Moonlight

Toutes mes réponses sur les forums

15 sujets de 1,636 à 1,650 (sur un total de 1,879)
  • Auteur
    Messages
  • Moonlight
    Membre


    ســـودة بنت زمعة

    وأول امرأة تزوجها الرسول بعد خديجة

    وبها نزلت آية الحجاب

    · اسمها ونسبها:
    هي أم المؤمنين سوده بنت زمعة بن قيس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، وأمها الشمّوس بنت قيس بن زيد بن عمر الأنصارية.

    ·
    إسلامها:
    كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فوا ضل نساء عصرها. كانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري. ولما أسلمت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم معها زوجها السكران وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وذاقت الويل في الذهاب معه والإياب حتى مات عنها وتركها حزينة مقهورة لا عون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير.

    · زواجها:
    في حديث لعائشة عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها: أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء.
    فعرضت الزواج من سوده بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة وواعية، رزان ومؤمنة، وأن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال. ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم- فأتى فتزوجها.
    تزوج النبي صلى الله عليه وسلم- بسودة ولديها ستة أبناء وكان زواجها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، بعد وفاة خديجة بمكة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة على صداق قدره أربعمائة درهم، وهاجر بها إلى المدينة.

    * فضلها :
    تعد سودة – رضي الله عنها – من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجرت إلى أرض الحبشة. تزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى، روت عن النبي أحاديث كثيرة وروى عنها الكثير. ونزلت بها آية الحجاب، فسجد لها ابن عباس. وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها حيث كانت امرأة تحب الصدقة.

    ·
    صفاتها:-
    لما دخلت عائشة رضي الله عنها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سودة أن تتخلى عن مكانها في بيت محمد صلى الله عليه وسلم فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة، وهذه عائشة يدنيها من الرسول المودة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل.
    وقد أنس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمرحها وصباها في بيته فانقبضت سودة وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى: يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك.
    ووطدت سوده نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها وسنها لم يتجاوز الثامنة عشر، هانت لدى سودة الحياة مع ضرتين ندتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها.

    وكانت سوده ذات أخلاق حميدة، امرأة صالحة تحب الصدقة كثيراً، فقالت عنها عائشة – رضي الله عنها -: اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة وزرعناها؟ فكانت زمعة أطول ذراعاً فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة.

    عن هشام، عن ابن سيرين: أن عمر رضي الله عنه- بعث إلى سودة بفرارة دراهم، فقالت: في الغرارة مثل التمر، يا جارية: بلغيني الفتح، ففرقتها.

    ·
    أعمالها:-
    روت سودة – رضي الله عنها- خمسة أحاديث، وروى عنها عبدالله بن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعدين زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري.

    ·
    وفاتها:
    توفيت سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسون، وفي خلافة معاوية. ولما توفيت سوده سجد ابن عباس فقيل له في ذلك؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » إذا رأيتم آية فاسجدوا » ، فأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

    Moonlight
    Membre


    خَديجَة بِنتُ خُوَيلِد

    نسبها ونشأتها:

    هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى قصي بن كلاب القرشية الأسدية ، ولدت سنة 68 قبل الهجرة (556 م). تربت وترعرعت في بيت مجد ورياسة، نشأت على الصفات والأخلاق الحميدة، عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى دعاها قومها في الجاهلية بالطاهرة، وكانت السيدة خديجة تاجرة، ذات مال، تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة، وقد بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان صادق أمين، كريم الأخلاق، فبعثت إليه وطلبت منه أن يخرج في تجارة لها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسرة. وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وربحت تجارتها ضعف ما كانت تربح. أخبر الغلام ميسرة السيدة خديجة عن أخلاق رسول الله صلى الل عليه وسلم ، فدست له من عرض عليه الزواج منها، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأرسلت السيدة خديجة إلى عمها عمرو بن أسعد بن عبد العزى، فحضر وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لها من العمر أربعين سنة ولرسول الله خمس وعشرون سنة.

    السيدة خديجة – رضي الله عنها – كانت أول امرأة تزوجها الرسول ، صلى الله عليه وسلم، وكانت أحب زوجاته إليه، ومن كرامتها أنها لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت [. أنجبت له ولدين وأربع بنات وهم: القاسم (وكان يكنى به)، وعبد الله ، ورقية وزينب وأم كلثوم، وفاطمة.

