Résultats de la recherche sur 'لا اله الا الله'
-
Résultats de la recherche
-
علي حسين باكير
ظـهرت مـؤخـراً العـديد من الكتابات والدراسات التـي تتـحدّث عـن انهـيار الولايـات المتّـحـدة بـشكل عـام؛ ولكنّ مـن تحدّثت منها في صلب الموضوع كان قليلاً جداً، ومـن عالـج المسـألة بشكل مباشر كان أقل. فكثير هم من يخـلـطون بين أمانيهم بضرورة انهيار الولايات المتّحـدة والواقـع، ويـبثّون آراءهـم هـذه في كل محـنة أو مشــكلة تقــع فيـها أمريكا. وأكثـر منهم الآخرون الذين يمجـدون أمريكا ويُنزّهونها عن كل نقـيصة أو ضـعف؛ بل وينسـبون لها قـوة ليسـت فيـها، وينـزلونها منزلة أكبر من مكانـتها، فلا يـرون إمكـانـية لانهـيارها لا حالياً ولا لاحقاً.
مـن وجـهــة نظــرنـا، فـإنّ أي دراســة لقـوّة أي أمّـة أو دولة إنّما يجب أن يتم من وجهة نظرنا من خلال رصد المثلـث: الاقتصادي، العسكري، والاجتماعي لها. هذا المثـلث يعطـينا فكرة واضحة عن موقع الدولة في ميزان القـوّة والضـعف، وعن كونها فتـيّة وقادرة على زيادة قوّتها أم هرمة وضعيفة، وفي مرحلة الانهيار أم في مرحلة الوسـط بين المرحلتين. مع العلم أن مرحلة الوسط هذه تكـون في المقـياس الذروة التـي تصـل إليـها الدولة في قوّتـها؛ وهـي نقـطـة القمّة، وبعـدهـا تأخذ قوّة الدولة في الانحدار نزولاً.
ولأنه من الصعب رصد العناصر الثلاثة التي تحدّثنا عنها أعلاه في مقال واحد، فإننا سنناقش الوضع الاقتصادي المالي ومسألة الديون في هذا المقال. وسنحاول قدر المستطاع اختصار الفكرة وعرضها بطريقة مقتضبة في هذا التحليل.
◄ الدَّين العام الفيدرالي والكلي:
تشير بعض التقارير والمصادر إلى أن الدين الأمريكي الكليّ الإجمالي يقترب من 65 تريليون دولار أمريـكي. أما بالنسبة إلى الدين العام الفيدرالي، فقد ارتفـع خلال الثمانينيات بشكل كبير؛ وذلك بسبب العجز المتواصل في الموازنات السنوية الفيدرالية، وقد تباطأ هذا الارتفاع في العجز بشكل دراماتيكي في التسعينيات لدرجة أنّ معدل ارتفاع الدين قد بدأ بالانخفاض فعلاً نهاية ذلك العقد بعد الإنجاز التاريخي للرئيس الأمريكي (بل كلينتون) والذي لم يحققه أي رئيس للولايات المتّحدة الأمريكية؛ والمتمثّل بتوفير فائض مالي في الموازنة الأمريكية بلغ 236 مليار دولار في العام 2000م، والذي كـان عجزاً عند استلامه للحكم في عام 1992م بواقع 290 مليار دولار.
ثمّ ما لبث أن ارتفع الدين العام الفيدرالي بشكل كبـير جداً منذ العام 2001م؛ وذلك بسبب العجز الكبير في الموازنات السنوية الفيدرالية الجديدة. فقد حوّل بوش الابـن الفائض المالي في الموازنة الفيدرالية إلى عـجز هائل وقياسي أيضاً بلغ 412 مليار دولار العام 2004م. فيـما توقع مساعد مدير مكتب الموازنة في البـيت الأبيض (جـويـل كابلان) أن تسجل ميزانية البلاد عجزاً للعام 2006م يتجاوز 400 مليار دولار، ويشكل هذا العجز نسبة 301% من الناتج القومي للولايات المتحدة.
