Résultats de la recherche sur 'عيسى عليه السلام'
-
Résultats de la recherche
-
Sujet: المهدي المنتظر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
l’un des sujets des plus contreversés entres les courants islamiques, le mahdi.
en effet il y’a des courants qui ne croient pas en cette personne, d’autres qui disent qui n’est pas encore né………………
mais ce qui a attiré mon attention danc cette personne c’est que les jafarites et les sunnites sont d’accord là dessus, et ils disent qu’il sera notre kalif et imam.
alors je pose la question suivante :Pourquoi et les chiites et les sunnites sont d’accord pour qu’il soit notre kalif et imam ???? pourquoi on ne demanderait pas de faire des élections pour élir celui qu’on préfere, pourquoi on ne fait pas comme on a fait avec ali et aboubakr ???
pourtant le prophéte a dit que le kalif aprés lui c’est ali, mais les « musulmans » ont choisi abou bakr, tandis que là le prophéte dit que la mahdi sera notre imam et les sunnites et les autres courants qui croient en le mahdi accéptent ???????????صحيح البخاري – نزول عيسى إبن مريم ( ع ) – أحاديث الأنبياء – رقم الحديث : ( 3193 )
- حدثنا إبن بكير حدثنا الليث عن يونس عن إبن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة قال : قال رسول الله (ص) كيف أنتم إذا نزل إبن مريم فيكم وإمامكم منكم ، تابعه عقيل والأوزاعي.
الرابط:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3193&doc=0
صحيح مسلم – الإيمان – نزول عيسى… – رقم الحديث : ( 222 )
- حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا إبن وهب أخبرني يونس عن إبن شهاب قال أخبرني نافع مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة قال قال رسول الله (ص) كيف أنتم إذا نزل إبن مريم فيكم وإمامكم منكم .
الرابط:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=222&doc=1
صحيح مسلم – الإيمان – نزول عيسى… – رقم الحديث : ( 224 )
- وحدثنا زهير بن حرب حدثني الوليد بن مسلم حدثنا إبن أبي ذئب عن إبن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال كيف أنتم إذا نزل فيكم إبن مريم فأمكم منكم فقلت لابن أبي ذئب إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري عن نافع عن أبي هريرة وإمامكم منكم قال إبن أبي ذئب تدري ما أمكم منكم قلت تخبرني قال فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم (ص).
الرابط:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=224&doc=1
مسند أحمد – مسند المكثرين من الصحابة – مسند عبد الله بن مسعود ( ر ) – رقم الحديث : ( 8077 )
- حدثنا عثمان بن عمر حدثنا إبن أبي ذئب عن الزهري عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة أن النبي (ص) قال كيف بكم إذا نزل فيكم عيسى إبن مريم وإمامكم منكم.
الرابط:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=8077&doc=6
مسند أحمد – مسند المكثرين – مسند جابر بن عبدالله ( ر ) – رقم الحديث : ( 14426 )
- حدثنا محمد بن سابق حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أنه قال قال رسول الله (ص) يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة واليوم منها كالشهر واليوم منها كالجمعة ثم سائر أيامه كأيامكم هذه وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا فيقول للناس أنا ربكم وهو أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر ك ف ر مهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة حرمهما الله عليه وقامت الملائكة بأبوابها ومعه جبال من خبز والناس في جهد إلا من تبعه ومعه نهران أنا أعلم بهما منه نهر يقول الجنة ونهر يقول النار فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهو النار ومن أدخل الذي يسميه النار فهو الجنة قال ويبعث الله معه شياطين تكلم الناس ومعه فتنة عظيمة يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس لا يسلط على غيرها من الناس ويقول أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب عز وجل قال فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام فيأتيهم فيحاصرهم فيشتد حصارهم ويجهدهم جهدا شديدا ثم ينزل عيسى إبن مريم فينادي من السحر فيقول يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث فيقولون هذا رجل جني فينطلقون فإذا هم بعيسى إبن مريم (ص) فتقام الصلاة فيقال له تقدم يا روح الله فيقول ليتقدم إمامكم فليصل بكم فإذا صلى صلاة الصبح خرجوا إليه قال فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيمشي إليه فيقتله حتى إن الشجرة والحجر ينادي يا روح الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحدا إلا قتله.
الرابط:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=14426&doc=6
إبن حبان – صحيح إبن حبان – الجزء: ( 15 ) – رقم الصفحة : ( 213 )
6928 – أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي عن إبن شهاب أن نافع بن أبي نافع مولى أبي قتادة أخبره أن أبا هريرة قال قال رسول الله (ص) كيف أنتم إذا نزل إبن مريم فيكم وإمامكم منكم.
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=441477
إبن ماجه – الفتن – فتنة الدجال وخروج عيسى (ع) …. – رقم الحديث : ( 4067 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
– حدثنا علي بن محمد حدثنا عبد الرحمن المحاربي عن إسمعيل بن رافع أبي رافع عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي عمرو عن عمرو بن عبد الله عن أبي أمامة الباهلي قال ……. فقالت أم شريك بنت أبي العكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى إبن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم.
الرابط:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4067&doc=5
إبن حجر – فتح الباري – الجزء: ( 6 ) – رقم الصفحة : ( 358 )
– وعند أحمد من حديث جابر في قصة الدجال ونزول عيسى ، وإذا هم بعيسى ، فيقال تقدم يا روح الله ، فيقول ليتقدم إمامكم فليصل بكم .
– ولإبن ماجه في حديث أبي أمامة الطويل في الدجال قال : وكلهم أي المسلمون ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح قد تقدم ليصلي بهم ، إذ نزل عيسى فرجع الإمام ينكص ليتقدم عيسى ، فيقف عيسى بين كتفيه ثم يقول : تقدم فإنها لك أقيمت .
– وقال أبو الحسن الخسعي الآبدي في مناقب الشافعي : تواترت الأخبار بأن المهدي من هذه الأمة وأن عيسى يصلي خلفه ، ذكر ذلك ردا للحديث الذي أخرجه ابن ماجه عن أنس وفيه ، ولا مهدي إلا عيسى .
– وقال أبو ذر الهروي : حدثنا الجوزقي عن بعض المتقدمين قال : معنى قوله: وإمامكم منكم يعني أنه يحكم بالقرآن لا بالإنجيل.
الرابط:
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=12&CID=332&SW=ليتقدم#SR1
إبن حجر – فتح الباري – الجزء: ( 6 ) – رقم الصفحة : ( 359 )
– وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال ان الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة ، والله أعلم
الرابط:
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=12&CID=332&SW=كونه#SR1
المتقي الهندي – كنز العمال – الجزء: ( 14 ) – رقم الصفحة : ( 266 )
38673 – منا الذي يصلي عيسى إبن مريم خلفه.
الرابط:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=137&CID=527&SW=38673#SR1
المتقي الهندي – كنز العمال – الجزء: ( 14 ) – رقم الصفحة : ( 334 )
38845 – كيف بكم إذا نزل إبن مريم فيكم وإمامكم منكم.
الرابط:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=137&CID=532&SW=38845#SR1
السيوطي – الجامع الصغير – الجزء: ( 2 ) – رقم الصفحة : ( 299 )
6440 – كيف أنتم إذا نزل إبن مريم فيكم وإمامكم منكم ؟.
الرابط:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=246&CID=84&SW=6440#SR1
الطبراني – المعجم الأوسط – الجزء: ( 9 ) – رقم الصفحة : ( 86 )
11259 – حدثنا مفضل ثنا علي ثنا أبو قرة قال ذكر زمعة عن زياد بن سعد عن الزهري عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة عن رسول الله (ص) قال كيف بكم إذا نزل إبن مريم وإمامكم منكم ، لم يروه عن زياد إلا زمعة تفرد به أبو قرة.
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=459379
المناوي – فيض القدير شرح الجامع الصغير – الجزء: ( 5 ) – رقم الصفحة : ( 74 )
6440 – كيف أنتم إذا نزل إبن مريم فيكم وإمامكم منكم أي الخليفة من قريش على ما وجب واطرد أو وإمامكم في الصلاة رجل منكم كما في مسلم أن يقال له صل بنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الأمة.
الرابط:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=139&CID=306&SW=6440#SR1
البيهقي – الأسماء والصفات – باب قول الله عز وجل
855 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق ، أنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا إبن بكير ، حدثني الليث ، عن يونس ، عن إبن شهاب ، عن نافع ، مولى أبي قتادة الأنصاري قال : إن أبا هريرة ( ر ) قال : قال رسول الله (ص) : كيف أنتم إذا نزل إبن مريم من السماء فيكم وإمامكم منكم ، رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ، وأخرجه مسلم ، من وجه آخر عن يونس . وإنما أراد نزوله من السماء بعد الرفع إليه.
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=631850
الداني – السنن الواردة في الفتن – باب ما جاء في نزول عيسى
685 – أخبرنا عبد الوهاب بن أحمد ، وعبد الرحمن بن عمر ، قالا : حدثنا إبن الأعرابي ، قال : حدثنا علي بن سهل ، قال : حدثنا الحارث بن سليمان الرملي ، قال : حدثنا عقبة بن علقمة ، عن الأوزاعي ، عن إبن شهاب ، عن نافع ، مولى أبي قتادة الأنصاري ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله (ص) كان ، يقول : كيف أنتم إذا نزل فيكم إبن مريم وإمامكم منكم.
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=575081
معجم إبن الإعرابي – حديث الترقفي
2203 – نا علي ، وحدثنا الحارث بن سليمان الرملي ، نا عقبة بن علقمة ، عن الأوزاعي ، عن إبن شهاب ، عن نافع ، مولى أبي قتادة الأنصاري ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله (ص) كان يقول : كيف أنتم إذا نزل فيكم إبن مريم ، وإمامكم منكم ؟.
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=425713
إبن منده – وجوب الإيمان – ذكر وجوب الإيمان
417 – أنبأ خيثمة بن سليمان ، ومحمد بن يعقوب ، قالا : ثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، قال : أخبرني أبي ، ح ، وأنبأ الحسن بن مروان ، ثنا إبراهيم بن أبي سفيان ، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ، ح ، وأنبأ محمد بن يعقوب ، ثنا بحر بن نصر ، ثنا بشر بن بكر ، قالوا : ثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، قال : أخبرني الزهري ، عن نافع ، مولى أبي قتادة ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله (ص) ، قال : كيف أنتم إذا نزل فيكم إبن مريم وإمامكم منكم ؟ ، رواه الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، وإبن أبي ذئب . أنبأ حمزة ، ثنا أحمد بن علي ، ثنا زهير بن حرب عنه بطوله.
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=515692
إبن منده – وجوب الإيمان – ذكر وجوب الإيمان
418 – أنبأ أبو عمر عبد الله بن أحمد الهمداني ، بمصر ، ثنا محمد بن الحسن اللخمي ، ثنا حرملة بن يحيى ، ثنا عبد الله بن وهب ، عن يونس بن يزيد ، عن الزهري ، عن نافع ، مولى أبي قتادة ، أن أبا هريرة ، قال : قال رسول الله (ص) : كيف أنتم إذا نزل إبن مريم فيكم وإمامكم منكم ؟ . رواه معمر بن راشد ، وصالح بن كيسان ، ومحمد بن الوليد الزبيدي ، وعباد بن إسحاق.
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=515693
إبن منده – وجوب الإيمان – ذكر وجوب الإيمان
420 – أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يحيى بن أيوب ، ثنا يحيى بن بكير ، ثنا الليث ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن نافع ، مولى أبي قتادة ، أن أبا هريرة ، قال : قال رسول الله (ص) : كيف أنتم إذا نزل إبن مريم وإمامكم منكم . رواه سلامة ، عن عقيل.
