Résultats de la recherche sur '—Caftan—'
-
Résultats de la recherche
-
ما بال القرضاوي يهين الشعب المغربي؟
ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها شيخ البلاد القطري الدكتور يوسف القرضاوي المغرب وشعبه، فقبل الفتوى التي أجاز فيها ل « الإخوة في المغرب» الذين يعتبرهم الشيخ كأي «جالية مسلمة في أوربا!؟، «الاقتراض من البنوك من أجل السكن» رغم أن ما تستبطنه «الفتوى» تلميحا ليس هو ما تعلنه تصريحا، سبق للقرضاوي في برنامج «الشريعة والحياة» (4 يونيو 2006) بقناة الجزيرة القطرية، أن رد علي سؤال وجهه له مقدم البرنامج وهو مغربي يتعلق بكيفية التعامل مع ظاهرة تشبه الرجال بالنساء في المجتمعات البشرية، قائلا : «هذا عندكم في المغرب فقط» مما حدا بالمقدم إلى القول » «ليس في المغرب فقط بل في كل البلاد العربية والغربية» لعل من المغاربة الذين شاهدوا الحلقة المشار إليها أعلاه من تذكروا أن الأمر يعود لثأر يتعلق بحدث قديم مازال يغلي كالمرجل في صدر الشيخ القرضاوي، وذلك بسبب ما جرى له مع الدروس الحسنية التي كانت تلقى في حضرة الملك الراحل الحسن الثاني في العشر الأوائل من رمضان، عندما عاد منظر الإخوان المسلمين أدراجه غير مرغوب فيه وفي الدرس الذي كان يعتزم إلقاءه، وقد تبين له أن لا مكان بين ظهراني الشعب المغربي المسلم للطروحات الإسلاموية المغرضة، حيث لم يكن بعد قد حل عهد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المدغري الذي مهد، تحت جنح الظلام لتسلل فيروس الفكر الوهابي الفتاك إلى المغرب، الفكر الذي ما إن حل بمكان إلا وأشاع فيه أوبئة الفتن الدموية المهلكة التي تأتي على مجتمعات المسلمين قبل غيرهم. غير أن كل من شاهد حلقة «الشريعة والحياة» التي أهان فيها القرضاوي المغاربة بوقاحة سافلة، مستثنيا إياهم بتهمة «التخنث» بالقول «هذا عندكم في المغرب فقط»، قد يدرك لا محالة دواعي تحامل الشيخ الإخواني على المغرب والمغاربة، لاسيما في ما يتعلق بالخط العام لسياسة الدولة المغربية التي انتحت نهج المشروع الديمقراطي الحداثي، والإقبال ولو بتأن على إشاعة قيم ومبادئ الحضارة الإنسانية الكونية المثلى، من تعايش وانفتاح وتسامح وتلاقح، وهو النمط الحضاري الذي يتعارض جذريا مع المرجعية المذهبية والإيديولوجية للفكر الإخواني الذي انبثق في الأصل إلى الوجود، خلال أواخر عشرينيات القرن الماضي، بهدف التصدي لأي نهج فكري ديمقراطي مدني، وإحلال محله نظام دولة الخلافة الإسلامية الأكثر استبدادا في تاريخ الأنظمة الدينية، قبل لجوء الإخوانيين، كلما عاكستهم الظروف إلى التقية وتكييف خطاباتهم العنصرية المنغلقة الإقصائية، لتواكب مكرهة، مد التحرر الإنساني وحقوق المواطنة في العالم. الفكر الإخواني الذي عمل على تشويه مختلف مقومات التقدم الثقافية والاجتماعية والسياسية، واصما الديمقراطية بالكفر والعلمانية بالإلحاد والحداثة بالبدعة! من دواعي ما يثير حنق شيخ البلاط القطري كذلك ضد المغرب، كونه بات يعتقد جازما، وهو أبرز مشايخ البلاط في الوقت الحالي، أنه يمتلك سلطة راهب كنسي قديم، تخول له فرض وصايته اللاهوتية على شعوب البلدان الإسلامية، أليس القرضاوي هو كبير منظري التنظيم العالمي للإخوان المسلمين؟ أليس هو رئيس الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين؟ فكيف له أن يغفر للمغرب إعادة هيكلة حقله الديني؟ وتولي ملك البلاد شخصيا الإشراف على الشأن الديني ومضمار الفتوى، تحصينا لمجال العبادة من عبث الأصولية المدمر، وحماية للمجتمع المغربي من أهواء الإسلام السياسي وأغراض مشايخ الفتن المذهبية، وهو المشروع الذي حدده المغرب لنموذجه الديني في ثلاثة قواسم اعتبرت محل اتفاق مختلف فرقاء الطيف الديني والسياسي على اختلاف مؤسساته بالمغرب، وتتمثل في :
المذهب الأشعري في الاعتقاد
المذهب المالكي في الفقه والتصوف على طريقة الجنيد
التصوف السني في السلوك والأخلاق. وهي قواسم فيها نظر لما تنطوي عليه هي نفسها من أبعاد لا تتواءم مع النهج الديمقراطي المطلوب.من قناة «الجزيرة» المنتشرة بين ملايين المشاهدين من عرب وأجانب، اتهم القرضاوي الشعب المغربي ب «التخنث» هذا الشعب المستنفر على الدوام كخادم مطيع للتفاني في التضامن مع قضايا ومشاكل الشرق الأوسط التي لا تنتهي، وخروجه للشارع في مسيرات بالملايين لنصرة قضايا مشرقية أكثر مما يناصرها أصحابها أنفسهم، قضايا جلها خاسر بالأساس باعتباره يفتقر إلى بناء ديمقراطي حقيقي وليس إلى هتاف الحناجر والتلويح بقبضات الأيدي، دون أن يوجد هناك بالمقابل أي اعتبار من أهل المشرق لقضايا المغرب، وقضية صخرة «تورا» وليس فقط قضية الصحراء المغربية لأدل دليل على ما نؤكد. بل هناك من المغاربة من هم مخدوعون بالشعارات الإسلاموية والقومجية مما تبثه قناة «الجزيرة» التي لم يعد خافيا على المشاهد المغربي ما تضمره هذه القناة من حقد للمغرب، وذلك بالعودة من حين لآخر إلى ملفات وقضايا سياسية واجتماعية مثل سنوات الرصاص والدعارة والهجرة السرية وكذلك معتقلي ملفي الإرهاب وغيرها من المظاهر السلبية المختارة بعناية قصد خدش سمعة المغرب والإساءة إلى نظام حكمه، وكل ذلك يتم تحت غطاء حرية الإعلام «المستقل» بالطبع. لو كان القرضاوي يعلم أن في المغرب إعلام مدرك لخطورة الأصولية الإسلاموية إن لم نقل متعاطفا معها، مثلما يدرك ذلك الإعلام المصري والتونسي واللبناني مثلا، ولو كان القرضاوي يعرف أن في المغرب مجتمع مدني يقظ، وأحزاب سياسية لم يعد يهم جلها سوى المقعد وليس مصلحة البلاد، قد تجبره على الاعتذار عن إساءته للمغاربة مثلما طالب هو من الحكومة الدنماركية الاعتذار عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول ص، ولو لم يكن الشيخ أيضا متأكدا من أن المجال الديني في المغرب تم اختراقه منذ ما قبل أحداث 16 ماي الدامية بالدارالبيضاء، وذلك من طرف توجه أصولي وافد على مجتمعنا مع رياح الشرگي الخانقة القادمة من نجد بشرق الحجاز، والتي فعلت فعلتها المخربة لعقول شبان المغرب الذين باتوا يتصدرون قوائم الإرهاب الدولي والمحاكمات الإرهابية التي سارت بذكرها وسائل الإعلام الدولية، لو كان القرضاوي يحسب للمغرب أي حساب لما أهانه.العربي الصاد