وقد بلغ دين أمريكا الفيدرالي في السنة المالية 2005م (تبدأ السنة المالية في الولايات المتّحدة من 1/تشرين أوّل إلى 30/أيلـول) وفـقاً لأرقـام وزارة الخـزانة أو المـالـية الأمريكية Dep. Of Treasury 7.9 تريليون دولار.
وقد ازداد الدين العام الفيدرالي منذ 11 أيلول 2001م وحتى أيلول 2005م حوالي 2.3 تريليون دولار، وهو ما يساوي حوالي 29% من حجم الدين العام الفيدرالي الأمريكي منذ نشوئها حتى عام 2005م؛ والبالغ 7.9 تريليون دولار.
وفيما يتعلّق بالسنة المالية الحالية 2006م؛ فقد بلغ الدين العام الفيدرالي استناداً إلى U.S. National Debt Clock في 30/1/2006م ما قيمته 8 تريليون و 198 مليار دولار أمريكي، وهو بذلك يزيد منذ 30 أيلول 2005م بمعدّل 2.18 مليار دولار يومياً، والذي إذا قسّمناه على عدد سكّان الولايات المتّحدة البالغ 298.367.186 مليون نسمة، فإنّ حصّة كل واحد منهم من الدين تبلغ تقريباً 27.475 ألف دولار أمريكي.
أما إذا قارنّا هذا الدين العام بالنسبة للناتج المحلّي الإجمالي الأمريكي؛ فإننا سنلاحظ أنّه كان يساوي للعام 2004م نسبة 62.5% من الناتج المحلي الإجمالي. ووفقاً لتقرير (مايكل هودجيز) الاقتصادي فإنّ الفائدة على الدين العام الفيدرالي للعام المالي 2003م قد بلغت 41 مليون دولار في الساعة، وبذلك تكون الفائدة على الدين الفيدرالي قد ارتفعت من 214 مليار دولار في السنة في عام 1988م إلى 318 مليار دولار في العام 2003م.
وإذا ما حسبنا مجموع الفوائد خلال الـ 14 سنة هذه فإنّها ستبلغ 5 تريليون دولار، وهو ما يعني أنّها تساوي 71% من مجموع الدين العام الفيدرالي البالغ 7 تريليون دولار في العام 2003م. مع العلم أن هذه الفوائد ضخمة لدرجة أنّها كافية لإدارة الحكومة الفيدرالية لمدّة أكثر من سنتين دون الحصول على أي دخل مالي، أو أنها تكفي لإدارة الحكومات في الولايات لأكثر من 3 سنوات دون دخل، أو لتغطية الأمن الاجتماعي لمدة عشرة سنوات دون ضرائب، أو العناية الصحية لمدّة عشرين سنة.
أما من حيث تركيبة هذا الدين، فهو يقسم إلى قسمين:
أولاً: intragovernmental holdings- أي تلك التي تحتوي الصناديق الائتمانية الحكومية، مثل: خطط الراتب التقاعدي، والدين للأمن الاجتماعي، وغيرها. وتبلغ الآن حوالي 3.3 تريليون دولار.
ثانياً:debt held by public- أي الديون المملوكة من قبل العامة أو الجمهور وهي تبلغ حوالي 4.6 تريليون. ومصطلح العامة أو الجمهور هنا لا يعني فقط الأمريكيين أو المقيميين في أمريكا؛ بل الدول الخارجية أيضاً التي تمتلك 44% من هذا الدين لعام 2004م. وتأتي في مقدّمتهم اليابان حالياً بمبلغ 1.2 تريليون دولار لوحدها حتى آذار للعام 2005م، ومن ثمّ الصين بمبلغ 223.5 مليار دولار أمريكي.
