Résultats de la recherche sur 'عيسى عليه السلام'

Forums Rechercher Résultats de la recherche sur 'عيسى عليه السلام'

15 réponses de 1 à 15 (sur un total de 105)
  • Auteur
    Résultats de la recherche
  • #273145

    En réponse à : le Vin n’est PAS Haram!

    ABDOU48
    Membre

    @ABDOU48 wrote:

    @OUJDI_PUR wrote:

    وقد قال أعظم المجددين والبطل الذي أعاد إلى الإنسان كرامته، محرر البشرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

    1- كل شراب أسكر فهو حرام، ما كثيره يسكر فقليله حرام.

    2- كل مسكر حرام.

    3- ليست الخمر دواء بل داء.

    4- أيما امرئ شرب مسكرا فلن تقبل منه أربعين صلاة فإن تاب تاب إلى الله بنعمته ورحمته غفر الله ذنبه.

    5- لعن في الخمر عشر، عاصرها ومعتصرها وشاربها ومقدمها و حاملها والمحمولة إليه وبائعها وشاربها ومهديها وآكل ثمنها.

    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

    voulez-vous indiquer aux lecteurs le n° DU HADITH mouslim? el boukhari? ibnou katir pour que ca soit une discution académique merci.[/quote

    مالك والخمر مقال ل كامل النجار

    لم يدع الإمام مالك شيئاً يقال في الخمر إلا قاله وأصبح قوله في الخمر يُضرب به المثل، فيقولون، مثلاً: ( قال فيه ما لم يقل مالك في الخمر.) فما هي قصة الخمر مع فقهاء الإسلام ؟ الخمر كانت معروفة للإنسان منذ أن عرف الزراعة في أرض بابل وغيرها، وكانت معروفة لقدماء المصريين منذ آلاف السنين، وقد ذكر القرآن هذه الحقيقة في سورة يوسف:  » يا صاحبيّ السجن أما أحدكم فيسقي ربه خمراً  » (الآية 41). والمفسرون المسلمون زعموا أن الخمر كانت معروفة لآدم وحواء، فقال ابن مسعود في تفسير الآية 35 من سورة البقرة عن الشجرة التي منع الله آدم وحواء من أن يأكلا منها:  » هي شجرة الكرم، ولذلك حُرّمت علينا الخمر « . وقال ابن المسيب:  » إنما أكل آدم بعد أن سقته حواء الخمر فسكر وكان في غير عقله  » ( الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، البقرة/35). وزعم بعض الفقهاء أن بعض الملائكة شربوا الخمر. و روى ابن عباس قصة عن الملكين هاروت وماروت عندما انتشر الفساد في بني آدم واستنكر ذلك الملائكة فأنزل الله هاروت وماروت إلى الأرض بعد أن أعطاهما بعض خصائص الإنسان، فراودا امرأة تدعي  » الزهرة  » عن نفسها وشربا الخمر. ( الجامع لأحكام القرآن، البقرة/ 102).
    فما هي قصة الخمر مع الإسلام ؟ كان عرب ما قبل الإسلام يشربون الخمر ويتبارون في وصف محاسنها في أشعارهم. ولما جاء الإسلام استمر المسلمون يشربون الخمر طوال الفترة المكية ( ثلاث عشر سنة ) ولم ينزل شئ في القرآن عنها. ثم هاجر النبي إلى المدينة واستمر الصحابة، بما فيهم عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف والعباس عم النبي، يشربون الخمر. وفي حوالي العام الثالث الهجري أتى عبد الرحمن بن عوف، وعليّ بن أبي طالب وعمر بن الخطاب، النبي فقالوا: أفتنا في الخمر والميسر، فإنهما مذهبة للعقل، مسلبة للمال، فأنزل الله  » يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما  » ( العجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني، البقرة/ 219). فإذاً الخمر فيها منافع للناس وفيها ضرر إذا أكثر الشارب منها، تماماً كالأكل، لا يعيش الإنسان بدونه، لكنه مضر بالصحة إذا أكثر الإنسان منه. واستمر الناس في شرب الخمر إلى أن صلى رجلٌ المغرب ( يقال إنه عمر بن الخطاب ) فخلط في قراءته، فأنزل الله: « يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون » ( النساء 43). « فكانوا يشربونها حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق » ( نفس المصدر ص 355). ثم سكر العباس يوماً فاستل سيفه وقطع أسنمة وأكباد ناقتين كانتا لعليّ بن أبي طالب، فاشتكى عليّ للنبي، فأتى النبي المنزل الذي به عمه العباس، فأغلظ له العباس في القول. وخرج النبي محنقاً، فأنزل الله: « يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون* إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون » ( المائدة/ 90، 91). ونزلت هذه الآية حوالي العام الثامن الهجري. ومعنى هذا أن النبي رغم أنه لم يشرب الخمر فقد سمح للمسلمين بشربها مدة لا تقل عن عشرين عاماً منذ بداية الرسالة. وحتى الآية الأخيرة ليس فيها تحريماً واضحاً للخمر، ولكن الفقهاء من أمثال الإمام مالك قالوا إن كلمة « فاجتنبوه » تعني الأمر، وبالتالي التحريم. ولكن القرآن كان صريحاً في الأشياء التي أراد تحريمها، فقال: « حُرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير  » وكذلك « حُرّمت عليكم أمهاتكم… » إلى نهاية الآية. فهل فعلاً أراد القرآن تحريم الخمر ؟ الواضح أن بعض المسلمين الأوائل لم يقتنعوا بهذا الكلام، واستمروا في شرب الخمر. وشرب جماعة بالبصرة في خلافة عمر، فكتب أبو عبيدة إلي عمر: إن نفراً من المسلمين أصابوا الشراب، منهم ضرار وأبو جندل، فسألناهم فتأولوا وقالوا: خُيرنا فاخترنا، قال الله:  » فهل انتم منتهون » ولم يعزم علينا. فكتب إلية عمر: فذلك بيننا وبينهم، « فهل انتم منتهون » يعني « فانتهوا ». فاجمع الناس وادعهم، فان زعموا إنها حلال فاقتلهم، وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين. فبعث إليهم فسألهم علي رؤوس الناس، فقالوا: حرام، فجلدهم ثمانين ( تاريخ الطبري، ج2، ص507).
    وقد جادل جماعة كثيرون في هذا الأمر واستشهدوا بحديث الرسول الذي يقول: « إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها ». فأول آية نزلت عن الخمر قالت إن الخمر فيها منافع للناس، ومن بعض هذه المنافع الشفاء، إذ أن الكحول يستعمل الآن في علاج بعض الأمراض ومنع بعضها، مثل الذين يشربون ماء « مبرد السيارات » Radiator فإنه يصيبهم بالهبوط الكلوي إذا لم يُعالجوا، وعلاجهم الوحيد هو حقنهم بالكحول. ويقول القرطبي: « فوائد الخمر ربح التجارة، فإنهم كانوا يجلبونها من الشام برخص فيبيعونها في الحجاز بربح، وكانوا لا يرون المماسكة فيها، فيشتري طالب الخمر الخمر بالثمن الغالي. هذا أصح ما قيل في منفعتها، وقد قيل في منافعها: إنها تهضم الطعام، وتقوي الضعف، وتعين على الباءة، وتسخي البخيل، وتشجع الجبان، وتصفي اللون، إلى غير ذلك من اللذة بها.  » فإذا صح الحديث، لا يمكن أن تكون الخمر محرمة، لأن الله لا يجعل شفاء المؤمنين في شئ محرّم.
    ثم أن الله يقول: « ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن » ( البقرة 222). فكلمة  » فاعتزلوا « هي أمر مثل كلمة » فاجتنبوه  » ولكن الفقهاء مجمعون على أن إتيان النساء في المحيض ليس حراماً إنما هو مكروه، وزادوا بأن قالوا إن الرجل الذي يأتي امرأته وهي حائض لا كفارة عليه، وقال بعضهم عليه كفارة نصف درهم. فلماذا لا يكون شرب الخمر كالجماع في المحيض؟ وهناك آيات فيها صريح التحريم غير أن الفقهاء لا يحرمون ما نهت عنه. فمثلاً الآية: « والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين ». ولكن صار الجمهور لحمل الآية على الذم لا على التحريم لما جاء في الحديث « أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم في زوجته إنها لا ترد يد لامس، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: طلقها، فقال له: إني أحبها. فقال له: فأمسكها » ( بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد القرطبي، ص 375). فهذه الزوجة الزانية لم يطلقها زوجها رغم التحريم الصريح في القرآن.وزعم الفقهاء أن الحديث نسخ آية صريحة في القرآن. وهناك آيات مثل:  » ولا تمسكوا بعصم الكوافر  » و  » ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن  » ولكن صار الجمهور لجواز نكاح الكتابيات الأحرار بالعقد، لأن الأصل بناء الخصوص على العموم: أعني أن قوله تعالى {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} هو خصوص، وقوله {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} هو عموم، فاستثنى الجمهور الخصوص من العموم ( نفس المصدر). فإذاً جمهور العلماء أباح نكاح المشركات رغم نهي القرآن الصريح لذلك. ويبدو أن الفقهاء يفتون بجواز ما هو معارض لصريح القرآن إذا تعلق الأمر بالنكاح كما رأينا في آية الزانية لا ينكحها إلا زاني، وفي الآيتين الأخيرتين وفي آية المحيض، ولكنهم حرموا الخمر دون نص واضح بالتحريم، وما ذلك إلا لأنهم عرفوا أن النبي لم يشرب الخمر.
    ولو قصد الشارع تحريم الخمر فعلاً لكان نص على عقاب من يشربها، غير أن القرآن لم يذكر أي عقوبة على شارب الخمر، لا في هذه الحياة ولا في الآخرة، بل وعد عباده الصالحين بأنهر من خمر في الجنة. وفي حياة النبي لم يكن هناك حد في شرب الخمر، وروى الدارقطني فقال: (حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا أسامة بن زيد عن الزهري قال أخبرني عبدالرحمن بن أزهر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وهو يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد، فأتي بسكران، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده: اضربوه. فضربوه بما في أيديهم. وقال: وحثا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه التراب. قال: ثم أتي أبو بكر رضي الله عنه بسكران، قال: فتوخى الذي كان من ضربهم يومئذ؛ فضرب أربعين. قال الزهري: ثم أخبرني حميد بن عبدالرحمن عن ابن وبرة الكلبي قال: أرسلني خالد بن الوليد إلى عمر، قال فأتيته ومعه عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف وعلي وطلحة والزبير وهم معه متكئون في المسجد فقلت: إن خالد بن الوليد أرسلني إليك وهو يقرأ عليك السلام ويقول: إن الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة فيه؛ فقال عمر: هم هؤلاء عندك فسلهم. فقال علي: نراه إذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون؛ قال فقال عمر: أبلغ صاحبك ما قال. قال: فجلد خالد ثمانين وعمر ثمانين. قال: وكان عمر إذا أتي بالرجل الضعيف الذي كانت منه الذلة ضربه أربعين، قال: وجلد عثمان أيضا ثمانين وأربعين ( الجامع لأحكام القرآن، سورة النور/2). ويقول ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، الباب الثاني عشر، كتاب الحدود، (باب الضرب بالجريد والنعال) أي في شرب الخمر: « أشار بذلك إلى أنه لا يشترط الجلد. وقد اختلف في ذلك على ثلاثة أقوال وهي أوجه عند الشافعية: أصحها يجوز الجلد بالسوط ويجوز الاقتصار على الضرب بالأيدي والنعال والثياب، ثانيها يتعين الجلد، ثالثها يتعين الضرب. وحجة الراجح أنه فعل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت نسخه ومورس الجلد في عهد الصحابة. فدل على جوازه، وحجة الآخر أن الشافعي قال في « الأم »: لو أقام عليه الحد بالسوط فمات وجبت الدية فسوى بينه وبين ما إذا زاد فدل على أن الأصل الضرب بغير السوط، وصرح أبو الطيب ومن تبعه بأنه لا يجوز بالسوط، وصرح القاضي حسين بتعيين السوط واحتج بأنه إجماع الصحابة. « وقال عمر بن الخطاب إنه لو ضرب شارباً بالسوط ثمانين جلدة فمات لدفع ديته، لأن الحد أربعين وما زاد كان اجتهاداً من عمر نفسه. فالفقهاء هنا لا يتفقون حتى على طريقة جلد شارب الخمر، ناهيك عن عدد الضربات، فعندما شرب الوليد بن عقبة، والي الكوفة، استدعاه الخليفة عثمان إلى المدينة وأمر عبد الله بن جعفر فجلده أربعين. فقال علي بن أبي طالب : جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين وكلٌ سُنّة. ( الكامل في التاريخ لابن الجوزي، ج3، ص 6). فإذا كان الرسول قد جلد أربعين، من أعطى عمر الحق ليجلد ثمانين جلدة في شئ لم يحرّمه الله بصريح العبارة ولم يحدد له عقاباً؟ وهناك روايات تقول إن النبي لم يحد في الخمر إطلاقاً، وورد فيما أخرجه أبو داود والنسائي بسند قوي « عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوقت في الخمر حدا، قال ابن عباس: وشرب رجل فسكر فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما حاذى دار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك ولم يأمر فيه بشيء  » وأخرج الطبري من وجه آخر » عن ابن عباس: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر إلا أخيرا، ولقد غزا تبوك فغشى حجرته من الليل سكران فقال ليقم إليه رجل فيأخذ بيده حتى يرده إلى رجله » ( فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال).
    ورغم الجلد فقد استمر بعض الصحابة في شرب الخمر في أيام الخلفاء الراشدين. فعندما ولى الخليفة عمر النعمان بن علي بن فضلة على ميسان، وكان يقول الشعر، فقال‏:‏
    ألا هل أتى الحسناء أن حليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم
    إذا شئت غنتني دهاقين قربة ورقاصة تحثو على كل ميسم
    فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني ولا تسقني بالأصغر المتثلم
    لعل أمير المؤمنين يسوؤه تنادمنا في الجوسق المتهدم

    فلما بلغ عمر قوله قال‏:‏ نعم والله إنه ليسوؤني. من لقيه فليخبره أني قد عزلته‏.‏
    وكان الصحابي أبو محجن الثقفي يحب الخمر وجلده عمر الحد سبع مرات ونفاه إلى جزيرة في البحر. ولما عاد أبلى بلاءً حسناً في موقعة القادسية، فقال له سعد لا نجلدنك على الخمر أبداً، فقال له أبو محجن: وأنا لا أشربها بعد اليوم. ( الجامع لأحكام القرآن، البقرة/ 219). وكان أبو محجن قد قال:
    إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ** تروّي عظامي من بعد موتي عروقها

    ولا تدفنني بالفلاة فإنني أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها

    وفي عام عشرين من الهجرة عزل عمر قدامة بن مظعون عن البحرين وحده في شراب الخمر واستعمل عمر أبا هريرة وقيل‏:‏ أبا بكرة على اليمامة والبحرين‏.‏ ( المنتظم في التاريخ، ج4، ص 12
    وكثير من الشعراء المسلمين تغنوا بالخمر، حتى حسان بن ثابت، شاعر النبي، تغنى بمحاسن الخمر، فقال:

    إذَا ما الأشْرِباتُ ذُكِرْنَ يَوْمَاً فَهُنَّ لِطَيِّبِ الرَّاحِ الفِــــداءُ
    نُوَلِّيهــا المَلاَمَةَ إن أَلَمْنا إذَا مَا كَانَ مَغْثٌ أَو لـحَـاءُ
    وَنَشْرَبُهَا فَتَتْرُكَنَا مُلُوكــاً وَأُسْـداً مَا يُنَهْنِهُنا اللِّقَـــاءُ ( زاد المعاد لابن قيم الجوزية، ج3، ص 220)

    ويقول القرطبي: « ثبت بالنقل الصحيح أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه – وحسبك به عالما باللسان والشرع – خطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس؛ ألا إنه قد نزل تحريم الخمر يوم نزل، وهي من خمسة: من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير. وهذا أبين ما يكون في معنى الخمر؛ يخطب به عمر بالمدينة على المنبر بمحضر جماعة الصحابة، وهم أهل اللسان ولم يفهموا من الخمر إلا ما ذكرناه. ( القرطبي/ الجامع لأحكام القرآن، المائدة 93).
    وذهب أبو حنيفة والكوفيون إلى القول بأن الخمر لا تكون إلا من العنب، وما كان من غيره لا يسمى خمرا ولا يتناوله اسم الخمر، وإنما يسمى نبيذا. ( نفس المرجع ونفس الصفحة). ولكن القرآن يقول:  » ومن ثمر النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا « . ولكن في حديث رووي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « إن من العنب خمرا، وإن من العسل خمرا، ومن الزبيب خمرا، ومن الحنطة خمرا وأنا أنهاكم عن كل مسكر » ومع ذلك نجد أحاديثاً تبيح الشرب، فقد رووا عن أبي موسى أنه قال « بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ومعاذا إلى اليمن، فقلنا: يا رسول الله إن بها شرابين يصنعان من البر والشعير: أحدهما يقال له المزر، والآخر يقال له البتع، فما نشرب؟ فقال عليه الصلاة والسلام: اشربا ولا تسكرا » خرجه الطحاوي أيضا إلى غير ذلك من الآثار التي ذكروها في هذا الباب.( بداية المجتهد لابن رشد، ص 344)