    إسلامها:

    عندما بعث الله – سبحانه وتعالى – النبي صلى الله عليه وسلم كانت السيدة خديجة – رضي الله عنها- هي أول من آمن بالله ورسوله، وأول من أسلم من النساء والرجال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة يصليان سراً إلى أن ظهرت الدعوة. تلقى رسو الله صلى الله عليه وسلم كثيراً من التعذيب والتكذيب من قومه، فكانت السيدة خديجة تخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من أكاذيب المشركين من قريش. وعندما انزل الله – سبحانه وتعالى – الوحي على الرسول – صلى الله عليه وسلم -قال له ( اقرأ بسم ربك الذي خلق ( فرجع مسرعاً إلى السيدة خديجة وقد كان ترجف بوادره، فقال :  » زملوني  » ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال :  » مالي يا خديجة؟  » وأخبرها الخبر وقال:  » قد خشيت على نفسي  » ، فقالت له : كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق. وانطلقت به إلى ابن خمها ورقة بن نوفل بن أسد، وهو تنصر في الجاهلية، وكان يفك الخط العربي، وكتب بالعربية بالإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا قد عمى، فقالت : امع من ابن أخيك ما يقول، فقال: يا ابن أخي ما ترى؟، فأخبره، فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى .

    منزلتها عند رسول الله :

    كانت السيدة خديجة امرأة عاقلة، جليلة، دينة، مصونة، كريمة، من أهل الجنة، فقد أمر الله – تعالى – رسوله أن يبشرها في الجنة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضلها على سائر زوجاته، وكان يكثر من ذكرها بحيث أن عائشة كانت تقول : ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي e يكثر من ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة، فيقول إنها كانت وكان لي منها ولد.

    وقالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكر خديجة يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزاً فأبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمن بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني النساء، قالت عائشة: فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا ً.

    وفاتها:

    توفيت السيدة خديجة ساعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيمن في بث دعوة الإسلام قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاثة سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله e بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده، وكانت وفاتها مصيبة كبيرة بالنسبة للرسول – صلى الله عليه وسلم- تحملها بصبر وجأش راضياً بحكم الله – سبحانه وتعالى ،

    Moonlight
    Membre


    أم المؤمنين حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

    حفصة بنت عمر الخطاب

    رضي الله عنها

    هي حفصة بنت عمر أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) ر ضي الله عنهما ، ولدت قبل المبعث بخمسة الأعوام. لقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل (خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه صلى الله عليه و سلم، و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفي على أثرها ، و ترك من ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان العمر ، فترملت ولها عشرون سنة.
    زواج حفصة من الرسول صلى الله عليه وسلم
    تألم عمر بن الخطاب لابنته الشابة ، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها وأصبح يشعر بانقباض في نفسه كلما رأى ابنته الشابة تعاني من عزلة الترمل، وهي التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية، فأخذ يفكر بعد انقضاء عد تها في أمرها ، من سيكون زوجا لابنته؟
    ومرت الأيام متتابعة ..وما من خاطب لها ، وهو غير عالم بأن النبي صلى الله عليه و سلم قد أخذت من اهتمامه فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها. ولما تطاولت الأيام عليه وابنته الشابة الأيم يؤلمها الترمل، عرضها على أبي بكر ، فلم يجبه بشيء ، ثم عرضها على عثمان ، فقال : بدا لي اليوم ألا أتزوج . فوجد عليهما وانكسر، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، يتزوج عثمان من هو خير من حفصة..؟!

    وعمر لا يدري معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم .. لما به من هموم لابنته ، ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فزوجه عمر رضي الله عنه ابنته حفصة ، وينال شرف مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويرى نفسه أنه قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة ، وهذا هو المقصود والله أعلم من تفكير النبي صلى الله عليه وسلم بخطبة لحفصة بنت عمر رضي الله عنها ؟!

    وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بابنته أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية، ولما أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ..لقي عمر بن الخطاب أبا بكر.. فاعتذر أبو بكر إليه، وقال : لا تجد علي ، فإن ر سول الله صلى الله عليه وسلم ,كان ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سره ، ولو تركها لتزوجتها؟!

    وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة .. وبارك الصحابة يد رسول صلى الله عليه وسلم وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة منه عليه الصلاة والسلام ، وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة.وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بحفصة سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره 400 درهم، وسنها يوميئذ عشرون عاما.

    حفصة في بيت النبوة :

    وقد حظيت حفصة بنت عمر الخطاب –رضي الله عنها – بالشرف الرفيع الذي حظيت به سابقتها عائشة بنت أبي بكر الصديق !!.وتبوأت المنزلة الكريمة من بين (أمهات المؤمنين ) رضي الله عنهنَّ !!..

    وتدخل (حفصة ) بيت النبي صلى الله عليه وسلم … ثالثة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام .. فقد جاءت بعد( سوده ) ..و( عائشة) ..

