Résultats de la recherche sur 'س ج'

Forums Rechercher Résultats de la recherche sur 'س ج'

15 réponses de 5,491 à 5,505 (sur un total de 7,231)
  • Auteur
    Résultats de la recherche
  • #222236
    houl
    Membre

    ما ورد عن آل البيت في حق أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من آل البيت وتواتر ذلك عنهم تواتراً قطعياً ، ما ينكره إلا مكابر ومعاند ، وسأورد في هذا المطلب جملة مما نقل عن آل البيت في حقهما ليتبين للعاقل براءة آل البيت مما تنسبه الرافضة إليهم كذباً وزوراً وليتضح بطلان ذلك الزعم والتأويل الفاسد من أن تلك الأقوال صدرت عنهم تقيه ومداراة .
    فقد ثبت عن علي رضي الله عنه بما لا يدع مجالاً للشك القول بتفضيل أبي بكر وعمر رضي الله عنهم :

    1- فقد روى البخاري بإسناده إلى أبي يعلى عن محمد بن الحنفية([1]) قال :  » قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر ، قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان ، قلت : ثم أنت ؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين « ([2]).

    2- وروى البخاري ومسلم بإسنادهما إلى ابن أبي مليكة([3]) أنه سمع ابن عباس يقول :
     » وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم ، فلم يرعني إلا رجل أخذ منكبي ، فإذا علي ابن أبي طالب ، فترحم على عمر وقال : ما خلفت أحداً أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك ، وايم الله إن كنت لأظن أن
    يجعلك الله مع صاحبيك ، وحسبت أني كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا و أبو بكر وعمر )) » ([4]).
    وفي ذلك دلالة واضحة على تفضيله رضي الله عنه لهما .
    قال ابن حجر :  » وفي هذا الكلام أن علياً كان لا يعتقد أن لأحد عملاً في ذلك الوقت أفضل من عمل عمر ، وقد أخرج ابن أبي شيبة([5]) ومسدد([6]) من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن علي نحو هذا الكلام وسنده صحيح وهو شاهد جيد لحديث ابن عباس لكون مخرجه عن آل علي رضي الله عنهم « ([7]).

    3- روى الإمام أحمد بإسناده عن شقيق([8]) قال : قيل لعلي ألا تستخلف قال : ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخلف عليكم ، وإن يرد الله تبارك وتعالى بالناس خيراً فسيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم([9]).

    4- وروى الحسن البصري([10]) عن قيس بن عباد([11]) ، قال : قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض ليالي وأياماً ينادي بالصلاة فيقول: (( مروا أبا بكر يصلي بالناس فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرت فإذا الصلاة علم الإسلام وقوام الدين فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا فبايعنا أبا بكر )) ([12]).

    5- وروى ابن أبي شيبة بإسناده عن سيار أبي الحكم([13]) أن أبا بكر لما ثقل أطلع رأسه إلى الناس من كوة فقال : (( يا أيها الناس إني قد عهدت عهداً أفترضون به ؟ فقام الناس فقالوا : قد رضينا ، فقام علي فقال : لا نرضي إلا أن يكون عمر بن
    الخطاب )) ([14]).

    6- وروى الأمام أحمد وغيره بأسانيد إلى علي رضي الله عنه أنه قال لأبي جحيفة([15]) : ألا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيها قال : قلت : بلى ولم أكن أرى أحداً أفضل
    منه ، قال : أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبو بكر عمر وبعدهما آخر ثالث لم يسمه )) ([16]).

    7- وروى الإمام أحمد أيضاً بإسناده إلى عبد خير([17]) قال سمعت علياً يقول : (( خير هذه الأمة بعد نبيها وخير الناس بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم أحدثنا أحداثاً يقضي الله تعالى فيها ما أحب )) ([18]) .

    8- وروى ابن عبد البر بإسناده إلى النزال بن سبرة ([19]) عن علي عليه السلام قال : ((خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ))([20]) .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر كما تواتر ذلك عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب موقوفاً ومرفوعاً وكما دل على ذلك الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة وأئمة العلم والسنة )) ([21]) .

    وقال أيضاً : ويروي هذا عن علي ابن أبي طالب من أكثر من ثمانين وجهاً . ([22])

    بل ثبت عنه رضي الله عنه أنه قال : (( لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري )) . ([23])

    فمن فضله على أبي بكر وعمر جلد بمقتضى قوله رضي الله عنه ثمانين سوطاً ([24]) فكيف بمن تنقصهما أو سبهما كما تفعله الرافضة عليهم من الله ما يستحقون .

    وبهذه النقول تتبين منزلة أبي بكر وعمر عند علي رضي الله عنهم ، والتي فيها الدليل القاطع والبرهان الساطع على أنه رضي الله عنه يعلم ما لهما من المنزلة و الاختصاص برسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس له ولا لغيره من الصحابة رضوان الله على الجميع .

    (( والرافضة لما لم يكن باستطاعتهم إنكار صدور هذا القول منه لظهوره عنه بحيث لا ينكره إلا جاهل بالأثار أو مباهت قالوا : إنما قال علي ذلك تقية … وأحسن ما يقال في هذا المحل : ( ألا لعنة الله على الكاذبين ) … وقول الرافضة إنما ذكر علي رضي الله عنه ذلك تقية محض كذب وافتراء على الله إذ كيف يتوهم ذلك من له أدنى عقل أو فهم مع ذكره له في الخلاء ومدة خلافته لأنه قاله على منبر الكوفة ، وهو لم يدخلها إلا بعد فراغه من حرب أهل البصرة ، وذلك أقوى ما كان أمراً و أنفذ حكماً ))([25]).

    ومما يبطل ويكذب تلك التقية المشؤومة ما ثبت عن بقية آل البيت رضي الله عنهم أجمعين ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( والنقل الثابت عن جميع علماء أهل البيت ، من بني هاشم من التابعين وتابعيهم ، من ولد الحسين بن علي ، وولد الحسن ، وغيرهما أنهم كانوا يتولون أبا بكر وعمر ، وكانوا يفضلونهما على علي ، والنقول عنهم ثابتة متواترة ))([26]).
    قلت واليك جملة منها :

    فقد روى الحاكم بسنده عن جعفر([27]) بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال : (( ولينا أبو بكر فكان خير خليفة الله وارحمه بنا وأحنه
    علينا ))([28]).

    وروى الدار قطني([29]) باسناده عن ابن حازم([30]) عن أبيه قال : قيل لعلي بن الحسين([31]) كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله r قال : كمنزلتهما اليوم وهما ضجيعاه([32]) .

    وروى الذهبي بسنده إلى بسام الصيرفي([33]) قال : سألت أبا جعفر([34]) عن أبي بكر وعمر فقال والله إني لأتولاهما وأستغفر لهما ، وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا ويتولاهما([35]) .

    قال ابن كثير عند ترجمته لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين وثناءه عليه وأنه أحد أعلام هذه الأمة علماً وعملاً وسيادة وشرفاً قال : وهو أحد من تدعي فيه طائفة الشيعة أنه أحد الأئمة الاثنى عشر ، ولم يكن الرجل على طريقهم ولا على منوالهم ولا يدين بما وقع في أذهانهم وأوهامهم وخيالهم ، بل كان ممن يقدم أبا بكر وعمر ، وذلك عنده صحيح في الأثر([36]) .

    وروى الإمام أحمد بسنده إلى كثير النواء([37]) قال : سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال تولهما فما كان منهما أثم فهو في عنقي([38]) .

    وقد تبرأ رحمه الله ورضي عنه مما تنسبه إليه الرافضة ، فعن جابر الجعفي([39]) عن محمد بن علي قال : (( يا جابر إن أقواماً بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا ويتناولون أبا بكر وعمر ويزعمون أني أمرتهم فأبلغهم أني إلى الله بريء منهم والذي نفس محمد بيده لو وليت لتقربت إلى الله بدمائهم لا نالتني شفاعة محمد إن لم أكن استغفر لهما وأترحم عليهما )) ([40]) .

    وقد سئل رضي الله عنه عن قوم يسبون أبا بكر وعمر فقال أولئك المراق([41]) .

    وروى الدارقطني وغيره عن أبي جعفر الباقر أنه قال : (( من لم يعرف فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة )) ([42]) .
    وروى أبو نعيم بإسناده عن عروة بن عبد الله([43]) سألت أبا جعفر عن حلية السيف فقال : لا بأس به ، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه قال قلت : وتقول الصديق ؟ قال : فوثب وثبة واستقبل القبلة ثم قال : نعم الصديق ، نعم الصديق ؟ فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة([44]) .

    ومما يبطل تلك التقية المشؤومة التي أتخذها الرافضة ستاراً لترويج باطلهم ما جاء عنه أيضاً عندما سئل عن أبي بكر وعمر فقال : إني أتولاهما فقيل له أنهم يزعمون أن ذلك تقية ، فقال إنما يتقى الأحياء ولا يتقى الأموات . وذكر هشام بن عبد الملك([45]) فقال : فعل الله به وفعل([46]).
    قلت فإذا كان هذا هو حال الباقر في عدم الخوف في ذلك الزمن مع قلة الأنصار فكيف بعلي رضي الله عنه في زمن خلافته 0
    قال ابن حجر الهيتمي : فانظر ما أبين هذه الاحتجاج وأوضحه من مثل هذا الإمام العظيم المجمع على جلالته وفضله ، بل أولئك الأشقياء يدعون فيه العصمة فيكون ما قاله واجب الصدق ، ومع ذلك فقد صرح لهم ببطلان تلك التقية المشؤومة عليهم واستدل لهم على ذلك بأن اتقاء الشيخين بعد موتهما لا وجه له ، إذ لا سطوة لهما حينئذ ثم بين لهم بدعائه على هشام الذي هو والي زمنه وشوكته قائمة ، إنه إذا لم يتقه مع أنه يخاف ويخشى لسطوته وقوته وقهره ، فكيف مع ذلك يتقى الأموات الذين لا شوكة لهم ولا سطوة([47]).

    بل قد ثبت ذلك أيضاً عن ابنه جعفر الصادق والذي يعد الإمام السادس المعصوم عند الرافضة .

    فعن سالم بن أبي حفصة([48]) قال : سألت أبا جعفر وابنه جعفراً عن أبي بكر وعمر فقالا لي : (( يا سالم ، تولهما وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى )) ([49]) .

    وقد علق الذهبي رحمه الله على هذه الرواية بقوله : كان سالم فيه تشيع ظاهر ، ومع هذا فيبث هذا القول الحق ، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل ، وكذلك ناقلها ابن فضيل شيعي ثقة فعثر الله شيعة زماننا ما أغرقهم في الجهل والكذب ، فينالون من الشيخين وزيري المصطفى صلى الله عليه وسلم ويحملون هذا القول من الباقر والصادق على التقية([50]).

    قلت ولم يكونوا في هذا العصر بأحسن حالاً من عصر الذهبي رحمه الله بل زادوا جهلاً وكذباً وبعداً عن الإسلام وشرائعه ، بل ما كان غلواً في السابق أصبح من ضروريات المذهب.

    وما ذكر عن سالم وابن فضيل فهذا هو حال الشيعة الأولى الذين كانوا في عصر علي رضي الله عنه حيث لم يكن فيهم من يظهر تنقصاً لأبي بكر وعمر ولا فيهم من يقدم علياً عليهما وقد نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فبعد أن ذكر أنه تواتر عن علي القول بتفضيل الشيخين قال : ولهذا كانت الشيعة المتقدمون الذين صحبوا علياً أو كانوا في ذلك الزمان ، لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر ، وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الأوائل والأواخر حتى ذكر مثل ذلك أبو القاسم البلخي([51]) ، قال سأل سائل شريك([52]) بن عبد الله بن أبي نمر فقال له : أيهما أفضل أبو بكر أو علي ؟ فقال له : أبو بكر ، فقال له السائل : أتقول هذا وأنت من الشيعة ؟ فقال : نعم ، إنما الشيعي من قال مثل هذا والله لقد رقى علي هذه الأعواد فقال : ألا إن خير هذه بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ، أفكنا نرد قوله ؟ أكنا نكذبه ؟ والله ما كان كذاباً([53]) .

    وروى اللالكائي بإسناده عن ليث بن أبي سليم([54]) قال : (( أدركت الشيعة الأولى ما يفضلون على أبي بكر وعمر أحداً )) ([55]) .

    فهذا هو قول الشيعة الأولى وهو قول سائر أهل البيت فقد روى الإمام أحمد بسنده إلى عمرو بن قيس([56]) قال : سمعت جعفر بن محمد بن علي يقول : (( بريء الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر )) ([57]) .

    قال الذهبي بعد إيراده : قلت هذا القول متواتر عن جعفر الصادق ، وأشهد بالله أنه لبار في قوله غير منافق لأحد فقبح الله الرافضة ([58]) .

    وفي رواية عن سالم بن أبي حفصة قال : قال لي جعفر : (( يا سالم – أبو بكر جدي أيسب الرجل جده ؟ قال : وقال لي لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم في القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما )) ([59]) .

    وروى اللالكائي بسنده أن جعفر بن محمد كان يقول : (( ما أرجو من شفاعة علي شيئاً إلا أني أرجو من شفاعة أبي بكر مثله ولقد ولدني مرتين )) ([60]) .

    ومعنى هذا الكلام أن أبا بكر جده مرتين وذلك أن أم جعفر بن محمد هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أ[ي بكر ، فأبو بكر جده من وجهين ، ولهذا كان يقول : (( ولدني أبو بكر الصديق مرتين )) ([61]) .

    وعن زيد([62]) بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : (( البراءة من أبي بكر براءة من علي فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر )) ([63]) .

    وزيد هذا هو الذي بسببه سمي الذين يتبرءون من أبي بكر وعمر بالرافضة وذلك أنه لما خرج جاءت الرافضة إليه فقالوا : تبرأ من أبي بكر وعمر حتى ننصرك قال : بل أتولاهما قالوا : إذاً نرفضك فسميت بالرافضة([64]) .

    وقد أخطأ من نسب إلى زيد رحمه الله أنه كان يرى أن علياً أفضل من أبي بكر وعمر كما تزعم الزيدية ، وأنه كان يجوز إمامتهما على أساس القول بجواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل([65]) بل الثابت عنه أن كان يعتقد أفضليتهما على علي رضي الله عنه وأنهما استحقا الإمامة بذلك الفضل .

