Résultats de la recherche sur 'س ج'

Forums Rechercher Résultats de la recherche sur 'س ج'

15 réponses de 1,006 à 1,020 (sur un total de 7,231)
  • Auteur
    Résultats de la recherche
  • #268232

    وليس كـلام الله مثل كـلام الإنس، أو الجـن، أو الملائكة، بل بصفـة وكيفية مختصة به تعالى، لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه، لا يشابه فيهـا خلقه
    tt a fait nefss chi yalah tferrej wa7d lbernamj w galou nfss chi
    merci moonlight nawwarti « religion » b tes sujets surtout b tawti9 jazak lah bkool khir

    #205495
    Moonlight
    Membre

    اللهم إني أستغفرك لكل ذنب

    خطوت إليه برجلي

    أو مددت إليه يدي

    و تأملته ببصري

    أو أصغيت إليه بأذني

    أو نطق به لساني…

    أو أتلفت فيه ما رزقتني

    ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني

    ثم استعنت برزقك على عصيانك

    فسترته علي

    وسألتك الزيادة فلم تحرمني

    ولا تزال عائدا علي بحلمك وإحسانك

    يا أكرم الأكرمين…

    اللهم إني أستغفرك من كل سيئة

    ارتكبتُها في وضح النهار أوسواد الليل

    في ملأٍ أو خلوة

    في سرٍ أو علانية

    فلم أستحيي منك

    وأنت ناظر إلي…

    اللهم إني أستغفرك من كل فريضة

    أوجبتَها عليّ في الليل أوالنهار

    تركتُها خطأً أو عمدا

    أو نسياناً أو جهلا

    وأستغفرك من كل سنة من سنن

    خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم

    تركتُها غفلةً أو سهوا

    أو
    سياناً أو تهاوناً أو جهلا…

    أستغفر الله وأتوب إليه

    مما يكرهه الله

    قولاً أوفعلا

    باطناً أوظاهرا

    أستغفرالله وأتوب إليه

    Moonlight
    Membre

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

    وعلى آله وصحبه أجمعين

    ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

    ما تأويل قوله تعالى : وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ —؟؟

    والتأييد كما تعلمون هو الإعانة والتقوية —

    فما معنى الروح القدس التي أويد به عيسى عليه السلام ؟؟

    هل هو جبريل عليه السلام. ؟؟
    .
    هل الروح الذي أيد الله به عيسى، هو الإنجيل. ؟؟

    طيّب

    لننظر في قوله تعالى :

    إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ

    تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ [ المائدة: 110 ]

    لا يمكن أن يكون معنى الروح القدس فيه هو الإنجيل لأنه قال في الآية

    « وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ « 

    فيكون قد كرر كلاما بلا فائدة–

    أي يصير المعنى بأنّه أيده بالإنجيل و علمه الإنجيل

    –وهو معنى مكرر بلا فائدة لأنّ التأييد بالإنجيل يقتضي تعليمه له —

    على هذا لا يكون صوابا إلّا معنى جبريل —

    وبه نقول–

    فروح القدس هو جبريل الطاهر —

    #205494
    Moonlight
    Membre

    السؤال:-
    كـيف نزول القرآن، أهو كـلام الله حـقـًا، أم هو منزل في صـورة وحي إلى الرسول، والرسول يقوم بدوره بإعطائه الألفاظ المناسبة، وإذا كان القرآن كلام الله حقًا، فهو يتكلم مثل الإنسان إذًا، وإذا كان يتكلم مثل الإنسان، فإننا أصبحنا نعبد شيئًا يتكلم مثلنا؟

    الجواب :-

    الحـمد لله وحده، والصلاة والسـلام على رسوله، وآله وصحبه، وبعد:
    القـرآن كـلام الله حقًا، لفظه ومـعناه، تكـلم به رب العـالمين، وسمعه منه جبريل -صلى الله عليه وسلم- وبلغه جبريل إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- دون تغيير ولا تبـديل، قـال الله -تعالى-: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ وقد تكـفل الله بحفظه وجمعـه في قلب محـمد -صلى الله عليه وسلم- وبيانه له، قـال الله -تعالى-: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ، وقال: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ .
    وليس كـلام الله مثل كـلام الإنس، أو الجـن، أو الملائكة، بل بصفـة وكيفية مختصة به تعالى، لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه، لا يشابه فيهـا خلقه، كـما قـال -تعالى-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وكما وأن ذاته تعالى لا تشبه الذوات فصفاته لا تشبه صفات أحد من الخلوقات، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.
    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    (عضو) عبد الله بن قعود
    (عضو) عبد الله بن غديان
    (نائب رئيس اللجنة) عبد الرزاق عفيفي
    (الرئيس) عبد العزيز بن باز


    جهة الفتوى : من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية. مرجع الفتوى : [السؤال رقم: 3، فتوى رقم:6525، المجلد الثالث، صفحة: 153] .

    #205493

    Sujet: سورة القمر

    dans le forum Religions
    Moonlight
    Membre

    اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)

    دنت القيامة, وانفلق القمر فلقتين, حين سأل كفار « مكة » النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية, فدعا الله, فأراهم تلك الآية.

    وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)

    وإن ير المشركون دليلا وبرهانًا على صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يُعرضوا عن الإيمان به وتصديقه مكذبين منكرين, ويقولوا بعد ظهور الدليل: هذا سحر باطل ذاهب مضمحل لا دوام له.

    وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3)

    وكذَّبوا النبي صلى الله عليه وسلم، واتبعوا ضلالتهم وما دعتهم إليه أهواؤهم من التكذيب, وكلُّ أمر من خير أو شر واقع بأهله يوم القيامة عند ظهور الثواب والعقاب.

    وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4)

    ولقد جاء كفار قريش من أنباء الأمم المكذبة برسلها, وما حلَّ بها من العذاب, ما فيه كفاية لردعهم عن كفرهم وضلالهم.

    حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)

    هذا القرآن الذي جاءهم حكمة عظيمة بالغة غايتها, فأي شيء تغني النذر عن قوم أعرضوا وكذَّبوا بها؟

    فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6)

    فأعرض -أيها الرسول- عنهم, وانتظر بهم يومًا عظيمًا. يوم يدعو الملك بنفخه في « القرن » إلى أمر فظيع منكر, وهو موقف الحساب.

    خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)

    ذليلة أبصارهم يخرجون من القبور كأنهم في انتشارهم وسرعة سيرهم للحساب جرادٌ منتشر في الآفاق, مسرعين إلى ما دُعُوا إليه, يقول الكافرون: هذا يوم عسر شديد الهول.

    كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)

    كذَّبت قبل قومك -أيها الرسول- قوم نوح فكذَّبوا عبدنا نوحًا, وقالوا: هو مجنون, وانتهروه متوعدين إياه بأنواع الأذى, إن لم ينته عن دعوته.

    فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)

    فدعا نوح ربه أنِّي ضعيف عن مقاومة هؤلاء, فانتصر لي بعقاب من عندك على كفرهم بك.

    فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)

    فأجبنا دعاءه, ففتحنا أبواب السماء بماء كثير متدفق, وشققنا الأرض عيونًا متفجرة بالماء, فالتقى ماء السماء وماء الأرض على إهلاكهم الذي قدَّره الله لهم؛ جزاء شركهم.

    وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14)

    وحملنا نوحًا ومَن معه على سفينة ذات ألواح ومسامير شُدَّت بها, تجري بمرأى منا وحفظ, وأغرقنا المكذبين؛ جزاء لهم على كفرهم وانتصارًا لنوح عليه السلام. وفي هذا دليل على إثبات صفة العينين لله سبحانه وتعالى, كما يليق به.

    وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)

    ولقد أبقينا قصة نوح مع قومه عبرة ودليلا على قدرتنا لمن بعد نوح ؛ ليعتبروا ويتعظوا بما حلَّ بهذه الأمة التي كفرت بربها, فهل من متعظ يتعظ؟ فكيف كان عذابي ونذري لمن كفر بي وكذب رسلي, ولم يتعظ بما جاءت به؟ إنه كان عظيمًا مؤلمًا.

    وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)

    ولقد سَهَّلْنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم والتدبر, لمن أراد أن يتذكر ويعتبر, فهل من متعظ به؟

    كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18)

    كذبت عاد هودًا فعاقبناهم, فكيف كان عذابي لهم على كفرهم, ونذري على تكذيب رسولهم, وعدم الإيمان به؟ إنه كان عظيمًا مؤلمًا.

    إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20)

    إنَّا أرسلنا عليهم ريحًا شديدة البرد, في يوم شؤم مستمر عليهم بالعذاب والهلاك, تقتلع الناس من مواضعهم على الأرض فترمي بهم على رؤوسهم, فتدق أعناقهم, ويفصل رؤوسهم عن أجسادهم, فتتركهم كالنخل المنقلع من أصله.

    فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21)

    فكيف كان عذابي ونذري لمن كفر بي, وكذَّب رسلي ولم يؤمن بهم؟ إنه كان عظيمًا مؤلمًا.

    وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)

    ولقد سَهَّلنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم وللتدبر, لمن أراد أن يتذكر ويعتبر, فهل من متعظ به؟ وفي هذا حثٌّ على الاستكثار من تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه.

    كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24)

    كذبت ثمود -وهم قوم صالح- بالآيات التي أُنذرِوا بها, فقالوا: أبشرًا منا واحدًا نتبعه نحن الجماعة الكثيرة وهو واحد؟ إنا إذا لفي بُعْدٍ عن الصواب وجنون.

    أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنْ الْكَذَّابُ الأَشِرُ (26)

    أأُنزل عليه الوحي وخُصَّ بالنبوة مِن بيننا, وهو واحد منا؟ بل هو كثير الكذب والتجبر. سَيَرون عند نزول العذاب بهم في الدنيا ويوم القيامة مَنِ الكذاب المتجبر؟

    إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27)

    إنا مخرجو الناقة التي سألوها من الصخرة؛ اختبارًا لهم, فانتظر- يا صالح- ما يحلُّ بهم من العذاب, واصطبر على دعوتك إياهم وأذاهم لك.

    وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28)

    وأخبرهم أن الماء مقسوم بين قومك والناقة: للناقة يوم, ولهم يوم, كل شِرْب يحضره مَن كانت قسمته, ويُحظر على من ليس بقسمة له.

    فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30)

    فنادوا صاحبهم بالحض على عقرها, فتناول الناقة بيده, فنحرها فعاقَبْتُهم, فكيف كان عقابي لهم على كفرهم, وإنذاري لمن عصى رسلي؟

    إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)

    إنا أرسلنا عليهم جبريل, فصاح بهم صيحة واحدة, فبادوا عن آخرهم, فكانوا كالزرع اليابس الذي يُجْعل حِظارًا على الإبل والمواشي.

    وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32)

    ولقد سَهَّلْنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم والتدبر لمن أراد أن يتذكر ويعتبر, فهل مِن متعظ به؟

    كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33)

    كذَّبت قوم لوط بآيات الله التي أنذِروا بها.

    إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35)

    إنا أرسلنا عليهم حجارةً إلا آل لوط, نجَّيناهم من العذاب في آخر الليل, نعمة من عندنا عليهم, كما أثبنا لوطًا وآله وأنعمنا عليهم, فأنجيناهم مِن عذابنا, نُثيب مَن آمن بنا وشكرنا.

    وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36)

    ولقد خوَّف لوط قومه بأس الله وعذابه, فلم يسمعوا له, بل شكُّوا في ذلك, وكذَّبوه.

    وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37)

    ولقد طلبوا منه أن يفعلوا الفاحشة بضيوفه من الملائكة, فطمسنا أعينهم فلم يُبصروا شيئًا, فقيل لهم: ذوقوا عذابي وإنذاري الذي أنذركم به لوط عليه السلام.

    وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39)

    ولقد جاءهم وقت الصباح عذاب دائم استقر فيهم حتى يُفضي بهم إلى عذاب الآخرة, وذلك العذاب هو رجمهم بالحجارة وقلب قُراهم وجعل أعلاها أسفلها, فقيل لهم: ذوقوا عذابي الذي أنزلته بكم ؛ لكفركم وتكذيبكم, وإنذاري الذي أنذركم به لوط عليه السلام.

    وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40)

    ولقد سَهَّلْنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم والتدبر لمن أراد أن يتذكر, فهل مِن متعظ به؟

    وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41)

    ولقد جاء أتباعَ فرعون وقومَه إنذارُنا بالعقوبة لهم على كفرهم.

    كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)

    كذَّبوا بأدلتنا كلها الدالة على وحدانيتنا ونبوة أنبيائنا, فعاقبناهم بالعذاب عقوبة عزيز لا يغالَب, مقتدر على ما يشاء.

    أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)

    أكفاركم- يا معشر قريش- خير مِنَ الذين تقدَّم ذكرهم ممن هلكوا بسبب تكذيبهم, أم لكم براءة مِن عقاب الله في الكتب المنزلة على الأنبياء بالسلامة من العقوبة؟

    أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44)

    بل أيقول كفار « مكة »: نحن أولو حزم ورأي وأمرنا مجتمع, فنحن جماعة منتصرة لا يغلبنا من أرادنا بسوء؟

    سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)

    سيهزم جمع كفار « مكة » أمام المؤمنين, ويولُّون الأدبار, وقد حدث هذا يوم « بدر ».

    بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)

    والساعة موعدهم الذي يُجازون فيه بما يستحقون, والساعة أعظم وأقسى مما لحقهم من العذاب يوم « بدر ».

    إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)

    إن المجرمين في تيه عن الحق وعناء وعذاب. يوم يُجرُّون في النار على وجوههم, ويقال لهم: ذوقوا شدة عذاب جهنم.

    إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)

    إنَّا كل شيء خلقناه بمقدار قدرناه وقضيناه, وسبق علمنا به، وكتابتنا له في اللوح المحفوظ.

    وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)

    وما أمرنا للشيء إذا أردناه إلا أن نقول قولة واحدة وهي « كن », فيكون كلمح البصر, لا يتأخر طرفة عين.

    وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51)

    ولقد أهلكنا أشباهكم في الكفر من الأمم الخالية, فهل من متعظ بما حلَّ بهم من النَّكال والعذاب؟

    وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52)

    وكل شيء فعله أشباهكم الماضون من خير أو شرٍّ مكتوب في الكتب التي كتبتها الحفظة.

    وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)

    وكل صغير وكبير من أعمالهم مُسَطَّر في صحائفهم, وسيجازون به.

    إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)

    إن المتقين في بساتين عظيمة, وأنهار واسعة يوم القيامة.

    فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)

    في مجلس حق, لا لغو فيه ولا تأثيم عند الله المَلِك العظيم, الخالق للأشياء كلها, المقتدر على كل شيء تبارك وتعالى.