    أما سوده فرحبت بها راضية .. وأما عائشة فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة الشابة.. وهي من هي! بنت الفاروق (عمر ) .. الذي أعز الله به الإسلام قديما .. وملئت قلوب المشركين منه ذعرا!!..

    وسكتت عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ وهي التي كانت تضيق بيوم ضرتها (سوده) التي ما اكترثت لها كثيرا …فكيف يكون الحال معها حين تقتطع (حفصة) من أيامها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثلثها؟!.

    وتتضاءل غيرة عائشة من حفصة لما رأت توافد زوجات أخريات على بيوتات النبي صلى الله عليه وسلم … » زينب …وأم سلمة…وزينب الأخرى ..وجويرية… وصفية .. » إنه لم يسعها إلا أن تصافيها الود…وتسر حفصة لود ضرتها عائشة …وينعمها ذلك الصفاء النادر بين الضرائر؟.!..

    صفات حفصة – رضي الله عنها

    (حفصة) أم المؤمنين …الصوامة .. القوامة… شهادة صادقة من أمين الوحي (جبريل عليه السلام) !! … وبشارة محققه : إنها زوجتك – يا رسول الله- في الجنة!!… وقد وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي .. وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب… وقد عكفت على المصحف تلاوة و تدبرا و تفهما و تأملا ..مما أثار انتباه أبيها الفاروق (عمر بن الخطاب) إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك و تعالى !! مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كتب في عهد أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم .. و كتابه كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته صلى الله عليه و سلم………..إلى ابنته (حفصة) أم المؤمنين!!..

    حفظ نسخة القرآن المكتوب عند حفصة : الوديعة الغالية

    روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال :  » لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما هلك أبو بكر رضي الله عنه- أي : توفي – كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده- أي: على رق من نوع واحد – فلما هلك عمر رضي الله عنه كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها ، فسألها أن تعطيه الصحيفة ؛ و حلف ليردنها إليها، فأعطته ، فعرض المصحف عليها ، فردها إليها ، وطابت نفسه ، و أمر الناس فكتبوا المصاحف …!

    و قد امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن الكريم الذي تم إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، بمشورة من عمر بن الخطاب ، و ذلك بعد ما استحر القتل في القراء في محاربة ( مسيلمة الكذاب ) حيث قتل في معركة اليمامة ( سبعون ) من القراء الحفظة للقرآن باسره .. وخصائص جمع هذا المصحف نجملها فيما يلي :

    أولا : أن كل من كان قد تلقى عن رسول الله r شيئا من القرآن أتى وأدلى به إلى زيد بن ثابت .

    ثانيا : أن كل من كتب شيئا في حضرة النبي صلى الله عليه و سلم من القرآن الكريم أتى به إلى زيد .

    ثالثا : أن زيدا كان لا يأخذ إلا من أصل قد كتب بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم.

    رابعا : أن الجمع بعد المقارنة بين المحفوظ في الصدور ، و المرسوم في السطور ، و المقابلة بينهما ، لا بمجرد الاعتماد على أحدهما.

    خامسا : أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد معه شاهدان على سماعه و تلقيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مباشرة بلا واسطة ؛ فيكون بذلك هذا الجمع قد تم فيه التدوين الجماعي ، و الثلاثة أقل الجمع.

    سادسا : أن ترتيب هذا المصحف الشريف – الأول من نوعه – و ضبطه كان على حسب العرضة الأخيرة على رسول الله r قبل التحاقه بالرفيق الأعلى.

    وقد شارك زيد في هذه المهمة العظيمة ( عمر بن الخطاب ) فعن عروة بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر و زيد :  » اقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه  » !!.. قال الحافظ السخاوي في (جمال القراء) :  » المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم ، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن « .

    ولما أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم .. » أرسل أمير المؤمنين عثمان إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف  » ..

    تلك هي الوديعة الغالية !!.. التي أودعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند ابنته حفصة أم المؤمنين.. فحفظتها بكل أمانة .. ورعتها بكل صون …فحفظ لها الصحابة … والتابعون …. وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا هذا … وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ذلك الذكر الجميل الذي تذكر فيه كلما تذاكر المسلمون جمع المصحف الشريف في مرحلتيه … في عهد الصديق أبي بكر … وعهد ذي النورين عثمان… وبعد مقتل عثمان…إلى آخر أيام علي….بقيت حفصة عاكفة على العبادة صوامة قوامة … إلى أن توفيت في أول عهد معاوية بن أبي سفيان …وشيعها أهل المدينة إلى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.

    Moonlight
    Membre


    جويرية بنت الحارث

    جويرية بنت الحارث

    نــشـأة جويرية أم المؤمنين

    هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة ، كان أبوها سيد وزعيم بني المصطلق .عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العراقة والأصالة ، وفي حداثة سنها تزوجت برة من مسافع بن صفوان أحد فتيان خزاعة وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها.

