المشركين يوم بدر ويحصد فيهم حصدا حتى انكسر سيفه فلم يثنه ذلك عن خوض المعركة ولم يتخذ من كسر سيفه فلم يثنه ذلك عن خوض المعركة ولم يتخذ من كسر سيفه معذرة عند القتال فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يخبره بكسر سيفه وإرادة غيره فدفع -صلى الله عليه وسلم- جذلاً من حطب فقال له: ((قاتل بهذا يا عكاشة)) فلما أخذه عكاشة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هزه فعاد في يده سيفاً صارماً طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به -رضي الله عنه- حتى فتح الله تعالى على المسلمين ولم يزل عنده ذلك السيف يشهد به المشاهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى استشهد في قتال الردة في خلافة أبى بكر الصديق -رضي الله عنه-.

    – وقصة حنين الجذع: ما ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه فإن لي غلاماً نجاراً قال: ((إن شئت)) قال فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر الذي صنع، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت.

    – وقصة قتادة بن النعمان: فعن أبى سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج ذاك ليلة لصلاة العشاء وهاجت الظلماء من السماء وبرقت برقة فرأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قتادة بن النعمان فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((قتادة؟)) قال: نعم يا رسول الله، علمت أن شاهد الصلاة الليلة قليل فأحببت أن أشهدها، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا انصرفت فأتني)) فلما انصرف أعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرجوناً وقال: ((خذه فسيضيء أمامك عشراً وخلفك عشراً)).

    – وقصة أبى جابر: وهى ما ورد عند جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: توفى أبي شهيداً في أحد وعليه دين فاستعنت النبي -صلى الله عليه وسلم- على غرمائه أن يضعوا من دينه فطلب النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يفعلوا فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اذهب فصنف تمرك أصنافاً، العجوة على حدة وعذق زيد على حدة -أنواع التمر- ثم أرسل إلي)) قال جابر: ففعلت ثم أرسلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس على أعلاه أو في وسطه ثم قال: ((كِلْ للقوم)) قال جابر: فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأن لم ينقص منه شيء.
    – ومن ذلك مجيء المطر في مسيره -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى بدر وكان للمسلمين نعمة وقوة وعلى الكفار بلاء ونقمه.

    – ورميه -صلى الله عليه وسلم- المشركين بالحصى والتراب حتى عمت رميته الجمع وتقليل المشركين في أعين المؤمنين، وإشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مصارع المشركين بقوله: ((هذا مصرع فلان هذا مصرع فلان)) فرأى المسلمون ذلك على ما أشار إليه وذكره.
    – وقصه لبن أهل الصفة، وذلك أن أبا هريرة قعد يوماً على الطريق فمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتبسم حين رآه وعرف ما في نفسه وما في وجهه ثم قال: ((يا أبا هريرة)) قلت: لبيك يا رسول الله قال: ((الحقْ)) ومضى فتبعته فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبناً في قدح، فقال: ((من أين هذا اللبن؟)) قالوا: من فلان أو فلانة قال: ((أبا هر)) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ((الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي)) قال أبو هريرة: فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاؤوا أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن قال فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت فقال: ((يا أبا هريرة)) قلت: لبيك يا رسول الله قال: ((خذ فأعطهم)) قال فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد على القدح، حتى انتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال: ((يا أبا هر)) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ((بقيت أنا وأنت)) قلت: صدقت يا رسول الله، قال: ((أقعد فاشرب)) فقعدت فشربت، فقال: ((اشرب)) فشربت. فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا، قال: ((فأرني)) فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة -صلى الله عليه وسلم-.

    – ومن ذلك رد عين قتادة بن النعمان فقد أصيبت عينه في غزوة أحد حتى وقعت على وجنته فردها النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت أحسن عينيه وأحدَّهما نظراً وفى ذلك يقول ابنه:

    أنا ابن الذي سالت على الخد عينه *** فردت بكف المصطفى أحسن الرد
    فعادت كما كانت لأول أمرها *** فيا حسن ما عين ويا حسن ما خد

    – وقال رفاعة بن رافع رميت بسهم يوم بدر ففقئت عيني فبصق فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا لي فما آذاني منها شيء بعد.

    – ومن ذلك استسقاؤه واستصحاؤه -صلى الله عليه وسلم-ففي الصحيحين عن أنس أنه -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه ثم قال: ((اللهم أغثنا اللهم أغثنا)) قال أنس: والله ما نرى في السماء من سحاب ولا من قزعة وإن السماء مثل الزجاجة وما بيننا وبين سلع من دار، فو الذي نفسي بيده ما وضع يديه حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحدر عن لحيته.

    – ومن ذلك ما في غزوة خيبر من أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى علي وهو أرمد فبصق في عينيه فبرئ كأن لم يكن به وجع.

    – وقصة طعام جابر -رضي الله عنه- معروفه مشهورة.

    ولقد صدق من قال:

    محمد المبعوث للناس رحمة *** يشيد ما أوهى الضلال ويصلحُ
    لئن سبَّحت صمُّ الجبال مجيبة *** لداود أو لان الحديد المصفحُ
    فإن الصخور الصمَّ لانت لكفه *** وإن الحصا في كفه ليسبحُ
    وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا *** فمن كفه قد أصبح الماء يطفحُ
    وإن كانت الريح الرخاء مطيعة *** سليمان لا تألو تروح وتسرحُ
    فإن الصبا كانت لنصر نبينا *** برعبٍ على شهرٍ به الخصم يكدحُ
    وإن أوتي الملك العظيم وسخرت *** له الجن تشفي مارضيه وتلدحُ
    وإن كان إبراهيم أعطي خلة *** وموسى بتكليم على الطور يمنحُ
    فهذا حبيب بل خليل مكلم *** وخصص بالرؤيا وبالحق أشرحُ
    وخصص بالحوض العظيم وباللوا *** ويشفع للعاصين والنار تلفحُ
    وبالمقعد الأعلى المقرب عنده *** عطاء ببشراه أقر وأفرحُ
    وبالرتبة العليا الأسيلة دونها *** مراتب أرباب المواهب تلمحُ
    وفى جنة الفردوس أول داخل *** له سائر الأبواب بالخار تفتحُ

    ثانياً: نماذج من كرامات الأولياء:

    – قصة سفينة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ركبنا البحر في سفينة فانكسرت السفينة فركبت لوحاً من ألواحها فطرحني في أجمة فيها أسد، فلم يرعني إلا به فقلت: يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فطأطأ رأسه وغمز بمنكبه شقي، فما زال يغمزني ويهديني الطريق حتى وضعني على الطريق وهمهم فظننت أنه يودعني.