◄ الميزان التجاري الأمريكي:
يعتبر الميزان التجاري عادة مؤشراً على قوة وقدرة البلاد الإنتاجية وعلى مدى وصولها إلى أسواق الآخـريـن، وهـو ما يعطينا فكرة عن كون الدولة دائـنة أم مدينة تجاه غيرها من الدول التي تصدّر إليها وتستورد منها، بشكل عام، سلعَ وخدمات.
وقــد بـدأ العــجز في الميـزان التجـاري الأمريكي (سلع وخدمات) مـنـذ الـعام 1971م. وقـد بلـغ وفـقاً لـUS. Dep. Of Commerce في العام 2005م مبلغ 723.616 مليار دولار أمريكي وهو رقم قياسي جديد في العجز التجاري الأمريكي، وأسوأ بحوالي أكثر من 25% من العجز المحقق في العام 2004م.
فيما يتعلّق بالعجز التجاري في السلع، فقد بلغ 781.642 مليار دولار في العام 2005م. على الرغم من انخفـاض قيـمة الدولار في عـهد بوش الابن والتي من شـأنها أن تزيـد الطلب على البضائع والسلع الأمريكية؛ وبالتالي مـن الصادرات الأمريكية إلى الخارج.
وفي حين كانت أمريكا واقعة في عجز تجاري في البضائع يبلغ حوالي 710 مليار دولار من أيار 2004م إلى أيار 2005م؛ كانت كل من اليابان وألمانيا تحققان فائضاً في هذا المجال في نفس الفترة يبلغ: (125) و(199) مليار دولار على التوالي.
أمـا بالنـسبة إلى الصـين القـوّة العـالميـة المستقـبلية؛ فقد استطاعت في العام 2001م وللمرّة الأولى تجـاوز اليـابان بتحـقيقها الفجـوة التجـارية الأكـبر مع الولايات المتّحدة الأمريكية. فقد ازدادت الفجـوة ومعــها العـجز لصالح الصـين بنـسـبة 95% في السنوات الـثلاث اللاحـقـة لتبـلغ 162 مليار دولار أي حوالي 26% من العجز التجاري الأمريكي للعام 2004م. وقد بلغت 201 مليـار دولار في العام 2005م لصالح الصين.
بالنسبة إلى قيمة الدولار، قامت أمريكا؛ معالجةً الأزمة الاقتصادية، بتخفيض قيمة الدولار الذي فقد حوالي 35% من قيمته أمام اليورو منذ بداية عام 2002م وحوالي 17% مقابل سلة عملات واسعة بما فيها اليوان الصيني على أمل أن يساعد ذلك على تحريك عملية التصدير؛ للتخفيف من الركود الاقتصادي الداخلي، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، ولدفع المستثمرين إلى الاستثمار بالدولار الأمريكي، وللحد من الآثار السلبية لارتفاع أسعار النفط بشكل هائل.
إلا أن هذه السياسة في تخفيض العملة خطيرة جداً وحساسة ولا تنفع إلا في فترات قصيرة، وقد تؤدي إلى انفلات زمام التحكّم بالاقتصاد، وإلى انهيار قيمة العملة نهائياً، خاصّة في ظل وجود عملة بديلة تكمن في اليورو، وهو الأمر الذي لم يكن موجوداً إثر الأزمة الاقتصادية العالمية في الستينيات وأوائل السبعينيات، عندما هرع الجميع بمن فيهم الأوروبيون إلى دعم الدولار الأمريكي خوفاً من انهياره؛ وذلك لارتباط عملاتهم واحتياطيّاتهم به، ولكن في هذه المرّة إنْ حصل الانهيار الاقتصادي فلن تساعد الصُّدف الولايات المتحدة الأمريكية كما كانت تفعل من قبل، خاصّة في ظل التقارير الدوليّة التي تفيد أن أكثر من نصف البنوك المركزيّة العالميّة قد حوّلت بالفعل احتياطيّاتها من الدولار إلى اليورو.
