رحلات العذاب في قطارات غلاب
- Ce sujet est vide.
-
AuteurMessages
-
mars 7, 2009 à 10:57 #205454AnonymeInvité
تأخيرات، أعطاب، ومتاعب تتكرر كل يوم
رحلات العذاب في قطارات غلاب
أنس العقلي/جريدة المستقليعد القطار وسيلة النقل المفضلة لدى الكثير من الناس، خصوصا منهم الذين يتنقلون بشكل يومي بين العاصمتين الاقتصادية والإدارية للبلاد، لكن وسيلة النقل هذه، وإن كانت أكثر أمانا وسلامة، فهي لا تخلو من العديد من المنغصات، كعدم ضبط المواعيد، وكثرة أعطاب القطارات الجديدة المكونة من طابقين، التي استوردها المغرب من إيطاليا، بلد زوجة كريم غلاب وزير النقل.
يختار عدد كبير من الموظفين ركوب القطار في ذهابهم وإيابهم اليومي بين الدار البيضاء والرباط، ويجدون فيه الأمان والسلامة، بعدما أصبحت حرب الطرق الدموية المستمرة ترعب كل مستعملي الطريق، خصوصا أولئك الذين تفرض عليهم ظروف عملهم السفر يوميا إلى العاصمة الإدارية.
ويعاني هؤلاء المواطنون كثيرا من المشاكل التي تعرفها القطارات الجديدة المتوفرة على طابقين، والتي استوردها المغرب من إيطاليا، وهو من غرائب الصدف البلد الذي تنحدر منه زوجة وزير النقل كريم غلاب.
قطارات تخلف مواعيدها
ومنذ استيراد المغرب لهذه القطارات، لم يمر يوم دون أن تتعرض فيه للأعطاب المتكررة، التي تنتج عنها تأخيرات في المواعيد، تضرب بمصالح المستعملين عرض الحائط. وفي المرأب الموجود على مقربة من محطة القطار الدار البيضاء الميناء، يمكن للمرء أن يشاهد كل يوم من ثمانية إلى عشرة قطارات تنتظر الإصلاح.
وكثيرا ما تتمرد الأبواب الأتوماتيكية، وتنغلق على أجساد الركاب أثناء صعودهم أو نزولهم من القطار، ففي إحدى المرات انتظر راكب ساعة من الزمان قبل أن يتمكن التقنيون من السيطرة على الباب الأتوماتيكي لينفتح من جديد، ويتمكن ذلك الراكب المسكين من النجاة بجلده.
ويجد مستعملو القطارات أنفسهم مرغمين كل يوم على السفر واقفين داخل عربات القطار المكتظ، بشكل يحط من إنسانيتهم، فالقطار يتحرك من نقطة الانطلاق مكتظا بالركاب، ويتضاعف اكتظاظه في المحطات الموالية، حيث يسافر جل الركاب واقفين في الممرات.
وكلما توقف القطار في محطة من المحطات، ازداد اكتظاظا وامتلأت عرباته وممراته أكثر، فمثلا أولئك الذين يستقلون القطار من محطة عين السبع، يسافرون إلى العاصمة وافقين يوميا طوال العام، لأن القطار دائما يصل إليهم من الدار البيضاء مكتظا عن آخره، فما بالك بالمحطات الموالية !
خدمة لا ترقى إلى ثمن التذكرة
ومن الغريب أيضا أنه يمكن للشخص أن يركب في القطار مرات عديدة، دون أن يصادف مراقب التذاكر ولو مرة واحدة، مما يعني أن هناك ركابا كثيرين لا يؤدون ثمن التذكرة.
وإذا كان هناك ركاب يستفيدون من غياب مراقبي التذاكر، ويسافرون في القطار مجانا، فهناك ركاب آخرون يدفعون واجب الانخراط الشهري في القطار في الدرجة الأولى، ويدفعون معه ضريبة الاكتظاظ، حيث يسافرون طوال العام واقفين في عربات الدرجة الثانية.
وتجني وزارة النقل أرباحا كبيرة من مداخيل القطارات، إلا أن هذه الأخيرة لم تواكب بعد تطور العصر واحتياجات الناس المتزايدة لخدماتها. فالموظف يهرب من أخطار السيارات والحافلات إلى السكة الحديدية المفترض فيها أن تكون أكثر أمانا وسلامة، رغم أنها أغلى ثمنا، ويجد نفسه أمام خدمة متواضعة، لا تحترم ضيق وقته، ولا حاجته إلى السفر في مقعد يضمن له الحد الأدنى من الراحة.
إن ظروف السفر في القطار يجب أن تكون متناسبة مع ثمن تذكرته، الذي يتجاوز بكثير ثمن تذكرة الحافلة، فالمواطن عندما يدفع أكثر، ينتظر أن يحصل على خدمة أفضل، وأفضل ما يتمناه مستعملو القطار بالمغرب، هو قطار يحترم موعده، ويجد فيه كل راكب مقعده.
-
AuteurMessages
- Vous devez être connecté pour répondre à ce sujet.