محمد بنعمارة

Forums OujdaCity Café OujdaCity محمد بنعمارة

  • Ce sujet est vide.
6 sujets de 1 à 6 (sur un total de 6)
  • Auteur
    Messages
  • #202783
    OUJDI_PUR
    Membre

    شوف تشوف
    مرثيات مستعارة
    17/05/2007 | رشيد نيني

    نشرت أغلب الجرائد هذه الأيام خبرا ينعي الشاعر المغربي محمد بنعمارة «بعد صراع طويل مع مرض عضال لم ينفع معه علاج»، كما هي الصيغة التقليدية المتعارف عليها في أغلب بلاغات النعي.
    مراسل مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بوجدة، مسقط رأس الشاعر، كتب قصاصة أشبه بالمرثية يقول فيها أن محمد بنعمارة «عاش حياته مرتين، واحدة بهمومها وأخرى بلون الذوق والجمال». أما نعي اتحاد كتاب المغرب فقد تحدث عن «الفراغ الكبير الذي سيحدثه رحيل الشاعر في المشهد الثقافي العربي والمغربي، لكون الراحل واحدا من الذين أسسوا تجربة في الشعر والبحث بقيم ومزايا جديدة تماما».
    كلام مؤثر في حق شاعر يستحق الرثاء. غير أن من يستحق الرثاء فعلا هو وقوف المؤسسات الثقافية في هذه البلاد موقف المتفرج من محنة الشاعر محمد بنعمارة وعائلته طيلة كل المدة التي قضاها أفرادها يواجهون تكاليف العلاج الباهظة من جيوبهم دون أن تتحرك ولو واحدة من هذه المؤسسات التي تتباكى الآن على موت الشاعر لتقديم يد المساعدة.
    بعض الصحف تلجأ إلى نشر أخبار التعازي وتتغافل عن نشر المآسي التي تختفي وراء مثل هذه الأخبار. ومأساة الشاعر محمد بنعمارة ليست هي أنه عاش حياته مرتين، كما جاء في قصاصة الوكالة، وإنما مأساته أنه مات مرتين، مرة بسبب المرض ومرة بسبب النسيان. ولعل السبب الثاني أقسى وأشد، خصوصا عندما يتعلق الأمر بشاعر ساهم ببحوثه الأدبية ودافع عن حق الشعر في التواجد عبر أمواج الإذاعة الجهوية بوجدة ببرنامجه الشهير الذي حمل اسم «حدائق الشعر»، والذي كنت واحدا من متتبعيه الأوفياء في بداياتي الشعرية الأولى.
    صادفت الشاعر محمد بنعمارة في أكثر من ملتقى شعري، وكنت آنذاك أشتغل متعاونا مع جريدة العلم أتقاضى تعويضاتي بالسنتمتر على كل التغطيات الصحافية التي أنجزها للصفحة الثقافية في الجريدة. وكان ملتقى فاس الشعري السنوي أهم لقاء أدبي يجتمع فيه أغلب شعراء المغرب بمختلف حساسياتهم الشعرية والسياسية. وكنت دائما ألاحظ أن شعراء وجدة، ومن ضمنهم محمد بنعمارة، لديهم نفس شعري في قصائدهم مخالف للنفس الشعري الذي يطبع قصائد غيرهم من الشعراء. وكان بعض النقاد الذين يستدعيهم الملتقى لا يستسيغون مثل هذه القصائد ذات النفس الصوفي الأقرب إلى التعبد منه إلى النفس المتحرر الذي يجعل قصائد الشعراء الآخرين تتحدث عن المرأة والنبيذ وغيرها من متع الحياة. حتى أن بعض الشعراء الذين كانوا يخلطون الشعر بالمجون كانوا يسخرون من هؤلاء الشعراء «المتزمتين» الذين يصادفونهم في ساعات الفجر الأولى مستيقظين للصلاة في الوقت الذي يكونون هم عائدين لتوهم من بارات المدينة مترنحين من فرط السكر.
    وأصبح بعض شعراء وجدة يحملون «تهمة» الدفاع عن الشعر الإسلامي، خصوصا بعد نشر قصائد بعضهم في مجلة «المشكاة» التي حملت لواء الدفاع عن الأدب الملتزم.
    وشيئا فشيئا نشأ ما يشبه القطيعة غير المعلنة مع هؤلاء الشعراء، وحوصروا إعلاميا مما جعل بعضهم يطلب اللجوء الأدبي في مجلات أجنبية ومهرجانات عربية كعكاظ والمربد وغيرها.
    أسوق هذه الشهادة لله لأنني أصبت بصدمة حقيقة عندما علمت أن الراحل محمد بنعمارة لم يستفد من الرعاية الصحية الملكية التي كان أعلن عن تحقيقها كمكسب رئيس اتحاد كتاب المغرب السابق حسن نجمي لجميع الأعضاء المنتسبين لاتحاد الكتاب. مع أن وفدا من المكتب الحالي لاتحاد كتاب المغرب زار بنعمارة في بيته وعاين حالته الصحية.
