أكذوبة حقوق الإنسان

Forums OujdaCity Débats أكذوبة حقوق الإنسان

  • Ce sujet est vide.
Affichage de 1 message (sur 1 au total)
  • Auteur
    Messages
  • #202554
    oujdi12
    Membre

    عبد الله السهلي

    لم يبلغ تسلّط وظلم الإنسان لأخيه الإنسان عبر التاريخ كله كما بلغ في زماننا هذا! وإن من المفارقات الغريبة التنادي لحماية حقوق الإنسان.. ممن؟!! إنه من الإنسان ذاته؛ فهو الخصم والضحية! فيك الخصام وأنت الخصم والحكمُ!!
    وعلى الرغم من محاولات بعض الليبراليين تشريع الأنسنة! إلاّ أن مصطلح (الإنسانية) لم يعد يحمل بالضرورة معاني الرحمة والشفقة والتعاطف! بل قد نطلق الإنسانية ونعني بها القتل والحرب والدمار! وعلينا أن نبحث عن مصطلح آخر نعلّق عليه آمالنا! وبعيداً عن جدلية الأصل في الطبيعة البشرية فإن المتنبي قد حسم الموضوع بشكل واضح وصريح:
    والظلمُ من شيم النفوسِ فإنْ تجدْ ذا عفةٍ فلِعلّةٍ لا يظلمُ!
    وهذا بلا شك نتاج طبيعي لضعف جذوة الإيمان في النفوس أو اضمحلالها، وإن من المفارقات أن مصطلح (حقوق الإنسان) يُعدّ الآن من أكثر المصطلحات تداولاً في الوقت الذي يُعدّ عصرنا أكثر العصور انحطاطاً في مجال حقوق الإنسان! الأمر الذي يحتم علينا قراءة الأحداث والمصطلحات بعيداً عن صخب الآلة الإعلامية الغربية التي باتت تطحننا، وتلقي بنا في أتونها شئنا أم أبينا!!
    إن الغرب وأمريكا على وجه الخصوص ترغمنا على التعاطي مع نسبية مصطلحاتها! بل نسبية عقليتها وبراجميتها ومكافيليتها ! وعلينا أن نراوح في فلك فكرها رغم أنوفنا!
    إن القضية يمكن إجمالها في مؤداها الأخير أنها قضية قوي وضعيف، قوي يملي مصطلحاته ومضامينها، وضعيف يردّد ما يريد الأقوياء!
    إن من الواجب علينا – مفكرين وساسة وحقوقيين- أكثر من أي وقت مضى الانعتاق من المنظومة الغربية لحقوق الإنسان؛ لأنها باختصار جاءت ردة فعلٍ لعقود من الصراع في أوروبا، صراع الإنسان مع الإنسان وصراع الإنسان مع الطبيعة، ولذا تجد فلسفة الصراع جزءاً من كينونة الغربي يجسدها بشكل صريح الفن والتمثيل، بل حتى الرسوم الكرتونية لديهم! هذه الثقافة ألقت بظلالها على عالمنا الإسلامي، ولذا قد تسمع من يقول: « إن الحقوق لا تُمنح بل تُنتزع انتزاعاً »، وهي عبارة تمثل بجلاء مجتمع الصراع، صراع الكل ضد الكل أو مجتمع الإيمان؛ فإن هناك ثنائية الحق والواجب في جوٍ من المسؤولية والمراقبة الذاتية التي لا يعرفها الغرب!
    ولذا فإن من الأهمية بمكان معرفة الأسس والمنطلقات الفلسفية والفكرية للبنية العقلية للغرب، والتي تراوح بين الصراع والنفعية والتعاقدية وبطبيعة الحال استبعاد الإيمان وإقصائه، بل بمعنى أدق إلغاؤه من الحس الغربي تماماً، الإيمان الكفيل بإيقاد جذوة الخيرية داخل النفس البشرية.
    وفي المقابل فإن المسلمين يملكون – على المستوى النظري والعقدي – منظومة حقوقية لا تضاهيها منظومة على وجه الأرض، وإن من الظلم الواضح محاكمة المسلمين في هذا من خلال أحوال العالم الإسلامي الذي هو نتاج سنوات وعقود من الظلم والاستعمار (وإن شئت أبدل العينَ حاءً) والتغريب والتسلط الغربي الممنهج، باختصار نتاج للمؤامرة التي يحاول البعض إلغاء نظريتها (بل مكر الليل والنهار) والتي يجب ألاّ تقعدنا عن العمل (الجانب السلبي لنظرية المؤامرة).
    ومع الأسف فإن كثيراً من المحاولات المؤسسية والمؤتمرات في هذا المجال مجال حقوق الإنسان بما فيها مؤتمر القاهرة 1411هـ قد استبطنت النموذج الغربي بشكل أو بآخر ونظمت على منواله دون التنبه إلى الاختلاف الجذري في الأسس والمنطلقات، إن علينا أن نوضح للعالم بأسره منظومتنا القيمية الحقوقية بعيداً عن الهلامية، وبعيداً عن منهج التوفيق والتلفيق تحت ذرائع المشترك الإنساني أو غيره! وهذا الأمر يتطلب عملاً مؤسسياً وفريقاً بحثياً يضم بين جنبيه علماء الشريعة والفقه والحقوقيين والسياسية الشرعية وتخصصات أخرى. وعند ذاك لا بأس إن كان هناك قدر من المشترك الإنساني، وثمة فرقٌ بين أن نقول: نحن نشابهكم في أمور، وبين أن نقول هذه منظومتنا وأنتم تشابهوننا في أمور .
    وهنا ملمح مهم وهو ضرورة التجرد والحيادية في عرض الإسلام، أو أياً من تشريعاته بعيداً عن الذات أو العادات الاجتماعية الصرفة، وعرضه للغرب كما هو مهما تناءت المسافة بينه وبين الفكرة الغربية الوضعية – وهذه الجزئية بالذات – هي عنصر التميز والجذب للغربي عكس ما يعتقده (هواة التلفيق) من أن تمييع القضايا والفكر الإسلامي حتى يكون ظلاً مشوهاً للفكر الغربي أنه عنصر جذبٍ لهم .
    وبعد.
    هل ما زلنا نصدق أكذوبة حقوق الإنسان!

Affichage de 1 message (sur 1 au total)
  • Vous devez être connecté pour répondre à ce sujet.
SHARE

أكذوبة حقوق الإنسان