    والخمر لا يختلف كثيراً عن النبيذ، فكلاهما يحتوي على كمية من الكحول تتفاوت بتفاوت مدة التخمير. فأغلب الثمار تتكون على جلدها خميرة تؤدي إلى تفاعلات كيماوية تغير السكر الموجود بالثمار إلى كحول. وقد عُرف عنه أنه كان (ص) يحب النبيذ. ويقول ابن قيم الجوزية في كتاب « الطب النبوي »: « وثبت فى ((صحيح مسلم)) أنه صلى الله عليه وسلم كان يُنْبَذُ له أوَّل الليل، ويشربُه إذا أصبح يومَه ذلك، والليلةَ التى تجىءُ، والغَد، واللَّيلةَ الأُخرى، والغَد إلى العصر، فإن بقى منه شىءٌ سقاه الخادِمَ، أو أمر به فَصُبَّ. » ( ص 282). والتمر الذي يُخمر ثلاثة أيام لا بد أن يكون به كحول، ولو كانت الكمية بسيطة. والفقهاء قالوا: ما أسكر كثيره فقليله حرام. ولكنهم في نفس الوقت حللوا النبيذ وحرموا الخمر. ولذا قال الفقيه الإمام أبو العباس أحمد رضي الله عنه: العجب من المخالفين في هذه المسألة؛ فإنهم قالوا: إن القليل من الخمر المعتصر من العنب حرام ككثيره، وهو مجمع عليه؛ فإذا قيل لهم: فلم حُرم القليل من الخمر وليس مذهبا للعقل؟ فلا بد أن يقال: لأنه داعية إلى الكثير، فحينئذ يقال لهم: كل ما قدرتموه في قليل الخمر هو بعينه موجود في قليل النبيذ فيحرم أيضا، إذ لا فارق بينهما إلا مجرد الاسم إذا سلم ذلك. وهذا القياس هو أرفع أنواع القياس (الجامع لأحكام القرآن، المائدة 93)
    والفقهاء الذين أباحوا النبيذ لأن النبي كان ينتبذ، اختلفوا في الأواني التي يصنع فيها النبيذ، فروى مالك عن ابن عمر في الموطأ « أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الانتباذ في الدباء والمزفت » وجاء في حديث جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام من طريق شريك عن سماك أنه قال « كنت نهيتكم أن تنبذوا في الدباء والحنتم والنقير والمزفت فانتبذوا ولا أحل مسكرا » ( الدبّاء هو القرع، والحنتم: جرار خضراء بها حُمرة، والنقير: جذع النخلة ينقرونه أي يجوفونه ويضعون فيه التمر والماء ليختمر ويصير نبيذاً، والمزفت: القربة أو الجلد الذي يُدبغ بالقطران). واختلف الفقهاء كذلك في هل يُنبذ التمر لوحده أم يُخلط مع ثمار أخرى، ففي حديث عن النبي أنه قال: « لا تنتبذوا الزهو والزبيب جميعا، ولا التمر والزبيب جميعا، وانتبذوا كل واحد منهما على حدة ».

    فلماذا حرّم الفقهاء الخمر ولم يقل القرآن بتحريمها؟ ولماذا أباحوا النبيذ وهو مسكر؟ واعتقد أنه كان الأولى بالفقهاء اتباع رأي فقهاء العراق من أمثال إبراهيم النخعي وسفيان الثوري وابن أبي ليلى وشريك وابن شبرمة وأبو حنيفة وسائر الفقهاء الكوفيين وأكثر علماء البصرة الذين قالوا: « إن المحرم من سائر الأنبذة المسكرة هو السكر نفسه لا العين ( يعني ليست الخمرة نفسها المحرمة إنما المحرّم السكر). » فإذا شرب الإنسان كأساً أو كأسين من خمر مع وجبة العشاء فإن ذلك لا يسكره وفي نفس الوقت يزيد من استمتاعه بالوجبة، فلماذا يحرم الفقهاء ما لم يحرّم الله: « قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق » (الأعراف، 32).
    ولا ندري لماذا يزيد الفقهاء الأمور تعقيداً ويحرمون على الناس كل ما هو مستحب، وكان الرسول يحاول التسهيل على أمته في كل شئ. وقد روى مالك من حديث عبد الله بن عمر أنه قال « وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس بمنى والناس يسألونه، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله لم أشعر فحلقت قبل أن أنحر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنحر ولا حرج، ثم جاءه آخر فقال: يا رسول الله لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، فقال عليه الصلاة والسلام: إرم ولا حرج، قال: فما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ عن شيء قُدِمَ أو أُخِرَ إلا قال: إفعل ولا حرج ». ( نهاية المجتهد ص 256). فلماذا لا يتخذ الفقهاء من رسول الله أسوة حسنة؟

    وربما يتعلم الفقهاء المسلمون من تجارب الغير، فقد حاول المتشددون المسيحيون في أمريكا في القرن التاسع عشر منع تصنيع واستيراد وشرب الخمور وأجبروا مجلس الشيوخ على التعديل الثامن عشر للدستور في عام 1919 فأصبح بيع وشراء وشرب الخمور جرماً يعاقب عليه القانون. وبالطبع لم يتوقف الناس عن شرب الخمر الذي كان يحصلون عليه هن طريق التهريب الذي كان يحتكره الجد الأكبر لعائلة كينيدي، فأصبحت العائلة أغنى عائلة في أمريكا بفضل بيع الخمور المهربة. وأخيراً رضخ مجلس الشيوخ للواقع وأدخل التعديل الحادي والعشرين على الدستور في عام 1933 ورجعت الأمور إلى ما كانت عليه. وحتى فنلندة والأقطار الإسكندنافية وكندا أصدروا قوانين بعد الحرب العالمية الأولى تحظر بيع وشرب الخمور، ورجعوا وألغوا تلك القوانين غير المجدية. فهل تحذو البلاد الإسلامية حذو هذه الأقطار؟ نأمل ذلك.
    ]

    #271846
    Moonlight
    Membre

    شكرا لك اختي. ولكي يكون الموضوع متكاملا ، ما رايكم ب اضافة ادعية للرزق. او حتى يخبرنا كل واحد ما الاشياء التي يتمنى ان يرزق بها.
    احبذ المواضيع التي ترافقها اراء الاعضاء

    **روي عبد الرزاق عن الحسن:أن اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم سألوه:أين ربنا؟فأنزل الله
    (واذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان)

    **روي الترمذي عنه:انه صلوات الله عليه وسلامه قال: »من سره ان يستجيب الله تعالي له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء »

    أدعية الرزق :

    **الاستغفار يجلب كل خير , فأكثروا منه تنالون ما ترجون
    قال عز وجل : (( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم أنهارا * ما لكم لا ترجون لله وقارا * وقد خلقكم أطوارا )) سورة نوح 10 – 14

    **عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا ) أخرجه الترمذي

    **روي الترمذي عن علي رضي الله عنه:أن مكاتبا جاءه فقال: اني عجزت عن كتابتي فأعني فقال: ألا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله لو كان عليك مثل جبل صبر دينا أداه الله عنك . قل (( اللهم اكفني بحلالك عن حرامك , و أغنني بفضلك عمن سواك ))

    **وكان الإمام علي رضي الله عنه يدعو بهذا الدعاء العظيم طلبا للرزق مع أخذه بأسباب العمل و السعي :
    (( اللهم صن وجهي باليسار و لا تبذل جاهي بالإقتار فأسترزق رزقك من غيرك , و أستعطف شرار خلقك , و أبتلى بحمد من أعطاني , و أفتن بذم من منعني , و أنت من وراء ذلك كله ولىُّ الإجابة و المنع ))

    **وعن جرير رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( من قرأ (( قل هو الله أحد ))
    حين يدخل منزله نفتٍ الفقر عن أهل ذلك المنزل و الجيران ) أخرجه الحاكم

    عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل علي أبو بكر فقال : سمعت من رسول الله صلى الله عليهو سلم دعاء علمنيه قلت : ماهو ؟
    قال : كان عيسى ابن مريم عليه السلام يعلم أصحابه ,
    قال : لو كان على أحدكم جبل ذهب ديناً فدعا الله بذلك الدعاء لقضاه الله عنه :
    (اللهم فارج الهم , و كاشف الغم , و مجيب دعوة المضطرين , رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما ,
    أنت ترحمنا فارحمني برحمة يغنيني بها عن رحمة من سواك)

    قال أبو بكر رضي الله عنه : فكنت أدعو الله بذلك فأتاني الله بفائدة فقضى عني ديني .

    و لجلب الرزق و المال تدعو صباحا و مساء سبع مرات بهذا الدعاء : (
    ياكريم اللهم ياذا الرحمة الواسعة يا مطلعا على السرائر و الضمائر و الهواجس و الخواطر , لا يعزب عنك شيء , أسئلك فيضة من فيضان فضلك , و قبضة من نور سلطانك , و أنسا ً و فرجاً من بحر كرمك , أنت بيدك الأمر كله و مقاليد كل شيء فهب لنا ما تقر به أعيننا و تغنينا عن سؤال غيرك , فإنك واسع الكرم , كثير الجود , حسن الشيم , فببابك واقفون و لجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم )

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:
    محمد صلى الله عليه وسلم.. لولاه لهلكنا ومتنا على الكفر واستحققنا الخلود في النار.. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوقَنَا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، وما من خبيث إلا ونهانا عنه، ومن حقه علينا أن نحبه،

    يحشر المرء مع من أحب

    جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة ؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  » ما أعددت لها؟ « . قال: إني أحب الله ورسوله. قال:  » أنت مع من أحببت « .
    بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة الهنيئة التي لا ظمأ بعدها أبداً.
     » ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً « .

    الرحمة المهداة

    قال عز وجل:  » وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين « .
    لولاه لنزل العذاب بالأمة.. لولاه لاستحققنا الخلود في النار.. لولاه لضعنا.
    – أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.
    – وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم، لأن حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم.
    – وأما المعاهدون له: فعاشوا فى الدنيا تحت ظله وعهده وذمته، وهم أقل شراً بذلك العهد من المحاربين له.
    – وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها، وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
    – وأما الأمم النائية عنه: فإن الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته « .

    ما أشد حبه لنا!!

    تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام:  » رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم ».
    وقول عيسى عليه السلام:  » إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم « ، فرفع يديه وقال:  » اللهم أمتي.. أمتي « . وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فأخبر جبريل ربه وهو أعلم، فقال الله عز وجل: يا جبريل.. اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.

    حتى لا تكون فاسقاً

    قال الله في سورة التوبة، _التي سميت بالفاضحة والمبعثرة لأنها فضحت المنافقين وبعثرت جمعهم _:  » قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ « .

    كمال الإيمان في محبته

    قال صلى الله عليه وسلم:  » لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين « .
    قد تمر علينا هذه الكلمات مروراً عابراً لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي قال: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شئ إلا من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:  » لا ، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك « ، فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:  » الآن يا عمر « .
    قال الخطابي:  » فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفنى نفسك في طاعتي، وتؤثر رضاي على هواك، وإن كان فيه هلاكك « .

    آخذ بحجزنا عن النار

    عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  » مثلى كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها « .
    ما أشد حب رسولنا لنا، ولأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟! ولما كان الله عز وجل قد أراه النار حقيقة كانت موعظته أبلغ وخوفه علينا أشد، ففي الحديث:  » وعرضت على النار فجعلت أتأخر رهبة أن تغشاني « .
    وفى رواية أحمد:  » إن النار أدنيت منى حتى نفخت حرها عن وجهي « .
    ولذلك كان من الطبيعي أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول:  » صبحكم ومساكم « .
    ولأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا وخوفه علينا كان يود أن يرانا فيحذرنا بنفسه، لتكون العظة أبلغ وأنجح، قال صلى الله عليه وسلم:  » وددت أنى لقيت إخواني الذين آمنوا ولم يروني « .
    ولم يكتف بذلك بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا وجنتنا من النار.

    حجاب.. واثنان.. وثلاثة

    1. حجاب الصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم:  » اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً ولو بشق تمرة « .
    2. حجاب الذكر: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:  » خذوا جنتكم من النار.. قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات « .صحيح الجامع, وحسنه ابن حجر في الفتح.
    3. حجاب تربية البنات: لقوله صلى الله عليه وسلم:  » ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له ستراً من النار « .

    ولى كل مؤمن

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  » أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفى من المؤمنين فترك ديناً فعلى قضاؤه « .

    لكي تذوق حلاوة الإيمان

    لقول النبي صلى الله عليه وسلم:  » ثلاث من كن فيه ذاق حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما… « .
    وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله على هواه.. فيحس أن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل اللذات الأرضية، ولأن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، فكلما ازداد العبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم حباً كلما ازداد له ذكراً، ولأحاديثه ترديداً، ولسنته اتباعاً، ومع هذا كل تزداد حلاوة الإيمان.

    وبعد كل هذا البذل والتعب ؟! نهجر سنته، ونقتدي بغيره، ونستبدل هدى غيره بهديه!!.
    يا ويحنا.. وقد أحبنا وضحى من أجلنا لينقذنا، ودعانا إلى حبه، لا لننفعه في شئ بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟! وحبنا له؟! بأي وجه سنلقاه على الحوض؟! بأي عمل نرتجي شفاعته صلى الله عليه وسلم؟! -بأبي هو وأمي- بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس؟!.

    اللهم صلي وسلم وبارك على نبيك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    amineyassine
    Membre

    que la paix soit avec vous

    je suis nouveau dans se site, depuis des annees de recherche enfin j’ai pu avoir mon arbre genealogique de ma decendence, je possede une copie originale de ce que mes ancetre ont pu laisse, dans le document que je possede est ecris sur l’histoire d’el hussein et de idriss I et Idriss II et les 12 enfants de idriss II, apres la le dece de idriss II sont fils mohamed a prie le trone et a repatie a chacun d’eux des ville et de ces alontours.parmi les douze enfants sont sortie les tribus des:ibn djarmoune; safakiyoune;ibn mimoune etc……….
    dans le document officiel que je possede est ecris les ibn djarmoune et Ouled lewkil sont les decendant de yahia.
    voici l’extrait en arabe du document que je possede:
    قال صاحب الحديث أما بني جرمون و أولاد أوكيل فهم درية يحي ابن إبراهيم ابن عبد الله بن عبد الرحمان ابن عنان ابن الفضيل ابن عبد الواحد ابن عبد الله ابن عبد الكريم ابن محمد ابن علي ابن عبد السلام ابن عبد رمشيش ابن ابوبكر ابن أرياح ابن
    عيس ابن أبو القاسم ابن مروان ابن حيدرة ابن علي ابن محمد ابن عبد الله ابن محمد ابن احمد ابن إدريس ابن إدريس ابن محمد الحسين ابن فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم.
    و إما بني جرمون يجريهم اسمه محمد ابن عبد الله ابن يوسف ابن موس ابن عيس ابن يحي ابن عمران ابن إبراهيم ابن علي ابن الحسن ابن علي ابن احمد ابن محمد ابن إدريس ابن إدريس ابن عبد الله ابن محمد ابن الحسين ابن فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم.
    و أما من الاثنين عشر نفسر لك هنا عن ما ترك سيدنا إدريس الصغير ابن إدريس الكبير نفسر لك عن عيسى ابن إدريس خلف سيدنا موسى و موس خلف يحي و يحي خلف سليمان و سليمان خلف يسار و يسار خلف جدوان و جدوان خلف المهدي و المهدي خلف أبو زيد و أبو زيد خلف علي و علي فر بنفسه من بلاد أبيه و هي التي تسمى سلا و احوازها و من المغرب و هو فر بنفسه إلى المشرق و هو ينتقل من بلاد إلى بلاد إلى بلغ بلدة تسمى مكث فيها و تزوج و خلف ذكرا واحد و انتتين فأما الذكر اسمه هجرص و هجرص خلف أربعة أولد أولهم عامر و نديم و عبد الله و عبد الرحمان الملقب بحر بوش.
    فأما عامر خلف عبد الله و عبد الله خلف محمد و محمد خلف التوات و التوات خلف المبارك و المبارك خلف أعمر و أعمر خلف علي وعلي خلف محمد و محمد خلف احمد و احمد خلف تلاتة أولد و بنتا أولهم محمد و عبد الرحمان و حسن و نفوس.
    عبد الرحمان خلف محمد
    mon ariere grand pere etait imam de sidi abderahmane taalibi a Alger, j’ai pu avoir des renseignement dans le livre d’or de l’algerie voici l’adresse du site:
    http://pagesperso-orange.fr/jeunepiednoir/jpn.wst/Livre%20d’Or%20Algerie.htm
    les francais ont change notre nom; notre nom de famille est AMINE.
    a la prochaine si quelcun possede des renseignement sur les ouled lewkil ercivez moi merci et dite moi comment je dois faire pour completer les reste de ma decendence dans la copie originale merci a tous
    Amine yassine

    #267064

    En réponse à : Questions/Réponses

    al9a939a3
    Membre

    @Nadia83 wrote:

    selem aleikom

    j’ai une autre question, concernant la levée des mains lorsqu’on fait des invocations .

    j’ai fais mes propres recherches mais je suis tombée sur 2 résultats tout a fais differents:
    – le 1er: la levée des mains est une condition de validité des invocations
    – nootre prophète (3lih salate o selem) ne levé pas ces mains lors des invocations de fin de prière

    j’aimerais savoir, moi depuis toujours je lève mes mains mais je comence à douter wa Allah wa 3lem

    Salamou alikoum wa Bismillahi rahmani rahim

    ➡ On devise les invocation الدعاء: en deux Partie: 1) apres la prierre dirrectemant 2) hors la prierre

    1) celui qui est dirrectemant apres la prierre. celui la on doie dire qu il y a bcp de Ahadit qui indique que le Prophet ne restait pas assie apres al prierre plus lgtp que le Temsp de dire « اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام » et apres il se met debout. Abou-bakr Sediq fesait la meme chose. et Omar ibn.alkhatab a dit que rester faire du Du3aa invocation apres la prierre est une bid3a. il y a meme des gens qui disent que c est a faire apres Afajr et Al-asr, et la il y a auqun Hadit qui le retorque. ca veut dire. nie Invocation ni lever les mains sont desirable apres la prierre. les savant disent que Du3aa doie etre dans la prierre.

