القذافي يعتبر البربر انتهوا ولم يعود لهم أثر….
- Ce sujet est vide.
-
AuteurMessages
-
mars 7, 2007 à 3:14 #202435Yamouni AbdelazizParticipant
بــــــــــــاسم الله وبـــــــــــالله الــــــــــــــتـــــــــــــــــوفــــــــــــــــيــــــــــــق
الـــقـــذافــي يــعــتــبــر الـــبـــربـــر انـــتـــهــــوا ولــــم يـــعــــود لـــهـــم أثـــــــر
البربر والبحبح والقديس صدام
نشرت الصحف العربية الصادرة 2007/03/02 تصريحات للرئيس الليبي معمر ألقذافي وصف فيها الرئيس العراقي المعدوم صدام حسين بأنه « الشهيد القديس ». ثم عرج على البربر، فقال إن » الامازيغية انقرضت وانتهت، وما سكان شمال أفريقيا إلا هجرات من اليمن وعبروا البر، لهذا تمت تسميتهم بربر ».
إنه، والله، فتح انثر وبولوجي ولساني مبين، وهو صفعة في محلها لكل أولائك الحاقدين السفهاء الذين يهرفون هذه الأيام بما لا يعرفون، ويصرون على الدفاع عن حقوق الأقليات في الوطن العربي، ويطالبون بتطبيق حقوق الإنسان.
وفي هذا المقال فإن غرضنا الأكبر والأول والأخير، سيكون مناقشة هذا الفتح الانثروبولوجي واللساني المبين (نعم، نكرر ذلك ولا نمل) الذي أعلن عنه فخامة الرئيس الليبي حول تسمية البربر، لكننا، مع ذلك، لا يمكن أن نمر مرور الكرام حول وصف الرئيس الليبي لصدام بأنه « الشهيد القديس ». هذا فيما يخص كرامات القديس صدام. إما في ما يتعلق بالوصف نفسه (صدام شهيدا وقديسا)، فأنه يصلح أن يكون عنوانا لكتاب فذ في النقد الأدبي أقتضى التنويه.والآن نعود إلى لب الموضوع، أي الشق الثاني في تصريحات الرئيس الليبي، التي اعتبرناها توا فتحا انثربولوجيا ولسانيا مبينا، ونعني تسمية البربر. فتأكيد الرئيس الليبي على « انقراض وانتهاء » الامازيغية، يتزامن مع الاحتفالات التي تقام هذه الأيام في مدن باتنة وتيزي وزو وبجاية وغرداية والبويرة والناطور والحسيمة والدار البيضاء والرباط، وفي فرنسا حيث تتواجد حشود من البربر، بمناسبة حلول الذكرى السابعة والعشرين لما يسمى (الربيع الامازيغي) عندما اندلعت في نيسان عام 1980 احتجاجات امازيغية ضد منع السلطة الجزائرية وقتها، محاضرة عن الشعر القديم الامازيغي. وتتزامن تصريحات الرئيس الليبي، أيضا، مع الذكرى السنوية الخامسة عشر لعرض أول فيلم ناطق باللغة الامازيغية وهو،فيلم (تامغرت)، أي امرأة من ذهب. وتصريحات قائد الجماهيرية تتزامن، أيضا، مع الذكرى السنوية الرابعة لصدور قرار تدريس اللغة الامازيغية في المغرب، عندما بدأت في 15/سبتمبر/2003 أكثر من ثلاثمائة مدرسة في المرحلة الابتدائية تدريس اللغة الامازيغية.
ولكن، ماذا تغير كل هذه الخزعبلات والأحداث من الحقائق الانثربولوجية العلمية الراسخة ؟ ومتى توقف علماء الانثربولوجيا واللسانيات من مواصلة بحوثهم وكشوفاتهم، لأن فلان وعلان قام بتظاهرة ؟
إن ما يقوله الرئيس ألقذافي عن تسمية البربر هو قضية لا جدال فيها، وهو بديهة لا تحتاج لنقاش. والمعروف أن الجزائريين، كل الجزائريين، لم تكن تسميتهم هي نفسها الحالية عندما وصلوا لأول مرة لهذه الأرض التي يسكنونها. ويؤكد علماء الانثروبولوجيا أن العرب الذين وصلوا إلى هذه الأرض قبل مئات السنين، كانوا يمتهنون جز الصوف، ويزأرون كالأسود. وكان كل واحد منهم يقول للأخر: جز وأزأر، فتمت تسميتهم بهذا الاسم. وبعد سنوات تم دغم المفردتين ونحت مفردة واحدة هي جزائريون، ومنها كلمة جزائر التي أطلقت على المكان الذي وصلوا إليه.ومثل الجزائر، فأن ليبيا الحالية لم يكن أسمها كذلك قبل أن يصلها العرب. ويقول العلماء أن العرب عندما وصلوا، قبل مئات السنين، من صحراء الربع الخالي إلى ما يسمى بليبيا حاليا، فأنهم شاهدوا أمامهم، حتى قبل أن يحطوا رحالهم، قطعة من الأرض خضراء. وكلما كانوا يقتربون من المكان كانت الخضرة تزداد اخضرارا، فذهلوا وأصابهم العجب. وقبل أن ينصبوا خيامهم، تبين لهم أن الأرض كلها مزروعة بنبات اللوبيا الخضراء. فطفقوا يصيحون: لوبيا، لوبيا. وبسبب ذلك سموا هذا المكان لوبيا. لكن هذه المفردة طرأ عليها التصفيح والتغيير، وأصبحت بمرور الزمن تسمى ليبيا. ويقول العارفون أن تسمية « الكتاب الأخضر » تعود في أصلها لهذه الحقيقة الانثروبولوجية.