    – ومنها قصة أبي مسلم الخولاني فإنه لما قال له الأسود العنسي المتنبي: أتشهد أني رسول الله، قال: « ما أسمع »، قال أتشهد أن محمداً رسول الله، قال: « نعم »، فأمر بنار فأوقدت له، وألقي فيها فجاؤوا إليه فوجدوه يصلي فيها، وقد صارت عليه برداً وسلاماً، فقدم المدينة بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأجلسه عمر بينه وبين أبي بكر، وقال: « الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم ».

    – والعلاء بن الحضرمي كان عامل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على البحرين، وكان يقول في دعائه « يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم فيستجاب له، ودعا الله بأن يسقوا ويتوضئوا لما عدموا الماء والسقاء فأجيب، ودعا الله لما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم فمروا كلهم على الماء ما ابتلت سروج خيولهم، ودعا الله أن لا يروا جسمه إذا مات فلم يجدوه في اللحد.
    – ولما مات أويس القرني وجدوا في ثيابه أكفاناً لم تكن معه من قبل ووجدوا له قبراً محفوراً في لحد من صخر فدفنوه فيه وكفنوه في تلك الأثواب.

    – وأسيد بن حضير كان يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهي الملائكة نزلت لقراءته.

    – وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين.

    – وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما. رواه البخاري وغيره.

    – وقصه الصديق في الصحيحين لما ذهب بثلاثة أضياف معه إلى بيته وجعل لا يأكل لقمة إلا ربى من أسفلها أكثر منها فشبعوا وصارت أكثر مما هي قبل ذلك.

    – وخبيب بن عدى كان أسيراً عند المشركين بمكة، وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبة.
    – وعامر بن فهيرة قتل شهيداً فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه، وكان لما قتل رفع فرآه عامر بن الطفيل وقد رفع. وقال عروة فيرون الملائكة رفعته.

    – وخرجت أم أيمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت عطشاً فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حساً على رأسها فرفعته فإذا دلو معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها.

    – والبراء بن مالك كان إذا أقسم على الله أبر قسمه، وكانت الحرب إذا اشتد على المسلمين في الجهاد يقولون يا براء اقسم على ربك فيقول: يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم ينهزم العدو، فلما كان يوم القادسية قال: أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيد، فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيداً.

    – وخالد بن الوليد حاصر حصناً منيعاً فقالوا: لا نسلم حتى تشرب السم فشربه فلم يضره.
    – وسعد بن أبي وقاص كان مستجاب الدعوة ما دعا قط إلا استجيب له وهو الذي هزم كسرى وفتح العراق وذلك أنه لما وقف أمام المدائن ولم يجد شيئاً من السفن وتعذر عليه تحصيل شيء منها بالكلية، وقد ازدادت دجلة زيادة عظيمة واسود ماؤها ورمت بالزبد من كثرة مائها فخطب سعد الناس على الشاطئ وقال « ألا إني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم » فقالوا جميعاً: « عزم الله لنا ولك على الرشد، فافعل » ثم اقتحم بفرسه دجلة واقتحم الناس لم يتخلف عنه أحد، فساروا فيها كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى ملؤوا ما بين الجانبين فلا يرى وجه الماء من الفرسان والرجال وجعل الناس يتحدثون على وجه الماء كما يتحدثون على وجه الأرض.

    – ولما عذبت الزنيرة على الإسلام في الله فأبت إلا الإسلام وذهب بصرها، قال المشركون: أصاب بصرها اللات والعزى قالت: « كلا والله » فرد الله بصرها.