    وقد كنت شخصيا أنجزت روبورتاجا عندما كنت أشتغل في قسم الأخبار بالقناة الثانية عن اللقاء الذي أعلن فيه رئيس الاتحاد عن هذا الخبر بحضور مستشار الملك عباس الجيراري ووزير المالية فتح الله والعلو، للذين ذاكرتهم قصيرة فالشريط موجود في أرشيف القناة الثانية.
    أفظع من ذلك، سأعرف أن ابن الراحل جاء إلى الرباط وترك والده الشاعر ينتظر متألما الدواء لمدة أسبوع بعد أن تماطلت إدارة الكنوبس في تسليمه الدواء. رغم أن الأستاذ بنعمارة ظل طيلة حياته يساهم في هذا الصندوق من راتبه في تعاضدية التعليم، إلا أنهم طلبوا من ابنه إحضار قطعة من العضو المريض لتحليلها قبل منح الدواء لوالده. ورغم أن ابن الراحل شرح لهم في الكنوبس أن والده مصاب بسرطان البانكرياس، وأن هذا العضو لا يمكن طبيا اقتطاع جزء منه، إلا أنهم رفضوا وتمسكوا بطلبهم. وعندما سدت الأبواب في وجه ابن الشاعر لم يجد غير باب وزارة الثقافة، فوراء باب الديوان يجلس شاعر آخر اسمه محمد الأشعري، وإذا لم تشفع رابطة الشعر التي تجمع الشاعرين في تدخل الوزير لصالح الشاعر المريض، فربما تشفع له كل تلك المرات التي أكل فيها الأشعري ونام في بيت الشاعر بنعمارة عندما كان يأتي من الرباط إلى وجدة، وكل ذلك الخبز والملح اللذين شركهما مع عائلته.
    ولكم أن تتأملوا رد فعل الوزير الشاعر، فقد طلب من الكاتبة أن تأخذ منه الملف وتأخذ رقم هاتف البيت دون أن يقبل باستقباله. ومرت الأيام المتبقية في عمر الشاعر بنعمارة، ولم يتصل الوزير الشاعر بصديقه القديم ولم يبادر إلى اتخاذ أي موقف، ولم يتدخل لطلب الرعاية الصحية الملكية لشاعر ساهم إلى جانبه في تأسيس اتحاد كتاب المغرب أيام كان الأشعري يأتي ليبيت في منزل بنعمارة ليوفر مصاريف المبيت في الفندق.
    ولولا مساعدة الشاعر محمد بنيس لما استطاع ابن الشاعر العودة إلى وجدة بالدواء لوالده المريض. ولعل أقسى ما عاناه الشاعر بنعمارة في فترة مرضه لم يكن مضاعفات جلسات العلاج الكيماوي، بقدر ما كانت معاناته عميقة بسبب مضاعفات مرض النسيان الذي أصاب العديد من أصدقاء الشاعر القدامي الذين غيروا دواوينهم الشعرية بدواوين وزارية، وأصبحوا موظفين مهمين في الدولة، بعد أن كانوا في أسفل السلم الإداري. وزير واحد خرج عن هذا النسيان الرسمي وزار الشاعر بنعمارة في بيته لعيادته هو توفيق حجيرة.
    طبعا الأعمار بيد الله، وعمر الشاعر بنعمارة كان يجب أن ينتهي سواء برعاية الوزير أو الملك أو بدونها. لكن الذي يحز في النفس هو أن نرى كتابا وشعراء وأدباء وفنانين يسارعون إلى التكفل بهم بمجرد ما يصدر خبر عنهم في الجرائد، في الوقت الذي يتعمدون تناسي البعض، فقط لأنهم يختلفون معهم فكريا أو سياسيا.
    وكالة المغرب العربي للأنباء التي كتبت قصاصة تقطر تمجيدا للشاعر الراحل، لم تتحرك لكي تكتب قصاصة عندما كتبنا أن الشاعر يحتضر أمام صمت الجميع. اليوم فقط تكتشف أن الشاعر بنعمارة عاش حياته مرتين، وتنسى أنه مات مليون مرة.
    ورغم أنه كان يموت ببطء إلا أنه لم يطلب من أحد أن يتكفل به، روحه المرهفة وانتسابه إلى مغرب شرقي مازال يؤمن بالأنفة والكبرياء كشرط وجود، منعاه من ذلك. فقد كان ينتظر أن تأتي المبادرة من المؤسسات التي تتشدق بالدفاع عن الوضع الاعتباري للمثقفين والكتاب الذين ينتسبون إليها. لكن هذه المؤسسات فضلت أن تجلس في موقع المتفرج على هذا الاحتضار البطيء.
    لذلك فليس من حق هذه المؤسسات أن تبكي عليه اليوم ببيانات التعازي وكلمات الرثاء. يجب أن توفر تلك التماسيح دموعها لنفسها. فأمثال هؤلاء هم الذين قال فيهم محمود درويش في قصيدته الرائعة «حالة حصار» :
    لا تسر في الجنازة
    إلا إذا كنت تعرفني، لا أريد مجاملةً من أحد
    الشهيدُ يحذرني، لا تصدق زغاريدهن
    وصَدقْ كلام أبي حين ينظر في صورتي باكياً:
    كيف بدلتَ أدوارنا يا بُني، وسرت أمامي.
    أنا أولاً، وأنا أولا…