    المصدر: التفسير الميسر موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف

    Moonlight
    Membre

    عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
    عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض يجيب

    السؤال :
    ما الفرق بين الآيتين يا أيها المزمل ويا أيها المدثر ؟

    الجواب :

    أعانك الله ووفقك لكل خير

    (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) نَزَلتْ في أول ما نَزَل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ففي صحيح البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ثم فَـتَرَ عَنِّي الوحي فَتْرة ، فبينا أنا أمشي سَمِعْتُ صوتا من السماء فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَل السماء فإذا الملك الذي جاءني بِحِرَاء قاعد على كرسي بين السماء والأرض ، فجئثت منه حتى هَويت إلى الأرض ، فجئت أهلي فَقُلْتُ : زملوني زملوني ، فأنزل الله تعالى : (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) إلى : (فَاهْجُرْ) . قال أبو سلمة [ أحد رُرواة الحديث ] : والرّجز : الأوثان .
    وفي رواية : فأتَيتُ خَديجة فَقُلْتُ : دَثّرُوني ، وصُبّوا عَليّ ماء بارِدًا ، وأنزل عليّ : (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) .

    والـتَّدَثّر : هو التغطّي .
    أي أن النبي صلى الله عليه وسلم رَجَع إلى خديجة خائفا وطلب منها أن تُغطِّيه وأن تَصُبّ عليه الماء البارد . لأن ذلك الأمر الذي أُلْقِي عليه – وهو الوَحْي – أمْر ثقيل ، كما قال الله عَزَّ وَجَلّ : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلاً) .
    وقال بعض العلماء رَجَع مَحزُونا ؛ وتَغطّى بِقَطِيفَة .
    وذلك لأنه جاءه أمْرٌ لا يَعرِفه ولا عَهْد له به ، بل لا معرفة للناس به .

    ومثلها : (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ)
    فإن من العلماء من يقول : الـتَّزَمّل والـتَّدَثّر نفس المعنى .
    ومِن العلماء من قال إن (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) أمْرٌ للرسول صلى الله عليه وسلم بِترك النوم وقيام الليل ؛ لأن قيام الليل مما يُستَعان به على الشدائد والأمور الصعبة ، وهكذا الصلاة .
    وهذا هو الأنسب في شأن الـتَّزمّل ، لأن سورة المزمّل جاء فيها الأمر بِقيام الليل .
    قال ابن كثير في تفسير سورة المزمّل : يَأمُر تَعَالَى رَسُولَه صلى الله عليه وسلم أن يَتْرُك الـتَّزَمّل – وهو الـتَّغَطّي في الليل – وينهض إلى القيام لِرَبَّـه عز وجل .

    والفرْق بين (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) أنه خِطاب له بعدما تغطّى حُزنا وخوفا مما أصابه .
    و (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) أمْرٌ بالقيام من النوم إلى الصلاة ؛ لأنه يستعين بها على تحمّل الشيء الشديد وهو الوحي .

    والله تعالى أعلم .عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
    عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض يجيب

    #205490
    Moonlight
    Membre

    اكتشف العلماء حديثاً أن جسم النملة مزود بهيكل عظمي خارجي صلب يعمل على حمايتها ودعم جسدها الضعيف، هذا الغلاف العظمي الصلب يفتقر للمرونة ولذلك حين تعرضه للضغط فإنه يتحطم كما يتحطم الزجاج ! حقيقة تحطم النمل والتي اكتشفت حديثاً أخبرنا بها القرآن الكريم قبل 14 قرناً في خطاب بديع على لسان نملة! قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18]. فتأمل كلمة (يَحْطِمَنَّكُمْ) وكيف تعبر بدقة عن هذه الحقيقة العلمية؟

    والنهار إذا جلاَّها

    لبزوغ الفجر ملتقطة فوق بحر الصين، ويظهر الفجر بلون أزرق وكأنه يجلي الليل ويزيحه، وهنا نتذكر قول الحق تبارك وتعالى عندما أقسم بهذه الظاهرة ظاهرة تجلي النهار: (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) [الشمس: 3]. ومعنى (جلَّى) في اللغة: وضَّح وأظهر، ونلاحظ كيف أن ضوء الشمس أو النهار يظهر هذه الشمس ويوضحها لنا في مشهد بديع، فتبارك الله أحسن الخالقين!

    يلاحظ في هذا الصورة الفجر الكاذب والفجر الصادق اللذين اخبر عنهما النبي صلى الله عليه وسلم

    الفجر الكاذب الابيض المستطيل وهو يسبق الفجر الصادق وهذا الفجر لاتصح صلاة الصبح بطلوعه ولا يمسك عن الاكل والشرب بطلوعه

    واما الفجر الصادق فهو الاحمر الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ويجيء بعد الفجر الكاذب وهذا الفجر هو الذي يمسك ويصلى بعد طلوعه

    وكثير من الناس اليوم وللاسف يمسكون ويصلون قبل طلوع الفجر الصادق.

    نسيج من المجرات

    نسبة البر والبحر

    عندما نتأمل هذه الأرض التي خلقنا الله عليها نرى في كل شيء فيها آية تدل على عظمة خالقها، لقد أثبت العلم أن نسبة الماء على سطح الأرض 71% ونسبة البر 29% تقريباً، والعجيب أن القرآن ذكر كلمة (البحر) 33 مرة، وذكر (البر) 13 مرة، (البرّ واليبَس)، وبعملية بسيطة نجد أن مجموع البر والبحر هو 33 + 13 = 46 وهذا العدد يمثل البر والبحر، وتكون نسبة تكرار (البحر) بالنسبة لهذا المجموع هي: 33 ÷ 46 وهذا يساوي 71 % تقريباً وهي نسبة البحر، كذلك تكون نسبة تكرار (البر) هي 13 ÷ 46 وهذا يساوي 29 % تقريباً، وهي النسبة الحقيقية للبر أو اليابسة، وسؤالنا: هل جاءت هذه الأعداد بالمصادفة؟

    القلب يفكر!!

    أوتاد الجبال الجليدية

    في هذه الصورة جبلاً جليدياً يبلغ ارتفاعه 700 متر، ولكن هناك جذر له يمتد تحت سطح الماء لعمق 3 كيلو متر، وقد كانت جذور الجبال الجليدية سبباً في غرق الكثير من السفن، لأن البحارة لم يكونوا يتصورون أن كل جبل جليدي له جذر يمتد عميقاً تحت سطح البحر. ويبلغ وزن هذا الجذر أكثر من 300 مليون طن. هذه الحقيقة العلمية لم يكن أحد يعلمها زمن نزول القرآن، ولكن القرآن أشار إليها وعبر تعبيراً دقيقاً بقوله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ: 7]. تأملوا معي كيف أن هذا الجيل يشبه إلى حد كبير الوتد المغروس في الأرض!

    A suivre..

    Moonlight
    Membre

    (ذي القرنيين)لماذا سمي بهذا؟؟؟وهل كان نبياً؟؟؟
    [[ وأما الاختلاف في السبب الذي سمي به، فقيل:
    إنه كان ذا ضفيرتين من شعر فسمي بهما؛ ذكره الثعلبي وغيره. والضفائر قرون الرأس؛ ومنه قول الشاعر:
    فلثمت فاها آخذا بقرونها شرب النزيف ببرد ماء الحشرج
    وقيل: إنه رأى في أول ملكه كأنه قابض على قرني الشمس، فقص ذلك، ففسر أنه سيغلب ما ذرت عليه الشمس، فسمي بذلك ذا القرنين.

    وقيل: إنما سمي بذلك، لأنه بلغ المغرب والمشرق فكأنه حاز قرني الدنيا. وقالت طائفة: إنه لما بلغ مطلع الشمس كشف بالرؤية قرونها فسمي بذلك ذا القرنين؛ أو قرني الشيطان بها.
    وقال وهب بن منبه: كان له قرنان تحت عمامته.
    وسأل ابن الكواء عليا رضي الله تعالى عنه عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا؟ فقال ( لاذا ولاذا، كان عبدا صالحا دعا قومه إلى الله تعالى فشجوه على قرنه، ثم دعاهم فشجوه على قرنه الآخر، فسمي ذا القرنين )]]…..
    ..( وبالجملة فإن الله تعالى مكنه وملكه ودانت له الملوك،
    فروي أن جميع ملوك الدنيا كلها أربعة:
    مؤمنان وكافران؛
    فالمؤمنان سليمان بن داود وإسكندر، والكافران نمرود وبختنصر؛ وسيملكها من هذه الأمة خامس لقوله تعالى: « ليظهره على الدين كله » [التوبة: 33] وهو المهدي .
    وقد قيل: إنما سمي ذا القرنين لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت شريف من قبل أبيه وأمه
    وقيل: لأنه أنقرض في وقته قرنان من الناس وهو حي
    وقيل: لأنه كان إذا قاتل قاتل بيديه وركابيه جميعا.
    وقيل: لأنه أعطي علم الظاهر والباطن.!!!
    وقيل: لأنه دخل الظلمة والنور.
    وقيل: لأنه ملك فارس والروم ).
    من تفسير القرطبي-رحمه الله-سورة الكهف.
    [وفي علة تسميته بذي القرنين عشرة أقوال:
    أحدها: أنه دعا قومه الى الله تعالى، فضربوه على قرنه فهلك، فغبر زمانا، ثم بعثه الله، فدعاهم الى الله فضربوه على قرنه الآخر فهلك، فذانك قرناه، قاله علي –رضي الله عنه-.
    والثاني: أنه سمي بذي القرنين، لأنه سار الى مغرب الشمس وإلى مطلعها، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
    والثالث: لأن صفحتي رأسه كانتا من نحاس.!!!
    والرابع: لأنه رأى في المنام كأنه امتد من السماء الى الأرض وأخذ بقرني الشمس، فقص ذلك على قومه، فسمي بذي القرنين.
    الخامس: لأنه ملك الروم وفارس.
    والسادس: لأنه كان في رأسه شبه القرنين، رويت هذه الأقوال الأربعة عن وهب بن منبه.
    والسابع: لأنه كانت له غديرتان من شعر، قاله الحسن. قال ابن الأنباري: والعرب تسمي الضفيرتين من الشعر غديرتين، وجميرتين، وقرنين؛ قال: ومن قال سمي بذلك لأنه ملك فارس والروم، قال: لأنهما عاليان على جانبين من الأرض. يقال لهما: قرنان.
    والثامن: لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت ذوي شرف.
    والتاسع: لأنه انقرض في زمانه قرنان من الناس، وهو حي.
    والعاشر: لأنه سلك الظلمة والنور، ذكر هذه الأقوال الثلاثة أبو اسحاق الثعلبي. ] زاد المسير للأبن الجوزي،تفسير سورة الكهف
    هل كان نبياً؟؟؟
    [قوله تعالى: « قلنا يا ذا القرنين » قال القشيري أبو نصر:
    إن كان نبيا فهو وحي،
    وإن لم يكن نبيا فهو إلهام من الله تعالى].القرطبي
    وقال أبن الجوزي في الزاد:[اختلفوا هل كان نبياً، أم لا؟ على قولين:
    أحدهما:
    أنه كان نبياً، قاله عبد الله بن عمرو، والضحاك بن مزاحم.
    والثاني:
    أنه كان عبداً صالحاً، ولم يكن نبياً، ولا ملكا، قاله علي رضي الله عنه-.
    وقال وهب: كان ملكا، ولم يوح إليه.]

    #268210
    Moonlight
    Membre

    كيف يعذب إبليس بالنار وهو مخلوق منها ؟
    هل إبليس سوف يدخل النار ؟ وكيف يدخل النار وهو مخلوق من نار ؟ وهل هناك شيء يؤكد كيف سيعذب إبليس ؟
    .

    الحمد لله

    أولاً :

    أمَّا أن إبليس سيدخل جهنم خالداً فيها : فهذا مما لا شك فيه ، وقد ذكر الله تعالى مصيره في الآخرة في عدة آيات ، ومنها :

    1. قال تعالى : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ … قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ) الأعراف/12– 18 .

    قال الطبري :

    وهذا قسم من الله جلّ ثناؤه ، أقسم أن من اتبع من بني آدم عدوَّ الله إبليس وأطاعه : أن يملأ جهنم من جميعهم يعني : من كفرة بني آدم أتباع إبليس ، ومن إبليس وذرّيته  » انتهى باختصار وتصرف يسير .

    « تفسير الطبري » (8/139) .

    2. وقال تعالى : ( قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ … إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) الحجر/32– 44 .

    قال الشنقيطي رحمه الله :

    وكل آية فيها ذِكر إضلال إبليس لبني آدم بيَّن فيها أن إبليس وجميع من تبعه كلهم في النار كما قال هنا : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ) .

    « أضواء البيان » (3/131) .

    3. وقال تعالى : ( قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) ص/84، 85 .

    4. وقال تعالى حاكياً قول الجن : ( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً . وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) الجن/14، 15 .

    ثانياً :

    أما كيف يعذَّب إبليس في النار وقد خُلق من النار : فالجواب عنه :

    أنه لا يلزم من كون الجن خلقوا من نار أن يكونوا الآن ناراً ، كما أن الإنس خلقوا من تراب وليسوا الآن تراباً .

    قال أبو الوفاء بن عقيل :

     » أضاف الشياطين والجان إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار ، والمراد به في حق الإنسان أن أصله الطين ، وليس الآدمي طيناً حقيقة ، لكنه كان طيناً ، كذلك الجان كان ناراً في الأصل  » انتهى .

    « لقط المرجان في أحكام الجان » (ص 33) بواسطة « عالم الجن والشياطين » (ص 58) .

    وإذا كان الإنس خلقوا من تراب وقليل منه يؤذيهم ، وإن دفنوا تحته ماتوا ، وإن ضربوا به (الفخار مثلا) جرحوا أو ماتوا ، فكذلك ليس غريباً أن يكون الجن قد خلقوا من النار ، ويعذبون بنار جهنم .

    والجن خلقهم الله تعالى من نار ، ولكنهم ليسوا الآن ناراً ، والأدلة على ذلك كثيرة ، منها :

    1. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حتى وجدت برد لسانه على يدي ، ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى يراه الناس ) رواه النسائي في « السنن الكبرى » ( 6 / 442 ) ، وصححه ابن حبان ( 6 / 115 ) .

    2. عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك ثم قال : ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا ، فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك ، قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ، ثلاث مرات ، ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة . رواه مسلم ( 542 ) .

    فمن هذين الحديثين يتبين لنا أن الجن الآن ليسوا ناراً ؛ ويدل على ذلك : ما وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم من برد لسان الشيطان ، كما في الحديث الأول ، وأن الشيطان لو كان باقيًا على ناريته ما احتاج أن يأتي بشهاب ليجعله في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما استطاع الولدان أن يلعبوا به .

    3. ومن الأدلة – كذلك – : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) رواه البخاري ( 1933 ) ومسلم ( 2175 ) .

    ولو كان الشيطان ناراً لاحترق الإنسان ؛ لأن الشيطان داخله ، فتبين الفرق بين كون الشيطان ناراً وكونه مخلوقاً من نار .

    ولو كان الشيطان ناراً الآن –على سبيل الفرض- وأراد الله أن يعذبه بنار جهنم ، فإن الله تعالى على كل شيء قدير ، ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى .

    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب

    هل اللغة العربية هي لغة أهل الجنة
    نريد أن نعرف ما هي لغة أهل الجنة وهل هي العربية ؟.

    الحمد لله

    لم يرد في القرآن أو في السنة الصحيحة – فيما نعلم – بيان اللغة التي يتكلم بها أهل الجنة ، والوارد في ذلك حديث لا يصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم ، وبعض الآثار .

    فقد روى الطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا العرب لثلاث لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي ) .

