هل يمكن عمليا تفعيل قانون منع التدخين؟
- Ce sujet est vide.
-
AuteurMessages
-
mars 7, 2009 à 11:05 #205455AnonymeInvité
على هامش مصادقة البرلمان عليه بالإجماع
هل يمكن عمليا تفعيل قانون منع التدخين؟أنس العقلي/أسبوعية المستقل
بعدما صادق البرلمان بغرفتيه وبالإجماع على قانون منع التدخين والإشهار والدعاية للتبغ في الأماكن العمومية ، أصبح من الواجب على الدولة والمجتمع المدني إعداد الظروف والترتيبات الضرورية لمواكبة تفعيل هذا القانون، حتى لا يبقى مجرد حبر على ورق..بعد م صادق ة البرلمان بغرفتيه وبالإجماع على قانون يتعلق بمنع التدخين والإشهار والدعاية للتبغ في الأماكن العمومية ، يبقى الرهان الحقيقي الذي ينتظره المغاربة هو دخ و ل هذا القانون حيز التنفيذ بشكل فعلي، و تطبيقه على أرض الواقع بدل أن يبقى حبرا على ورق ، لإنقاذ أرواح مئات الآلاف من المغاربة الذين يعانون يوميا من مترتبات ما يسمى التدخين السلبي، الذي تفرضه عليهم أحيانا ظروف قاهرة تجمعهم بأشخاص مدخنين بشكل يومي، في مقر العمل أو الدراسة أو وسائل النقل أو غير ذلك. من هنا يجب إعداد الظروف والترتيبات الضرورية لمواكبة تفعيل هذا القانون حتى لا يبقى حبيس الرفوف.
هاجس عالمي
لقد أصبح منع التدخين هاجسا عالميا، وأصبح المغرب مجبرا على مواكبة سير المنتظم الدولي في اتجاه منع التدخين في الأماكن العمومية، بعد إقرار كافة دول الاتحاد الأوروبي بضرورة منع تدخين السجائر في الأماكن العمومية، وسير مجموعة من الدول العربية اليوم في هذا الاتجاه، كالأردن وتونس.
وحسب بعض الدراسات ، ف ثلث المغاربة هم من ال مدخن ي ن ، ويستهلكون سنويا أزيد من خمسة عشر مليار سيجارة، و هذه الأرقام المهولة في تزايد سنة بعد أخرى ، وتستفحل أكثر في أوساط الشباب والمراهقين ، الذين يرون في تدخين السيجارة الأولى نوعا من التحرر والتطور والتقدم ومواكبة روح العصر، ولا يستفيقون من هذا الوهم إلا بعد أن يكتشفوا أنهم أصبحوا مدمنين على مادة النيكوتين القاتلة، ويصبح الإقلاع عن التدخين بعد فوات الأوان، من الصعوبة بمكان.
وتخلف الأمراض المرتبطة بالتدخين آلاف الضحايا سنويا ، وهناك أشخاص أصيبوا بأمراض خطيرة جراء التدخين السلبي أو التدخين غير المباشر، بينما لم يتأثر المدخنون الذين تسببوا لهم في تلك الأمراض القاتلة .
ومن الجوانب التي يصعب السيطرة عليها، حتى لو تم تطبيق قانون منع التدخين، وجود آباء مدمنين على التدخين، لا تغادر السيجارة شفاههم حتى داخل البيت، وهم بذلك يضرون بصحة أطفالهم الذين لا تزال أجسامهم في طور النشوء، وقد يتسببون لهم في أمراض خطيرة منذ الصغر، والكل يعرف أن الطفل الصغير لا يمكنه أن يأمر والده بالتوقف عن التدخين.
ونفس الكلام يقال عن بعض رجال التعليم الذين يدخنون داخل قاعات الدراسة، ويضرون بصحة التلاميذ، لأنهم يعرفون أن التلميذ لا يملك الشجاعة لمطالبتهم بالتوقف عن التدخين داخل الفصل، وكل هذا يجعل السيطرة التامة على هذه الظاهرة نوعا من المستحيل .
السجائر والاقتصاد
لا يزال جل المدخنين غير عابئين بالنداءات المتواصلة لحماية غير المدخنين من مضاعفات التدخين السلبي، ويدخنون في المقاهي والحافلات وسيارات الأجرة والإدارات العمومية، مستفيدين في ذلك من غياب عقوبات زجرية حقيقية من طرف الدولة، لذلك، يجب أن يكون قانون منع التدخين صارما في هذه الناحية، إذا كانت للدولة إرادة حقيقية في محاربة التدخين في الأماكن العمومية.
ولعل من أهم المعيقات التي تقف أمام منع التدخين، كثرة المتعاطين للسجائر الذين يعانون من الإدمان على مادة النيكوتين المحتوية عليها، ويصعب إقناع هؤلاء الأشخاص بتجنب التدخين، لأنهم لن يترددوا في الإقلاع بشكل نهائي عن التدخين لو استطاعوا ذلك. ولهذا السبب، أصبحت مجموعة من المقاهي الراقية تخصص حيزا خاصا بالمدخنين، من أجل تفادي أي حرج لهم وللذين لا يدخنون.
أما العائق الأكبر، فهو الجانب الاقتصادي للإشكالية، فالكل يعلم أن شركات التبغ تشغل آلاف العمال والموظفين الذي يعيلون آلاف الأسر، فضلا عن العاملين في بيع السجائر الذين تشكل هذه التجارة موردهم اليومي. وإذا أردنا منع التدخين ومنع الدعاية له في الأماكن العمومية، فيجب توفير مناصب شغل بديلة لآلاف الناس الذين يعيشون من مداخيل السجائر، وهذا أمر شبه مستحيل، بالنظر إلى ظاهرة البطالة التي بلغت في المغرب أرقاما مخيفة.
ومن هذه الزاوية، تتضح صعوبة ولوج قانون منع التدخين حيز التطبيق، ويتبين أن المهمة أصعب بكثير مما يتصور أكثر المتشائمين.
-
AuteurMessages
- Vous devez être connecté pour répondre à ce sujet.