    SOURCE :
    http://www.almasae.info/?RefID=Content&Section=12&Article=114

    ALLAH YARAHMAK YA محمد بنعمارة

    #231091
    ratek84
    Participant

    inna lilahi wa inna ilayhi raji3oun
    lah y rahmak a si mohammed

    #231092
    OUJDI_PUR
    Membre

    محمد بنعمارة الشاعر الذي يحمل الزهور إلى قبورنا

    الدار البيضاء: جلال الحكماوي

    كيف ينظر المغرب إلى شعرائه؟.. سؤال قد يبدو غريبا في زمن عولمة مهرولة نحو الآفاق التي تتحرك إلى المجهول. يرحل الشعراء والكتاب وتبقى نار الأسئلة تلتهم كبد البلاد. فهل تفترس هذه البلاد الشعراء كما تفترس القطة أبناءها؟، ربما. وهل حال المغرب يختلف عن المشرق؟، في الواقع، لا. فكلنا في الهم شرق. فبين رحيل الشاعر المغربي محمد بنعمارة، واحتضار رائدة الشعر العربي الحديث، نازك الملائكة، في مصر، ثمة خيط رابط هو عمى المجتمعات العربية حيال مبدعيها، وذاكرتها ومستقبلها.

    يؤلمنا دائما رحيل الشعراء، لا سيما إذا كان هؤلاء، يشتركون معنا في شمس هذه البلاد وليلها، في حلوها ومرها، في حبها والغضب منها. بلاد كل منا يعشقها بهواه. هكذا رحل شاعر آخر في مغرب اليوم من دون أن ننتبه إلى أفول نجمه الإنساني بعد أن عانى الوحدة أمام مرض العصر. محمد بنعمارة، ليس في حاجة إلى رثاء المناسبات، بل في حاجة إلى حق الذاكرة الثقافية فيه وفي غيره من الكتّاب المغاربة الذين ابتلعتهم لعبة النسيان المؤسسية. فنحن نعرف إلى أين ذهب الشاعر حاملا الزهور إلى قبره، لكن من أين أتى حاملا أيضا الزهور إلى الآخرين؟.