    فقد روى ابن عساكر([66]) عن آدم بن عبد الله الخثعمي وكان من أصحاب زيد ، قال : سألت زيداً عن قوله تعالى : { والسابقون السابقون () أولئك المقربون ()}([67]) من هؤلاء ؟ قال : أبو بكر وعمر ، ثم قال : لا أنالني الله شفاعة جدي إن لم أوالهما .

    وذكر عن كثير الكوفي ، أنه قال : سألت زيداً عن أبي بكر وعمر فقال : (( تولهما فقلت له : كيف تقول فيمن تبرأ منهما قال : أبرأ منه حتى تموت )) ([68]) .

    وروى اللالكائي بسنده عن زيد بن علي أنه قال : أبو بكر الصديق إمام الشاكرين ، ثم تلا : { وسيجزي الشاكرين }([69]) . وعنه أيضاً أنه قال : البراءة من أبي بكر وعمر البراءة من علي عليه السلام )) ([70]) .

    وذكر ابن جرير الطبري رحمه الله أنه عندما أظهر الرافضة في زمنه الطعن على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما منعهم من ذلك وقال لهم : (( ما سمعت أحداً من أهل بيتي يتبرأ منهما ولا يقول فيهما إلا خيراً )) ([71]) .

    وبهذا يتبين أنه كان يعترف بفضل الشيخين على علي رضي الله عنهم وأحقية إمامتهما ، وأنه متبع لأهل بيته الذين سبقوه في هذا الاعتقاد ، وهو قول آل البيت باتفاق وقد نص محمد بن علي الباقر الإمام الخامس المعصوم عند الرافضة إجماع أولاد فاطمة على ذلك .

    فقد روى الذهبي بإسناده عن جابر الجعفي عن محمد بن علي قال : (( أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون من القول )) ([72]) .

    وذكر ابن كثير عنه قوله فيهما أيضاً : (( ما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما رضي الله عنهما )) ([73]) .

    وبهذه النقول عن آل البيت من ولد علي رضي الله عنهم والتي تنص على ثنائهم وتقديمهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فضلاً عن محبتهما يتبين للعاقل أن الرافضة ومن سلك مسلكهم ليسوا متعلقين في الإسلام بشيء ولا متمسكين بقول أحد من القرابة أو الصحابة رضوان الله عليهم .



    ([1]) هو أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، المعروف بابن الحنفية المدني ، ثقة عالم من سادات قريش ومن الشجعان المشهورين والأقوياء المذكورين ، وقد ذهب طائفة من الرافض&#1

    #221863
    hayefmajid
    Membre

    انتبه قالوا ( إجــمــاع ) ، و حاولوا التخفيف من وقع اجتهادهم الجنسي فقالوا تعزير ، فتعالوا لنرَ ماذا قالوا في التعزير:

    روي عن الرسول (ص) : ( لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله ) ( سنن البيهقي الكبرى / ج10 / ص142 )
    و يقول: ( لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا في حد من حدود الله ) ( صحيح البخاري / ج6 / 2512 / باب كم التعزير و الأدب )
    و يقول: ( يقول لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله ) ( صحيح البخاري / ج6 / 2512 / باب كم التعزير و الأدب )
    و يقول مسلم راوياً عن الرسول (ص) : ( لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله ) ( صحيح مسلم / ج3 / ص1332 / باب قدر أسواط التعزير )
    و يقول ابن حبان راوياً عن الرسول (ص) : ( يقول لا جلد فوق عشرة اسواط فيما دون حد من حدود الله ) ( صحيح ابن حبان / ج10 / ص305 / باب التعزير )
    و نقل ابن قدامة راوياً عن الرسول (ص): ( من بلغ حدا في غير حد فهو من المعتدين ) ( الكافي / لابن قدامة المقدسي / ج4 / ص174 )
    و يقول البيهقي راوياً عن النبي : ( لا يبلغ في التعزير أدنى الحدود ) ( سنن البيهقي / ج13 / ص146 )

    باختصار ، القضية يا جماعة هيّنة فلا تترددوا يا وهابية!

    oujdi12
    Membre

    ليس لديك أية دلائل والله إنه لعداء من أجل العداء فاتق الله في نفسك و في ظلمك للصحابة الأجلاء و لأمهات المؤمنين

    oujdi12
    Membre

    كلام في لا شيء لم تجب على المناظرة للأسف

    hayefmajid
    Membre

    مواقف الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع حكام الجور

    عايش الإمام الصادق ( عليه السلام ) الحكَّام الأمويين ، من عبد الملك بن مروان ، حتى سقوط الحكم الأموي سنة ( 132 هـ ) .

    ثم آلَتْ الخلافة بعد ذلك إلى بني العباس ، فعاصر من خلفائهم أبا العباس السفاح ، وشطراً من خلافة أبي جعفر المنصور ، بحوالي عشر سنوات .

    وقد شاهد بنفسه خلال مُدَّة إمامته مِحنة آل البيت ( عليهم السلام ) ، وآلام الأمة ، وشكواها ، إلاَّ أنه لم يكن يملك القدرة على التحرك .

    لذلك نجد الإمام ( عليه السلام ) انصرف عن الصراع السياسي المكشوف إلى بناء المقاومة بناءً علمياً ، وفكرياً ، وسلوكياً ، يحمل روح الثورة .

    وبهذه الطريقة راحَ الإمام ( عليه السلام ) يربِّي العلماء ، وجماهير الأمة ، على مقاطعة الحُكَّام الظلمة ، ومقاومتهم ، عن طريق نشر الوعي العقائدي ، والسياسي ، والتفَقُّه في أحكام الشريعة .

    ونورد الآن بعض ما كان من الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع أبي جعفر المنصور ، وَوُلاتِه ، من المواقف التي يُعلِنُ ( عليه السلام ) فيها بالحقِّ ، غير مكترثٍ بما له من سطوة ، ولولاته من قسوة :

    بعض مواقفه ( عليه السلام ) من المنصور :

    الموقف الأول :

    سأل المنصورُ الإمامَ ( عليه السلام ) يوماً عن الذُّباب ، وهو يَتَطايح على وجهه ، حتَّى أضجره ، قائلاً : يا أبا عبد الله ، لِم خلق اللهُ الذباب ؟

    فقال ( عليه السلام ) : ( لِيُذلَّ به الجبابرة ) .

    فسَكَت المنصور علماً منه أنه لو ردَّ عليه لوخزه بما هو أمضُّ جرحاً ، وأنفذ طعناً .

    الموقف الثاني :

    كتب المنصور إلى الإمام ( عليه السلام ) في إحدى المرَّات : لِم لا تغشانا كما تغشانا الناس ؟

    فأجابه ( عليه السلام ) : ( لَيسَ لنا ما نخافك من أجله ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فَنُهنِّيك ، ولا تَراها نقمة فَنُعزِّيك ، فما نصنع عندك ) .

    فكتب المنصور إليه ( عليه السلام ) : تصحبنا لتنصحنا .

    فأجابه ( عليه السلام ) : ( مَنْ أرادَ الدُّنيا لا ينصحك ، ومَنْ أرادَ الآخِرَة لا يَصحبُك ) .

    فقال المنصور : والله لقد مَيَّز عندي منازل من يريد الدنيا مِمَّن يريد الآخرة ، وإنه ممَّن يريد الآخرة لا الدنيا .

    الموقف الثالث :

    استقدم المنصور الإمام الصادق ( عليه السلام ) مرَّة ، وهو – المنصور – غضبان عليه .

    فلما دخل الإمام ( عليه السلام ) على المنصور قال المنصور له : زعم أوغاد الحِجاز ورعاع الناس أنك حَبْر الدهر ، وناموسه ، وحُجَّة المعبود وترجمانه ، وعَيبةَ عِلمه ، وميزان قسطه ، ومصباحه الذي يقطع به الطالب عرض الظلمة إلى ضياء النور .

    وأن الله لا يقبل من عامل جهل حدَّك في الدنيا عملاً ، ولا يرفع له يوم القيامة وزناً ، فنسبوك إِلى غير حدِّك .

    وقالوا فيك ما ليس فيك ، فقل ، فإنَّ أوَّل من قال الحقَّ جدُّك ، وأوَّل من صدَّقه عليه أبوك ، وأنت حريٌّ أن تقتصَّ آثارهما ، وتسلك سبيلهما .

    فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( أنا فرع من فروع الزَّيتُونة ، وقِنديل من قناديل بيت النبوة ، وأديب السفرة ، وربيب الكرام البررة ، ومِصباح من مصبايح المِشكاة ، التي فيها نور النور ، وصفوة الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر ) .

    فالتفت المنصور إلى جلسائه فقال : هذا قد حَالَني على بحر مَوَّاج ، لا يُدرَك طرفه ، ولا يبلغ عمقه ، تُحارُ فيه العلماء ، ويغرقُ فيه السُبَحاء ، ويضيق بالسابح عرض الفضاء .

    هذا الشجى المعترض في حلوق الخلفاء ، الذي لا يجوز نفيه ، ولا يحلُّ قتله ، ولولا ما تجمعني وإِيَّاه شجرة طاب أصلها ، وبسق فرعها ، وعَذِب ثمرها ، وبُورِكت في الذَر ، وقُدِّست في الزُبُر ، لكان مِنِّي ما لا يُحمَد في العواقب ، لِمَا يبلغني عنه من شِدَّة عَيبهِ لنا ، وسوء القول فينا .

    فقال ( عليه السلام ) : ( لا تُقبلُ في ذي رَحمك ، وأهل الرعاية من أهل بيتك ، قولُ من حرَّم الله عليه الجنة ، وجعل مأواه النار ، فإن النمَّام شاهدُ زور ، وشريك إبليس في الإغراء بين الناس .

    فقد قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) الحجرات 6 .

    ونحن لك أنصار وأعوان ، ولملكك دعائم وأركان ، ما أمرت بالمعروف والإحسان ، وأمضيت في الرعيَّة أحكام القرآن ، وأرغمت بطاعَتِك لله أنف الشيطان ، وإِن كان يجب عليك في سِعَة فهمك ، وكثرة علمك ، ومعرفتك بآداب الله ، أن تَصِلَ من قطعك ، وتعطي من حَرَمك ، وتَعفو عَمَّن ظلمك ) .

    فقال المنصور : قد صَفَحتُ عنك لقدرك ، وتجاوزتُ عنك لِصِدقك ، فَحدثني عن نفسك بحديثٍ أتَّعِظُ به ، ويكون لي زاجر صِدقٍ عن الموبقات .

    فقال ( عليه السلام ) : ( عليك بالحِلم ، فإنَّه رُكن العلم ، واملك نفسك عند أسباب القدرة ، فإنك إِن تفعلْ ما تقدر عليه كُنتَ كَمَن شفى غيظاً ، أو تداوى حقداً ، أو يحبُّ أن يذكر بالصولة ، واعلم بأنَّك إن عاقبت مستحقّاً لم تكن غاية ما توصف به إِلا العدل ، والحال التي توجب الشكر ، أفضل من الحال التي توجب الصبر ) .

    فقال المنصور : وعظتَ فأحسنتَ ، وقلتَ فأوجَزْت .

    نقول : إِن أمثال هذه المواقف تعطينا دروساً وافيه عمَّا كان عليه أهل ذلك العصر ، من سياسة ، وعلم ، واعتقاد ، وغيرها ، وهنا نستطيع أن نتعرَّف عِدَّة اُمور :

    الأمر الأول :

    إِن المنصور يريد ألا يظهر الإمام الصادق ( عليه السلام ) بمظهر الإمامة ، فحاوَلَ أن يخدعه أمام الناس بتلك الكلمات الليِّنة .

    وهنا تعرف دَهَاء المنصور ، لأن العبَّاسيِّين إِنما تربَّعوا على العرش باسم الإمامة والخلافة ، فلو كان هناك إِمام آخر يَرى شَطر من الأمة أنه – الإمام الآخر – صاحب المنبر والتاج لا يتم لهم – للعباسيِّين – أمرٌ .

    ويريد المنصور ألا يعارضه أحدٌ في سلطانه ، فكان يدافع عن عرشه بالشدَّة مرَّةً ، وباللِّين أخرى .

    فكان من سياسته أن جَابَه الإمام ( عليه السلام ) أمام المَلأ بهذا القول ، وحسب أنَّ الإمام ( عليه السلام ) سوف يبطل ما يقوله الناس فيه ، وبه يحصل ما يريد ، وهو يعلم أنَّ الإمام ( عليه السلام ) لا يجابهه بالردِّ ، وذلك حذراً من سطوته .

    الأمر الثاني :

    إنَّ الإمام ( عليه السلام ) إمامٌ بجعل إِلهي ، والإمامة في أهل البيت ( عليهم السلام ) وفي الإمام الصادق ( عليه السلام ) ليست وليدة عصر المنصور ، وإنما هي من عهد صاحب الرسالة ( صلى الله عليه وآله ) .

    فالإمام الصادق ( عليه السلام ) وقَع بين أمرين : إِن جارى ( عليه السلام ) المنصور فقد أبطل إِمامة إِلهية ، وإِن عارضه ( عليه السلام ) لا يأمن من شرِّه .

    ومن ثَمَّ أجاب الإمامُ ( عليه السلام ) المنصورَ بكلماتٍ مُجمَلة ، لا تصرِّح بالإمامة ، ولا تبطل قول الناس فيه .

    ولذا قال المنصور : هذا قد حَالَني على بَحرٍ مَوَّاج ، لا يُدرَكُ طرفُه .. .

    الأمر الثالث :

    إن قولنا – نحن الشيعة – في الإمام ( عليه السلام ) من ذلك اليوم على ما هو عليه اليوم ، لأن هذا ما تقتضيه أصول المذهب ، وتدلُّ عليه أخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) وآثارهم .

    الأمر الرابع :

    إِن سكوت الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وعدم إبطاله لأن يكون كما يقول الناس ، برهان على أن حقيقة الإمامة ، كما يحكيها المنصور عن الناس .

    ولو كانت حقيقتها غير هذا لقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إِن هذا الرأي والقول باطل ، بل لوجب عليه إِعلام الناس بِبُطلانه ، ورَدْعهم عن هذا المُعتَقَد .

    الأمر الخامس :

    إِن القائل بإمامة الصادق ( عليه السلام ) خَلقٌ كثير من الناس ، ممَّا جعل المنصور يفكِّر فيه ، ويخشى من اتِّساعه ، ومن عقباه ، فحاوَلَ أن يتذرَّع بالإمام الصادق ( عليه السلام ) لمكافحته .