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=515695
السيوطي – الدر المنثور – الجزء: ( 2 ) – رقم الصفحة : ( 243 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
– ثم ينزل عيسى فينادى من السحر فيقول يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث فيقولون هذا رجل حي فينطلقون فإذا هم بعيسى فتقام الصلاة فيقال له تقدم يا روح الله فيقول ليتقدم إمامكم فليصل بكم فإذا صلوا صلاة الصبح خرجوا إليه ……..
الرابط:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=248&CID=124&SW=فينطلقون#SR1
مستخرج أبي عوانه – كتاب الإيمان
233 – أخبرني العباس بن الوليد قال : أخبرني أبي ح ، وحدثنا عيسى بن أحمد قال : ثنا بشر بن بكر قالا : ثنا الأوزاعي قال : أخبرني إبن شهاب ، عن نافع مولى أبي قتادة ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله (ص) قال : كيف أنتم إذا نزل فيكم إبن مريم وإمامكم منكم.
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=360179
المناوي – فيض القدير شرح الجامع الصغير – الجزء: ( 5 ) – رقم الصفحة : ( 74 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
6440 – …….. وقال الطيبي : معنى الحديث أي يؤمكم عيسى حال كونكم في دينكم وصحح المولى التفتازاني أنه يؤمهم ويقتدي به المهدي لأنه أفضل فإمامته أولى وفي رواية بدل إمامكم منك ويؤمكم منكم ومعناه يحكم بشريعة الإسلام وهذا استفهام عن حال من يكونون أحياء عند نزول عيسى كيف يكون سرورهم بلقاء هذا النبي الكريم وكيف يكون فخر هذه الأمة وعيسى روح الله يصلي وراء إمامهم.
الرابط:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=139&CID=306&SW=6440#SR1
الألباني – السلسلة الصحيحة – رقم الحديث : ( 2293 )
نوع الحديث : صحيح
– نص الحديث : منا الذي يصلي إبن مريم خلفه ، صحيح فقد جاء مفرقا في أحاديث ، انظر الكتاب وفيه : قد تواترت الأخبار ، واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى (ص) بمجيء المهدي وأنه من أهل بيته ……. وأنه يخرج مع عيسى (ص) ، فيساعده على قتل الدجال …… وأنه يؤم هذه الأمة ، وعيسى يصلي خلفه .
الرابط:
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=13644
الألباني – صحيح الجامع – رقم الحديث : ( 5920 )
نوع الحديث : صحيح
10864 – منا الذي يصلي عيسى إبن مريم خلفه ، أبو نعيم في كتاب المهدي ، عن أبي سعيد .
إبن كثير – تفسير إبن كثير – الجزء: ( 1 / 10 ) – رقم الصفحة : ( 592 / 161 )
– قال البخاري : حدثنا أبو بكير حدثنا الليث عن يونس عن إبن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الانصاري أن أبا هريرة قال : قال رسول الله (ص) كيف بكم إذا نزل فيكم المسيح إبن مريم وإمامكم منكم ، تابعه عقيل والاوزاعي وهكذا رواه الامام أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن عثمان بن عمر عن إبن أبي ذئب كلاهما عن الزهري به وأخره مسلم من رواية يونس والاوزاعي وإبن أبي ذئب به.
إبن عساكر – تاريخ مدينة دمشق – الجزء: ( 47 ) – رقم الصفحة : ( 500 )
– ح وأخبرنا أبوا الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو العباس بن قبيس أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة بن سليمان أنبأنا العباس بن الوليد أخبرنا أبي حدثنا الأوزاعي حدثني إبن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) كان يقول كيف أنتم إذا نزل فيكم إبن مريم وإمامكم منكم.
– أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي التميمي أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص) كيف بكم إذا نزل بكم إبن مريم فأمكم أو قال إمامكم منكم.
القرطبي – تفسير القرطبي – الجزء: ( 4 ) – رقم الصفحة : ( 101 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
– كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال : كيف أنتم إذا نزل إبن مريم فيكم وإمامكم منكم.
العيني – عمدة القاري – الجزء: ( 16 ) – رقم الصفحة : ( 40 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
– وقال إبن الجوزي لو تقدم عيسى (ص) إماما لوقع في النفس إشكال ولقيل أتراه تقدم نائبا أو مبتدئا شرعا فصلى مأموما لئلا يتدنس بغبار الشبهة وجه قوله لا نبي بعدي ، انتهى .
– وفي صلاة عيسى (ع) خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال أنه الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة .
الدكتور عبدالعليم البستوي – المهدي المنتظر (ع) في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة – رقم الصفحة : ( 285 )
– وفي حديث أبي أمامة الباهلي مرفوعا . . فقالت أم شريك بنت أبي العكر : يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟ قال : هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح . فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذا نزل عليه عيسى بن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص ويمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له : تقدم فصل فإنها لك أقيمت . فيصلي بهم إمامهم.
الهامش :
– أخرجه إبن ماجة ( 2 / 1359 ) رقم 4077 وفيه إسماعيل بن رافع وهو ضعيف جدا وهو منقطع أيضا ولكن رواه بطريق آخر حنبل بن إسحاق في كتاب الفتن ( 52 ب ) . وذكر إسناده أيضا أبو داود ( 4 / 117 ) والحاكم في المستدرك ( 4 / 536 ) وليس فيه هذا الجزء . وإبن عساكر في تاريخ دمشق ( 1 / 611 ) وعزاه السيوطي إلى إبن خزيمة ( الحاوي 2 / 135 ) ، وإسنادهم حسن .
الصالحي الشامي – سبل الهدى والرشاد – الجزء: ( 10 ) – رقم الصفحة : ( 178 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
– ثم ينزل عيسى (ص) فينادي من السحر ، فيقول : يا أيها الناس ، ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث ؟ فيقولون : هذا رجل جني ، فإذا هم بعيسى إبن مريم (ص) فتقام الصلاة فيقال له : تقدم يا رسول الله وروح الله ، فيقول : ليتقدم امامكم فليصل بكم ، فإذا صلى صلاة الصبح خرجوا إليه.
الصالحي الشامي – سبل الهدى والرشاد – الجزء: ( 10 ) – رقم الصفحة : ( 183 / 375 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
– وروى البخاري عن أبي هريرة ( ر ) قال : قال رسول الله (ص) : كيف أنتم إذا نزل فيكم إبن مريم فأمكم وفي لفظ : وإمامكم منكم.
وروى البخاري ، عن أبي هريرة ( ر ) قال : قال رسول الله (ص) : كيف أنتم إذا نزل إبن مريم فيكم ، وإمامكم منكم.
العظيم آبادي – عون المعبود – الجزء: ( 11 ) – رقم الصفحة : ( 310 )
– وعند أحمد من حديث جابر في قصة الدجال ونزول عيسى : وإذا هم بعيسى فيقال : تقدم يا روح الله ، فيقول : ليتقدم إمامكم فليصل بكم.
القندوزي – ينابيع المودة – الجزء: ( 3 ) – رقم الصفحة : ( 266 )
– ( 22 ) منا الذي يصلي عيسى خلفه .
القندوزي – ينابيع المودة – الجزء: ( 3 ) – رقم الصفحة : ( 299 )
– ( 14 ) أخرج الكنجي : بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : كيف أنتم إذا نزل بكم إبن مريم ( ع ) فيكم وإمامكم منكم ، قال : هذا حديث حسن صحيح . أيضا رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
– ( 16 ) وفي كتاب الفتن للحافظ نعيم بن حماد : بسنده عن أبي سعيد الخدري ( رض ) قال : قال رسول الله (ص) : منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه . وفيه : بسنده عن هاشم بن محمد قال : المهدي الذي يؤم عيسى بن مريم ( ع ).
القندوزي – ينابيع المودة – الجزء: ( 3 ) – رقم الصفحة : ( 387 / 388 )
– ( 20 ) أبو هريرة رفعه : كيف أنتم إذا نزل إبن مريم فيكم وإمامكم منكم ، للبخاري ومسلم.
محمد
صلى الله عليه وسلم
هو نبينا وحبيبنا ، محمد صلى الله عليه وسلم .. النبي المصطفى .. والرسول المجتبى .. سيد الأولين والآخرين .. شفيع المذنبين بإذن الله .. قائد الغر المحجلين .ذلكم النبي الذي أخرجه ربه من أفضل المعادن منبتا ، وأعز الأرومات مغرسا ، من الشجرة التي صدع منها أنبياءه ، وانتخب منها أمناءه ، عترته خير العتر ، وأسرته خير الأسر ، وشجرته خير الشجر ، نبتت في حرم ، وبسقت في كرم ، لها فروع طوال ، وثمرة لا تنال ، فهو إمام من اتقى ، وبصيرة من اهتدى ، سراج لمع ضوؤه ، وشهاب سطع نوره .
سيرته القصد ، وسنته الرشد ، وكلامه الفصل ، وحكمه العدل ، أرسله ربه على فترة من الرسل ، فترة ضل الناس فيها رشادهم ، ومجدوا عقولهم ، وملأوا الأرض جورا وظلما ، حتى استغاثت الأرض بالسماء ، فلطف الله بعباده فأرسله ربه رحمة للعالمين ،
فكان أعدل الناس ،
وأصدقهم لهجة
وأعظمهم أمانة ،
وأشجع الناس وأكرمهم ، اعترف له بذلك مجاوروه وأعداؤه ،
وكان أشد الناس تواضعا ،
وأبعدهم عن الكبر ،
كان أوفى الناس بالعهود ،
وأوصلهم للرحم ،
وأعظمهم شفقة ورأفة ،
وأحسنهم عشرة وأدبا .
كان يحب المساكين ويجالسهم ويشهد جنائزهم ،
كان لا يحقر فقيرا لفقره ، ولا يحسد غنيا لغناه ،
كان متواصل الأحزان ، دائم الفكرة ،
ليست له راحة ، ولا يتكلم في غير حاجة ،
طويل السكوت ، يتكلم بجوامع الكلم ،
يعظم النعمة وإن دقت ، ويشكر إن كثرت أو قلت ،
يؤلف أصحابه ولا يفرقهم ،
يكرم كريم كل قوم ، ويوليه عليهم ،
ويتفقد أصحابه ويسأل عنهم ،
كان خلقه القرآن ، بل كان وكأنه قرآن يمشي على الأرض ،
كان أجود الناس بالخير ،
كان أشد الناس حياء ،
كان أطيبهم كفا ، وأزكاهم رائحة ..كان كما وصفه ربه ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} [الأحزاب :45] ،
وقد وصف بذلك في التوراة كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : « والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفاته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، فيقولوا : لا إله إلا الله ، فيفتح به أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا ، فيهدي به بعد الضلالة ، ويعلم به الجهالة … » .
هو السراج المنير ، وفي القرآن الكريم سراجان : {سِرَاجاً وَهَّاجاً} ، و {وَسِرَاجاً مُّنِيراً} ، فالسراج الوهاج هو الشمس في ضحاها ، والسراج المنير هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في جماله وبهائه وكماله ، فما الفرق بين السراجين ؟
السراج الوهاج : فيه نور وحرارة ، والسراج المنير : فيه نور وليس فيه حرارة ..
الشمس تؤذيك بحرها صيفا ، ونور الحبيب محمد يهديك صيفا وشتاء ..
الشمس إذا ازددت منها قربا تصيبك بالأمراض ، والحبيب محمد إذا ازددت منه قربا ازددت من الرحمن حبا..
الشمس تغيب ليلا ، ونور الحبيب محمد لا يغيب ليلا ولا نهارا ..
حبيبي يا رسول الله ، لقد زكاك ربك في كل شيء :
زكاك في عقلك فقال : {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم :2] .
زكاك في بصرك فقال : {مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم :17] .
زكاك في قلبك فقال : {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح :1] .
زكاك في ذكرك فقال : {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح :4] .