    2) invocation hors du temps de la prierre. ca veut dire dans un temps non lié a la prierre. alors la les savant sont presque uni que c est ok de le faire. et ce st ok de ne pas le faire. alors pour la preuve que c est ok , il y a vrmnt plusieur ahadit presque j ai conté 20 qui le retorque- et les voicie comme reference

    o عن عائشة رضي الله عنها قالت: « أتى النبي صلى الله عليه وسلم البقيع فقام وأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف، قال: إن جبرل عليه السلام أتاني فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ».4

    o وعن عمر رضي الله عنه قال: « لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف5 بربه، يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني؛ فما زال يهتف بربه ماداً يديه حتى سقط رداءه عن منكبيه ».6

    o وعن أنس رضي الله عنه قال: « صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر بكرة، وقد خرجوا بالمساحي، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: الله أكبر، خربت خيبر »7 ».8

    o وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: « لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس.. وإن أبا عامر رضي الله عنه استشهد فقال لأبي موسى: يا ابن أخي، ائت النبي صلى الله عليه وسلم فقل له: استغفر لي؛ ومات أبو عامر، قال أبو موسى: فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فدعا بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: اللهم اغفر لعبدك أبي عامر؛ ورأيتُ بياض إبطيه، ثم قال: اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك ومن الناس؛ فقلت: ولي فاستغفر؛ فقال: اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً ».9

    o وعن أبي هريرة رضي الله عنه : « أن رسول الله صلى ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، فأنى يستجاب لذلك ».10

    o وعن سهل بن سعد رضي الله عنه: « أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، فحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال: أتصلي بالناس فأقيم؟ قال: نعم؛ فصلى بهم أبو بكر رضي الله عنه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف، فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت، فالتفتَ أبو بكر رضي الله عنه، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن اثبت مكانك، فرفع أبو بكر يديه رضي الله عنه فحمد الله تعالى على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ».11

    o عن عائشة رضي الله عنها قالت: « رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعاً يديه يقول: إنما أنا بشر فلا تعاقبني، أيما رجل من المؤمنين آذيته أوشتمته فلا تعاقبني فيه ».12

    o وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: « استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة وتهيأ ورفع يديه، وقال: اللهم اهدِ دوساً وأتِ بها ».12

    o وعن جابر رضي الله عنهما أن الطفيل بن عمرو قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هل لك في حصن حصين ومنعة، وذكر الحديث في هجرته مع صاحب له، وأن صاحبه مرض فجزع فجرح يديه فمات، فرآه الطفيل في المنام، فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: ما شأن يديك؟ قال: قيل لن يصلح منك ما أفسدتَ من نفسك؛ فقصها الطفيل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم وليديه فاغفر، رفع يديه ».12

    o وعن علي رضي الله عنه قال: جاءت امرأة الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه زوجها أنه يضربها، فقال: اذهبي فقولي: كيت وكيت، إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول؛ فذهبت ثم عادت فقالت: إنه عاد يضربني؛ فقال: اذهبي فقولي له: كيت وكيت؛ فقالت: إنه يضربني؛ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال: اللهم عليك بالوليد ».

    o وعن عائشة رضي الله عنها قالت: « رأيت رسول الله صلى رافعاً يديه حتى بدا ضبعاه يدعو لعود عثمان رضي الله عنه ».12

    o وعن محمد بن إبراهيم التيمي قال: « أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كفيه ».12

    o وعن سلمان بالفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله حي كريم سخي، إذا رفع الرجل يديه أن يردهما صفراً خائبتين ».13

    o وقال ابن عمر رضي الله عنهما: « رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ».14

    o وعن عبد الرحمن بن سمرة في قصة الكسوف: « فانتهيتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يدعو ».15

    o وعن أبي هريرة في فتح مكة: « فرفع يديه وجعل يدعو ».

    o وعن أبي حميد رضي الله عنه في قصة ابن اللتبية: « ثم رفع يديه يدعو حتى رأيت عفرة إبطيه، يقول: اللهم هل بلغت ».16

    o وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قول إبراهيم وعيسى، فرفع يديه، وقال: اللهم أمتي ».

    o وعن عمر رضي الله عنه: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل، فأنزل الله عليه يوماً، ثم سري عنه، فاستقبل القبلة ورفع يديه ودعا ».17

    o وعن أسامة رضي الله عنه: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته فسقط خطامها، فتناوله بيده وهو رافع اليد الأخرى ».18

    o وعن قيس بن سعد عند أبي داود: « ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو وهو يقول: اللهم صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة ».19

    oujdi12
    Membre

    je comprend pas pr kel raison on censure ce sujet ? tt ce qu’il comporte comme contenu c des hadiths du prophete saw , il faut juste rechercher au sujet pr voir que c tres important ce qu’il dit nabil 3awadi . j’ai voulu juste informer . merci quand meme .
    on doit savoir que chi3a ne s’interresse pas du tt au dajjal .
    الدجّال ، المسيح الدجّال ، هو لقب لرجل يعد من علامات الساعة الكبرى عند المسلمين ، المقصود بالدجال الكذاب من الدَجَل والتغطية ، نظرا لكذبه وتمويهه وادعائه النبوة أولا وأنه المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ثم ادعائه الألوهية بعد ذلك ، ويسُمّي الكذاب دجّالاً لأنّه يغطي الحقَّ بالباطل، أو هو المُموِّه ، فالدجّال يُلبس على الناس ويموّه لهم، وقيل سُمّي دجّالاً من دَجَلَ إذا ساح في الأرض. وجاء في التفسير الكبير:  » وأمّا المسيح الدجّال فإنّما سُمّي مسيحاً لأحد وجهين أولهما : لأنّه ممسوح العين اليمنى، وثانيهما : لأنّه يمسح الأرض أي يقطعها في زمن قصير لهذا قيل له: دجّال لضربه في الأرض وقطعه أكثر نواحيها ، وقيل سُمّي دجّالاً من قوله : دَجَلَ الرجلُ إذا مَوَّه ولبَّس « .

    لم يرد ذكر المسيح الدجال صراحة بالنص في القرآن الكريم لكن بعض المفسرين يرون أن هناك آيات تدل عليه في القرآن مثل الآية 158 من سورة الأنعام : ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) ، بينما ورد ذكره صراحة في السنة النبوية المطهرة وذلك في عديد من الأحاديث مثل حديث تميم الداري .

    والمصادر الإسلامية عند أهل السنة غنية بأخبار وأحاديث الدجال ، بينما عند الشيعة يكاد يكون الاهتمام به شبه منعدم ، مما دعا بعض الباحثين لطرح نظرية أن الدجال قد يكون هو ذاته الشخص الملقب بالسفياني عند الشيعة .

    ‏وعن ‏ ‏علي ‏ ‏رضي الله عنه ، ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال : ذكرنا ‏ ‏الدجال ‏عند النبي ‏صلى الله عليه وسلم وهو نائم ‏ ‏فاستيقظ محمرا لونه فقال: ( غير ذلك أخوف لي عليكم ) ، رواه أحمد.

    ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : ‏ ( ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ‏ ‏طلوع الشمس من مغربها والدخان ودابة الأرض ) ، رواه أحمد

    Moonlight
    Membre

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

    وعلى آله وصحبه أجمعين

    ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

    ما تأويل قوله تعالى : وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ —؟؟

    والتأييد كما تعلمون هو الإعانة والتقوية —

    فما معنى الروح القدس التي أويد به عيسى عليه السلام ؟؟

    هل هو جبريل عليه السلام. ؟؟
    .
    هل الروح الذي أيد الله به عيسى، هو الإنجيل. ؟؟

    طيّب

    لننظر في قوله تعالى :

    إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ

    تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ [ المائدة: 110 ]

    لا يمكن أن يكون معنى الروح القدس فيه هو الإنجيل لأنه قال في الآية

    « وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ « 

    فيكون قد كرر كلاما بلا فائدة–

    أي يصير المعنى بأنّه أيده بالإنجيل و علمه الإنجيل

    –وهو معنى مكرر بلا فائدة لأنّ التأييد بالإنجيل يقتضي تعليمه له —

    على هذا لا يكون صوابا إلّا معنى جبريل —

    وبه نقول–

    فروح القدس هو جبريل الطاهر —

    #268207
    Moonlight
    Membre

    مصير الأطفال الذين ماتوا صغارا في الجنة أم في النار
    السؤال :
    هل جميع الأطفال الذين ماتوا قبل البلوغ سيدخلون الجنة أم الأطفال الذين آباؤهم مسلمون فقط ؟.

    الجواب :
    الحمد لله

    الكلام يكون إن شاء الله في مقامين :

    الأول : مصير أطفال المسلمين .

    والثاني : مصير أطفال الكفار .

    = أما الأول : وهو مصير أطفال المسلمين :

    فقد قال ابن كثير رحمه الله : فأما ولدان المؤمنين فلا خلاف بين العلماء كما حكاه القاضي أبو يعلى بن الفراء الحنبلي عن الإمام أحمد أنه قال : لا يختلف فيهم أنهم من أهل الجنة . وهذا هو المشهور بين الناس ( أي عامة العلماء ) وهو الذي نقطع به إن شاء الله عز وجل أ.هـ  » تفسير القرآن العظيم  » ( 3 / 33 ) .

    وقال الإمام أحمد رحمه الله : من يشك أن أولاد المسلمين في الجنة ؟!

    وقال أيضا : إنه لا اختلاف فيهم . أ.هـ  » حاشية ابن القيم على سنن أبي داود  » ( 7/ 83) .

    وقال الإمام النووي : أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة ؛ لأنه ليس مكلفا . أ.هـ  » شرح مسلم  » (16 / 207) .

    وقال القرطبي : إن قول أنهم في الجنة هو قول الأكثر ، وقال : وقد أنكر بعض العلماء الخلاف فيهم.  » التذكرة  » (2/328) .

    = وأما الثاني : وهو مصير أطفال الكفار :

    فقد اختلف العلماء فيه إلى أقوال :

    1. أنَّهم في الجنَّة – وبعضهم يقول : إنَّهم على الأعراف ، ومردُّ هذا القول أنَّهم في الجنَّة لأن هذا هو حال أهل الأعراف – . وهو قول الأكثر من أهل العلم كما نقله عنهم ابن عبد البر في  » التمهيد  » (18/96) .

    ودليلهم :

    أ . حديث سمرة رضي الله عنه : أنه عليه السلام رأى مع إبراهيم عليه السلام أولاد المسلمين وأولاد المشركين . رواه البخاري (6640 ) .

    ب . عن حسناء بنت معاوية من بني صريم قالت حدثني عمي قال قلت يا رسول الله من في الجنة قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والوئيد في الجنة . رواه الإمام أحمد ( 5/409 ) . ضعفه الألباني في  » ضعيف الجامع  » (5997) .

    2. أنَّهم مع آبائهم في النار . وقد نسب القاضي أبو يعلى هذا القول لأحمد ! وغلَّطه شيخ الإسلام جدّاً . انظر  » حاشية ابن القيم على سنن أبي داود  » (7/ 87) .

    ودليلهم :

    أ . عن سلمة بن قيس الأشجعي قال أتيت أنا وأخي النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا إن أُمّنا ماتت في الجاهلية وكانت تقري الضيف وتصل الرحم وأنها وأدت أختا لنا في الجاهلية لم تبلغ الحنث فقال الوائدة والمؤودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم .

    والحديث حسنه الحافظ ابن كثير في  » التفسير  » ( 3/ 33) ، ومن قبله ابن عبد البر في  » التمهيد  » ( 18/120 ) .

    ب . ولهم أحاديث أخرى ، لكنها ضعيفة .

    3. التوقف فيهم . وهو قول حماد بن زيد وحماد بن سلمة وابن المبارك وإسحاق بن راهويه .

    دليلهم :

    أ . عن ابن عباس سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين قال الله أعلم بما كانوا عاملين .

    رواه البخاري (1383) ومسلم (2660) .

    ب . ومثله من حديث أبي هريرة .

    رواه البخاري (1384) ومسلم (2659).

    4. ومنهم من قال : إنَّهم خدم أهل الجنَّة .

    قال شيخ الإسلام رحمه الله : ولا أصل لهذا القول .  » مجموع الفتاوى  » (4/279) .

    قلت : وقد ورد ذلك في حديث عند الطبراني والبزار ، لكن ضعفه الأئمة ومنهم الحافظ ابن حجر في  » الفتح  » ( 3/246) .

    5. أنَّهم يُمتحنون في الآخرة ، فمن أطاع الله دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار . وهو قول معظم أهل السنة والجماعة كما نقله عنهم أبو الحسن الأشعري ، وهو قول البيهقي ، وطائفة من المحققين ، وهو الذي مال إليه شيخ الإسلام ابن تيمية ، وذكر أنه مقتضى نصوص الإمام أحمد ، وهو الذي رجحه الحافظ ابن كثير ، وقال : وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض .  » التفسير  » (3/31) .

    دليلهم :

    أ . عن أنس قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يؤتى بأربعة يوم القيامة : بالمولود ، والمعتوه ، ومن مات في الفترة ، والشيخ الفاني ، كلهم يتكلم بحجته ، فيقول الرب تبارك وتعالى لعُنُق من النار : أُبْرزْ ، ويقول لهم : إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم ، وإني رسول نفسي إليكم ، اُدخلوا هذه ( أي النار ) ، قال : فيقول من كتب عليه الشقاء : يا رب أنى ندخلها ومنها كنا نفرّ ، قال : ومن كتب عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعاً ، قال : فيقول الله تعالى أنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية ، فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار » .

    رواه أبو يعلى ( 4224) ، وله شواهد كثيرة ذكرها الحافظ ابن كثير في  » التفسير ( 3 /29-31).

    وقال ابن القيم رحمه الله : وهذا أعدل الأقوال وبه يجتمع شمل الأدلة وتتفق الأحاديث في هذا الباب .

    وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة كما في حديث سمرة ، وبعضهم في النار كما دل عليه حديث عائشة ، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم يدل على هذا ؛ فإنه قال : « الله أعلم بما كانوا عاملين إذْ خلقهم » ، ومعلوم أن الله لا يعذبهم بعلمه فيهم ما لم يقع معلومه ، فهو إنما يعذب من يستحق العذاب على معلومه وهو متعلق علمه السابق فيه لا على علمه المجدد وهذا العلم يظهر معلومه في الدار الآخرة.

    وفي قوله : « الله أعلم بما كانوا عاملين » : إشارة إلى أنه سبحانه كان يعلم ما كانوا عاملين لو عاشوا ، وأن من يطيعه وقت الامتحان كان ممن يطيعه لو عاش في الدنيا ، ومن يعصيه حينئذ كان ممن يعصيه لو عاش في الدنيا فهو دليل على تعلق علمه بما لم يكن لو كان كيف كان يكون .

    .. والله أعلم . أ.هـ  » حاشية ابن القيم على سنن أبي داود  » ( 7/87 ) .

    = وما جاء في بعض الأحاديث السابقة أنهم في الجنة أو النار لا يشكل على ما رجحناه ، قال ابن كثير رحمه الله : أحاديث الامتحان أخص منه فمن علم الله منه أنه يطيع جعل روحه في البرزخ مع إبراهيم وأولاد المسلمين الذين ماتوا على الفطرة ومن علم منه أنه لا يجيب فأمره إلى الله تعالى ويوم القيامة يكون في النار كما دلت عليه أحاديث الامتحان ونقله الأشعري عن أهل السنة . أ.هـ  » التفسير  » ( 3 / 33 ) .

    = وما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم  » الله أعلم بما كانوا عاملين  » : لا يدل على التوقف فيهم .

    قال ابن القيم رحمه الله : وفيما استدلت به هذه الطائفة نظر والنبي صلى الله عليه وسلم لم يُجِب فيهم بالوقف وإنما وكل علم ما كانوا يعملونه لو عاشوا إلى الله وهذا جواب عن سؤالهم كيف يكونون مع آبائهم بغير عمل وهو طرف من الحديث …. والنبي صلى الله عليه وسلم وَكَل العلم بعملهم إلى الله ، ولم يقل الله أعلم حيث يستقرون أو أين يكونون ، فالدليل غير مطابق لمذهب هذه الطائفة. أ.هـ  » حاشية ابن القيم على سنن أبي داود  » ( 7/ 85 ) .

