ماذا سيبقى من المغرب إذا قطع لسانه وطعن فؤاده؟!
- Ce sujet est vide.
-
AuteurMessages
-
mars 14, 2007 à 12:00 #202482oujdi12Membre
محمد بولوز
ما يرشح من أنباء، وما يروج من كلام حول خطط في جهة ما من دوائر القرار تهم اللغة العربية والمؤسسات الرسمية لتخريج العلماء، يبعث على الخوف الطبيعي الذي يتملك الإنسان، عندما يُستهدف في كيانه وذاته ووجوده، ويزداد الخوف عندما يدخل الأجنبي والغريب على الخط، بشكل سافر وواضح جلي، بعد أن ظل ولزمن طويل يكتفي بالعمل في الكواليس، وإعطاء الإشارات وإطلاق التلميحات.
فلم نعهد في المغرب – على الأقل في زمن « الاستقلال » – أن يحشر العلماء وجهًا لوجه، مع أجنبي من العالم الغربي، يعلمهم ويملي عليهم ما يفعلونه في مجال اختصاصهم ومهامهم، وكيف يعلمون الناس أمر دينهم، فضلاً عن أن يكون أمريكيًا يحمل – شاء أم أبى – لوثة من أوزار قومه الذين يتحدث باسمهم، وهم من علوا في الأرض وطغوا فيها وتجبروا، وشربوا حتى الثمالة من دماء المسلمين وخربوا ديارهم وفككوا أوطانهم، وساندوا عدوهم الغاصب لأرض الإسراء والمعراج، والأغرب فيما يحكى أن يأتيهم برفقة أمريكي آخر مرتد عن دينه، خرج فيما زعموا من الإسلام إلى النصرانية، وكأن الخبير الأمريكي يقول لعلمائنا « الأماجد »: ها هو المقصد والنموذج، إن أنتم أحسنتم الاستماع، وأخلصتم في اتباع التعاليم، وأبدعتم في مناهج تخرجكم من المطلق إلى النسبي، ومن المتعالي إلى التاريخي، ومن الاكتفاء بمخاطبة ذواتكم إلى العالمية ومحاورة مختلف الأديان بما سيكون معكم من مناهج « علمية » ولغات قديمة من لاتينية وعبرية.
جاءهم يحمل تصورًا واضحًا في ذهنه وحده، وربما بوضوح أقل منه في ذهن مطاياه من بني جلدتنا، وحافظ عليه في مسودته الإنجليزية ووزع عليهم فقط ما يتعلق بالعمل والإجراءات التي تهم « التجديد » المناسب للانخراط في الزمن الأمريكي، وما هو واجب الاتباع في تغيير مناهج التعليم الديني. لتخريج قوم آخرين لا يميزون بين دين ودين وربما يستوي لديهم: دير رهبان وبيت أوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن.
فإذا اجتمع لديك هذا البلاء، مع ما تستهدف به المواد الحاملة لعناصر الهوية في مواد التاريخ والعربية والتربية الإسلامية، وتحجيم شُعب الدراسات الإسلامية، وتقليص وحدات البحث فيها إلى ثلاثة ضمن ما يفوق ثلاثمائة وحدة في مختلف الشعب، وأخبار تصفية جامعة القرويين أعرق جامعات الدنيا، وتفكيك أوصالها، والسير قدمًا نحو « علمنة » دار الحديث الحسنية.. عرفت بذلك، مقدار الطعنة التي تسدد لفؤاد الأمة المغربية، وقلبها النابض الذي هو دينها كما تلقته من كتاب ربها وسنة نبيها وفهم سلف الأمة وإجماعها.. وطعنة أخرى لا تقل إيلامًا، تستهدف قطع لسانها، والكيد للغتها العربية، ووعاء هويتها، ولسان وحيها، وحاملة تاريخها وأمجادها، والضامنة لتواصل أجيالها وتواصيهم بالمبادئ المشتركة عبر الزمن المغربي الممتد إلى عهد طارق والمولى إدريس ويوسف بن تاشفين وغيرهم من السلف الصالح للمغاربة، ويتجلى الكيد في تعطيل مقترحات النهوض بها، وإيقاف مسلسل التعريب، وتعطيل منشور الوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي الخاص بالعربية في الإدارة المغربية.. وإعلاء شأن اللغة الفرنسية، والمناداة باعتماد العامية واعتماد النشرات الإخبارية بها ومواد إعلامية أخرى.