زكاك في علمك فقال : {عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى} [النجم :5] .
وزكاك كلك فقال : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم :4] .
قال الحسن بن الفضل : لم يجمع الله تعالى لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ،
فإنه قال عن نفسه سبحانه وتعالى : { إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحج :65] ،
وقال عن نبيه صلى الله عليه وسلم : { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة 128] .لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل أن يتخذ المنبر حن إليه الجذع وصاح كما يصيح الصبي ، فنزل صلى الله عليه وسلم إليه ، فاعتنقه ، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه ، فقال صلى الله عليه وسلم : « لو لم أعتنقه لحن إلى يوم القيامة » .
فكان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال : هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه .
ينزل عليه جبريل عليه السلام ذات ليلة فيجده يبكي ، فيقول : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال الحبيب المصطفى : لقد قرأت قول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام : {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم :36] ، وقرأت قوله تعالى على لسان عيسى عليه السلام : {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [المائدة :118] ، ثم رفع يديه إلى السماء وقال : « اللهم أمتي » وبكى ، فقال الله عز وجل لجبريل عليه السلام : اذهب إلى محمد فسله : ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل فسأله ، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم ، فقال الله تعالى : يا جبريل ، اذهب إلى محمد فقل له : « إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك».
إذا كان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يحبنا هذا الحب ، فلماذا لا نتأدب معه ؟!
بل إنه يحبنا أكثر من ذلك ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مثلي كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها ، فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقتحمونها » .
لذلك فإن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل فيما يلي :الإيمان به صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى :{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف :158] .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : (والإيمان هو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علما ، والتصديق به عقدا ، والإقرار به نطقا ، والانقياد به محبة وخضوعا ، والعمل به باطنا وظاهرا ، وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان) .والإيمان به صلى الله عليه وسلم هو تصديق بنبوته ورسالة الله تعالى له وتصديقه في جميع ما جاء به وما قاله ، ومطابقة تصديق القلب بذلك ، بشهادة اللسان بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا اجتمع التصديق به بالقلب والنطق بالشهادة بذلك اللسان ، ثم الإيمان به صلى الله عليه وسلم والتصديق له .
·وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« والذي نفسي بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار )
يقول الإمام النووي معلقا على هذا الحديث : (وفي هذا الحديث نسخ الملل كلها برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي مفهومه دلالة على أن من لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور) .
وقوله :« لا يسمع بي أحد من هذه الأمة » أي ممن هو موجود في زمني وبعدي إلى يوم القيامة ، فكلهم يجب عليه الدخول في طاعته ، وإنما ذكر اليهود والنصارى تنبيها على من سواهما، وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب،فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتابا فغيرهم ممن لا كتاب له أولى )
محبته صلى الله عليه وسلم :
ومن الأدب مع الرسول الأعظم ، والنبي الأكرم ، أن يحبه المؤمن أكثر من نفسه وماله وأهله وولده والناس أجمعين .·قال تعالى : {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} [الأحزاب :6] ،
·ولقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين » .
·وعن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا ، والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك » ، فقال عمر : والله لأنت أحب إلي من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « الآن يا عمر » ، أي الآن كمل إيمانك.
·قال ابن بطال والقاضي عياض : المحبة ثلاثة أقسام :
1)محبة إجلال وإعظام كمحبة الوالد .
2)ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الولد .
3)ومحبة مشاكلة واستحسان كمحبة سائر الناس .
فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأصناف في محبته .
·وقال القاضي عياض رحمه الله : ومن محبته نصرة سنته والذب عن شريعته ، وتمني حضور حياته فيبذل ماله ونفسه دونه .
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
نحب رسول الله
أولا : لأن الله أمرنا بذلك و تعبدنا بذلك وجعل محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من شروط الإيمان به
ثانيا : لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعله الله سبب كل خير نحن غيه من خيري الدنيا والآخرة
، ولولاه لهلكنا ومتنا على الكفر ، واستحققنا الخلود في النار ، فبه عرفنا طريق الله ، وبه عرفنا مكائد الشيطان ، جعله الله رحمة مهداة ، ونعمة مسداة ، لولاه لنزل العذاب بالأمة ، رحمة لأتباعه ، رحمة لأعدائه .
– أما أتباعه فنالوا به كرامة في الدنيا والآخرة .
– وأما أعداؤه المحاربون له : فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم ، لأن حياتهم زيادة لهم في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة ، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء ، فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر .
– وأما المعاهدون له فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته ، وهم أقل شرا بذلك العهد من المحاربين له .
– وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهلهم وجريان أحكام المسلمين عليهم.
– وأما الأمم النائية عنه فإن الله سبحانه وتعالى رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض ، فأصاب كل العالمين النفع برسالته .
ومن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : توقيره :
·قال الله تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ( 8 ) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (9)} [الفتح :8-9] ،
·وقال سبحانه : {لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضاً} [النور :63] ، فلا تجعلوا أيها المؤمنون دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دعوتموه ونداءكم له إذا ما ناديتموه كدعاء أو نداء بعضكم لبعض ، وإنما عليكم إذا ما ناديتموه أن تنادوه بقولكم : يا نبي الله ، أو يا رسول الله ، ولا يليق بكم أن تنادوه باسمه مجردا ، فلا تقولوا : يا محمد .
فإن مولاه لم يناده باسمه مجردا كسائر الأنبياء والمرسلين كآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، ولكنه كان يناديه بقوله : يا أيها المدثر ، يا أيها المزمل ، يا أيها النبي ، يا أيها الرسول ، وإن كان قد ورد في أكثر من موضع ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم ، فإن وروده لم يكن على سبيل النداء .
فمن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نناديه باسمه مجردا ، وإنما علينا أن نوقره ونعظمه في أقوالنا وفي قلوبنا .
الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته :
والأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كذلك يكون المؤمن مؤدبا معه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ، والأدب معه بعد موته يتمثل في :
توقيره :
إنه أدب ممتد في حياته وبعد مماته ، لأن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتا كحرمته وهو حي .
ولقد شدد فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك الأمر تشديدا عظيما ، فقد كان يعاقب من يرفع صوته في المسجد النبوي الشريف بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فعن السائب بن يزيد قال : كنت قائما في المسجد فحصبني – أي رماني بحصاة – رجل ، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب ، فقال : اذهب فأتني بهذين ، فجئته بهما ، قال : من أنتما ؟ من أين أنتما ؟ قالا : من اهل الطائف ، قال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ضربا ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
قال ابن العربي : حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتا كحرمته حيا ، وكلامه المأثور بعد موته ككلامه المسموع من لفظه صلى الله عليه وسلم ، فإذا قرئ كلامه وجب على كل حاضر ألا يرفع صوته عليه ، ولا يعرض عنه كما كان يلزمه في مجلسه صلى الله عليه وسلم .
و انظر إلى أدب الإمام مالك رحمه الله ، فقد كان إذا جاءه طلاب العلم ، خرجت إليهم الجارية فتقول لهم : يقول لكم الشيخ : تريدون الحديث أو المسائل ؟ فإن قالوا : المسائل خرج إليهم ، وإن قالوا الحديث دخل مغتسله ، واغتسل وتطيب ، ولبس ثيابا جددا ، وتعمم ووضع عليه الرداء ، وارتقى على كرسي ، ويخرج وعليه الخشوع والوقار ، ولايزال يبخر بالعود حتى يفرغ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان يكره أن يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق أو وهو قائم أو مستعجل .
قال مصعب بن عبد الله : كان مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه ، وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه ، فقيل له يوما في ذلك فقال : لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم علي ما ترون .
ومن الأدب معه : التأسي به في كل الأقوال والأفعال :
قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} [الأحزاب : 21] .
قال ابن كثير : هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله ، ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته ، وانتظاره الفرج من ربه .
كان عبد الله بن عمر يتتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله ، حتى في الأعمال الحياتية التي لا دخل لها في التشريع ولم نؤمر باتباعها .فعن نافع أن ابن عمر كان يتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي في كل مكان صلى فيه ، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة فيصب في أصلها الماء لكيلا تيبس .
قال مجاهد : كنا مع ابن عمر رضي الله عنهما في سفر فمر بمكان فحاد عنه ، فسئل لم فعلت ذلك ؟ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ففعلته .
وينقل إلينا نافع وصفا لحاله وهو يتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : لو نظرت إلى ابن عمر إذ اتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم لقلت : هذا مجنون .
– ونحن كذلك يجب علينا أن نتأسى به صلى الله عليه وسلم .
– نتأسى به في شجاعته ، فقد كان أشجع الناس .
– نتأسى به في أخلاقه فقد كان خلقه القرآن .
*« كَانَ رَسُولُ الله أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا » .
*« كَانَ رَسُولُ الله أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ » .
*« كَانَ رَسُولُ الله أَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً» .
*« لَمْ يَكُنْ رَسُولَ الله فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا وَلا صَخَّابًا في الأَسْوَاقِ وَلا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ » .
*« كَانَ رَسُولُ الله يَعُودُ المَرِيض وَيَتْبَعُ الجَنَازَةِ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ المَمْلُوكِ وَيَرْكَبُ الحِمَارِ»
*« كَانَ رَسُولُ الله إِذَا صَافَحَ الرَّجُلَ لَمْ يَنْزَعُ يَدَهُ وَلَمْ يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِهِ ، وَلَمْ يُرَ مُقَدِّمَ رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَي جَلِيسٍ لَهُ » .
*« كَانَ رَسُولُ الله طَوِيلُ الصَّمْتِ »
*« كَانَ رَسُولُ الله يُكْثِرُ الذِّكْرِ وَيُقِلُّ اللَّغْوِ وَيُطِيلُ الصَّلاةِ وَيُقَصِّرُ خُطْبَتَهْ ، وَلا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِي مَعَ الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ فَيَقْضِي الحَاجَةَ» .
*« مَا سُئِلَ رَسُولُ الله شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لا » .
·قال الجنيد بن محمد : الطرق كلها مسدودة إلا طريق من اقتفى آثار النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الله عز وجل يقول : ( وعزتي وجلالي ، لو أتوني من كل طريق ، واستفتحوا من كل باب ، لما فتحت لهم حتى يدخلوا خلفك يا محمد .
ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم الانتهاء عما نهى عنه وزجر :
فكما أن طاعته صلى الله عليه وسلم في كل الأمور واجبة ، فإنه يتبعه حتما وجوب الانتهاء عما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزجر .
·عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أكلت الحمر .. فسكت ، ثم أتاه الثانية فقال : أكلت الحمر .. فسكت ، ثم أتاه الثالثة ، فقال : « أفنيت الحمر » .
فأمر مناديا فنادى في الناس : ( إن الله ورسوله ينهاكم عن لحوم الحمر الأهلية) ، فأكفيت القدور ، وإنها لتفور باللحم .
إن هؤلاء الأبرار لم يفكروا في حيلة ، ولم يبحثوا عن فرصة أو استثناء ، ولم يجادلوا ويقولوا : إنما حرم رسول الله ما يذبح بعد ذلك لا ما تفور به القدور ، لكنهم انطاعوا للأمر ، وهكذا يكون الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن الأدب مع رسول الله توقير أصحابه والتأدب معهم :
·يقول القاضي عياض : ومن توقيره صلى الله عليه وسلم وبره
– توقير أصحابه وبرهم
– ومعرفة حقهم والاقتداء بهم ،
– وحسن الثناء عليهم ،
– والاستغفار لهم ،
– والإمساك عما شجر بينهم ،
– ومعاداة من عاداهم ،
– والإضراب عن أخبار المؤرخين وجهلة الرواة وضلال الشيعة والمبتدعين القادحة في أحد منهم ،
– وأن يلتمس لهم في ما نقل عنهم من مثل ذلك في ما كان بينهم من الفتن أحسن التأويلات ،
– ويخرج لهم أصوب المخارج ، إذ هم أهل لذلك ،
– ولا يذكر أحد منهم بسوء ، بل تذكر حسناتهم وفضائلهم وحميد سيرتهم ، ويسكت عما وراء ذلك ،
·فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لعن الله من سب أصحابي » ، وقال صلى الله عليه وسلم :« من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» .
ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم أن نزور قبره ونصلي في مسجده :
·قال القاسمي : من قصد زيارة المدينة ، فليصل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه كثيرا ، وليتطيب ويلبس أنظف ثيابه ، فإذا دخلها فليدخلها متواضعا معظما ، ويقصد المسجد ويصلي فيه بجانب المنبر ركعتين ، ثم يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيقف عند وجهه
فيقف ويقول : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا نبي الله ، ويصلي ويسلم عليه كثيرا ، ثم يسلم على أبي بكر وعمر .
ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام عليه:
·لقوله تعالى: {إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ،
– والصلاة من الله: ثناؤه على أنبيائه ،
– والصلاة من الملائكة:الاستغفار،
– ومن الناس: الدعاء والتعظيم والتكريم.
والصلاة عليه من أعظم الذكر ،
·عن عامر بن ربيعة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول:«من صلى عليّ صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلَّى عليَّ ، فليقلَّ عبدٌ من ذلك أو ليكثر».
·وروى عبد الرحمن بن عوف وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إن جبريل أتاني فبشرني: أن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليك صليتُ عليه ، ومن سلم عليك سلمتُ عليه ، فسجدتُ لله عز وجل شكراً » .
·وعن ابن مسعود : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة » .
وتتأكد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع وأعمال ، منها :
إذا ورد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ،
لقوله : « البخيل من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ » ،
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ، ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة » ، ومثل هذا الحديث يدل على مشروعية الصلاة عليه كما ذكر، وقال بعضهم بوجوبها كلما ذكر ، وقال بعض آخر: تجب أول مرة ، وتسن فيما بعد.
الصلاة عليه في المجالس،
·لقوله صلى الله عليه وسلم : «ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة ،فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم».
الصلاة عليه عند سماع المؤذن ،
·لقوله صلى الله عليه وسلم : « إذا سمعتم مؤذناً فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة» .
الصلاة عليه عند دخول المسجد والخروج منه ، وعند المرور بالمساجد ،
·لأنه صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال: (اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك) ». وإذا خرج:«صلى على محمد وسلَّم ، ثم قال: (اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك) » .
·ولقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (إذا مررتم بالمساجد فصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم) .
الصلاة عليه في التشهد الأخير ، وهو ركن من أركان الصلاة أو واجب ، وأما الصلاة عليه في التشهد الأول: فهي مستحبة.
6- الصلاة عليه في صلاة الجنائز ، فإن من السنة
·أن يقرأ في التكبيرة الأولى بفاتحة الكتاب ،
·وفي الثانية يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ،
·وفي الثالثة يدعو للميت ،
·وفي الرابعة يقول : اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنَّا بعده .
7 – الصلاة عليه بين تكبيرات صلاة العيد .
8- تستحب الصلاة عليه عند ختم الدعاء ،
·لقول عمر رضي الله عنه : « الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك » .
9- يوم الجمعة وليلته يستحب الإكثار فيه من الصلاة عليه ،·لقوله صلى الله عليه وسلم : « من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، ففيه خلق آدم ، وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت يعنى: وقد بليت ؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء » ،
·وقد ذهب الإمامان الشافعي وأحمد إلى وجوب الصلاة عليه والسلام في خطبتي الجمعة. ولا تصح الخطبتان إلا بذلك.Sujet: ابن عبدالوهاب
عقائد ابن عبدالوهاب
إنه يزعم أنه هو الموحد الوحيد، وغيره من المسلمين كفار مشركون، وهذا بعض مظاهر توحيده:
إنه يعتقد أن الله جالس على العرش حقيقة، وأن له يداً ورجلاً، وساقاً وجنباً، وعيناً ووجهاً ولساناً ونفساً، وأنه يتكلم بحرف وصوت، وخلاصة القول أنه يعتقد التجسم الذي أطبق المسلمون على كفره.
وإن لابن عبدالوهاب عقائد وأحكاماً حول القبور اختص بها، وأفتى بها من غير دليل شرعي، بل الأدلة قائمة على خلاف ما حكم به، وأن مذهبه حول القبور أنه يحرم عمارتها والبناء حولها، وتعاهدها والدعاء والصلاة عندها، بل يجب هدمها وطمسها ومحو آثارها، حتى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويزعم
الصفحة 6
هو وأتباعه أن المشاهد المشرفة والقبور التي فيها بمنزلة الأصنام، ويقولون في قبر النبي أنه الصنم الأكبر.وبالجملة فإن الوهابيين كتلة إرهابية شعارها التدمير والتحطيم، والقسوة والهمجية، وأنهم يبذلون كل ما لديهم من نشاط وقوة لمكافحة فئة واحدة من المسلمين يشهدون أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ويصلون ويحجون.
وإن في تاريخ حياتهم المظلمة فجائع ومآسي لا تنسى مدى الدهر، ومنها هجومهم على مدينة كربلاء المقدسة في سنة 1216هـ المصادف 1801م، وإليك الواقعة كما ذكرها المرحوم البحاثة القدير الأستاذ الدكتور السيد عبدالجواد الكليدار في كتابه: «تاريخ كربلاء» نذكره حرفياً:
الحائر والهدم والحرق والنهب والتقل على يد الوهابيين في 18 ذي الحجة سنة 1216.
إن أعظم فاجعة بعد واقعة الطف مرت على كربلاء في التاريخ؛ هي غزو الوهابيين لها في عام 1216، تلك الفاجعة التي لا تزال تردد صداها البلاد الإسلامية والأوربية معاً، فأسهب في فظاعتها المؤرخون من مسلمين وأوربيين… فعدوها وقعة طف ثانية في التاريخ… فندع المجال أولاً للأوربيين.. فنعطى دور الكلام أولا للمستر ستيفن هميسلي، لو نكريك الإنكليزي أن يتكلم أمام المرأى العام العالمي والتاريخ بصراحته وحريته… يقول في كتابه «أربعة قرون من تاريخ العراق»:
«لم تكن أعراب نجد تختلف في العقيدة والمذهب عن بقية المسلمين إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري حين نشر بينهم محمد بن عبدالوهاب تعاليمة الجديدة التي جاءت موافقة لميول أمة بدوية تعيش على الفطرة معتمدة على الغزو في معيشتها، ولاقت قبولاً حسناً من محمد بن سعود أميرهم، وقد تلقى
الصفحة 7
محمد بن عبدالوهاب دروسه في كليات بغداد الدينية، فأتيح له أن يجلب الأخطار العظيمة على هذه البلاد التي أقام فيها، وانتقل من بغداد إلى المدينة ثم إلى عوينة في نجد..إلى أن يقول: على أن الفاجعة الكبرى كانت على قاب قوسين أو أدنى، تلك الفاجعة التي دلت على منتهى القسوة والهمجية والطمع الأشعبي، واستعملت باسم الدين، وأن الجيوش الوهابية تحركت للغزو المختص بالربيع… انتشر خبر اقتراب الوهابيين من كربلاء عشية اليوم الثاني من نيسان 1801 عندما كان معظم سكان البلدة (كربلاء) في النجف يقومون بالزيارة، فسارع من بقي في المدينة لإغلاق الأبواب، غير أن الوهابيين وقد قدروا بستمائة هجان وأربعمائة فارس، نزلوا فنصبوا خيامهم وقسموا قوتهم إلى ثلاثة أقسام، وفي ظل أحد الخانات (من ناحية محلة باب المخيم فتحوا ثغرة في السور فدخلوا أحد الخانات فجأة) هاجوا أقرب باب من أبواب البلد، فتمكنوا من فتحه عسفاً ودخلوا، فدهش السكان وأصبحوا يفرون على غير هدى، أما الوهابيون الخشن فقد شقوا طريقهم إلى الأضرحة المقدسة وأخذوا يخربونها؛ فاقتلعت القصب المعدنية، والسياج ثم المرايا الجسيمة، ونهبت النفائس والحاجات الثمينة من هدايا الباشوات والأمراء وملوك الفرس وكذلك سلبت زخارف الجدران وقلع ذهب السقوف، وأخذت الشمعدانات والسجاد الفاخر، والمعلقات الثمينة، والأبواب المرصعة وجميع ما وجد من هذا الضرب، وقد سحبت جميعها ونقلت إلى الخارج.
وقتل زيادة على هذه الأفاعيل قراب خمسين شخصاً بالقرب من الضريح، وخمسمائة أيضاً خارج الضريح في الصحن، أما البلدة نفسها فقد عاث الغزاة المتوحشون فيها فساداً وتخريباً، وقتلوا من دون رحمة جميع من صادفوه،
الصفحة 8
كما سرقوا كل دار، ولم يرحموا الشيخ و لا الطفل، ولم يحترموا النساء ولا الرجال، فلم يسلم الكل من وحشيتهم ولا من أسرهم، ولقد قدر البعض عدد القتلى بألف نسمة، وقدر الآخرون خمسة أضعاف ذلك، عدا الجرحى.إلى آخر ما ذكره المؤرخون من فجائع هذه الطائفة الوحشية القاسية الظالمة.
وفي سنة 1344 أفتى فقهاء المدينة بوجوب هدم القبور في البقيع وغير البقيع في المدينة وخارجها، وفي اليوم الثامن من شهر شوال من تلك السنة صدر الأمر ونفذ الحكم، فأهووا على قبر الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهدموا قبرها، فكأنها ما كفاها المصائب التي جرت عليها من الأولين أيام حياتها، حتى قام الآخرون بإتمامها بعد وفاتها، ثم هدموا مرقد الأئمة الأربعة من أهل البيت وهم:
سبط الرسول الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام.
الإمام الباقر محمد بن علي عليه السلام.
الإمام الصادق، جعفر بن محمد عليه السلام، وقبة العباس عم النبي، وقبر سيدنا إبراهيم ابن رسول الله، وقبور زوجاته وعماته، وقبر فاطمة بنت أسد وحمزة سيد الشهداء عم رسول الله وغيرهما من قبور أهل البيت، ولعلهم إنما أقدموا على تلك الجرائم عملا منهم بالآية الشريفة: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاً المودة في القربى) .
وقد كتب المغفور له آية الله السيد محمد حسن القزويني كتاباً في الرد على فتاوى رئيس هذه الفئة الباغية الطاغية ونفدت نسخ الكتاب، وقد
الصفحة 9
انتشرت في هذه الأيام أباطيلهم وكلماتهم المسمومة في بلاد الإسلام أكثر فأكثر، فإنهم استغلوا كتاباً مأجورين، فجعلوا يدعون البسطاء من المسلمين المساكين إلى هذا الدين الجديد الخطر، فرأيت لزاماً على أن أعيد طبع الكتاب لما فيه من فوائد ومنافع إرشاداً للجاهل وتنبيهاً للغافل، ولئلا يكون للناس على الله حجة والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.كربلاء المقدسة
السيد محمد كاظم القزويني
غرة رجب / 1382هـ
الصفحة 10
الصفحة 11كلمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله الطاهرين.
وبعد: يقول العبد الجاني محمد حسن الموسوي الطباطبائي؛ هذه رسالة وجيزة أوردت فيها من الكتاب والسنة المعتبرة عند المسلمين ما يفصح عن بطلان ما لفقته الطائفة الوهابية من كتاب (منهاج السنة) لأحمد بن تيمية، وقبل الشروع فيها لابد من تمهيد مقدمتين:
الأولى: أن من القواعد المضروبة شرعا إصالة الإباحة في الأفعال والأقوال ما لم ينه عنها الشارع خصوصاً أو عموماً من غير معارض.
