Résultats de la recherche sur '3 7 9'
-
Résultats de la recherche
-

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعدفهذه نصائح غاليه قد تعينك اخي الكريم على حفظ القرآن الكريم باذن الله
أولاً: تضرع إلى الله سبحانه وتعالى وأكثر من الدعاء بأن يعينك على حفظ القرآن.
ثانيًا: اجعل لك وردًا يوميًا تتلو فيه القرآن وحبذا ألا يقل عن جزء في اليوم.
ثالثًا: داوم على أذكار الصباح والمساء والنوم.
رابعًا: لا تتخلفن عن مجالس العلماء، خاصة مجالس القراء إلا لعذر.
خامسًا: عليك بالصاحب الذي يساعدك على ذكر الله، فإن بعض الأصحاب إذا دعوته لتلاوة القرآن أخبرك أنه يريد الانصراف لأمر ما.
سادسًا: إذا صليت وراء إمام وكنت تحفظ الآيات التي يتلوها في الصلاة فقف مستمعًا لا مصححًا.
سابعًا: اعلم أن باب العلم هو حفظ القرآن وكل آية تحفظها باب مفتوح إلى الله تعالى، وكل آية لا تحفظها أو أنسيتها باب مغلق.
ثامنًا: حافظ على الوضوء مع إحسانه عند قراءة القرآن.
تاسعًا: المحافظة على الاستغفار والإكثار منه، فإن نسيان القرآن من الذنوب. وجاء في تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر في ترجمة وكيع بن الجراح الكوفي ’11/129′: ‘وهو أحد الأئمة الأعلام الحفاظ، وقد كان الناس يحفظون، ويحفظ هو طبعًا، قال علي بن خثرم: رأيت وكيعًا وما رأيت بيده كتابًا قط، إنما هو يحفظ، فسألته عن دواء الحفظ؟ قال: ترك المعاصي، ما جربت مثله للحفظ’.
عاشرًا: احذر من الغرور بما تحفظه من كتاب الله وتعلم القرآن، وليكن تعلمك للقرآن ابتغاء ما عند الله واكتساب الخشية والسكينة والوقار لا الاستكبار.
حادي عشر: اعلم أخي أن حفظ القرآن نعمة عظيمة على الحافظ لكتاب الله تستحق الشكر حيث يكون القلب عامرًا فاحمد الله أيها الحافظ وأشكره على هذه النعمة.بعض المأكولات التي تساعد في عملية الحفظ:
قال الزبهري: عليك بالعسل فإنه جيد للحفظ والعسل شفاء للناس بنص القرآن، قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69] .ومن الأدوية النافعة جدًا: شرب ماء زمزم بنية الحفظ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ‘ماء زمزم لما شرب له’.
وقديمًا سمعنا المشايخ يقولون: ‘البطنة تذهب الفطنة’.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلاً فثلثًا طعامًا، وثلثًا شرابًا، وثلثًا نفسًا’.
فامتلاء المعدة يحول بينك وبين الحفظ الجيد.
قال الخطيب البغدادي: أوقات الجوع أحمد للحفظ من أوقات الشبع، وينبغي لمن يحفظ أن يتفقد من نفسه حال الجوع، فإن بعض الناس إذا أصابه الجوع والتها به لم يحفظ، فليطفئ ذلك عن نفسه بالشيء الخفيف كمص الرمان وما أشبه ذلك، ولا يكثر الأكل قال ابن جماعة: كثرة الأكل جالبة لكثرة الشرب، وكثرة الشرب جالبة للنوم، والبلادة، وقصور الذهن وفتور الحواس، وكسل الجسم هذا مع ما فيه من الكراهة الشرعية’.
من كتاب: كيف تحفظ القرآن الكريم/ د. يحيى بن عبد الرزاق العوثاني
بعض الوسائل والطرق التي تعين على الحفظ:
روى مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ‘إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين’.1ـ مصحف الحفظ: ويتميز بأن الصفحة دائمًا تبدأ برأس آية وتختتم برأس آية.
2ـ المصحف المجزأ: سواء كان كل جزء مستقلاً أو كل خمسة أجزاء مستقلة.
3ـ قراءة الآيات قراءة متأنية.
4ـ تقسيم الآيات إلى مقاطع.