    وهذا الحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع ، وقال الذهبي : أظن الحديث موضوعا ، وقال الألباني في السلسة الضعيفة (رقم 160) : موضوع .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :  » وكذلك روى أبو جعفر محمد بن عبد الله الحافظ الكوفي المعروف بمطين حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن زيد الأشعري حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحب العرب لثلاث : لأنه عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي ) قال الحافظ السلفي : هذا حديث حسن . فما أدري أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين ، أو حسن متنه على الاصطلاح العام ، وأبو الفرج بن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات ، وقال : قال الثعلبي : لا أصل له ، وقال ابن حبان : يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الأثبات ، فبطل الاحتجاج به ، والله أعلم  » انتهى من « اقتضاء الصراط المستقيم » (1/158) .

    وروى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي ) .

    قال الألباني في السلسلة الضعيفة رقم 161 : موضوع .

    والحاصل أنه لم يرد دليل صحيح يبين اللغة التي يتكلم بها أهل الجنة ، ولهذا يتعين السكوت عن هذه المسألة وعدم الخوض فيها وتفويض علمها إلى الله تعالى ؛ والانشغال بما يترتب عليه عمل ينفع في تلك الدار .

    سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : بماذا يخاطب الناس يوم البعث ؟ وهل يخاطبهم الله تعالى بلسان العرب ؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية وأن لسان أهل الجنة العربية ؟

    فأجاب :  » الحمد لله رب العالمين لا يُعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا ؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك ولا رسوله عليه الصلاة والسلام ، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين ، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي ، ولا نعلم نزاعا في ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم ، بل كلهم يكفون عن ذلك لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول … ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين ، فقال ناس : يتخاطبون بالعربية ، وقال آخرون : إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية ، وهى لغتهم في النار . وقال آخرون : يتخاطبون بالسريانية لأنها لغة آدم وعنها تفرعت اللغات . وقال آخرون : إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون بالعربية . وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها لا من طريق عقلٍ ولا نقل بل هي دعاوى عارية عن الأدلة والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم  » انتهى من « مجموع الفتاوى » (4/299).

    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب

    أهل الجنة سالمون من التشوهات والعيوب الخلقية
    هل يدخل المؤمن الجنة بعيوبه الخلقية مثل التشوهات الخلقية والسمنة ، أم إنه يكون كاملا جسديا ؟ .

    الحمد لله

    الذي دلت عليه النصوص أن أهل الجنة يكونون على أجمل هيئة ، وأحسن خلقة ، جردا مردا ، على صورة أبيهم آدم عليه السلام ، كما روى الترمذي (2468) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاثِينَ أَوْ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً ) والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي .

    والأجرد : الذي لا شعر له على جسده .

    والأمرد : الذي لا لحية له .

    وروى الترمذي أيضا(2462) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

    ( أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ لا يَفْنَى شَبَابُهُمْ وَلا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ ) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

    وروى البخاري (3006) ومسلم (5063) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ ، أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ ، لا اخْتِلافَ بَيْنَهُمْ وَلا تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ).

    والألوة : العود .

    فهذا وغيره يدل على أن أهل الجنة تتبدل هيآتهم لتكون على أحسن الهيآت ، فليس فيهم تشوهات ولا غيرها مما يعيب .

    وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .

    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب

    #268209
    Moonlight
    Membre

    منازل ودرجات الجنة والنار وأعمالهما
    كم جنة ونار يوجد ؟ وكيف تختلف مراتبها ؟ وماذا يجب أن تفعل لتكون في كل مستوى ؟.

    الحمد لله

    أولاً :

    من حيث العدد هي نارٌ واحدة وجنة واحدة ، لكن كل منهما درجات ومنازل . وقد يأتي في السُنَّة ذكر الجنة بالجمع وليس المراد تعدد جنس الجنة وإنما الإشارة إلى عظمتها ودرجاتها وأنواعها أو إلى عظمة أجر من يدخلها كما في حديث أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ قَالَ يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ ـ وفي رواية إنها جنان كثيرة ـ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى ) رواه البخاري(2809)

    ثانياً :

    تختلف دركات النار باختلاف كفر أهلها في الدنيا ، والمنافقون في الدرك الأسفل منها كما قال ربنا تبارك وتعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا ) النساء/145 وأخف دركاتها – والعياذ بالله – ما أشار إليه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما رواه النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ ـ وفي رواية توضع في أخمص قدميه جمرتان ـ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِ الْمِرْجَلُ ـ إي القِدْر ـ مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابًا وَإِنَّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا ) رواه البخاري (6562) ومسلم (212) ، وجاء تعيينه في إحدى روايات مسلم بأنه أبو طالب عم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خفف الله تعالى عليه لما كان له من دور في حماية الإسلام في بداياته . ثالثاً :

    لا يُعرف تحديداً عدد درجات الجنة ، وقد قيل إنها بعدد آيات القرآن الكريم أخذا من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  » يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها  » . رواه أبو داود ( 1464 ) والترمذي ( 2914 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

    قال المنذري في الترغيب : قال الخطابي : جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة في الآخرة , فيقال للقارئ ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن , فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة , ومن قرأ جزءا منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك , فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة .  » الترغيب والترهيب  » ( 2 / 228 ) .

    لكن في كلامه هذا نظر؛ لأن الحديث في بيان  » منازل  » الحفظة وليس في درجاتهم ، وتختلف الدرجات باختلاف العاملين في الدنيا ، كما أن هناك أعمال أخرى يتفاضل الناس بها كالصِّدِّيقيَّة والجهاد وغيرها فعليه لا يلزم أن يكون صاحب القرآن الحافظ لأكمله في أعلى درجات الجنة على الإطلاق .

    وأعلى درجات الجنة هي الفردوس كما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « .. فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، فوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة  » . رواه البخاري ( 2637 ) ومسلم ( 2831 ) .

    ومعنى  » أوسط الجنة  » أي : أفضلها وأعدلها ، ومثله قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } .

    وقد جاءت السنَّة ببيان بعض الأعمال وبيان درجات أهلها ، ومنها :

    1. الإيمان بالله والتصديق بالمرسلين

    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  » إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر أي النجم في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم ، قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال : بلى ، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين  » . رواه البخاري ( 3083 ) ومسلم ( 2831 ) .

    2. الجهاد في سبيل الله

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  » .. إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض  » . رواه البخاري ( 2637 ) .

    3. وقد يحصِّلها الصادق في سؤاله للشهادة بصدق

    عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  » من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه  » . رواه البخاري ( 1909 ) .

    4. الإنفاق في سبيل الله

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون …) رواه البخاري ( 807 ) ومسلم ( 595 ) .

    5. إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة

    عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  » ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط . رواه مسلم ( 251 ) .

    6. حافظ القرآن

    لحديث عبد الله بن عمرو الذي سبق ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  » يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها  » . رواه أبو داود ( 1464 ) والترمذي ( 2914 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

    فعلى من سمت همته أن يتطلع للأعلى ، ويعمل لينال رضي الله ، ويدخل جنة الفردوس ، وها هي الأعمال قد وعد الله أهلَها بتلك الدرجات ، فكم بين زهد الناس عنها وتشميرهم لها .

    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب

    خلود أهل النار في النار
    هل عذاب أهل النار في النار إلى ما لا نهاية له ؟ أم أنه سوف يأتي عليه وقت وينتهي ؟.

    الحمد لله

    بقاء أهل النار في النار معذبين لا نهاية له ، فهو بقاء إلى الأبد . وقد دل على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة .

    سئل الشيخ ابن عثيمين : هل النار مؤبدة أو تفنى ؟

    فأجاب :

    « المتعيّن قطعاً أنها مؤبدة ولا يكاد يعرف عند السلف سوى هذا القول ، ولهذا جعله العلماء من عقائدهم ، بأن نؤمن ونعتقد بأن النار مؤبدة أبد الآبدين ، وهذا الأمر لا شك فيه ، لأن الله تعالى ذكر تأبيد النار في ثلاثة مواضع في القرآن :

    الأول : في سورة النساء في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)

    والثاني : في سورة الأحزاب : (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً* خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً).

    والثالث : في سورة الجن : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)

    ولو ذكر الله عز وجل التأبيد في موضع واحد لكفى ، فكيف وقد ذكره في ثلاثة مواضع ؟! ومن العجب أن فئة من العلماء ذهبوا إلى أن النار تفنى بناء على علل عليلة لمخالفتها لمقتضى الكتاب والسنة وحرفوا من أجلها الكتاب والسنة فقالوا : إن « خالدين فيها أبداً » أي : ما دامت موجودة .

    وكيف يصح هذا ؟! إذا كانوا خالدين فيها أبداً ، لزم أن تكون هي مؤبدة أنهم خالدون « فيها » فهم كائنون فيها ، وإذا كان الإنسان خالداً مؤبداً تخليدُه ، لزم أن يكون مكان الخلود مؤبداً ، لأنه لو فني مكان الخلود ما صح تأبيد الخلود ، والآية واضحة جداً . والتعليلات الباردة المخالفة للنص مردودة على صاحبها ، وهذا الخلاف الذي ذكر عن فئة قليلة من أهل العلم خلاف مطرح لأنه مخالف للنص الصريح الذي يجب على كل مؤمن أن يعتقده ، ومن خالفه لشبهة قامت عنده فيعذر عند الله ، لكن من تأمل نصوص الكتاب والسنة عرف أن القول بتأبيدها هو الحق الذي لا يحق العدول عنه » اهـ .

    مجموع فتاوى ابن عثيمين (2/55-56) .

    وجاء في  » فتاوى اللجنة الدائمة » :

    « قامت الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة على أن النار لا تفنى ، وعلى تخليد الكافرين في النار ، وأنهم لا يخرجون منها ، قال الله تعالى : ) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) وقال : ) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ) ، وقال : ( وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) . وقال : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) , وقال : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) وقال : )إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ* وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُون) .

    وقال : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) إلى أن قال : (كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ). وقال : (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ* لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) . وقال : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) وقال : ( إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً) إلى أن قال : (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً) .

    إلى غير ذلك من الآيات التي يدل كل منها على تخليد الكفار في النار وعدم خروجهم منها وعدم فنائها ، فإذا اجتمعت كانت دلالتها على ذلك أقوى وأبعد عن التأويل » اهـ .

    الإسلام سؤال وجواب

    ماذا يحصل للمرأة في الجنة إذا كان زوجها من أهل النار؟

    لقد ذكر في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة العديد من الأذكار التي تصف ما سوف يجده المسلم الداخل إلى الجنة بإذن الله من ثواب ونعم وأخص بالذكر هنا الحور العين إضافة إلى أن يجمعه الله تعالى بزوجته إذا كانت من المؤمنات الصالحات .
    وسؤالي هو : ماذا ينتظر المرأة المؤمنة الصالحة الداخلة إلى الجنة خصوصا إذا كان الزوج غير صالح ، ومن أصحاب جهنم والعياذ بالله ؟.

    الحمد لله

    نسأل الله أن يجعلنا وإياك من أهل الجنة ، مع سائر الأهل والأحبة .

    إذا دخل زوج المرأة معها الجنة ، كان زوجَها هناك أيضا ، أما إذا كان من أهل النار ، أو كانت الفتاة لم تتزوج في الدنيا ، فإنها تزوج برجل من أهل الجنة .

    سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ما نصه : إذا كانت المرأة من أهل الجنة ولم تتزوج في الدنيا ، أو تزوجت ولم يدخل زوجها الجنة فمن يكون لها ؟

    فأجاب :  » الجواب يؤخذ من عموم قوله تعالى : ( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ) فصلت/31 ، ومن قوله تعالى : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) الزخرف/71 ، فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج ، أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال ، وهم –أعني من لم يتزوجوا من الرجال- لهم زوجات من الحور ، ولهم زوجات من أهل الدنيا إذا شاءوا واشتهت ذلك أنفسهم .

    وكذلك نقول بالنسبة للمرأة إذا لم تكن ذات زوج ، أو كانت ذات زوج في الدنيا ولكنه لم يدخل معها الجنة أنها إذا اشتهت أن تتزوج فلابد أن يكون لها ما تشتهيه لعموم هذه الآيات  » اهـ من مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين 2/52

    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب

    صفات الحور العين في الكتاب والسنة

    ما وصف الحور العين مما ورد في الكتاب والسنة ؟ والزوجة الصالحة في الدنيا ماذا يكون شكلها أو وصفها في الجنة إذا أراد الله لها الجنة ؟ .

    الحمد لله

    أولاً :

    إن رضى الرحمن ودخول الجنان هو غاية ما يتمناه المؤمن والمؤمنة ، فإذا خرج من الدنيا وقد فاز برضوان الله فليبشر بعد ذلك بالخير كله ، فإذا دخل الجنة فلا يسأل بعد ذلك عن النعيم المقيم ، الذي لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على قلب بشر ، فيحصل له كل ما يتمناه بأحسن أحواله ، وكل ما يطلبه مجاب ، وكل ما يشتهيه في متناوله ، ولا يمكن أبداً أن يجد ما يعكر صفوه لأنه في ضيافة الرحمن كما قال سبحانه : ( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ . نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) فصلت/31،32 .

    ومن أحسن ما تشتهيه الأنفس في الآخرة للرجال نساء الجنة ، وهن الحور العين ، وللنساء ما يقابله من النعيم ، ومن حكمة الله العظيمة أن الله لم يذكر ما للنساء مقابل الحور العين للرجال ، لأن ذلك من دواعي الخجل وشدة الحياء ، فكيف يرغبهن في الجنة بما يثير حياءهن ويستحيين من ذكره والكلام فيه ، فاكتفى سبحانه بالإشارة إليه كما في قوله : ( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ ) فصلت/31 .

    وقد جاء في كتاب الله تعالى وصف للحور العين في أكثر من موضع ، ومن ذلك :

    1. قوله تعالى في ذكر جزاء أهل الجنة : ( وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) الواقعة/22، 23 .

    قال السعدي رحمه الله :

     » أي : ولهم حور عين ، والحوراء : التي في عينها كحل وملاحة ، وحسن وبهاء ، والعِين : حسان الأعين وضخامها ، وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها .

    ( كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) أي : كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي ، المستور عن الأعين والريح والشمس ، الذي يكون لونه من أحسن الألوان ، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه ، فكذلك الحور العين ، لا عيب فيهن بوجه ، بل هن كاملات الأوصاف ، جميلات النعوت . فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر  » انتهى .

     » تفسير السعدي  » (ص 991) .

    2. قوله تعالى : ( كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ) الرحمن/58 .

    قال الطبري رحمه الله :

     » قال ابن زيد في قوله ( كأنهن الياقوت والمرجان ) : كأنهن الياقوت في الصفاء , والمرجان في البياض ، الصفاء صفاء الياقوتة ، والبياض بياض اللؤلؤ  » انتهى .

     » تفسير الطبري  » ( 27 / 152 ) .

    3. قوله تعالى في وصف نساء الجنة في سورة الواقعة : ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً . فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا . عُرُبًا أَتْرَابًا ) الواقعة/35-37 .

