انــــجــــراح الـــــذات الـــعـــــربــــيـــــة
- Ce sujet est vide.
-
AuteurMessages
-
janvier 30, 2007 à 1:02 #202202Yamouni AbdelazizParticipant
باسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وعلي آله وصحبه
الــــــــــــــخـــــــــــــطـــــــــــــــاب الــــــــــــــــــطــــــــــــا ئــــفـــي في امـمـجـتـمـع الـعـر بـيشكَّلت الهزائم المتتالية التي عرفت » بالنكسات » خلال الصراع العربي الإسرائيلي، انجراحًا عميقًا للهوية العربية، تركت على الذات المجتمعيّة ندوبًا عميقة، ساهم في تعميقها وتكريسها توالي الإحداث بعدها وازدياد النكبات.
و في ظل المناخ العالمي الذي ساد عقب تحوّل العالم نحو القطب الواحد إلى الوقوع التام في قبضة المحافظين الجدد، تراجعت آفاق التحرر في بعض الأقطار العربية في ظلّ أنظمة مترهلة قامعة تتوافر فيها شتى صنوف الفساد لا سميا الاقتصادي منه، الأمر الذي جعل هذه الدول عارية عن التنمية، وجعل من سكانها شعوبًا فقيرة لا تجد لقمة العيش بالرغم من الموارد الطبيعية والسياحية التي تتمتع بها.
هذه الضغوطات جميعًا التي عانت منها مجتمعاتنا، علاوة على انحسار الأمل بالإصلاح الداخلي جعلها مرتَعًا خصبًا لتكاثر الأفكار المتطرفة، و مسرحًا لتنامي الخطاب الطائفي العنصري، فاندفعت الذات المجتمعية العربية منها والإسلامية، إلى استنفار مخزون التراث « الخالد » والبحث في دفاتر التاريخ عن « الفردوس الضائع » و »الأندلس المفقودة « ، وازداد تمسك هذه القوى بما تعتبره صورة مشرقة تاريخية تجابه بها حاضِرًا مأزومًا مهزومًا.
وقد استفادت السياسية الأميركية والقائمين عليها من هذا الواقع السيئ استفادة عظيمة، إن لم نقل أنها عملت على صياغتيه، فشعوبا تكره الأنظمة القامعة الداخلية من جهة، كما تكره السيطرة الخارجية المتمثّلة بسياسيات الإدارة الأميركية من جهة أخرى، فعمدت تلك الإدارة الى جعل « الإسلام » عدوًّا أيديولوجيًّا من خلال استغلال الخطابات المؤدلجة للقوى المجتمعيّة « الإسلامية » وتسخير الخطابات المتطرفة الصادرة عنها لتبرر السيطرة المُحْكَمة على دولنا، وسببًا لإعلان الحروب ونصب محور الشرور، وتوزيع لقب « الإرهاب » هنا وهناك، من خلال حشد قوى مرتبطة بها لحماية مصالحها الاقتصادية والنفطية، فعملت السياسة الأميركية على تكريس الهيمنة لتصل الى حدّ التلاعب بكل القوى السياسيّة الحاكمة في المنطقة وبعض القوى المعارضة لها في آن معًا، الأمر الذي شكّل أسبابًا لنمو حركات العنف والتطرف، وأجج نار الصراعات المذهبية داخل هذه المجتمعات العربية حتى وجدت شعوبنا نفسها على حدود حربٍ أهلية لا تبقي ولا تذر من العراق إلى افغانسان مرورا بلبنان وفلسطين وصولا الى الصومال والسودان والقرن الإفريقي…
هناك ظروف وعوامل أدّت إذن إلى نموّ الخطاب الطائفي وانتشاره، بعض هذه العوامل داخلية وبعضها خارجي، غير ان الأكيد انّ هذه الطائفية تولّدت في تجلياتها الأولى من أزمة هويّة، كما أن الأكيد أيضًا، أنّها تُمارس فعلا تفتيتيًّا مدمِّرًا لكلّ ما هو بَنَّاء، فتفتت الأوطان الى مجموعات أثنية وعرقية ومذهبية، ثم تعمد الى تفتيت هذه المجموعات الى أحزاب، ثم تتحول الأحزاب الى تيارات، حتى تصل الى تفتيت الأسرة الواحدة، وأخيرا تعمد الى شطر الكائن الإنساني نفسه، فتشطر الإنسان الى قوى متقاتلة منتجة للسيطرة والعنف وشتّى أنواع التمييز في علاقة يهيمن بها القوي على الضعيف هيمنة مطلقة، فيُمارس العنف حتى على الأطفال والنساء والمعوقين والقُصَّر، تحت شعارات « التربية » و « القوامة » و « الولاية »…..في الخطاب الطائفي تتضخم الأنا العنصريّة، وتتعاظم الفوقية، تعويضًا عن الهزيمة والتبعيّة والهوان والشعور بالنقص والعجز، وهنا يكون دور « الدين » و »العقيدة » قويًّا جدًّا، فتتحدد هويّة الإنسان على أساس « الدين » والأيديولوجيات،حيث يتم توظيف الخطاب الديني اللاهوتي في اضطهاد « الآخر »، وسحقه واستباحة دمه، و تصبح « الأنا » إلهية مقدسة خالدة لا يجوز مسها،ويتم إضفاء الصفة « الإلوهيّة » على الشعارات فيُلبس الزعماء رداء « القديسين و »الأولياء » والصالحين « ، وتصبح عملية انتقاد الزعيم الكريم هو نقض « الأنا المجتمعية » لتلك المجموعة البشرية وهو نقض « للإلوهية »،ويصبح مقاومة العنف تَعدّ على مبدأ « القوامة » الذي هو مبدأ « رباني »، وتُصور عملية المطالبة بالحقوق الإنسانية أنّه تَعدٍّ على الأمن والنظام.
ويتم لأجل ذلك توظيف كل النصوص الدينية و الرموز اللاهوتية لتكريس الطائفية، و ذلك عبر طبقة من الساسة والمثقفين ورجال الدين التي تمنح نفسها الحق ألحصري لتأويل النصوص وتفسيرها بما يتلاءم مع الخطاب الانقسامي وتقع المجتمعات في قبضة مجموعة يدعي أصحابها حقوقًا ميتافيزيقية الأمر الذي يوقع البلاد في الثيوقراطية والتي هي اشد من الديكتاتورية لأن الخلاف معها يعني الإلحاد ويستوجب إباحة دم الآخر.إن وصف الظروف والعوامل التي أدّت الى ظهور الخطاب الطائفي في مجتمعاتنا وتحليلها لا يريد أن يجنح بحال من الأحوال إلى « تبرير الطائفية » بل هو من باب تفسير الظاهرة ليس إلا، وعملية الخروج من هذا الخطاب لا يكون ألعبرة بخطاب نهضوي إصلاحي ريادي، يتبنى التنوع والإبداع والمشاركة ويعتمد على البني الجوهرية لإنجاز في مجالات الفكر والعلم والمعرفة
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته. -
AuteurMessages
- Vous devez être connecté pour répondre à ce sujet.