5ـ قراءة الآيات في الصلاة وقيام الليل والنوافل.
6ـ فهم المعنى العام للآية فهو باب لرسوخ الحفظ في الذهن.
7ـ الالتحاق بمدارس وحلقات تحفيظ القرآن في المسجد.
8ـ الالتزام بإمامة مسجد وتعتبر وسيلة ناجحة جدًا لمن يستطيعها.
9ـ الترديد والتكرار: ويقصد بها الترديد مع المعلم أو مع شريط لقارئ متقن للتجويد.من عوائق الحفظ:
1ـ كثرة الذنوب والمعاصي.
2ـ عدم المتابعة والمراجعة الدائمة.
3ـ الاهتمام الزائد بأمور الدنيا يجعل القلب معلقًا بها.
4ـ حفظ آيات كثيرة في وقت قصير والانتقال إلى غيرها قبل إتقانها.
5ـ الحماس الزائد للحفظ في البداية مما يجعله يحفظ كثيرًا دون إتقان ثم إذا وجد نفسه غير متقن فتر عن الحفظ وتركه.نماذج من تأثر السلف الصالح:
قال عبد الله بن عروة بن الزبير: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن؟ قالت: ‘تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله’.مقومات وقواعد أساسية للحفظ:
1ـ إخلاص النية لله عز وجل وإصلاح القصد.
2ـ الدافع الذاتي والهمة العالية.
3ـ اختر الوقت والمكان المناسبين.
4ـ تصحيح النطق والقراءة.
5ـ تحديد نسبة الحفظ.
6ـ حافظ على رسم واحد لمصحفك.
7ـ الفهم طريق الحفظ.
8ـ لا تجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها.
9ـ المتابعة الدائمة.
10ـ التسميع الدائم.
11ـ العناية بالمتشابهات.
12ـ اغتنام سنوات الحفظ الذهبية.احذر:
1ـ العجب والرياء.
2ـ أكل الحرام والمتشابه.
3ـ الاستهزاء بالآخرين ممن لا يحفظ أو لا يحسن القراءة.
4ـ المعاصي والذنوب كبيرها وصغيرها.
5ـ ترك المداومة والتعهد بقراءته ولو بأصعب الظروف ولو حصل مثل ذلك فبادر بالقضاء.واسأل الله أن يحببك للقرآن ويحبب القرآن إليك وأن يجعله في السويداء من قلبك حافظًا له عاملاً به مؤنسًا لك.آداب تعين على التأثر بالقرآن:
1ـ يستحب أن يتطهر ويتوضأ قبل القراءة.
2ـ أن يستاك فيطيب وينظف فمه بالسواك لأنه طريق القرآن.
3ـ الأفضل أن يستقبل القبلة عن قراءته لأنها أشرف الجهات.
4ـ أن يتعوذ من الشيطان الرجيم ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم.
5ـ عدم قطع القراءة بكلام لا فائدة فيه واجتناب الضحك واللغط والحديث.
6ـ ترديد الآيات للتدبر والتأثر بها.
7ـ أن يحترم المصحف فلا يضعه على الأرض ولا يضع فوقه شيئًا ولا يرمي به لصاحبه إذا أراد أن يناوله إياه ولا يمسه إلا وهو طاهر.
8ـ أن يحسن صوته بالقرآن ما استطاع.
9ـ اختيار المكان والوقت المناسب.علاج نسيان القرآن الكريم:
1ـ اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع إليه أن يلزم قلبك حفظ كتابه والعمل به على الوجه الذي يرضيه عنك.
2ـ أخلص النية إلى الله تعالى وتعبد ربك بتلاوته.
3ـ اعزم على العمل به بفعل أوامره واجتناب نواهيه.
4ـ اجعل لك حزبًا تقرؤه كل يوم بمقدار حفظك، فمثلاً إذا كنت حافظًا للقرآن كاملاً فأقل ما تقرأ في اليوم جزء.أنواع هجر القرآن:
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب ‘الفوائد’ خمسة أنواع من هجر القرآن الكريم نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا نكون منهم.
أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.
والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاداته أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم.
والرابع: هجر تدبره وتفهمه معرفة ما أراده المتكلم به منه.
والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله تعالى: { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً } .فرصة من فرص العمر:
برنامج احتساب مدة حفظ القرآن الكريم اعتمادًا على فترة الحفظ اليومي للآيات:
اذا حفظت من القرآن في اليوم 1( آية ) تحفظ القرآن كله في مدة 17 سنة و7 اشهر و9 ايام
وإذا حفظت في اليوم 2 آية تحفظه في 8 سنوات و9 اشهر و18 يوما
واذا حفظت في اليوم 3 آيات تحفظ القرآن في 5 سنوات و10 اشهر و13 يوما
واذا حفظت في اليوم 4 آيات تحفظ القرآن في 4 سنوات و 4 اشهر و 24 يوما
واذا حفظت في اليوم 5 آيات تحفظ القرآن في 3 سنوات و6 اشهر و 7 ايام
واذا حفظت في اليوم 6 آيات تحفظ القرآن في 2 سنتان و 11 شهرا و 4 ايام
واذا حفظت في اليوم 7 آيات تحفظ القرآن في 2 سنتان و 6 اشهر و 3 ايام
واذا حفظت في اليوم 8 آيات تحفظ القرآن في 2 سنتان و 2 شهر و 12 يوما
واذا حفظت في اليوم 9 آيات تحفظ القرآن في 1 سنه و 11 شهر و 12 يوما
واذا حفظت في اليوم 10 آيات تحفظ القرآن في 1 سنه و 9 اشهر و 3 أيام
واذا حفظت في اليوم 11 آيات تحفظ القرآن في 1 سنه و 7 اشهر و 6 يوما
واذا حفظت في اليوم 12 آيات تحفظ القرآن في 1 سنه و 5 اشهر و 15 يوما
واذا حفظت في اليوم 13 آيات تحفظ القرآن في 1 سنه و 4 اشهر و 6 يوما
واذا حفظت في اليوم 14 آيات تحفظ القرآن في 1 سنه و 3 اشهر فقط
واذا حفظت في اليوم 15 آيات تحفظ القرآن في 1 سنه و 2 شهر و 1 يوما
واذا حفظت في اليوم 16 آيات تحفظ القرآن في 1 سنه و 1 شهر و 6 يوما
واذا حفظت في اليوم 17 آيات تحفظ القرآن في 1 سنه و 00 شهر و 10 يوما
واذا حفظت في اليوم 18 آيات تحفظ القرآن في 11 شهر و 19 يوما
واذا حفظت في اليوم 19 آيات تحفظ القرآن في 11 شهر و 1 يوما
واذا حفظت في اليوم 20 آيات تحفظ القرآن في 10 شهر و 16 يوما
واذا حفظت في اليوم 1 وجه تحفظ القرآن في 1 سنه و8 شهر و 12 يوما
و اذا حفظت في اليوم 2 وجه تحفظ القرآن في 10 اشهر و 6 ايام فقط …لا تنس أن كل حرف تنطقه عند قراءة القرآن بحسنة، وتكتب عشر حسنات .. ففي’بسم الله الرحمن الرحيم’ مثلاً 19 حرفًا .. تحتسب بـ’190′ حسنة! .. فقط عند التسمية 190 حسنة إلى سبعمائة ضعف .. فكيف بالآيات والتكرار التلقائي مع الحفظ وبعد الحفظ ؟ ‘حقًا فرصة العمر’ .. لأن بعض الموازين يوم الحساب قد لا تحتاج إلى لحسنة واحدة لتترجح كفة حسناتها على كفة سيئاتها فينفتح الطريق بفضل الله ورحمته إلى الجنة! لا حرمنا الله الطريق الآمن إليها، ورزقنا الله جميعًا عونه وتوفيقه والصدق والإخلاص والقبول .. وحسن العاقبة .. اللهم آمين
منقول من موقع مفكرة الإسلام
تحياتي
Sujet: فكاهة و عبر
دريد لحام في شقائق النعمان ، فرجة طيبة
1- http://video.google.com/videoplay?docid=2107449460912864628&hl=en
2- http://video.google.com/videoplay?docid=-1735425398792843692&hl=en
3- http://video.google.com/videoplay?docid=378767309098228123&hl=en
إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن داخلات في عموم الصحابة رضي الله عنهم ، لأنهن منهم ، و كل ما جاء في تحريم سب الصحابة من آيات قرآنية و أحاديث نبوية فإن ذلك يشملهن ، و لما لهن من المنزلة العظيمة و قوة قرابتهن من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، ولم يغفل أهل العلم عن حكم سابهن و عقوبته ، بل بينوا ذلك أوضح بيان في أقوالهم المأثورة و مؤلفاتهم المختلفة .