    الأمر السادس :

    إِن المرء بأصغريه ، فالإمام الصادق ( عليه السلام ) لو لم تسبق الأخبار والآثار عن منزلته ، لكان في مثل كلامه ، ومثل موقفه ، هذا دلالة على ما له ( عليه السلام ) من مقام .

    أتراه ( عليه السلام ) كيف حَادَ عن جواب المنصور بما حَيَّره ، ومن دون أن يصرِّح بخلاف ما حكاه عن الشيعة ، ودون أن يصرِّح بصحَّة ما يرون ؟ .

    وكيف وعيت ذلك البيان منه عن نفسه ، ببليغ من القول ، وجليل من المعنى ، وكيف وعظَ ( عليه السلام ) المنصور بما يوافق شأن الملوك ، وما يتَّفق وابتلاءهم كثيراً ؟ .

    وهذا بعض ما يمكن استنباطه من هذا الموقف ، وفهم حال الناس ذلك اليوم ، وكفى به عن سواه .

    من مواقفه ( عليه السلام ) من وُلاة المنصور :

    للإمام الصادق ( عليه السلام ) مواقف كثيرة مع وُلاة المنصور ، نذكر من تلك المواقف الموقف الآتي :

    جاء إِلى المدينة والياً من قبل المنصور ، رجل يقال له شَيبة بن عفال ، يقول عبد الله بن سليمان التميمي : فلما حضرت الجمعة صار شيبة إلى مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فرقى المنبر ، وحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإن علي بن أبي طالب شقَّ عصا المسلمين ، وحارب المؤمنين ، وأراد الأمر لنفسه ، ومنعه أهله .

    فحرَّمه الله عليه ، وأماته بغصَّته ، وهؤلاء وُلده يتبعون أثره في الفساد ، وطلب الأمر بغير استحقاق له ، فهم في نواحي الأرض مقتولون ، وبالدماء مضرّجون .

    فعظُم هذا الكلام منه على الناس ، ولم يجسر أحد منهم أن ينطق بحرف ، فقام إليه رجل فقال : ونحمد الله ، ونُصلِّي على محمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ،وعلى رُسُل الله وأنبيائه ( عليهم السلام ) أجمعين .

    أمَّا ما قلت من خير فنحن أهله ، وأمَّا ما قلت من سوء فأنت وصاحبُك به أولى ، فاختبر يا من ركب غير راحلته ، وأكَلَ غير زاده ، اِرجع مأزوراً .

    ثم أقبل على الناس فقال : ألا أنبئكم بأخلى الناس ميزاناً يوم القيامة ، وأبيَنَهم خسراناً ، من باع آخرته بدنيا غيره ، وهو هذا الفاسق .

    فأسكت الناس ، وخرج الوالي من المسجد ولم ينطق بحرف ، فسألت عن الرجل ، فقيل لي : هذا جعفر ، بن محمد ، بن علي ، بن الحسين ، بن علي ، بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .

    نقول : هذا موقف من مواقفه ( عليه السلام ) من رجال المنصور ، دعاه إلى الشدَّة فيها الغضب للحق ، حين وجد أنَّ الكلام أولى من السكوت ، وإن أبدى فيها صفحته للسيف .

    hayefmajid
    Membre

    مناظرة الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع طبيب هندي

    حضر الإمام الصادق ( عليه السلام ) مجلس المنصور يوماً ، وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب ، فجعل ( عليه السلام ) ينصت لقراءته ، فلمّا فرغ الهندي قال له : يا أبا عبد الله أتريد ممّا معي شيئاً ؟ قال ( عليه السلام ) : ( لا ، فإنّ معي ما هو خير ممّا معك ) ، قال : وما هو ؟

    قال ( عليه السلام ) : ( أداوي الحار بالبارد ، والبارد بالحار ، والرطب باليابس ، واليابس بالرطب ، وأردّ الأمر كلّه إلى الله عزّ وجل ، وأستعمل ممّا قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأعلم أنّ المعدة بيت الداء ، وأنّ الحمية هي الدواء ، وأعوّد البدن ما اعتاد ) .

    فقال الهندي : وهل الطبّ إِلاّ هذا ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أفتراني عن كتب الطبّ أخذت ؟ ) قال : نعم ، قال ( عليه السلام ) : ( لا والله ، ما أخذت إِلاّ عن الله سبحانه ، فأخبرني أنا أعلم بالطبّ أم أنت ؟ ) فقال الهندي : لا ، بل أنا ، فقال ( عليه السلام ) : ( فأسألك شيئاً ) ، قال : سل .

    قال ( عليه السلام ) : ( أخبرني يا هندي : لِمَ كان في الرأس شؤن ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ جعل الشعر عليه من فوقه ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ خلت الجبهة من الشعر ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ كان لها تخطيط وأسارير ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ كان الحاجبان من فوق العينين ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ جعل العينان كاللوزتين ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ جعل الأنف فيما بينهما ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فَلِمَ كان ثقب الأنف في أسفله ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فَلِمَ جعلت الشفّة والشارب من فوق الفم ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فَلِمَ احتدَّ السنّ وعرض الضرس وطال الناب ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ جعلت اللحية للرجال ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ خلت الكفّان من الشعر ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ خلا الظفر والشعر من الحياة ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ كان القلب كحبّ الصنوبر ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ كانت الرئة قطعتين ؟ وجعل حركتها في موضعها ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ كانت الكبد حدباء ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ كانت الكلية كحبّ اللوبياء ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ جعل طيّ الركبتين إلى خلف ؟ ) قال : لا أعلم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فلِمَ تخصّرت القدم ؟ ) قال : لا أعلم .

    فقال ( عليه السلام ) : ( لكنّي أعلم ) ، قال : فأجب .

    قال ( عليه السلام ) : ( كان في الرأس شؤن لأنّ المجوّف إِذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع ، فإذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد ، وجعل الشعر من فوقه لتوصل بوصوله الأدهان إلى الدماغ ، ويخرج بأطرافه البخار منه ، ويردّ الحرّ والبرد عليه ، وخلت الجبهة من الشعر لأنّها مصبّ النور إلى العينين .

    وجعل فيها التخطيط والأسارير ليحتبس العرق الوارد من الرأس إلى العين ، قدر ما يميطه الإنسان عن نفسه ، وهو كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه ، وجعل الحاجبان من فوق العينين ليردّا عليهما من النور قدر الكفاية ، ألا ترى يا هندي أنّ من غلبه النور جعل يده على عينيه ، ليردّ عليهما قدر كفايتهما منه ، وجعل الأنف فيما بينهما ليقسّم النور قسّمين إلى كل عين سواء .

    وكانت العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء ، ويخرج منها الداء ، ولو كانت مربّعة أو مدوّرة ما جرى فيها الميل ، وما وصل إليها دواء ، ولا خرج منها داء ، وجعل ثقب الأنف في أسفله لتنزل منه الأدواء المتحدّرة من الدماغ ، ويصعد فيه الأراييح إلى المشام ، ولو كان في أعلاه لما نزل منه داء ، ولا وجد رائحة .

    وجعل الشارب والشفّة فوق الفم ، لحبس ما ينزل من الدماغ إلى الفم ، لئلا يتنغّص على الإنسان طعامه وشرابه ، فيميطه عن نفسه ، وجُعلت اللحية للرجال ليستغنى بها عن الكشف في المنظر ، ويعلم بها الذكر من الأُنثى ، وجعل السنّ حادّاً لأنّه به يقع العض ، وجعل الضرس عريضاً لأنّه به يقع الطحن والمضغ ، وكان الناب طويلاً ليسند الأضراس والأسنان ، كالاسطوانة في البناء .

    وخلا الكفّان من الشعر لأنّ بهما يقع اللمس ، فلو كان فيهما شعر ما درى الإنسان ما يقابله ويلمسه ، وخلا الشعر والظفر من الحياة لأنّ طولهما سمج يقبح وقصّهما حسن ، فلو كانت فيهما حياة لألم الإنسان قصّهما ، وكان القلب كحبّ الصنوبر لأنّه منكس ، فجعل رأسه دقيقاً ليدخل في الرئة فيتروّح عنه ببردها ، لئلا يشيط الدماغ بحرّه .

    وجُعلت الرئة قطعتين ليدخل بين مضاغطها ، فيتروّح عنه بحركتها ، وكانت الكبد حدباء لتثقل المعدة ، ويقع جميعها عليها فيعصرها ، ليخرج ما فيها من البخار ، وجعلت الكلية كحبّ اللوبياء ، لأنّ عليها مصبّ المني نقطة بعد نقطة ، فلو كانت مربّعة أو مدوّرة احتبست النقطة الأُولى إلى الثانية ، فلا يلتذّ بخروجها الحي ، إِذ المني ينزل من فقار الظهر إلى الكلية ، فهي كالدودة تنقبض وتنبسط ترميه أوّلاً ، فأوّلاً إلى المثانة كالبندقة من القوس .

    وجعل طيّ الركبة إلى خلف ، لأنّ الإنسان يمشي إلى ما بين يديه ، فتعتدل الحركتان ، ولولا ذلك لسقط في المشي ، وجُعلت القدم مخصّرة ، لأنّ المشي إذا وقع على الأرض جميعه ثَقل ثُقل حجر الرحى ، فإذا كان على طرقه دفعه الصبي ، وإذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل ) .

    فقال له الهندي : من أين لك هذا العلم ؟

    فقال ( عليه السلام ) : ( أخذته عن آبائي ( عليهم السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن جبرائيل عن ربّ العالمين جلّ جلاله ، الذي خلق الأبدان والأرواح ) .

    فقال الهندي : صدقت ، وأنا أشهد أن لا إِله إِلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله وعبده ، وأنّك أعلم أهل زمانه

    hayefmajid
    Membre

    مناظرة الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع الزنديق حول التوحيد

    عن هشام بن الحكم ، قال : كان بمصر زنديق يبلغه عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أشياء ، فخرج إلى المدينة ليناظره ، فلم يصادفه بها ، وقيل : إِنّه خارج بمكّة ، فخرج إلى مكّة ونحن مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فصادفنا ونحن في الطواف ، وكان اسمه عبد الملك ، وكنيته أبو عبد الله .

    فضرب كتفه كتف الإمام ( عليه السلام ) ، فقال له : ( ما اسمك ؟ ) قال : عبد الملك ، قال : ( فما كنيتك ؟ ) قال : أبو عبد الله ، فقال ( عليه السلام ) : ( فمن هذا الملك الذي أنت عبده ؟ أمن ملوك الأرض أم ملوك السماء ؟ وأخبرني عن ابنك عبد إِله السماء أم عبد إِله الأرض ؟ قل ما شئت تخصم ) ، فلم يحر جواباً .

    ثمّ أنّ الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال له : ( إذا فرغت من الطواف فأتنا ) ، فلمّا فرغ ( عليه السلام ) أتاه الزنديق ، فقعد بين يديه ونحن مجتمعون عنده ( عليه السلام ) ، فقال أبو عبد الله للزنديق : ( أتعلم أنّ للأرض تحتاً وفوقاً ؟ ) .

    قال : نعم ، قال : ( فدخلت تحتها ؟ ) قال : لا ، قال : ( فما يدريك ما تحتها ؟ ) قال : لا أدري إِلاّ أنّي أظن أن ليس تحتها شيء ، فقال ( عليه السلام ) : ( فالظنّ عجز فلِم لا تستيقن ) ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( أفصعدت إلى السماء ؟ ) قال : لا ، قال : ( أفتدري ما فيها ؟ ) قال : لا .

    قال : ( عجباً لك لم تبلغ المشرق ، ولم تبلغ المغرب ، ولم تنزل إلى الأرض ، ولم تصعد إلى السماء ، ولم تجز هناك فتعرف ما خلفهنّ ، وأنت جاحد بما فيهنّ ، فهل يجحد العاقل ما لا يعرف ؟ ) ، قال الزنديق : ما كلّمني بها أحد غيرك ، فقال ( عليه السلام ) : ( فأنت من ذلك في شكّ فلعلّه هو ، ولعلّه ليس هو ) ، فقال الزنديق : ولعلّ ذلك .

    فقال ( عليه السلام ) : ( أيّها الرجل ليس لمن لا يعلم حجّة على من يعلم ، ولا حجّة للجاهل ، يا أخا أهل مصر تفهم عنّي ، فإنّا لا نشكّ في الله أبداً ، أمّا ترى الشمس والقمر والليل والنهار يلجان فلا يشتبهان ويرجعان ، قد اضطرّا ليس لهما مكان إِلاّ مكانهما ، فإنّ كانا يقدران على أن يذهبا فلِم يرجعان ؟ وإن كانا غير مضطرّين ، فلِم لا يصير الليل نهاراً والنهار ليلاً ؟ اضطرّا والله يا أخا أهل مصر إلى دوامهما ، والذي اضطرّهما أحكم منهما وأكبر ) .

    فقال الزنديق : صدقت ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( يا أخا أهل مصر إِنّ الذي تذهبون إليه وتظنّون أنّه الدهر ، إِن كان الدهر يذهب بهم فلِم لا يردّهم ؟ وإِن كان يردّهم لِم لا يذهب بهم ؟ القوم مضطرّون يا أخا أهل مصر ، لِم السماء مرفوعة والأرض موضوعة ؟ لِم لا تنحدر السماء على الأرض ؟ لِم لا تنحدر الأرض فوق طباقها ؟ ولا يتماسكان ولا يتماسك مَن عليها ؟ ) .

    قال الزنديق : أمسكهما الله ربّهما سيّدهما ، قال : فآمن الزنديق على يدي الإمام ( عليه السلام ) ، فقال حمران بن أعين : جعلت فداك إِن آمنت الزنادقة على يدك فقد آمن الكفّار على يد أبيك ، فقال المؤمن الذي آمن على يدي الإمام ( عليه السلام ) : اجعلني من تلامذتك .

    فقال ( عليه السلام ) : ( يا هشام بن الحكم خذه إليك ) ، فعلّمه هشام ، وكان معلّم أهل الشام وأهل مصر الإيمان ، وحسنت طهارته حتّى رضي بها ( عليه السلام ) .