    والله أعلم .

    المرأة التي تزوجت بأكثر من زوج لأيهم تكون في الجنة

    إذا ماتت المرأة ، وقد تزوجت في حياتها بأكثر من زوج ، فمع مَن تكون في الجنَّة ؟.

    الحمد لله
    هذه المسألة فيها ثلاثة أقوال لأهل العلم :

    الأول : أنها تكون مع أحسنهم خلقاً كان معها في الدنيا .

    والثاني : أنها تُخيَّر بينهم .

    والثالث : أنها لآخر أزواجها .

    وأقرب هذه الأقوال وأصحّها هو القول الثالث وفيه حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم :  » أيما امرأة تُوفي عنها زوجها ، فتزوجت بعده ، فهي لآخر أزواجها  » صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع 2704 وفي السلسلة الصحيحة 1281 .

    هذا على وجه الإجمال ، أما على وجه التفصيل فأدلّة الأقوال كما يلي :

    دليل القول الأول :

    قال القرطبي :

    وذكر أبو بكر بن النجاد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا عبيد بن إسحاق العطار حدثنا سنان بن هارون عن حميد عن أنس : أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا ، ثم يموتون ويجتمعون في الجنة ، لأيهما تكون ؟ للأول أو للآخر ؟

    قال : لأحسنهما خلقا كان معها يا أم حبيبة ، ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة  » .

     » التذكرة في أحوال الموتى والآخرة  » ( 2 / 278 ) .

    قلت : والحديث ضعيف جدّاً ، وفيه علتان : عبيد بن إسحاق العطار ، وسنان بن هارون .

    أما الأول : فضعيف جدّاً ، وأمَّا الثاني : فضعيف .

    = أقوال الأئمة :

    عن يحيى بن معين أنه قال : عبيد بن إسحاق العطار : لا شيء .

    وقال أبو حاتم الرازي : ما رأينا إلا خيراً ! وما كان بذاك الثبت ، في حديثه بعض الإنكار.

     » الجرح والتعديل  » ( 5 / 401 ) .

    وفي  » الضعفاء والمتروكين  » للنسائي ( ص 72 ) : متروك الحديث .

    وقال الذهبي : ضعفه يحيى ، وقال البخاري : عنده مناكير ، وقال الأزدي : متروك الحديث ، وقال الدارقطني : ضعيف ، وأما أبو حاتم فرضيَه ! وقال ابن عدي : عامَّة حديثه منكر .

     » ميزان الاعتدال  » ( 5 / 24 ) .

    وذكر ابن عدي في  » الكامل  » ( 5 / 347 ) هذا الحديث من جملة منكراته ، وقال :

    وعامة ما يرويه إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن .

    = وأما سنان بن هارون :

    قال ابن حبان :

    منكر الحديث جدّاً ، يروي المناكير عن المشاهير …

    عن يحيى بن معين : قال سنان بن هارون البرجمي ليس حديثه بشيء .

     » المجروحين  » ( 1 / 354 ) .

    وذكره العقيلي في  » الضعفاء  » ( 2 / 171 ) ، وذكر له هذا الحديث .

    = وعليه : فالحديث لا يصح الاستدلال به ، وهو ضعيف جدّاً ، فسقط هذا القول .

    = = القول الثاني :

    وهو أنها تُخيَّر بين أزواجها .

    ولم أر لمن قال هذا القول أيَّ دليل .

    وفي  » التذكرة في أحوال الموتى والآخرة  » ( 2 / 278 ) : ذكر المسألة ، وقال بعدها : وقيل : إنها تخير إذا كانت ذات زوج .أ.هـ

    وقال العجلوني : …….. وقيل لأحسنهم خلقاً ! وقيل : تخير .

     » كشف الخفاء  » 2 / 392 .

    وهو الذي رجحه الشيخ ابن عثيمين حفظه الله كما في فتاواه ( 2 / 53 ) .

    = = = وأما القول الثالث :

    فلهم عليه عدة أدلة :

    أ. قال الإمام الطبراني :

    3130 حدثنا بكر قال نا محمد بن أبي السري العسقلاني قال نا الوليد بن مسلم قال نا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عطية بن قيس الكلاعي قال خطب معاوية بن أبى سفيان أم الدرداء بعد وفاة أبي الدرداء فقالت أم الدرداء إني سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها وما كنت لأختارك على أبي الدرداء فكتب إليها معاوية فعليك بالصوم فإنه محسمة .

     » المعجم الأوسط  » ( 3 / 275 ) .

    قلت : والحديث فيه علتان : ضعف أبي بكر بن أبي مريم ، وعدم تصريح الوليد بن مسلم بالتحديث في باقي السند .

    أقوال العلماء :

    قال ابن حبان :

    ولقد كان أبو بكر بن أبي مريم من خير أهل الشام ولكنه كان رديء الحفظ يحدث بالشيء ويهم فيه لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك ولا سلك سنن الثقات حتى صار يحتج به فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد .

     » المجروحين  » ( 3 / 146 ) .

    وأما تدليس الوليد بن مسلم فمشهور ، وهو يدلس تدليس التسوية ، وهو إسقاط ضعيف بين ثقتين ، لذا اشترط العلماء على أهل هذا الصنف التصريح بالتحديث في كل طبقات السند بعد روايته .

    وانظر :  » التبيين لأسماء المدلسين  » لسبط ابن العجمي ( ص 235 ) ، و  » طبقات المدلسين  » للحافظ ابن حجر ( ص 51 ) .

    ب. قال الإمام أبو الشيخ الأصبهاني :

    حدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري قال ثنا إسماعيل بن زرارة قال ثنا أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة لآخر أزواجها .

     » طبقات المحدثين بأصبهان  » ( 4 / 36 ) .

    قلت : ورجال الحديث ثقات مشهورون ، إلا أحمد بن إسحق الجوهري لم أجد له ترجمة إلا أن أبا الشيخ نفسه جعل هذا الحديث من ( حسان حديثه ) .

    فإن كان كذلك فهو أنظف إسناد في المسألة ، والله أعلم .

    ج. قال الخطيب البغدادي :

    4803 سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني نزل الأنبار وحدث بها عن حمزة بن أبي حمزة النصيبي وعمار بن عطاء الخراساني والربيع بن بدر روى عنه إسحاق بن بهلول التنوخي أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا أبو غانم محمد بن يوسف الأزرق حدثنا أبي قال حدثنا جدي حدثنا سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني عن حمزة النصيبي عن بن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المرأة لآخر أزواجها  » .

     » تاريخ بغداد  » ( 9 / 228 ) .

    قلت : والحديث ضعيف جدّاً ، فيه : حمزة النصيبي وهو ضعيف جدّاً .

    أقوال العلماء :

    – قال الإمام النسائي :

    متروك الحديث .

     » الضعفاء والمتروكين  » ( ص 39 ) .

    – وقال ابن الجوزي :

    قال أحمد : مطروح الحديث ، وقال يحيى : ليس بشيء ليس يساوي فلساً ، وقال البخاري والرازي : منكر الحديث ، وقال النسائي والدار قطني متروك الحديث ، وقال ابن عدي : يضع الحديث ، وقال ابن حبان : ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنه المتعمد لها ، لا تحل الرواية عنه .

     » الضعفاء والمتروكين  » لابن الجوزي ( 1 / 237 ) .

    د . قال البيهقي :

    أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ إسحاق بن أبي طالب أنبأ إسحاق بن منصور ثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة رضي الله عنه ثم أنه قال لامرأته إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة .

     » السنن  » ( 7 / 69 ) .

    قلت : فيه : أبو إسحاق السبيعي : وهو مدلس وقد اختلط ، فالأثر ضعيف .

    أقوال العلماء :

    انظر :  » من رمي بالاختلاط  » للطرابلسي ( ص 64 ) و  » طبقات المدلسين  » لابن حجر ( ص 42 ) .

    وقد ضعفه به العلامة الشيخ الألباني رحمه الله في  » السلسلة الصحيحة  » ( 1281 ) .

    هـ. أثر يرويه ابن عساكر ( 19 / 193 / 1 ) عن عكرمة :

    أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام ، وكان شديداً عليها ، فأتت أباها فشكت ذلك إليه ، فقال : يا بنية اصبري ، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ، ثم مات عنها ، فلم تَزوَّج بعده : جُمع بينهما في الجنة .

    قال الشيخ الألباني رحمه الله :

    ورجاله ثقات إلا أن فيه إرسالا لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر ، إلا أن يكون تلقاه عن أسماء بنت أبي بكر ، والله أعلم .  » السلسلة الصحيحة  » ( 3 / 276 ) .

    = والخلاصة :

    – أن القول بأن المرأة مع أحسنهم أخلاقاً كان معها في الدنيا : مما لم يصح فيه دليل .

    – وأن القول بأنها تختار من تشاء منهم : لا دليل عليه البتة .

    – وأن القول بأنها مع آخر أزواجها هو القول الأقرب للصواب ، وذلك لاحتمال حُسن حديث أم الدرداء مرفوعاً ، وهو مؤيد بأثري حذيفة وأسماء الموقوفيْن ، واللذان يصلحان لتقوية المرفوع ، ولبيان أن للقول أصلاً معتبراً .

    والحديث صححه العلامة الشيخ الألباني في  » السلسلة الصحيحة  » ( 1281 ) .

    – وهو على كل حال أحبُّ إلينا من الرأي .

    والله أعلم .

    وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    أسماء جهنم

    أنا أبحث عن أسماء لجهنم وقد وجدت بعضاً مثل: المحرقة والمحطمة والملتهبة … هل هذه أسماء صحيحة ؟ أرجو تزويدي بأسماء أخرى.

    الحمد لله

     » نار جهنم لها أسماء متعددة ، وهذا التعدد في الأسماء لاختلاف صفاتها . فتسمى الجحيم ، وتسمى جهنم ، ولظى ، والسعير ، وسقر ، والحطمة ، والهاوية بحسب اختلاف الصفات . والمسمى واحد ، فكل ما صح في كتاب الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من أسمائها فإنه يجب على المؤمن أن يصدق به وأن يثبته « 

    مجموع فتاوى ورسائل العثيمين للسلمان : 2/58

    وقد سميت الجحيم لشدة تأجج نارها .

    وسميت جهنم لبعد قعرها -كما في القاموس-

    وسميت لظى لتلهبها .

    وسميت السعير لأنها تُوقد وتهيج فهي فعيل بمعنى مفعول.

    وسميت سقر وصقر لشدة حرها .

    وسميت الحطمة لحطمها -أي كسرها وهشمها – كل ما يلقى فيها .

    وسميت الهاوية لأنه يُهوى فيها من علو إلى سفل … وهكذا

    وذكر بعض أهل العلم من المفسرين وغيرهم أسماء أخرى غير هذه المذكورة

    وذكر بعضهم أن هذه الأسماء المذكورة أسماء لدركات النار وطبقاتها ، ثم قسم بعضهم الناس على هذه الطبقات ، ولم يصح تقسيم الناس في النار وفق هذا التقسيم – وإن كان انقسام الناس وتفاوتهم بحسب أعمالهم أمر ثابت بالنصوص الكثيرة – ، كما لم يصح تسمية دركات النار على الوجه الذي ذكروه . والصحيح أن كل واحد من هذه الأسماء التي ذكروها اسم على النار كلها ، و ليس لجزء من النار دون جزء.

    اليوم الآخر – الجنة والنار- للدكتور عمر الأشقر : 26.

    هل هناك حيوانات في الجنة ؟

    هل هناك حيوانات في الجنة ؟.

    الحمد لله

    الحيوانات التي جاءت الأخبار أنها في الجنة على ثلاثة أقسام :

    القسم الأول : ما جاء منها أنها حيوانات مخصوصة بعينها في الجنة مثل : كلب أهل الكهف ، وناقة صالح عليه السلام ، وهذه لم يصح منها شيء .

    والقسم الثاني : ما جاء ذكره في القرآن والسنة مما أعدَّه الله للمؤمنين في الجنة ، سواء نصَّ عليها كالطيور كما في قوله تعالى : ( وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) الواقعة / 21 ، أو أطلق ذكرها كقوله تعالى : ( وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) الطور/22.

    ومثل ذلك – أيضاً – الثور الذي أعدَّه الله تعالى طعاماً لأهل الجنَّة ، كما جاء عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كنت قائماً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها …. قال : فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال – صلى الله عليه وسلم – : يُنحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها … رواه مسلم ( 315 ) .

    والقسم الثالث : ما ورد في السنة الصحيحة من النص على بعض الحيوانات بعينها أنها في الجنة ، ومنه : أ. عن أبي هريرة رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة ) . رواه البيهقي (2/449) وصححه الألباني في « صحيح الجامع » (3789) .

    والرغام (بالغين) هو التراب ، وروي الرعام (بالعين) وهو ما سال من أنف الشاة . والمعنى : امسحوا عنها التراب ، أو امسحوا ما سال من أنفها ، إصلاحا لشأنها ، ورعاية لها . قاله المناوي في « فيض القدير » .

    ب. عن أبي مسعود الأنصاري قال : جاء رجل بناقة مخطومة فقال : هذه في سبيل الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة كلها مخطومة . رواه مسلم ( 1892 ) .

    قال النووي :

    قوله : معنى  » مخطومة  » أي : فيها خطام , وهو قريب من الزمام ، قيل : يحتمل أن المراد له أجر سبعمائة ناقة , ويحتمل أن يكون على ظاهره , ويكون له في الجنة بها سبعمائة كل واحدة منهن مخطومة ، يركبهن حيث شاء للتنزه , كما جاء في خيل الجنة ونجبها ، وهذا الاحتمال أظهر ، والله أعلم .

     » شرح النووي  » ( 13 / 38 ) .

    وحديثا النجائب – وهي الإبل – والخيل الذي أشار إليه النووي هما :

    أ. عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  » إن أهل الجنة يتزاورون على النجائب بيض كأنهن الياقوت ، وليس في الجنة شيء من البهائم إلا الإبل والطير « . رواه الطبراني في  » الكبير  » ( 4 / 179 ) .

    قال الهيثمي : رواه الطبراني وفيه جابر بن نوح وهو ضعيف .  » مجمع الزوائد  » ( 10 / 413 ) .

    وضعفه الألباني في  » ضعيف الجامع  » ( 1833 ) .

    ب. عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هل في الجنة من خيل ؟ قال : إنِ اللهُ أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت ، قال : وسأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من إبل ؟ قال : فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه ، قال : إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك .

    رواه الترمذي ( 2543 ) . وحسَّنه الألباني في  » صحيح الترغيب  » ( 3 / 522 ) .

    ونحوه عن أبي أيوب عند الترمذي ( 2544 ) وصححه الألباني– أيضاً – ( 3 / 423 ) .

    وقد ورد في أحاديث صحيحة أن أرواح الشهداء في حواصل طير في الجنة تسرح حيث شاءت .

    وينبغي أن يعلم أن الطيور والخيل والإبل التي في الجنة لا تتفق مع ما في الدنيا إلا في الأسماء فقط ، أما حقيقة صفتها فلا يعلمها إلا الله تعالى ، غير أننا نعلم أنها في غاية الجمال والبهاء لأنها من أنواع النعيم الذي أعده الله تعالى لأوليائه في الجنة ، وإلى هذا أشار النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث المتقدم بأن فرس الجنة من ياقوتة حمراء ، ويطير بصاحبه حيث يشاء .

    نسأل الله تعالى أن ينعم علينا ويدخلنا الجنة برحمته ، إنه جواد كريم .

    الجنة والنار موجودتان ، وهما باقيتان بإبقاء الله لهما

    هل الجنة والنار موجودتان الآن ؟ أم انهما لم يخلقا بعد ؟.

    الحمد لله

    وبعد : فقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن لا يشك في ذلك أحد منهم لكثرة الأدلة الدالة على ذلك من الكتاب والسنة .

    فمن نصوص الكتاب :

    قوله تعالى عن الجنة : ( أعدت للمتقين ) آل عمران/133 وقوله : (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ) الحديد/21 وقال تعالى : ( ولقد رآه نزلة أخرى . عند سدرة المنتهى .عندها جنة المأوى ) النجم/13-15.

    وقوله عن النار ( أعدت للكافرين ) البقر/24 ومعنى قوله تعالى : أعدت : أي هيئت . فهو دليل على أنهما موجودتان الآن .

    وأما نصوص السنة :

    فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى ورأى عندها جنة المأوى كما في صحيح البخاري ( 336 ) ومسلم ( 237 ) واللفظ له من حديث أنس رضي الله عنه في قصة الإسراء ، وفي آخره ثم  » انطلق بي جبرائيل حتى أتى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي قال : « ثم دخلت الجنة فإذا هي جنابذ [ أي قباب ] اللؤلؤ وإذا ترابها المسك « .

    وفي البخاري ( 1290) ومسلم ( 5111) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال :  » إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة « .

    وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل :  » ينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها  » وهو حديث صحيح صححه ابن القيم في تهذيب السن ( 4 / 337 ) والألباني في أحكام الجنائز ( 59 ) .