    قال ابن كثير رحمه الله :

     » قوله ( عُرُباً ) : قال سعيد بن جبير عن ابن عباس يعني : متحببات إلى أزواجهن ، وعن ابن عباس : العُرُب العواشق لأزواجهن , وأزواجهن لهن عاشقون ………

    وقوله ( أَتْرَابا ) قال الضحاك عن ابن عباس يعني : في سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة ……..

    وقال السدي : ( أترابا ) أي : في الأخلاق المتواخيات بينهن ليس بينهن تباغض ولا تحاسد ، يعني : لا كما كن ضرائر متعاديات  » انتهى .

     » تفسير ابن كثير  » ( 4 / 294 ) .

    وقال الحافظ ابن حجر :

    عن مجاهد في قوله ( عُرُباً أتراباً ) قال : هي المحببة إلى زوجها .

     » فتح الباري  » ( 8 / 626 ) .

    4. وقال تعالى في وصفهن : ( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ) الرحمن/70 .

    قال ابن القيم :

    ووصفهن بأنهن خيرات حسان وهو جمع خَيْرة وأصلها خَيّرة وهي التي قد جمعت المحاسن ظاهرا وباطنا , فكمل خلقها وخلقها فهن خيرات الأخلاق , حسان الوجوه .

     » روضة المحبين  » ( ص 243 ) .

    5. ووصفهن بالطهارة فقال : ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة/25 .

    قال ابن القيم :

    ووصفهن بالطهارة فقال : ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) طهرن من الحيض والبول والنجو (الغائط) وكل أذى يكون في نساء الدنيا ، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وتجنيهن عليهم وإرادة غيرهم .

     » روضة المحبين  » ( ص 243 ، 244 ) .

    6. ووصفهن تعالى بأنهن قاصرات أطرافهن عن غير أزواجهن فقال : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ) الرحمن/56 ، وقال : ( حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) الرحمن/72 .

    قال ابن القيم :

    ووصفهن بأنهن ( مقصورات في الخيام ) أي : ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن ، بل قد قُصِرْن على أزواجهن ، لا يخرجن من منازلهم ، وقَصَرْنَ عليهم فلا يردن سواهم ، ووصفهن سبحانه بأنهن ( قاصرات الطرف ) وهذه الصفة أكمل من الأولى ، فالمرأة منهن قد قصرت طرفها على زوجها من محبتها له ورضاها به فلا يتجاوز طرفها عنه إلى غيره .

     » روضة المحبين  » ( ص 244 ) .

    هذا طرف من ذكرهن في القرآن ، وقد جاء في السنة ما تحار فيه العقول في وصف جمالهن وحسنهن ، ومن ذلك :

    1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر , ثم الذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة , قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض , لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين , يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم من الحسن ) رواه البخاري ( 3081 ) ومسلم ( 2834 ) .

    قال ابن حجر رحمه الله :

    الحور التي يحار فيها الطرف يبان مخ سوقهن من وراء ثيابهن , ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون .

     » فتح الباري  » ( 8 / 570 ) .

    2. وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما , ولملأت ما بينهما ريحا , ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) رواه البخاري ( 2643 ) .

    فلو أطلت بوجهها لأضاءت ما بين السماء والأرض ، فأي نور وجمال في وجهها ! وطيبُ ريحها يملأ ما بين السماء والأرض ، فما أجمل ريحها !

    وأما لباسها ؛ فإن كان المنديل الذي تضعه على رأسها خير من جمال الدنيا وما فيها من متاع وروعة وطبيعة خلابة وقصور شاهقة وغير ذلك من أنواع النعيم ، فسبحان خالقها ما أعظمه ، وهنيئا لمن كانت له وكان لها .

    ثانياً :

    وحال المؤمنة في الجنة أفضل من حال الحور العين وأعلى درجة وأكثر جمالا ، وقد ورد في ذلك بعض الأحاديث والآثار ولكن لا يثبت منها شيء ، ولكن المرأة الصالحة من أهل الدنيا إذا دخلت الجنة فإنما تدخلها جزاء على العمل الصالح وكرامة من الله لها لدينها وصلاحها ، أما الحور التي هي من نعيم الجنة فإنما خلقت في الجنة من أجل غيرها وجعلت جزاء للمؤمن على العمل الصالح ، وشتان بين من دخلت الجنة جزاء على عملها الصالح ، وبين من خلقت ليُجَازَى بها صاحب العمل الصالح ، فالأولى ملكة سيدة آمرة ، والثانية على عظم قدرها وجمالها إلا أنها لا شك دون الملكة وهي مأمورة من سيدها المؤمن الذي خلقها الله تعالى جزاء له .

    سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل الأوصاف التي ذكرت للحور العين تشمل نساء الدنيا ؟

    فأجاب :

    الذي يظهر لي أن نساء الدنيا يكنَّ خيراً من الحور العين ، حتى في الصفات الظاهرة ، والله أعلم .

     » فتاوى نور على الدرب  » .

    نسأل الله العظيم أن يؤتينا أفضل ما يؤتي عباده الصالحين .

    والله أعلم .

    #268208
    Moonlight
    Membre

    لماذا النساء في النار أكثر من الرجال

    لماذا عدد النساء أكبر من عدد الرجال في جهنم ؟ .

    الحمد لله
    ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النساء هن أكثر أهل النار فعن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء)َ . رواه البخاري 3241 ومسلم 2737 .

    أما سبب ذلك فقد سُئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبَيَّن الجواب :

    فعَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ) قَالُوا : بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : ( بِكُفْرِهِنَّ ) قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ، قَالَ : ( يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ) رواه البخاري 1052 .

    وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ : ( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ) فَقُلْنَ : وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: ( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ) قُلْنَ : وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ) قُلْنَ : بَلَى ، قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ) قُلْن َ: بَلَى ، قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ) رواه البخاري 304 .

    وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ يَوْمَ الْعِيدِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلالٍ فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ فَقَالَ : ( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ ) فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فَقَالَتْ : لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ) قَالَ : فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ . رواه مسلم 885 .

    وينبغي على الأخوات المؤمنات اللاتي يعلمن بهذا الحديث أن يكون تصرفهن كتصرف هؤلاء الصحابيات اللاتي لما علمن بهذا عملن من الخير ما يكون بإذن الله سبباً في إبعادهن من أن يدخلن ضمن هؤلاء الأكثر .

    فنصيحتنا للأخوات الحرص على التمسك بشعائر الإسلام وفرائضه لاسيما الصلاة والبعد عما حرمه الله سبحانه وتعالى وبخاصة الشرك بصوره المتعددة التي تنتشر في أوساط النساء مثل طلب الحاجات من غير الله وإتيان السحرة والعرافين ونحو ذلك .

    نسأل الله أن يبعدنا وجميع إخواننا وأخواتنا عن النار وما قرّب إليها من قول أو عمل .

    ما حكم رسم الفنان للجنة تخيلا

    ما حكم رسم الفنان للجنة تخيلا بما وصفها الرسول صلى الله على وسلم ؟.

    الحمد لله
    لا يجوز ، ولا يمكن لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن ربه عز وجل في وصف الجنة : ( أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ . فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) . رواه البخاري (3244) ومسلم (3824) .

    وهذا الرسم يؤدي إلى التقليل والتهوين من نعيم الجنة فنكتفي بالوصف كما ورد في القرآن الكريم والسنة وكما عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ، والله الموفق .

    الإسلام سؤال وجواب
    الشيخ محمد صالح المنجد

    كم تكون أعمار أهل الجنة

    كم تكون أعمار الناس في الجنة ؟ وهل سيكبرون ؟ أم سيبقون كما دخلوها أول مرة ؟ ولماذا ؟.

    الحمد لله

    أعدَّ الله الجنة كرامة لأوليائه الذين أطاعوه في الدنيا ، وصبروا على امتثال أمره واجتناب نهيه ، وجعل فيها كل محبوب لهم كما قال سبحانه : ( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين و أنتم فيها خالدون ) الزخرف/71 ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ، فاقرؤوا إن شئتم (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) البخاري 3244 مسلم 2824 . و تبعا لهذا فنحن نؤمن أن حال من يدخل الجنة هو أكمل الحالات وأفضلها وأعلاها من كل الوجوه ، سواء علمنا تفاصيل ذلك أم لم نعلم ، وإن كان العلم بالتفاصيل في بعض الأحوال مما يزيد من همة المسلم ورغبته في فعل الخير .

    ومن هذه الأحوال التي هي أكمل الأحوال أعمارُ أهل الجنة ، وقد ورد فيها الحديث بأنهم يدخلونها « أبناء ثلاث وثلاثين » رواه الترمذي 2545 وحسنه الألباني في تخريج المشكاة 5634 . قال ابن القيم رحمه الله عن هذا السن إن فيه من الحكمة ما لا يخفى فإنه أبلغ وأكمل في استيفاء اللذات ، لأنه أكمل سن القوة . (حادي الأرواح ص 111) .

    أما زيادة أعمارهم من عدمها فقد وردت أحاديث لا تَثْبُت فيها أنهم لا تزيد أعمارهم ، و الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ( لا يفنى شبابهم ) رواه الترمذي 2539 وحسنه الألباني في صحيح الترمذي 2062 ، وأيّاً كان الحال فإن من المتقرر من القاعدة السابقة أنهم يكونون في أكمل حال ، فهم باقون في سن الشباب دائماً وأبداً ، نعيمهم يزيد ولا ينقص ، وعيشهم يطيب ولا يُنَغًّص .

    نسأل الله بمنِّه وكرمه ورحمته أن يجعلنا وإيَّاك وجميع المسلمين من أهل تلك الدار ، وأن يعيننا على العمل بدينه ولدينه حتى نلقاه وهو راضٍ عنَّا ، إنه أرحم الراحمين .

    الإسلام سؤال وجواب
    الشيخ محمد صالح المنجد

    معترضة على كون الرجل عنده حور عين يشاركونها في زوجها

    ماذا سيحصل للزوجين في الجنة ؟ سمعت بأن الزوجة ستكون مع زوجها بالإضافة لسبعين من الحور في خدمته . هذا بالنسبة لي ليس عدلاً بالنسبة للمرأة إذا شاركوها في زوجها بهذه الطريقة .

    الحمد لله

    أولاً :

    الواجب على المؤمن التسليم لأحكام الله تعالى الشرعية والقدرية ، قال الله تعالى : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) النور/51.

    وإذا أشكل على المؤمن شيء من أحكام الله تعالى ولم يعرف معناه أو حكمته ، فعليه أن يقول كما قال الراسخون في العلم : ( آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ) آل عمران / 7

    ولا يجوز لمؤمن أن يقول على حكم من أحكام الله تعالى إنه ليس بعدل ، تعالى الله تعالى عن ذلك ، قال الله تعالى : ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) فصلت / 46

    ولا حكم أفضل ولا أحسن من حكم الله تعالى : قال الله تعالى : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) التين / 8 .

    وقال : ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة / 50 .

    ثانياً :

    في هذا السؤال خطآن ومغالطة ، أما الخطأ الأول : فهو قول السائلة بأن الرجل في الجنة سيكون له سبعون من الحور العين ، والذي ثبت في السنَّة الصحيحة أن للشهيد ثنتين وسبعين من الحور العين . وأن أدنى أهل الجنة له زوجتان . ومنهم من له أكثر من ذلك .

    عن المقدام بن معدي كرب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  » للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه  » .

    رواه الترمذي ( 1663 ) وابن ماجه ( 2799 ) . صححه الألباني في صحيح الترمذي .

    وقد ورد ما هو أكثر من ذلك ، رواه أبو نعيم في « صفة الجنة » عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء . يعني في الجنة ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (367) .

    وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ومثل له شجرة ذات ظل … قال : ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان : الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك ، قال : فيقول ما أعطي أحد مثل ما أعطيت .

    رواه مسلم ( 188 ) .

    قال الحافظ :

    وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد أَنَّ أَقَلّ مَا لِكُلِّ وَاحِد مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اهـ .

    ثالثاً :

    وأما الخطأ الثاني فهو قول السائلة إن الحور العين تكون للخدمة ، وهذا غير صحيح ، بل الذي يخدم أهل الجنة إنما الغلمان المخلَّدون .

    قال الله تعالى : { ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون } الطور / 24 ، وقال : { ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً } الإنسان / 19 .

    وأما الحور العين فهنَّ زوجات للرجل في الجنة عدا زوجاته من أهل الدنيا ، قال الله تعالى : { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ } الدخان / 54 ، وقال تعالى : { مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ } الطور / 20 .

    رابعاً :

    وأما المغالطة فهي قول السائلة  » هذا بالنسبة لي ليس عدلاً بالنسبة للمرأة إذا شاركوها في زوجها بهذه الطريقة  » ، إذ العدل إنما هو في أحكام الشرع لا فيما يظنه من لم يعرف الشرع وأحكامه فضلاً عن حكَمه .

    والأخت السائلة تظن أن ما في قلبها من الغيرة وما يعقب ذلك من الكمد والأسى سيبقى معها في الجنة ، وهذا غير صحيح ، ومن هنا جاءت المغالطة في سؤالها .

    قال الله تعالى : { ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } الأعراف / 43 .

    فليس في الجنة إلا النعيم والسرور ، ولا مكان للحقد والغل في قلوب أهل الجنة ، والحور العين خلْق من الله تعالى إكراماً لأهل الجنة زيادة في نعيمهم ، ثم إن الرجل يُعطى قوة مئة رجل في الجماع ، فليس ثمة ما يؤثر كثرة العدد على المرأة ، ولن يكون في قلبها ما يكون في الدنيا تجاه ضرائرها أو تجاه إماء زوجها .

    عن زيد بن أرقم قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :  » إن الرجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والشهوة والجماع  » ، فقال رجل من اليهود : فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة ، قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :  » حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده فإذا بطنه قد ضمر  » . أي : انهضم ما في بطنه من الطعام . ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة / 50 .

    رواه أحمد ( 18827 ) ، وصححه ابن حبان ( 16 / 443 ) ، والشيخ الألباني في  » صحيح الجامع  » ( 1627 ) .

    وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  » يُعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع ، قيل : يا رسول الله أو يطيق ذلك ؟ قال : يُعطى قوة مائة  » .

    رواه الترمذي ( 2536 ) ، وصححه ابن حبان ( 16 / 413 ) ، والشيخ الألباني في  » صحيح الجامع  » ( 8106 ) .

    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب

    النار لا تفنى ولا يفنى أهلها

    توعد الله الكفار والملحدين بالنار ( لابثين فيها أحقابا) فهل عذابهم في النار مستمر أبداً ، إن كان كذلك فهل هذا يتعارض مع عدل الله ورحمته ؟ أم أن عذابهم يستمر لإحقاب الله يعلمها ، إن كان كذلك فما مصيرهم بعد ذلك ؟ ولم يرد ذكرٌ لذلك في القرآن أو السنة ؟.

    الحمد لله
    الذي عليه أهل السنة والجماعة أن النار لا تفنى ولا تبيد ، ولا يخرج منها إلا عصاة الموحدين ، أما الكفرة والملحدون فهم فيها خالدون .

    قال الإمام ابن حزم في كتابه  » مراتب الإجماع « : ( وأن النار حق ، وأنها دار عذاب لا تفنى ، ولا يفنى أهلها بلا نهاية ).