◄ استنتاجات واقعية مخيفة وخطيرة:
لتوضيح ما ورد في المقال على من استعصت عليه الأرقام والجمل، نورد النقاط التالية كخلاصة:
أولاً: الولايات المتّحدة تستورد أكثر وتنتج أقل في مصانعها الداخلية، وهي تبيع ثروتها غير القابلة للاستبدال، ومصانعها المنتجة، وأصولها المالية الأخرى لتدفع ثمن المستوردات وخدمة الدين وما يتعلق به.
ثانياً: أمريكا تخسر الملكية؛ وبالتالي السيطرة الاقتصادية، خاصّة فيما يتعلّق بعجز الميزان التجاري. إذ تشير الأرقام الرسمية إلى أن أمريكا خسرت في السنوات العشر الأخيرة حوالي 3 تريليون دولار فقط في مسألة الميزان التجاري، و1.3 تريليون من هذه الأموال عادت إلى الولايات المتّحدة عبر الدول التي تمتلكها؛ ولكن هذه المرّة لشراء مصانع الإنتاج في أمريكا نفسها، وقد بلغت ما يزيد عن 8600 من أفضل الشركات الأمريكية وأكبرها في هذه الفترة نفسها.
ثالثاً: لا نمو إيجـابي وبالتالي لا تسديد للديون. فعلى الرغـم مـن أنّ التقـارير تذكـر أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي ينمو سنوياً بنسـبة 4% منذ 10 سنـوات، إلا أن هـذه الأرقام لا تعكس الوضع الاقتصادي الصحيح، لا سيما إذا عرفنا أن حوالي 70% من هذه النسبة في النمو تذهب في شق النفقات الاستهلاكية، سواء عبر استيراد السلع الاستهلاكية أو إنتاج بعضها في الولايات المتّحدة عبر الشركات المملوكة من قـبل الأجانب (25 إلى 80% منها تعود للأجانب!)، وهو ما يعني بدوره أنّه كلما زاد الناتج المحلي الإجمالي وفق هذه الصيغة زاد العجز في الميزان التجاري، وبمعنى آخر فإنّه كلما نما الاقتصاد زاد الدين؛ لأنّ الناتج المحلي الإجمالي لا يتطرق إلى مسالة خسارة الأصول المالية التي تمتلكها أمريكا، أو عملية دفع الديون أو خدمتها، وغيرها من هذه الأمور.
وحتى لو كانت نسبة النمو هذه حقيقية فهي غير قادرة على تغطية ولو حتى جزء من الديون أمام تصاعد العجز التجاري بنسبة تقدّر بـ 25% سنوياً خلال العشر سنوات الأخيرة.
رابعاً: صحيح أن الدولار الأمريكي يحتل منذ حوالي 60 سنة موقع الريادة بين العملات العالمية موفراً للولايات المتحدة استيراد ما تشاء من أي بلد في العالم، وتسديد قيمته بعملتها الوطنية، وتمويل استثمارات محلية أكبر كثيراً من قدرة المجتمع الأمريكي على الادخار، بحيث أصبح معدل الاستثمار لديها أعلى بكثير من معدل الادخار دون أن تضطر إلى الاقتراض من الخارج. وهو يهيمن على ثلثي سلة الاحتياطات الدولية للعملات الحرة؛ بحيث يمكّن هذا الوضع الخاص أمريكا من سد العجز الداخلي والخارجي في الموازنة العامة للدولة.
إلا أن الصـحيح أيـضاً أن سـياسـة الدولار القوي قد ولّت من دون رجعة، وأن سياسة طبع الدولار الورقـي، (وهـي أكبـر عمـليـة نهب في التاريخ) والذي لا غطاء ذهبي له منذ عام 1971م، وشراء ما يتم استيراده به أو بيعه للدول الأجنبية؛ كسـندات خـزيـنة في سبيل تمويل العجز، لم تعد تجدي، خاصّة أن أمريكا مضطرة إلى إبقاء سعر الدولار ضعيفاً لزيادة صادراتها؛ وإلا لو كان قوياً لازداد معدّل العجز التجاري لديها. كما أن الضعف، والذي سيستمر مستقبلاً، يدفع الدول الأخرى للتخلي عن الدولار مخافة سقوطه وانهياره، وهذا ما يفسّر ضغط أمريكا على جميع الدول بضرورة ربط عملتهم بالدولار مع رفع أسعارهم مقابله؛ وذلك لأن أمريكا تعلم أن الدول بهذه الطريقة لن يكون من مصلحتها انهيار الاقتصاد الأمريكي، وستسعى إلى دعمه؛ خوفاً من أن تسقط وتنهار معه في حال انهياره.