وهكذا نجد الكذب الصريح على الناس وعموم الشعب، فقد قبلت النخبة التي أشرفت على ميثاق التربية والتكوين بتوافق بين مجمل أطرافها، على ما جاء فيه باعتباره حزمة متكاملة، إذا لم يجد فيه كل طرف جميع ما كان يطمح إليه، واعتبر نفسه قد تنازل على جملة من ملاحظات، فعلى الأقل بقي لديه أمل في تنفيذ الحد الأدنى من مطالبه.
غير أن من تولوا التنفيذ تعاملوا بانتقائية عجيبة، ينفذون بحماس ما يروقهم باسم مشروعية الميثاق، ويعرضون ويعطلون ما لا يروقهم باسم « أن الميثاق ليس مقدسًا، ولا كتابًا منزلاً », وإذا رجعنا إلى وضعية اللغة العربية، وجدنا هذه الوثيقة الوطنية قد تكلمت بكلام معسول في الديباجة، وأفردتها بدعامة خاصة، وحددت تاريخًا وأجلاً للتنفيذ.
فقالت المقدمة: « يلتحم النظام التربوي للمملكة المغربية بكيانها العريق القائم على ثوابت ومقدسات يجليها الإيمان بالله وحب الوطن والتمسك بالملكية الدستورية؛ عليها يربى المواطنون مشبعين بالرغبة في المشاركة الإيجابية في الشأن العام والخاص, وهم واعون أتم الوعي بواجباتهم وحقوقهم, متمكنون من التواصل باللغة العربية, لغة البلاد الرسمية, تعبيرًا وكتابة, متفتحون على اللغات الأكثر انتشارًا في العالم, متشبعون بروح الحوار, وقبول الاختلاف, وتبني الممارسة الديمقراطية، في ظل دولة الحق والقانون ».
وجاء في الدعامة التاسعة من الميثاق: « تحسين تدريس اللغة العربية واستعمالها », وقالوا في ديباجة الدعامة: « إن اللغة العربية, بمقتضى دستور المملكة المغربية, هي اللغة الرسمية للبلاد, وحيث إن تعزيزها واستعمالها في مختلف مجالات العلم والحياة كان ولا يزال وسيبقى طموحًا وطنيًا », ولهذا قرروا « تجديد تعليم اللغة العربية وتقويته، مع جعله إلزاميًا لكل الأطفال المغاربة، في كل المؤسسات التربوية العاملة بالمغرب مع مراعاة الاتفاقيات الثنائية المنظمة لمؤسسات البعثات الأجنبية ».
وقالوا: » يستلزم الاستعداد لفتح شعب للبحث العلمي المتطور والتعليم العالي باللغة العربية، إدراج هذا المجهود في إطار مشروع مستقبلي طموح، ذي أبعاد ثقافية وعلمية معاصرة. يرتكز على: « التنمية المتواصلة للنسق اللساني العربي على مستويات التركيب والتوليد والمعجم؛ وتشجيع حركة رفيعة المستوى للإنتاج والترجمة بهدف استيعاب مكتسبات التطور العلمي والتكنولوجي والثقافي بلغة عربية واضحة, مع تشجيع التأليف والنشر وتصدير الإنتــاج الوطني الجيد؛ وتكوين صفوة من المتخصصين يتقنون مختلف مجالات المعرفة باللغة العربية وبعدة لغات أخرى، تكون من بينهم أطر تربوية عليا ومتوسطة.
وقالوا لنا: « ابتداءً من السنة الأكاديمية 2000-2001، تحدث أكاديمية اللغة العربية باعتبارها مؤسسة وطنية ذات مستوى عال، مكلفة بتخطيط المشروع المشار إليه أعلاه, وتطبيقه وتقويمه بشكل مستمر. وتضم تحت سلطتها المؤسسات والمراكز الجامعية المهتمة بتطوير اللغة العربية ».
وها نحن في السنة السابعة من صدور الميثاق وعلى مشارف أقل من ثلات سنوات عن العشرية المحددة للتطبيق والتنفيذ، ولم تر بعد أكاديمية اللغة العربية النور، وتعطل معها ما كان مقررًا أن تفعله. وأصبحت أيدينا على قلوبنا نتمنى مجرد بقاء الحال على ما كان، في ظل تحالف مكشوف بين تيار كان معروفًا لنا من قديم، وجهات رسمية بالغت في الانبطاح، حتى استلمت بلسانها ما هنالك من غبار وتراب تحت أقدام المتربصين.