    وقال في كتابه  » الفصل في الملل والأهواء والنحل  » : ( اتفقت فرق الأمة كلها على أنه لا فناء للجنة ولا لنعيمها ، ولا للنار ولا لعذابها ، إلا الجهم بن صفوان وأبا الهذيل العلاف وقوما من الروافض ، فأما جهم فقال : إن الجنة والنار يفنيان ويفنى أهلهما ، وقال أبو الهذيل : إن الجنة والنار لا يفنيان ، ولا يفنى أهلهما ، إلا أن حركاتهم تفنى ، ويبقون بمنزلة الجماد لا يتحركون وهم في ذلك أحياء متلذذون أو معذبون.

    وقالت تلك الطائفة من الروافض : إن أهل الجنة يخرجون من الجنة ، وكذلك أهل النار من النار إلى حيث شاء الله) [ الفصل 4/145 ط. دار الجيل].

    وقال الطحاوي في عقيدته : ( والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ولاتبيدان ).

    وقد تضافرت أدلة الكتاب والسنة على تقرير هذا المعتقد ، فمن ذلك قوله تعالى : ( ولهم عذاب مقيم ) المائدة/37 ، وقوله : ( لا يُفَتَّر عنهم وهم فيه مبلسون ) الزخرف/75 ، وقوله : ( خالدين فيها أبدا) البينة/8 ، وقوله : ( وما هم منها بمخرجين ) الحجر/48 ، وقوله : ( وما هم بخارجين من النار) البقرة/167 ، وقوله : ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) الأعراف/40 ، وقوله : ( لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ) فاطر/36 .

    ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : ( يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح ، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال : يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون : نعم هذا الموت .

    قال : ويقال : يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون : نعم هذا الموت.

    فيؤمر به فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ) « . رواه مسلم (5087) من حديث أبي سعيد الخدري.

    فهذا النص الصحيح الصريح لا يدع مجالا للشك في هذه الحقيقة ، وهي أن أهل النار خالدون فيها لا يموتون ولا يخرجون ، كما أن أهل الجنة في الجنة خالدون .

    قال شارح الطحاوية : ( وقد دلت السنة المستفيضة أنه يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله . وأحاديث الشفاعة صريحة في خروج عصاة الموحدين من النار ، وأن هذا حكم مختص بهم ، فلو خرج الكفار منها لكانوا بمنزلتهم ، ولم يختص الخروج بأهل الإيمان ) انتهى من شرح الطحاوية ص 430 ط. المكتب الإسلامي.

    وأما قوله تعالى عن أهل النار : ( لابثين فيها أحقابا لا يذوقون بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا ) النبأ/23-25 ، فالمراد كما قال القرطبي رحمه الله ( أي ما كثين في النارما دامت الأحقاب ، وهي لا تنقطع ، فكلما مضى حُقُب جاء حُقُب ، والحقب بضمتين : الدهر ، والأحقاب : الدهور ، والحقبة ، بالكسر : السنة ، والجمع حِقب … والحُقْب بالضم والسكون : ثمانون سنة ، وقيل أكثر من ذلك على ما يأتي ، والجمع : أحقاب . والمعنى في الآية : لابثين فيها أحقاب الآخرة التي لا نهاية لها ؛ فحذف الآخرة لدلالة الكلام عليه ؛ إذ في الكلام ذكر الآخرة ، وهو كما يقال : أيام الآخرة ، أي أيام بعد أيام إلى غير نهاية ، وإنما كان يدل على التوقيت لو قال : خمسة أحقاب أو عشرة أحقاب ونحوه . وذكر الأحقاب لأن الحقُب كان أبعد شيء عندهم ، فتكلم بما تذهب إليه أوهامهم ويعرفونها ، وهي كناية عن التأبيد ، أي يمكثون فيها أبدا . وقيل: ذكر الأحقاب دون الأيام لأن الأحقاب أهول في القلوب وأدل على الخلود ، والمعنى متقارب .

    وهذا الخلود في حق المشركين ، ويمكن حمل الآية على العصاة الذي يخرجون من النار بعد أحقاب .

    وقيل : الأحقاب وقت لشربهم الحميم والغساق ، فإذا انقضت فيكون لهم نوع آخر من العقاب ، ولهذا قال ( لابثين فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا ) . انتهى من تفسير القرطبي رحمه الله.

    وأما قوله تعالى : ( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق . خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ) هود/106،107، فقد ذكر القرطبي رحمه الله في تفسيرها أحد عشر قولا كلها تدل على خلود الكفار في النار وتأبيدهم فيها ، ومن هذه الأقوال : ( أن الاستثناء إنما هو للعصاة من المؤمنين في إخراجهم بعد مدة من النار ، وعلى هذا يكون قوله ( فأما الذين شقوا ) عاما في الكفرة والعصاة ، ويكون الاستثناء من ( خالدين ) ، وفي الصحيح من حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  » يدخل ناس جهنم حتى إذا صاروا كالحُممة أخرجوا منها ودخلوا الجنة فيقال هؤلاء الجهنميون » ) . رواه البخاري (6896)

    ومنها : ( أن « إلا » بمعنى  » سوى  » كما تقول في الكلام : ما معي رجل إلا زيد ، ولي عليك ألا درهم إلا الألف التي لي عليك. فالمعنى : ما دامت السموات والأرض سوى ما شاء ربك من الخلود) وقد تركنا ذكر بقية الأوجه اختصارا فراجعها فإنه نافعة جدا.

    وبهذا يعلم أن ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع من خلود النار وأهلها ، لم يعارضه نص صحيح صريح من كتاب الله ولا من سنة رسوله ، ولا من آثار الصحابة والتابعين .

    وبهذا يتم الجواب عن قولك : أم أن عذابهم يستمر لأحقاب الله يعلمها ، إن كان كذلك فما مصيرهم بعد ذلك ؟ ولم يرد ذكرٌ لذلك في القرآن أو السنة ؟

    فيقال : بل ورد ما ذكرنا لك من النصوص ، وغيرها مما لم نذكره ، ما يقرر معتقد أهل السنة في هذه المسألة ، وكون النصوص لم تذكر شيئا عن مصيرهم بعد الأحقاب ، يدل على ما ذكرنا من أنها أحقاب لا تتناهى ، ولا تنقطع ، أعاذنا الله وإياك من ذلك.

    وليس فيما ذكر تعارض مع عدل الله ورحمته ، بل هذا هو مقتضى عدله وحكمته ، كما قال سبحانه : ( والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالح غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير) فاطر/36،37 .

    وقال جل وعلا : ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون. لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. وما ظلمناهم ولكن هم الظالمون . ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون . لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ) الزخرف/74-78.

    وقال سبحانه : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين . مالكم كيف تحكمون) القلم/34،35

    وقال : ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون ) الجاثية/21،22

    وقال : ( إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون) يونس/4.

    ومن تدبر هذه الآيات المباركات أيقن أن الله حكيم عليم رحيم لا يظلم الناس مثقال ذرة ، وما ربك بظلام للعبيد.

    وهو سبحانه ( لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) الأنبياء/23

    والله أعلم.

    #268207
    Moonlight
    Membre

    مصير الأطفال الذين ماتوا صغارا في الجنة أم في النار
    السؤال :
    هل جميع الأطفال الذين ماتوا قبل البلوغ سيدخلون الجنة أم الأطفال الذين آباؤهم مسلمون فقط ؟.

    الجواب :
    الحمد لله

    الكلام يكون إن شاء الله في مقامين :

    الأول : مصير أطفال المسلمين .

    والثاني : مصير أطفال الكفار .

    = أما الأول : وهو مصير أطفال المسلمين :

    فقد قال ابن كثير رحمه الله : فأما ولدان المؤمنين فلا خلاف بين العلماء كما حكاه القاضي أبو يعلى بن الفراء الحنبلي عن الإمام أحمد أنه قال : لا يختلف فيهم أنهم من أهل الجنة . وهذا هو المشهور بين الناس ( أي عامة العلماء ) وهو الذي نقطع به إن شاء الله عز وجل أ.هـ  » تفسير القرآن العظيم  » ( 3 / 33 ) .

    وقال الإمام أحمد رحمه الله : من يشك أن أولاد المسلمين في الجنة ؟!

    وقال أيضا : إنه لا اختلاف فيهم . أ.هـ  » حاشية ابن القيم على سنن أبي داود  » ( 7/ 83) .

    وقال الإمام النووي : أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة ؛ لأنه ليس مكلفا . أ.هـ  » شرح مسلم  » (16 / 207) .

    وقال القرطبي : إن قول أنهم في الجنة هو قول الأكثر ، وقال : وقد أنكر بعض العلماء الخلاف فيهم.  » التذكرة  » (2/328) .

    = وأما الثاني : وهو مصير أطفال الكفار :

    فقد اختلف العلماء فيه إلى أقوال :

    1. أنَّهم في الجنَّة – وبعضهم يقول : إنَّهم على الأعراف ، ومردُّ هذا القول أنَّهم في الجنَّة لأن هذا هو حال أهل الأعراف – . وهو قول الأكثر من أهل العلم كما نقله عنهم ابن عبد البر في  » التمهيد  » (18/96) .

    ودليلهم :

    أ . حديث سمرة رضي الله عنه : أنه عليه السلام رأى مع إبراهيم عليه السلام أولاد المسلمين وأولاد المشركين . رواه البخاري (6640 ) .

    ب . عن حسناء بنت معاوية من بني صريم قالت حدثني عمي قال قلت يا رسول الله من في الجنة قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والوئيد في الجنة . رواه الإمام أحمد ( 5/409 ) . ضعفه الألباني في  » ضعيف الجامع  » (5997) .

    2. أنَّهم مع آبائهم في النار . وقد نسب القاضي أبو يعلى هذا القول لأحمد ! وغلَّطه شيخ الإسلام جدّاً . انظر  » حاشية ابن القيم على سنن أبي داود  » (7/ 87) .

    ودليلهم :

    أ . عن سلمة بن قيس الأشجعي قال أتيت أنا وأخي النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا إن أُمّنا ماتت في الجاهلية وكانت تقري الضيف وتصل الرحم وأنها وأدت أختا لنا في الجاهلية لم تبلغ الحنث فقال الوائدة والمؤودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم .

    والحديث حسنه الحافظ ابن كثير في  » التفسير  » ( 3/ 33) ، ومن قبله ابن عبد البر في  » التمهيد  » ( 18/120 ) .

    ب . ولهم أحاديث أخرى ، لكنها ضعيفة .

    3. التوقف فيهم . وهو قول حماد بن زيد وحماد بن سلمة وابن المبارك وإسحاق بن راهويه .

    دليلهم :

    أ . عن ابن عباس سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين قال الله أعلم بما كانوا عاملين .

    رواه البخاري (1383) ومسلم (2660) .

    ب . ومثله من حديث أبي هريرة .

    رواه البخاري (1384) ومسلم (2659).

    4. ومنهم من قال : إنَّهم خدم أهل الجنَّة .

    قال شيخ الإسلام رحمه الله : ولا أصل لهذا القول .  » مجموع الفتاوى  » (4/279) .

    قلت : وقد ورد ذلك في حديث عند الطبراني والبزار ، لكن ضعفه الأئمة ومنهم الحافظ ابن حجر في  » الفتح  » ( 3/246) .

    5. أنَّهم يُمتحنون في الآخرة ، فمن أطاع الله دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار . وهو قول معظم أهل السنة والجماعة كما نقله عنهم أبو الحسن الأشعري ، وهو قول البيهقي ، وطائفة من المحققين ، وهو الذي مال إليه شيخ الإسلام ابن تيمية ، وذكر أنه مقتضى نصوص الإمام أحمد ، وهو الذي رجحه الحافظ ابن كثير ، وقال : وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض .  » التفسير  » (3/31) .

    دليلهم :

    أ . عن أنس قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يؤتى بأربعة يوم القيامة : بالمولود ، والمعتوه ، ومن مات في الفترة ، والشيخ الفاني ، كلهم يتكلم بحجته ، فيقول الرب تبارك وتعالى لعُنُق من النار : أُبْرزْ ، ويقول لهم : إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم ، وإني رسول نفسي إليكم ، اُدخلوا هذه ( أي النار ) ، قال : فيقول من كتب عليه الشقاء : يا رب أنى ندخلها ومنها كنا نفرّ ، قال : ومن كتب عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعاً ، قال : فيقول الله تعالى أنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية ، فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار » .

    رواه أبو يعلى ( 4224) ، وله شواهد كثيرة ذكرها الحافظ ابن كثير في  » التفسير ( 3 /29-31).

    وقال ابن القيم رحمه الله : وهذا أعدل الأقوال وبه يجتمع شمل الأدلة وتتفق الأحاديث في هذا الباب .

    وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة كما في حديث سمرة ، وبعضهم في النار كما دل عليه حديث عائشة ، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم يدل على هذا ؛ فإنه قال : « الله أعلم بما كانوا عاملين إذْ خلقهم » ، ومعلوم أن الله لا يعذبهم بعلمه فيهم ما لم يقع معلومه ، فهو إنما يعذب من يستحق العذاب على معلومه وهو متعلق علمه السابق فيه لا على علمه المجدد وهذا العلم يظهر معلومه في الدار الآخرة.

    وفي قوله : « الله أعلم بما كانوا عاملين » : إشارة إلى أنه سبحانه كان يعلم ما كانوا عاملين لو عاشوا ، وأن من يطيعه وقت الامتحان كان ممن يطيعه لو عاش في الدنيا ، ومن يعصيه حينئذ كان ممن يعصيه لو عاش في الدنيا فهو دليل على تعلق علمه بما لم يكن لو كان كيف كان يكون .

    .. والله أعلم . أ.هـ  » حاشية ابن القيم على سنن أبي داود  » ( 7/87 ) .

    = وما جاء في بعض الأحاديث السابقة أنهم في الجنة أو النار لا يشكل على ما رجحناه ، قال ابن كثير رحمه الله : أحاديث الامتحان أخص منه فمن علم الله منه أنه يطيع جعل روحه في البرزخ مع إبراهيم وأولاد المسلمين الذين ماتوا على الفطرة ومن علم منه أنه لا يجيب فأمره إلى الله تعالى ويوم القيامة يكون في النار كما دلت عليه أحاديث الامتحان ونقله الأشعري عن أهل السنة . أ.هـ  » التفسير  » ( 3 / 33 ) .

    = وما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم  » الله أعلم بما كانوا عاملين  » : لا يدل على التوقف فيهم .

    قال ابن القيم رحمه الله : وفيما استدلت به هذه الطائفة نظر والنبي صلى الله عليه وسلم لم يُجِب فيهم بالوقف وإنما وكل علم ما كانوا يعملونه لو عاشوا إلى الله وهذا جواب عن سؤالهم كيف يكونون مع آبائهم بغير عمل وهو طرف من الحديث …. والنبي صلى الله عليه وسلم وَكَل العلم بعملهم إلى الله ، ولم يقل الله أعلم حيث يستقرون أو أين يكونون ، فالدليل غير مطابق لمذهب هذه الطائفة. أ.هـ  » حاشية ابن القيم على سنن أبي داود  » ( 7/ 85 ) .

    والله أعلم .

    المرأة التي تزوجت بأكثر من زوج لأيهم تكون في الجنة

    إذا ماتت المرأة ، وقد تزوجت في حياتها بأكثر من زوج ، فمع مَن تكون في الجنَّة ؟.