    وجاء إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) زنديق آخر ، وسأله عن أشياء نقتطف منها ما يلي : قال له : كيف يعبد الله الخلق ولم يروه ؟ قال ( عليه السلام ) : ( رأته القلوب بنور الإيمان ، وأثبتته العقول بيقظتها إِثبات العيان ، وأبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب وإِحكام التأليف ، ثمّ الرسل وآياتها ، والكتب ومحكماتها ، واقتصرت العلماء على ما رأت من عظمته دون رؤيته ) .

    قال : أليس هو قادر أن يظهر لهم حتّى يروه فيعرفونه فيُعبد على يقين ؟ قال ( عليه السلام ) : ( ليس للمحال جواب ) .

    أقول : إِنّما الرؤية تثبت للأجسام ، وإِذا لم يكن تعالى جسماً استحالت رؤيته ، والمحال غير مقدور لا من جهة النقص في القدرة بل النقص في المقدور .

    قال الزنديق : فمن أين أثبت أنبياءً ورسلاً ؟ قال ( عليه السلام ) : ( إِنّا لمّا أثبتنا أنَّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنّا ، وعن جميع ما خلق ، وكان ذلك الصانع حكيماً لم يجز أن يشاهده خلقه ، ولا أن يلامسوه ، ولا أن يباشرهم ويباشروه ، ويحاجّهم ويحاجّوه ، ثبت أنّ له سفراء في خلقه وعباده ، يدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم ، وما به بقاؤهم ، وفي تركه فناؤهم .

    فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه ، وثبت عند ذلك أنّ لهم معبّرين ، وهم الأنبياء وصفوته من خلقه ، حكماء مؤدّبين بالحكمة ، مبعوثين عنه ، مشاركين للناس في أحوالهم على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب ، مؤيّدين من عند الحكيم العليم بالحكمة والدلائل والبراهين والشواهد ، من إِحياء الموتى ، وإِبراء الأكمة والأبرص ) .

    ثمّ قال الزنديق : من أيّ شيء خلق الأشياء ؟ قال ( عليه السلام ) : ( من لا شيء ) ، فقال : كيف يجيء شيء من لا شيء ؟

    قال ( عليه السلام ) : ( إِنّ الأشياء لا تخلو : إِمّا أن تكون خلقت من شيء ، أو من غير شيء ، فإن كانت خلقت من شيء كان معه ، فإنّ ذلك الشيء قديم ، والقديم لا يكون حديثاً ، ولا يتغيّر ، ولا يخلو ذلك الشيء من أن يكون جوهراً واحداً ولوناً واحداً ، فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة ، والجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتّى ؟

    ومن أين جاء الموت إِن كان الشيء الذي أُنشئت منه الأشياء حيّاً ؟ أو من أين جاءت الحياة إِن كان ذلك الشيء ميّتاً ؟ ولا يجوز أن يكون من حيّ وميّت قديمين لم يزالا ، لأنّ الحيّ لا يجيء منه ميّت ، وهو لم يزل حيّاً ، ولا يجوز أيضاً أن يكون الميّت قديماً لم يزل لما هو به من الموت ، لأنّ الميّت لا قدرة به ولا بقاء ) .

    أقول : إِنّ هذا الأمر على دقّته قد أوضحه الإمام بأحسن بيان ، وردّده بين أُمور لا يجد العقل سلواها عند الترديد ، وحقّاً إِن كان الشيء الذي خلقت الأشياء منه قديماً لزم أن يكون مع الله تعالى شيء قديم غير مخلوق له ، ولو فرض أنّه مخلوق له عاد الكلام الأوّل ، أنّه من أيّ شيء كان مخلوقاً ؟ هذا غير أنّ القديم لا يكون حادثاً ، والميّت لا يكون منه الحي ، والحي لا يكون منه الميّت ، والحياة والممات لا يتركّبان ، ولو تركّبا عاد الكلام السابق .

    فإنّ الموت لا يصلح أن يكون في الأشياء الحيّة ، ولا بقاء ولا دوام ليكون باقياً إِلى أن خلق الله منه الأشياء الحيّة ، فلا بدّ إِذن من أن يكون تعالى قد خلق الأشياء من لا شيء .

    ثمّ قال الزنديق : من أين قالوا : إِنّ الأشياء أزلية ؟ قال : ( عليه السلام ) : ( هذه مقالة قوم جحدوا مدبّر الأشياء فكذّبوا الرسل ومقالتهم ، والأنبياء وما أنبأوا عنه ، وسمّوا كتبهم أساطير ، ووضعوا لأنفسهم ديناً بآرائهم واستحسانهم ، وإِنّ الأشياء تدلّ على حدوثها من دوران الفلك بما فيه ، وهي سبعة أفلاك ، وتحرّك الأرض ومن عليها ، وانقلاب الأزمنة ، واختلاف الحوادث التي تحدث في العالم من زيادة ونقصان ، وموت وبلى ، واضطرار الأنفس إلى الإقرار بأنّ لها صانعاً ومدبّراً ، ألا ترى الحلو يصير حامضاً ، والعذاب مرّاً ، والجديد بالياً ، وكلّ إلى تغيّر وفناء ) .

    أقول : إِنّ الاستدلال بانقلاب الأزمنة ودوران الفلك من أدقّ الأدلّة العلمية على حدوث العالم ، الذي قصرت عنه إفهام كثير من الفلاسفة العظام ، كما أنّه جعل الفلك الدائر فلكاً واحداً ، ثمّ تفسيره بالأفلاك السبعة ، لا ينطبق إِلاّ على نظرية الهيئة الحديثة ، إِذ يراد به النظام الشمسي ، ومثله تصريحه بحركة الأرض التي لم يكن يحلم بها أحد من السابقين ، وهي من مكتشفات العلم الحديث

    hayefmajid
    Membre

    مناظرة الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع رؤساء المعتزلة

    دخل على الإمام الصادق ( عليه السلام ) أُناس من رؤساء المعتزلة ، وفيهم عمرو بن عبيد ، وواصل بن عطاء ، وحفص بن سالم ، وذلك حين قتل الوليد ، واختلف أهل الشام بينهم ، فتكلّموا وأكثروا ، وخطبوا فأطالوا .

    فقال لهم الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إِنّكم قد أكثرتم عليّ فأطلتم ، فأسندوا أمركم إلى رجل منكم ، فليتكلّم بحجّتكم وليوجز ) ، فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد فأبلغ وأطال .

    فكان فيما قال : قتَل أهلُ الشام خليفتهم ، وضرب الله بعضهم ببعض ، وتشتّت أمرهم ، فنظرنا فوجدنا رجلاً له دين وعقل ومروّة ومعدن للخلافة ، وهو محمّد بن عبد الله بن الحسن ، فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه ، ثمّ نظهر أمرنا معه ، وندعو الناس إليه ، فمن بايعه كنّا معه وكان معنا ، ومن اعتزلنا كففنا عنه ، ومن نصب لنا جاهدناه ، ونصبنا له على بغيه ، ونردّه إلى الحق وأهله ، وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك ، فإنّه لا غناء لنا عن مثلك ، لفضلك وكثرة شيعتك .

    فلمّا فرغ ، قال ( عليه السلام ) : ( أكلّكم على مثل ما قال عمرو ؟ ) قالوا : نعم ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ قال : ( إِنّما نسخط إذا عُصي الله ، فإذا أُطيع الله رضينا ، أخبرني يا عمرو : لو أنّ الأمّة قلّدتك أمرها ، فملكته بغير قتال ولا مؤونة ، فقيل لك : ولّها من شئت ، مَن تولّي ؟ ) .

    قال : كنت أجعلها شورى بين المسلمين ، قال ( عليه السلام ) : ( بين كلّهم ؟ ) قال : نعم ، قال ( عليه السلام ) : ( بين فقهائهم وخيارهم ؟ ) قال : نعم ، قال ( عليه السلام ) : ( قريش وغيرهم ؟ ) قال : العَرب والعجم ، قال ( عليه السلام ) : ( يا عمرو أتتولّى أبا بكر وعمر أو تتبرّأ منهما ؟ ) قال : أتولاهما .

    قال ( عليه السلام ) : ( يا عمرو إِن كنت رجلاً تتبرّأ منهما ، فإنّه يجوز لك الخلاف عليهما ، وإِن كنت تتولاهما فقد خالفتهما ، قد عهد عمر إلى أبي بكر فبايعه ، ولم يشاور أحداً ، ثمّ ردّها أبو بكر عليه ، ولم يشاور أحداً ، ثمّ جعلها عمر شورى بين ستة ، فأخرج منها الأنصار غير أولئك الستة من قريش ، ثمّ أوصى الناس فيهم بشيء ، ما أراك ترضى به أنت ولا أصحابك ) .

    قال : وما صنع ؟ قال ( عليه السلام ) : ( أمر صهيباً أن يصلّي بالناس ثلاثة أيّام ، وأن يتشاور أولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم ، إِلاّ ابن عمر يشاورونه ، وليس له من الأمر شيء ، وأوصى مَن بحضرته من المهاجرين والأنصار إِن مضت الثلاثة أيّام ولم يفرغوا ويبايعوا أن يضرب أعناق الستة جميعاً ، وإِن اجتمع أربعة قبل أن يمضي ثلاثة أيّام وخالف اثنان ، أن يضرب أعناق الاثنين ، أفترضون بذا فيما تجعلون من الشورى في المسلمين ؟ ) .

    قالوا : لا ، قال ( عليه السلام ) : ( يا عمرو دع ذا ، أرأيت لو بايعت صاحبك هذا الذي تدعو إِليه ، ثمّ اجتمعت لكم الأُمّة ولم يختلف عليكم منهم رجلان ، فأفضيتم إلى المشركين ؟ ) ، قالوا : نعم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فتصنعون ماذا ؟ ) ، قال : ندعوهم إلى الإسلام ، فإن أبوا دعوناهم إلى الجزية ، قال ( عليه السلام ) : ( فإن كانوا مجوساً وعبدة النار والبهائم ، وليسوا بأهل كتاب ؟ ) قال : سواء .

    قال ( عليه السلام ) : ( فأخبرني عن القرآن أتقرؤونه ؟ ) قال : نعم ، قال ( عليه السلام ) : ( اقرأ : قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) .

    قال : فاستثنى عزّ وجل واشترط من الذين أوتوا الكتاب فيهم والذين لم يؤمنوا سواء ، قال ( عليه السلام ) : ( عمّن أخذت هذا ؟ ) قال : سمعت الناس يقولونه ، قال ( عليه السلام ) : ( فدع ذا ، فإنّهم إِن أبوا الجزية فقاتلتهم فظهرت عليهم ، كيف تصنع بالغنيمة ؟ ) قال : أخرج الخمس وأقسّم أربعة أخماس بين مَن قاتل عليها ، قال ( عليه السلام ) : ( تقسّمه بين جميع من قاتل عليها ؟ ) قال : نعم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فقد خالفت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في فعله وسيرته ، وبيني وبينك فقهاء المدينة ومشيختهم فسلهم ، فإنّهم لا يختلفون ولا يتنازعون في أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إِنّما صالح الأعراب على أن يدعهم في ديارهم ، وألاّ يهاجروا على أنّه إِن دهمه من عدوّه دهم فسيتنفرهم ، فيقاتل بهم وليس لهم من الغنيمة نصيب ، وأنت تقول بين جميعهم ، فقد خالفت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في سيرته في المشركين ، دع ذا ، ما تقول في الصدقة ؟ ) .

    قال : فقرأ الآية : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) قال ( عليه السلام ) : ( نعم ، فكيف تقسّم بينهم ؟ ) قال : أقسّمها على ثمانية أجزاء ، فأعطي كل جزءٍ من الثمانية جزءاً .

    فقال ( عليه السلام ) : ( إِنّ كان صنف منهم عشرة آلاف ، وصنف رجلاً واحداً أو رجلين أو ثلاثة ، جعلت لهذا الواحد مثلما جعلت لعشرة آلاف ؟ ) قال : نعم ، قال ( عليه السلام ) : ( وتصنع بين صدقات أهل الحضر والبوادي فتجعلهم سواء ؟ ) قال : نعم .

    قال ( عليه السلام ) : ( فخالفت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في كلّ ما به قلت في سيرته ، كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقسّم صدقة البوادي في أهل البوادي ، وصدقة الحضر في أهل الحضر ، ولا يقسّمها بينهم بالسوية ، إِنّما يقسّمها قدر ما يحضره منهم ، وعلى ما يرى وعلى ما يحضره ، فإنّ كان في نفسك شيء ممّا قلت ، فإنّ فقهاء أهل المدينة ومشيختهم كلّهم لا يختلفون في أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كذا كان يصنع ) .

    ثمّ أقبل ( عليه السلام ) على عمرو ، وقال : ( اتّقِ الله يا عمرو ، وأنتم أيّها الرهط ، فاتّقوا الله ، فإنّ أبي حدّثني وكان خير أهل الأرض ، وأعلمهم بكتاب الله وسنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّ رسول الله قال : من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه ، وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضالّ متكلّف ) .

    hayefmajid
    Membre

    مناظرة الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع ابن أبي العوجاء

    للإمام الصادق ( عليه السلام ) مناظرات جمّة مع ابن أبي العوجاء ، وكان بعضها في التوحيد ، وكان ابن أبي العوجاء واسمه عبد الكريم من الملاحدة المشهورين ، واعترف بدسّه الأحاديث الكاذبة في أحاديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وكفى في معرفة حاله هذه المناظرات ، وقد قُتِل على الإلحاد كما قُتِل صاحبه ابن المقفّع .

    فمن تلك المناظرات : أنّه كان يوماً هو وعبد الله بن المقفّع في المسجد الحرام ، فقال ابن المقفّع : ترون هذا الخلق – وأومأ بيده إلى موضع الطواف – ما منهم أحد أوجب له اِسم الإنسانية إِلاّ ذلك الشيخ الجالس – يعني أبا عبد الله جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) – وأمّا الباقون فرعاع وبهائم .

    فقال له ابن أبي العوجاء : وكيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء ؟ فقال : لأنّي رأيت عنده ما لم أره عندهم ، فقال ابن أبي العوجاء : لا بدّ من اختبار ما قلت فيه منه ، فقال له ابن المقفّع : لا تفعل فإنّي أخاف أن يفسد عليك ما في يدك .