    وفي صحيح البخاري ( 993 ) ومسلم ( 1512 ) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: » انخسفت الشمس على عهد رسول الله ـ فذكر الحديث ـ وفيه فقال :  » إني رأيت الجنة وتناولت عنقودا ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. ورأيت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع … » .

    وفي صحيح مسلم ( 646 ) من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  » والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا . قالوا : وما رأيت يا رسول الله ؟ قال : رأيت الجنة والنار  » .

    وفي سنن الترمذي ( 2483 ) وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :  » لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ فَقَالَ : انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا . قَالَ :  » فَجَاءَهَا وَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا . قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ فَوَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا . فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ ؛ فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ . قَالَ : اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا . فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ؛ فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهَا . فَرَجَعَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا  » وقَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .وقال الحافظ في الفتح ( 6 / 320 ) :  » إسناده قوي « .

    والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا . وقد عقد البخاري في صحيحه بابا قال فيه : » باب : ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة  » وذكر أحاديث منها ما تقدم من أن الله يُري الميت مقعده من الجنة والنار بعد أن يوضع في قبره .

    فما بقي على العبد إلا أن يشمر ويجتهد في طاعة ربه والكف عن معصيته رجاء الفوز بجنته والنجاة من أليم عقابه . والله تعالى أعلم .

    يراجع : شرح العقيدة الطحاوية للإمام ابن أبي العز الحنفي ( 1 / 475 وما بعدها )، وكتاب الجنة والنار للشيخ / عمر الأشقر ( 13 – 18 ) .

    معنى قول الله عز وجل : ( خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك )

    أرجو شرح معنى هذه الآية وبيان القول الراجح في تفسيرها ، يقول الله تعالى : ( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) هل يفهم من هذا أن من دخل الجنة يخرج منها إذا شاء الله ؟ وهل نسخت هاتان الآيتان بشيء من القرآن إذ أنهما وردتا في سورة مكية ؟ .

    الحمد لله
    قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

    الآيتان ليستا منسوختين بل هما محكمتان ، وقوله جل وعلا : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) اختلف أهل العلم في بيان معنى ذلك ، مع إجماعهم بأن نعيم أهل الجنة دائم أبدا لا ينقضي ولا يزول ولا يخرجون منها ، ولهذا قال بعده سبحانه : ( عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) لإزالة ما قد يتوهم بعض الناس أن هناك خروجا ، فهم خالدون فيها أبدا ، وأن هذا العطاء غير مجذوذ أي غير مقطوع ، ولهذا في الآيات الأخرى يبين هذا المعنى فيقول سبحانه : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ ) فبين سبحانه أنهم آمنون – أي آمنون من الموت وآمنون من الخروج وآمنون من الأمراض والأحزان وكل كدر – ثم قال سبحانه وتعالى : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ) فبين سبحانه أنهم فيها دائمون لا يخرجون وقال عز وجل : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) فأخبر سبحانه أن أهل الجنة في مقام أمين لا يعترضهم خوف ولا زوال نعمة وأنهم آمنون أيضا ، فلا خطر عليهم من موت ولا مرض ولا خروج منها ولا حزن ولا غير ذلك من المكدرات ، وأنهم لا يموتون أبدا ، ومعنى ذلك أن أهل الجنة يخلدون فيها أبد الآباد .

    وقوله : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) قال بعض أهل العلم معناه : مدة بقائهم بالقبور وإن كان المؤمن في روضة من رياضها ونعيم من نعيمها ، لكن ذلك ليس هو الجنة ، ولكن هو شيء من الجنة ، فيفتح على المؤمن في قبره باب إلى الجنة يأتيه من ريحها وطيبها ونعيمها ، ثم يُنقل بعد ذلك إلى الجنة فوق السموات في أعلى شيء .

    وقال بعضهم معنى : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) أي مدة مقامهم في موقف القيامة للحساب والجزاء بعد خروجهم من القبور ثم ينقلون بعد ذلك إلى الجنة . وقال بعضهم المراد جميع الأمرين مدة مقامهم في القبور ومدة مقامهم في الموقف ومرورهم على الصراط كل هذه الأوقات هم فيها ليسوا في الجنة لكن ينقلون منها إلى الجنة وقوله : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) يعني إلا وقت مقامهم في القبور ، وإلا وقت مقامهم في الموقف وإلا وقت مرورهم على الصراط فهم في هذه الحالة ليسوا في الجنة ولكنهم منقولون إليها ، وسائرون إليها ، وبهذا يعلم أن الأمر واضح ليس فيه شبهة ولا شك ولا ريب فالحمد لله .

    فأهل الجنة ينعمون فيها وهم خالدون أبد الآباد . لا موت ولا مرض ، ولا خروج ، ولا كدر ، ولا حزن ، ولا حيض ، ولا نفاس ، ولا شيء من الأذى أبدا ، بل في نعيم دائم وخير دائم .

    وهكذا أهل النار مخلدون فيها أبد الآباد ولا يخرجون منها ولا تخرب أيضا هي بل تبقى وهم باقون فيها وقوله : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) قيل مدة مقامهم في المقابر ، أو مدة مقامهم في الموقف كما تقدم في أهل الجنة ، وهم بعد ذلك يساقون إلى النار ويخلدون فيها أبد الآباد ونسأل الله العافية ، وكما قال عز وجل في سورة البقرة : ( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِين مِنَ النَّارِ ) وقال عز وجل في سورة المائدة في حق الكفرة : ( يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ) وقال بعض السلف إن النار لها أمد ولها نهاية بعد ما يمضي عليها آلاف السنين والأحقاب الكثيرة وأنهم يموتون أو يخرجون منها وهذا القول ليس بشيء عند جمهور أهل السنة والجماعة بل هو باطل ترده الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة كما تقدم وقد استقر قول أهل السنة والجماعة إنها باقية أبد الآباد وأنهم لا يخرجون منها وأنها لا تخرب أيضا ، بل هي باقية أبد الآباد في ظاهر القرآن الكريم وظاهر السنة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام ، ومن الأدلة على ذلك مع ما تقدم قوله سبحانه في شأن النار : ( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ) وقوله سبحانه في سورة النبأ يخاطب أهل النار : ( فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا ) نسأل الله السلامة والعافية منها ومن حال أهلها .

    انظر مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز م/4 ص/361
    ومن الآيات التي دلّت صراحة على خلود أهل النار خلوداً أبدياً :

    1- قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) سورة النساء /169 2- قوله تعالى : ( إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) سورة الجن / 23 3- إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا(64)خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا(65) سورة الأحزاب . والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب

    imadinho
    Membre

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم

    الاجمالي لحتى الأن من الذين تم التعرف عليهم من الشهداء كالتالي:

    الشهيد اللواء : توفيق جبر قائد الشرطة
    الشهيد محافظ الوسطى: ابو احمد عاشور
    الشهيد : اسماعيل الجعبري قائد جهاز الامن والحماية في الشرطة
    الشهيد الشيخ الداعية نظير اللوقة
    الشهيد احمد قنوع
    الشهيد المنشد: صهيب عبد العال
    الشهيد : حسن نجل القائد الشهيد اسماعيل ابو شنب
    الشهيد صهيب عسفة
    الشهيد : محمد مهنا
    الشهيد : أبو أكرم جندية قائد في الشرطة الفلسطينية
    الشهيد :طارق رحمي – من المباحث
    الشهيد : نعمان حجي – مدني-
    الشهيد: يوسف ثارى من مدينة جباليا البلد
    الشهيد البطل :حسام صيام
    الشهيد البطل : باسل دبابش
    الشهيد البطل : سائد شامية
    الشهيد : فاروق سليم
    الشهيد : محمود اللبان
    الشهيد القائد: عماد ابو الحاج
    الشهيد: انس حمد
    الشهيد: ابو طارق حميد
    الشهيد: شادي السباخي
    الشهيد: علاء القطراوي
    الشهيد:عزمي ابو دلال
    الشهيد: عبد الرحمن حمدان
    الشهيد : هشام كوارع من خانيونس
    الشهيد : محمد بكر النمس
    الشهيد : بهاء زياد الغرابلي
    الشهيد حسن الرحال
    الشهيد شحادة قفه
    الشهيد سميح ابو الريش
    الشهيد القسامي القائد: خالد ابوحسنة « أبو أيمن »
    الشهيد: محمد ابو شعبان
    الشهيد: همام النجار
    الشهيد : اســـلام الســـحار (من الشيخ رضوان)
    الشهيد الشبل: أحمد رسمي أبو جزر

    اسماء شهداء الشمال :
    الشهيد: احمد الكرد. (من الشمال)
    الشهيد: حسن عروق (من الشمال)
    الشهيد: حسين وادي
    الشهيد: حسن عروق
    الشهيد: رزق سلمان
    الشهيد: احمد الكرد
    الشهيد: ابو ياسر الاشقر
    الشهيد: ابو العبد الشرباصي
    الشهيد: محمد خليل المقيد…جباليا

    اسماء شهداء مدينة غزة:
    اسماء الشهداء في حي الشجاعية:

    الشهيد عمار شمالي من مسجد بسيسو في الشجاعية
    الشهيد :عمر شمالي من مسجد بسيسو في الشجاعية
    الشهيد : أمجد ماهر أحمد مشتهى من مسجد الدارقطني حي الشجاعية
    الشهيد : بهـــاء زياد الغـــرابلي ..(مسجد الإصـــلاح حي الشجاعية)
    الشهيد :أميـــن الزربتلي … ..(مسجد الإصـــلاح حي الشجاعية)
    الشهيد :بسام عيسى العكاوي من مسجد السيد علي بحي الشجاعية
    الشهيد : أيمن سعدالله العجلة من حي الشجاعية
    الشهيد: سليم البنا من مسجد المحكمة بحي الشجاعية

    اسماء شهداء حي الزيتون :
    الشهيد: حاتم خضر عياد من حي الزيتون مسجد علي ابن أبي طالب
    الشهيد: فهمي عبد الفتاح طافش من حي الزيتون مسجد علي ابن ابي طالب
    الشهيد: محمود العمارين من حي الزيتون مسجد شهداء حي الزيتون
    الشهيد : طارق رحمي حي الزيتون مسجد حسن البنا

    اسماء شهداء حي التفاح:
    الشهيد: محمد صلاح الصواف أبو صلاح من التفاح
    الشهيد المجاهد مصطفى الصباغ – حي التفاح
    الشهيد المجاهد محمد الخروبي – حي التفاح
    الشهيد المجاهد ياسر الزرقة – حي التفاح

    اسماء شهداء مسجد اليرموك:
    الشهيد البطل عز الدين عطاالله من مسجد البخاري
    الشهيد البطل أنور عطاالله من مسجد اليرموك
    الشهيد البطل محمد عطاالله من مسجد اليرموك
    الشهيد البطل احمد بعلوشة من مسجد اليرموك
    الشهيد البطل صهيب عبد العال من مسجد اليرموك
    الشهيد البطل يوسف عبد العال من مسجد اليرموك
    الشهيد البطل جميل عبد العال من مسجد اليرموك

    اسماء شهداء الصبرة وتل الاسلام:
    الشهيد المجاهد: محمد زهير أبو شعبان من مسجد أبو خضرة – من حي الصبرة
    الشهيد المجاهد: محمد زياد النبيه من مسجد الحسين بن علي – من حي الصبرة
    الشهيد المجاهد: يوسف الديري (من الصبرة)
    الشهيد المجاهد: ناهز أبو ناموس … مسجد الفلاح _ تل الإسلام
    الشهيد المجاهد: عاصم الشاعر … مسجد الفلاح _ تل الإسلام

    اسماء شهداء منطقة الوسطى:
    الشهيد:- رامز حمدان من سكان النصيرات
    الشهيد:- اسماعيل حمدان من سكان النصيرات
    الشهيد :مصطفى الخطيب من مخيم النصيرات
    الشهيد: عبدالكريم ابو جربوع
    الشهيد :- حسام ابو شمالة من مخيم البريج
    الشهيد: حاتم ابو شعيرة – الزوايدة

    اسماء شهداء البريج:
    الشهيد تامر القريناوي واخيه سامر القريناوي
    الشهيد محمد طباشة
    الشهيد وسيم عزارة
    الشهيد ابو السالم ابو عابدة
    الشهيد ابو البراء(مازن) عليان
    الشهيد رمزي طنجرة
    الشهيد اشرف دويك
    الشهيد مامون السيد
    الشهيد نعيم ميط (أبو جنات)
    الشهيد :ابو البراء عليان في قصف موقع الزهرة
    الشهيد :مامون السيد
    الشهيد :ابو حسن اموم
    الشهيد :ابو خالد الزهرة
    الشهيد : حاتم خضر عياد

    اسماء شهداء منطقة معن خانيونس :[/B
    ]الشهيد المجاهد: هاشم عويضة
    الشهيد المجاهد: امجد ابو جزر
    الشهيد المجاهد: زياد النجار
    الشهيد المجاهد: احمد حدايد

    شهــــــــــــــــــــــــــــداء مجزرة رفح :::
    نبدأها بالعالم الشيخ المجاهد: نظير اللوقا
    الشهيد المجاهد: أحمد رسمي أبو جزر (الشرقية)
    الشهيد المجاهد:أيمن فؤاد النحال (الشرقية)
    الشهيد المجاهد: نبيل أحمد البيرم
    الشهيد المجاهد: حسن عطا الله (السلطان)
    الشهيد المجاهد: محمود ماجد أبو نحلة (الشرقية)
    الشهيد المجاهد:هيثم ياسر الشاعر (السلطان)
    الشهيد المجاهد: ايهاب جاسر الشاعر (السلطان)
    الشهيد المجاهد:قريب عمر عابد
    الشهيد المجاهد: حيضر محمد حسونة (السلطان)
    الشهيد المجاهد:معين محمود القن (السلطان)
    الشهيد المجاهد:زياد أبو عيادة (الشابورة)
    الشهيد المجاهد: محمود أبو طيور (يبنا)
    الشهيد المجاهد: محمد النجرة ( أبو العبد ) – رفح
    ____________________________________________________

    رحمة الله علي جميع شهدائنا الابرار

    إلى جنات الخلد باذن الله
    و لك الله يا غزة الأبطال

    #204704
    Moonlight
    Membre

    من هم يأجوج ومأجوج ؟ وما هي أوصافهم ؟ وهل حقاً أن فيهم أناساً طوالاً كشجر الأرز، وآخرين قصاراً لا يتجاوزون شبر الإنسان العادي ؟ وهل صحيح أن البعض منهم يفترش أذناً ويتغطى بأخرى ؟ ولا يموت الرجل منهم حتى يولد له ألف ذكر كلٌ قد حمل السلاح .

    أسئلة ندرك من خلالها حرص الكثير من الناس على استكشاف هذا العالم ومعرفة خفاياه، وربما دفعهم الفضول إلى التزيد في أوصافهم والمبالغة فيها إلى حد الخرافة أو قريباً منها، إلا أن القرآن الكريم والسنة الصحيحة قد أوضحا قصتهم وقدما وصفا تفصيلياً عنهم .

    ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن

    ورد ذكر  » يأجوج ومأجوج  » في القرآن الكريم في قوله تعالى:{ حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولاً * قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا .. الآيات } ( الكهف: 93 وما بعدها ). وهذه الآيات تبين لنا كيف كان « يأجوج » و »مأجوج » في قديم الزمان أهل فساد وشر وقوة لا يصدّهم شيء عن ظلم من حولهم لقوتهم وجبروتهم، حتى قدم الملك الصالح ذو القرنين، فاشتكى له أهل تلك البلاد ما يلقون من شرهم، وطلبوا منه أن يبني بينهم وبين « يأجوج ومأجوج » سدّاً يحميهم منهم، فأجابهم إلى طلبهم، وأقام سداً منيعاً من قطع الحديد بين جبلين عظيمين، وأذاب النحاس عليه، حتى أصبح أشدّ تماسكاً، فحصرهم بذلك السد واندفع شرهم عن البلاد والعباد .

    وقد تضمنت الآيات السابقة إشارة جلية إلى أن بقاء « يأجوج » و »مأجوج » محصورين بالسد إنما هو إلى وقت معلوم { فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء }، وهذا الوقت هو ما أخبر عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – في أحاديثه، من أن خروجهم يكون في آخر الزمان قرب قيام الساعة .

    كما ورد ذكر « يأجوج » و »مأجوج » أيضاً في موضع آخر من القرآن يبين كثرتهم وسرعة خروجهم وذلك في قوله تعالى: { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون }(الأنبياء:96).