    – ودعا سعيد بن زيد على أروى بنت الحكم فأعمى الله بصرها لما كذبت عليه فقال: « اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها واقتلها في أرضها » فعميت ووقعت فى حفرة من أرضها فماتت.
    – وتغيب الحسن البصري عن الحجاج الظالم المشهور فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله -عز وجل- فلم يروه، ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيه فخر ميتاً.
    – وصلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو فقال: « اللهم لا تجعل لمخلوق عليَّ منة »، ودعا الله -عز وجل- فأحيا فرسه، فلما وصل إلى بيته قال: يا بني خذ سرجه فإنه عارية فأخذ سرجه فمات الفرس.
    إلى غير ذلك كثير من الكرامات التي حصلت لصالحي هذه الأمة، وقد ذكر أضعاف هذا بكثير الإمام أبو القاسم اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، الجزء التاسع منه، فقد خصه بكرامات الأولياء، فمن أراد المزيد رجع إلى ذلك السفر العظيم.
    آراء الفرق المخالفة لأهل السنة والرد عليها:
    تبين لنا مما سبق أن قول أهل السنة والجماعة في باب الكرامات هو جواز وقوعها على أيدي الصالحين وأنها أمر خارق للعادة غير مقرونة بدعوى النبوة، وأنها لا تصل إلى الخوارق التي أظهرها الله -عز وجل- على أيدي أنبيائه ورسله.
    فظهر هناك بعض الفرق المخالفة لمعتقد أهل السنة في هذا الباب، من هذه الفرق الأشاعرة والمعتزلة، وكل فرقه من هاتين الفرقتين غلت في جانب كما سيظهر بعد قليل من عرض آرائهم ثم الرد عليها.
    مذهب الأشاعرة:
    تعتقد الأشاعرة جواز الكرامات بدون حد، وما جاز وقوعه لنبي جاز وقوعه لولي، بل الخارق للعادة يقع من النبي والولي والساحر، ولا فرق إلا دعوى النبوة من النبي والصلاح من الولي.
    يقول الجويني في كتاب الإرشاد صـ 269: « فإن قيل فما الفرق بين الكرامة والمعجزة قلنا: لا يفترقان في جواز العقل إلا بوقوع المعجزة على حسب دعوى النبوة « .
    وكما نلاحظ من هذا المذهب أنه لا يخص الأنبياء بمعجزات زائدة على ما يحدث على أيدي الأولياء.
    فيرد عليهم:
    بأن الخوارق التي تقع على أيدي الأنبياء أظهرها الله -عز وجل- لتأييد دعوى النبوة لإقناع جماعات كافرة جاحدة، أما ما يظهر على أيدي الأولياء فإنه خاص بالولي نفسه جزاء له على عبادته أو لتقوية إيمانه أو نحو ذلك. ولا يستوي ما كان الغرض منه الإقناع لجماعات متعددة متنوعة الثقافة ومختلفة العقول تعاند الحق وتحاربه وما كان الغرض منه فردياً لشخص مؤمن في الأصل.
    قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله-: « ثم هؤلاء جوزوا كرامات الصالحين ولم يذكروا بين جنسها وجنس كرامات الأنبياء فرقاً، بل صرح أئمتهم أن كل ما خرق لنبي يجوز أن يخرق للأولياء حتى معراج محمد -صلى الله عليه وسلم- وفرق البحر لموسى -عليه السلام- وناقة صالح -عليه السلام- وغير ذلك، ولم يذكروا بين المعجزة والسحر فرقاً معقولاً بل قد يجوزون أن يأتي الساحر بمثل ذلك لكن بينهما فرق دعوى النبوة وبين الصالح والساحر والبر والفجور… إلى أن قال -رحمه الله-: ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين فلا تبلغ كرامات أحد قط إلى مثل معجزات المرسلين كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم ولكن قد يشاركونهم في بعضها كما قد يشاركونهم في بعض أعمالهم »(18).
    مذهب المعتزلة:
    يرى المعتزلة أن خوارق العادات لا يمكن أن تقع لغير الأنبياء، ولذا فقد ذهبوا إلى منع وقوع الكرامات للأولياء والصالحين، وقد قال بهذا القول أيضاً الإمام محمد بن حزم -رحمه الله- تعالى. قال شيخ الإسلام: « فقالت طائفة لا تخرق العادة إلا لنبي وكذبوا بما يذكر من خوارق السحرة والكهان وبكرامات الصالحين وهذه طريقة أكثر المعتزلة وغيرهم كأبي محمد بن حزم وغيره » (19).
    وحجة المعتزلة فيما ذهبوا إليه أنه بالقول بالكرامات يشتبه النبي بالولي والنبي بالسحر وغيره.
    ولا شك بأن هذه الحجة كما هي واضحة حجة عقليه فالمعتزلة كعادتهم يردون مسائل الاعتقاد إلى عقولهم فما وافقهم آخذوا به، وما خالف ردوه.
    الرد عليهم:
    يكفي في نقض كلام المعتزلة هذه النصوص الصحيحة الواردة في الكتاب والسنة والتي سقنا طرفاً منها في ثنايا هذا البحث والتي تثبت الكرامة لأولياء الله -جل وتعالى-. ولا شك أن نتاج العقل يجب أن يضرب به عرض الحائط إذا خالف نصاً من كتاب أو سنه.

    وقد أورد شيخ الإسلام -رحمه الله- تعالى قول المعتزلة ثم رد عليهم بأن هذه الخوارق قد تواترت وشاهدها الناس وهذا كاف في الرد عليهم فقال: « والمنازع لهم -أي للمعتزلة- يقول هي أي الخوارق موجودة مشهودة لمن شهدها متواترة عند كثير من الناس أعظم مما تواترت عندهم بعض معجزات الأنبياء وقد شهدها خلق كثير لم يشهدوا معجزات الأنبياء فكيف يكذبون بما شهدوه ويصدقون بما غاب عنهم ويكذبون بما تواتر عندهم أعظم مما تواتر غيره »(20).

    وقال الشيخ السعدي -رحمه الله-: « وقد أنكرها أيضاً طائفة من أهل الكلام ظناً منهم أن في إثباتها إبطالاً لمعجزات الأنبياء وهذا وهم باطل أبطله المؤلف -يعنى شيخ الإسلام – في كتابه النبوات وغيره من كتبه » (21).
    __________________________

    (1)- شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام – لمحمد خليل هراس صـ 176 – طبعة دار الإفتاء 1402هـ.

    (2)- شرح العقيدة الطحاوية – طبعة المكتب الإسلامي صـ 558.

    (3)- لوامع الأنوار البهية – للعلامة السفاريني جـ 2 صـ392.

    (4)- لسان العرب: 12/510

    (5)- الكواشف الجلية عن معاني الواسطية – عبد العزيز السلمان صـ 717.

    (6)- لوامع الأنوار البهية 2/392.

    (7)- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة – كرامات أولياء الله عز وجل للالكائي 9/7.

    (8)- المعجزات والكرامات – ابن تيمية صـ17.

    (9)- التنبيهات اللطيفة – للشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي صـ 99.

    (10)- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة – اللالكائي 9/34.

    (11)- من بحث الدكتور أحمد حمدان في مقدمة كتاب اللالكائي صـ23.

    (12)- أصله في البخاري بلفظ: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) كتاب الرقاق – باب التواضع.

    (13)- رواه الإمام أحمد من حديث عبادة بن الصامت، ورواه أبو داود.

    (14)- رواه ابن ماجه والإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر.