    فقال : ليس ذا رأيك ، لكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في إِحلالك إِيّاه هذا المحلّ الذي وصفت ، فقال ابن المقفّع : أمّا إذا توسّمت عليّ فقم إليه ، وتحفّظ من الزلل ، ولا تثن عنانك إلى استرسال فيسلّمك إلى عقال ، وسمة ما لك وعليك ، فقام ابن أبي العوجاء ، فلمّا رجع قال : ويلك يا ابن المقفّع ما هذا ببشر ، وإِن كان في الدنيا روحاني يتجسّد إذا شاء ظاهراً ، ويتروّح إذا شاء باطناً فهو هذا .

    فقال له : كيف ذلك ؟ فقال : جلست إليه فلمّا لم يبق عنده أحد غيري ابتدأني فقال : ( إِن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء ، وهو على ما يقولون – يعني أهل الطواف – فقد سلموا وعطبتم ، وإِن يكن الأمر كما تقولون ، وليس كما تقولون ، فقد استويتم وهم ) ، فقلت : يرحمك الله وأيّ شيء نقول ؟ وأيّ شيء يقولون ؟ ما قولي وقولهم إِلاّ واحد .

    فقال : ( وكيف يكون قولك وقولهم واحداً ، وهم يقولون : إِنّ لهم معاداً وثواباً وعقاباً ، ويدينون بأنّ للسماء إِلهاً ، وأنّها عمران ، وأنتم تزعمون أنّ السماء خراب ليس فيها أحد ) ، قال : فاغتنمتها منه ، فقلت له : ما منعه إِن كان الأمر كما يقولون : أن يظهر لخلقه يدعوهم إلى عبادته ، حتّى لا يختلف فيه اثنان ؟ لِمَ احتجب عنهم وأرسل إليهم الرسل ؟ ولو باشرهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به .

    فقال لي : ( ويلك كيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك ؟ نشوَّك ولم تكن ، وكبرك بعد صغرك ، وقوَّتك بعد ضعفك ، وضعفك بعد قوَّتك ، وسقمك بعد صحّتك ، وصحّتك بعد سقمك ، ورضاك بعد غضبك ، وغضبك بعد رضاك ، وحزنك بعد فرحك ، وفرحك بعد حزنك ، وحبّك بعد بغضك ، وبغضك بعد حبّك ، وعزمك بعد إِنابتك ، وإِنابتك بعد عزمك ، وشهوتك بعد كراهتك ، وكراهتك بعد شهوتك ، ورغبتك بعد رهبتك ، ورهبتك بعد رغبتك ، ورجاءك بعد يأسك ، ويأسك بعد رجائك ، وخاطرك لما لم يكن في وهمك ، وغروب ما أنت معتقده عن ذهنك ) .

    وما زال يعد عليّ قدرته التي هي في نفسي التي لا أدفعها ، حتّى ظننت أنّه سيظهر فيما بيني وبينه .

    ودخل على الإمام الصادق ( عليه السلام ) يوماً ، فقال : أليس تزعم أنّ الله تعالى خالق كلّ شيء ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( بلى ) ، فقال : أنا أخلق ، فقال له ( عليه السلام ) : ( كيف تخلق ؟ ) فقال : أحدث في الموضع ، ثمّ ألبث عنه فيصير دواباً ، فكنت أنا الذي خلقتها .

    فقال ( عليه السلام ) : ( أليس خالق الشيء يعرف كم خلقه ؟ ) قال : بلى ، قال ( عليه السلام ) : ( فتعرف الذكر من الأنثى ؟ وتعرف عمرها ؟ ) فسكت .

    وللإمام لصادق ( عليه السلام ) نظير ذلك مع الجعد بن درهم ، وكان من أهل الضلال والبدع ، وقتله والي الكوفة يوم النحر لذلك ، قال ابن شهراشوب : قيل إِنّ الجعد بن درهم جعل في قارورة ماءً وتراباً فاستحال دوداً وهواماً ، فقال لأصحابه : أنا خلقت ذلك لأنّي كنت سبب كونه ، فبلغ ذلك جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) .

    فقال : ( ليقل كم هي ؟ وكم الذكران منه والإناث إِن كان خلقه ، وكم وزن كلّ واحدة منهنّ ، وليأمر الذي سعى إلى هذا الوجه أن يرجع إلى غيره ) ، فانقطع وهرب .

    ثمّ أنّ ابن أبي العوجاء عاد إليه في اليوم الثاني ، فجلس وهو ساكت لا ينطق ، فقال ( عليه السلام ) : ( كأنّك جئت تعيد بعض ما كنّا فيه ) ، فقال : أردت ذلك يا ابن رسول الله ، فقال ( عليه السلام ) : ( ما أعجب هذا تنكر الله ، وتشهد أنّي ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ! ) فقال : العادة تحملني على ذلك .

    فقال له ( عليه السلام ) : ( فما يمنعك من الكلام ؟ ) قال : إِجلال لك ومهابة ، ما ينطق لساني بين يديك ، فإنّي شاهدت العلماء ، وناظرت المتكلّمين فما تداخلني هيبة قط مثلما تداخلني من هيبتك ، قال ( عليه السلام ) : ( يكون ذلك ، ولكن أفتح عليك سؤالاً ) ، وأقبل عليه .

    فقال له : ( أمصنوع أنت أم غير مصنوع ؟ ) ، فقال له ابن أبي العوجاء : أنا غير مصنوع ، فقال له ( عليه السلام ) : ( فصف لي لو كنت مصنوعاً كيف كنت تكون ؟ ) فبقي عبد الكريم مليّاً لا يحير جواباً ، وولع بخشبة كانت بين يديه ، وهو يقول : طويل عريض عميق قصير متحرّك ساكن ، كلّ ذلك من صفة خلقه .

    فقال له ( عليه السلام ) : ( فإن كنت لم تعلم صفة الصنعة من غيرها فاجعل نفسك مصنوعاً لما تجد في نفسك ، ممّا يحدث من هذه الأُمور ) ، فقال له عبد الكريم : سألتني عن مسألة لم يسألني أحد عنها قبلك ، ولا يسألني أحد بعدك عن مثلها .

    فقال له ( عليه السلام ) : ( هبك علمت أنّك لم تُسأل فيما مضى فما علمك إِنّك لم تُسأل فيما بعد ؟ على أنّك يا عبد الكريم نقضت قولك ، لأنّك تزعم أنّ الأشياء من الأوّل سواء ، فكيف قدّمت وأخّرت ؟ يا عبد الكريم : أنزيدك وضوحاً ؟ أرأيت لو كان معك كيس فيه جواهر ، فقال لك قائل : هل في الكيس دينار ، فنفيت كون الدينار في الكيس ، فقال لك قائل : صف لي الدينار ؟ وكنت غير عالم بصفته ، هل لك أن تنفي كون الدينار في الكيس وأنت لا تعلم ؟ ) .

    قال : لا ، فقال ( عليه السلام ) : ( فالعالَم أكبر وأطول وأعرض من الكيس ، فلعلّ في العالَم صنعة من حيث لا تعلم ، لا تعلم صفة الصنعة من غير الصنعة ) ، فانقطع عبد الكريم ، وأجاب إِلى الإِسلام بعض أصحابه ، وبقي معه بعض .

    فعاد في اليوم الثالث ، فقال : أقلب السؤال ، فقال ( عليه السلام ) : ( سل عمّا شئت ) ، فقال : ما الدليل على حدوث الأجسام ؟

    فقال : ( إِنّي ما وجدت صغيراً ولا كبيراً إِلاّ وإذا ضمّ إليه مثله صار أكبر ، وفي ذلك زوال وانتقال عن الحالة الأولى ، ولو كان قديماً ما زال ولا حال ، لأنّ الذي يزول ويحول يجوز أن يجود ويبطل ، فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث ، وفي كونه في الأُولى دخوله في العدم ، ولن يجتمع صفة الأزل والعدم في شيء واحد ) .

    فقال عبد الكريم : هبك علمت في جري الحالين والزمانين على ما ذكرت واستدللت على حدوثها ، فلو بقيّت الأشياء على صغرها من أين كان لك أن تستدلّ على حدوثها ؟

    فقال ( عليه السلام ) : ( إِنّما نتكلّم على هذا العالَم الموضوع ، فلو رفعناه ووضعنا عالماً آخر كان لا شيء أدلّ على الحدث من رفعنا إِيّاه ووضعنا غيره ، ولكن أجبت من حيث قدرت إِنّك تلزمنا وتقول : إِنّ الأشياء لو دامت على صغرها لكان في الوهم أنّه متى ما ضمّ شيء منه إلى مثله كان أكبر ، وفي جواز التغيّر عليه خروجه من القدم كما بان في تغيير دخوله في الحدث ، ليس وراءه شيء يا عبد الكريم ) ، فانقطع وخزي .

    أقول : إِنّ خلاصة كلام الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أنّ هذا العالَم إِذا ضمّ شيء منه إِلى شيء آخر حدث شيء أكبر ، وفي ذلك زوال عن الحالة الأُولى وانتقال إلى حال أُخرى ، والقديم لا تطرأ عليه هذه التحوّلات ، ولو كان ذلك التأليف بالفرض والوهم ، كما لو كانت الأشياء حسب فرض ابن أبي العوجاء باقية على صغرها لا تكبر ، لأنّه من الأُمور البديهية ، بل أبده البديهيّات أنّه بضمّ شيء إِلى شيء تحصل زيادة على كلّ من الشيئين ، وهذه إِحدى بديهيّات أربع هي أساس العلوم الرياضية كلّها .

    فقد أرجع الإمام الدليل على حدوث العالَم إلى أوضح بديهيّة في العقول التي لا يختلف فيها اثنان ، على أنّه ( عليه السلام ) مع ذلك أجاب على تقدير هذا الفرض المحال ، وهو أنّ الأشياء تبقى على ما هي عليه بضمّ بعضها إلى بعض ، أجاب بأنّ هذا الفرض نفسه هو فرض جواز التغيير عليه ، وخروجه من القِدم ودخوله في الحدث ، لأنّ المفروض أنّ العالَم تقبل الأشياء فيه الزيادة بضمّ بعضها إلى بعض ، فلو فرضناه عالماً آخر لا يقبل ذلك فقد فرضنا رفع هذا العالَم وتغييره ، فيتحقّق فيه الاستدلال على المطلوب .

    ما أدقّ هذا الدليل وأبدعه ، ولذلك انقطع به ابن أبي العوجاء وخزي .

    ولمّا كان في العام القابل التقى معه في الحرم ، فقال له بعض شيعته : إِنّ ابن أبي العوجاء قد أسلم ، فقال ( عليه السلام ) : ( هو أعمى من ذلك لا يسلم ) ، فلمّا بصر بالصادق ( عليه السلام ) قال : سيّدي ومولاي ، فقال له : ( ما جاء بك إلى هذا الموضع ؟ ) .

    فقال : عادة الجسد وسنّة البلد ، ولنبصر ما الناس فيه من الجنون والحلق ورمي الحجارة ، فقال له ( عليه السلام ) : ( أنت بعدُ على عتوّك وضلالك يا عبد الكريم ) ، فذهب يتكلّم .

    وناظر الإمام الصادق ( عليه السلام ) يوماً في تبديل الجلود في النار ، فقال : ما تقول في هذه الآية : ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا ) ، هب هذه الجلود عصت فعذّبت ، فما بال الغير يعذّب ؟

    قال ( عليه السلام ) : ( ويحَك هي هي ، وهي غيرها ) ، قال : اعقلني هذا القول ، فقال له ( عليه السلام ) : ( أرأيت لو أنّ رجلاً عهد إلى لبنة فكسرها ، ثمّ صبّ عليها الماء وجبلها ، ثم ردّها إلى هيئتها الأولى ، ألم تكن هي هي ، وهي غيرها ؟ ) فقال : بلى ، أمتع الله بك .

    hayefmajid
    Membre

    بيان الإمام الصادق ( عليه السلام ) لعظمة الله تعالى

    دخل أبو شاكر الديصاني – وهو زنديق ملحد – على الإمام الصادق ( عليه السلام ) وقال : يا جعفر بن محمّد دلِّني على معبودي ! .

    فقال له ( عليه السلام ) : ( إجلس ) ، فإذا غلام صغير في كفِّه بيضة ، فقال ( عليه السلام ) : ( ناولني يا غلام البيضة ) ، فناوله إياها .

    فقال ( عليه السلام ) : ( يا ديصاني ، هذا حصن مكنون ، له جلد غليظ ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق ، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة ، وفضّة ذائبة ، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضَّة الذائبة ، ولا الفضَّة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة ، فهي على حالها ، لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها ، ولم يدخل فيها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها .

    لا يُدرى للذكر خلقت أم للأُنْثى ، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس ، أترى له مدبِّراً ) ؟

    فأطرق الديصاني مليّاً ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وأنك إمام وحجَّة من الله على خلقه ، وأنا تائب إلى الله تعالى ممَّا كنت فيه .

    hayefmajid
    Membre

    أمالي الإمام الصادق ( عليه السلام )

    أملى الإمام الصادق ( عليه السلام ) على أحد أصحابه ، وهو المفضل بن عمر ، حيث قال ( عليه السلام ) : ( يَا مُفضل ، أوَّلُ العِبَرِ والدَّلالةِ عَلى الباري جَلَّ قُدسُه تهيئةُ هذا العالم ، وتأليفُ أجْزائِهِ ونظمُهَا على ما هي عليه .

    فإنَّك إذا تأمَّلت العالَم بِفِكرِكَ وخبرته بِعَقْلِك ، وجدتَهُ كالبيت المبني ، المُعَدُّ فيه جميع مَا يَحتاجُ إليهِ عِبادُه .

    فالسَّمَاء مَرفوعَةٌ كالسَّقفِ ، والأرضُ مَمْدودَةٌ كالبِسَاط ، والنُّجُوم مُضيئَة كالمَصَابِيح ، والجواهر مَخزونَة كالذخائِر ، وكُل شَيءٍ فيهِ لشأنِهِ مُعَدٌّ .

    والإنْسَانُ كالمَالِك ذَلكَ البَيت ، والمخوّل جَميع مَا فِيه ، وضُروب النَّباتِ مُهيَّأة لِمَآرِبِهِ ، وصنوف الحيوان مَصرُوفَة في مَصَالِحِه ومَنَافِعِه .

    ففي هَذا دَلالَة واضِحَة عَلى أنَّ العَالِمَ مَخلوقٌ بتَقديرٍ ، وحِكْمَة ، ونظام ، ومُلاءَمَة ، وأنَّ الخَالِق لَهُ واحِدٌ ، وهو الذي ألَّفَهُ ونظَّمَهُ بَعضاً إلى بَعضٍ .