خامساً: بكل بساطة: الإفلاس والانهيار قادمان والمسألة مسألة وقت، فكيف ستستطيع أمريكا دفع خدمة الدين؛ فضلاً عن الدين نفسه (يزداد حوالي 400 مليار سنوياً فيما يخص الموازنة الداخلية، و600 مليار سنوياً تقريباً فيما يخص التجارة الخارجية، ناهيك عن الديون الاخرى الكليّة الداخلية والخارجية وخدمة هذا الدين) إذا كانت أمريكا تبـيع أصولها المـالية، ومصانعها، وشركاتها المنتجة الـتي لا يمكن استبدالها؛ وذلك مقابل استيراد المواد والسلع والاستهلاكيةّ؟!
الأمريكيون يعتمدون بكل بساطة على الاستدانة (داخليـاً وخارجـيـاً) لتغـطـية نفـقاتهم الاستـهلاكية، ولا ثروة أو فائض مالي لديهم يقومون عبره بتمويل هذا الدين أو تغطية النفقات، فتكون النتيجة مزيداً من الاستهلاك، ومزيداً من الاستدانة، ومزيداً من بيع الأصول ومرافق الإنتاج، وبالتالي ارتفاعاً في العجز الاقتصادي والدين إلى حين الانهيار الكامل.
كخلاصة، إنّهم يدمرون أنفسهم بشكل ممتاز، وكما ذكرنا فانهيار أمريكا مسألة وقت، وفي حال تخلى عنها الأقوياء والحلفاء (حتى الدول التي تعتبر ضعيفة تساعد على بقاء أمريكا واقفة على قدميها حتى الآن) فإنّ هذا بلا شكّ سـيؤدي إلى انهـيارها مباشـرة. وبغـض النـظر عـن هـذا، فإنّ هـكـذا انهـيارات اقـتصادية تحـصل بشـكل مفـاجـئ. فلا تستغربوا مثلاً: إنْ نهضتم لعملكم في يوم من الأيام كالمعتاد، ووجدتم أن الولايات المتّحدة أعلنت الإفلاس، وانقسمت إلى ولايات أو انهارت كلّياً! فمؤشرات الانهيار موجودة؛ ولكن هل يوجد من يقرؤها؟!
ومن هذا المنطلق ندعو كل الدول العربية والإسلامية إلى عدم ربط عملتها بالدولار فقط، كما ندعوها إلى أن تفّكر بشكل جدّي في إعادة النظر في روابطها الاستراتيجية مع الولايات المتّحدة، وأن تبدأ النظر باتّجاه الصين! فالصين قادمة قريباً.
هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبة ومن تبعهم بأحسان الى يوم الدين
المنتجات التي يوجد بها لحم الخنزير و كيف تعرف أنها موجود بها
كان احد الأصدقاء يعمل في منطقة بفرنسا ( بيغال قسم الأغذية) وذلك في قسم الغذاء. علما بان عمله
يتطلب أن يقوم بتسجيل كافة الأدوية والسلع والأطعمة. فإذا قامت أي شركة بإنتاج سلعة معينة يجب أن تصدق من قبل قسم الأغذية ، وهذا الصديق يعمل في قسم مختبر جودة الأغذية ، وبالتالي من الواجب عليه أن يقوم بفحص كافة المنتجات ومحتوياتها.