وما أدري كيف يكون تقدم أو إبداع عند العرب بغير عربية، يقول الدكتور المهدي المنجرة حفظه الله: « لا توجد أية دولة في العالم انطلقت في المجال التكنولوجي دون الاعتماد على اللغة الأم، وهذا يحصل حتى مع « إسرائيل »، والصين، والهند، وإيران بعد أن حصل مع اليابان », والحال عندنا أن العربية أسمى من مجرد لغة للتواصل، أو لاستنبات التقدم والتكنولوجيا، إنها لغة الدين الذي لا يمكن أن يفهم على الوجه الصحيح والسليم خارجها، قال ابن رشد الفقيه الفيلسوف المالكي رحمه الله، في كتابه « الضروري في أصول الفقه » وهو يعدد شروط الاجتهاد في الشرع قال: « فينبغي أن يكون عند المجتهد من علم اللغة واللسان ما يفهم به كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا يلحن », وقال الشاطبي المالكي رحمه الله، في « الموافقات » بأن الشريعة عربية لا يفهمها حق الفهم إلا من فهم العربية، وإذا (فرضنا مبتدئًا في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة، أو متوسطًا فهو متوسط في فهم الشريعة (…) فان انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة), ولهذا لن يحارب العربية غير عدو حقود على الشريعة.
وعلى أهل الغيرة في بلاد المغرب الأقصى، وفي كل بلاد الدنيا يرجى لهم فضل وتأثير، أن يهبوا لحفظ فؤادهم وحماية لسانهم، فهذه مقومات وجود وحياة، وليس بعدها غير حدود طين وأكوام لحم، كما قال الشاعر قديمًا:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
mars 14, 2007 à 5:00 #224809Yamouni AbdelazizParticipantبـــــــــــاســــــــم الله وبــــــــــالله الـــــــــــنــــــــــــــوفـــــــــــيـــــــــق
أخي الكريم لو تفضلت وتكرمت ولخصت لنا في سطرين أو حتي ثلاثة : ماذا جري ومتي كان هذا ومن تسبب في هذا , وماذا يجب أن يعمل ومن الذي يجب يعمل ذلك ان لم تريد أن تسمي الأشخاص شر فقط للمؤسسات لأن كما يبدو أنك أدري وأعلم بكل هذه الخبايا ،
هكذا نكون نحن عامة الناس كذلك علي دراية من أمرنا حتي نسطتيع أن نقول كلمتنا , ونقول اللهم هذا كمنكر ولكن علي علم وصدق في ما سوف نقوله
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاتهmars 14, 2007 à 10:02 #224810oujdi12Membreالسلام عليكم,
أخي ياموني,
الأمريكان يخططون و يفكرون في وضع الأسس الفكرية للبرامج التعليمية , أتعطي لأمريكا عدوة الإسلام مكانة التصرف في صناعة عقول أبناء المسلمين ?mars 14, 2007 à 10:16 #224811oujdi12Membreعلى أي دليل نبحث أكثر مما نراه يجري في الساحة , ألم يتم إزالة شعبة الشريعة من الجامعة والتربية الإسلامية من الثانوي
mars 15, 2007 à 1:24 #224812Yamouni AbdelazizParticipantبـــــــــــــاســـــــــم الله وبــــــــــالله الــــــــتــــــــوفيق
والله يشهد أنني أسئلك بصدق , ولكن كيف نثبت أن الأمريكان من قاموا بهذا وكذلك نريد أن نعرف من سمح لهم بفعلتهم هذه , فاننا نعلم أن لنا وزارة أو وزارات هي… ومؤسسات وقائمين آخرين علي مثل هذه ألمور . لإانها ليست زريبة بدون بواب . فلا بد أن نكون كما قلت لك نحن عامة الناس علي بينة من أمرنا, حتي يتسني لنا أن نقول فقط أللهم ان هذا منكر ان لم نسطتيع فعل أي شيئ آخر . ففدنا في هذا الشأن أكثر جزاك الله كل الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهmars 15, 2007 à 11:03 #224813oujdi12Membreصدق الأستاذ الفاضل محمد بولوز وأصاب كبد الحقيقة . لقد هبط المغرب وانحط واستبيح بلا حدود . لقد نزلنا من مرتبة ( هذا جبريل يعلمكم دينكم ) إلى حضيض ( هذا الأمريكي يعلمكم دينكم) وهاهم ـ وخدامهم عندنا ـ يعلموننااليوم أن قراءة الفاتحة تعلم الكراهية والعنصرية ، لأنها تحذر من المغضوب عليهم ومن الضالين ، فلا تقولوا آمين. وغدا ستكون فتوى الصليبيين ـ و الحاقدين عندنا ـ هي : ( لا صلاة لمن يقرأ بأم الكتاب)، لأنه يدعو إلى الكراهية والإرهاب ، وسيناله سوء العقاب .