    بدايات النور

    بدأ الشيطان يتسلل إلى قلوب بني المصطلق ويزين لهم بأنهم أقوياء يستطيعون التغلب على المسلمين، فأخذوا يعدون العدة ويتأهبون لمقاتلة المجتمع المسلم بقيادة الرسول(( صلى الله عليه وسلم )) فتجمعوا لقتال رسو ل الله (( صلى الله عليه وسلم )) ، وكان بقيادتهم سيدهم الحارث بن أبي ضرار، وقد كانت نتيجة القتال انتصار النبي صلى الله عليه وسلم وهزيمة بني المصطلق في عقر دارهم. فما كان من النبي إلا أن سبى كثيرا من الرجال والنساء،وكان مسافع بن صفوان زوج جويرية من الذين قتلتهم السيوف المسلمة وقد كانت السيدة جويرية بنت الحارث من النساء اللاتي وقعن في السبي فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه، عندها اتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها؛لأنها كانت تتوق للحرية.

    زواج جويرية من الرسول (( صلى الله عليه وسلم ))

    شاءت الأقدار أن تذهب السيدة جويرية إلى رسول الله (( صلى الله عليه وسلم )) فرأتها السيدة عائشة أم المؤمنين فقالت تصفها : كانت حلوة ملاحة. وقالت : فو الله ما رأيتها على باب حجرتي إلا كرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. جاءت جويرية رسول الله وقالت :  » أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على نفسه تسع أوراق فأعني على فكاكي ».

    ولأن بني المصطلق كانوا من أعز العرب دارا وأكرمهم حسبا، ولحكمة النبي (( صلى الله عليه وسلم )) قال لجويرية :  » فهل لك في خير من ذلك؟ ».

    قالت :  » وما هو يا رسول الله ؟ » . قال:  » أقضي عنك كتابتك وأتزوجك » .

    وكانت قبل قليل تتحرق طلبا لاستنشاق عبير الحرية، ولكنها وجدت الأعظم من ذلك. ففرحت جويرية فرحا شديدا وتألق وجهها لما سمعته من رسول الله (( صلى الله عليه وسلم )) ، ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع والهوان فأجابته بدون تردد أو تلعثم :  » نعم يا رسول الله ». فتزوجها النبي (( صلى الله عليه وسلم )) وأصدقها 400 درهم.

    قال أبو عمر القرطبي في الاستيعاب: كان اسمها برة فغير رسول (( صلى الله عليه وسلم )) اسمها وسماها جويرية. فأصبحت جويرية بعدها أما للمؤمنين وزوجة لسيد الأولين والآخرين (( صلى الله عليه وسلم )) .

    بركة جويرية

    وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين فأرسلوا ما في أيديهم من السبي وقالوا متعاظمين: هم أصهار رسول الله (( صلى الله عليه وسلم )) . فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها. قالت عنها السيدة عائشة – رضي الله عنها -: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها.

    صفاتها وأهم ملامحها

    كانت السيدة جويرية من أجمل النساء، كما أنها تتصف بالعقل الحصيف والرأي السديد الموفق الرصين ، والخلق الكريم والفصاحة ومواقع الكلام كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سريرتها، وزيادة على ذلك فقد كانت واعية ، تقية، نقية، ورعة ، فقيهة ، مشرقة الروح مضيئة القلب والعقل.

    الذاكرة القانتة

    راحت السيدة جويرية تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة والعبادة وتقتبس من الرسول r ومن أخلاقه وصفاته الحميدة حتى أصبحت مثلا في الفضل والفضيلة . فكان أم المؤمنين جويرية من العابدات القانتات السابحات الصابرات، وكانت مواظبة على تحميد العلي القدير وتسبيحه وذكره .

    ناقلة الحديث :

    حـــدث عنـــها ابن عبــــاس، وعبـــيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي وجابر بن عبد الله. بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث منها أربعة في الكتب الستة، عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان. وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم، في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة، كما روت في العتق.

    وهكذا وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها اسمها في عالم الرواية، لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي صلى الله عليه وسلم وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ما تيسر لها ذلك. ومن الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاريُ رحمه الله عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي (( صلى الله عليه وسلم )) دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة فقال:  » أصمت أمس » ؟ قالت : لا ، قال: « تريدين أن تصومي غدا »؟ قالت : لا ، قال: « فأفطري » ، وهذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم والنهي عن صيامه.