    (15)- بتصرف من رسالة شيخ الإسلام – المعجزات والكرامات وأنواع خوارق العادات صـ11.

    (16)- التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة تأليف العلامة الشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر السعدي. علق عليها العلامة الشيخ/ عبد العزيز بن باز صـ97.

    (17)- الكواشف الجلية عن معاني الواسطية صـ 717.

    (18)- النبوات – شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله صـ3 .

    (19)- النبوات صـ 2 .

    (20)- النبوات صـ2 .

    (21)- التنبيهات اللطيفة – للسعدى صـ 100 .

    و لا تنسوننا من صالح دعائكم والسلام عليكم

    #204155
    abd
    Membre

    انتشار الدعوة وإثارة الشبهات

    كتبه/ ياسر برهامي.

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

    فهذه الحملة الشرسة التي تشنها بعض المجلات والجرائد العلمانية على السلفية محاولة التحريض والتهييج، ومصورة لها وكأنها الوحش المفترس الذي يزحف ليلتهم الجماعات الإسلامية المخالفة، ثم يـُعـِد للانقضاض على الحكم بعد ذلك، في محاولة لإثارة الجماعات الإسلامية ولأجهزة الدولة كذلك.

    فأما مع الجماعات الإسلامية فإنهم يحاولون إيغار الصدور، وبث الأحقاد والفتن، وصب الزيت على نار الاختلاف، في محاولات مستمرة لمنع مجرد حسن التعامل، وعفة اللسان رغم الاختلاف.

    أما من ناحية الاختلاف، فلا شك أننا نختلف فهذه سنة الله الكونية، ولا يلزم من ذلك أن نكون أعداءً لبعضنا، فنحن حين نختلف مع غيرنا من الاتجاهات الإسلامية حتى من كان منهم واقعاً في بدعة، لا ننسى أصل الولاء على دين الله.

    وكما بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن المؤمن المطيع الذي لا يـُعلم عنه معصية ولا بدعة يحب من كل وجه، والكافر يبغض من كل وجه، والمسلم الذي عنده فجور وطاعة، وسنة وبدعة، يحب لإسلامه وطاعته، ويبغض لمعصيته وفجوره وبدعته.

    وهذه القاعدة لابد معها من التفريق بين النوع والعين، فلابد من إقامة الحجة وإزالة الشبهة، وهذا ليس فقط في التكفير، بل وفي التبديع والتفسيق كذلك.

    ونحن إذا تكلمنا عن مخالفات بعض الاتجاهات الإسلامية لا نتكلم من باب العداء لهم والحض على هدمهم -كما يحاول البعض تصويرنا-، بل نتكلم من باب النصح للمسلمين والحرص على مصلحتهم في دينهم ودنياهم.

    نعم قد تكون بعض العبارات حادة نوعاً ما حسب درجة المخالفة للكتاب والسنة ومقتضى الدليل؛ ولكنها دائماً تتجنب السب والشتم والبذاءة امتثالاً لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم من بعده من صحابته وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    ونحن في نفس الوقت نعرف نوع الخلاف مع المخالف ودرجته، وسبق أن بيّنا مرات أن من الخلاف ما هو اختلاف تنوع يحتاج إلى تكامل واستثمار، واختلاف تضاد سائغ يحتاج إلى سعة واحتمال كل منا للآخر، تماماً كما وسع السلف هذا النوع من الخلاف، واختلاف تضاد غير سائغ يحتاج إلى تقويم وإصلاح وإنكار، وإن كان هؤلاء العلمانيون يجتهدون في تشويه صورة هذا النقد الحريص على المصلحة المشفق على المخالف.

    وفي الحقيقة فإن أكثر ذلك النقد إنما قيل أو كتب في ثنايا توضيح موقفنا من قضايا معينة مثل:

    مسألة المشاركة السياسة ولماذا نمتنع عنها؟

    اتهمنا مخالفونا فيها بالسلبية والانغلاق وعدم الواقعية، وغير ذلك فكان كلامنا توضيحاً للموقف، وتبييناً لأسبابه، ونصيحة للمسلمين؛ عملاً بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) رواه البخاري ومسلم.

    وليس حقداً على المسلمين، أو بغضاً لهم، فليست معركتنا معهم، وإنما عداؤنا لمن يعادي الدين من الكفار والمنافقين، الذين لا هم لهم إلا الصد عن سبيل الله، والذين شَرِقت حلوقهم بالصحوة الإسلامية، وبإقبال الناس عموماً على الإسلام، والالتزام به في أرجاء العالم، وإنما شُغلنا الشاغل الدعوة إلى الله، وإلى دينه وشرعه، وتعليم الناس كتاب ربهم وسنة نبيهم -صلي الله عليه وسلم-، والعمل بذلك ولسنا بالذين نعيش حياتنا للطعن في فلان، والقدح في عِلاَّن، والجرح في غيرهم حتى وإن حاول البعض أن يعطي الصورة بذلك.

    والعجيب أنهم في غمار جهلهم وتهييجهم وإثارتهم للفتن أوهموا قراءهم أن كتاب « منة الرحمن في نصيحة الإخوان » موجه لانتقاد الإخوان المسلمين في سبع عشرة نقطة، وهذا والله من المضحك؛ فإن الكتاب موجه إلى كل مسلم، واصطلاح الإخوان هو على معناه الشرعي واللغوي لا الاصطلاحي، ومسائله تقرير لمسائل العقيدة والعمل والسلوك وليس موجهاً لأحد ولا لتيار بعينه -كما توهموا-، كما هو واضح لكل ناظر في الكتاب.

    أما مع الحكام وأجهزة الدولة:

    فيحاولون تهييجهم بأن السلفيين يوشكون أن يسيطروا على المجتمع، وأنهم قد زحفوا على قاعدته، ويوشكون أن يقفزوا إلى الحكم.