mars 15, 2007 à 11:35 #224814manaraMembre@oujdi12 wrote:
على أي دليل نبحث أكثر مما نراه يجري في الساحة , ألم يتم إزالة شعبة الشريعة من الجامعة والتربية الإسلامية من الثانوي
makayench education islamique f les colleges falmaghrib 🙄 😥
mars 15, 2007 à 11:54 #224815oujdi12Membremakayench education islamique f les colleges falmaghrib 🙄 😥
merci manara pr l’info 😉 😉 [/quote]
mars 17, 2007 à 1:23 #224816oujdi12MembreUn Américain à Dar Al-Hadith Al-Hassania
Je pense que cette stratégie à déja commencée au Maroc en désignat un « américain » comme responsable de programmes a Dar Al Hadith Al Hassania. Si on baisse les bras, il faut s´attendre un jour à ce qu´on nous envoie des imams et des Mouadinine américains pour conduire nos prières. Il faut s´attendre aussi à ce que les nouveaux imams lauréats de Dar Al Hadith nous demande de renouveler notre Islam et à suivre un nouveau qu´il ont appris sous l´encadrement du cowboy de Dar AlHadit. Il est temps alors de questioner le ministre Taoufik sur cela et de demander de chasser immédiatement cet intrue américain de notre Dar Al Hadith, car on n´a pas besoin d´américains pour nous donner du Hadith. J´attends l´initiative de toutes les mouvances islamiques pour mener cette protestation. D´ailleurs c´est leur role de le faire
mars 31, 2007 à 9:20 #224817oujdi12Membre: بعض معالم هذا الإصلاح المنشود، وبعض ما يتعلق بخصائص هذا »الدين » المختار في الزمن الأمريكي
ملاحظات في شكل مسودة المنهاج وعموم الإصلاح
فقبل أن أدخل إلى مقاصد المواد في مفردات البرنامج ،
أشير إلى بعض الملاحظات في الشكل، وأبدأ بتسجيل غياب البسملة والحمدلة أو أي ذكر لله تعالى في بداية الوثيقة أوفي نهايتها، خلافا لما هو معروف عند علماء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، لاعتقادهم بأن كل عمل لا يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر أو أقطع من البركة. وأول ما يواجهك في غلاف المسودة، عبارة غريبة في مثل هذا المجال، تقول: »هذه الوثيقة لا يسمح بنسخها ولا باقتباس مضامنها نصا ولا معنى » كأنما في الأمر شيئا يدبر بليل، وليس برنامجا يهم جزءا من أمة أهل الإسلام، في غرب بلاد المسلمين، ويخطط لتكوين العلماء وطليعة النخبة الدينية.
كما أن المسودة في نسختها العربية تتجه رأسا إلى ذكر مفردات البرنامج حسب أسلاكها، من غير مقدمة أو ذكر للمقاصد والأهداف من البرنامج في شكله الإجمالي، ونوع الكفايات المرجوة، وطبيعة المنتوج المنتظر،
وكذا التصور الناظم للإصلاح ومبررات تغيير ما جرى عليه العمل وتقييمه، للنظر فيما يبقى منه، وما يزال وما يعدل.