    ولد الشاعر محمد بنعمارة بمدينة وجدة، شرق المغرب، سنة 1945، وتلقى تعليمه بوجدة والرباط، ثم فاس، التي حصل من جامعتها على دكتوراه الدولة عن أطروحته «الصوفية في الشعر المغربي المعاصر، المفاهيم والتجليات». وهو من الشعراء المغاربة الذين مارسوا حفريات ذكية في خرائطية الشعر المغربي الحديث، التي انبنت على جذور التراث العربي الهائل من دون أن تقطع مع بهاء الماضي لاستشراف آفاق مستقبل القصيدة المتعدد. هذا الخيط الرفيع الذي نظم مقاربته للمتن الشعري المغربي، تخلل أيضا تجربته الشعرية الشخصية الناهلة من مرجعيات «التراث الإسلامي». وهكذا شيد صوتا مميزا عبر دواوينه الكثيرة مثل «الشمس والبحر ووادي الصمت»، «نشيد الغرباء»، «مملكة الروح»، و«السنبلة».. مازجا بين الشكل التقليدي وقصيدة التفعيلة. كما أنه بلور رؤيته النقدية في كتب ساهم بها في إثراء النقاش القليل الدائر حول الشعر المغربي الحديث. فأصدر «الأثر الصوفي في الشعر العربي المعاصر»، و«الصوفية في الشعر المغربي المعاصر»، مضيئا بذلك مسارا جانبيا من دينامية التفكير النظري في أصول القصيدة المغربية الحديثة. وبالإضافة إلى مزاوجته بين الإبداع والتنظير، ساهم محمد بنعمارة يرحمه الله لسنوات عديدة، في توجيه الناشئة التي اختارت مغامرة الكتابة الأدبية في برامجه الإذاعية المعروفة كـ «حدائق الشعر»، الذي دام ثلاثين سنة، و«إضمامة شعر»، و«أذواق وأشواق»..

    رحل الشاعر، إذن، تاركا وراءه أسئلة معلقة ترتبط بمآل الأدباء الذين تمتحنهم الحياة بتجارب جسدية صعبة، تجعلهم ينعزلون في بيوتهم أمام صخب العالم المار جوارهم من دون أن يعيرهم اهتماما يذكر. فكيف عاش الشاعر هذه المحنة؟، يقول محمد بنعمارة يرحمه الله في حوار ضمن ملف خصصه له الملحق الثقافي لجريدة العلم: «المؤسسات الحكومية.. متجاهلة تدّعي ما لا تفعل، وتقول ما لا تنجز، والدليل أن حالتي معروفة عندهم غير أنهم لم يجسموا أنفسهم ما يستحقه الأمر من حزم، وبالمناسبة لا يفوتني أن أشيد وأشكر الشاعر المغربي الكبير والإنسان العظيم في أخلاقه، محمد بنيس الذي بذل جهودا جبارة لا أنساها على الإطلاق». فأمام صمت وزارة الثقافة والزيارة المتأخرة لاتحاد كتّاب المغرب ـ حسب المرحوم دائما ـ تبقى حلقة الأصدقاء المقربين من الشاعر كأحمد شراك ومحمد المعزوز وإدريس كثير وجمال بوطيب، هي التي خففت عنه قليلا قساوة اللامبالاة التي عانى منها، في آخر أيام مرضه. غير أن هؤلاء لا حول ولا قوة لهم أمام ضخامة مصاريف العلاج التي كانت تتطلبها حالة الشاعر. فجاء المرض اللعين سريعا واختطف الشاعر في رمشة عين من حضن أسرته الصغيرة والكبيرة وترك الجميع كالأيتام في مأدبة اللئام. فما جدوى أن تكتب في وطن عربي لا يرى فيه الكاتب بالعين المجردة رغم الداء والأعداء؟..