    ونحن نقول لهم: إننا نريد أن يكون الحكم بالإسلام، ولا نسعى أن نَحْكُم نحن، بل نعلم قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر -رضي الله عنه-: (يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ) رواه مسلم، وقوله لأبي ذر -رضي الله عنه- أيضاً لما سأله: (أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْي وَنَدَامَةٌ إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا) رواه مسلم، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري. وقوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الرحمن بن سمرة -رضي الله عنه-: (يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا) متفق عليه.

    وإذا كان عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- يعد الإمارة مصيبة، وهو من هو في علمه وورعه وزهده وإمكانياته في نفسه وأمته ودولته، وعنده إخوانه من علماء التابعين وعابديهم، يستعملهم ويستنصحهم، ومع ذلك كله فإنه قال حين بلغه أنه صار الخليفة: « إنا لله وإنا إليه راجعون ». فكيف تكون الإمارة في زماننا وأحوالنا وأحوال أمتنا وشعوبنا وأحوال نفوسنا وأمراضنا؟!

    فهل يسعى ناصح لنفسه في دينه وآخرته إليها؟ وهل يطلب مريد للنجاة ما لو عرض على الصحابة لأشفقوا من العجز عن القيام به؟

    وإن من الواجب علينا أن نبين أن سبب هذه الأحوال السيئة هو البعد عن شرع الله علماً وعملاً، ودعوة وتطبيقاً في كل شئون الحياة، وإيثار ما خالفه عليه، ومتابعة أعداء الله على ما يريدون من الصد عن سبيله.

    فنسأل الله العافية في الدين والدنيا والآخرة.

    أما تلميحهم بأننا نكفر من يخالفنا:

    فهم وغيرهم يعلمون أننا -بفضل الله- أكثر من تصدى لهذه البدعة ورد عليها بالأدلة الواضحة القوية.

    ونحن نقول لهؤلاء المهاجمين للسلفية: إن السلفية تنتشر لأنها توافق الحق والسنة، ولأن رصيدها الهائل في الفطرة التي في قلوب الناس لا يمكن هدمه ولا إغفاله بكافة أنواع المؤثرات. لأنها الإسلام نقياً كما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهي ليست فكراً بشرياً يحتاج إلى منظرين ومفكرين -كما يحبون أن يستعملوا هذه الألقاب السخيفة-، بل هي منهج رباني معصوم يتبعه كل مسلم صادق يعمل بالإسلام ويعمل من أجله.

    وإن كانت تصرفات الدعاة إليه قابلة للخطأ والصواب فهم بشر على كل الأحوال.

    ونقول لإخواننا: يكفينا عزاءً في هذا الهجوم وشرفاً لنا عند الله أن هذه التهم من إرادة الدنيا والرياسة قد اتُهم بها الأنبياءُ فقال قوم نوح -عليه السلام- عنه: (مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ)(المؤمنون:24)، وقال قوم فرعون لموسى -عليه السلام-: (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ)(يونس:78)، ولو علم الله صدقنا في عدم سعينا إلى الإمارة والرياسة والعلو في الأرض لجعل ذلك من أسباب زيادة الرفعة والمنزلة عنده -سبحانه-.

    ونقول للجميع: إن محاولات التشويه والإساءة والتهييج لن تحقق أغراضها، ولن ننشغل بها، بل حسبنا الله ونعم الوكيل.

    وأخيراً أقول لإخواني:

    لا تحزنوا ولا تنشغلوا بهذه الجرائد والمجلات؛ فإنها إنما تسعى لإثارة زوابع وشبهات تزداد بها توزيعاً حين يهجرها أكثر الناس ويعرضوا عنها. فلا تساعدوهم على تحقيق أغراضهم، وسيروا في طريقكم طريق العلم النافع، والعمل الصالح، والدعوة الصادقة؛ فإنها سبيل النجاة (فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ)(هود:116).


    منقول

    #255201

    En réponse à : اختبر معلوماتك

    hafid
    Membre

    @houmidi59 wrote:


    عشرة أسئلة في الذكاء والمعلومات العامة
    1)من هو أكبر الحيوانات وزنا:
    أ)الفيل
    ب) الغوريلا
    ج)الحوت

    2) ما هي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح:
    ا) العبرية
    ب) الأرامية
    ج) الكنعانية

    3)رائد الفضاء الذي هبط على سطح القمر،لبس حذاء مصنوعا من:
    أ) الخشب
    ب) الجلد
    ج) الرصاص

    4) تتصل الرئتان إتصالا مباشرا ب:
    أ) القلب
    ب)الكبد
    ج) المعدة

    5) ما هي الدولة التي ليس لها حدود مشتركة مع فرنسا :
    أ)إيطاليا
    ب)البرتغال
    ج)سويسرا

    6)سعد بن أبي وقاص قاد 30.000 من جنود المسلمين ليحارب جيشا من 100.000 جندي فانتصر عليه في معركة :
    أ)اليرموك
    ب)الزلاقة
    ج)القادسية

    7) ملكة سافرت من اليمن إلى القدس لمقابلة سليمان الحكيم.ما اسمها:
    أ)ميرامار
    ب) بلقيس
    ج) شجرة الدر

    8)هو فقيه إفريقيا المشهور.فما إسمه:
    أ) عقبة بن نافع
    ب) طارق بن زياد
    ج)أسد بن الفرات

    9)مجاهد عربي حارب الفرنسيين حربا شعواء.توفي في دمشق سنة 1883 .من هو :
    أ)عبد الكريم الخطابي
    ب) عبد القادر الجزائري
    ج) عمر المختار

    10)آخر من قتل من الخلفاء العباسيين هو:
    أ) أبو العباس عبد الله
    ب) المستعصم بالله
    ج) أبو جعفر المنصور

    1 ➡ 3
    2 ➡ 3
    3 ➡ 3
    4 ➡ 1
    5 ➡ 2
    6 ➡ 1
    7 ➡ 2
    8 ➡ 3
    9 ➡ 2
    10 ➡ 2

    ha anta si houmidi rak mnacht aldanya ma
    andi mansal

    #255197

    En réponse à : اختبر معلوماتك

    OUJDI_PUR
    Membre

    @imadinho wrote:


    1):الحوت
    (الحوت الأزرق )

    2) ما هي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح:

    ب) الأرامية

    3)رائد الفضاء الذي هبط على سطح القمر،لبس حذاء مصنوعا من:
    sara7a allah wa3lam ; 7ta nsawal si armstrong w njawab 😆
    je vais dire b rasas w li liha liha
    4) تتصل الرئتان إتصالا مباشرا ب:
    أ) القلب

    5) ما هي الدولة التي ليس لها حدود مشتركة مع فرنسا :

    ب)البرتغال

    6)سعد بن أبي وقاص قاد 30.000 من جنود المسلمين ليحارب جيشا من 100.000 جندي فانتصر عليه في معركة :
    ج)القادسية

    7) ملكة سافرت من اليمن إلى القدس لمقابلة سليمان الحكيم.ما اسمها:

    ب) بلقيس

    8)هو فقيه إفريقيا المشهور.فما إسمه:
    ب) طارق بن زياد
    les trois sont des fkihs mais j’ai choisi tariq bnou ziad parceque d’origine africain.

    9)مجاهد عربي حارب الفرنسيين حربا شعواء.توفي في دمشق سنة 1883 .من هو :

    ب) عبد القادر الجزائري

    10)اآخر من قتل من الخلفاء لعباسيين هو:

    ب) المستعصم بالله

    + هو فقيه إفريقيا المشهور.فما إسمه:
    أ) عقبة بن نافع

    #255195

    En réponse à : اختبر معلوماتك

    imadinho
    Membre


    1):الحوت
    (الحوت الأزرق )

    2) ما هي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح:

    ب) الأرامية

    3)رائد الفضاء الذي هبط على سطح القمر،لبس حذاء مصنوعا من:
    sara7a allah wa3lam ; 7ta nsawal si armstrong w njawab 😆
    je vais dire b rasas w li liha liha
    4) تتصل الرئتان إتصالا مباشرا ب:
    أ) القلب

    5) ما هي الدولة التي ليس لها حدود مشتركة مع فرنسا :

    ب)البرتغال

    6)سعد بن أبي وقاص قاد 30.000 من جنود المسلمين ليحارب جيشا من 100.000 جندي فانتصر عليه في معركة :
    ج)القادسية

    7) ملكة سافرت من اليمن إلى القدس لمقابلة سليمان الحكيم.ما اسمها:

    ب) بلقيس

    8)هو فقيه إفريقيا المشهور.فما إسمه:
    ب) طارق بن زياد
    les trois sont des fkihs mais j’ai choisi tariq bnou ziad parceque d’origine africain.

    9)مجاهد عربي حارب الفرنسيين حربا شعواء.توفي في دمشق سنة 1883 .من هو :

    ب) عبد القادر الجزائري

    10)اآخر من قتل من الخلفاء لعباسيين هو:

    ب) المستعصم بالله

    #255192

    En réponse à : اختبر معلوماتك

    houmidi59
    Participant


    عشرة أسئلة في الذكاء والمعلومات العامة
    1)من هو أكبر الحيوانات وزنا:
    أ)الفيل
    ب) الغوريلا
    ج)الحوت

    2) ما هي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح:
    ا) العبرية
    ب) الأرامية
    ج) الكنعانية

    3)رائد الفضاء الذي هبط على سطح القمر،لبس حذاء مصنوعا من:
    أ) الخشب
    ب) الجلد
    ج) الرصاص

    4) تتصل الرئتان إتصالا مباشرا ب:
    أ) القلب
    ب)الكبد
    ج) المعدة

    5) ما هي الدولة التي ليس لها حدود مشتركة مع فرنسا :
    أ)إيطاليا
    ب)البرتغال
    ج)سويسرا

    6)سعد بن أبي وقاص قاد 30.000 من جنود المسلمين ليحارب جيشا من 100.000 جندي فانتصر عليه في معركة :
    أ)اليرموك
    ب)الزلاقة
    ج)القادسية

    7) ملكة سافرت من اليمن إلى القدس لمقابلة سليمان الحكيم.ما اسمها:
    أ)ميرامار
    ب) بلقيس
    ج) شجرة الدر

    8)هو فقيه إفريقيا المشهور.فما إسمه:
    أ) عقبة بن نافع
    ب) طارق بن زياد
    ج)أسد بن الفرات

    9)مجاهد عربي حارب الفرنسيين حربا شعواء.توفي في دمشق سنة 1883 .من هو :
    أ)عبد الكريم الخطابي
    ب) عبد القادر الجزائري
    ج) عمر المختار

    10)آخر من قتل من الخلفاء العباسيين هو:
    أ) أبو العباس عبد الله
    ب) المستعصم بالله
    ج) أبو جعفر المنصور

    #204119

    Sujet: حقوق الخاطب

    dans le forum Religions
    Cerise
    Participant

    حقوق الخاطب

    معنى الخطبة وكيف تتم ، وما هي حقوق الخاطب وماذا يحق له أن يرى في مخطوبته، وما هي حدود العلاقة بينهما؟

    يقول الاستاذ خالد عبد العال في كتابه ( فن صناعة الحب ومعاملة الرجال)ص28:

     » فالخطبة هي أولى خطوات الزواج، ولكن يجب أن تعلمي أولا أنها ليست الا وعدا بالزواج، فهي ليست

    عقدا يصير للخاطب به أن يجلس اليك ويتسامر معك ويرى منك ما يرى الزوج والأهل والمحارم … لا.. بل هي

    وعد بأن يتزوجك، وربما عنّ له أن يتخلى عن هذا الوعد في أي وقت من الأوقات ولذلك وجب الحيطة والحذر

    وأن لا تكون هناك تنازلات أو تهاون من قبلك أو تمادٍ في العلاقة بين الخاطب والمخطوبة ».
    *************

    وإن من حق الشاب والفتاة أن يطمئن الى أنه قد أحسن الاختيار بمن يريدها أو تريده زوجا لها وذلك عبر

    النظر اليها والاطمئنان الى مظهرها وكذلك الجلوس معها ومحادثتها عبر وجود محارمها الشرعيين ، فقد جاء

    رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وأخبره بأنه خطب امرأة فقال له

    النبي صلى الله عليه وسلم : » انظر اليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما » وفي

    حديث آخر قال صلى الله عليه

    وسلم : » إذا خطب أحدكم المرأة -أي عزم خطبتها- فإن استطاع أن ينظر الى ما يدعوه الى نكاحها فليفعل »

    وليس هذا للشاب بل هو للفتاة كذلك حيث من حقها أن ترى من الشاب ما يرغبها في نكاحه.