وصرح الوزير نفسه: »بتخصيص حصة الثلث فقط للمواد الشرعية والثلثين للغات الحديثة والقديمة والتاريخ والعلوم الفلسفية والأديان الأخرى » والحال أن المفروض على الأقل هو قلب المعادلة بحيث تأخذ المواد الشرعية الثلثين والمواد الأخرى الثلث، ذلك لأن الحكم يعطى للشيء بحسب ما يغلب عليه، فكيف تسمى دار حديث أو مؤسسة شرعية ويغلب فيها تدريس مواد أخرى باسم الانفتاح والتواصل.الأمر الذي قد يوقع أيضا في الخروج عن مقاصد الوقف، حيث قال الواقف رحمه الله، وهو يحدد مقصده: » لتكون مدرسة لنشر الحديث الشريف وإشعاع نور الإسلام، تحبيسا دائما مستمرا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها » ومعلوم ما يختم به الواقفون عادة من عبارات من مثل: »لا يبدل عن حاله و لا يغير عن سبيله و من غير أو بدل فالله سائله و حسيبه و ولي الانتقام منه » وما أدري كيف سيبرر غلبة العلوم الأخرى على العلوم الشرعية المباشرة، بأنه وفاء للوقف ومقاصده؟
وأمر آخر فيمن يباشر الإصلاح، ينبغي له أن يكون من الراسخين في المجال المراد إصلاحه. والحال أن الوزير نفسه صرح مرة أمام العلماء عندما استضافته جمعية علماء خريجي دار الحديث الحسنية يوم الأربعاء 3 مارس 2004 بالقول : » إن هذا المقعد في الحقيقة يسمو عن أن يجلس فيه من ليس من أهله، ولكننا في الحقيقة إنما هي أقدار يقدرها من يوجب تأدبنا معه، أن نخضع لأمره، » وقال أيضا مخاطبا الكاتب العام لجمعية العلماء »طلبت مني أن أتحدث في بداية نشاط جمعيتكم، ولو كان لي أن أعتذر لفعلت تعظيما بقدر مقام هذه الجمعية وعلمائها، وجنوحا إلى الأدب المطلوب، لكوني شخصيا بعيد بعض البعد عن تخصصاتكم، » وكان أدبا جما من الوزير، وحبذا لو أكمل تواضعه وأسند الإصلاح إلى أهله، ولم يغامر بتبني كل ما وضعه صديقه الأمريكي صاحب البضاعة المجزاة في علوم الشرع، حيث قال عنه في حواره بموقع الوزارة »واتبع في تحضيره توجيهاتي في كل الجزئيات » ولعل الوزير أول من يعلم ردود الأفعال التي كانت بخصوص فتوى الشيخ يوسف القرضاوي بحجة كونه لم يحل الأمر على أهل الدار، فكيف بمن أراد إحداث انقلاب في مناهج وبرامج تكوين العلماء؟
ثم إن ما ينسجم مع السنن المرعية هو المحافظة على أمانة مؤسس الدار أمير المومنين الحسن الثاني رحمه الله، بحيث يستوجب ذلك ألا يحشر في أمر دار الحديث وخصوصا في وضع مناهجها وتصور إصلاحها إلا من ساد الاطمئنان برسوخه في علوم الشرع وتمتعه بسلامة الاعتقاد والتوجه والمنهاج، حتى يتناسب مع ما جاء في الفصل الرابع من المرسوم الملكي المؤسس للدار: » يسير المعهد مدير يختار من بين أساتذة التعليم العالي لجامعة القرويين أو من بين العلماء ذوي المعرفة الواسعة والدراية المستفيضة في العلوم الإسلامية ». وكما جاء أيضا في الخطاب الملكي المؤسس الذي حدد الهدف من إيجاد هذه المؤسسة والمتمثل في » تكوين علماء راسخي القدم في الحديث النبوي الشريف وفي العلوم الشرعية عموما. وذلك استباقا للفراغ العلمي الذي يحدثه رحيل كبار العلماء، وإحساسا بحاجة المجتمع المغربي ومؤسسات الدولة إلى متخصصين أكفاء في العلوم الإسلامية.
وجاء في الظهير الملكي الأخير الصادر بتاريخ 18 رجب 1426 الموافق 24 غشت2005 تحديد الهدف أيضا في: » تكوين أجيال من العلماء القادرين على الاجتهاد وإعطاء الإسلام الحنيف صورته المشرقة ». وهل يكون اجتهاد بغير رسوخ في العلوم الشرعية؟ وأي وقت يبقى لمن أغرقناه في العبرية القديمة واليونانية القديمة واللاتينية والمنطق المنهجي والصوري والمسيحية واليهودية والهندوسية وتراجم القديسين وحياة بوذا وغيرهم، وعلم الأنتربلوجيا والعلوم الطبيعية وتتبع أحوال »أمودريا » في الجوانب الأدبية والتاريخية والفلسفية والسياسية والقانونية وجوانب الفن والهندسة المعمارية.