أقول : إن أهل العلم من أهل السنة والجماعة أجمعوا قاطبة على أن من طعن في عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه وبما رماها به المنافقون من الإفك فإنه كافر مكذب بما ذكره الله في كتابه من إخباره ببراءتها وطهارتها ، و قالوا إنه يجب قتله .
و قد ساق أبو محمد بن حزم الظاهري بإسناده إلى هشام بن عمار قال : سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر و عمر جلد ، و من سب عائشة قتل ، قيل له : لم يقتل في عائشة ؟ قال : لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين }، قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن ، و من خالف القرآن قتل . قال أبو محمد رحمه الله : قول مالك هانا صحيح و هي ردة تامة و تكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها.[1]
و حكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال : إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه ، كقوله {و قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه }، و ذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك } ، سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء ، و هذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة ، ومعنى هذا و الله أعلم أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه ، و قرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى ، وكان حكم مؤذيه تعالى القتل ، كان مؤذي نبيه كذلك.[2]
و قال أبو بكر بن العربي : إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله ، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ، و من كذب الله فهو كافر ، فهذا طريق قول مالك ، و هي سبيل لائحة لأهل البصائر ولو أن رجلاً سب عائشة بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب .[3]
و ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعض الوقائع التي قتل فيها من رماها رضي الله عنها بما برأها الله منه ، حيث يقول : و قال أبو بكر بن زياد النيسابوري : سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق أتى المأمون بالرقة برجلين شتم أحدهما فاطمة و الآخر عائشة ، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة و ترك الآخر ، فقال إسماعيل : ما حكمهما إلا أن يقتلا لأن الذي شتم عائشة رد القرآن .
قال شيخ الإسلام : وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم .
قال أبو السائب القاضي : كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الدعي بطبرستان ، و كان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله إن هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى { الخبيثات للخبيثين و الخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات ، أولئك مبرءون مما يقولون ، لهم مغفرة و رزق كريم } ، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه و أنا حاضر .
و روي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا و من بني الآباء ، فقلا : هذا سمى جدي قرنان – أي من لا غيرة له – ، و من سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته .
و قال القاضي أبو يعلى : من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف ، و قد حكي الإجماع على هذا غير واحد ، و صرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم .
و قال أبي موسى – و هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الشريف الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره – : و من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة .[4]
و قال ابن قدامة المقدسي : ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء ، أفضلهم خديجة بن خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم .[5]
وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك : الحادية و الأربعون : براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز ، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين ، قال ابن عباس و غيره : لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ، و هذا إكرام من الله تعالى لهم .[6]
و قد حكى العلامة ابن القيم اتفاق الأمة على كفر قاذف عائشة رضي الله عنها ، حيث قال : واتفقت الأمة على كفر قاذفها .[7]
و قال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم } ، قال : أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن .[8]
و قال بدر الدين الزركشي : من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها .[9]
و قال السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم .. الآيات } ، قال : نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به ، فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن ، قال العلماء : قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره فقال سبحانك هذا بهتان عظيم ، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من الزوجة والولد .[10]
قلت : هذه الأقوال المتقدمة عن هؤلاء الأئمة كلها فيها بيان واضح أن الأمة مجمعة على أن من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و قذفها بما رماها به أهل الإفك ، فإنه كافر حيث كذب الله فيما أخبر به من براءتها و طهارتها رضي الله عنها ، و أن عقوبته أن يقتل مرتداً عن ملة الإسلام .
وأما حكم من سب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم ، ففيه قولان :
أحدهما : أن حكمه كحكم ساب غيرهن من الصحابة ؛وحكم ساب الصحابة و عقوبته هي :
1 – ذهب جمع من أهل العلم إلى القول بتكفير من سب الصحابة رضي الله عنهم أو تنقصهم وطعن في عدالتهم و صرح ببغضهم و أن من كانت هذه صفته فقد أباح دم نفسه و حل قتله ، إلا أن يتوب من ذلك و ترحم عليهم .