بعض مكونات تلك الأغذية كانت عبارة عن أسماء علمية بحته ، ولكن البعض الآخر منها كان عبارة عن أرقام ، وعندما سال صديقي عن السر في تلك الأرقام للمسئول ، رد عليه » قم بواجبك فقط وبدون أي أسئلة! »
أثارت هذه الإجابة الشك في ذهن صديقي وقام بالبحث في الملفات والتحري عن أسباب وطريقة التسمية التي تشكلت بأرقام فقط ، وما اكتشفه كان كافيا لإدهاش جميع المسلمين في العالم !!
إن في معظم البلدان الغربية الخيار الأساسي للحوم هو لحم الخنزير ، حيث توجد العديد من المزارع لتربية الخنازير وتوليدها ، ففي فرنسا لوحدا توجد أكثر من 42000 مزرعة للخنازير والأسباب إن الخنازير توجد بها كمية عالية من الدهون والشحوم أكثر من أي حيوان آخر ، ولكن الأوربيون والغربيون بشكل عام يحاولون تفادي هذه الدهون ، فأين تذهب هذه الكمية الهائلة من الدهون إذا ؟؟ لقد فكروا في استعماله والاستفادة منه ولكن ليس لهم ولكن لغيرهم !
أولا : جربوا في إنتاج الصابون منه ، ولقد نجحت التجربة.
ثانيا قاموا بإنشاء شبكات تجارية دولية لمعاجلة هذه الدهون كيميائيا ، فتم التصنيع والتعليب والبيع ! وقامت شركات التصنيع الأخرى بشراء هذه المنتجات ، وقامت العديد من الشركات الأوروبية بإدخال هذه الدهون بالعديد من مكوناتها الأساسية الطبية والصحية ومواد التنظيف والغذائية وبذلك أدخلت هذه المكونات التي تحتوي على دهون لحم الخنزير على أنها تحتوي فعلا على تلك الدهون في أوروبا .
ولكن ظهرت مشكلة عندما أرادوا تسويق هذه المنتجات الصحية والغذائية وغيرها والتي تحتوي على دهون الخنزير في البلاد الإسلامية ؟ حيث إن الخنازير ومشتقاتها ممنوعة من الدخول إلى تلك البلاد تحت أي مسمى بشكل مباشر أو غير مباشر. وقد أدى منع تسويق هذه المنتجات من الدخول إلى البلاد الإسلامية إلى عجز تجاري !
فتم تغيير الخطة! واستبدلوا عبارة دهون الخنزير إلى تسمية أخرى وهي ( دهون حيوانات ) عبارة عن أبقار ومواشي وعندما استفسرت السلطات الإسلامية عن طريقة الذبح حرام اكتشفوا بان الحيوانات ليست مذبوحة وفقا للشريعة الإسلامية فتم المنع مرة أخرى ! مما أدى أيضا إلى عجز بمقدار 75% من بيع المنتجات إلى البلاد الإسلامية وهذا يعني خسارة الملايين من الدولارات نتيجة العجز عن التسويق لهذه المنتجات في البلاد الإسلامية .
وأخيرا بدئوا بطريقة التشفير ، فدائرة الأغذية فقط هي التي تعرف طريقة هذه الرموز والشفرات لكي يتم التعارف عليها ومعرفة مكونات الأغذية والتي تبدأ بحرف (E) والتي تدخل في العديد من مكونات المنتجات التي تصل إلينا نحن المسلمون ومنها : معجون الأسنان ، كريم الحلاقة ، معجون الحلاقة ، الشكولاته ، الحلويات ، البسكويت ، رقائق الذرة ، الحلويات ، الأكل المعلب ، الفاكهة المعلبة . فضلا عن العديد من الأدوية التي تشير مكوناتها بوجود فيتامينات متعددة.