وعليها الأدلة من الإجماع وحكم العقل والنقل، وقد اعترف بها ابن تيمية قائلاً ـ في منهاج السنة في الرد على الأشاعرة القائلين بتعذيب من لاذنب له ـ: «بأن هذا مخالف للكتاب والسنة والعقل أيضاً».
أقول: والإجماع أيضاً، وذلك لأن المسلمين طراً، بل وسائر أهل الملل والنحل ـ كما تفصح عنه الآيات التي ستتلى عليك ـ على إباحة فعل عند فقط بيان من الشارع على المنع وعدم الرخصة، والعقل ناطق بأن من القبيح عقاب العبد على فعل فعله قبل أني ينهاه عنه مولاه، أو قبل وصول نهيه إليه والنقل مصرح كتاباً وسنة:
فمن الكتاب: قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا(1) )
____________
(1) الإسراء: 15.
الصفحة 12
دل على نفي التعذيب مطلقاً عمن لم يبعث إليه الرسول ولم تقم عليه الحجة ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة، ولئلا يكون للناس على الله حجة وإلا كانت لهم الحجة، كما قال عز من قائل: (ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك من قبل أن نذل و نخزي) وقوله تعالى: (كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا..) إلخ الآية دلت على أن جميع من يلقى في النار إنما هو بعد تمامية الإنذار، وقوله سبحانه: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا) إلى قوله تعالى: (إن لم يكن ربك مهلك القرى وأهلها غافلون) صرح فيه تبارك وتعالى باعتراف المخاطبين من الجن والإنس بأنهم جاءتهم الرسل وقصوا عليهم الآيات، وبينوا لهم التكاليف، لكنهم حيث كفروا بآيات ربهم وعصوا رسلهم أهلكوا الله بهذا السيب، وإلا فلا يعذب من لم يكن عالماً بالآيات، أو لم يأتهم النذير لقوله عز شأنه: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) أي من الأمر بالطاعة، والنهى عن المعصية، فلو عذبهم لكان ظلماً. نزه سبحانه نفسه عن الظلم بقوله تعالى: (وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون) وبين أن المعذبين في النار هم الظالمون لأنفسهم بالمعصية، وترك الطاعة، فمن لم يكن ظالماً لا تجوز عقوبته. ولو عوقب لكان ظلماً عليه.وبالجملة دلت الآيات على أن كل من صنع مثل صنع الأمم الخالية، فأنكروا على الله آياته ورسله، وفعلوا المنكرات والقبائح بعدما تمت عليهم الحجة، وظهرت لهم التكاليف الإلهية والزواجر الشرعية عوقب عن إنكاره
الصفحة 13
وإقدامه على القبائح المنهى عنها، حيث يقول سبحانه: «ولقد جاء آل فرعون النذر، فكذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر» فالمؤاخذة لا تكون إلا بالبيان وظهور الزواجر الإلهية، فلو لم تظهر لم تكن لله على الناس حجة.قال ابن تيمية: الأصل الذي عليه السلف والجمهور: أن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، فالوجوب مشروط بالقدرة، والعقوبة لا تكون إلا على ترك مأمور أو محظور بعد قيام الحجة، انتهى.
وهذا هو الذي نسبه في ص20 من الجزء الثالث من «منهاج السنة» إلى أبي حنيفة والشافعي وابن حزم، وهذا هو المطابق لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتفق عليه الكل، أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رفع عن أمتي تسعة أشياء: الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه.. إلخ.
وفي سنن ابن ماجة، باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وفيه عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما أمرتكم بشيء فخذوه، وما نهيتكم عنه فانتهوا» وفي أيضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا» ومثل ذلك رواية البخاري، وفي سنن ابن ماجة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يوشك الرجل متكئاً على أريكته يحدث بحديث من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله».
الصفحة 14قوله: ألا وإن ما حرم رسول الله.. إلخ، يدل على أن ما لم يحرمه الرسول لم يكن حراماً من جانب الله، ولم يكن مثل ما حرم الله، وهذا و سابقه تفسير لقوله تعالى: (ما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا) .
ثم إن الغرض من وضع هذه المقدمة بيان أنه لا وجه لإنكار الطائفة الوهابية على فرق المسلمين ـ خصوصاً الإمامية ـ أموراً لم يرد من الشرع فيها نهى وزجر، وإن الحكم فيها بالانتهاء والارتداع جزماً و حتما خلاف ما عليه كتاب الله و سنة رسوله، بل يكون بدعة لأنه إدخال ما ليس من الدين في الدين، وحكم بغير علم، واحتمال كونه من الدين لا يصيره من الدين، وإلا لما كان معنى لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وما نهيتكم عنه فانتهوا» بنحو القضية الشرطية المستفاد منها عدم الانتهاء عند عدم النهى.
المقدمة الثانية: في بيان أن من القواعد الشرعية أصولاً وفروعا قاعدة التأويل والاجتهاد، والغرض من تمهيد هذه المقدمة بيان أن أناساً من هذه الأمة أخذتهم العصبية و الجهالة، فزعموا أنها الهداية والديانة، فجعلوا يخاطبون من عداهم ـ ممن ليس على مذهبهم و على طريقتهم ـ يا كافر و يامشرك و يتعدون عليهم في أماكنهم، والبقاع التي تحت سلطتهم، بالضرب والسب والشتم خلافاً لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، واعتداءاً منهم على المسلمين، إذ ليس فيما أقدموا عليه من التعدي في الكتاب و السنة عين ولا أثر!
والعجب: مع ذلك أنهم يجعلون أنفسهم من أهل السنة، والحال أن السنة النبوية، والشريعة العامة المحمدية ـ مضافاً إلى سيرة المسلمين والعلماء و أئمة المذهب ـ على خلاف صنعهم، والإنكار على أفعالهم!!
قال ابن تيمية في ص19 من الجزء الثالث من (منهاج السنة»، في الجواب
الصفحة 15
عن المطاعن في الجماعة. إن أكثر هذه الأمور لهم فيها معاذير يخرجها عن أن تكون ذنوباً، وتجعلها من موارد الاجتهاد التي إن أصاب المجتهد فيها فله أجران، وإن أخطأ فله أجر، وعامة المنقول الثابت من الخلفاء الراشدين من هذا الباب، انتهى.أقول: وذلك كما في صحيح البخاري عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر». قال: فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم، فقال: هكذا.
وقال في ص20: قول السلف وأئمة الفتوى كأبي حنيفة والشافعي والثوري وداود بن على وغيرهم لا يؤثمون مجتهداً مخطأ، لا في المسائل الأصولية ولا في الفروعية، كما ذكر ذلك ابن حزم عنهم وغيره، ولهذا كان أبو حنيفة والشافعي وغيرهما يقبلون شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية، ويصححون الصلاة خلفهم، والكافر لا تقبل شهادته على المسلمين، ولا يصلى خلفه.
وقالوا: هذا القول المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين: أنهم لا يكفرون ولا يفسقون، ولا يؤثمون أحداً من المجتهدين المخطئين، لا في مسألة علمية ولا عملية، انتهى.
وقال ابن حزم في ص247 من أواخر الجزء الثالث من كتاب «الفصل في الأهواء والملل والنحل» ما هذه ألفاظه: «وذهبت طائفة إلى أنه لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله في اعتقاد أو فتيا، وأن كل من اجتهد في شيء من ذلك فدان بما رأى أنه الحق فإنه مأجور على كل حال، إن أصاب فأجران، وإن أخطأ فأجر واحد، انتهى.
الصفحة 16أقول: إن كان ما ذكره أئمة الدين هو الأساس والأصل المعتمد عليه عند المسلمين فبأي وجه صحيح شرعي يقدمون أقوام على رفض من عداهم من المسلمين ورميهم بالكفر والشرك؟؟ حتى قاموا يسومونهم سوء العذاب ويجعلون بلادهم بلاد حرب. وقد قال عز من قائل: (إنما المؤمنون أخوة) وقال تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) وقال عز شأنه: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً) وقال سبحانه: (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) وقوله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين) وقال عز شأنه: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين، ونفصل الآيات لقوم يعلمون) .
الإسلام موجب لحفظ النفس
وفي الصحاح ما هي ناطقة بأن من قال: لا إله إلا الله. محمد رسول الله كان محترم المال والعرض والدم. ويكفيك ما في البخاري عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لمعاذ بن جبل، حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم.
وفي البخاري في باب فضائل علي عليه السلام: أنه عليه السلام حين أعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الراية يوم خيبر صرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟
الصفحة 17
قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم.وفي البخاري عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أمر بالإيمان بالله وحده قال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس.. الحديث.
قلت: وأنت أيها المطلع على الكتاب المبين، والواقف على شريعة سيد المرسلين هل ترى لأعمال العداوة والنصب لأهل الحق وأخيك المسلم من جهة غير التعدي لحدود الله؟
ومعلو: أن مذهب الإسلام وما جاء به خير الأنام صلى الله عليه وآله وسلم بمجنب (بمعزل) عن أمثال هذه التعديات: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) . فمن حكم بما يراه فقد اتبع هواه الذي نهى الله عنه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله عز شأنه: (ولا تتبع أهواءهم) وأمر أن يحكم بما أنزل الله، فمن خرج عن ذلك فقد أنكر على الله بعدما جاءه الحق، وأتته البينات، فالميزان في متابعة الحق: المصير إلى ما حكم به القرآن، وإلا فما من طائفة إلا وهي على زعمها تأمر بالعدل والحسان كما هو الغالب المتداول بين الجهلة، حيث أن المطاع منهم والشيخ فيهم يحكم بالعادات الجارية، لا بما يقوله الكتاب والسنة، فيشملهم قوله سبحانه: (فإن تولوا فاعلم إنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم، وإن كثيراً من الناس لفاسقون) وقوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) إن لم يستحلوا خلاف قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإلا فإن استحلوا ذلك فأولئك هم الكافرون حيث يقول سبحانه (ومن لم يحكم
الصفحة 18
بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) نعم لو فرض أن المسلمين تنازعوا أو اختلفوا إلى شيء فالواجب عليهم أن يردوه إلى الله والرسول لقوله تعالى: (وإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) وقوله سبحانه: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) ومع ذلك لو طعن طاعن في طائفة من المسلمين وجعلوا يرمونهم بالسب والشتم ونسبة الكفر والإلحاد كان ذلك تفرقاً منهياً عنه بقوله عز شأنه: «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ) وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وقوله سبحانه: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) فالله تبارك وتعالى أمر المؤمنين بالاعتصام بحبله، ونهاهم عن التفرق، وفسر الاعتصام بحبله بالتمسك بدينه، ولا ريب أن دينه الأسلام لقوله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) والإسلام هو الإيمان المفسر بالشهادتين.تحريم التفرق والاختلاف
فإذن: المسلمون على ملة واحدة، نعم جعل لهم حدوداً وحرمات لا يجوز التعدي عنها لقوله تعالى: (وتلك حدود الله فلا تعتدوها) فحرم عليهم الظلم، وحرم عليهم دمائهم وأعراضهم وأموالهم، ففي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال في حجة الوداع: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا: هل بلغت؟ ألا ليبلغ الشاهد الغائب.
وفي البخاري ـ بطرق عديدة ـ عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال في حجة
الصفحة 19
الوداع: أنظروا ولا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.والمقصود من هذه المقدمة أن عمل الوهابية خلاف ما عليه الكتاب والسنة، لتطابقها على لزوم التودد والتحابب بين المسلمين، لا على التنافر والتعاند ورمي بعضهم بعضاً بالكفر، والتعدي بالضرب والشتم. وما علينا إلا البلاغ المبين، تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق، إذا عرفت ما مهدناه لك فنقول: ان هذه الرسالة مشتملة على مسائل، وخاتمة.