و ممن ذهب إلى ذلك : الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أزى و عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي و أبو بكر بن عياش ، و سفيان بن عيينة ، و محمد بن يوسف الفريابي و بشربن الحارث المروزي و غير كثير .
فهؤلاء الأئمة صرحوا بكفر من سب الصحابة وبعضهم صرح مع ذلك أنه يعاقب بالقتل ، و إلى هذا القول ذهب بعض العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية .
2 – و ذهب فريق آخر من أهل العلم إلى أن ساب الصحابة لا يكفر بسبهم بل يفسق ويضلل ولا يعاقب بالقتل ، بل يكتفي بتأديبه وتعزيره تعزيراً شديداً يروعه و يزجره حتى يرجع عن ارتكاب هذا الجرم الذي يعتبر من كبائر الذنوب والفواحش المحرمات ، وإن لم يرجع تُكرر عليه العقوبة حتى يظهر التوبة .
و ممن ذهب إلى هذا القول : عمر بن عبد العزيز و عاصم الأحول و الإمام مالك و الإمام أحمد و كثير من العلماء مما جاء بعدهم .
الثاني : و هو الأصح من القولين على ما سيتضح من أقوال أهل العلم أن من قذف واحدة منهن فهو كقذف عائشة رضي الله عنها .
التوضيح : أخرج سعيد بن منصور وابن جرير الطبري و الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قرأ سورة النور ففسرها ، فلما أتى على هذه الآية {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات }، قال : هذه في عائشة و أزواج النبي صلى الله علية وسلم ، ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة ، و جعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة ، ثم قرأ {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء}إلى قوله{إلا الذين تابوا} ، ولم يجعل لمن قذف امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توبة ، ثم تلا هذه الآية {لعنوا في الدنيا و الآخرة ولهم عذاب عظيم} ، فهمّ بعض القوم أن يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لحُسنِ ما فسّر .[11]
قال ابن تيمية : فقد بين ابن عباس أن هذه الآية إنما نزلت فيمن يقذف عائشة وأمهات المؤمنين لما في قذفهن من الطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيبه ، فإن قذف المرأة أذىً لزوجها كما هو أذى لابنها ، لأنه نسبة له إلى الدياثة وإظهار لفساد فراشه ، فإن زناء امرأته يؤذيه أذىً عظيماً ، و لهذا جوز له الشارع أن يقذفها إذا زنت ، و درء الحد عنه باللعان و لم يبح لغيره أن يقذف امرأة بحال .[12]
و قد قال كثير من أهل العلم أن بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لهن حكم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
فقد قال أبو محمد ابن حزم بعد أن ذكر أن رمي عائشة رضي الله عنها ردة تامة و تكذيب للرب – جلا وعلا – في قطعه ببراءتها ، قال : و كذلك القول في سائر أمهات المؤمنين ولا فرق ، لأن الله تعالى يقول { و الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ، أولئك مبرؤون مما يقولون } ، فكلهن مبرآت من قول إفك والحمد لله رب العالمين .[13]
و ذكر القاضي عياض عن ابن شعبان – محمد بن القاسم بن شعبان أبو إسحاق ابن القرطبي من نسل عمار بن ياسر ، رأس الفقهاء المالكيين بمصر ت355هـ – أنه قال : ومن سب غير عائشة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ففيها قولان :
أحدهما : يقتل لأنه سب النبي صلى الله عليه وسلم ، بسب حليلته .
و الآخر : أنها كسائر الصحابة يجلد حد المفتري ، قال : و بالأول أقول .[14]
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : و أما منسب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم ففيه قولان :
أحدهما : أنه كساب غيرهن من الصحابة .