    جَلَّ قُدْسُهُ وتعالى جده وَكَرَم وجْهِهِ ، ولا إلَهَ غَيرَه تَعَالى عَمَّا يَقولُ الجَاحِدونَ ، وجَلَّ وعَظُمَ عَمَّا ينتَحِلُهُ المُلحِدُونَ .

    نَبْدأ يَا مُفضل بِذِكْرِ خَلْقِ الإنْسَانِ فاعتَبِرْ بِه ، فأوَّل ذَلِكَ مَا يُدبّرُ بِهِ الجَنين في الرَّحِمِ ، وهو مَحْجوبٌ في ظُلُمَاتٍ ثَلاث : ظُلْمَةُ البَطْنِ ، وظُلْمَةُ الرَّحِمِ ، وظُلْمَةِ المَشِيمَةِ ، حَيثُ لا حِيلَةَ عِندَهُ في طَلَبِ غِذاءٍ ، وَلا دَفْعِ أذىً ، ولا استِجْلابِ مَنْفعَةٍ ، ولا دَفعِ مَضَرَّةٍ ، فإنَّه يَجري إليهِ مِن دَمِ الحَيضِ مَا يغذوه المَاءُ والنَّبَاتُ ، فَلا يزالُ ذَلِكَ غِذاؤُه .

    حتَّى إذا كَملَ خَلقُهُ ، واسْتَحْكَمَ بَدَنُهُ ، وقَويَ أدِيمُهُ عَلَى مُبَاشَرَةِ الهَوَاءِ ، وبَصَرُهُ على مُلاقَاةِ الضِّيَاءِ ، هَاجَ الطَّلقُ بأمِّهِ ، فأزْعَجَهُ أشَدَّ إِزْعَاجٍ وأعْنَفَهُ ، حَتَّى يُولَدَ .

    فَإذا وُلِدَ صُرِفَ ذَلِك الدَّمِ الَّذي كَانَ يَغذُوهُ مِن دَمِ أمِّه إلى ثَدْيِهَا ، وانقَلَبَ الطَّعمُ واللَّونُ إلى ضَرْبٍ آخَرٍ مِنَ الغِذَاءِ ، وهوَ أشَدُّ مُوافَقَةً لِلمَولُودِ مِن الدَّمِ ، فَيُوَافِيهِ في وَقتِ حَاجَتِهِ إِلَيه .

    فَحينَ يُولَدُ قد تَلَمَّظَ ، وحَرَّكَ شَفَتَيهِ طَلَباً للرِّضَاعِ ، فَهو يَجِدُ ثَدي أمِّهِ كالأداوَتَينِ المُعلَّقَتَينِ لِحَاجَتِه ، فَلا يَزَالُ يَتَغذَّى باللَّبَنِ ، مَا دَام رَطِبُ البَدَنِ رَقِيقُ الأمْعَاءِ ، لَيِّنُ الأعْضَاءِ .

    حتَّى إِذَا تَحرَّكَ واحتاجَ إلى غِذاءٍ فِيهِ صَلابَة لِيشتَدَّ ويقْوَى بَدَنُه ، طَلَعَتْ لَهُ الطَّوَاحِنُ مِن الأسْنَانِ والأضْرَاسِ ، لِيَمضغَ بها الطَّعَام ، فَيَلينَ عَلَيه ، ويسهل لَهُ إِسَاغَتَهُ .

    فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتى يُدركَ ، فإِذا أدْرَكَ وَكانَ ذَكَراً طَلَع الشَّعرُ فِي وَجْهِهِ ، فَكَان ذَلكَ علامَةَ الذَّكَر ، وعِزَّ الرَّجلِ ، الَّذي يَخرُجُ بِهِ مِن جدَّةِ الصِّبَا ، وَشبهِ النِّسَاءِ ، وإنْ كَانَتْ أُنثىً يَبْقَى وَجْهُهَا نَقيّاً مِنَ الشَّعْرِ ، لِتَبقَى لَهَا البَهْجَة والنَّضَارَة الَّتي تُحَرِّك الرَّجُلُ لِمَا فِيهِ دَوام النَّسْلِ وَبَقاؤهُ .

    اِعتَبِرْ يَا مُفضَّل فِيما يُدبرُ بِهِ الإِنسان فِي هَذِهِ الأحوالِ المُختَلِفَةِ ، هَلْ تَرى مثلهُ يُمكِنُ أنْ يَكونَ بالإهْمَالِ ؟

    أفَرَأيْتَ لَو لَمْ يَجْرِ إِليهِ ذلكَ الدَّم وَهوَ في الرَّحِمِ ألَمْ يَكُنْ سَيَذْوِي وَيَجفُّ كَمَا يَجفُّ النَّباتُ إذَا فَقَدَ المَاءُ ، وَلو لَمْ يُزعِجْه المَخَاضُ عِندَ استِحْكَامِهِ ألَمْ يَكُنْ سَيَبقَى في الرَّحِمِ كالمَؤودِ فِي الأرْضِ ؟

    وَلو لَمْ يُوافِقْهُ اللَّبَنُ مَع ولادَتِهِ ألَمْ يَكُنْ سَيمُوتُ جُوعاً ، أوْ يَغْتَذِي بِغداءٍ لا يُلائِمُهُ ، وَلا يَصْلُحُ عَلَيهِ بَدَنُهُ ؟

    وَلو لَم تَطْلَعْ لَهُ الأسنَانُ فِي وَقْتِهَا ألم يَكُنْ سَيَمْتَنِعُ عَليهِ مَضْغَ الطَّعَامِ وَإِسَاغَتِهِ ، أوْ يُقيمُهُ عَلَى الرِّضَاعِ فَلا يَشتَدُّ بَدَنُه ، وَلا يَصْلُحُ لِعَمَلٍ ؟ ، ثُمَّ كَانَ يشغلُ أمَّهُ بِنَفسِهِ عَنْ تَربِيَةِ غَيرِهِ مِنَ الأوْلادِ ) .

    hayefmajid
    Membre

    إِعلام الإمام الصادق ( عليه السلام ) عما في النفس

    إِن نفس المؤمن إذا زكت من درن الرذائل عادت كالمرآة الصافية ، ينطبع فيها كل ما يكون أمامها ، ولذا قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( اتَّقوا فَراسَةِ المُؤمن ، فإنهُ ينظرُ بنورِ الله ) ، هذا شأن المؤمن فكيف بإمام المؤمنين ( عليه السلام ) ؟

    وهذا الخضر ( عليه السلام ) أعاب السفينة ، وأقام الجدار ، وقتل الغلام ، وما كان ذلك منه إِلا علماً منحه به العليم سبحانه .

    فلا عجب إِذن لو أعلم الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن أشياء تتلجلج في النفوس عند إِظهار الكرامة .

    فقد دخل عمر بن يزيد على الإمام الصادق ( عليه السلام ) وهو وجع ، وقد ولاه ظهره ووجهه للحائط ، وقد قال عمر في نفسه : ما أدري ما يصيبه في مرضه لو سألته عن الإمام بعده .

    فبينا يفكر في ذلك إِذ حوَّل ( عليه السلام ) إليه وجهه ، فقال : ( الأمر ليس كما تظنُّ ، ليس عليَّ من وجعي هذا بأس ) .

    ودخل عليه الحسن بن موسى الحنَّاط ، وجميل بن دَرَّاج ، وعائذ الأحمسي ، وكان عائذ يقول : إِن لي حاجة أريد أن أسأله عنها .

    فلما سلّموا وجلسوا أقبل بوجهه على عائذ فقال ( عليه السلام ) : ( من أتى الله بما افترض عليه لم يسأله عما سوى ذلك ) .

    فغمزهم فقاموا ، فلمّا خرجوا قالوا له : ما كانت حاجتك ؟

    قال : الذي سمعتم ، لأني رجل لا أطيق القيام بالليل ، فخفت أن أكون مأخوذاً به فأهلك .

    ودخل عليه شهاب بن عبد ربه وهو يريد أن يسأله عن الجنب يغرف الماء من الحِبِّ ؟

    فلما صار عنده أنسي المسألة ، فنظر إليه ( عليه السلام ) فقال : ( يا شهاب ، لا بأس أن يغرف الجنب من الحِبِّ ) .

    وكان جعفر بن هارون الزَيَّات يطوف بالكعبة ، والإمام ( عليه السلام ) في الطواف ، فنظر إليه الزَيَّات وحدَّثَتْهُ نفسه فقال : هذا حجة الله ، وهذا الذي لا يقبل الله شيئاً إِلا بمعرفته .

    فبينا هو في هذا التفكير إِذ جاءه ( عليه السلام ) من خلفه ، فضرب بيده على منكبه ثم قال : ( أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتبَعُهُ إِنَّا إِذَن لَفِي ضَلالٍ وَسُعُر ) القمر : 24 ، ثم جازه .

    ودخل عليه خالد بن نجيح الجواز وعنده ناس ، فقنع رأسه وجلس ناحية وقال في نفسه : ويحَكم ما أغفلكم عند مَن تتكلمون ، عند رب العالمين ، فناداه ( عليه السلام ) : ( ويحَك يا خالد ، إِني والله عبد مخلوق ولي رب أعبده ، إِن لم أعبده والله عذّبني بالنار ) .

    فقال خالد : لا والله ، لا أقول فيك أبداً إِلا قولك في نفسك .

    وهذا قليل من كثير مما روته الكتب الجليلة من الكرامات والمناقب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، ولا غرابة لو ذكرت له الكتب أضعاف ما استطردناه بعد أن أوضحنا في صدر البحث أمر الكرامة .

    أجل بعد أن فاتتنا المشاهدة فلا طريق لنا لإثبات الكرامة غير النقل ، وإِن المشاهدة لا تكون إِلا لأفراد من معاصري النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو الإمام ( عليه السلام ) ، فكيف حال الناس مع الكرامة من أهل الأجيال المتأخرة .

    هذا سوى الناس من أهل زمانه ممن لم يحضر الكرامة ، فهل طريق إِذن لإثباتها غير النقل .

    فالنقل إِن صحَّ لاعتبار المؤلف والراوي فذلك المطلوب ، وإِلا فاعتباره إذا بلغ التواتر لقضية خاصة ، أو لقضايا يحصل من جميعها الاعتقاد بصدور الكرامة من النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو الوصي ( عليه السلام ) ، وإِن لم يحصل الاعتقاد بواحدة منها خاصة

    hayefmajid
    Membre

    الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع هشام بن الحكم

    كان عند الإمام الصادق ( عليه السلام ) جماعة من أصحابه ، فيهم هشام بن الحكم وهو شاب ، فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( يا هشام ) !

    قال : لبيك يا ابن رسول الله .

    قال ( عليه السلام ) : ( ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته ) ؟

    قال هشام : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، إني أُجِلُّكَ واستحييك ، ولا يعمل لساني بين يديك .

    فقال ( عليه السلام ) : ( إذا أمرتكم بشيء فافعلوه ) .

    قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة ، فعظم ذلك عليَّ فخرجت إليه ، ودخلت البصرة يوم الجمعة .

    وأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة ، وإذا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء مؤتزر بها من صوف وشملة مرتدٍ بها ، والناس يسألونه .

    فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت : أيها العالم ! أنا رجل غريب ، أتأذن لي فأسألك عن مسألة ؟

    قال عمرو بن عبيد : سَلْ .

    قلت له : أَلَكَ عين ؟ قال عمرو : يا بني أي سؤال هذا ؟!!

    فقلت : هذه مسألتي . فقال عمرو : يا بني ، سَلْ ، وإن كانت مسألتك حمقاء .

    قلت : أجبني فيها . قال : نعم .

    قلت : فما تصنع بها ؟ قال : أرى بها الألوان والأشخاص .

    قلت : أَلَكَ أنف ؟ قال : نعم .

    قلت : فما تصنع به ؟ قال : أَشَمُّ به الرائحة .

    قلت : أَلَكَ لسان ؟ قال : نعم .

    قلت : فما تصنع به ؟ قال : أتكلم به .

    قلت : أَلَكَ أذن ؟ قال : نعم .

    قلت : فما تصنع بها ؟ قال : أسمع بها الأصوات .

    قلت : أَلَكَ يدان ؟ قال : نعم .

    قلت : فما تصنع بهما ؟ قال : أبطش بهما ، وأعرف بهما اللَّيِّن من الخشن .

    قلت : أَلَكَ رجلان ؟ قال : نعم .

    قلت فما تصنع بهما ؟ قال : انتقل بهما من مكان إلى آخر .

    قلت : أَلَكَ فَم ؟ قال : نعم .

    قلت : فما تصنع به ؟ قال : أعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها .

    قلت : أَلَكَ قلب ؟ قال : نعم .

    قلت : فما تصنع به ؟ قال : أُميِّز به كلما ورد على هذه الجوارح .

    قلت : أفليسَ في هذه الجوارح غنىً عن القلب ؟ قال : لا .

    قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة ؟ قال : يا بني ، إن الجوارح إذا شكَّت في شيء شمَّتهُ أو رأتهُ أو ذاقَتْهُ ، ردَّته إلى القلب فَتَيَقَّنَ لها اليقينُ وأُبطِلَ الشك .

    فقلت : فإنما أقام الله عزَّ وجلَّ القلب لشك الجوارح ؟ قال : نعم .

    قلت : لا بد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح ؟ قال : نعم .

    قلت : يا أبا مروان ، إن الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحكم حتى جعل لها إماماً يصحح لها الصحيح وينفي ما شكَّت فيه ، ويترك هذا الخلق كله في حيرتهم وشكِّهم واختلافهم ، لا يقيم لهم إماماً يردُّون إليه شكَّهم وحيرتهم ويقيم لك إماماً لجوارحك تَرِدُّ إليه حيرتك وشكك ؟!!

    فسكت عمرو ولم يقل لي شيئاً ، ثم التفت إليَّ فقال لي : أنت هشام بن الحكم ؟

    فقلت : لا . فقال لي : أَجَالَسْتَهُ ؟

    فقلت : لا . قال عمرو : فمن أين أنت ؟

    قلت : من أهل الكوفة . قال عمرو : فأنت إذاً هو ، ثمَّ ضمني إليه وأقعدني في مجلسه ، وما نطق حتَّى قمتُ ، فضحك الإمام الصادق ( عليه السلام ) ثم قال : ( يا هشام ، من علَّمَك هذا ) ؟!