لذلك اطلب من جميع المسلمين الأفاضل بالتأكد وقراءة هذه محتويات أي سلعة تجارية سواء غذائية أو صحية أو غيرها قبل الشراء كالتدقيق على انتهاء صلاحية المنتجات، وقد أرفقت مجموعة من الرموز المشفرة بالحرف (E) والتي تجاور عادة هذه الرموز بكلمات وعبارات علمية خادعة مثلا : ليسثين الصويا ، زيت بذور اللفت النخيل وبزرالكتان ، حليب أبقار ، مكونات نباتيه ، والتي تدل على احتواء المنتج على دهون الخنزير :
E100, E110, E120, E 140, E141, E153, E210, E213, E214, E216, E234, E252,E270, E280, E325,
E326, E327, E334, E335, E336, E337, E422, E430, E431, E432, E433, E434, E435, E436, E440,
E470, E471, E472, E473, E474, E475,E476, E477, E478, E481, E482, E483, E491, E492, E493,
E494, E495, E542,E570, E572, E631, E635, E904.
علما بان هناك أيضا سلع ومنتجات بها تلك الرموز وقد لا تحتوي على دهن الخنزير ولكن أضرارها مختلفة وهذه هي :
منتج به دهن خنزير :
E101-E102-E103-E111-E120-E123-E124-E126-E127-E128-E141-E152-E210-
E213-E214-E206-E234-E252-E270-E280-E325-E326-E327-E334-E336-E337-E374-
E420-E422-E430-E431-E432-E433-E434-E435-E436-E442-E470-E471-E472-E473-
E474-E475-E476-E477-E478-E780-E481-E482-E483-E488-E489-E491-E492-E493-
E494-E495-E542-E550-E570-E577-E591-E631-E632-E633-E904.مواد مشكوك فيها :
E104-E122-E141-E150-E153-E171-E173-E180-E240-E214-E477-E151.
مواد تسبب آلام المعدة :
E226-E224-E223-E211-E221.
مواد تسبب ارتفاع ضغط الدم :
E320-E321-E250-E251-E252.مواد خطرة ومحرمة في أمريكا وبريطانيا:
E127-E124-E123-E120-E110-E102.مواد ممنوعة دولياً :
E103
-E105-E111-E217-E239-E330-E121-E125-E126-E127-E130-E152-E181-E211-
E212-E213-E214-E215.مواد تسبب السرطان :
E102-
E123-E124-E131-E142-E210-E211-E212-E213-E214-E215-E217-E220-E239-
E251-E330-E311.مواد تسبب اضطراب معوي :
E221-E223-E224-E226.مواد تسبب طفح جلدي :
E230-E231-E232-E233-E311-E312.مواد تزيد نسبة الكولسترول :
E320-E312-E463-E464-E466.مواد تسبب اضطراب في الهضم :
E338-E339-E340-E341-E407-E450-E461-E462-E463-E465-E466.مواد تدمر فيتامين ب 12
E220.تسبب مشاكل للبشرة :
E250-E231-E232-E233-E311-E312علمان بان الرموز غير الضارة هي :
مواد غير ضارة
-E132-
E140-E160-E161-E163-E170-E174-E175-E200-E201-E202-E203-E236-E237-
E238
-E260-E261-E262-E263-E281-E282-E300-E301-E302-E303-E304-E305-E306-
E307-E308-E309-E322-E331-E332-E333- E335-
E400-E401-E402-E403-E404-E405-E405-E406-E408-E410-E411-E413-E414- E421.وأتمنى أن تتحقق مسؤوليتنا كمسلمين بإتباع نهج الشريعة الإسلامية والابتعاد عن الحرام وتجنبه والقيام بنشر هذه الرموز إلى كل مسلم في العالم وان يحاول النصح إلى جميع من حوله ، وان يقوم هو وأهل بيته وأصدقائه بالتأكد من محتويات منازلهم من السلع والمنتجات المستوردة سواء العربية او الأجنبية والتي تشير في محتوياتها إلى وجود الرموز المشفرة بالحرف (E) والمذكورة أعلاه .