    ذكر يأجوج ومأجوج في الحديث النبوي

    رسمت الأحاديث النبوية ملامح أكثر وضوحاً عن عالم « يأجوج » و »مأجوج » وكشفت عن كثير من نواحي الغموض فيهم . فبنيت أن لديهم نظاماً وقائداً يحتكمون لرأيه، وأن السد الذي حصرهم به ذو القرنين ما زال قائماً، وأنه يمنعهم من تحقيق مطامعهم في غزو الأرض وإفسادها، ولذا فمن حرصهم على هدمه يخرجون كل صباح لحفر هذا السد، حتى إذا قاربوا هدمه أخروا الحفر إلى اليوم التالي، فيأتون إليه وقد أعاده الله أقوى مما كان، فإذا أذن الله بخروجهم حفروا حتى إذا قاربوا على الانتهاء قال لهم أميرهم: ارجعوا إليه غدا فستحفرونه – إن شاء الله – فيرجعون إليه وهو على حاله حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس فيشربون مياه الأنهار، ويمرون على بحيرة طبرية فيشربها أولهم، فيأتي آخرهم فيقول: لقد كان هنا ماء !! ويتحصن الناس خوفاً منهم، وعندئذ يزداد غرورهم ويرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها آثار الدم فتنةً من الله وبلاءً، فيقولون: قهرنا أهل الأرض وغلبنا أهل السماء، فيرسل الله عليهم دوداً يخرج من خلف رؤوسهم فيقتلهم، فيصبحون طعاماً لدواب الأرض حتى تسمن من كثرة لحومهم . كما روى ذلك ابن ماجة في سننه .

    وقد دلت الأحاديث على أن الزمان الذي يخرجون فيه يملكون أسباب القوة ويتفوقون فيها على سائر الناس، وذلك إما لكونهم متقدمين عسكرياً ووصلوا إلى تقنيات تمكنهم من إبادة غيرهم والسيطرة على بلادهم، وإما لأن زمن خروجهم يكون بعد زوال هذه الحضارة المادية، ورجوع الناس إلى القتال بالوسائل البدائية والتقليدية، ويؤكد ذلك ما ورد عند ابن

    ورد في بعض الروايات من أن المسلمين سيوقدون من أقواس وسهام وتروس « يأجوج ومأجوج » سبع سنين . كما عند ابن ماجة وغيره .

    كما بينت الأحاديث بعض صفاتهم الخلْقية وأنهم عراض الوجوه، صغار العيون، شقر الشعور، وجوهم مدورة كالتروس . رواه أحمد .

    وبينت أيضاً مدى كفرهم، وعنادهم وأنهم أكثر أهل النار، ففي الحديث أن الله عز وجل يقول لآدم يوم القيامة: أخرج بعث النار، فيقول: وما بعث النار ؟ فيقول الله: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، ففزع الصحابة – رضي الله عنهم – وقالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد ؟ فقال – عليه الصلاة والسلام-: ( أبشروا فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً ) رواه البخاري .

    وبينت الأحاديث كذلك أن خروجهم سيكون في آخر الزمان قرب قيام الساعة، وفي وقت يغلب على أهله الشر والفساد، قال – صلى الله عليه وسلم -: ( لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات؛ طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج .. ) رواه أبو داود .

    وعندما دخل – صلى الله عليه وسلم – على زوجته زينب بنت جحش – رضي الله عنها – فزعاً وهو يقول: ( لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ « يأجوج ومأجوج » مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث ) رواه البخاري .

    أما ترتيب خروجهم ضمن أشراط الساعة الكبرى فقد دلت الأحاديث على أن الدجال عندما يخرج، ينزل المسيح عليه السلام بعده، ثم يخرج يأجوج ومأجوج، فيأمر الله عيسى – عليه السلام – ألا يقاتلهم، بل يتوجه بمن معه من المؤمنين إلى جبل الطور، فيحصرون هناك، ويبلغ بهم الجوع مبلغا عظيماً، فيدعون الله حينئذ أن يدفع عنهم شرهم فيرسل الله عليهم الدود في رقابهم فيصبحون قتلى كموت نفس واحدة، وتمتلئ الأرض من نتن ريحهم، فيرسل الله طيراً كأعناق الإبل فتحملهم وتطرحهم حيث شاء الله . ويأمن الناس وتخرج الأرض بركتها وثمرتها، حتى تأكل الجماعة من الناس الرمانة الواحدة، ويكفي أهل القرية ما يحلبونه من الناقة في المرة الواحدة .

    ويحج المسلمون إلى البيت بعد هلاكهم، كما في الحديث : ( ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج ) رواه البخاري .

    الأحاديث الضعيفة والموضوعة في يأجوج ومأجوج

    بعد أن اتضحت بعض الملامح عن عالم « يأجوج » و »مأجوج » من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة، لعل من المناسب ذكر بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة في وصفهم، والتي ساهمت في إضفاء نوع من الهالة والغموض حولهم، فمن تلك الأحاديث:

    حديث ( يأجوج أمة، ومأجوج أمة، كل أمة أربعة آلاف أمة، لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السلاح ) رواه الطبراني و ابن عدي في الكامل وقال: « هذا حديث منكر موضوع ».

    ومنها ( إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وإنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً، وإن من ورائهم ثلاث أمم تاويل وتاريس ومنسك ) رواه الطيالسي وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : « حديث غريب جداً وإسناده ضعيف وفيه نكارة شديدة « .

    ومنها أن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن « يأجوج » و »مأجوج » فقال له: ( يأجوج أمة ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف أمة، لا يموت الرجل حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه، كل قد حمل السلاح ) قلت: يا رسول الله: صفهم لنا ؟ قال: ( هم ثلاثة أصناف: فصنف منهم أمثال الأرز . قلت: وما الأرز ؟ قال: شجر بالشام طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء، هؤلاء الذين لا يقوم لهم خيل ولا حديد، وصنف منهم يفترش بأذنه ويلتحف بالأخرى، لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام، وساقتهم بخراسان، يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية ) قال الهيتمي : رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف، وحكم عليه ابن عدي في الكامل بالوضع والنكارة .

    كانت تلك معلومات مختصرة عن عالم  » يأجوج ومأجوج » عرفنا من خلالها مبلغ الخوف الذي يصيب الناس بسبب خروج هذا الجيش الجرار، ويمتنعون معه من أداء الحج والعمرة، حتى يرفع الله هذه الغمة، ويهلك يأجوج ومأجوج، ويعيش المسلمون بعد هلاكهم في رخاء ونعمة وأمن، ويرسل الله ريحاً تأخذ نفوس المؤمنين، ويبقى في الأرض شرارها، وعليهم تقوم الساعة .

    بحيرة طبرية

    Moonlight
    Membre

    :::بسم الله الرحمن الرحيم:::

    سنطوف معكم اليوم مع لقمان الحكيم لننهل من معين حكمته..

    وبادئ ذي بدء لابد ان نتعرف على اسمه وهل هذا الاسم عربي او أعجمي؟..

    في القاموس: لقم: «وكسمعه اكله سريعاً، والتقمه ابتلعه. ولقمان الحكيم اختلف في نبوته.. ومعناه على هذا سريع الأكل.

    جاء في الاغاني وعون الاخبار ان أبا الأسود الدؤلي اكل وأقعد معه اعرابياً فرأى له لقماً منكراً فقال له: ما اسمك؟ فقال: لقمان. قال: صدق أهلك انك لقمان، فهذا من ذلك، وقالوا: كان لقمان احد الأكلة.

    على انه كان اعجمياً فمعناه هو هذا الآن الفعل العربي لقم معناه بالعبري بلع، ويمكن ان يكون كذلك في سائر اللغات السامية، ومنها الحبشية التي يقال ان لقمان من اهلها.

    اسم لقمان كان معروفاً عند العرب قديماً، واشتهر به منهم لقمان بن عاد الاكبر صاحب النسور وقد كان فيما قبل لقمان الحكيم على ما سيأتي.

    إذن فهو عربي وربما كان من مشترك الاسماء في اللغات السامية الاصل.

    واتفق المفسرون على انه كان عبداً اسود فالبعض جزم بأنه من النوبة والبعض الآخر قال انه من الحبشة.

    قال ابن اسحق: هو لقمان بن باعور بن ناصور بن تارخ وهو آزر أبو ابراهيم عليه السلام.

    صفاته واخلاقه

    كان لقمان عبداً أسود غليظ الشفتين مجدع الأنف مشقق القدمين مصفحهما قصير القامة.

    وروى انه قيل له: ما اقبح وجهك يالقمان!..

    فقال: أتعيب بهذا على النقش أم على النقاش.

    لقد عوضه الله تعالى ما فاته من جمال الخلق وآتاه الحكمة وشرفه بالذكر في كتابه العزيز.وعن جابر قال: ان الله رفع لقمان الحكيم بحكمته فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك، فقال: الست عبد بني فلان الذي كنت ترى بالامس؟ قال: بلى، قال: فما بلغ منك ما أرى؟ قال: قدر الله واداء الامانة، وصدق الحديث، وتركي ما لا يعنيني.

    وذكر ابو الدرداء يوماً لقمان الحكيم فقال: ما اوتي من اهل ولا مال ولا حسب ولا خصال. ولكنه كان رجلاً صمصامة مسكيناً طويل التفكير عميق النظر لم ينم نهاراً قط ولم يره احد قط يبزق ولا يتنخع ولا يبول ولا يتغوط ولا يتغسل ولا يعبث ولا يضمك وكان لا يعيد منطقاً نطقه الا ان يقول حكمة يستعيدها إياه احد.

    وكان قد تزوج وولد اولاد فماتوا، فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان ويأتي الحكام لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك اوتي ما اوتي.

    حرفته

    قال خالد بن الربيع: كان لقمان نجاراً، وفي معاني الزجاج كان نجاداً بالدال، وهو الذي ينجد الفرش والوسائد وقال ابن عباس كان راعياً، وقيل كان يحتطب لمولاه كل يوم حزمة.

    اول ما ظهر من حكمته

    اخرج الحكيم والترمذي في نوادر الاصول عن ابي مسلم الخولاني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان لقمان كان عبداً كثير التفكير حسن النظر كثير الصمت، احب الله فأحبه الله، فمن عليه بالحكمة، نودي بالخلافة قبل داود فقيل: له يالقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس؟ قال لقمان: ان اجبرني ربي قبلت، فإني اعلم انه إن فعل ذلك اعانني وعلمني وعصمني.

    وان خيرني اخترت العافية، ولم أسأل البلاد. فقالت الملائكة: ولما يالقمان؟ قال: لان الحاكم بأشد المنازل واكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل او يعان. فإن اصاب فالبحرى ان ينجوا وان اخطأ اخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلاً فهو خير من ان يكون شريفاً ضائعاً. ومن يخير الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا، ولا يصيب الآخرة.

    فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فأعطي الحكمة، فانتبه وهو يتكلم بها ثم نودي داود بعده بالخلافة فقبلها ولم يشترط ما اشترط لقمان، فوقع في الذي حكاه الله عنه، فصفح الله تعالى عنه وتجاوز، وكان لقمان يؤازره بعلمه وحكمته، فقال داود: طوبى لك يالقمان!. اوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية.

    قبر لقمان

    في معجم البلدان: وبطبرية من المزارات في شرق بحيرتها قبل سليمان بن داود عليهما السلام، والمشهور انه في بيت لحم في المغارة التي فيها مولد عيسى عليه السلام وفي شرق بحيرة طبرية قبر لقمان الحكيم وابنه، وله باليمن قبر والله اعلم بالصحيح منها. ولعل الذي باليمن ان يكون قبر لقمان العادي وهو الذي في كتاب التيجان لوهب بن منبه.

    حكمة لقمان

    ان حكمة لقمان مأثورة وكثيرة قال وهب بن منبه: قرأت في حكمة لقمان اكثر من عشرة آلاف باب قال الله عز وجل: {ولقد اتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد ٭ وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ٭ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ٭ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ٭ يابني انها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ٭ يابني أقم الصلاة، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ٭ ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ٭ واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصواب لصوت الحمير}.

    حكمه

    قال لقمان لرجل ينظر إليه: إن كنت تراني أسود فقلبي أبيض وسئل: أي علم أوثق في نفسك؟ قال: تركي ما لا يعنيني وقيل له: أي الناس شر؟! قال: الذي لا يبالي ان يراه الناس مسيئاً وقال: لا تعاشر الأحمق وان كان ذا جمال، وانظر الى السيف ما احسن منظره.

    وقال: اشكر لمن انعم عليك، وانعم على من شكرك، فإنه لا بقاء للنعمة اذا كفرت، ولا زوال لها اذا شكرت.

    عن عبدالله بن بكر بن عبدالله المزني قال: سمعت ابي يقول: قال لقمان ضرب الوالد لولده كالسماد للزرع.

    الوصايا المتفرقة

    قال لقمان لابنه: يابني، حملت الصخر والحديد فلم احمل اثقل من الدين، واكلت الطيبات وعانقت الحسان فلم اصب ألذ من العافية وذقت المرارات فلم اذق امرمن الحاجة الى الناس.

    يابني: انما الوالدان باب من ابواب الجنة، فإن رضيا مضيت الى الجنان وان سخطا حجبت عنها.

    يابني، لا تجالس الفجار، ولا تماشهم، اتق ان ينزل عليهم عذاب من السماء فيصبك معهم.

    يابني، جالس العلماء وماشهم، عسى ان تنزل عليهم رحمة فتصيبك معهم.

    يابني، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.

    يابني عود لسانك ان يقول اللهم اغفرلي فإن لله ساعة لا يرد فيها الدعاء.

    #204463

    Sujet: خلق حواء

    dans le forum Religions
    Moonlight
    Membre

    نبذة:

    سكنت حواء مع زوجها آدم عليه السلام أبو البشر الجنة، وأنذرهما الله تبارك وتعالى أن لا يقربا شجرة معينة، ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك.



    سيرتها:

    خلق حواء:

    عندما نقرأ القرآن لا نجد ذكراً لحواء أبداً (الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) لم يستعرض خلق حواء كما أفرد لخلق آدم في سبع سور وكل سورة فيها إختلاف. ليس في القرآن شيء عن حواء وأنا كمسلم المفروض أن أسلّم بهذا الكتاب وسبق أن نبّهنا الناس أنه يجب أن لا نقول: كان المفروض أن يكون كذا ولماذا لم يقل كذا ولماذا قال كذا؟ وهذه الألفاظ تُخرِج عن مناط الإسلام الصحيح. المسلم الحق يأخذ القرآن نبراساً ويأخذه مثالاً والقرآن هو الذي يبقى وليس أنا الذي أحدد ماذا يقول، هذا الكلام غير منضبط

    ماذا فعلت الإسرائيليات؟ إذا وجدوا أنك تشتكي من شيء معين فهم يأخذوك ويصطادوك ويتلقفون من يريد سماع قصة، ,وينسجون حكاية حولها والظروف خدمتهم في أن هنالك حديث للرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول فيه جملة – سأذكرها لاحقاً – لو كنت محققاً أو متدبراً أو واعياً يجب أن أعرف لماذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا الحديث وما هو سببه وما هي مناسبته؟ هل كان يتكلم عن خلق آدم وحواء؟ أو كان يستعرض خلق آدم وحواء؟ يجب أن نعرف مناسبة الحديث وسببه ولماذا قاله -صلى الله عليه وسلم-؟.

    مناسبة حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يشجع الرجال على حُسن معاملة النساء ويضرب لهم مثلاً بطبيعة المرأة لا بخلقها فيقول -صلى الله عليه وسلم-: « استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا » أول الحديث يقول استوصوا بالنساء خيراً، إذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم أن طبيعة المرأة تجعل الرجل قد يسيء معاملتها لأنه لا يفهم حقيقة الأمر، فإن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل مع أنهما من جنس واحد وهذه الطبيعة التي قد لا تعجب الرجل في المرأة هي الميزة وهي قمة الإستقامة. الحديث ليس له علاقة بالخِلقة إنما النقطة التي تكلم فيها الحديث هي التي تكلمت فيها آيات سورة النساء، المضمون العام (فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) أنت كرهته لأسباب وليس فجأة لكن هذه الأسباب شاء الله لو أنت صبرت سيجعل الله تعالى فيه خيراً كثيراً. آيات الطلاق فيها توصيفات بديعة وفيها مضامين ليس لها علاقة بالطلاق ولكنها تبشر الصابر (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً) (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) ما علاقة هذه الآية بالطلاق؟ لكن إذا تدبرتها تجد أن الرجل المستعجل بالطلاق لو صبر يجعل الله تعالى له مخرجاً. إذن مضمون سورة الطلاق هو مضمون حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-. إذا ذهب رجل ليطلق امرأته يقول له الحديث إنتبه أنت لم تفهم، استوصي بالنساء خيراً المرأة خلِقت من ضلع.

    الإسرائيليات دخلت هنا وأخذت هذه الجملة فقط وقالت أن آدم كان نائماً ثم أُخِذ منه ضلع خلقت منه حواء، من أين جاءوا بهذا الكلام؟ كلمة ضلع أصلها بعيد عن ضلع العظم الذي في جنب الإنسان. العرب قبل القرآن كانوا يسمون المنحني من الأرض ضلعاً هذا قبل القرآن وقبل محمد -صلى الله عليه وسلم- وقبل الحديث. ولما نفهم نحن هذا الأمر ما سُمّيَ هذا الجزء من الجسد ضلعاً إلا لأنه أعوج، كلمة ضلع هي الميزة التي في العظم و غاية إستقامة الأعوج أنه أعوج حتى يقوم بمهمته ولولا اعوجاجه لسقط القلب في الحشى وهذا تدبير إلهي. لذا قال تعالى (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) (29) (الحجر). نفخ الروح هو آخر مرحلة في الخلق بعد تمام التسوية. سوّى واستوى لا تطلق إلا على الشيء المنضبط الناضج المكتمل في مهامه. الرسول -صلى الله عليه وسلم- تدرّب على وحي السماء وتعلّم على وحي السماء فأصبحت مفردات كلماته عالية لغوية بليغة فقال : فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه. هذه تذكرنا بواقعة عيسى وآدم عليهما السلام (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ) ثم تكلم عن آدم خلقه من تراب. لغة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مستقاة من الوحي وتأثير الوحي جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتكلم بلغة القرآن.