    لقاء الله[ وفاتها ]

    عاشت السيدة جويرية بعد رسول الله راضية مرضية، وامتدت حياتها إلى خلافة سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. وتوفيت أم المؤمنين في شهر ربيع الأول من السنة الخمسين للهجرة النبوية الشريفة، وشيع جثمانها في البقيع وصلى عليها مروان بن الحكم

    en réponse à : Alf Lila w Lila #256642
    Moonlight
    Membre

    تكملة حكاية الملك يونان والحكيم رويان
    وعوده إلى حكاية الصياد مع العفريت

    الليلة الخامسة
    قالت شهرزاد :
    بلغني أيها الملك السعيد أن الملك يونان قال لوزيره :
    أنت داخلك الحسد من أجل هذا الحكيم فتريد أن أقتله وبعد ذلك أندم كما ندم السندباد على قتل البازي .
    فقال الوزير : وكيف كان ذلك ?
    فقال الملك : ذكر أنه كان ملك ملوك الفرس يحب الفرجة والتنزه والصيد والقنص وكان له بازي رباه ولا يفارقه ليلاً ولا نهاراً ويبيت طوال الليل حامله على يده وإذا طلع إلى الصيد يأخذه معه وهو عامل له طاسة من الذهب معلقة في رقبته يسقيه منها .
    فبينما الملك جالس وإذا بالوكيل على طير الصيد يقول : يا ملك الزمان هذا أوان الخروج إلى الصيد .
    فاستعد الملك للخروج وأخذ البازي على يده وساروا إلى أن وصلوا إلى واد ونصبوا شبكة الصيد إذا بغزالة وقعت في تلك الشبكة فقال الملك :
    كل من فاتت الغزالة من جهته قتلته ، فضيقوا عليها حلقة الصيد .
    وإذا بالغزالة أقبلت على الملك وشبت على رجليها وحطت يديها على صدرها كأنها تقبل الأرض للملك فطأطأ الملك للغزالة ففرت من فوق دماغه وراحت إلى البر .
    فالتفت الملك إلى المعسكر فرآهم يتغامزون عليه ، فقال : يا وزيري ماذا يقول العساكر .
    فقال : يقولون إنك قلت كل من فاتت الغزالة من جهته يقتل .
    فقال الملك : وحياة رأسي لأتبعنها حتى أجيء بها .
    ثم طلع الملك في أثر الغزالة ولم يزل وراءها وصار البازي يلطشها على عينها إلى أن أعماها ودوخها فسحب الملك دبوساً وضربها فقلبها ونزل فذبحها وسلخها وعلقها في قربوس السرج . وكانت ساعة حر وكان المكان قفراً لم يوجد فيه ماء فعطش الملك وعطش الحصان .
    فالتفت الملك فرأى شجرة ينزل منها ماء مثل السمن ، وكان الملك لابساً في كفه جلداً فأخذ الطاسة في رقبة البازي وملأها من ذلك الماء ووضع الماء قدامه وإذا بالبازي لطش الطاسة فقلبها ، فأخذ الملك الطاسة ثانياً ، وملأها وظن أن البازي عطشان فوضعها قدامه فلطشها ثانياً وقلبها فغضب الملك من البازي وأخذ الطاسة ثالثاً وقدمها للحصان فقلبها البازي بجناحه فقال الملك :
    الله يخيبك يا أشأم الطيور وأحرمتني من الشرب وأحرمت نفسك وأحرمت الحصان ثم ضرب البازي بالسيف فرمى أجنحته .
    فصار البازي يقيم رأسه ويقول بالإشارة انظر الذي فوق الشجرة فرفع الملك عينه فرأى فوق الشجرة حية والذي يسيل سمها فندم الملك على قص أجنحة البازي ثم قام وركب حصانه وسار ومعه الغزالة حتى وصل الملك على الكرسي والبازي على يده فشهق البازي ومات فصاح الملك حزناً وأسفاً على قتل البازي ، حيث خلصه من الهلاك ، هذا ما كان من حديث الملك السندباد .
    فلما سمع الوزير كلام الملك يونان قال له : أيها الملك العظيم الشأن وما الذي فعلته من الضرورة ورأيت منه سوء إنما فعل معك هذا شفقة عليك وستعلم صحة ذلك فإن قبلت مني نجوت وإلا هلكت كما هلك وزير كان احتال على ابن ملك من الملوك ، وكان لذلك الملك ولد مولع بالصيد والقنص وكان له وزيراً ، فأمر الملك ذلك الوزير أن يكون مع ابنه أينما توجه فخرج يوماً من الأيام ، إلى الصيد والقنص وخرج معه وزير أبيه فسارا جميعاً فنظر إلى وحش كبير فقال الوزير لابن الملك دونك هذا الوحش فاطلبه فقصده ابن الملك ، حتى غاب عن العين وغاب عنه الوحش في البرية ، وتحير ابن الملك فلم يعرف أين يذهب وإذا بجارية على رأس الطريق وهي تبكي فقال لها ابن الملك من أنت :