والثاني : و هو الأصح أنه من قذف واحدة من أمهات المؤمنين فهو كقذف عائشة رضي الله عنها .. و ذلك لأن هذا فيه عار و غضاضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أذى له أعظم من أذاه بنكاحهن .[15]
و قال الحافظ ابن كثير رحمه الله بعد قوله تعالى { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم } : هذا وعيد من الله تعالى للذين يرمون المحصنات الغافلات ، خرج مخرج الغالب المؤمنات ، فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة ولا سيما التي كانت سبب النزول ، و هي عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما – إلى أن قال – : و في بقية أمهات المؤمنين قولان : أصحهما أنهن كهي والله أعلم .[16]
و مما يرجح القول بأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم غير عائشة في الحكم وجوه :
الوجه الأول : أن لعنة الله في الدنيا والآخرة لا تستوجب بمجرد القذف ، وأن اللام في قوله تعالى {المحصنات الغافلات المؤمنات} لتعريف المعهود ، والمعهود هنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن الكلام في قصة الإفك و وقوع من وقع في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، أو قصر اللفظ العام على سببه للدليل الذي يوجب ذلك .
الوجه الثاني : أن الله سبحانه رتب هذا الوعيد على قذف محصنات غافلات مؤمنات ، و قال في أول سورة النور : { و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة .. الآية } فترتب الجلد و رد الشهادة و الفسق على مجرد قذف المحصنات ، فلا بد أن تكون المحصنات الغافلات المؤمنات لهن مزية على مجرد المحصنات و ذلك – والله أعلم – لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مشهود لهن بالإيمان لأنهن أمهات المؤمنين و هن أزواج نبيه في الدنيا و الآخرة و عوام المسلمات إنما يعلم منهن في الغالب ظاهر الإيمان و لأن الله سبحانه قال في قصة عائشة { و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } فتخصيصه بتولي كبره دون غيره دليل على اختصاصه بالعذاب العظيم ، و قال تعالى {ولولا فضل الله عليكم و رحمته في الدنيا و الآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم } ، فعلم أن العذاب العظيم لا يمس كل من قذف ، وإنما يمس متولي كبره فقط ، و قال تعالى هنا { له عذاب عظيم } فعلم أنه الذي رمى أمهات المؤمنين و يعيب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى كبر الإفك ، و هذه صفة المنافق ابن أبي سلول.
الوجه الثالث : لمّا كان رمي أمهات المؤمنين أذى للنبي صلى الله عليه وسلم لعن صاحبه في الدنيا و الآخرة ، و لهذا قال ابن عباس : ليس فيها توبة ، لأن مؤذي النبي صلى الله عليه وسلم لا تقبل توبته إذا تاب من القذف حتى يسلم إسلاماً جديداً ، وعلى هذا فرميهن نفاق مبيح للدم إذا قصد به أذى النبي صلى الله عليه وسلم أو أذاهن بعد العلم بأنهن أزواجه في الآخرة ، فإنه ما لعنت امرأة نبي قط .
و مما يدل على أن قذفهن أذىً للنبي صلى الله عليه وسلم ما خرجاه في الصحيحين في حديث الإفك عن عائشة ، قالت : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو على المنبر : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ، فو الله ما علمت على أهلي إلا خيراً ، و لقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً ، و ما كان يدخل على أهلي إلا معي .[17]
فهذه الوجوه الثلاثة فيها تقوية و ترجيح لقول من ذهب إلى أن قذف غير عائشة رضي الله عنها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حكمه كقاذف عائشة رضي الله عنها ، لما فيه من العار و الغضاضة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن في ذلك أذى عظيماً للنبي عليه الصلاة والسلام .
[1] المحلى (13/504) .[2] الشفاء للقاضي عياض (2/267-268) .
[3] أحكام القرآن لابن العربي (3/1356) .
[4] الصارم المسلول ( ص 566-568) .
[5] لمعة الاعتقاد (ص 29 ) .
[6] شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 117-118 ) .
[7] زاد المعاد (1/106) .
[8] تفسير القرآن العظيم (5/76) .
[9] الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص 45 ) .
[10] الإكليل في استنباط التنزيل ( ص 190) .
[11] الدر المنثور (6/165) و جامع البيان (18/ 104 ) .
[12] الصارم المسلول ( ص 45 ) .
[13] المحلى (13/504) .
[14] الشفاء للقاضي عياض (2/ 269) .
[15] الصارم المسلول (ص 567 ) .
[16] تفسير القرآن العظيم (5/76) .
[17] البخاري (3/163) ومسلم (4/2129-2136 ) .