    الجواب غير ممكن، طبعا. والسؤال الذي ينبغي التفكير فيه، هو: كيف يمكن للدولة أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من أرواح حملة ذاكرة ثقافية مستقبلية يتهددهم الموت والمرض باستمرار؟ وما هي أولويات جمعيات الكتّاب مثل «اتحاد كتّاب المغرب» أمام ما يحدث؟.. إنها أسئلة استراتيجية ينبغي أن تشكل عصب المعركة المقبلة للكتّاب المغاربة والعرب، حتى لا يبقوا عرضة لعاديات الدهر ولفانتازيا المؤسسات الرسمية.. فوداعا أيها الشاعر الذي حمل الزهور إلى قبورنا

    la source :
    http://www.aawsat.com/details.asp?section=19&article=420381&issue=10403

    #231093
    hafid
    Membre

    allah irahmo wa yarham jami3 almoslimin

    #231094
    ficam
    Membre

    Avant le Feu BENAMARA, Mr Omar BHARA Directeur de La RAdio D’oujda (ida3at Oujda aljahiwyya) a été décédé derniérement à l’hopital Chikh Zayed à Rabat.
    taghammada llahou lfa9idayni biwassi3i rahmatihi wmaghfiratihi wja3al 9abrahouma rawdatayni min ryad ljannati waja3al ljannata machwahouma m3a nnabiyine wassidi9ina wachouhadae , wa alaham dawihim assabra wassilwane
    Amine

    #231095

    الراحل الباقي

    هذه المعلقة التأبينية مهداة من الشاعر جلول دكداك
    إلى روح صديقه الحميم الراحل الباقي الشاعر المؤمن الكبير
    الدكتور محمد بنعمارة
    رحمه الله رحمة واسعة ، و أسكنه في دار السلام بأسمى مقام، حيث لا بغض و لا خصام.