     » والإسلام إنما شرع هذه الرؤية وهذا النظر ليبصر كل من الرجل والمرأة ما في الآخر من ميزات وعيوب وما

    يستطيع أن يتقبله كل منهما فيمن سيكون شريكه في الحياة حتى لا ينهدم البناء بعد تمامه وتتشقق العلاقات

    وتتصدع الزوجية ويكون الانفصال بسلبياته النفسية والاجتماعية من نصيب الطرفين ».

    ورأي جمهور علماء المسلمين بجواز النظر الى وجهها وكفيها فقط وليس غير ذلك ،فإذا ما تمت الخطبة

    فليس للخاطب شيء حتى يتم العقد فهو كالأجنبي عن المرأة تماما لا يرى منها شيئا ولا يخرج معها ولا

    يجالسها بخلوة.

    *******************

    * يقول الأستاذ حسين محمد يوسف في كتابه ( اختيار الزوجين في الإسلام)

    : » إن قبول الخطبة لا معنى له أكثر من أنه اتفاق أو مواعدة بين الطرفين على اتمام عقد الزواج متى توافرت

    أسبابه وتيسرت ظروفه وتحققت شروطه والمفروض شرعا أن الاتفاق ملزم للطرفين وأن المواعدة واجبة

    الوفاء بل إنها بالنسبة لأهل التقوى كل شيء، ولا يقلل من قيمتها افتقادها للشكل القانوني. ولكن الاحتياط في

    هذا الزمان أوجب وألزم ، فقد تغيرت المقاييس وتبدلت العادات والتقاليد واختلط الحق بالباطل والحابل

    بالنابل وترتب على ذلك الكثير من الفتن والمآسي وأصبح من الضروري لمن يحرص على سلامة دينه وعرضه

    أن يتقي الشبهات وأن يأخذ بالعزائم، ومن ثم فإن قبول الخطبة أو إعلانها والاحتفال بها لا يجب أن يغير من

    وضع الخطيبين شيئا

    ***********************

    ولا يصح أن يستحل به ما حرم الله ، أو أن يحرم به ما أحل الله ولا يترتب عليه للرجل أي حرمة أو سلطان

    ولا تستحق به المرأة أي نفقة أو إلزام لأنه ما زال بالنسبة لها أجنبيا عنها وما زالت بالنسبة له أجنبية عنه ،

    وقد يستجد من الأمور ما يؤدي الى فسخ الخطبة دون أن يعتبر مخالفة قانونية أو يترتب عليه أية حقوق

    شرعية.

    إن المرأة المسلمة يجب أن تكون في مأمن على دينها وشرفها وعرضها وبعيدة عن مواضع الشبهات ولتعلم

    أن تماديها في العلاقة مع الخطيب يقلل مكانتها عنده ويجعله يستهين بها، ذلك الى جانب ما هو ممكن الوقوع

    فيه من المصائب التي نعاينها ونسمع بها في كل وقت ».

    * وأما فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي فقد أجاب لمن سأله قائلا له : » تقدمت لخطبة فتاة من أهلها فوافقوا

    وقبلوا وأقمنا لذلك حفلا دعونا فيه الأقارب والأحباء ، وأعلنا الخطبة وقرأنا الفاتحة وضربنا الدفوف ، ألا

    يعتبر هذا الاتفاق وذلك الإعلان زواجا من الناحية الشرعية يبيح لي الخلوة بخطيبتي لا سيما أن ظروفي حاليا

    لا تسمح لي بعقد رسمي شرعي يوثقه المأذون ويسجل في دفاتر الحكومة »؟!

    فكان جواب الدكتور القرضاوي أطال الله عمره: » الخطبة لغة وعرفا وشرعا شيء غير الزواج ،فهي مقدمة له

    وتمهيد لحصوله والعرف يميز جيدا بين رجل خاطب ورجل متزوج والشريعة كذلك فرقت بين الأمرين تفريقا

    واضحا ، فالخطبة ليست أكثر من إعلان الرغبة في الزواج من امرأة معينة ، أما الزواج فعقد وثيق وميثاق

    غليظ له حدوده وشروطه وحقوقه وآثاره … والخطبة مهما يقم حولها من مظاهر الإعلان فلا تزيد عن كونها

    تأكيدا وتثبيتا لشأنها … والخطبة على أية حال لا يترتب عليها أي حق للخاطب إلا حجز المخطوبة بحيث يحظر

    على غير الخاطب أن يتقدم لخطبتها، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : » لا يخطب

    أحدكم على خطبة أخيه » والمهم في هذا المقام أن المخطوبة أجنبية عن الخاطب حتى يتم زواجه بها ولا تنتقل

    المرأة الى دائرة الزوجية إلا بعقد شرعي صحيح والركن الأساسي في العقد هو الإيجاب والقبول وللإيجاب

    والقبول ألفاظ معهودة معلومة في العرف والشرع وما دام هذا العقد بإيجابه وقبوله لم يتحقق فالزواج لم

    يحدث أيضا لا عرفا ولا شرعا ولا قانونا وتظل المخطوبة أجنبية عن خاطبها لا يحل له الخلوة بها ولا السفر

    معها دون وجود أحد محارمها كأبيها أو أخيها.