    قالت : بنت ملك من ملوك الهند وكنت في البرية فأدركني النعاس ، فوقعت من فوق الدابة ولم أعلم بنفسي فصرت حائرة .
    فلما سمع ابن الملك كلامها رق لحالها وحملها على ظهر دابته وأردفها وسار حتى مر بجزيرة فقالت له الجارية :
    يا سيد أريد أن أزيل ضرورة .
    فأنزلها إلى الجزيرة ثم تعوقت فاستبطأها فدخل خلفها وهي لا تعلم به ، فإذا هي غولة وهي تقول لأولادها :
    يا أولادي قد أتيتكم اليوم بغلام سمين .
    فقالوا لها : أتينا به يا أمنا نأكله في بطوننا .
    فلما سمع ابن الملك كلامهم أيقن بالهلاك وارتعد فرائضه وخشي على نفسه ورجع فخرجت الغولة فرأته كالخائف الوجل وهو يرتعد فقالت له :
    ما بالك خائفاً .
    فقال لها : أن لي عدواً ، وأنا خائف منه .
    فقالت الغولة إنك تقول أنا ابن الملك .
    قال لها : نعم .
    قالت له : مالك لا تعطي عدوك شيئاً من المال ، فترضيه به .
    فقال لها : أنه لا يرضى بمال ولا يرضى إلا بالروح وأنا خائف منه ، وأنا رجل مظلوم .
    فقالت له : إن كنت مظلوماً كما تزعم فاستعن بالله عليه بأنه يكفيك شره وشر جميع ما تخافه .
    فرفع ابن الملك رأسه إلى السماء وقال : يا من يجيب دعوة المضطر ، إذا دعاه ويكشف السوء انصرني على عدوي واصرفه عني ، إنك على ما تشاء قدير .
    فلما سمعت الغولة دعاءه ، انصرفت عنه وانصرف ابن الملك إلى أبيه ، وحدثه بحديث الوزير وأنت أيها الملك متى آمنت لهذا الحكيم قتلك أقبح القتلات ، وإن كنت أحسنت إليه وقربته منك فإنه يدبر في هلاكك ، أما ترى أنه أبراك من المرض من ظاهر الجسد بشيء أمسكته بيدك ، فلا تأمن أن يهلكك بشيء تمسكه أيضاً .
    فقال الملك يونان : صدقت فقد يكون كما ذكرت أيها الوزير الناصح ، فلعل هذا الحكيم أتى جاسوساً في طلب هلاكي ، وإذا كان أبرأني بشيء أمسكته بيدي فإنه يقدر أن يهلكني بشيء أشمه .
    ثم إن الملك يونان قال لوزيره : أيها الوزير كيف العمل فيه .
    فقال له الوزير : أرسل إليه في هذا الوقت واطلبه ، فإن حضر فاضرب عنقه فتكفي شره وتستريح منه واغدر به قبل أن يغدر بك .
    فقال الملك يونان : صدقت أيها الوزير .
    ثم إن الملك أرسل إلى الحكيم ، فحضر وهو فرحان ولا يعلم ما قدره الرحمن كما قال بعضهم في المعنى :
    يا خائفاً من دهـره كـن آمـنـاً …….. وكل الأمور إلى الذي بسط الثرى
    إن المـقـدر كـان لا يمـحـى …….. ولك الأمان من الذي مـا قـدرا
    وأنشد الحكيم مخاطباً قول الشاعر :
    إذا لم أقم يوماً لحقك بـالـشـكـر …….. فقل لي إن أعددت نظمي مع النثر
    لقد جددت لي قبل السؤال بأنـعـم …….. أتتني بلا مطل لـديك ولا عـذر
    فمالي لا أعطي ثنـاءك حـقـه …….. وأثني على علياك السر والجهر
    سأشكر ما أوليتني من صـنـائع …….. يخف لها فمي وإن أثقلت ظهري
    فلما حضر الحكيم رويان قال له الملك : أتعلم لماذا أحضرتك ؟
    فقال الحكيم : لا يعلم الغيب إلا الله تعالى .
    فقال له الملك : أحضرتك لأقتلك وأعدمك روحك .
    فتعجب الحكيم رويان من تلك المقالة غاية العجب ، وقال : أيها الملك لماذا تقتلني ? وأي ذنب بدا مني ؟
    فقال له الملك : قد قيل لي إنك جاسوس وقد أتيت لتقتلني وها أنا أقتلك قبل أن تقتلني .
    ثم إن الملك صاح على السياف ، وقال له اضرب رقبة هذا الغدار ، وأرحنا من شره ، فقال الحكيم :
    أبقني يبقيك الله ولا تقتلني يقتلك الله .
    ثم أنه كرر عليه القول مثلما قلت لك أيها العفريت وأنت لا تدعي بل تريد قتلي فقال الملك يونان للحكيم رويان :
    إني لا آمن إلا أن أقتلك فإنك برأتني بشيء أمسكته بيدي فلا آمن أن تقتلني بشيء أشمه أو غير ذلك .
    فقال الحكيم : أيها الملك أهذا جزائي منك ، تقابل المليح بالقبيح .
    فقال الملك : لا بد من قتلك من غير مهلة .