    أيُّـها الـرّاحِـلُ في رَكْـبِ الـسَّـلامِِ
    لَمْ تَـمُتْ..لا .. أَنـتَ ما زِلْتَ أَمـامي
    لا يَمُـوتُ البَدْرُ لَمّـا يَـخْتَــفي .. لا.
    إنَّـمـا يَسْـعى حَـثيـثاً لِلـتَّمــامِ
    لَيْـسَ يَـبكي الأَسَـدُ الـباكي بِـدَمْعٍ
    فَدُمُـوعُ الحَـقِّ أَشْـبـاهُ سِــهـامِ
    تـُوقِـظُ المَـوْتى لِـيَرْتـاحُوا قـَليـلاً
    مِـنْ عَـذابِ القـبْرِ عاماً بَعْـدَ عـامِ
    قَبْـلَ أَنْ يَـأْتِيَ يَـوْمٌ لَـيْـسَ فـيـهِ
    رَجْـعَـةٌ أُخْـرى إلى بَـعْـضِ قِـيامِ
    أَيُّـها الشّـاعِرُ في تِـلْكَ الـحَـدائق،
    لَمْ يَزَلْ صَـوْتُـكَ يَشْدُو بِانْـتِـظـامِ
    أَنْـتَ في قَـلْبي هُـنا تَحِِْـيا حُـرُوفـاً
    نـَـيِّراتٍ أَيْـقَـظَتْ كُـلَّ النِّـيـامِ
    نـَمْ قـَريرَ العَـيْنِ في جَـنَّـةِ عَـدْنٍ ،
    خَيْـرُ دارٍ لِلـفـَتى دارُ الــسَّـلامِ
    أَيُّ غـَيْثٍ ذلِكَ الـغَـيْثُ الـذي قـَدْ
    لَمَّ شَمْـلَ الشِّـعْرِ مِنْ بَـعْدِ انْـقِـسام
    سُنـْبُـلاتٍ كَـالمُنى خُـضْـراً حِـساناً
    قَدْ جَـرى مِـنْ حَـبِّها صَـوْبُ الغَمامِ
    و عَـلى الشاعِرِ أَضْـفى حُـلَّـةً مِـنْ
    سُـنْدُسٍ أَخْـضَرَ تَشْـفي مِنْ سَقـامِِِ
    لَسْـتُ أَنْـسى أَيُّـها الرَّاحـلُ عـَنّـا
    نَسْمَـةً مِِـنْـكَ اسْتَـقَرَّتْ في عِظامي
    و بِـها ازدادَ بِـقَـلْبـي حـُبُّ رَبّـي
    و ارْتَـقى شِـعْري إلـى أَسْـمى مَقامِ
    لَـمْ تَـمُتْ. لا. أَنْتَ ما زِلْـتَ بـقَلْبي
    نَجْمَـةً تَجْـتَـثُّ أَشِْـلاءَ الـظَّـلامِ
    حِـبْـرُكَ الأَخْـضَـرُ يَـزْدادُ صَفـاءً
    وَ هْوَ يَمْـشي راكِضاً وَسْـطَ الزِّحـامِ
    يَـنْشُـرُ الخِـصْـبَ عَلى كُلِّ ضِـفافي
    فَـأَرى الـنُّـورَ عَـلَيْهـا كَـوِسـامِ
    لا تَـسَلْني كَـيْفَ صارَ الـحُبُّ عِنْدي
    أَحْرُفـاً حَـسْـناءَ تـَدْعُـو لِلسَّـلامِ
    فَـأَنا مِنْـكَ اقْتَبَسْـتُ الحُـبَّ صِـرْفاً
    خـالِصـاً مِـنْ كُـلِّ أَوْهـامِ الأَنـامِ
    قَـدْ تـَوَضَّـأْتُ بِأَنْـواءِ حُـرُوفـي
    ثُـمَّ أَسْلَـمْـتُ إلـى اللهِ زِمـامـي
    فَاغْتَنَـيْتُ عِِـنْدَما غَـنَّـيْـتُ شِعْري
    و جَـعَـلْتُ الحـَقَّ في الشِّعْـرِ إمامي
    و تَرَكْتُ المـالَ و الجـاهَ لِـغَـيـري
    لَمْ أَعُـدْ أَطْـمَـعُ في جَـمْعِ حُـطامِ
    كُـنْتَ…ما زِلْتَ… سَتـَبْقى دائـماً في
    غُـرْبَـتي حَـيّـًا كَـأَسْـرابِ حَمامِ
    حَيْـثُما طِـرْتُ أَنا كُنْـتَ جَـناحـي
    كُـلُّـنا نَبـْغي مَـعـًا أَغْلـى مُـرامِ
    فَلْتُـقِِمْ في أحْـرُفي حُـرًّا طَـلـيقًـا
    نـاشِـراً في النّـاسِ أَسْبابَ الـوِئـامِ
    نـَحْنُ في الـغُـرْبَةِ نَحيا العُمْرَ عُمْرَيـْ
    ـنِ عَلـى خَـطْـوِ هَـوانا المُـتَنامي
    خَيـْمَتـي خَيْمَـتُكَ الأُخْـرى، فَطُوبى
    لِِلغَريـبَيْـنِ بِـهـذا الانْـسِـجـامِ
    مِـنْ نَشيـدِ الغُرَبـاءِ انسابَ لَـحْـنٌ
    رَدَّدَتْ أَصْــداءََهُ كُــلُّ الخِـيـامِ
    و انتَشَتْ في خِـدْرِهـا كُلُّ المُنى ثُـ
    ـمَّ صَحَـتْ مِنْ غَيْرِ شُرْبٍ لِِمُـدامِِ