    الحمد لله
    هذه المسألة فيها ثلاثة أقوال لأهل العلم :

    الأول : أنها تكون مع أحسنهم خلقاً كان معها في الدنيا .

    والثاني : أنها تُخيَّر بينهم .

    والثالث : أنها لآخر أزواجها .

    وأقرب هذه الأقوال وأصحّها هو القول الثالث وفيه حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم :  » أيما امرأة تُوفي عنها زوجها ، فتزوجت بعده ، فهي لآخر أزواجها  » صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع 2704 وفي السلسلة الصحيحة 1281 .

    هذا على وجه الإجمال ، أما على وجه التفصيل فأدلّة الأقوال كما يلي :

    دليل القول الأول :

    قال القرطبي :

    وذكر أبو بكر بن النجاد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا عبيد بن إسحاق العطار حدثنا سنان بن هارون عن حميد عن أنس : أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا ، ثم يموتون ويجتمعون في الجنة ، لأيهما تكون ؟ للأول أو للآخر ؟

    قال : لأحسنهما خلقا كان معها يا أم حبيبة ، ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة  » .

     » التذكرة في أحوال الموتى والآخرة  » ( 2 / 278 ) .

    قلت : والحديث ضعيف جدّاً ، وفيه علتان : عبيد بن إسحاق العطار ، وسنان بن هارون .

    أما الأول : فضعيف جدّاً ، وأمَّا الثاني : فضعيف .

    = أقوال الأئمة :

    عن يحيى بن معين أنه قال : عبيد بن إسحاق العطار : لا شيء .

    وقال أبو حاتم الرازي : ما رأينا إلا خيراً ! وما كان بذاك الثبت ، في حديثه بعض الإنكار.

     » الجرح والتعديل  » ( 5 / 401 ) .

    وفي  » الضعفاء والمتروكين  » للنسائي ( ص 72 ) : متروك الحديث .

    وقال الذهبي : ضعفه يحيى ، وقال البخاري : عنده مناكير ، وقال الأزدي : متروك الحديث ، وقال الدارقطني : ضعيف ، وأما أبو حاتم فرضيَه ! وقال ابن عدي : عامَّة حديثه منكر .

     » ميزان الاعتدال  » ( 5 / 24 ) .

    وذكر ابن عدي في  » الكامل  » ( 5 / 347 ) هذا الحديث من جملة منكراته ، وقال :

    وعامة ما يرويه إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن .

    = وأما سنان بن هارون :

    قال ابن حبان :

    منكر الحديث جدّاً ، يروي المناكير عن المشاهير …

    عن يحيى بن معين : قال سنان بن هارون البرجمي ليس حديثه بشيء .

     » المجروحين  » ( 1 / 354 ) .

    وذكره العقيلي في  » الضعفاء  » ( 2 / 171 ) ، وذكر له هذا الحديث .

    = وعليه : فالحديث لا يصح الاستدلال به ، وهو ضعيف جدّاً ، فسقط هذا القول .

    = = القول الثاني :

    وهو أنها تُخيَّر بين أزواجها .

    ولم أر لمن قال هذا القول أيَّ دليل .

    وفي  » التذكرة في أحوال الموتى والآخرة  » ( 2 / 278 ) : ذكر المسألة ، وقال بعدها : وقيل : إنها تخير إذا كانت ذات زوج .أ.هـ

    وقال العجلوني : …….. وقيل لأحسنهم خلقاً ! وقيل : تخير .

     » كشف الخفاء  » 2 / 392 .

    وهو الذي رجحه الشيخ ابن عثيمين حفظه الله كما في فتاواه ( 2 / 53 ) .

    = = = وأما القول الثالث :

    فلهم عليه عدة أدلة :

    أ. قال الإمام الطبراني :

    3130 حدثنا بكر قال نا محمد بن أبي السري العسقلاني قال نا الوليد بن مسلم قال نا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عطية بن قيس الكلاعي قال خطب معاوية بن أبى سفيان أم الدرداء بعد وفاة أبي الدرداء فقالت أم الدرداء إني سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها وما كنت لأختارك على أبي الدرداء فكتب إليها معاوية فعليك بالصوم فإنه محسمة .

     » المعجم الأوسط  » ( 3 / 275 ) .

    قلت : والحديث فيه علتان : ضعف أبي بكر بن أبي مريم ، وعدم تصريح الوليد بن مسلم بالتحديث في باقي السند .

    أقوال العلماء :

    قال ابن حبان :

    ولقد كان أبو بكر بن أبي مريم من خير أهل الشام ولكنه كان رديء الحفظ يحدث بالشيء ويهم فيه لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك ولا سلك سنن الثقات حتى صار يحتج به فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد .

     » المجروحين  » ( 3 / 146 ) .

    وأما تدليس الوليد بن مسلم فمشهور ، وهو يدلس تدليس التسوية ، وهو إسقاط ضعيف بين ثقتين ، لذا اشترط العلماء على أهل هذا الصنف التصريح بالتحديث في كل طبقات السند بعد روايته .

    وانظر :  » التبيين لأسماء المدلسين  » لسبط ابن العجمي ( ص 235 ) ، و  » طبقات المدلسين  » للحافظ ابن حجر ( ص 51 ) .

    ب. قال الإمام أبو الشيخ الأصبهاني :

    حدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري قال ثنا إسماعيل بن زرارة قال ثنا أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة لآخر أزواجها .

     » طبقات المحدثين بأصبهان  » ( 4 / 36 ) .

    قلت : ورجال الحديث ثقات مشهورون ، إلا أحمد بن إسحق الجوهري لم أجد له ترجمة إلا أن أبا الشيخ نفسه جعل هذا الحديث من ( حسان حديثه ) .

    فإن كان كذلك فهو أنظف إسناد في المسألة ، والله أعلم .

    ج. قال الخطيب البغدادي :

    4803 سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني نزل الأنبار وحدث بها عن حمزة بن أبي حمزة النصيبي وعمار بن عطاء الخراساني والربيع بن بدر روى عنه إسحاق بن بهلول التنوخي أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا أبو غانم محمد بن يوسف الأزرق حدثنا أبي قال حدثنا جدي حدثنا سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني عن حمزة النصيبي عن بن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المرأة لآخر أزواجها  » .

     » تاريخ بغداد  » ( 9 / 228 ) .

    قلت : والحديث ضعيف جدّاً ، فيه : حمزة النصيبي وهو ضعيف جدّاً .

    أقوال العلماء :

    – قال الإمام النسائي :

    متروك الحديث .

     » الضعفاء والمتروكين  » ( ص 39 ) .

    – وقال ابن الجوزي :

    قال أحمد : مطروح الحديث ، وقال يحيى : ليس بشيء ليس يساوي فلساً ، وقال البخاري والرازي : منكر الحديث ، وقال النسائي والدار قطني متروك الحديث ، وقال ابن عدي : يضع الحديث ، وقال ابن حبان : ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنه المتعمد لها ، لا تحل الرواية عنه .

     » الضعفاء والمتروكين  » لابن الجوزي ( 1 / 237 ) .

    د . قال البيهقي :

    أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ إسحاق بن أبي طالب أنبأ إسحاق بن منصور ثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة رضي الله عنه ثم أنه قال لامرأته إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة .

     » السنن  » ( 7 / 69 ) .

    قلت : فيه : أبو إسحاق السبيعي : وهو مدلس وقد اختلط ، فالأثر ضعيف .

    أقوال العلماء :

    انظر :  » من رمي بالاختلاط  » للطرابلسي ( ص 64 ) و  » طبقات المدلسين  » لابن حجر ( ص 42 ) .

    وقد ضعفه به العلامة الشيخ الألباني رحمه الله في  » السلسلة الصحيحة  » ( 1281 ) .

    هـ. أثر يرويه ابن عساكر ( 19 / 193 / 1 ) عن عكرمة :

    أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام ، وكان شديداً عليها ، فأتت أباها فشكت ذلك إليه ، فقال : يا بنية اصبري ، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ، ثم مات عنها ، فلم تَزوَّج بعده : جُمع بينهما في الجنة .

    قال الشيخ الألباني رحمه الله :

    ورجاله ثقات إلا أن فيه إرسالا لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر ، إلا أن يكون تلقاه عن أسماء بنت أبي بكر ، والله أعلم .  » السلسلة الصحيحة  » ( 3 / 276 ) .

    = والخلاصة :

    – أن القول بأن المرأة مع أحسنهم أخلاقاً كان معها في الدنيا : مما لم يصح فيه دليل .

    – وأن القول بأنها تختار من تشاء منهم : لا دليل عليه البتة .

    – وأن القول بأنها مع آخر أزواجها هو القول الأقرب للصواب ، وذلك لاحتمال حُسن حديث أم الدرداء مرفوعاً ، وهو مؤيد بأثري حذيفة وأسماء الموقوفيْن ، واللذان يصلحان لتقوية المرفوع ، ولبيان أن للقول أصلاً معتبراً .

    والحديث صححه العلامة الشيخ الألباني في  » السلسلة الصحيحة  » ( 1281 ) .

    – وهو على كل حال أحبُّ إلينا من الرأي .

    والله أعلم .

    وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    أسماء جهنم

    أنا أبحث عن أسماء لجهنم وقد وجدت بعضاً مثل: المحرقة والمحطمة والملتهبة … هل هذه أسماء صحيحة ؟ أرجو تزويدي بأسماء أخرى.

    الحمد لله

     » نار جهنم لها أسماء متعددة ، وهذا التعدد في الأسماء لاختلاف صفاتها . فتسمى الجحيم ، وتسمى جهنم ، ولظى ، والسعير ، وسقر ، والحطمة ، والهاوية بحسب اختلاف الصفات . والمسمى واحد ، فكل ما صح في كتاب الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من أسمائها فإنه يجب على المؤمن أن يصدق به وأن يثبته « 

    مجموع فتاوى ورسائل العثيمين للسلمان : 2/58

    وقد سميت الجحيم لشدة تأجج نارها .

    وسميت جهنم لبعد قعرها -كما في القاموس-

    وسميت لظى لتلهبها .

    وسميت السعير لأنها تُوقد وتهيج فهي فعيل بمعنى مفعول.

    وسميت سقر وصقر لشدة حرها .

    وسميت الحطمة لحطمها -أي كسرها وهشمها – كل ما يلقى فيها .

    وسميت الهاوية لأنه يُهوى فيها من علو إلى سفل … وهكذا

    وذكر بعض أهل العلم من المفسرين وغيرهم أسماء أخرى غير هذه المذكورة

    وذكر بعضهم أن هذه الأسماء المذكورة أسماء لدركات النار وطبقاتها ، ثم قسم بعضهم الناس على هذه الطبقات ، ولم يصح تقسيم الناس في النار وفق هذا التقسيم – وإن كان انقسام الناس وتفاوتهم بحسب أعمالهم أمر ثابت بالنصوص الكثيرة – ، كما لم يصح تسمية دركات النار على الوجه الذي ذكروه . والصحيح أن كل واحد من هذه الأسماء التي ذكروها اسم على النار كلها ، و ليس لجزء من النار دون جزء.

    اليوم الآخر – الجنة والنار- للدكتور عمر الأشقر : 26.

    هل هناك حيوانات في الجنة ؟

    هل هناك حيوانات في الجنة ؟.

    الحمد لله

    الحيوانات التي جاءت الأخبار أنها في الجنة على ثلاثة أقسام :

    القسم الأول : ما جاء منها أنها حيوانات مخصوصة بعينها في الجنة مثل : كلب أهل الكهف ، وناقة صالح عليه السلام ، وهذه لم يصح منها شيء .

    والقسم الثاني : ما جاء ذكره في القرآن والسنة مما أعدَّه الله للمؤمنين في الجنة ، سواء نصَّ عليها كالطيور كما في قوله تعالى : ( وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) الواقعة / 21 ، أو أطلق ذكرها كقوله تعالى : ( وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) الطور/22.

    ومثل ذلك – أيضاً – الثور الذي أعدَّه الله تعالى طعاماً لأهل الجنَّة ، كما جاء عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كنت قائماً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها …. قال : فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال – صلى الله عليه وسلم – : يُنحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها … رواه مسلم ( 315 ) .

    والقسم الثالث : ما ورد في السنة الصحيحة من النص على بعض الحيوانات بعينها أنها في الجنة ، ومنه : أ. عن أبي هريرة رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة ) . رواه البيهقي (2/449) وصححه الألباني في « صحيح الجامع » (3789) .

    والرغام (بالغين) هو التراب ، وروي الرعام (بالعين) وهو ما سال من أنف الشاة . والمعنى : امسحوا عنها التراب ، أو امسحوا ما سال من أنفها ، إصلاحا لشأنها ، ورعاية لها . قاله المناوي في « فيض القدير » .

    ب. عن أبي مسعود الأنصاري قال : جاء رجل بناقة مخطومة فقال : هذه في سبيل الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة كلها مخطومة . رواه مسلم ( 1892 ) .

    قال النووي :

    قوله : معنى  » مخطومة  » أي : فيها خطام , وهو قريب من الزمام ، قيل : يحتمل أن المراد له أجر سبعمائة ناقة , ويحتمل أن يكون على ظاهره , ويكون له في الجنة بها سبعمائة كل واحدة منهن مخطومة ، يركبهن حيث شاء للتنزه , كما جاء في خيل الجنة ونجبها ، وهذا الاحتمال أظهر ، والله أعلم .

     » شرح النووي  » ( 13 / 38 ) .

    وحديثا النجائب – وهي الإبل – والخيل الذي أشار إليه النووي هما :

    أ. عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  » إن أهل الجنة يتزاورون على النجائب بيض كأنهن الياقوت ، وليس في الجنة شيء من البهائم إلا الإبل والطير « . رواه الطبراني في  » الكبير  » ( 4 / 179 ) .

    قال الهيثمي : رواه الطبراني وفيه جابر بن نوح وهو ضعيف .  » مجمع الزوائد  » ( 10 / 413 ) .

    وضعفه الألباني في  » ضعيف الجامع  » ( 1833 ) .

    ب. عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هل في الجنة من خيل ؟ قال : إنِ اللهُ أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت ، قال : وسأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من إبل ؟ قال : فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه ، قال : إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك .

    رواه الترمذي ( 2543 ) . وحسَّنه الألباني في  » صحيح الترغيب  » ( 3 / 522 ) .

    ونحوه عن أبي أيوب عند الترمذي ( 2544 ) وصححه الألباني– أيضاً – ( 3 / 423 ) .

    وقد ورد في أحاديث صحيحة أن أرواح الشهداء في حواصل طير في الجنة تسرح حيث شاءت .

    وينبغي أن يعلم أن الطيور والخيل والإبل التي في الجنة لا تتفق مع ما في الدنيا إلا في الأسماء فقط ، أما حقيقة صفتها فلا يعلمها إلا الله تعالى ، غير أننا نعلم أنها في غاية الجمال والبهاء لأنها من أنواع النعيم الذي أعده الله تعالى لأوليائه في الجنة ، وإلى هذا أشار النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث المتقدم بأن فرس الجنة من ياقوتة حمراء ، ويطير بصاحبه حيث يشاء .