المسألة الأولى في الشفاعة
قالت الوهابية: الشفاعة للأنبياء والأولياء منقطعة في الدنيا، وإنما هي ثابتة لهم في الآخرة، فلو جعل العبد بينه وبين الله تعالى وسائط من عباده يسألهم الشفاعة كان ذلك شركا، وعبادة لغير الله تعالى، فاللازم أن يوجه العبد دعاءه إلى ربه ويقول: اللهم اجعلنا ممن تناله شفاعة محمد صلى الله عليه واله وسلم ولا يجوز له أن يقول: يا محمد اشفع لي عند الله.
محتجين عليه بقوله تعالى: (وان المساجد لله، فلا تدعوا مع الله أحداً) وقوله سبحانه: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) وقوله جل شأنه: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) وقوله عز من قائل: (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً) .
قال محمد بن عبد الوهاب في رسالته «كشف الشبهات»: فإن قال: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى الشفاعة، واطلبه مما أعطاه الله. فالجواب: أن الله أعطاه الشفاعة، ونهاك عن هذا! وقال: فلا تدع مع الله أحداً، وأيضاً: فإن الشفاعة أعطاها غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصح أن الملائكة يشفعون، والأولياء يشفعون،
الصفحة 20
والأفراط يشفعون، أتقول: إن الله أعطاهم الشفاعة فاطلبها منهم؟ فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين.وقالت الإمامية: إن الشفاعة ثابتة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصالح المؤمنين والملائكة المقربين، فيجوز الاستشفاع بهم إلى الله تعالى، لنهوض الكتاب والسنة عليه ـ
الآيات الدالة على جواز الاستشفاع
فمن الكتاب قوله سبحانه: (ولو أنهم إذا ظلموا جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما) دلت الآية على أن العاصين متى جاؤوا إلى الرسول تائبين، وجعلوا يتوسلون به في طلب المغفرة من الله، واستغفر عند ذلك لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما، فلو كان الاستشفاع من النبي صلى الله عليه وآله شركاً لله لما وجدوا الله تواباً رحيما، لأن الله سبحانه لا يغفر أن يشرك به.
قال الفخر الرازي في التفسير: يعني لو أنهم عند ما ظلموا أنفسهم بالتحاكم إلى الطاغوت، والفرار من التحاكم الى الرسول، جاؤوا إلى الرسول وأظهروا الندم على ما فعلوه، وتابوا عنه، واستغفروا منه، واستغفر لهم الرسول بأن يسأل الله أن يغفرلهم عند توتبهم لوجدوا الله تواباً رحيما، انتهى.
وقال أيضاً عند ذكر الفائدة للعدول عن الخطاب الى الغيبة: وإنما قال: واستغفر لهم الرسول. ولم يقل: واستغفرت لهم. إجلالا للرسول وأنهم إذا جاؤوه فقد جاؤوا من خصه الله برسالته، وأكرمه بوحيه وجعله سفيراً بينه وبين خلقه، ومن كان كذلك فالله لا يرد شفاعته… الخ.
أقول: وما ذكره من كون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سفيراً بين الله تعالى وبين
الصفحة 21
العباد هي الواسطة التي أثبتها الإمامية، وسائر الفرق من المسلمين الذين أثبتوا للنبي الشفاعة المطلقة، بل أقول: إن النكتة في العدول من الخطاب إلى الغيبة هي الإشارة والدلالة على أن هذا المقام الكريم، وغفران الله باستغار الشفيع غير مختص بشخصية النبي. وإنما هو عام لكل سفير، ومن له جهة القرب من الله. المقتضية للأهلية للشفاعة.ومنها: قوله تعالى ـ حكاية من أولاد يعقوب ـ: (يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) ، وقول يعقوب: (سوف أستغفر لكم ربي) ، فإنه صريح في سؤالهم وتوسلهم بأبيهم إلى الله في الاستغفار وطلب العفو، ونزول الرحمة في الدنيا قبل الآخرة.
ومنها: ما تضمن الأمر باستغفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمؤمنين من قوله تعالى: (واستفغر لذنبك وللمؤمنين) وقوله سبحانه: (وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) ومن المعلوم أن الأمر به يلازم جواز الاستشفاع بالنبي لأنه لا يأمر بالشرك والكفر، أيأمركم بالكفر بعد إذا أنتم مسلمون؟
وقول ابن عبد الوهاب: «إن الله أعطى نبيه الشفاعة، ولكن نهاك عن الاستشقاع به!» كلام شعري، مبناه الخيال، فإنه مثل أن يقول: إن الله تعالى أعطى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة سقاية الحوض، ولكن نهى الناس من الورود عليه والاستسقاء منه!
أو يقول: إن الله تعالى أكرم العباس (عم النبي) بسقاية الحاج، ولكن نهى الحاج عن الوفود عليه!! فهل يجد الإنسان لمثل هذا الكلام معنى وأنه إذا راجع وجدانه يرى أنه إذا قال السلطان لبعض غلمانه: (إني فوضت إليك
الصفحة 22
تولية أمور رعيتى، ولكن نهيت الرعية عن المراجعة إليك في أمورهم) عد كلامه هذا سفهاً ولغواً.جواز الاستشفاع بالنبي والأئمة
ومنها: قوله تعالى: (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها) دلت. على جواز وقوع الشفاعة الحسنة من المؤمنين، بعضهم في حق بعض، ومتى جاز التوسل بالشفيع ولو كان ذلك شركا لما صح الإذن في الشفاعة لا عقلا ولا سمعاً، مع أنها مأذون فيها، ومرغب إليها بقوله سبحانه: يكن له نصيب منها.
والوجه في ذلك: أن الشفاعة عبارة عن اجتماع الشفيع مع المشفوع له في الدعاء والمسألة، إذ الشفاعة مشتقة من الشفع وهو أن يصير الإنسان نفسه شفعاً لصاحب الحاجة، كي يجتمع معه على المسألة من الله تعالى، فهي دعاء وطلب من الله تعالى، وطلب لدعاء الشفيع إلى الله، لا دعاء مع الله، والآية دالة على حرمة الدعاء مع الله، لا الدعاء من الله تعالى، وأين من ذاك؟
ومن السنة: ما في البخاري ـ في باب: إذا استشفعوا إلى الأمام ليستسقي لهم لم يرهم ـ وباب: إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط ـ فراجع.
فإن قلت: إن الله حكم بكفر عبدة الأوثان، وشركهم، لأجل قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله. قلت: نعم، إن الله حكم بكفر هؤلاء. لكن منشأ كفرهم أحد الأمرين: إما بغيهم وعتوهم على الله بجعلهم من لا أهلية له من جانب الله شفيعاً ووسيلة يتوسلون بها إلى الله.
الصفحة 23وإما عبادتهم لذلك الشفيع، حيث قالوا: (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.) وأين هذا من جعل الأنبياء شفعاء، لا شركاء معه في الدعاء، فإن الاستشفاع بهم لا يكون كفراً ولا شركا لوجهين؛ بين مجمل ومفصل:
أما الوجه الأول فهو أن للإمامية ـ بل وقاطبة المسلمين الذين يجوزون الاستشفاع ـ سؤالا من ابن عبد الوهاب، وهو أنه هل ثبتت الشفاعة في الشريعة أم لا؟. فإن قال: لا. أنكر ما أقر به أولا: من أن الشفاعة أعطاها الله غير النبي أيضاً وأنكر على الله ما في القرآن، وإن قال: نعم. قلنا له هل الشفيع شريك مع الله في المغفرة؟ أو أنه شريك مع المشفوع له في طلب المغفرة، فإن قال بالأول فقد أثبت لله سبحانه الشريك، وصار إلى ما فر منه، وإن قال بالثاني أقر بالحق الذي عليه المسلمون، وإن قال بالفرق بين الدنيا والآخرة قلنا له: إن ما يكون شركا في الدنيا لا يكون طاعة في الآخرة، وإن الشرك شرك وقبيح في الدنيا والآخرة.
وأما الوجه التفصيلي الثانوي فهو أنه لو كان التوسل بالشفيع عبادة له لما جاز الأمر بالتوسل في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة) فإن المراد بالوسيلة ما يتوسل به إلى الله تعالى، ولا يختص بالأفعال العبادية، أو مطلق الطاعة، أو الكتاب والسنة، بل اللفظ بظاهره عام، لا معدل عنه.
فيعم مطلق الوسائل التي أمر الله تعالى باتباعها، والاعتصام بها، من الأنبياء الذين هم حبل الله الممدود من السماء في قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) .
الصفحة 24فإن المراد من الحبل في الآية هي الواسطة بين الله تعالى وبين عبادة شبهت بالحبل الرابط بين الشيئين.
فقول الوهابية: إن الواسطة ملغاة في الشريعة: يرده الكتاب والسنة الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهل بيته واصحابه بطرق صحيحة، مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق» وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتواتر: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً».
ومعنى التمسك بهما التوسل بهما في الشدائد، وجعلهما سبباً للنجاة من الهلكة في الدنيا والآخرة.
ثم إن الجواب عما استدل به الوهابي من قوله تعالى: (فلا تدعوا مع الله أحداً) هو أن المنفي بالآية الدعوة مع الله، دون الدعوة من الله بواسطة الشفيع، وطلب دعائه أيضاً إلى الله، حسبما ذكرنا. على أن المراد من النهي الانتهاء من جعل الشريك لله تعالى في العبادة، بقرينة قوله سبحانه: (وإن المساجد لله،) فالمعنى كما عن المفسرين قاطبة: إن المساجد لله، فلا تعبدوا مع الله غيره، كما في قوله تعالى: (ولا تدعوا مع الله إلهاً آخر) وهذا يقوله كل مخلص في عبادته، ولكنه لا دخل بمسألة الاستشفاع فإن الاستشفاع نظير طلبك من المقرب عند الملك أن يشاركك في طلب مسألتك من الملك.
وأما الجواب عن الآيات الأخر: مثل قوله تعالى: (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً) ، وقوله تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) فنقول:
الصفحة 25المناقشة مع الوهابيين
إن مقتضى الآية الأولى ثبوت الشفاعة لمن اتخذ عند الرحمن عهداً، أي إيماناً، فالمؤمنون يملكون الشفاعة، كما أن مقتضى الآية الثانية ثبوت الشفاعة بعد الإذن والرضا من الله تعالى، ونحن نقول به للأنبياء والأولياء، ولو كان شركا لما جاز الإذن والرضا بالشفاعة، نعم لا يجوز القول بأنه: يا محمد يا رسول الله اغفرلي ذنبي. وذلك لأنه لا يغفر الذنوب إلا الله، وجميع المسلمين على ذلك، وأما القول بأنه: يا محمد اشفع لي عند ربك. فليس من الشرك، إذ الشرك هو أن تدعوه مع الله في حاجتك، لا أن تسأله أن يدعو الله في غفران ذنوبك.
ثم إن ابن عبد الوهاب لما لم يعلم حقيقة العبادة توهم أن طلب الشفاعة من الشافعين يكون من عبادة الصالحين، وهذه غفلة منه عن أن العبادة عبارة عن وقوف العبد بين يدي معبوده، وإظهار غاية الخضوع والخشوع، لا مطلق التعظيم والخضوع، ولذا لم يذهب أحد من المسلمين بأن تعظيم المؤمنين أو الأنبياء والمرسلين حال حياتهم من عبادة الصالحين، ومثل هذا الاستشفاع بهم إلى الله حال حياتهم وبعد مماتهم، فمن يعبد الله ويوحده لا يجد من نفسه حين ما يطلب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشفاعة أن يعبده في ذلك، ولعل ابن عبد الوهاب رأى أن رواج مذهبه منوط برمي المسلمين بالشرك دون من ينسب إليه، فرماهم بما لا يتفوه به إلا جامد أو معاند، فقال في رسالته «كشف الشبهات» ما حاصله: إن الطلب من الشفيع ينافي الإخلاص في التوحيد الواجب على العباد بقوله تعالى: (مخلصين له الدين) ، وقوله سبحانه: (ادعوا ربكم تضرعا) .