    فلما تحقق الحكيم أن الملك قاتله لا محالة بكى وتأسف على ما صنع من الجميل مع غير أهله ، كما قيل في المعنى :
    ميمونة من سمات العقل عارية …….. لكن أبوها من الألباب قد خلقا
    لم يمش من يابس يوماً ولا وحل …….. إلا بنور هداه تقى الـزلـقـا
    بعد ذلك تقدم السياف وغمي عينيه وشهر سيفه وقال ائذن والحكيم يبكي ويقول للملك :
    أبقني يبقيك الله ولا تقتلني يقتلك الله ، وأنشد قول الشاعر :
    نصحت فلم أفلح وغشوا فأفلـحـوا ……. فأوقعني نصـحي بـدار هـوان
    فإن عشت فلم أنصح وإن مت فأزلي ……. ذوي النصح من بعدي بك لـسان
    ثم إن الحكيم قال للملك : أيكون هذا جزائي منك ، فتجازيني مجازاة التمساح .
    قال الملك : وما حكاية التمساح .
    فقال الحكيم : لا يمكنني أن أقولها ، وأنا في هذا الحال فبالله عليك أبقني يبقيك الله .
    ثم إن الحكيم بكى بكاء شديداً فقام بعض خواص الملك وقال : أيها الملك هب لنا دم هذا الحكيم ، لأننا ما رأيناه فعل معك ذنباً إلا أبراك من مرضك الذي أعيا الأطباء والحكماء .
    فقال لهم الملك : لم تعرفوا سبب قتلي لهذا الحكيم وذلك لأني إن أبقيته فأنا هالك لا محالة ومن أبرأني من المرض الذي كان بي بشيء أمسكته بيدي فيمكنه أن يقتلني بشيء أشمه ، فأنا أخاف أن يقتلني ويأخذ علي جعالة لأنه ربما كان جاسوساً وما جاء إلا ليقتلني فلا بد من قتله وبعد ذلك آمن على نفسي .
    فقال الحكيم : أبقني يبقيك الله ولا تقتلني يقتلك الله .
    فلما تحقق الحكيم أيها العفريت أن الملك قاتله لا محالة قال له :
    أيها الملك إن كان ولا بد من قتلي فأمهلني حتى أنزل إلى داري فأخلص نفسي وأوصي أهلي وجيراني أن يدفنوني وأهب كتب الطب وعندي كتاب خاص الخاص أهبه لك هدية تدخره في خزانتك .
    فقال الملك للحكيم : وما هذا الكتاب .
    قال : فيه شيء لا يحصى وأقل ما فيه من الأسرار إذا قطعت رأسي وفتحته وعددت ثلاث ورقات ثم تقرأ ثلاث أسطر من الصحيفة التي على يسارك فإن الرأس تكلمك وتجاوبك عن جميع ما سألتها عنه .
    فتعجب الملك غاية العجب واهتز من الطرب وقال له أيها الحكيم : وهل إذا قطعت رأسك تكلمت .
    فقال : نعم أيها الملك وهذا أمر عجيب .
    ثم أن الملك أرسله مع المحافظة عليه ، فنزل الحكيم إلى داره وقضى أشغاله في ذلك اليوم وفي اليوم الثاني طلع الحكيم إلى الديوان وطلعت الأمراء والوزراء والحجاب والنواب وأرباب الدولة جميعاً وصار الديوان كزهر البستان وإذا بالحكيم دخل الديوان ، ووقف قدام الملك ومعه كتاب عتيق ومكحلة فيها ذرور ، وجلس وقال :
    ائتوني بطبق .
    فأتوه بطبق وكتب فيه الذرور وفرشه وقال : أيها الملك خذ هذا الكتاب ولا تعمل به ، حتى تقطع رأسي فإذا قطعتها فاجعلها في ذلك الطبق وأمر بكبسها على ذلك الذرور فإذا فعلت ذلك فإن دمها ينقطع ، ثم افتح الكتاب .
    ففتحه الملك فوجده ملصوقاً فحط إصبعه في فمه وبله بريقه وفتح أول ورقة والثانية والثالثة والورق ما ينفتح إلا بجهد ، ففتح الملك ست ورقات ونظر فيها فلم يجد كتابة فقال الملك :
    أيها الحكيم ما فيه شيء مكتوب فقال الحكيم قلب زيادة على ذلك فقلب فيه زيادة فلم يكن إلا قليلاً من الزمان حتى سرى فيه السم لوقته وساعته فإن الكتاب كان مسموماً فعند ذلك تزحزح الملك وصاح وقد قال :
    سرى في السم .
    فأنشد الحكيم رويان يقول :
    تحكموا فاستطالوا في حكومتهـم …….. وعن قليل كان الحكم لـم يكـن
    لو أنصفوا أنصفوا لكن بغوا فبغى …….. عليهم الدهر بالآفات والمـحـن
    وأصبحوا ولسان الحال يشـدهـم …….. هذا بذاك ولا عتب على الزمـن
    فلما فرغ رويان الحكيم من كلامه سقط الملك ميتاً لوقته ، فاعلم أيها العفريت أن الملك يونان لو أبقى الحكيم رويان لأبقاه الله ، ولكن أبى وطلب قتله فقتله الله وأنت أيها العفريت لو أبقيتني لأبقاك الله .

    وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
    فقالت لها أختها دنيازاد : ما أحلى حديثك .
    فقالت : وأين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة إن عشت وأبقاني الملك .
    وباتوا الليلة في نعيم وسرور إلى الصباح ، ثم أطلع الملك إلى الديوان ولما انفض الديوان دخل قصره واجتمع بأهله

    en réponse à : Recherche orphelinat Oujda et/ou sa région #257027
    Moonlight
    Membre

    merci bcp pour ton initiative et bienvenu au forum,
    je m adresse aussi aux oujdinautes qui vivent a oujda, pourqu ils donnent une liste des associations de l orphelinat et l enfance a oujda, qui ont surement besoin d aide,
    malheureusement j y vis plus et j ai pas grnd idee sur ca.

    a vous demande mes chers freres et soeurs a repondre a la demande de mr Kader w koulou bel ajer dialou.

    jazaka Alaho khayran

    en réponse à : طالوت وجالوت #256986
    Moonlight
    Membre

    al3afw

    en réponse à : هل توجد في هذا الزمن بنات للزواج؟ #254277
    Moonlight
    Membre

    @badredine wrote:

    @sadpiano wrote:

    @badredine wrote:

    @sadpiano wrote:

    badredine , andk shi bniya l zwaj 🙂 sh7aal talbin sda9 w kan

    😳 😳 😳 apparament wi 😳 😳 mais mazal mawsalnach l sda9 😉

    allah ykamal be kher nshalah.
    mli tebri temshi tekhteb dini m3aaak 🙂

    aaaamiiine layhfdak a drafate
    wala 3alik néddik tekhotbi arra wkane ghi tkouni t3arfi thadri
    😀 😀

    lah yawadi.konek haaaaaaaani 😆

    en réponse à : rdv pour l’obtention du visa 10 septembre 2008 #256768
    Moonlight
    Membre

    mli temchi sefetlna chikoula 8)

    en réponse à : Sindbad le marin – مغامرات السندباد #233883
    Moonlight
    Membre

    @fadi wrote:

    sa va venir Sadpiano 😉

    im waiting for it. thank you 8)

    en réponse à : هل توجد في هذا الزمن بنات للزواج؟ #254275
    Moonlight
    Membre

    @badredine wrote:

    @sadpiano wrote:

    badredine , andk shi bniya l zwaj 🙂 sh7aal talbin sda9 w kan

    😳 😳 😳 apparament wi 😳 😳 mais mazal mawsalnach l sda9 😉

    allah ykamal be kher nshalah.
    mli tebri temshi tekhteb dini m3aaak 🙂

    en réponse à : Walad, Bint ,Jamad, ayawan… #256713
    Moonlight
    Membre

    mets herf dall

    en réponse à : Les Anciens Hammamat d Oujda #256996
    Moonlight
    Membre

    rabi ykhalik ahbiba, lehla ykhatiik PDT_Armataz_02_43

    en réponse à : Les Anciens Hammamat d Oujda #256994
    Moonlight
    Membre

    merci bcp pour ton encouragement dounia, tes tjr presente dans mes sujets, ca me fait sentir que je fais pas ca pour rien, aumoin ya toi qui me lis, bizou ma belle et merciiiiiiiii

    en réponse à : Sindbad le marin – مغامرات السندباد #233881
    Moonlight
    Membre

    je l adore. excelent , merci bcp . y en a plus?

15 sujets de 1,636 à 1,650 (sur un total de 1,879)
SHARE

Moonlight