    كُلُّـها غَـنَّـتْ نَـشيـدَ النَّصْرِِِ لَـمّا
    هَـزَمَـتْ أَحْرُفُـنا جَـيْـشَ الحَـرامِ
    لَـسْتُ أَرْثيـكَ، و ما مِثْـلُكَ يُرْثـى؛
    إنَّـمـا أَرْثي خَـفـافـيشَ الظـَّلامِ
    قـَيَّدُوا الأَحْـرُفَ خَـوْفاً مِـنْ سَناها
    كَيْ يَظَـلَّ اللَّـيْلُ مَوْصـولَ الـدَّوامِِ
    مارَسُوا القَمْـعَ عَلى كُـلِّ حَـكـيمٍ
    لَيْـسَ يَخْشـى حَرْفـُهُ سَوْطَ اللِّـئامِ
    أَكَـلُـوا.. لَمْ يَشْبَعُوا مِن أَكْلِ سُحْتٍ،
    فَهْوَ في شِـرْعَـتِـهِم أَزْكـى طَـعامِ
    و إذا مَـلُّوا مِنَ السُّحْـتِ و جـاعُـوا
    و ابْتَـغَوْا عَن جُـوعِهِم بَعْضَ فِـطام ِ
    فَـلَهُـم مِـن دَمِـنا خُـبْزٌ و مـاءٌ،
    و لَـنـا خُـبـْزُ الـمُـنى دُونَ إدامِ.
    إن رَأَوْا حَرْفـاً جَـميلاً مُـشْرِقاً حُـ
    ـرّاً قَـوِيَّ العَـزْمِ مَمْشُـوقَ القِوامِِ
    فَـزِعُوا مِن نَـوْمِهِم ثُـمَّ اسْتَـعَدُّوا
    لاعْـتِقالِ الـحَرْفِ في أَلْـفِ لِـجامِ:
    هُوَ ذا الخُفّـاشُ، هـَيّا ، أمْـسِكوه ،
    و اقطَـعُوا رَأْسَـهُ فَـوْراً بِـحُـسام.
    حِبْرُنـا نَحْـنُ شَرابُ الخُـلْـدِ دَوْمـاً
    سَـطَّرَ المـَجْـدَ عَلى لَـوْحِ رُخـامِِ
    لَيْـسَ مِن مِثْـلِهِ لَـوْحٌ غَـيْـرُ لَوْحٍ
    حَـفِظَ اللهُ بِـهِِِ خَـيْـرَ الـكَـلامِ.
    نَـحْنُ مِن وَمْـضَةِ ( إقْرَأْ ) قَد قَبـَسْنا
    نورَ وَحْـيٍ لَيْـسَ يُـمْنى بِـانـهِزامِ
    فَلْيَـصُولُوا كَيْـفـَما شاءوا ، فَـإنّـا
    سَوْفَ نَـبْقـى دائِـماً جُنـدَ السَّلامِ
    نَـزْرَعُ الحُـبَّ نَـخيـلاً في حِمـاهُم
    كَي يُـبيدَ الحُـبُّ أَسْبـابَ الخِـصامِ
    نَـحْنُ لا نُضْمِـرُ لْلظّالِـمِ حِـقْـداً ؛
    لا. و لا نَحـْـمِـلُ سَيْفاً لانـتِـقامِ
    حَـرْبُـنـا حُــبٌّ بِـلا راءٍ مُـراء؛ٍ
    و نِـزالٌ فـي قـِتـالٍ غَـيْـرِ دامِ
    كُلَّمـا نَحْـنُ هَـزَمْـناهُـم رَمَـوْنا
    دُونَ حـَقٍّ مُـسْتَـحَـقٍّ بِـاتِّهـامِ
    فَرَدَدْنـا ظُـلْمَـهُـم عَـنّـا و عَنهُم
    بِـأَنـاشـيـدِ سَـلامٍ و ابتِِـسـامِ
    تَـضْحَـكُ الدُّنـيا عَلَـيْهِم كُلَّ حينٍ
    و تُـمـَنّيهِـم بِـأَوهـامٍ عِـظـامِ
    و غَـداً سَوْفَ يَـرَوْنَ الحَـقَّ حَـقّـًا
    و يُوارى جِـسْـمُهُـم تَحْتَ الرَّغـامِ
    و سَيَبْـقـى الشّـاعِرُ النِّـحْريرُ حَيّـًا
    في حُرُوفٍ سَـطَّرَتْ حُسْنَ الخِـتـامِ

    ***
    جلول دكداك
    شاعر السلام الإسلامي

    المغرب الأقصى، سمي المسجد الأقصى
    تازة، بعد عصر يوم الأربعاء 4 جمادى الثانية 1428 / 20 يونيو 2007

    زوروا حديقة الشاعر محمد بنعمارة على الرابطين التاليين:

    http://tamohdag.zeblog.com/213243-le-jardin-du-poete-med-benamara-1581-1583-1610-1602-1577-1575-1604-1588-1575-1593-1585-1605-1581-1605-1583-1576-1606-1593-1605-1575-1585-1577/

    http://jardinbenamara.blogspot.com

6 sujets de 1 à 6 (sur un total de 6)
  • Vous devez être connecté pour répondre à ce sujet.
SHARE

محمد بنعمارة