الصفحة 26وإن الوقوف على قبر محمد صلى الله عليه وآله والاستشفاع منه من جعل الآلهة، فهم يصيحون كما صاح إخوانهم: أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشئ عجاب!!!
فيا للعجب من هذا التقحم والتهاجم على المسلمين الموحدين، وقد عرفت دفعه والجواب عنه بما حاصله: إن دعوة الشفيع بعد ثبوت الإذن والرضا من الله تعالى لا تنافي دعوة الله تعالى. ولا تنفك عنها، كما أن إطاعة الرسول لا تنفك عن إطاعة الله تعالى في قوله تعالى: (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) فمن ادعي المنافاة فقد أبطل جعل الشفيع من الله، وهذا إنكار على الله، ولا نقول بأنه يصيح كما صاح إخوانه: إنا كفرنا بالذي أرسلتم به، وإنا به لكافرون بل نقول: سيعلمون غداً من اصحاب الصراط السوي ومن اهتدى.
استدرك في الشفاعة(1)
وهو أن الشيخ سليمان بن سحمان ذكر كلاما طويلا في كتاب «الهدية السنية» صحيفة 64 إلى أواخر 68، وعنوانه: «لا الشفاعة الشرعية أو الشفاعة الشركية والشفاعة الحق»… ثم أورد جملة من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة الدالة على وقوع الشفاعة التي من جملتها قوله تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) ،: (يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا) ، (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) .
____________
استدرك المؤلف هذا الموضوع في آخر الكتاب مما يظهر أنه كتبه بعد انتهائه في تأليفه وحيث أعدقا طباعة الكتاب الثالثة رأينا إلحاقه بموضوعه أليق.
الناشر
الصفحة 27ومنها حديث الصحيحين، وفيه: إن الله يقول لرسوله أربع مرات: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع.
ورواية البخاري عنه صلى الله عليه وآله وسلم: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: (لا إله إلا الله) خالصاً من قلبه.
ورواية الترمذي وابن ماجة عنه صلى الله عليه وآله وسلم: أتا بى آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً.
أقول: وقد مر عليك حديث استسقاء عمر بالعباس، وحديث توسل الأعمى إلى الله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وحديث توسل آدم عليه السلام حيث قال يارب أسألك بحق محمد ألا غفرت لي. فقال الله: كيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد؟ قال: رأيت على قوائم العرش مكتوبا: (لا إله إلا محمد رسول الله) فقال الله: وإذا سألتني يحقه فقد غفرت لك.
وقد صح في الحديث: إن في هذه الأمة المرحومة شفعاء إلى الله، وإن منهم من يشفع لأكثر من ربيعة ومضر، وللفتام والقبيلة.
واذا عرفت أدلة شفاعة النبي والأئمة البالغة حد التواتر، وأمعنت النظر فيها، علمت أن الاستشفاع الذي عليه المسلمون خلفاً عن سلف إنما هو على قسمين:
(أحدهما) أن يقدموا النبي أو الولي الوجيه عند الله أمام طلب الحاجة بأن يقسم على الله به وبحقه في الفضل والإيمان والطاعة لله، كما جاء في حديث ابن عمر في توسل آدم وما روي: من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم الضرير التوجه إلى الله به
الصفحة 28
صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يطلب من الله أن يشفعه فيه، كما أسنده أحمد عن عثمان بن حنيف، وكذا ابن ماجة والترمذي وصححه، وكذا الحاكم في مستدركه والسيوطي في جامعه، وكما رواه البخاري من استسقاء عمر بالعباس وتوسله إلى الله به.(وثانيهما) أن من له حاجة الى الله يطلب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يسأل الله قضاءها ويرجو منه أن يشاركه في الدعاء إلى الله ومسألة تلك الحاجة منه جل وعلا، يفعل ذلك السائل اعتماداً على وجاهة الشفيع عند الله وقربه من الله تعالى.
وإن المسلم الذي يؤدي الشهادتين مخلصاً هو الذي أذن الله نبيه بالشفاعة كما دلت عليه روايات البخاري والترمذي وابن ماجة، وكذا روايتا الحارث ابن قيس وأبي سعيد عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا هو ما عند المسلمين في التوسل والاستشفاع لا غيره، وقد جاء به الكتاب والسنة، ومن نسب غير ذلك إليهم فقد افترى عليهم؛ إما جهلا بما عليه المسلمون في توسلهم واستشفاعهم اعتماداً على الكتاب والسنة، وإما عناداً لرسول الله وأوليائه في بقاء كرامتهم في الإسلام ولياقتهم للاستشفاع بأحد القسمين المذكورين، وإما تمويهاً وتلبيساً على بعض العوام للاستعانة بهم على ما حرمه الله من دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم.
والعجب أن الشيخ سليمان ذكر الآيات الواردة في الاستشفاع بالأوثان والأصنام، فحاول أن يتشبت بها لنفي الشفاعة، حتى نسب إلى المسلمين الشرك والكفر، والحال أنه من آيات الشفاعة بإذن الله وأحاديثها ما بلغ التواتر. ومعلوم أن عمل المسلمين على مقتضى دلالتها،فاللازم على الشيخ شرعا
الصفحة 29
الحكم بمقتضاها، فيجعل بتدبر القرآن والأحاديث ما للمسلمين(1) وما على المشركين على المشركين، ولا يجاول بقياسه أن يخلط الإيمان بالشرك والمشروع بالمحظور وما أذن فيه لمن يرتضيه بما يسخطه وينفيه (ما هكذا تورد ياسعد الإبل).فإن المسلمين يقولون: إن الله هو إلهنا ومعبودنا، وهو الذي أذن لنبيه في الشفاعة لنا، ومع ذلك ليس لك من الكتاب والسنة حاجز عن قولك في صحيفة 66: إن الكتاب والسنة دلا على أن من جعل الملائكة والأنبياء أو ابن عباس أو أبا طالب أو المحجوب وسائط بينهم وبين الله ليشفعوا لهم عند الله لأجل قربهم من الله ـ كما يفعل عند الملوك ـ أنه كافر مشرك حلال الدم والمال وإن قال: اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وصلى وصام.
ياشيخ: إن عمر استشفع بالعباس إلى الله في الاستسقاء فماذا تقول ؟؟ وكل أحد يعلم أن استشفاع المسلمين بالانبياء والأولياء إلى الله إنما هو على نهج استشفاع عمر بالعباس، وماذا تريد يقولك «كما يفعل عند الملوك» فهل تريد بذلك ما زعمته في صحيفة 667: من أن الشفاعة عند الملوك إنما تكون لأخبارهم بما يجهلونه من حال الرعية، أو لعجزهم عن تدبير رعيتهم، أو لخوفهم من الشفيع أو حاجتهم إليه؟
فأنا وسائر المسلمين نخبرك أنه ليس في المستشفعين إلا من يعتقد أن الله هو العالم بكل شئ والقادر على كل شئ، وأنه اذن لأوليائه بالشفاعة للمسلمين
____________
(1) للمسلمين.
الصفحة 30
رحمة منه بهم وكرامة للشفيع عنده كما أوضحناه، وحاشا أن يستشفع المسلمون بالنحو الذي تزعمه في شفاعة السلاطين.على أن شفاعة الملوك لا تنحصر بما زعمته، فإن الملك قد يكون تشفيعه رحمة للرعية وإكراماً للشفيع من دون جهل ولا عجز ولا خوف ولا حاجة.
يا شيخ: أبيت إلا أن تقول: كافر مشرك حلال الدم والمال وإن شهد الشهاديتن وصام وصلى، فإن لسانك في فمك وقلمك بيدك وما الله بغافل عما تعملون وهو المستعان على ما تصفون. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المسألة الثانية في التوسل
كلام الوهابيين في التوسل
قالت الوهابية: لا يجوز التوسل بالموتى ممن ثبتت مكانته عند الله ورفع الحوائج إليهم. محتجين ـ تارة ـ كما عن ابن عبد الوهاب بأنه خطاب لمعدوم، وذلك قبيح عقلا، لعدم قدرة الميت على الإجابة، و ـ اُخرى ـ كما عن ابن تيمية: بأنه شرك. قال في: 1/11 من منهاج السنة: والذين تدعون من دونه لا يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئك مثل خيبر.
وقالت الإمامية: يجوز سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة قضاء الحوائج وتفريج الكرب بعد موتهم، كما يجوز ذلك حال حياتهم، لعدم كون ذلك من خطاب المعدوم أولا، ولا كونه شركا ثانياً.
أما عدم كون نداء الأموات توجيهاً للخطاب نحو المعدوم: فلأن
الصفحة 31
للميت من الإدراك والشعور والالتفات مثل ماله حال الحياة، بل أزيد لإجماع المسلمين عليه، بعد الكتاب والسنة.قال الغزالي ـ الذي هو من أئمة الشافعية ـ في إحياء العلوم: ظن بعضهم أن الموت هو العدم، وهذا رأي الملحدين، وكل من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، وهذا معنى ما يقال: الناس نيام وإذا ماتوا انتبهوا، فإن أول ما ينكشف له ما يضره وما ينفعه من حسناته وسيئاته، فلا ينظر إلى سيئة إلا ويتحسر عليها.
الادلة على التفات الميت ودركه الاشياء
أقول: فقول الوهابيين مردود بالإجماع السابق عليهم واللاحق لهم: بأن الموت ليس من العدم.
أما الكتاب: فطوائف، منها:
ما نزل في حق عامة الناس من قوله تعالى: «فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم جديد، وقوله سبحانه: «أقرأ كتاب كفى بنفسك اليوم عليك حسبيا» ومنها ما نزل في حق المؤمنين من قوله تعالى: (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) وقوله تعالى: (إن الأبرار لفي نعيم) وقوله سبحانه: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) .
ففي صحيح البخاري: إذا جلس المؤمن في قبره أتى ثم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله فذلك قوله عز وجل: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت.
ومنها: ما نزل في حق المجرمين من العصاة والكفار من قوله تعالى:
الصفحة 32
(النار يعرضون عليها غذواً وعشياً، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) وقوله سبحانه: (إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً) .ففي البخاري: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى قليب بدر وخاطب المشركين بهذه الآية، فقيل له: إنك تدعو أمواتاً. فقال: ما أنت بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون.
اثبات الحياة البرزخية
ومنها: ما هو صريح في الحياة الدائمة بعد الارتحال عن الدنيا، كقوله تعالى: (ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت) ، وقوله تعالى: (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان) ، وقوله تعالى: (يقول ياليتني قدمت لحياتي) ، أي يقول الكافر: ياليتني قدمت في الدنيا التي حياتها منقطعة لحياتي التي هي دائمة، ولذا قال: لحياتي. ولم يقل لهذه الحياة. تنزيلا للحياة المنقطعة منزلة العدم، فكأنها ليست الحياة بعد مفارقة الروح البدن العنصري إلى الحياة في الآخرة.
ومنها: مانزل في حق الشهداء: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين) .
ومنها: ما اشتمل على خطاب الله مع المؤمنين مثل قوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) ، فلو كانت النفوس البشرية بعد مفارقة الأرواح عن الأبدان معدومة
الصفحة 33
لا يجوز الخطاب معها، فكيف وقع الخطاب لهم من الله تعالى؟ أم كيف أنهم خاطبوا الله بقولهم: رب أرجعوني لعلي أعمل صالحاً فيما تركت. أو قالوا في القبر: ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين.وأما السنة: فحسبك أبواب الصحاح والسنن من باب: إن الميت يسمع خفق النعال، وباب: إن الميت يتكلم في القبر، وباب: إن الميت يرى مكانه من الجنة والنار، وباب: كيفية السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى سائر المؤمنين إذا أتى الرجل المقابر.