    قلت : يا ابن رسول الله ، جرى على لساني .

    قال ( عليه السلام ) : ( يا هشام ؟! هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى ) .

    #202234
    hayefmajid
    Membre

    ومما أشار إليه شاعرنا المالكي من مناقب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حديث البراءة وتبليغها قال:

    وأرسله عنه الرسول مبلغا * وخص بهذا الأمر تخصيص مفرد
    وقال: هل التبليغ عني ينبغي * لمن ليس من بيتي من القوم؟ فاقتدي

    وذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث أبا بكر إلى مكة بآيات من صدر سورة البراءة ليقرأها على أهلها. فجاء جبرئيل من عند الله العزيز فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك. فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا على ناقته العضباء أو الجدعاء أثره فقال: أدركه فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه واذهب إلى أهل مكة فاقرأه عليهم فلحقه علي عليه السلام في العرج أو في ذي الخليفة أو في ضجنان أو الجحفة وأخذ الكتاب منه وحج وبلغ وأذن.

    هذه الأثارة أخرجها كثير من أئمة الحديث وحفاظه بعدة طرق صحيحة يتأتى التواتر بأقل منها عند جمع من القوم، وإليك أمة ممن أخرجها:

    1 أبو محمد إسماعيل السدي الكوفي المتوفى المتوفى 128
    2 أبو محمد عبد الملك ابن هشام البصري المتوفى 218
    3 أبو عبد الله محمد بن سعد الزهري المتوفى 230
    4 الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة العبسي الكوفي المتوفى 235
    5 الحافظ أبو الحسن ابن أبي شيبة العبسي الكوفي المتوفى 239
    6 إمام الحنابلة أحمد بن حنبل الشيباني المتوفى 241
    7 الحافظ أبو محمد عبد الله الدارمي صاحب السنن المتوفى 255
    8 الحافظ أبو عبد الله بن ماجة القزويني صاحب السنن المتوفى 273
    9 الحافظ أبو عيسى الترمذي صاحب الصحيح المتوفى 279
    10 الحافظ أبو بكر أحمد ابن أبي عاصم الشيباني المتوفى 287
    الصفحة 2
    11 الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد النسائي صاحب السنن المتوفى 303
    12 الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310
    13 الحافظ أبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة النيسابوري المتوفى 311
    14 الحافظ أبو عوانة يعقوب النيسابوري صاحب المسند المتوفى 316
    15 الحافظ أبو القاسم عبد الله البغوي صاحب المصابيح المتوفى 317
    16 الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم التميمي المتوفى 327
    17 الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان التميمي المتوفى 354
    18 الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى 360
    19 الحافظ أبو الشيخ المتوفى 369
    20 الحافظ علي بن عمر الدار قطني المتوفى 385
    21 الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك المتوفى 405
    22 الحافظ أبو بكر بن مردويه الاصبهاني المتوفى 416
    23 الحافظ أبو نعيم أحمد الاصبهاني صاحب الحلية المتوفى 430
    24 الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي صاحب السنن المتوفى 458
    25 الفقيه أبو الحسن علي ابن المغازلي الشافعي المتوفى 483
    26 الحافظ أبو محمد الحسين البغوي الشافعي المتوفى 516
    27 الحافظ نجم الدين أبو حفص النسفي السمرقندي الحنفي المتوفى 537
    28 الحافظ أبو القاسم جار الله الزمخشري الشافعي المتوفى 538
    29 أبو عبد الله يحيى القرطبي صاحب التفسير الكبير المتوفى 567
    30 الحافظ أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي المتوفى 568
    31 الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي الشافعي المتوفى 571
    32 أبو القاسم عبد الرحمن الخثعمي السهيلي الأندلسي المتوفى 581
    33 أبو عبد الله محمد بن عمر الفخر الرازي الشافعي المتوفى 606
    34 أبو السعادات ابن الأثير الشيباني الشافعي المتوفى 606
    35 الحافظ أبو الحسن علي بن الأثير الشيباني المتوفى 630
    الصفحة 3
    36 أبو عبد الله ضياء الدين محمد المقدسي الحنبلي المتوفى 643
    37 أبو سالم محمد بن طلحة القرشي النصيبي الشافعي المتوفى 652
    38 أبو المظفر يوسف سبط الحافظ ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654
    39 عز الدين ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى 655
    40 الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي المتوفى 658
    41 القاضي ناصر الدين أبو الخير البيضاوي الشافعي المتوفى 685
    42 الحافظ أبو العباس محب الدين الطبري الشافعي المتوفى 694
    43 شيخ الاسلام أبو إسحاق إبراهيم الحموي المتوفى 722
    44 ولي الدين محمد الخطيب العمري التبريزي صاحب مشكاة المصابيح المتوفى 737
    45 علاء الدين علي بن محمد الخازن صاحب التفسير المتوفى 741
    46 أثير الدين أبو حبان الأندلسي صاحب التفسير المتوفى 745
    47 الحافظ شمس الدين محمد الذهبي الشافعي المتوفى 748
    48 نظام الدين الحسن النيسابوري صاحب التفسير المتوفى 000
    49 الحافظ عماد الدين إسماعيل ابن كثير الدمشقي الشافعي المتوفى 774
    50 الحافظ أبو الحسن علي بن أبي بكر الهيثمي الشافعي المتوفى 407
    51 تقي الدين أحمد بن علي المقريزي الحنفي المتوفى 745
    52 الحافظ أبو الفضل ابن حجر أحمد العسقلاني الشافعي المتوفى 752
    53 نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المكي المالكي المتوفى 855
    54 بدر الدين محمود بن أحمد العيني الحنفي المتوفى 855
    55 شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي نزيل الحرمين المتوفى 902
    56 الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الشافعي المتوفى 911
    57 الحافظ أبو العباس أحمد القسطلاني الشافعي المتوفى 923
    58 الحافظ أبو محمد عبد الرحمن ابن الديبع الشيباني الشافعي المتوفى 944
    59 المؤرخ الديار بكري صاحب تاريخ (الخميس) المتوفى 82/966
    60 الحافظ شهاب الدين أحمد ابن حجر الهيثمي الشافعي المتوفى 974
    الصفحة 4
    61 المتقي علي بن حسام الدين القرشي الهندي – نزيل مكة – المتوفى 975
    62 الحافظ زين الدين عبد الرؤف المناوي الشافعي المتوفى 1031
    63 الفقيه شيخ بن عبد الله العيدروس الحسيني – اليمني – المتوفى 1041
    64 الشيخ أحمد ابن باكثير المكي الشافعي صاحب الوسيلة المتوفى 1047
    65 أبو عبد الله محمد الزرقاني المصري المالكي المتوفى 1122
    66 ميرزا محمد البدخشي صاحب مفتاح النجا المتوفى 0000
    67 السيد محمد بن إسماعيل الصنعاني الحسيني المتوفى 1182
    68 أبو العرفان الشيخ محمد الصبان الشافعي صاحب الاسعاف المتوفى 1206
    69 القاضي محمد بن علي الشوكاني الصنعاني المتوفى 1250
    70 أبو الثناء شهاب الدين السيد محمود الآلوسي الشافعي المتوفى 1270
    71 الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحسيني – الحنفي – المتوفى 1293
    72 السيد أحمد زيني دحلان المكي الشافعي المتوفى 1304
    73 السيد مؤمن الشبلنجي مؤلف (نور الأبصار) المتوفى 0000
    أسلفنا ترجمة كثير من هؤلاء الأعلام في الجزء الأول ص 73 – 51 تنتهي أسانيدهم في مأثرة أذان البراءة وتبليغها إلى جمع من الصحابة الأولين منهم:

    1 – علي أمير المؤمنين من طريق زيد بن يثيع قال رضي الله عنه: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر رضي الله عنه ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال لي: أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم. فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر رضي الله عنه فقال:

    يا رسول الله! نزل في شئ؟ قال: لا. ولكن جبريل جاءني فقال: لا. فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك.

    أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، والحافظ أبو الشيخ، وابن مردويه، وحكاه عنهم السيوطي في الدر المنثور 3 ص 209، وكنز العمال 1 ص 247، والشوكاني في تفسيره 2 ص 319، ويوجد في الرياض النضرة 2 ص 147، وذخاير العقبى 69، وتاريخ ابن كثير 5 ص 38، وفي ج 7 ص 357، وفي تفسيره 2 ص 333، ومناقب الخوارزمي ص
    الصفحة 5
    99، وفرائد السمطين للحمويي، ومجمع الزوائد 7 ص 29، وشرح صحيح البخاري للعيني 8 ص 637، ووسيلة المآل لابن باكثير، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني 3 ص 91، وتفسير المنار 10 ص 157.

    صورة أخرى عن زيد:

    قال: نزلت براءة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ثم أرسل عليا فأخذها منه فلما رجع أبو بكر قال: هل نزل في شئ؟ قال: لا. ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي. فانطلق علي إلى مكة فقام فيهم بأربع. تفسير الطبري 10 ص 46، تفسير ابن كثير 2 ص 333.

    صورة ثالثة عن زيد:

    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم اتبعه بعلي فقال له: خذ الكتاب فامض إلى أهل مكة قال: فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزل في شئ؟ قال: لا. إلا إني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي. خصائص النسائي ص 2، الأموال لأبي عبيد ص 165.

    صورة رابعة:

    عن علي أمير المؤمنين من طريق حنش باللفظ الأول المذكور من ألفاظ زيد ابن يثيع حرفيا. أخرجه أحمد في مسنده 1 ص 151، والكنجي في الكفاية ص 126 نقلا عن أحمد وابن عساكر، والهيثمي في مجمع الزوائد 7 ص 29.

    صورة خامسة عن حنش عن أمير المؤمنين:

    قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه ببراءة فقال: يا نبي الله إني لست باللسن ولا بالخطيب، قال: ما بد أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت قال: فإن كان ولا بد فسأذهب أنا، قال: فانطلق فإن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك.

    قال: ثم وضع يده على فمه.

    مسند أحمد 1 ص 150، الرياض النضرة 2 ص 174، تفسير ابن كثير 2 ص 333 الدر المنثور 3 ص 210 نقلا عن أبي الشيخ، كنز العمال 1 ص 247.

    صورة سادسة عن أبي صالح عن أمير المؤمنين:

    قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة وبعثه على الموسم ثم
    الصفحة 6
    بعثني في أثره فأدركته فأخذتها منه فقال أبو بكر: مالي؟ قال: خير أنت صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض، غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.

    أخرجه الطبري كما في فتح الباري لابن حجر العسقلاني 8 ص 256.

    2 – أبو بكر بن أبي قحافة قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى مدته والله برئ من المشركين ورسوله، فسار ثلاثا ثم قال لعلي: ألحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت. قال: ففعل فلما قدم على النبي أبو بكر بكى فقال: يا رسول الله حدث في شيئ؟ قال: ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني.

    أخرجه أحمد في مسنده 1 ص 3، وابن خزيمة، وأبو عوانة، والدار قطني في الأفراد كما في كنز العمال 1 ص 246، والكنجي في الكفاية ص 125 نقلا عن أحمد و أبي نعيم وابن عساكر، وابن كثير في تاريخه 7 ص 357.

    3 – ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأمره أن ينادي بهذه الكلمات ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغا ناقة رسول الله القصواء فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو علي رضي الله عنه فدفع إليه كتاب رسول الله وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات (فإنه لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل من أهلي ثم اتفقا) (1) فانطلقا فقام علي أيام التشريق ينادي: ذمة الله ورسوله برية عن كل مشرك. الحديث.

    أخرجه الترمذي في جامعه 2 ص 135، والبيهقي في سننه 9: 224، و الخوارزمي في المناقب ص 99، وابن طلحة في مطالب السئول ص 17، والشوكاني في تفسيره 2 ص 319 نقلا عن الترمذي وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي بلفظ أخصر، وأشار إليه ابن حجر في فتح الباري 8 ص 256.

    صورة أخرى من لفظ ابن عباس:

    قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة ثم أتبعه عليا فأخذها منه فقال

    ____________

    (1) لا يوجد ما بين القوسين في بعض المصادر.
    الصفحة 7
    أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله حدث في شيئ؟ قال: لا. أنت صاحبي في الغار وعلى الحوض، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي. الحديث.

    أخرجه الطبري في تفسيره ج 10 ص 46.

    حديث آخر عن ابن عباس:

    قال في حديث طويل عد فيه جملة من فضايل مولانا أمير المؤمنين عليه السلام مما تسالمت الأمة عليه: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال:

    لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه.

    وحديث ابن عباس هذا أخرجه كثيرون من أئمة الحديث وحفاظه في المسانيد بإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات مصرحين بصحته وثقة رجاله، أسلفناه في الجزء الأول ص 49 – 51 ومر الكلام حوله في الجزء الثالث ص 195 – 217.

    حديث آخر عن ابن عباس:

    أخرج ابن عساكر بإسناده من طريق الحافظ عبد الرزاق عن ابن عباس قال:

    مشيت وعمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال: يا بن عباس أظن القوم استصغروا صاحبكم إذ لم يولوه أموركم. فقلت: والله ما استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ اختاره لسورة براءة يقرأها على أهل مكة. فقال لي: الصواب تقول والله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

    لعلي بن أبي طالب: من أحبك أحبني، ومن أحبني أحب الله، ومن أحب الله أدخله الجنة مدلا. كنز العمال 6 ص 391، شرح ابن أبي الحديد 3 ص 105 ذكره إلى قوله  » فقال لي « .

    4 – جابر بن عبد الله الأنصاري: إن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي معه فإذا علي رضي الله عنه عليها فقال له أبو بكر: أمير أم رسول؟ قال: لا بل رسول أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج. فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس حتى ختمها ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم
    الصفحة 8
    عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي رضي الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون أو كيف يرمون فعلمهم مناسكهم فلما فرغ قام علي رضي الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها.

    أخرجه الدارمي في سننه 2 ص 67، والنسائي في الخصايص ص 20، وابن خزيمة وصححه، وابن حبان من طريق ابن جريج، والطبري، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 173 من طريق أبي حاتم والنسائي. ويوجد في تيسير الوصول 1 ص 133، تفسير القرطبي 8 ص 67، المواهب اللدنية للقسطلاني، شرح المواهب للزرقاني 3 ص 91، تاريخ الخميس 2 ص 141، سيرة زيني دحلان 2 ص 365، تفسير الآلوسي روح المعاني 3 ص 268، تفسير المنار 10 ص 156 نقلا عن الحفاظ الخمسة المذكورين من الدارمي إلى محب الدين الطبري.