وبمواجهة هذه الحقائق العلمية الراسخة، فأننا لا نفهم، لا نفهم حقا، هذا « الهرج والمرج » الذي أصاب البربر وأخرجهم عن صوابهم، عندما أعلن الرئيس الليبي عن أصل تسميتهم.وحتى إذا تفهمنا هذا الاحتجاج، فنحن نستغرب ما قام به أبناء وأحفاد كريم بالقاسم وديدوش وحسين آبت احمد، رواد التحرر من الاستعمار الفرنسي ومؤسسي جبهة التحرير، عندما قادوا وفدا في باريس لمقابلة الرئيس الفرنسي جاك شيراك للاحتجاج ضد ما قاله الزعيم الليبي. وفات هولاء ومن لف لفهم أن الرئيس الفرنسي نفسه عربي النسب، أب عن جد. وتقول مصادر قصر الاليزيه أن الرئيس شيراك وبخ أعضاء الوفد وطردهم شر طردة، وقال لهم بالحرف الواحد: كيف تسول لكم أنفسكم أن تشككوا بعروبتكم، قبل أن تتأكدوا. وأوضح الرئيس شيراك لأعضاء الوفد (قبل طردهم، بالطبع) أنه هو نفسه من نسل عدنان وقحطان. وبين لهم أن أسمه العائلي الحقيقي ليس هو الحالي شيراك، وإنما هو أشريك ( بسكون الهمزة وتشديدها وتشديد الراء وسكون الكاف). وسرد شيراك لأعضاء الوفد قصة أصله وفصله، فقال: إن أجداده الأولين كانوا يعيشون في اليمن السعيد (بالطبع، عندما كان سعيدا، أي قبل أن يحل البعثيون العراقيون في ربوعه، ويقيمون فاتحة على روح القديس صدام). وبعد انهيار سد مأرب هاموا على وجوههم حتى وصلوا أخيرا إلى الجزائر، ولكن ليس عن طريق البر، وإنما عن طريق البحر، لهذا تمت تسميتهم (بح بح). وعلى امتداد السنين عاشت قبائل البربر والبحبح بسلام ووئام. ولكن فجأة، ومثلما يحدث دائما بين القبائل العربية، نشبت حرب بين القبيلتين، على غرار داحس والغبراء. وعندها فر « اشريك »، الجد السابع عشر للرئيس شيراك، وظل هائما على وجهه، حتى عبر، أخيرا، البحر المتوسط، وسكن في مدينة مرسيليا الفرنسية. وبسبب تفشي التفرقة العنصرية وكراهية الأجانب، وقتذاك، أضطر أشريك أن يغير أسمه إلى شيراك.
وبالطبع، فأن البربر، وكعادتهم في ركوب رؤوسهم، لم يصدقوا هذه القصة، وذهبوا لمقابلة نيكولا ساركوزي، المرشح الحالي في انتخابات رئاسة الجمهورية الفرنسية. ولكن ساركوزي فجر قنبلة انثربولوجية بوجه البربر، عندما اخبرهم انه هو الأخر عربي من نسب عدناني. ولأن ساركوزي مشغول حتى إذنيه، هذه الأيام، بالتحضير للانتخابات الرئاسية، فأنه أوجز لهم قصة تسميته، فقال: إن جده الرابع عشر كان يدعى (يعرب اليعربي)، وكان يسكن منطقة عرعر في نجد، وكان يمتهن سقاية المسافرين. ولأسباب ما تزال مجهولة حتى الآن، فان يعرب اليعربي نزح عن دياره، وظل يتنقل من مكان إلى آخر، حتى وصل باريس، قبل مئات السنين. وحالما وطأت قدماه باريس، فانه شرع بمعاودة نفس مهنته السابقة، سقاية الماء. ويقول ساركوزي أن جده يعرب استأجر من احد الفرنسيين « كوز » ماء ليعيل نفسه عن طريق بيع الماء. وبعد سنة جاءه الفرنسي صاحب الكوز وقال له: لا أريد الكوز، وبإمكانك أن تعتبره ملكك الخاص. فابتهج يعرب ابتهاجا لا مثيل له، وظل يصيح » صار كوزي، صار كوزي »، أي أن الكوز صار ملكي. ومن هنا أطلق عليه الفرنسيون تسمية « ساركوزي »، لأنهم لا يستطيعون، مثلنا نحن أبناء الضاد، لفظ حرف الصاد.
وهكذا نرى، حتى الإفرنج لا يخجلون من أصلهم العربي، فلماذا يخجل البربر من أصلهم العربي.و بذلك تم
والــــســــلا م -
AuteurMessages
- Vous devez être connecté pour répondre à ce sujet.