وفي صحيح البخاري في باب كيفية فرض الصلاة وملاقاة النبي ـ ليلة الإسراء ـ الأنبياء: من آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم، وتكلمه معهم سلام الله عليهم، من حديث ابن حزم وأنس بن مالك: أنه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فرض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى عليه السلام، فقال: ما فرض الله لك على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة. قال: فارجع إلى ربك، فان أمتك لا تطيق فرجعت فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى فقلت: وضع شطرها. فقال راجع ربك، فإن أمتك لا تطيق، فرجعت فوضع شطرها، فقال ارجع إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق. فراجعته، فقال: هن خمس، هن خمسون، لا يبدل القول لدى، فرجعت إلى موسى فقال: ارجع إلى ربك فقلت استحيت من ربي.. الحديث.
وفي سنن النسائي وإحياء العلوم: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله ملائكة سياحين في الأرض،يبلغون من أمتي السلام.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا على من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة علي.
الصفحة 34
قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت قال: إن الله تعالى قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فنبي الله حي يرزق.قوله: فنبي الله حي يرزق. ظاهر في العموم، لأن الإضافة تفيده فإذا كان الأنبياء والشهداء أحياء يرزقون. ويشهدون الصلاة والسلام ممن يصلي عليهم من قريب أو بعيد، فكيف لا يشهدون نداء من يناديهم، واستغاثة من يستغيث بهم؟
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علمي بعد مماتي كعلمي في حياتي.
وفي إحياء العلوم: إن الله وكل ملكاً يسمعني أقوال الخلائق.
وأما عدم كون التوسل ـ بالميت ـ إلى الله شركا: فلأنه نظير التوسل بالحي، وسؤاله قضاء الحوائج بواسطة دعائة من الله تعالى، فكما أنه ليس من الشرك كذلك التوسل بالميت، فيجعل أحد التوسلين كالآخر بجامع السؤال من المخلوق، إذ لا وجه لتوهم كونه شركا، إلا كونه دعاء لغير الله تعالى، فإذا جاز بالنسبة إلى الأحياء مطلقاً.
أما أولا فلكونه من التعاون المأمور به شرعاً في قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) ، ففي البخاري قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فكوا العاني وأجيبوا الداعي. ولم يقل صلى الله عليه وآله وسلم: ارفضوه لأنه أشرك!!
وأما ثانياً فلوقوع نداء المخلوق والدعاء له، والالتماس منه في الكتاب.
لقوله سبحانه: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) وورود
الصفحة 35
سؤال الحواريين عيسى عليه السلام نزول المائدة لهم من السماء وسؤال قوم موسى منه الاستسقاء وقال سبحانه ـ حكاية عن يوسف ـ: (اذكرني عند ربك) وعن موسى والخضر: (فانطلقا حتى أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما) : فلو جاز ليوسف أن يقول للكافر: (اذكرني عند ربك) أعني المللك، ولموسى والخضر أن يستطعما أهل القرية، جاز لنا بطريق أولى أن نقف أمام قبر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونقول له: «اذكرني عند ربك) ونطلب منه الحاجة، ولو بواسطة دعائه لله.فابن تيمية وأتباعه هل يجدون من أنفسهم جواز استعانة سليمان عليه السلام في إحضار عرش بلقيس بجلسائه، وفيهم عفريت، ويقول لهم: (أيكم يأتني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين) ولا يجدون من أنفسهم الاستعانة والتوسل بمحمد وآله الطاهرين الذين هم سفن النجاة وباب حطة، وأحد الثقلين اللذين يجب التمسك بهما؟
فلو جازت هذه الأسئلة ولم تكن شركا جاز سؤال الانبياء والأولياء عند الوقوف على قبورهم، أو من مكان بعيد إجابة المضطر ولا يكون طلباً من العاجز، لأنه تعالى وصف نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى: (وما نقموا منه إلا أن أغناهم الله ورسوله) ، وقوله تعالى: (ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله) ، وقوله عز شأنه: (ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي عليهم) . والمراد بها المحنة والمشقة. سواء كانت دنيوية أو أخروية، ولقد قال تبارك اسمه: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم) .
الصفحة 36ومقتضى عموم رأفته ورحمته بالمؤمنين قضاء حوائجهم بشفاعته لهم إلى الله تعالى.
قال الرازي: المراد حريص على إيصال الخيرات إليكم في الدنيا والآخرة.
أقول؛ ومن كان هذا شأنه جاز الوفود عليه، والتوسل به وعدم الإعراض عنه إلى غيره، ممن لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، بخلاف الأنبياء لقوله تعالى فيما اختص به عيسى عليه السلام: إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً باذن الله، وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله.
وقال تعالى ـ في حق إبراهيم عليه السلام ـ: فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً. كل ذلك مضافاً إلى ما ورد في الكتاب والسنة من معجزات الأنبياء وخوارق العادات الجارية على أيديهم، مثل انفجار الحجر لموسى، وإحياء الموتى على يد عيسى، وانشقاق القمر لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء فكان قاب قوسين أو ادنى.
والغرض من ذكر ما اختصوا به سلام الله عليهم بيان قدرتهم حال حياتهم، وتتم دلالة هذه على المقصود بضميمة مادلت على ثبوت الحياة المستقرة للأنبياء في عالم البرزخ.
فبهاتين المقدمتين نستنتج أن الأنبياء قادرون ومتمكنون من إجابة دعوة المضطر بعد مماتهم، كحال حياتهم، فلا يكون الالتجاء بهم لغواً وعبثاً، كما لا يكون شركاً، فهل يجد فرقاً بين سؤال عيسى عليه السلام شفاء المرضى وإحياء الموتى، ويحكم بجواز التوسل فيه
pour commencer, je voudrai informer les fréres d’une chose assez importante, c’est que j’ai cherché longtemps dans l’histoire de l’islam pour trouvre des traces de la façon dont certains salli sur le prophéte : « صلى الله عليه و سلم » mais je n’ai rien trouvé par contre j’ai trouve d’autres hadiths qui prouvent qu’il y’avait une seule façon pour salli sur le prophéte :
صحيح البخاري – الدعوات – الصلاة على النبي ( ص ) – رقم الحديث : ( 5880 )
- حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الحكم قال سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا أهدي لك هدية إن النبي (ص) خرج علينا فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال فقولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
الرابط :
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5880&doc=0
صحيح البخاري – الدعوات – الصلاة على النبي ( ص ) – رقم الحديث : ( 5881 )
- حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا إبن أبي حازم والدراوردي عن يزيد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري قال : قلنا يا رسول
الله هذا السلام عليك فكيف نصلي قال قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم .
الرابط :
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5881&doc=0
صحيح مسلم – الصلاة – الصلاة على النبي ( ص )بعد التشهد – رقم الحديث : ( 613 )
- حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال قرأت على مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري وعبد الله بن زيد هو الذي كان أري النداء بالصلاة أخبره عن أبي مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول الله (ص) ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله (ص) حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله (ص) قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم .
الرابط :
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=613&doc=1
صحيح مسلم – الصلاة – الصلاة على النبي ( ص ) بعد التشهد – رقم الحديث : ( 614 )
- حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت إبن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال ألا أهدي لك هدية خرج علينا رسول الله (ص) فقلنا قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
- حدثنا زهير بن حرب وأبو كريب قالا حدثنا وكيع عن شعبة ومسعر عن الحكم بهذا الإسناد مثله وليس في حديث مسعر ألا أهدي لك هدية حدثنا محمد بن بكار حدثنا إسمعيل بن زكرياء عن الأعمش وعن مسعر وعن مالك بن مغول كلهم عن الحكم بهذا الإسناد مثله غير أنه قال : وبارك على محمد ولم يقل اللهم .
الرابط :
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=614&doc=1
voilà, donc moi quand je veux salli sur le prophéte je le fais comme le prophéte l’a demandé.
ici je vais essayer inchallah de montrer à certains la place qu’occupe ali dans l’islam et dans le coeur du prophéte et pour dieu, et je vais commencer par citer les ayates qui parlent de l’imam ali :
عدد الروايات : ( 2 )
البخاري – التاريخ الكبير – الجزء : ( 9 ) – رقم الصفحة : ( 25 )
205 – أبو الحمراء له صحبة ، قال أبو عاصم عن عياد ابى يحيى قال نا أبو داود عن ابى الحمراء قال صحبت النبي (ص) تسعة أشهر فكان إذا اصبح كل يوم . يأتي باب علي وفاطمة فيقول السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
صحيح مسلم – فضائل الصحابة – فضائل أهل بيت النبي ( ص ) – رقم الحديث : ( 4450 )
– حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا محمد بن بشر عن زكرياء عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت قالت عائشة : خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم
جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .
الرابط :
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4450&doc=1
عدد الروايات : ( 1 )
صحيح مسلم – فضائل الصحابة – من فضائل علي ( ع ) – رقم الحديث : ( 4420 )
– حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا حدثنا حاتم وهو إبن إسمعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (ص) فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله (ص) يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله (ص) أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي.
الرابط:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4420&doc=1
عدد الروايات : ( 3 )
مسند أحمد – مسند العشرة.. – ومن مسند علي ( ع ).. – رقم الحديث : ( 841 )
– حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي ( ر ) قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين قال جمع النبي (ص) من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا قال فقال لهم من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي فقال رجل لم يسمه شريك يا رسول الله أنت كنت بحرا من يقوم بهذا قال ثم قال الآخر قال فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي ( ر ) أنا.
الرابط:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=841&doc=6
أحمد بن حنبل – فضائل الصحابة – ومن فضائل علي ( ع )
1073 – حدثنا عبد الله قال : نا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، نا شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد الله ، عن علي ، ح ونا عبد الله ، نا أبو خيثمة قثنا أسود بن عامر قثنا شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عمرو ، عن عباد بن عبد الله الأسدي ، عن علي قال : لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين ، دعا رسول الله (ص) رجالا من أهل بيته ، إن كان الرجل منهم لآكلا جذعة ، وإن كان شاربا فرقا ، فقدم إليهم رجلا ، فأكلوا حتى شبعوا ، فقال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ، ويكون معي في الجنة ، ويكون خليفتي في أهلي ؟ فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال علي : أنا ، فقال رسول الله (ص) : علي يقضي عني ديني ، وينجز مواعيدي . ولفظ الحديث للحماني ، وبعضه لحديث أبي خيثمة .
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=129634
أحمد بن حنبل – فضائل الصحابة – ومن فضائل علي ( ع )
1157 – حدثنا عبد الله ، نا أبي ، نا أسود بن عامر ، نا شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن عباد بن عبد الله الأسدي ، عن علي قال : لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين جمع النبي (ص) من أهل بيته ، فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا ، قال : قال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ، ويكون معي في الجنة ، ويكون خليفتي في أهلي ؟ فقال رجل لم يسمه : يا رسول الله ، أنت كنت بحرا من يقوم بهذا ؟ قال : ثم قال لآخر ، قال : فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال علي : أنا.
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=129718
تفسير الطبري – سورة البينة : ( 7 ) – الجزء : ( 30 ) – رقم الصفحة : ( 335 )
إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية – ( البينة – 7 )
35023 – حدثنا إبن حميد , قال : ثنا عيسى بن فرقد , عن أبي الجارود , عن محمد بن علي أولئك هم خير البرية فقال النبي (ص) : أنت يا علي وشيعتك .
الرابط :
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=TABARY&nType=1&nSora=98&nAya=7
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=344221
la suite pour la prochaine fois