ثم دراسة فلسفة أفلاطون ومن بعده إلى أوغستين والحداثة وما بعد الحداثة وتتبع أقطابها من أمثال: نيتشه وهايدغر وفوكو ودريدا..ومنظور اليهود والمسيحيين والمسلمين لذلك، ثم مادة التحليل الفلسفي ومادة الإنشاء الفلسفي وتراث ماكس ميولر وردولف أوتو وفرويد وغيرهم كثير، ثم دراسة الفينومينولوجيا والوجودية وكذا مادة التحليل التاريخي وأخرى سميت مادة »الدين والقانون في دول غير إسلامية » ويقارن فيها بين القوانين المتعلقة بحرية الدين والعبادة في كل من الولايات المتحدة وفرنسا والكيان الصهيوني (وربما الهند) والشك في المسودة ذاتها، بالإضافة إلى مواد في الاقتصاد والقانون المحلي والدولي.المقاصد المحدد للمواد الشرعية تفرغها من محتواها
ـ مادة القرآن الكريم:
إن المنهج المعتمد والمقترح لتدريس العلوم الشرعية يكاد يفرغ تلك العلوم من محتواها ومقاصدها، ففي مادة القرآن، لا يدرس الوحي باعتباره كلام الله يستوجب الإيمان والعمل والدعوة إليه، وإنما يدرس كما جاء في المسودة بمنهج »دراسة علوم الأديان دراسة نقدية تحليلية » وهذا لمبتدئين من السنة أولى، وفي دراسة القرآن تكون الإشارة إلى الكتب السماوية المنزلة، كما يدرس القرآن موضعا للجدل، باستحضار » ما دار بين المتكلمين في كونه مخلوقا أو غير مخلوق » ويدرس أيضا(كمصدر للتبرك والرقية والاستخارة والاستشفاء) وفي السنة الثانية يدرب الطلاب على » قراءة الآيات الكريمة بشكل صحيح يتطابق وقواعد النحو المعروفة » وليس ما تعلمناه وفق قواعد التجويد والتلاوة.
وفي الفصل الأول من السنة الرابعة سيدرس الطلاب مدخلا إلى » صنف أدبي يعرف باسم » أحكام القرآن » حسب تعبير المسودة.وفي مستوى الماجستير في الدراسات الإسلامية في دار الحديث، والتي يمكن حسب المشروع أن يلتحق بها حتى من لم يسبق له أي دراسة إسلامية، يتلقى الطالب مدخلا عاما حول » نظريات أصول التفسير، الهرمنوتيقا »ويستطلع »تطور نظريات أصول التفسير القديمة والحديثة والمعاصرة المتعلقة بالقرآن الكريم،مع مقارنات بالإنجيل والتوراة » ويكلف الطالب »بإعداد دراسة تحليلية توضح مدى تأثير نظريات أصول التفسير بأنواعها على التصور الديني لمفهوم الأمة والعلاقة بين الخالق والعباد » وفي الدورة الخريفية من مرحلة الدكتوراة »يقدم الطالب بتوجيه من الأستاذ، تحليلا نصيا ولغويا لجزء من القرآن » ولا تستغرب بعد ذلك، إذا أتحفك الطالب بإيحاءات من فرويد وهايدغر وفوكو ودريدا وأمثالهم، وإلا كان خارجا عن سياق الحداثة، ومقتضيات »دار الحديث الأمريكية » غارقا في القراءات النصية السلفية المجترة لتراث ما كان يعرف ب »دار الحديث الحسنية » يؤيد هذا الانتظار ما جاء في مادة » التفسير الموضوعاتي للقرآن الكريم » في الفصل الثاني من السنة الثانية للدكتوراة، حيث » يشتغل الطالب فيها بصفة فردية من أجل بلورة قراءة تأويلية لمحور معين من القرآن الكريم » ثم يلقي عرضا في الموضوع.
فلا بد إذن من التأويل، والعلوم الغربية المتلقاة كفيلة بتزويده بالآليات وحتى المضامين.السنة والأحاديث النبوية:
ستدرس السنة من خلال تطور مفهومها، ومن خلال »الجدال الدائر حول الحديث كمصدر من مصادر المعرفة » وليس من باب الإيمان والعمل والتشريع. ثم تدرس نماذج من الأحاديث بمناهج »التمحيـــص msitirc_ecruos: » وفي مستوى الماجستير، تعطى » نظرة عامة حول المسوغات الابستمولوجية للأحاديث باعتبارها مصدرا للمعرفة » ثم تستعرض المصطلحات والمناهج والمصادر وكتب شرح الحديث من مختلف المذاهب والمدارس الفكرية، بهدف »إبراز أوجه التشابه والتقابل بين النظريات والمناهج المستعملة لتقييم متن الأحاديث وإسنادها » وفي مرحلة الدكتوراة يركز »على جوانب نظرية تتعلق بحجية الحديث باعتباره مصدرا للمعرفة » وهكذا يتخرج طالب دار الحديث وهو لا يكاد يحسم بعد مسألة حجية الحديث والسنة لتكون فقط مصدرا للمعرفة وليس لشيء آخر.