    نسأل الله تعالى أن ينعم علينا ويدخلنا الجنة برحمته ، إنه جواد كريم .

    الجنة والنار موجودتان ، وهما باقيتان بإبقاء الله لهما

    هل الجنة والنار موجودتان الآن ؟ أم انهما لم يخلقا بعد ؟.

    الحمد لله

    وبعد : فقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن لا يشك في ذلك أحد منهم لكثرة الأدلة الدالة على ذلك من الكتاب والسنة .

    فمن نصوص الكتاب :

    قوله تعالى عن الجنة : ( أعدت للمتقين ) آل عمران/133 وقوله : (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ) الحديد/21 وقال تعالى : ( ولقد رآه نزلة أخرى . عند سدرة المنتهى .عندها جنة المأوى ) النجم/13-15.

    وقوله عن النار ( أعدت للكافرين ) البقر/24 ومعنى قوله تعالى : أعدت : أي هيئت . فهو دليل على أنهما موجودتان الآن .

    وأما نصوص السنة :

    فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى ورأى عندها جنة المأوى كما في صحيح البخاري ( 336 ) ومسلم ( 237 ) واللفظ له من حديث أنس رضي الله عنه في قصة الإسراء ، وفي آخره ثم  » انطلق بي جبرائيل حتى أتى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي قال : « ثم دخلت الجنة فإذا هي جنابذ [ أي قباب ] اللؤلؤ وإذا ترابها المسك « .

    وفي البخاري ( 1290) ومسلم ( 5111) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال :  » إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة « .

    وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل :  » ينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها  » وهو حديث صحيح صححه ابن القيم في تهذيب السن ( 4 / 337 ) والألباني في أحكام الجنائز ( 59 ) .

    وفي صحيح البخاري ( 993 ) ومسلم ( 1512 ) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: » انخسفت الشمس على عهد رسول الله ـ فذكر الحديث ـ وفيه فقال :  » إني رأيت الجنة وتناولت عنقودا ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. ورأيت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع … » .

    وفي صحيح مسلم ( 646 ) من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  » والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا . قالوا : وما رأيت يا رسول الله ؟ قال : رأيت الجنة والنار  » .

    وفي سنن الترمذي ( 2483 ) وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :  » لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ فَقَالَ : انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا . قَالَ :  » فَجَاءَهَا وَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا . قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ فَوَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا . فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ ؛ فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ . قَالَ : اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا . فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ؛ فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهَا . فَرَجَعَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا  » وقَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .وقال الحافظ في الفتح ( 6 / 320 ) :  » إسناده قوي « .

    والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا . وقد عقد البخاري في صحيحه بابا قال فيه : » باب : ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة  » وذكر أحاديث منها ما تقدم من أن الله يُري الميت مقعده من الجنة والنار بعد أن يوضع في قبره .

    فما بقي على العبد إلا أن يشمر ويجتهد في طاعة ربه والكف عن معصيته رجاء الفوز بجنته والنجاة من أليم عقابه . والله تعالى أعلم .

    يراجع : شرح العقيدة الطحاوية للإمام ابن أبي العز الحنفي ( 1 / 475 وما بعدها )، وكتاب الجنة والنار للشيخ / عمر الأشقر ( 13 – 18 ) .

    معنى قول الله عز وجل : ( خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك )

    أرجو شرح معنى هذه الآية وبيان القول الراجح في تفسيرها ، يقول الله تعالى : ( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) هل يفهم من هذا أن من دخل الجنة يخرج منها إذا شاء الله ؟ وهل نسخت هاتان الآيتان بشيء من القرآن إذ أنهما وردتا في سورة مكية ؟ .

    الحمد لله
    قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

    الآيتان ليستا منسوختين بل هما محكمتان ، وقوله جل وعلا : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) اختلف أهل العلم في بيان معنى ذلك ، مع إجماعهم بأن نعيم أهل الجنة دائم أبدا لا ينقضي ولا يزول ولا يخرجون منها ، ولهذا قال بعده سبحانه : ( عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) لإزالة ما قد يتوهم بعض الناس أن هناك خروجا ، فهم خالدون فيها أبدا ، وأن هذا العطاء غير مجذوذ أي غير مقطوع ، ولهذا في الآيات الأخرى يبين هذا المعنى فيقول سبحانه : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ ) فبين سبحانه أنهم آمنون – أي آمنون من الموت وآمنون من الخروج وآمنون من الأمراض والأحزان وكل كدر – ثم قال سبحانه وتعالى : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ) فبين سبحانه أنهم فيها دائمون لا يخرجون وقال عز وجل : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) فأخبر سبحانه أن أهل الجنة في مقام أمين لا يعترضهم خوف ولا زوال نعمة وأنهم آمنون أيضا ، فلا خطر عليهم من موت ولا مرض ولا خروج منها ولا حزن ولا غير ذلك من المكدرات ، وأنهم لا يموتون أبدا ، ومعنى ذلك أن أهل الجنة يخلدون فيها أبد الآباد .

    وقوله : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) قال بعض أهل العلم معناه : مدة بقائهم بالقبور وإن كان المؤمن في روضة من رياضها ونعيم من نعيمها ، لكن ذلك ليس هو الجنة ، ولكن هو شيء من الجنة ، فيفتح على المؤمن في قبره باب إلى الجنة يأتيه من ريحها وطيبها ونعيمها ، ثم يُنقل بعد ذلك إلى الجنة فوق السموات في أعلى شيء .

    وقال بعضهم معنى : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) أي مدة مقامهم في موقف القيامة للحساب والجزاء بعد خروجهم من القبور ثم ينقلون بعد ذلك إلى الجنة . وقال بعضهم المراد جميع الأمرين مدة مقامهم في القبور ومدة مقامهم في الموقف ومرورهم على الصراط كل هذه الأوقات هم فيها ليسوا في الجنة لكن ينقلون منها إلى الجنة وقوله : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) يعني إلا وقت مقامهم في القبور ، وإلا وقت مقامهم في الموقف وإلا وقت مرورهم على الصراط فهم في هذه الحالة ليسوا في الجنة ولكنهم منقولون إليها ، وسائرون إليها ، وبهذا يعلم أن الأمر واضح ليس فيه شبهة ولا شك ولا ريب فالحمد لله .

    فأهل الجنة ينعمون فيها وهم خالدون أبد الآباد . لا موت ولا مرض ، ولا خروج ، ولا كدر ، ولا حزن ، ولا حيض ، ولا نفاس ، ولا شيء من الأذى أبدا ، بل في نعيم دائم وخير دائم .

    وهكذا أهل النار مخلدون فيها أبد الآباد ولا يخرجون منها ولا تخرب أيضا هي بل تبقى وهم باقون فيها وقوله : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) قيل مدة مقامهم في المقابر ، أو مدة مقامهم في الموقف كما تقدم في أهل الجنة ، وهم بعد ذلك يساقون إلى النار ويخلدون فيها أبد الآباد ونسأل الله العافية ، وكما قال عز وجل في سورة البقرة : ( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِين مِنَ النَّارِ ) وقال عز وجل في سورة المائدة في حق الكفرة : ( يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ) وقال بعض السلف إن النار لها أمد ولها نهاية بعد ما يمضي عليها آلاف السنين والأحقاب الكثيرة وأنهم يموتون أو يخرجون منها وهذا القول ليس بشيء عند جمهور أهل السنة والجماعة بل هو باطل ترده الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة كما تقدم وقد استقر قول أهل السنة والجماعة إنها باقية أبد الآباد وأنهم لا يخرجون منها وأنها لا تخرب أيضا ، بل هي باقية أبد الآباد في ظاهر القرآن الكريم وظاهر السنة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام ، ومن الأدلة على ذلك مع ما تقدم قوله سبحانه في شأن النار : ( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ) وقوله سبحانه في سورة النبأ يخاطب أهل النار : ( فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا ) نسأل الله السلامة والعافية منها ومن حال أهلها .

    انظر مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز م/4 ص/361
    ومن الآيات التي دلّت صراحة على خلود أهل النار خلوداً أبدياً :

    1- قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) سورة النساء /169 2- قوله تعالى : ( إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) سورة الجن / 23 3- إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا(64)خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا(65) سورة الأحزاب . والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب

    #205488
    Moonlight
    Membre

    السلام عليكم ورحمة الله

    La Source : http://www.islamqa.com
    الإسلام سؤال وجواب

    من يدخل الجنة ؟ .

    الحمد لله
    لقد أخبرنا الذي خلق الجنة عن صفات الذين سيدخلون الجنة فقال الله عز وجلّ :
    ( ومَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ(40) سورة غافر
    وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(13)أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(14) الأحقاف
    وقال : ( إِلاّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا(60) مريم
    فمن أسلم لله وعمل بما أمر الله واجتنب ما حرّم الله دخل الجنّة .

    هل يتذكّر أهل الجنّة ما كان في الدّنيا

    السؤال : هل أهل الجنة سيتذكرون ما كانوا عليه في الدنيا ؟ وهل يشتهون أشياء مثل التي يشتهونها في الدنيا ؟

    الجواب

    الحمد لله

    أهل الجنة يتذكرون ما كانوا عليه في الدنيا وقد وردت أدلة في القرآن تدل على ذلك منها ما جاء في سورة الطور : ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قالوا إنا كنا قبلُ في أهلنا مشفقين فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) .

    وكذلك تذكّرهم لأهل الشر الذي كانوا يشككون أهل الإيمان ، ويدعونهم إلى الكفر ، قال تعالى في سورة الصافات : ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قال قائل منهم إني كان لي قرين ، يقول أئنك لمن المصدقين ، أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون ) الآيات

    ويتذكرون أيام الدنيا ، وما لاقوا فيها من ابتلاء ومحن في أنفسهم وأبنائهم وأهليهم وأموالهم ، فيقولون مسرورين : ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ، إنا ربنا لغفور شكور ) .

    ثم تثور ذكريات الماضي  » في الدنيا  » عندما يرون فاكهة تشابه الفاكهة التي كانوا يأكلونها في الدنيا ، ولكن تختلف عنها في الحجم والطعم ، ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ) .

    ويتذكرون دعاءهم في أوقات الضيق ، وأكفهم المرفوعة إلى السماء طالبة القبول لأعمالهم ، والتوفيق للعمل الصالح ، وأن يكونوا من ورثة النعيم كما قال عزّ وجلّ : ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ، فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) .

    أما مسألة أن يشتهوا مثل نعيم الأرض فإنّه سيشتهون فوق ذلك بكثير لأنّ أدنى أهل الجنة منزلة له أكثر من عشرة أمثال نعيم الدنيا كما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ حَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلاَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا أَوْ إِنَّ لَكَ عَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَقُولُ أَتَسْخَرُ بِي أَوْ أَتَضْحَكُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ قَالَ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ فَكَانَ يُقَالُ ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً .  » متفق عليه وهذه رواية مسلم رقم 272

    وكلّ ما يشتهيه أهل الجنّة يحصلون عليه كما قال عزّ وجلّ : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) سورة الزخرف

    وقد وردت أحاديث في تلبية رغبة بعض أهل الجنّة في الولد والزرع وأنّ ذلك لا يحتاج إلى انتظار .

    فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ ( وهذا إخبار عن المستقبل بصيغة الماضي لبيان أنّ الوقوع متحقّق ) فَقَالَ لَهُ أَوَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ قَالَ بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ فَتَبَادَرَ الطَّرْفَ ( أي سبق لمح البصر ) نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ فَقَالَ الاَعْرَابِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لا تَجِدُ هَذَا إِلا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري 6965

    قال ابن حجر رحمه الله : وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها . فتح الباري

    وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا يَشْتَهِي .  » رواه الترمذي 2487 قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وهو في صحيح الجامع 6649

    نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة بكرمه ورحمته والله تعالى أعلم .

    هل يوجد أحد بالجنة الآن

    السؤال : هل هناك أحد في الجنة الآن (غير الأنبياء والملائكة) ؟أم أننا جميعا ننتظر يوم القيامة قبل أن ندخل الجنة أو النار ؟
    سمعت أن بعض الناس رأوا الجنة أو أنهم في الجنة الآن أو أنهم ذهبوا للجنة ورأوا ما فيها وهم ليسوا أنبياء أو ملائكة.

    الجواب :
    الحمد لله

    الجنة قد خلقها الله سبحانه وفرغ من خلقها لقوله سبحانه في الحديث القدسي :  » أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ..  » الحديث . ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم رآها في ليلة الإسراء والمعراج ، ولغير ذلك من الأدلة .

    وهل يدخلها أحد من البشر قبل يوم القيامة ؟

    الظاهر أن ذلك على نوعين :

    1- دخوله بروحه كما هو حال الأموات ، فهذا ثابت للأنبياء ، والشهداء الذين تكون أرواحهم في حاصل طير خضر تسرح في الجنة . وكما هو الحال في الأحاديث التي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيها أنه دخل الجنة في المنام ( رؤيا النوم ) ، فإنها في حالات الأرواح .

    2- أما دخول الجنة بالجسد والروح فإنها تكون يوم القيامة للبشر وللجن . ويستثنى من هذا ما ذكر أن آدم عليه السلام كان في الجنة قبل أن ينزل إلى الارض ، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله وغيره . والله أعلم .

    لماذا حرمت أشياء في الدنيا وهي في الجنة حلال

    السؤال :
    أنا مسلمة أعيش في السويد ولدي سؤال من أحد النصارى وقد سألت الكثير وحاولت أن أجد الجواب في الكتب ولم أجد حلاً ، والسؤال كان عن الحوريات ، سمعت أن الرجل يجازى بعدة نساء في الجنة. لا أدري هل هذه المعلومات صحيحة ولكن إذا استطعت أن تعطيني بعض المعلومات عن هذا الموضوع فسأكون شاكرة.
    السؤال المهم هو :لماذا الإسلام يشجع ويبشِّر بشيء في الجنة وهو محرّم في الدنيا ؟
    مثال : العلاقة بين الرجل مع النساء خارج إطار الزواج تعتبر حراما وإذا تجنب ذلك المسلم في هذه الدنيا فسوف يجازى بالحوريات في الجنة. أليس هذا عجيبا ؟
    مع الأسف فأنا أعرف القليل عن هذا الأمر ولا أدري من أين جاء هذا السؤال ولكنني متأكدة بأنه يوجد جواب منطقي لهذا السؤال وأرجو أن تساعدني في هذا الموضوع وشكرا لك.

    الجواب :
    لقد ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم الجنة وما أعد فيها وذكر صفتها وصفة أهلها في عدة مواضع من القرآن ، منها :

    قوله تعالى { فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ) الغاشية 12- 16

    وقال {ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ذوات أفنان فبأيّ آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهما من كل فاكهة زوجان } الرحمن 46-52.

    والآيات غيرها كثيرة في وصف الجنة ، وقد وردت عدة آيات في وصف نساء الجنة فقال تعالى { فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما كأنهن الياقوت والمرجان } الرحمن 56-58.

    وقال{حور مقصورات في الخيام } الرحمن 72

    وقال { وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون} الواقعة – 22.

    وقد صحت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة نساء الجنة وأنهن معدات يوم القيامة للمتقين فمن ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء أضاءه لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء ) صحيح الجامع – 2015.

    وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون ) صحيح الجامع – 3357 فهذه الأحاديث ذكرت فيها نساء الجنة اللواتي أعددن للرجال وقد سماهن الله عز وجل في كتابه بالحور ، والحور جمع حوراء ، قال القرطبي في الأحكام (17/122). » هي شديدة البياض العين الشديدة سوادها ) ، فنحن نؤمن بذلك إيمانا مطلقا لا يعتريه الشك والريب وهو من صلب عقيدتنا وللمزيد يُراجع صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب صفة الجنة وصحيح مسلم أبواب صفة الجنة وكذلك كتاب صفة الجنة لأبي نعيم الاصفهاني في صفة نساء أهل الجنة وحسنهن .

    أما السؤال عن أن الإسلام يشجع ويبشر بشيء في الجنة وهو محرم في الدنيا مثل علاقة الرجل مع النساء خارج إطار الزواج ، فقبل الإجابة عليه يحسن أن ننبه على قضية خطيرة وهي أن الله عز وجل يحرّم ما يشاء في هذه الدنيا على أهلها فهو خالق هذه الأشياء ومليكها فلا يجوز لأحد أن يعترض على حكم الله عز وجل برأيه المنكوس وبفهمه المعكوس فلله الحكم والأمر من قبل ومن بعد لا معقب لحكمه جل وعلا .

    أما مسألة تحريم الله عز وجل لأمور في الدنيا ثم يكافئ بها تاركها في الآخرة ( مثل الخمر والزنا ولبس الحرير للرجال وهكذا ) فإنّ هذا ما شاءه الله من ثواب من أطاعه وصَبَر وجاهد نفسه في الدّنيا وقد قال تعالى : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) .

    وأمّا عن علل التحريم ففيما يلي بعض الوقفات المهمّة :

    أولا : ليس بالضّرورة أن نعرف جميع علل التحريم فهناك علل قد لا نعرفها ، والأصل الوقوف عند النصوص بالتسليم حتى ولو لم نعلم العلّة لأنّ التسليم هو مقتضى الإسلام المبني على الطّاعة التامّة لله تعالى .

    ثانيا : قد تظهر لنا بعض علل التحريم مثل المفاسد المترتبة على الزنا كاختلاط الأنساب وشيوع الأمراض الفتّاكة وغير ذلك ، فعندما منع الشرع العلاقات غير الشرعية أراد بذلك حفظ الأنساب والأعراض ، والتي قد لا تعني شيئا عند الكفرة والفجرة ، فهم يتسافدون تسافد الحمير ؛ فالصديق يطأ صديقته والقريب يطأ قريبته وهكذا وكأنهم في غابة للحيوان بل إن بعض الحيوانات تأبى ذلك وهم لا يأبون ولا يكترثون فأصبح المجتمع جرّاء ذلك منحلا مفكك الروابط والأواصر ، مليئا بالأمراض الجنسية الفتاكة والتي تدل على غضب الله على من ينتهك حرماته ويستبيح المحرمات .

    وهذا كله خلاف العلاقة بين الرجل والحورية في الجنة – وهذا ما سألت عنه – فمن الملاحظ أن المرأة البغيّ في الدنيا تكون مشاعة العرض قليلة الدين والحياء ، ولا تكون مرتبطة بعلاقة شرعية ثابتة بشخص واحد بعقد صحيح ، فيصبح الرجل يطأ من يشاء والمرأة يطؤها من يشاء دون وازع من دين أو أخلاق ، أما الحوريات في الجنة فإنهن مقصورات على أزواجهنّ الذين جازاهم الله بهن لقاء صبرهم عن الحرام في الدنيا كما قال تعالى :  » حور مقصورات في الخيام  » ، وقال عنهنّ : ( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) فهي زوجة له في الحقيقة كما قال تعالى : ( وزوّجناهم بحور عين ) ومقصورات عليه لا يُشاركه فيهن غيره .

    ثالثا: أن الله عزّ وجلّ – الذي شرع للرجل في الدنيا أن لا يجتمع عنده في وقت واحد أكثر من أربعة نسوة – هو الذي ينعم على أهل الجنّة بما يشاء من الحور العين فلا تعارض بين التحريم في الدنيا والآخرة لأن أحكامهما تختلف على حسب ما يشاء الربّ سبحانه ولا شكّ أنّ الآخرة خير من الدنيا وأفضل وأبقى ، قال تعالى :  » زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب(14) قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد(15)  » آل عمران

    رابعا : أن هذا التحريم قد يكون من باب الابتلاء من الله عز وجل للعباد هل يأتمرون بهذه الأوامر وينتهون عما نهى عنه ، ولا يكون الابتلاء بشي لا تميل إليه النفس ولا تحبه ، وإنما بما تميل إليه النّفوس وتتعلّق به وتنجذب إليه ومن ذلك الابتلاء بالمال : هل يأخذه العبد من حلّه ويضعه في حلّه ويؤدّي حقّ الله فيه ، والابتلاء بالنساء هل يقتصر على ما أحلّه الله منهنّ ويغضّ طرْفه ويجتنب الاستمتاع بما حرّمه الله منهنّ ، ومن رحمته عزّ وجلّ أنّه لم يحرّم شيئا تميل إليه النّفوس إلا وأحلّ من نوعه وجنسه أمورا كثيرة من الحلال .

    خامسا : أنّ أحكام الدنيا ليست مثل أحكام الآخرة ، فخمرة الدنيا تذهب العقل بخلاف خمرة الآخرة الطّيبة التي لا تُذْهب العقل ولا تسبّب صداعا في الرأس ولا مغصا في البطن ، وما أعده للمؤمنين من نساء يوم القيامة جزاءا على طاعتهم ليس كالزنا والذي به تتهتك الأعراض وتختلط الأنساب وتنتشر الأمراض ويُعقب النّدم ، ونساء الجنّة طاهرات طيّبات لا يمتن ولا يهرمن بخلاف نساء الدّنيا ، قال الله تعالى : ( إنا أنشأناهن إنشاءا فجعلناهن أبكارا عربا أترابا ) .

    فنسأل الله أن يرزقنا من خيري الدنيا والآخرة وأن يرزقنا الطاعة لأوامره واليقين بثوابه ونيل أجره والأمن من عقابه ، والله تعالى أعلم

    #205481
    Moonlight
    Membre

    محمد صلى الله عليه وسلم كان يسلم على الأطفال ويداعبهم .
    عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم – رواه البخاري واللفظ له ومسلم .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع بكاء الصبي يسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا ابنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى و وضعهما بين يديه .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح .
    عن أنس رضي الله عنه قال :  » خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، والله ما قال أف قط ، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا » – رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي .
    وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله متفق عليه .
    – محمد صلى الله عليه وسلم نبي التيسير على أمته وعلى الناس أجمعين .
    عن عائشة رضي الله عنها قالت  » ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا ، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم « .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب أمته ويدعو على من آذاها : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فرفق بهم ، فارفق به )
    – محمد صلى الله عليه وسلم عندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم  » إني لم أبعث لعانًا ، وإنما بعثت رحمة  » – رواه مسلم
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان رحيما في تعامله مع الناس حكيما في توجيههم
    عن أنس رضي الله عنه قال :  » بينما نحن في المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فصاح به أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : مَه مَه ( أي اترك ( !!. قال النبي عليه الصلاة و السلام : لا تُزرموه، (لا تقطعوا بوله (.
    فترك الصحابة الأعرابي يقضي بَوله ، ثم دعاه الرسول صلى الله عليه و سلم و قال له :
     » إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنَّما هي لِذِكر الله والصلاة و قراءة القرآن  » ، ثم قال لأصحابه صلى الله عليه و سلم :  » إنَّما بُعِثتم مُبَشِرين ، ولم تُبعَثوا معسرين، صُبّوا عليه دلواً من الماء « .
    عندها قال الأعرابي :  » اللهم ارحمني ومحمداً ، ولا ترحم معنا أحداً « .
    فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : « لقد تحجَّرتَ واسعاً »، (أي ضَيَّقتَ واسعاً)، متفق عليه .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر .
    عن أنس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب – رواه الترمذي .
    الإهالة السنخة : أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث .
    وقال صلى الله عليه وسلم (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت) رواه الترمذي .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان يقضي حوائج الناس :
    عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته) رواه النسائي والحاكم .
    – محمد صلى الله عليه وسلم يأتيه الصغير، فيأخذ بيده يريد أن يحدثه في أمر، فيذهب معه حيث شاء .
    – محمد صلى الله عليه وسلم وقاره عجب ، لا يضحك إلا تبسما ، ولا يتكلم إلا عند الحاجة ، بكلام يعد يحوي جوامع الكلم ، حسن السمت .
    – محمد صلى الله عليه وسلم لا يحب النميمة ويقول لأصحابه :  » لا يبلغني أحد عن أحد شيئا ، إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر « .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس خلقا ، قال أنس : « خدمت رسول الله عشر سنين ، والله ما قال لي: أف قط ولا لشيء فعلته : لم فعلت كذا ؟، وهلا فعلت كذا؟ ». مسلم
    محمد صلى الله عليه وسلم لا يقابل أحدا بشيء يكرهه ، وإنما يقول : ( ما بال أقوام )
    – محمد صلى الله عليه وسلم لا يغضب ولا ينتقم لنفسه ، إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى ، فينتقم لله .
    * محمد صلى الله عليه وسلم دخل في فتح مكة إلى الحرم خاشعا مستكينا ، ذقنه يكاد يمس ظهر راحلته من الذلة لله تعالى والشكر له.. لم يدخل متكبرا، متجبرا، مفتخرا، شامتا .
    * محمد صلى الله عليه وسلم وقف أمامه رجل وهو يطوف بالبيت ، فأخذته رعدة ، وهو يظنه كملك من ملوك الأرض ، فقال له رسول الله :  » هون عليك ، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة « .
    * محمد صلى الله عليه وسلم يمر الشهر وليس له طعام إلا التمر.. يتلوى من الجوع ما يجد ما يملأ بطنه ، فما شبع ثلاثة أيام تباعا من خبز بر حتى فارق الدنيا .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان رحيما بأمته .
    – محمد صلى الله عليه وسلم أعطاه الله دعوة مستجابة ، فادخرها لأمته يوم القيامة شفاعة ، قال : ( لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني أختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا ) [البخاري] ؛ ولذا قال تعالى عنه : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم }
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان يمر عليه الشهران والثلاثة ولا يوقد في بيته نار
    عن عروة رضي الله عنه قال : عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول : والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال ثـلاثة أهلة في شهرين ما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة فما كان عيشكم؟ قالت : الأسودان ـ التمر والماء ـ) متفق عليه .
    وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً، وكان أكثر خبزهم الشعير) رواه الترمذي وابن ماجه .
    – محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب شيئا قط .
    – محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب طعاما قط ؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه .
    – محمد صلى الله عليه وسلم يبدأ من لقيه بالسلام .
    – محمد صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء .
    – محمد صلى الله عليه وسلم يجلس حيث انتهى به المجلس .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس
    – محمد صلى الله عليه وسلم أشجع الناس
    – محمد صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها .
    – محمد صلى الله عليه وسلم ما سئل شيئا فقال: « لا  » .
    – محمد صلى الله عليه وسلم يحلم على الجاهل ، ويصبر على الأذى .
    – محمد صلى الله عليه وسلم يتبسم في وجه محدثه، ويأخذ بيده ، ولا ينزعها قبله .
    – محمد صلى الله عليه وسلم يقبل على من يحدثه ، حتى يظن أنه أحب الناس إليه .
    – محمد صلى الله عليه وسلم ما أراد احد أن يسره بحديث ، إلا واستمع إليه بإنصات .
    – محمد صلى الله عليه وسلم يكره أن يقوم له أحد ، كما ينهى عن الغلو في مدحه .
    – محمد صلى الله عليه وسلم إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه .
    – محمد صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيمينه قط إلا في سبيل الله .
    – محمد صلى الله عليه وسلم لا تأخذه النشوة والكبر عن النصر .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان زاهدا في الدنيا .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان يبغض الكذب .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان أحب العمل إليه ما دوم عليه وإن قل
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان أخف الناس صلاة على الناس وأطول الناس صلاة لنفسه
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ وضوءه للصلاة .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء أمرا أسره يخر ساجداً شكرا لله تعالى .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا بدا بنفسه .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا الله لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاثة أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله تعالى في كل وقت .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله .
    – محمد صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس .
    – محمد صلى الله عليه وسلم يضطجع على الحصير، ويرضى باليسير، وسادته من أدم حشوها ليف .
    – محمد صلى الله عليه وسلم على الرغم من حُسن خلقه كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام .
    عن عائشة رضي الله عنها قالت :  » كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي  » – رواه أحمد ورواته ثقات .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول  » اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق  » – رواه أبو داود والنسائي
    وختاماً :
    قال تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً *ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً ) [سورة النساء:69-70 ].
    وقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)[سورة الأحزاب:21 [.
    فالمؤمن الحق هو المتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وآدابه صلى الله عليه وسلم والمستن بسنته وهديه .
    قال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا )).
    قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء )).
    وقال صلى الله عليه وسلم : ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لأهله )).
    ومن ها هنا نعلم اضطرارنا فوق كل ضرورة إلى معرفة نبينا صلى الله عليه وسلم لتقوى محبتنا له ، فإذا ما أحببناه اقتدينا بهديه وتأدبنا بآدابه وتعاليمه ، فبمتابعته يتميز أهل الهدى من أهل الضلال .
    أخي المسلم وبعد هذا أسالك سؤالا فأقول هل تحب نبيك صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
    هل تريد نصرته ؟؟
    فلماذا لا تهتدي بهديه وتستن بسنته وتطيعه ولا تعصيه حتى تكون من أهل سنته؟؟؟

    نسأل المولى عز وجل أن يرزقنا حسن متابعته صلى الله تعالى عليه وسلم ، وأن ينفعنا بهديه ، لنفوز بشفاعته ومحبته صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وأن يعيننا على خدمة السُنَّة النبوية المُطَهَّرة وأن يجمعنا وإياكم تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم .
    اللهم اجعل حبك وحب رسولك أحب إلينا من أنفسنا وأبنائنا ومن الماء البارد على الظمأ ، اللهم ارزقنا شفاعة نبيك محمد وأوردنا حوضه ، وارزقنا مرافقته في الجنة ، اللهم صلى وسلم وبارك أطيب وأزكى صلاة وسلام وبركة على رسولك وخليلك محمد وعلى آله وصحبه .
    وصلى الله على نبينا وحبينا وقرة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    #268020

    @hafid wrote:

    اعود بالله من الشيطان الرجيم….الله يحفضنا ويحفضكم من همزات الشياطين….الحمد لله على نعمة الاسلام,,,شكرا اخي على هذا الموضوع

    oui khouya hafid amiiiine amiiiine amiiiine ..lah y7fedna w y7fed oummat sidna mohammad salla laho 3alayhi wasallam mnhom had lkafara b lah

15 réponses de 1,006 à 1,020 (sur un total de 7,231)
SHARE

Résultats de la recherche sur 'س ج'