    القرآن كلام الله تعالى وقال سبحانه (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ) فهل هناك مادة اسمها عجل خلق منها الإنسان؟ حتى لو لم أعرف المجاز والكناية والاستعارة، وفي آية أخرى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ). نحن لما سمعنا أنا خلقنا من تراب ذهب ذهننا إلى التراب الذي نعرفه لكن لما نسمع من ضعف فهل هناك مادة اسمها ضعف؟ أو عجل؟ هذه الكلمات كناية أو مجاز أو غيرها. لكن نفهم من (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ) أنها كناية عن أن الإنسان بطبيعته يحب العجلة فكأنه مخلوق من مادة يوصَف بها. وكذلك كلمة من ضعف وكذلك كلمة من ضلع. من ضعف تساوي في الأداء من عجل تساوي عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ضلع.

    أما بخصوص الآية في مطلع سورة النساء، الله تعالى خلقنا من نفس واحدة وخلق منها زوجها

    (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (1) (النساء)

    من نفس واحدة (آدم) النفس الواحدة خلق منها آدم باتفاق العلماء وخُلِق منها حواء فهي لم تخلق من آدم وإنما من النفس. للأسف لا أحد ينتبه للتعبير الأدائي فنحن تصورنا أن الله تعالى خلق آدم من نفس ثم خلق حواء من آدم وهذا خطأ. في سورة الأعراف قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) (11) (الأعراف). وكأني بالله تبارك وتعالى يقول للعالمين افهموا أنه ساعة ما أراد خلق آدم كأنه خلقكم أنتم وساعة ما صوّر آدم كأنه صوّركم أنتم لأنكم أنتم قد تحتاجون لأدوات إذا أردتم أن تفعلوا شيئاً وتحتاجون لزمن لهذا الفعل أما الله تعالى بنصّ القرآن الكريم (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (82) (يس)، فساعة ما يقول أنا سأخلق آدم ليعمل ذرية تكون الذرية قد عملت وانتهى الأمر. الآية صحيحة إلى يوم القيامة (خلقناكم من عهد آدم، وخلق منها -أي من نفس النفس التي خلق منها آدم- خلق زوجها. آدم ليس هو النفس، وإنما هو جاء منها، وكما خُلِق آدم خُلِقت حواء، لأن الله تبارك وتعالى يقول توقيعاً لهذه النقطة (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (49) (الذاريات) يعني كلمة شيء إذا كانت موجودة في أي وقت أو زمان أو أي شيء يجب أن يكون فيه زوجان ذكر وأنثى لأن الخلق مثنى. حواء خلقت فوراً مع خلق آدم بدليل (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ). إذن حواء خلقت إما مع آدم جنباً إلى جنب أو بعد إتمام خلق آدم وعلى أي حال فهي خلقت بنفس الكيفية ولا داعي لتكرار طريقة خلقها في القرآن.

    ولتوضيح معنى (مِنْ نَفْسٍ) سنضرب هذا المثال. قال تبارك وتعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ) فهل تعني أنه أخذ قطعة منهم خلق منها محمداً -صلى الله عليه وسلم-؟ كلا وإنما هو توقيع مجازي يدل على أنه من طبيعتهم، من جنسهم، من أنفسهم، من نفس الخلقة، بشر مثلكم لأنكم لستم ملائكة ولو كنتم ملائكة لأنزل عليكم ملكاً رسولاً. كلمة رسالة تعني مرسِل وهو الله تبارك وتعالى ومرسَل وهو محمد -صلى الله عليه وسلم- ومرسَل إليه وهم البشر.

    لذلك، حتى لا يحصل لبس عند محاولة فهم الآيات والأحاديث، يجب على الشخص فهم أساليب العربية لذا قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (2) (يوسف). اللغة العربية شأنها كبير جداً ولغة القرآن الكريم أكبر. اللغة العربية تختلف عن باقي اللغات فالقواعد في اللغات الأخرى يمكن أن يدرسها الإنسان في شهر أو سنة أو أكثر لكن اللغة العربية فليس لدراستها مدة محددة فقد نموت ولا ننتهي من دراسة اللغة العربية وقواعدها كلها. واللغة العربية مسألة ولغة القرآن مسألة أخرى.

    http://www.alnoor.info/prophets/hawaa.asp

    #204456

    Sujet: أصحاب الكهف

    dans le forum Religions
    Moonlight
    Membre

    موقع القصة في القرآن الكريم:

    ورد ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 9-26.



    القصة:

    في زمان ومكان غير معروفين لنا الآن، كانت توجد قرية مشركة. ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم. عبدوهم من غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة المزعومة، ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كل من يكفر بها، ولا يعبدها.

    في هذه المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب العقلاء. ثلة قليلة حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، الله الذي بيده كل شيء. فتية، آمنوا بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد.

    لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقواهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه. فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون.

    عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذا لهم. خرجوا ومعهم كلبهم من المدينة الواسة، للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم المريحة، ليسكنوا كهفا موحشا. زهدوا في الأسرّية الوثيرة، والحجر الفسيحة، واختاروا كهفا ضيقا مظلما.

    إن هذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن أحس أن الله معه. ويرى الكهف قصرا، إن اختار الله له الكهف. وهؤلاء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها.

    استلقى الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إلاهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار. وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس بالرعب. يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم.

    بعد هذه المئين الثلاث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقضوا من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم.

    فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد. فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم. قد يخيرونهم بين العودة للشرك، أو الرجم حتى الموت.

    خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب كيف يحدث كل هذا في يوم وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صبعا عليهم معرفة أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها.

    لقد آمن المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. لقد هاجروا من قريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح. وذهبوا لرؤيتهم.

    وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، ولا بد لها أن تموت. فاختلف أهل القرية. فمن من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد، وغلبت الفئة الثانية.

    لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى عليه السلام، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من من تلقاء نفسهم، أم أن أحد الحواريين دعاهم للإيمان. هل كانوا في بلدة من بلاد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم كلبهم. كل هذه أمور مجهولة. إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه الأمر. فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل.

    http://www.alnoor.info/prophets/Kahf.asp

    #204455
    Moonlight
    Membre

    نبذة:

    مثل عيسى مثل آدم خلقه الله من تراب وقال له كن فيكون، هو عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وهو الذي بشر بالنبي محمد، آتاه الله البينات وأيده بروح القدس وكان وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، كلم الناس في المهد وكهلا وكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا، ويبرئ الأكمه والأبرص ويخرج الموتى كل بإذن الله، دعا المسيح قومه لعبادة الله الواحد الأحد ولكنهم أبوا واستكبروا وعارضوه، ولم يؤمن به سوى بسطاء قومه، رفعه الله إلى السماء وسيهبط حينما يشاء الله إلى الأرض ليكون شهيدا على الناس.



    سيرته:

    الحديث عن نبي الله عيسى عليه السلام، يستدعي الحديث عن أمه مريم، بل وعن ذرية آل عمران هذه الذرية التي اصطفاها الله تعالى واختارها، كما اختار آدم ونوحا وآل إبراهيم على العالمين.

    آل عمران أسرة كريمة مكونة من عمران والد مريم، وامرأة عمران أم مريم، ومريم، وعيسى عليه السلام؛ فعمران جد عيسى لأمه، وامرأة عمران جدته لأمه، وكان عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه، وكانت زوجته امرأة عمران امرأة صالحة كذلك، وكانت لا تلد، فدعت الله تعالى أن يرزقها ولدا، ونذرت أن تجعله مفرغا للعبادة ولخدمة بيت المقدس، فاستجاب الله دعاءها، ولكن شاء الله أن تلد أنثى هي مريم، وجعل الله تعالى كفالتها ورعايتها إلى زكريا عليه السلام، وهو زوج خالتها، وإنما قدر الله ذلك لتقتبس منه علما نافعا، وعملا صالحا.

    كانت مريم مثالا للعبادة والتقوى، وأسبغ الله تعالى عليها فضله ونعمه مما لفت أنظار الآخرين، فكان زكريا عليه السلام كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا، فيسألها من أين لك هذا، فتجيب: (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ).

    كل ذلك إنما كان تمهيدا للمعجزة العظمى؛ حيث ولد عيسى عليه السلام من هذه المرأة الطاهرة النقية، دون أن يكون له أب كسائر الخلق، واستمع إلى بداية القصة كما أوردها القرآن الكريم، قال تعالى:

    وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ (42) (آل عمران)

    بهذه الكلمات البسيطة فهمت مريم أن الله يختارها، ويطهرها ويختارها ويجعلها على رأس نساء الوجود.. هذا الوجود، والوجود الذي لم يخلق بعد.. هي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق الآخرة.. وعادت الملائكة تتحدث:

    يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) (آل عمران)

    ولادة عيسى عليه السلام:

    كان الأمر الصادر بعد البشارة أن تزيد من خشوعها، وسجودها وركوعها لله.. وملأ قلب مريم إحساس مفاجئ بأن شيئا عظيما يوشك أن يقع.. ويروي الله تعالى في القرآن الكريم قصة ولادة عيسى عليه السلام فيقول:

    وَاذكُر فِى الكِتَابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِهَا مَكَاناً شَرقِياً (16) فَاتخَذَت مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرسَلنَا إِلَيهَا رُوحَنَا فَتَمَثلَ لَهَا بَشَراً سَوِياً (17) قَالَت إِني أَعُوذُ بِالرحمَـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِياً (18) قَالَ إِنمَا أَنَا رَسُولُ رَبكِ لأهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِياً (19) قَالَت أنى يَكُونُ لِى غُلامٌ وَلَم يَمسَسنِى بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِياً (20) قَالَ كَذلِكَ قَالَ رَبكَ هُوَ عَلَى هَينٌ وَلِنَجعَلَهُ ءايَةً للناسِ وَرَحمَةً منا وَكَانَ أَمراً مقضِياً (21) (مريم)

    جاء جبريل –عليه السلام- لمريم وهي في المحراب على صورة بشر في غاية الجمال. فخافت مريم وقالت: (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا) أرادت أن تحتمي في الله.. وسألته هل هو إنسان طيب يعرف الله ويتقيه.

    فجاء جوابه ليطمئنها بأنه يخاف الله ويتقيه: (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا)

    اطمئنت مريم للغريب، لكن سرعان ما تذكّرت ما قاله (لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا) استغربت مريم العذراء من ذلك.. فلم يمسسها بشر من قبل.. ولم تتزوج، ولم يخطبها أحد، كيف تنجب بغير زواج!! فقالت لرسول ربّها: (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)

    قال الروح الأمين: (كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا)

    استقبل عقل مريم كلمات الروح الأمين.. ألم يقل لها إن هذا هو أمر الله ..؟ وكل شيء ينفذ إذا أمر الله.. ثم أي غرابة في أن تلد بغير أن يمسسها بشر..؟ لقد خلق الله سبحانه وتعالى آدم من غير أب أو أم، لم يكن هناك ذكر وأنثى قبل خلق آدم. وخلقت حواء من آدم فهي قد خلقت من ذكر بغير أنثى.. ويخلق ابنها من غير أب.. يخلق من أنثى بغير ذكر.. والعادة أن يخلق الإنسان من ذكر وأنثى.. العادة أن يكون له أب وأم.. لكن المعجزة تقع عندما يريد الله تعالى أن تقع.. عاد جبريل عليه السلام يتحدث: (إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ)

    زادت دهشة مريم.. قبل أن تحمله في بطنها تعرف اسمه.. وتعرف أنه سيكون وجيها عند الله وعند الناس، وتعرف أنه سيكلم الناس وهو طفل وهو كبير.. وقبل أن يتحرك فم مريم بسؤال آخر.. نفخ جبريل عليه السلام في جيب مريم –الجيب هو شق الثوب الذي يكون في الصدر- فحملت فورا.

    ومرت الأيام.. كان حملها يختلف عن حمل النساء.. لم تمرض ولم تشعر بثقل ولا أحست أن شيئا زاد عليها ولا ارتفع بطنها كعادة النساء.. كان حملها به نعمة طيبة. وجاء الشهر التاسع.. وفي العلماء من يقول إن الفاء تفيد التعقيب السريع.. بمعنى أن مريم لم تحمل بعيسى تسعة أشهر، وإنما ولدته مباشرة كمعجزة..

    خرجت مريم ذات يوم إلى مكان بعيد.. إنها تحس أن شيئا سيقع اليوم.. لكنها لا تعرف حقيقة هذا الشيء.. قادتها قدماها إلى مكان يمتلئ بالشجر.. والنخل، مكان لا يقصده أحد لبعده.. مكان لا يعرفه غيرها.. لم يكن الناس يعرفون أن مريم حامل.. وإنها ستلد.. كان المحراب مغلقا عليها، والناس يعرفون أنها تتعبد فلا يقترب منها أحد..

    جلست مريم تستريح تحت جذع نخلة؛ لم تكن نخلة كاملة، إنما جذع فقط، لتظهر معجزات الله سبحانه وتعالى لمريم عند ولادة عيسى فيطمئن قلبها.. وراحت تفكر في نفسها.. كانت تشعر بألم.. وراح الألم يتزايد ويجيء في مراحل متقاربة.. وبدأت مريم تلد..

    فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) (مريم)

    إن ألم الميلاد يحمل لنفس العذراء الطاهرة آلاما أخرى تتوقعها ولم تقع بعد.. كيف يستقبل الناس طفلها هذا..؟ وماذا يقولون عنها..؟ إنهم يعرفون أنها عذراء.. فكيف تلد العذراء..؟ هل يصدق الناس أنها ولدته بغير أن يمسسها بشر..؟ وتصورت نظرات الشك.. وكلمات الفضول.. وتعليقات الناس.. وامتلأ قلبها بالحزن..

    وولدت في نفس اللحظة من قدر عليه أن يحمل في قلبه أحزان البشرية.. لم تكد مريم تنتهي من تمنيها الموت والنسيان، حتى نادها الطفل الذي ولد:

    فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) (مريم)

    نظرت مريم إلى المسيح.. سمعته يطلب منها أن تكف عن حزنها.. ويطلب منها أن تهز جذع النخلة لتسقط عليها بعض ثمارها الشهية.. فلتأكل، ولتشرب، ولتمتلئ بالسلام والفرح ولا تفكر في شيء.. فإذا رأت من البشر أحدا فلتقل لهم أنها نذرت للرحمن صوما فلن تكلم اليوم إنسانا.. ولتدع له الباقي..

    لم تكد تلمس جذعها حتى تساقط عليها رطب شهي.. فأكلت وشربت ولفت الطفل في ملابسها.. كان تفكير مريم العذراء كله يدور حول مركز واحد.. هو عيسى، وهي تتساءل بينها وبين نفسها: كيف يستقبله اليهود..؟ ماذا يقولون فيه..؟ هل يصدق أحد من كهنة اليهود الذين يعيشون على الغش والخديعة والسرقة..؟ هل يصدق أحدهم وهو بعيد عن الله أن الله هو الذي رزقها هذا الطفل؟ إن موعد خلوتها ينتهي، ولا بد أن تعود إلى قومها.. فماذا يقولون الناس؟

    مواجهة القوم:

    كان الوقت عصرا حين عادت مريم.. وكان السوق الكبير الذي يقع في طريقها إلى المسجد يمتلئ بالناس الذي فرغوا من البيع والشراء وجلسوا يثرثرون. لم تكد مريم تتوسط السوق حتى لاحظ الناس أنها تحمل طفلا، وتضمه لصدرها وتمشي به في جلال وبطئ..

    تسائل أحد الفضوليين: أليست هذه مريم العذراء..؟ طفل من هذا الذي تحمله على صدرها..؟

    قال أحدهم: هو طفلها.. ترى أي قصة ستخرج بها علينا..؟

    وجاء كهنة اليهود يسألونها.. ابن من هذا يا مريم؟ لماذا لا تردين؟ هو ابنك قطعا.. كيف جاءك ولد وأنت عذراء؟

    يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) (مريم)

    الكلمة ترمي مريم بالبغاء.. هكذا مباشرة دون استماع أو تحقيق أو تثبت.. ترميها بالبغاء وتعيرها بأنها من بيت طيب وليست أمها بغيا.. فكيف صارت هي كذلك؟ راحت الاتهامات تسقط عليها وهي مرفوعة الرأس.. تومض عيناها بالكبرياء والأمومة.. ويشع من وجهها نور يفيض بالثقة.. فلما زادت الأسئلة، وضاق الحال، وانحصر المجال، وامتنع المقال، اشتد توكلها على ذي الجلال وأشارت إليه..

    أشارت بيدها لعيسى.. واندهش الناس.. فهموا أنها صائمة عن الكلام وترجو منهم أن يسألوه هو كيف جاء.. تساءل الكهنة ورؤساء اليهود كيف يوجهون السؤال لطفل ولد منذ أيام.. هل يتكلم طفل في لفافته..؟!

    قالوا لمريم: (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا).