أصول الفقه:
ثم وضعت مادة في المرحلة الأولى بعنوان » نظريات حول مصادر التشريع » وليس أصول التشريع أو أصول الفقه كما هو معروف. وتم فيها التركيز على التطور التاريخي والنظر »في المدون من الجدال والنقاش اللذين سعى المسلمون من خلالهما إلى وضع المصادر الأساس لقيام نظام شرعي، يمكن من إدراك مراد الله من كلامه » بينما في مادة »علم المنطق المنهجي » حدد الغرض في » الوقوف على الحجة وتحديد ما إذا كانت صالحة أو غير صالحة » وتعرف الطالب »بقواعد المنطق التي تحكم الكلام العقلاني » وفي هذه المادة المنطقية لا يكتفى بالمحاضرات والدروس وإنما لا بد من » تمارين تطبيقية أسبوعية »
.
خلط السيرة ب »الصالحين » من أهل الديانات الأخرىوقد تم تحديد الهدف من تدريس السيرة بالقول ب » تعرف الطالب على الأحداث والأشخاص الذين لهم أهمية في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم » وكذا »التناول بالتمحيص هذا الصنف الأدبي باعتباره نافذة على مناقب الحياة النبوية الشريفة ومدلولها بالنسبة للمسلم في تقواه كما في فهمه لذاته » أي التركيز على البعد الفردي في المسألة، والتركيز في السنة الرابعة على »دراسة السيرة النبوية من منظور أدبي، حيث يتم في المرحلة الأولى دراسة السير الدينية ومناقب الأنبياء والصالحين وتراجم القديسين وبوذا.. دراسة أدبية نقدية اعتمادا على مصادر إسلامية وأخرى غير إسلامية » وفي المرحلة الثانية »تطبيقات للمعلومات النظرية » تقوم على »أساس نقد أدبي »لسيرتي ابن هشام وابن كثير »مع وضعهما في إطارهما الأدبي » حسب تعبير المسودة.
عقيدة مشوشة مليئة بجدل المتكلمين
وأما في مادة »أسس العقيدة الإسلامية » فحدد هدفها في »تقريب الطالب من القضايا الأساسية في علم الكلام وتاريخ تطور العقيدة الأشعرية » ومما يقارب الامتداد لهذه المادة على مستوى الماجستير،مادة »فلسفة الدين » وتسعى هذه المادة »إلى مقابلة نصوص علم الكلام حول وجود الله ووجوب العبادات بنظيراتها في الديانتين اليهودية والمسيحية وكذلك نصوص فلاسفة المذهب الطبيعي، وذلك من خلال تبني المنهج الفلسفي في التحليل » فنحن أمام أمور تفرض على الطالب وليس له من خيار يستقيه من قناعاته أو خصوصيات دينه.
الفقه تراث للاستناس لا مستقبل له
وبخصوص الفقه تدرس مباحث منه في البداية على المذهب المالكي ثم المقارنة في مرحلة لاحقة مع مذاهب أخرى بما فيها غير السنية، وفي مرحلة الدكتوراة يشارك الطلبة بعروض يقدم العارض » نظرة تاريخية حول الجدال الدائر في الموضوع المحدد، ويطرح القضايا الإسلامية الراهنة لهذا الجدال، ويوضح ما خلص إليه، وتأثير ذلك على المجتمعات وعلى الفكر الإسلامي » وفي مجال الاجتهاد والإفتاء تم التنبيه على الاشتغال في حدود »الصلاحيات التي خولها المجتمع والساسة إلى الفقهاء عبر التاريخ الإسلامي » وليس التصرف حسب ما يمليه الشرع المفروض هيمنته على المجتمع والحياة.
