Résultats de la recherche sur '3 7 9'
-
Résultats de la recherche
-
أنس العقلي
أسبوعية المستقلتبث القناة الثانية منذ شهر رمضان حلقات برنامج « كوميديا »، الذي تقوم فكرته على إجراء إقصائيات بين 16فكاهيا شابا، يقدمون عروضا فكاهية أمام لجنة التحكيم، التي تختار في كل حلقة الفائزين الذين يتأهلون إلى الدور الموالي، ليتم الحصول في النهاية على فائز واحد من أصل أربعة متسابقين يبلغون المرحلة النهائية، مع العلم أن الثمانية الأوائل يفوز كل منهم بجائزة مالية قدرها 5000 آلاف درهم وجولة فنية بعدد من المدن المغربية لتقديم عروضه الفكاهية.
والمشكل الأكبر في هذا البرنامج هو لجنة التحكيم نفسها، التي تتكون من منتج البرنامج ياسين الزيزي والممثلة آمال الأطرش والممثل محمد الخياري. فأفراد هذه اللجنة الثلاثة لا يتوفرون على الكفاءة اللازمة في مجال الكوميديا، التي تخول لهم الجلوس في مقاعد لجنة التحكيم.
فالمنتج ياسين الزيزي هو شخص نكرة، لا يعرفه أحد، ولم يسبق لنا أن شاهدناه في عمل كوميدي، لذلك يمكن القول إنه لا علاقة له بمجال الفكاهة والكوميديا، ووجوده في لجنة التحكيم هو فقط يكرس تطفل « مول الشكارة » على المجال الفني، وسيطرته عليه تماما كما يحدث في الرياضة.
والممثلة آمال الأطرش لم نشاهدها إلا في سلسلة فكاهية واحدة، هي سيتكوم لالة فاطمة، الذي لعبت فيه بإتقان دور الخادمة، وقامت بإنتاجه القناة الثانية سنة 2001. من هنا فظهورها في عمل كوميدي واحد يجعلها في مرتبة الكوميديين المبتدئين، وبالتالي فموقعها لا يؤهلها لتكون عضوا في لجنة التحكيم.
أما محمد الخياري فهو يكرس كل سنة سياسة الضحك على ذقون المشاهدين المغاربة، والاستخفاف بعقولهم وإفساد أذواق أطفالهم، من خلال أدائه الذي يعتمد أساسا على تقليد شخصية « العروبي »، ولازماته التافهة التي يظن بها أنه قادر على إضحاك المشاهد المغربي الواعي المثقف، مثل جملته الشهيرة: »حرتوكة، نلوح عليك الببوش، نجمع عليك الدراري ».
من هنا فلجنة التحكيم هي دون مستوى البرنامج، وهي نفسها تحتاج إلى لجنة تحكيم تقيم أداءها، لذلك لم يكن غريبا إقصاء الثنائي الجيد أمين وسليمان منذ الحلقة الأولى رغم أنه أبدع وأضحك بطريقة عصرية سلسة، كما لم يكن غريبا وصول عبدو الشامي إلى المرحلة قبل النهائية رغم أنه لم يكن مضحكا على الإطلاق، لا من حيث نصوصه وأدائه، ولا حتى سحنته وصوته، فهو لا يمتلك المؤهلات الأولية للكوميدي.
والغريب والمضحك في آن هو أن أفراد لجنة التحكيم يشددون في كل مرة على المتبارين أن يحترموا مبادئ وتقنيات « الوامن شو »، بالرغم من أنهم هم أنفسهم لا يؤدون « الوامن شو »، فلم يسبق للمشاهد المغربي أن شاهد أحدا منهم في عمل كوميدي من هذا النوع! وهذا في حد ذاته خطأ فادح في البرنامج.
كما لوحظ على اللجنة عدم الانضباط في قيامها بدورها كحكام، وهو ما تجلى في تمازحات أفرادها فيما بينهم أثناء الحكم
على المتبارين، أوالاكتفاء بكلمات قليلة، في معظم الأحيان لا معنى لها، في التعليق على أداء كل مرشح، كالقولة التي كان يرددها الخياري: « أنت زوين، كلكم زوينين ».إن لجنة التحكيم يجب أن تتكون من نجوم كوميديين لهم رصيد حافل من الأعمال الفكاهية، وسنوات طويلة من التجربة والخبرة والنجاح، تؤهلهم لتأطير الشباب الجدد وتوجيههم وتبيان الطريق الصحيح لهم في مجال إبداعهم، وإعطاء القدوة لهم. ومن هنا نتساءل: كيف يمكننا تطوير الكوميديا المغربية خاصة والفن المغربي عموما ونحن لا زلنا نتخبط في مثل هذه المشاكل التقنية؟.