    ***************************
    إن نصيحتنا للسائل أن يعجل بالعقد على خطيبته وإذا لم تسمح ظروفه بذلك فالأجدر بدينه ورجولته أن يضبط

    عواطفه ويكبح جماح نفسه ويلجمها بلجام التقوى ولا خير في أمر يبدأ بتجاوز الحلال الى الحرام. كما ننصح

    الآباء والأولياء أن يكونوا على بصيرة من أمر بناتهم فلا يفرطوا فيهن بسهولة باسم الخطبة ،والدهر يتقلب

    والقلوب تتغير والتفريط في بادىء الأمر قد يكون وخيم العاقبة، والوقوف عند حدود الله أحق وأولى { ومن

    يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}( 229 البقرة) { ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم

    الفائزون}( 2-النور) » الى هنا فتوى القرضاوي.

    **********************************
    وهذه فتوى للشيخ الدكتور عبد الله الفقيه اسوقها إليكن

    كيف تتم الخطبة في الإسلام؟ و هل يسمح للخطيبة و خطيبها الخروج إلى الأماكن العامة؟ و هل من المسموح للخطيبة التزّين لخطيبها؟

    الفتوى

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

    فإذا أراد الشخص التزوج من امرأة فليسأل أولاً عن دينها، فإذا كانت صاحبة دين ‏استخار الله في الزواج

    منها، فإذا اطمأنت نفسه لها فله أن ينظر إليها، وإلى ما يدعوه إلى ‏نكاحها، ولو بدون علمها أو علم وليها،

    ولكن من غير خلوة. أو يرسل إليها من النساء ‏الثقات من تأتيه بأوصافها.‏

    ثم يرسل إلى وليها أو إليها برغبته في الزواج منها أو يتكلم إليها مباشرة، فإذا كانت الموافقة فلا مانع أن

    يجلس معها بحضور محرم لها، وينظر إلى وجهها وكفيها وله أن يكرر ‏النظر ويتأمل محاسنها إذا لم يحصل

    المقصود إلا بذلك، ولكن لا يكون نظره إليها نظرة ‏شهوة وتلذذ.‏

    فإذا أعجبته أقدم على الزواج منها إن رغبت فيه، وإن لم تعجبه أو لم يعجبها فليكن أميناً ‏على ما رأى ولا

    يحدث به الناس.‏

    فهذه هي الخطبة الشرعية. ولا بأس بما تعارف عليه الناس من إقامة الحفلات والولائم في ‏مناسبة الخطبة،

    لكن بشرط أن لا يتخللها محظور شرعي كاختلاط الرجال بالنساء ‏الأجنبيات، وتبرج المخطوبة أمام خطيبها،

    وما يعرف بلبس الخاتم (الدبلة) ونحوه من المنكرات ‏الدخيلة على عاداتنا تقليداً للمجتمعات الكافرة، فإنه لا

    يحل له مس شيء من بدنها، ولو كان إصبعها

    ولا يجوز للمخطوبة الخروج بمفردها مع خطيبها، ولا الخلوة به، ولا أن تبدي له من زينتها غير ما ذكر ‏سالفاً،

    لأنه لا يزال رجلاً أجنبياً عنها هو وغيره من الرجال الأجانب سواء، حتى يعقد ‏عليها عقد النكاح. فإذا أتم العقد

    فلها أن تجلس أمامه وتتزين له، وأن تخرج معه إلى ‏الأماكن العامة لأنها أصبحت زوجة له، وليراع في ذلك

    الآداب الشرعية والعرفية، بأن ‏يستأذن وليها حتى لا تحدث الخلافات والمشاكل من أول الطريق، الأمر الذي قد

    يؤثر ‏على العلاقات بين الأسرتين.‏

    والله أعلم.‏

    المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

    #204105
    imadinho
    Membre

    تجارب الصواريخ الايرانية لم تغير في التصميم الاميركي على اعتماد الحل الدبلوماسي

    واشنطن (ا ف ب) – اعلن البيت الابيض الجمعة ان التجارب التي اجرتها ايران اخيرا على اطلاق صواريخ لا تغير في عزم الولايات المتحدة على حل الازمة النووية الايرانية بالوسائل الدبلوماسية.

    وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو « ما اقوله هو ان ايران ما زالت تتحدى التزاماتها الدولية وتزيد من عزلة شعبها ».

    واضافت « لكنني لا اعتقد اننا خرجنا عن الطريق التي سلكناها حتى الان والتي تقضي بايجاد حل بوسائل دبلوماسية ».

    واكدت ان « تأثير هذا الامر هو تعزيز تصميم المجتمع الدولي الذي يعتقد جازما انه لا يجب السماح لايران بحيازة سلاح ذري ».

    وادت التجارب الصاروخية التي اجرتها ايران هذا الاسبوع الى زيادة المخاوف من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية في منطقة الخليج الغنية بالنفط.

    وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ايران من ان الولايات المتحدة عززت اجراءاتها العسكرية في هذه المنطقة الاستراتيجية وانها ستدافع عن حلفائها. وفي طليعة هؤلاء الحلفاء اسرائيل التي تعتبر هدفا اول لهذه الصواريخ.

    ولكن الادارة الاميركية التي لم تستبعد يوما خيار اللجوء الى القوة ضد ايران اكدت في الوقت عينه ان التجارب الصاروخية التي اجرتها ايران لا تزيد احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية.


    أتمنى صادقا أن تطيح إيران بالأنف الأمريكي كما سقط قبل ذلك في فييتنام و العراق
    زعمة ملي شافو الصواريخ بداو يبردو على قلبهم و يقولك حل ديبلوماسي
    قبل لا غي من الحصار للتدخل بقوة

    الله ينعل لي ما يحشم

15 réponses de 181 à 195 (sur un total de 649)
SHARE

Résultats de la recherche sur 'الخل'