Résultats de la recherche sur 'س+ج'
-
Résultats de la recherche
-
هو : ( محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري ) شرف الدين
أبو عبد الله .
يقول في ( الأعلام ) : شاعرٌ ، حسن الديباجة ، مليح المعاني ، نسبته
إلى ( بوصير ) بمصر ، وأصله من المغرب ، من قلعة حمّاد ، له ديوان
شعر مطبوع ، وأشهر شعره البردة . للبوصيري قصائد كثيرة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن
أشهرها – كما ذكرنا – هي البردة ، فبالإضافة إلى جمال معانيها
وصدق عباراتها ، فإنها ارتبطت بقصةٍ مع ناظمها – البوصيري –
رحمه الله تعالى .
أما القصة فقد ذكرها الذين ترجموا للناظم ، كما ذكرها شُرّاح البردة
وهم كُثر ، منهم : الشيخ ( عمر بن أحمد الخريوتي ) حيث شرح
البردة في كتاب أسماه ( شرح الخريوتي على البردة ) وهو مطبوع
وقد وضع في نهايته تقريظاً لعالِمَين جليلين هما :
( الشيخ إبراهيم الباجوري – والشيخ إبراهيم السقا )
كما أن الطبعة ذاتها قد وُضع على هامشها شرح آخر للبردة ، وهو
للشيخ : ( محيي الدين محمد بن مصطفى المعروف بشيخ زادة )
وكلا الشارحين روى القصة التالية ، نرويها ببعض التصرف :
أصيب الناظم – رحمه الله – بمرض الفالج ، أو ما يُسمى الآن
بالشلل النصفي ، وأُقعد ، فنظم هذه القصيدة ناوياً بها الإستشفاء
وبعد نظمه لها ، رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأ
عليه قصيدته تلك ، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة
على جسمه ، فقام من نومه معافىً بإذن الله تعالى .
فلاعجب إذاً أن يكون لهذه القصيدة العصماء هذا الإنتشار وهذا
القبول عند العامة والخاصة .
وله – رحمه الله – قصائد أخرى في المديحديوان نفحات ولفحات للشيخ يوسف القرضاوي.
هو الرسول فكن في الشعر حسانا = وصغ من القلب في ذكراه ألحانا
ذكرى النبي الذي أحيا الهدى وكسا = بالعلم والنور شعبًا كان عريانا
أطلَّ فجر هداه والدجى عممُ = بات الأنام وظلوا فيه عميانا
هذا يصور تمثالاً ويعبده = وذاك يعبد أحبارًا وكهَّانا
الكون بحرٌ عميقٌ لا منار به = لم يدرِ فيه بنو الإنسان شطئانا
ويل الصغير وقد صار الورى سمكًا = يسطو الكبير عليه غير خشيانا!
فدولة الروم حوتٌ فاغرٌ فمه = يطغى على تلكُم الأسماك طغيانا
ودولة الفرس حوتٌ مثله كشرت = أنيابه للورى بغيًا وعدوانا
وحشيةٌ عمَّت الدنيا أظافرها = جهالةٌ أصلت الأكوان نيرانا!
الليل طال ألا فجر يبدده؟! = ربَّاه.. أرسل لنا فلكًا وربانا!
هناك لاح سنا المختار مؤتلقًا = يهدي إلى الله أعجامًا وعربانا
يتلو كتاب هدًى كان الإخاء له = بدءًا وكان له التوحيد عنوانا
لا كبر- فالناس إخوان سواسية= لا ذلَّ إلا لمن سوَّاك إنسانا
يقود دعوته في اليمِّ باخرةٌ = تقل من أمَّها شيبًا وشبانا
السلم رايتها والله غايتها = لم تبغ إلا هدًى منه ورضوانا
جرت بركبانها.. لا الريح زلزلها = ولا يد الموج مهما ثار بركانا
وكم أراد العِدا إضلالها عبثًا = وحاول خرقها بالعنف أزمانا
واها! أتُخرق والرحمن صانعها؟ = والله حارسها من كل من خانا؟!
أم هل تضل سفين « بيت إبرتها » = وحي من الله يهدي كل حيرانا؟!
أم كيف لا تصل الشطئان باخرةٌ = ربانها خير خلق الله إنسانا؟!