    قال عيسى:

    قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) (مريم)

    لم يكد عيسى ينتهي من كلامه حتى كانت وجوه الكهنة والأحبار ممتقعة وشاحبة.. كانوا يشهدون معجزة تقع أمامهم مباشرة.. هذا طفل يتكلم في مهده.. طفل جاء بغير أب.. طفل يقول أن الله قد آتاه الكتاب وجعله نبيا.. هذا يعني إن سلطتهم في طريقها إلى الانهيار.. سيصبح كل واحد فيهم بلا قيمة عندما يكبر هذا الطفل.. لن يستطيع أن يبيع الغفران للناس، أو يحكمهم عن طريق ادعائه أنه ظل السماء على الأرض، أو باعتباره الوحيد العارف في الشريعة.. شعر كهنة اليهود بالمأساة الشخصية التي جاءتهم بميلاد هذا الطفل.. إن مجرد مجيء المسيح يعني إعادة الناس إلى عبادة الله وحده.. وهذا معناه إعدام الديانة اليهودية الحالية.. فالفرق بين تعاليم موسى وتصرفات اليهود كان يشبه الفرق بين نجوم السماء ووحل الطرقات.. وتكتم رهبان اليهود قصة ميلاد عيسى وكلامه في المهد.. واتهموا مريم العذراء ببهتان عظيم.. اتهموها بالبغاء.. رغم أنهم عاينوا بأنفسهم معجزة كلام ابنها في المهد.

    وتخبرنا بعض الروايات أن مريم هاجرت بعيسى إلى مصر، بينما تخبرنا روايات أخرى بأن هجرتها كانت من بيت لحم لبيت المقدس. إلا أن المعروف لدينا هو أن هذه الهجرة كانت قبل بعثته.

    معجزاته:

    كبر عيسى.. ونزل عليه الوحي، وأعطاه الله الإنجيل. وكان عمره آنذاك -كما يرى الكثير من العلماء- ثلاثون سنة. وأظهر الله على يديه المعجزات. يقول المولى عزّ وجل في كتابه عن معجزات عيسى عليه السلام:

    وَيُعَلمُهُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَالتورَاةَ وَالإِنجِيلَ (48) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسرائيلَ أني قَد جِئتُكُم بِآيَةٍ من ربكُم أَنِي أَخلُقُ لَكُم منَ الطينِ كَهَيئَةِ الطيرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيرًا بِإِذنِ اللهِ وَأُبرِىْ الأكمَهَ والأبرَصَ وَأُحي المَوتَى بِإِذنِ اللهِ وَأُنَبئُكُم بِمَا تَأكُلُونَ وَمَا تَدخِرُونَ فِى بُيُوتِكُم إِن فِي ذلِكَ لآيَةً لكُم إِن كُنتُم مؤمِنِينَ (49) وَمُصَدقًا لمَا بَينَ يَدَي مِنَ التورَاةِ وَلأحِل لَكُم بَعضَ الذِي حُرمَ عَلَيكُم وَجِئتُكُم بِآيَةٍ من ربكُم فَاتقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِن اللهَ رَبي وَرَبكُم فَاعبُدُوهُ هَـذَا صِراطٌ مستَقِيمٌ (51) (آل عمران)

    فكان عيسى –عليه السلام- رسولا لبني إسرائيل فقط. ومعجزاته هي:

    علّمه الله التوراة.

    يصنع من الطين شكل الطير ثم ينفخ فيه فيصبح طيرا حيّا يطير أمام أعينهم.

    يعالج الأكمه (وهو من ولد أعمى)، فيمسح على عينيه أمامهم فيبصر.

    يعالج الأبرص (وهو المرض الذي يصيب الجلد فيجعل لونه أبيضا)، فيسمح على جسمه فيعود سليما.

    يخبرهم بما يخبئون في بيوتهم، وما أعدّت لهم زوجاتهم من طعام.

    وكان –عليه السلام- يحيي الموتى.

    إيمان الحواريون:

    جاء عيسى ليخفف عن بني إسرائيل بإباحة بعض الأمور التي حرمتها التوراة عليهم عقابا لهم. إلا أن بني إسرائيل –مع كل هذه الآيات- كفروا. قال تعالى:

    فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) (آل عمران)

    وقال تعالى:

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) (الصف)

    قيل أن عدد الحواريين كان سبعة عشر رجلا، لكن الروايات الأرجح أنهم كانوا اثني عشر رجلا. آمن الحواريون، لكن التردد لا يزال موجودا في نفوسهم. قال الله تعالى قصة هذا التردد:

    إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115) (المائدة)

    استجاب الله عز وجل، لكنه حذّرهم من الكفر بعد هذه الآية التي جاءت تلبية لطلبهم. نزلت المائدة، وأكل الحواريون منها، وظلوا على إيمانهم وتصديقهم لعيسى –عليه السلام- إلا رجل واحد كفر بعد رفع عيسى عليه السلام.

    رفع عيسى عليه السلام:

    لما بدأ الناس يتحدثون عن معجزات عيسى عليه السلام، خاف رهبان اليهود أن يتبع الناس الدين الجديد فيضيع سلطانهم. فذهبوا لمَلك تلك المناطق وكان تابعا للروم. وقالوا له أن عيسى يزعم أنه مَلك اليهود، وسيأخذ المُلك منك. فخاف المَلك وأمر بالبحث عن عيسى –عليه السلام- ليقتله.

    جاءت روايات كثيرة جدا عن رفع عيسى –عليه السلام- إلى السماء، معظمها من الإسرائيليات أو نقلا عن الإنجيل. وسنشير إلى أرجح رواية هنا.

    عندما بلغ عيسى عليه السلام أنهم يريدون قتله، خرج على أصحابه وسألهم من منهم مستعد أن يلقي الله عليه شبهه فيصلب بدلا منه ويكون معه في الجنة. فقام شاب، فحنّ عليه عيسى عليه السلام لأنه لا يزال شابا. فسألهم مرة ثانية، فقام نفس الشاب. فنزل عليه شبه عيسى عليه السلام، ورفع الله عيسى أمام أعين الحواريين إلى السماء. وجاء اليهود وأخذوا الشبه وقتلوه ثم صلبوه. ثم أمسك اليهود الحواريين فكفر واحد منهم. ثم أطلقوهم خشية أن يغضب الناس. فظل الحواريون يدعون بالسر. وظل النصارى على التوحيد أكثر من مئتين سنة. ثم آمن أحد ملوك الروم واسمه قسطنطين، وأدخل الشركيات في دين النصارى.

    يقول ابن عباس: افترق النصارى ثلاث فرق. فقالت طائفة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء. وقالت طائفة: كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه. وقلت طائفة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء ثم رفعه الله إليه. فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا –صلى الله عليه وسلم- فذلك قول الله تعالى: (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ).

    وقال تعالى عن رفعه:

    وَقَولِهِم إِنا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَى ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبهَ لَهُم وَإِن الذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَك منهُ مَا لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِلا اتبَاعَ الظن وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَل رفَعَهُ اللهُ إِلَيهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158) وَإِن من أَهلِ الكِتَابِ إِلا لَيُؤمِنَن بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَيَومَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيهِم شَهِيداً (159) (النساء)

    لا يزال عيسى –عليه السلام- حيا. ويدل على ذلك أحاديث صحيحة كثيرة. والحديث الجامع لها في مسند الإمام أحمد:

    حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة قال: ثنا قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة،: (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأنبياء إخوة لعلات، دينهم واحد وأمهاتهم شتى، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وأنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، سبط كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل بين ممصرتين، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، و يعطل الملل حتى يهلك الله في زمانه الملل كلها غير الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال الكذاب، وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الإبل مع الأسد جميعاً، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا يضر بعضهم بعضاً، فيمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون و يدفنونه.)

    (مربوع) ليس بالطويل وليس بالقصير، (إلى الحمرة والبياض) وجهه أبيض فيه احمرار، (سبط) شعره ناعم، (ممصرتين) عصاتين أو منارتين وفي الحديث الآخر ينزل عند المنارة البيضاء من مسجد دمشق.

    وفي الحديث الصحيح الآخر يحدد لنا رسولنا الكريم مدة مكوثه في الأرض فيقول: (فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى، و يصلي عليه المسلمون).

    لا بد أن يذوق الإنسان الموت. عيسى لم يمت وإنما رفع إلى السماء، لذلك سيذوق الموت في نهاية الزمان.

    ويخبرنا المولى عز وجل بحوار لم يقع بعد، هو حواره مع عيسى عليه السلام يوم القيامة فيقول:

    وَإِذ قَالَ اللهُ يا عِيسَى ابنَ مَريَمَ أَءنتَ قُلتَ لِلناسِ اتخِذُونِي وَأُميَ إِلَـهَينِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَن أَقُولَ مَا لَيسَ لِي بِحَق إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ مَا فِى نَفسِي وَلاَ أَعلَمُ مَا فِى نَفسِكَ إِنكَ أَنتَ عَلامُ الغُيُوبِ (116) مَا قُلتُ لَهُم إِلا مَا أَمَرتَنِي بِهِ أَنِ اعبُدُوا اللهَ رَبي وَرَبكُم وَكُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم فَلَما تَوَفيتَنِي كُنتَ أَنتَ الرقِيبَ عَلَيهِم وَأَنتَ عَلَى كُل شَىء شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذبهُم فَإِنهُم عِبَادُكَ وَإِن تَغفِر لَهُم فَإِنكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (118) (المائدة)

    هذا هو عيسى بن مريم عليه السلام، آخر الرسل قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
    [/color
    http://www.alnoor.info/prophets/3esa.asp

    #204454
    Moonlight
    Membre

    نبذة:

    ابن نبي الله زكريا، ولد استجابة لدعاء زكريا لله أن يرزقه الذرية الصالحة فجعل آية مولده أن لا يكلم الناس ثلاث ليال سويا، وقد كان يحيى نبيا وحصورا ومن الصالحين ، كما كان بارا تقيا ورعا منذ صباه.



    سيرته:

    ذكر خبر ولادة يحيى عليه السلام في قصة نبي الله زكريا. وقد شهد الحق عز وجل له أنه لم يجعل له من قبل شبيها ولا مثيلا، وهو النبي الذي قال الحق عنه: (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا)..

    ومثلما أوتي الخضر علما من لدن الله، أوتي يحيي حنانا من لدن الله، والعلم مفهوم، والحنان هو العلم الشمولي الذي يشيع في نسيجه حب عميق للكائنات ورحمة بها، كأن الحنان درجة من درجات الحب الذي ينبع من العلم.

    ولقد كان يحيي في الأنبياء نموذجا لا مثيل له في النسك والزهد والحب الإلهي.. هو النبي الناسك. كان يضيء حبا لكل الكائنات، وأحبه الناس وأحبته الطيور والوحوش والصحاري والجبال، ثم أهدرت دمه كلمة حق قالها في بلاط ملك ظالم، بشأن أمر يتصل براقصة بغي.

    فضل يحيى عليه السلام:

    يذكر العلماء فضل يحيي ويوردون لذلك أمثلة كثيرة. كان يحيي معاصرا لعيسى وقريبه من جهة الأم (ابن خالة أمه)..

    وتروي السنة أن يحيي وعيسى التقيا يوما.

    فقال عيسى ليحيي: استغفر لي يا يحيي.. أنت خير مني.

    قال يحيي: استغفر لي يا عيسى. أنت خير مني.

    قال عيسى: بل أنت خير مني.. سلمت على نفسي وسلم الله عليك.

    تشير القصة إلى فضل يحيي حين سلم الله عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.

    ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوما فوجدهم يتذاكرون فضل الأنبياء.

    قال قائل: موسى كليم الله.

    وقال قائل: عيسى روح الله وكلمته.

    وقال قائل: إبراهيم خليل الله.

    ومضى الصحابة يتحدثون عن الأنبياء، فتدخل الرسول عليه الصلاة والسلام حين رآهم لا يذكرون يحيي. أين الشهيد ابن الشهيد؟ يلبس الوبر ويأكل الشجر مخافة الذنب. أين يحيي بن زكريا؟

    نشأته:

    ولد يحيي عليه السلام.. كان ميلاده معجزة.. فقد جاء لأبيه زكريا بعد عمر طال حتى يئس الشيخ من الذرية.. وجاء بعد دعوة نقية تحرك بها قلب النبي زكريا.

    ولد يحيي عليه السلام فجاءت طفولته غريبة عن دنيا الأطفال.. كان معظم الأطفال يمارسون اللهو، أما هو فكان جادا طوال الوقت.. كان بعض الأطفال يتسلى بتعذيب الحيوانات، وكان يحيي يطعم الحيوانات والطيور من طعامه رحمة بها، وحنانا عليها، ويبقى هو بغير طعام.. أو يأكل من أوراق الشجر أو ثمارها.

    وكلما كبر يحيي في السن زاد النور في وجهه وامتلأ قلبه بالحكمة وحب الله والمعرفة والسلام. وكان يحيي يحب القراءة، وكان يقرأ في العلم من طفولته.. فلما صار صبيا نادته رحمة ربه: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).

    صدر الأمر ليحيي وهو صبي أن يأخذ الكتاب بقوة، بمعنى أن يدرس الكتاب بإحكام، كتاب الشريعة.. رزقه الله الإقبال على معرفة الشريعة والقضاء بين الناس وهو صبي.. كان أعلم الناس وأشدهم حكمة في زمانه درس الشريعة دراسة كاملة، ولهذا السبب آتاه الله الحكم وهو صبي.. كان يحكم بين الناس، ويبين لهم أسرار الدين، ويعرفهم طريق الصواب ويحذرهم من طريق الخطأ.

    وكبر يحيي فزاد علمه، وزادت رحمته، وزاد حنانه بوالديه، والناس، والمخلوقات، والطيور، والأشجار.. حتى عم حنانه الدنيا وملأها بالرحمة.. كان يدعو الناس إلى التوبة من الذنوب، وكان يدعو الله لهم.. ولم يكن هناك إنسان يكره يحيي أو يتمنى له الضرر. كان محبوبا لحنانه وزكاته وتقواه وعلمه وفضله.. ثم زاد يحيي على ذلك بالتنسك.

    وكان يحيي إذا وقف بين الناس ليدعوهم إلى الله أبكاهم من الحب والخشوع.. وأثر في قلوبهم بصدق الكلمات وكونها قريبة العهد من الله وعلى عهد الله..

    وجاء صباح خرج فيه يحيي على الناس.. امتلأ المسجد بالناس، ووقف يحيي بن زكريا وبدأ يتحدث.. قال: إن الله عز وجل أمرني بكلمات أعمل بها، وآمركم أن تعملوا بها.. أن تعبدوا الله وحده بلا شريك.. فمن أشرك بالله وعبد غيره فهو مثل عبد اشتراه سيده فراح يعمل ويؤدي ثمن عمله لسيد غير سيده.. أيكم يحب أن يكون عبده كذلك..؟ وآمركم بالصلاة لأن الله ينظر إلى عبده وهو يصلي، ما لم يلتفت عن صلاته.. فإذا صليتم فاخشعوا.. وآمركم بالصيام.. فان مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك جميل الرائحة، كلما سار هذا الرجل فاحت منه رائحة المسك المعطر. وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا، فان مثل ذلك كمثل رجل طلبه أعداؤه فأسرع لحصن حصين فأغلقه عليه.. وأعظم الحصون ذكر الله.. ولا نجاة بغير هذا الحصن.

    مواجهة الملك:

    كان أحد ملوك ذلك الزمان طاغية ضيق العقل غبي القلب يستبد برأيه، وكان الفساد منتشرا في بلاطه.. وكان يسمع أنباء متفرقة عن يحيي فيدهش لأن الناس يحبون أحدا بهذا القدر، وهو ملك ورغم ذلك لا يحبه أحد.

    وكان الملك يريد الزواج من ابنة أخيه، حيث أعجبه جمالها، وهي أيضا طمعت بالملك، وشجعتها أمها على ذلك. وكانوا يعلمون أن هذا حرام في دينهم. فأرد الملك أن يأخذ الإذن من يحيى عليه السلام. فذهبوا يستفتون يحيى ويغرونه بالأموال ليستثني الملك.

    لم يكن لدى الفتاة أي حرج من الزواج بالحرام، فلقد كانت بغيّ فاجرة. لكن يحيى عليه السلام أعلن أمام الناس تحريم زواج البنت من عمّها. حتى يعلم الناس –إن فعلها الملك- أن هذا انحراف. فغضب الملك وأسقط في يده، فامتنع عن الزواج.

    لكن الفتاة كانت لا تزال طامعة في الملك. وفي إحدى الليالي الفاجرة أخذت البنت تغني وترقص فأرادها الملك لنفسهن فأبت وقالت: إلا أن تتزوجني. قال: كيف أتزوجك وقد نهانا يحيى. قالت: ائتني برأس يحيى مهرا لي. وأغرته إغراء شديدا فأمر في حينه بإحضار رأس يحيى له.

    فذهب الجنود ودخلوا على يحيى وهو يصلي في المحراب. وقتلوه، وقدموا رأسه على صحن للملك، فقدّم الصحن إلى هذه البغيّ وتزوجها بالحرام.

    http://www.alnoor.info/prophets/ya7ya.asp

15 réponses de 1 à 15 (sur un total de 105)
SHARE

Résultats de la recherche sur 'عيسى عليه السلام'