ورغم خطورة شأن هذه المادة، باعتبارها ثمرة التفقه في القرآن والسنة، ومجال تأطير حياة الناس بها، وإيجاد الحلول الشرعية لقضاياهم ومشاكلهم، لم يحدد أي أفق لها على مستوى الدكتوراة، إذ تم حصر محاور الأبحاث في: » دراسات في القرآن والحديث » و »تاريخ العقائد ومقارنة الأديان » و »الفكر الإسلامي » وكأن في الأمر إشارة إلى بقاء طالب دار الحديث، في دائرة الجدل والفكر والحوار ثم الحوار من غير أن ينخرط في دائرة تنزيل الأحكام وبسط رداء الشريعة على الواقع المعيش.
تذويب التمايز بين الأديان وكأنها جميعا سبلا للنجاةففي مادة » بلاد ما بين النهرين:النيل وأمودريا » نص على »التركيز على دراسة كتلة تاريخية موحدة (دراسة وتحليل أعمال ونصوص في الأدب التاريخ الفلسفة الفن…) مما من شأنه كما جاء في مسودة المشروع » تجنيب المادة الوقوف عند الحدود الإيديولوجية والدينية والسياسية التي ما فتئت تفرق بين البشر » وسعيا لإذابة الفروق وإمعانا في التطبيع الكامل مع المناهج الغربية، تم التنصيص على إلزامية قضاء طالب دار الحديث الحسنية في مرحلة الدكتوراة لفصل دراسي كامل بجامعة أوروبية أو أمريكية، بغض النظر عن كونه ذكرا أو أنثى. بل وقبل ذلك وفي مراحل التكوين الأولى نص في المادة المسيحية على أنه » يطلب من الطلبة القيام بزيارة إلى إحدى الكنائس المحلية وحضور القداس بها ثم تحرير نص يصف الزيارة ويحلل معانيها » كما يطلب في المادة اليهودية » زيارة معبد يهودي وإعداد بحث يصف هذه التجربة مع دراسة تحليلية ». وفي هذا السياق وربما تمهيدا لما هو آت، تفهم الزيارة السرية التي حمل فيها طلاب دار الحديث الحسنية، في السنة الماضية، ليقوموا بزيارة للمتحف اليهودي بالدار البيضاء حيث استقبلهم فيها أحد أبرز الشخصيات اليهودية، وكأنهم زاروا جميع المعالم الحضارية الوطنية ولم يبق لهم غير ما يخص الطائفة اليهودية، وقد اتجهوا إلى المتحف بحافلات خاصة تاركين لحافلات وزارة الأوقاف تجنبا للقيل والقال.
دار الحديث والانخراط في معارك الأمريكيين
فبخصوص دراسة الأديان للمقارنة والحوار، والتي من أجلها يحدث كل هذا الانقلاب في دار الحديث الحسنية، عوض تأسيس معهد مستقل لها، نجد العبارة التالية خير معبر عن مقاصدها وربما مقاصد التغيير الجاري الذي يراد له أن يسمى إصلاحا، تقول المسودة ص 74 » تبتدئ المادة بمناقشة الحداثة الدينية باعتبارها ظاهرة تاريخية واجتماعية، يلي ذلك التركيز على الحداثة من منظور يهودي ومسيحي وإسلامي، ثم تنظر في ردود المحافظين على التيار الحداثي، والتي يطلق عليها اسم الأصولية » وينظر في »حدود إمكانية تطبيقه على حركات يهودية ونصرانية وإسلامية تنعت بالأصولية » وإذا كان من الشائع ربط معظم الأصوليات بالتعصب وربما بالعنف والإرهاب أيضا، كان لنا تخيل الباقي من حلقات الشريط في الزمن الأمريكي. فأقبلوا رحمكم الله على تعلم »الدين الحداثي » لتسلموا بجلدكم وتنجوا بأرواحكم.
محمد بولوز
mars 31, 2007 à 10:46 #224818aymanMembreEsct ce que le fait d’exculre les cours de religion des ecoles a pour but de diminuer le nombres des jeunes influençables par ceux qui les montent et les itulisent contre l’etat et le peuple ?( des attentats par exemple )
si c’est le cas , est ce que vous pensez que c une bonne idée???avril 1, 2007 à 7:28 #224819oujdi12Membremon frere ayman ,
c plutot une strategie americano-sionniste pr eradier tt ce qui touche à l’slam , et plus exactement l’enseignement , mais ils reussiront pas , c une certitude . -
AuteurMessages
- Vous devez être connecté pour répondre à ce sujet.