    5 – أنس بن مالك قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة ثم دعاه فقال: لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي، فدعى عليا فأعطاه إياها.

    وفي لفظ آخر لأحمد:

    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه فلما بلغ ذا الحليفة قال: لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي فبعث بها مع علي.

    طرق الحديث صحيحة رجاله كلهم ثقات أخرجه في مسنده 3: 212، 283، والترمذي في جامعه 2: 135 ط الهند، والنسائي في خصائصه ص 20، وابن كثير في تاريخه 5: 38 عن الترمذي وأحمد، وفي تفسيره 2: 333، والخوارزمي في المناقب ص 99، والقسطلاني في شرح صحيح البخاري 7: 136، وابن حجر في شرح الصحيح 8 ص 256، والعيني في شرح الصحيح 8: 637. وابن طلحة في مطالب السؤول ص 17 والسيوطي في الدر المنثور 3 ص 209 نقلا عن ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وأبي الشيخ وابن مردويه، وفي كنز العمال 1 ص 249 عن ابن أبي شيبة، والزرقاني في شرح المواهب 3:

    91، والشوكاني في تفسيره 2: 319 نقلا عمن نقل عنه السيوطي في الدر المنثور، والآلوسي في تفسيره 3: 268 نقلا عن أحمد والترمذي وأبي الشيخ، وصاحب المنار في تفسيره 10، 157.

    الصفحة 9
    6 – أبو سعيد الخدري قال: بعث رسول الله أبا بكر رضي الله عنه يؤدي عنه براءة فلما أرسله بعث إلى علي رضي الله عنه فقال: يا علي إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت فحمله على ناقته العضباء فسار حتى لحق بأبي بكر رضي الله عنه فأخذ منه براءة فأتى أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شئ فلما أتاه قال:

    مالي يا رسول الله؟ قال: خير أنت أخي وصاحبي في الغار وأنت معي على الحوض غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.

    أخرجه ابن حبان وابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي 3: 209، وروح المعاني للآلوسي 3: 268 وفي طبع المنيرية 10 ص 40، وأوعز إليه ابن حجر في فتح الباري 8: 256 من طريق عمرو بن عطية عن أبيه عن أبي سعيد.

    أبو رافع قال رضي الله عنه: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى الموسم فأتى جبريل عليه السلام فقال: إنه لن يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك فبعث عليا رضي الله عنه على أثره حتى لحقه بين مكة والمدينة فأخذها فقرأها على الناس في الموسم.

    أخرجه ابن مردويه والطبراني بإسنادهما كما في الدر المنثور للسيوطي 3: 210، وفتح الباري لابن حجر 8 ص 256.

    8 – سعد بن أبي وقاص قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا رضي الله عنه فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.

    خصايص النسائي ص 20، الدر المنثور 3: 209 نقلا عن ابن مردويه، تفسير الشوكاني 2: 319، وأوعز إليه ابن حجر في فتح الباري 8: 255.

    حديث آخر عن سعد:

    أخرج ابن عساكر بإسناده عن الحرث بن مالك قال: أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: لقد شهدت له أربعا لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة ثم قال لعلي: اتبع أبا بكر فخذها وبلغها فرد علي أبا بكر فرجع يبكي فقال: يا رسول الله أنزل في شيئ؟ قال: لا. إلا خيرا إنه ليس
    الصفحة 10
    يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني، أو قال: من أهل بيتي. الحديث. راجع الجزء الأول ص 40.

    9 – أبو هريرة قال: كنت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى بأربع حتى صهل صوته. الحديث.

    أخرجه الدارمي في سننه 2: 237، والنسائي في سننه 5: 234 مع اختصار غير مخل كما قاله السيوطي في شرحه، وحديث أبي هريرة أخرجه كثير من الحفاظ غير أنه لعبت به أيدي الهوى، ومهدت لرماة القول على عواهنه مجال الترة والدجل حول هذه الأثارة الكريمة.

    وأخرج الحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 173، وذخاير العقبى ص 69 من طريق أبي حاتم عن أبي سعيد أو أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي فعرفه فأتاه فقال: ما شأني؟ قال: خير إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني براءة. فلما رجعنا انطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله مالي؟ قال: خير أنت صاحبي في الغار غير أنه لا يبلغ غيري أو رجل مني يعني عليا.

    10 – عبد الله بن عمر، ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري 8: 256 ما مر عن أمير المؤمنين عليه السلام من طريق أبي صالح ثم قال: ومن طريق العمري عن نافع عن ابن عمر كذلك.

    11 – حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي مني وأنا منه لا يؤدي عني إلا أنا أو علي.

    حديث صحيح رجاله كلهم ثقات أخرجه بطرق أربعة أحمد بن حنبل في مسنده 4 ص 164، 165، والترمذي في صحيحه 2 ص 213 وصححه وحسنه، والنسائي في الخصائص ص 20، وابن ماجة في السنن 1 ص 57، والبغوي في المصابيح 2 ص 275، والخطيب العمري في المشكاة ص 556، والفقيه ابن المغازلي في المناقب، والكنجي في الكفاية ص 557، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات، والمحب الطبري في الرياض 2 ص 74، عن الحافظ السلفي، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ص 23، والذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة سويد بن سعيد، وابن كثير في تاريخه
    الصفحة 11
    7 ص 356، والسخاوي في المقاصد الحسنة، والمناوي في كنوز الدقايق ص 92 والحمويني في الباب السابع من فرائد السمطين، وجلال الدين السيوطي في الجامع الصغير، وفي جمع الجوامع كما في ترتيبه 6 ص 153، وذكره ابن حجر في الصواعق ص 73، والمتقي الهندي في كنز العمال عن أحد عشر حافظا، والبدخشاني في نزل الأبرار ص 9 نقلا عن ابن أبي شيبة، وأحمد، وابن ماجة، والترمذي، والبغوي، وابن أبي عاصم، والنسائي، وابن قانع، والطبراني، والضياء المقدسي، والجارودي، والفقيه شيخ بن العيدروس في العقد النبوي، والأمير محمد الصنعاني في الروضة الندية، والقندوزي في ينابيع المودة، والشبلنجي في نور الأبصار ص 78، والصبان في الاسعاف هامش نور الأبصار ص 155.

    قال الأميني: هذه الجملة المروية من حبشي بن جنادة. وعمران. وأبي ذر الغفاري مأخوذة من حديث التبليغ وهي شطره كما نص عليه صاحب اللمعات والمرقاة والسندي الحنفي في شرح سنن ابن ماجة 1 ص 57 وقالوا: قال صلى الله عليه وسلم هذا تكريما لعلي واعتذارا إلى أبي بكر رضي الله عنهما.

    12 – عمران بن حصين في حديث مرفوعا: علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا علي، أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب كذا في التذكرة السبط ص 22.

    13 – أبو ذر الغفاري مرفوعا: علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي إلا أنا أو علي.

    مطالب السؤول ص 18.

    المراسيل

    1 – عن أبي جعفر محمد بن علي (الإمام الباقر عليه السلام) قال: لما نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان بعث أبا بكر الصديق رضي الله عنه ليقيم للناس الحج قيل له: يا رسول الله! لو بعثت بها إلى أبي بكر، فقال: لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي، ثم دعا علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال له: أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى: إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدته، فخرج علي بن أبي طالب رضوان الله عليه على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء
    الصفحة 12
    حتى أدرك أبا بكر بالطريق، فلما رآه أبو بكر بالطريق قال: أمير أو مأمور؟ فقال:

    بل مأمور. ثم مضيا فأقام أبو بكر للناس الحج والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها في الجاهلية حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث.

    سيرة ابن هشام 4: 203، تفسير الطبري 10: 47، تفسير الكشاف 2 ص 23، تفسير ابن كثير 2 ص 334، تاريخ ابن كثير 5: 37، عمدة القاري 4 ص 633.

    2 – روي أن أبا بكر لما كان ببعض الطريق هبط جبريل عليه السلام وقال: يا محمد لا تبلغن رسالتك إلا رجل منك فأرسل عليا، فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

    يا رسول الله أشيئ نزل من السماء؟ قال: نعم فسر وأنت على الموسم وعلي ينادي بالآي.

    الحديث. ذكره نظام الدين النيسابوري في تفسيره المطبوع في هامش تفسير الطبري ج 10: 36.

    3 – عن السدي قال: لما نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية بعث بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وأمره على الحج فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعلي فأخذها منه فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! بأبي أنت و أمي أنزل في شأني شيئ؟ قال: لا. ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني، أما ترضى يا أبا بكر إنك كنت معي في الغار وأنك صاحبي على الحوض؟ قال: بلى يا رسول الله. فسار أبو بكر على الحاج وعلي يؤذن ببراءة. الحديث.

    تفسير الطبري 10: 47، تاريخ الطبري 3: 154.

    4 – قال البغوي المفسر في تفسيره – هامش تفسير الخازن – 3. 49: لما كان سنة تسع وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحج ثم قال: إنه يحضر المشركون فيطوفون عراة فبعث أبا بكر تلك السنة أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأ ها على أهل الموسم ثم بعث بعده عليا كرم الله وجهه على ناقته العضباء ليقرأ على الناس صدر براءة وأمره أن يؤذن بمكة ومنى وعرفة: أن قد برئت ذمة الله وذمة رسوله من كل مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.

    فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شيئ؟ قال: لا. ولكن لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي أما
    الصفحة 13
    ترضى يا أبا بكر! إنك كنت معي في الغار، وإنك صاحبي على الحوض؟ قال: بلى يا رسول الله. فسار أبو بكر رضي الله عنه أميرا على الحاج وعلي رضي الله عنه ليؤذن ببراءة. الحديث.

    وتجده مرسلا إرسال المسلم بلفظ موجز أو مفصل في طبقات ابن سعد ص 685 ، تفسير أبي حيان 5: 6، تفسير الكشاف 3: 23، تفسير الخازن 2: 213، تفسير البيضاوي 1: 488، تفسير النسفي هامش الخازن 2: 212، تفسير النيسابوري هامش الطبري 10: 36، تذكرة السبط ص 22، إمتاع المقريزي ص 499، الروض الأنف 2: 328، كامل ابن الأثير 2: 121، تفسير الرازي 4: 408، شرح النهج لابن أبي الحديد 2: 260، شرح المواهب للزرقاني 3: 91، الإصابة لابن حجر 2: 509، تاريخ الخميس 2: 41، الصواعق ص 19. السيرة النبوية لزيني دحلان 2: 364.

    وينبأ عن إطباق الصحابة الأولين على هذه المأثرة لأمير المؤمنين استنشاده عليه السلام بها أصحاب الشورى يوم ذاك بقوله: أفيكم من اؤتمن على سورة براءة وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني، غيري؟ قالوا: لا.

    وقد أسلفنا حديث المناشدة يوم الشورى في الجزء الأول ص 159 – 163 وأن هذه الجملة المذكورة عدها ابن أبي الحديد من الصحيح ومما استفاض في الروايات من المناشدة يوم الشورى.

    المتخلص من سرد هذه الأحاديث هو تواتر معنوي أو إجمالي لوقوع أصل القصة من استرداد الآي من أبي بكر وتشريف أمير المؤمنين عليه السلام بتبليغها ونزول الوحي المبين بأنه لا يبلغ عنه صلى الله عليه وآله وسلم إلا هو أو رجل منه، ولا يجب علينا البخوع لبعض الخصوصيات التي تفرد به بعض الطرق والمتون فإنها لا تعدو أن تكون آحادا، وفي القصة إيعاز إلى أن من لا يستصلحه الوحي المبين لتبليغ عدة آيات من الكتاب كيف يأتمنه على التعليم بالدين كله، وتبليغ الأحكام والمصالح كلها؟.

    #202233

    Sujet: إيمان أبابكر

    dans le forum Religions
    hayefmajid
    Membre

    إبن الجوزي – المنتظم في التاريخ – رقم الحديث : ( 876 )

    – أخبرنا القزاز قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن علي قال‏:‏ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج قال‏:‏ حدثنا أحمد بن محمد بن عبدوس قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن سعيد الدارمي قال‏:‏ حدثنا محبوب بن موسى الأنطاكي قال‏:‏ سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول‏:‏ سمعت أبا حنيفة يقول‏:‏ إيمان أبي بكر الصديق وإيمان إبليس واحد قال إبليس‏:‏ يا رب‏.‏ وقال أبو بكر‏:‏ يا رب‏.‏

    الرابط :

    http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=179&CID=97&SW=الانطاكي#SR1

    عبد الله بن أحمد – السنة

    316 – حدثني محمد بن هارون ، نا أبو صالح ، قال : سمعت الفزاري وحدثني إبراهيم بن سعيد ، نا أبو توبة ، عن أبي إسحاق الفزاري ، قال : كان أبو حنيفة يقول إيمان إبليس وإيمان أبي بكر الصديق ( ر ) واحد ، قال أبو بكر : يا رب , وقال إبليس : يا رب.

    الرابط :

    http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=247702

    شرح أصول الإعتقاد – باب جماع الكلام في الإيمان – قول الطبقة الثالثة

    1483 – أنا علي بن محمد بن عيسى ، قال : أنا علي بن محمد ، قال : أنا نضر بن عمار التنيسي ، قال : نا أبو صالح الفراء محبوب بن موسى قال : سمعت أبا إسحاق الفزاري ، قال : قال أبو حنيفة : إيمان أبي بكر وإيمان إبليس واحد ، قال أبو بكر : يا رب ، وقال إبليس : يا رب .

    الرابط :

    http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=532748

    الخطيب البغدادي – تاريخ بغداد – الجزء : ( 13 ) – رقم الصفحة : ( 369 )

    – أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابرو أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا محبوب بن موسى الانطاكي قال سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول سمعت أبا حنيفة يقول أيمان أبي بكر الصديق وإيمان إبليس واحد قال إبليس يا رب وقال أبو بكر الصديق يا رب .

15 réponses de 5,491 à 5,505 (sur un total de 7,231)
SHARE

Résultats de la recherche sur 'س ج'