تلك الرواية والَهْفِي ممثلةٌ = في العالم اليوم في بلدانه الآنا
إن يختلف الاسم فالموضوع متَّحِدٌ = مهما تلوَّنت الأشخاص ألوانا
فالناس قد تَّخذوا الأهواء آلهةً = إن كان قد تَّخذ الماضون أوثانا
الشعب يعبد قوادًا تضلله = كما يضلل ذو الإفلاس صبيانا
والحاكمون غدا الكرسيُّ ربهمو = يقدمون له الأوطان قربانا
إن ماتت الفرس فالروسيا تمثلها = أما ستالين فهو اليوم كِسرانا
وإن تزل دولة الرومان فالتمسوا = في الإنجليز وفي الأمريك رومانا
وإن يمت قيصر فانظر لصورته = وإن يكونوا همو في البحر حيتانا
****
يا خير من ربت الأبطال بعثته = ومن بنى يهمو للحق أركانا
خلفت جيلاً من الأصحاب سيرتهم = تضوع بين الورى روحًا وريحانا
كانت فتوحهمو برًّا ومرحمة = كانت سياستهم عدلاً وإحسانا
لم يعرفوا الدين أورادًا ومسبحةً = بل أشربوا الدين محرابًا وميدانا
فقل لمن ظن أن الدين منفصل = عن السياسة: خذ يا غرُّ برهانا
هل كان أحمد يومًا حلس صومعة = أو كان أصحابه في الدير رهبانا؟!
هل كان غير كتاب الله مرجعهم = أو كان غير رسول الله سلطانا؟!
لا، بل مضى الدين دستورًا لدولتهم = وأصبح الدين للأشخاص ميزانا
يرضى النبي أبا بكر لدينهمو = فيعلن الجمع: نرضاه لدنيانا
***
يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة = باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا
قادوا السفين فما ضلوا ولا وقفوا = وكيف لا وقد اختاروك ربَّانا؟!
أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم = والناس تزعم نصر الدين مجانا
أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن = صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا
عاشوا على الحب أفواهًا وأفئدةً = باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
الله يعرفهم أنصار دعوته = والناس تعرفهم للخير أعوانا
والليل يعرفهم عُبَّاد هجعته = والحرب تعرفهم في الروع فرسانا
دستورهم لا فرنسا قننتْه ولا = روما، ولكن قد اختاروه قرآنا
زعيمهم خير خلق الله لا بشر = إن يهد حينًا يضل القصد أحيانا!
« الله أكبر ».. ما زالت هتافهمو = لا يسقطون ولا يحيون إنسانا
***
نشكو إلى الله أحزابًا مضللةً = كم أوسعونا إشاعات وبهتانا
ما زال فينا ألوف من أبي لهب = يؤذون أهل الهدى بغيًا ونكرانا
ما زال لابن سلول شيعةٌ كثروا = أضحى النفاق لهم وَسْمًا وعنوانا
يا رب إنا ظُلمنا فانتصر، وأنر = طريقنا، واحبنا بالحق سلطانا
نشكو إليك حكومات تكيد لنا = كيدًا وتفتح للسكسون أحضانا
تبيح للهو حانات وأندية = تؤوي ذوي العهر شُرَّابًا ومُجَّانا
فما لدور الهدى تبقى مُغلَّقةً؟ = يمسي فتاها غريب الدار حيرانا
يا رب نصرك، فالطاغوت أشعلها = حربًا على الدين إلحادًا وكفرانا
***
يا قوم قد أيد التاريخ حجتنا = وحصحص الحق للمستبصر الآنا
إنا أقمنا على إخلاص دعوتنا = وصدقها ألف برهان وبرهانا
لقد نفونا فقلنا: الماء أين جرى = يحيي المَوات ويروي كل ظمآنا
قالوا: إلى السجن، قلنا: شعبةٌ فُتِحت = ليجمعونا بها في الله إخوانا
قالوا: إلى الطور، قلنا: ذاك مؤتمرٌ = فيه نقرِّر ما يخشاه أعدانا!
فهو المصلَّى نزكِّي فيه أنفسنا = وهو المصيف نقوي فيه أبدانا
معسكر صاغنا جندًا لمعركة = ومعهد زادنا للحق تبيانا
من حرَّموا الجمع منا فوقَ أربعةٍ = ضموا الألوف بغاب الطور أُسدانا!
راموه منفًى وتضييقًا، فكان لنا = بنعمة الحب والإيمان بستانا!
هذا هو الطور شاءوا أن نذوب به = وشاء ربك أن نزداد إيمانا