من المنتجات التي يوجد بها لحم الخنزير: »جميع أنواع شوكلاة جلاكسي من عدا المصنوعة في مصر . و شوكلاة كت كات عدا المصنوعة في مصر . شوكلاة ماكنتوش كولاتي ستريت .جميع أنواع الشوكلاة الأجنبية التي يوجد بها طبقة من الكراميل
و حلوى الجلاتين أو الجلاتي أو الجلو ولو كانت زهيدة الثمن و أما الغالية الثمن فهي مصنوعة من أعشاب بحرية فهي التي نستطيع أكلها
مكعبات و شوربة ماجي و كنور فهي مصنوعة من عظام حيوانات ميتة
علكة أكسترا و سهام الأجنبية
و على من يقرأ هذا المقال فاليبلغه و يقوم بنشره على المواقع الأخرى و ذلك لمن كان يحب رسول الله »ص » و يريد أن يكون على خطى الحبيب
و الله ولي التوفيق
اللهم أشهد أني قد بلغتكاتب المقال :
الدكتور / امجد خان
معهد الأبحاث الطبية
الولايات المتحدة
منقووووووووولالإسلام اليوم عبد الحق بوقلقول/ الجزائر
كما كان متوقعاً، لم يكن إعلان الجماعة السلفية للدعوة و القتال في الجزائر، قبل أربعة أشهر من الآن خبر التحاقها رسمياً بتنظيم القاعدة
آخر ما في جعبة هذه الجماعة؛ إذ إن ما وقع فجر الثلاثاء الأخير في عدد من قرى شرق العاصمة الجزائرية-هو بحق- إعلان عملي عن الدخول في اللعبة الدولية، و تحويل القضية التي تأسس ‘الجسدق’ –تسمية الجماعة اختصاراً- لأجلها في العام 1998 منشقاً في ذلك عن ‘الجماعة الإسلامية المسلحة’ بسبب تلطّخ سمعتها بدماء الأبرياء؛ وفقاً لبيان التأسيس وقتذاك، من مجرد صراع مع السلطة الجزائرية إلى صراع ذي بعد عالمي يندرج تحت خانة الواقع العالمي الجديد، ابتداء من هذه الانفجارات السبعة التي حطمت هدوء ليل النائمين البسطاء، و التي قالت حصيلة رسمية عنها إنها قتلت ستة جزائريين، و جرحت عشرات الآخرين،على الرغم من أن البيان الذي نُشر على الإنترنت بعيد ذلك بقصد تبني العملية، تحدث عن عشرات القتلى و الجرحى.
الواقع أن هذا غير مهم إلى الحد الذي يغير معاني الخبر؛ فمقتل شخص أو ألف حينما يكون بهذا الشكل العبثي سيان في ميزان الشرع بلا خلاف، و لكن المهم في كل هذا أن السياسيين الجزائريين بمختلف ميولهم و نوازعهم هم حالياً بصدد تجرّع ثمار التلكؤ في تطوير المصالحة الوطنية و طي صفحة التناقضات و المواجهات التي خلّفت -و بحسب حصيلة رسمية أيضاً منذ اندلاع الأزمة الجزائرية قبل خمسة عشر عاماً- (100) ألف قتيل، فضلاً عن آلاف المفقودين، و مئات آلاف المهاجرين بشكل اضطراري.
لن نتحدث هنا عن حيثيات هذا العمل الخطير بكل المقاييس؛ إذ إن محطات التلفاز و غيرها من وسائل الإعلام تكفلت بالموضوع، و أعطته ساعات طويلة من التغطية، و لكننا سوف نركز في هذا المقال على المدلولات السياسية و الأمنية للقضية؛ إذ لن نضيف جديداً حينما نقول هنا إن الذين خططوا لهذه التفجيرات، ثم هلّلوا و كبّروا –على حسب شهود عيان- حينما رأوا أشلاء ضحايا فِعلتهم، ليسوا بالضرورة سُذّجاً حتى يعتقدوا أنهم بهذا العمل يريدون توجيه رسالة قصيرة نحو السلطة الجزائرية؛ لأن هذا العمل الذي سارع منفذوه إلى تبنيه و الوعيد بتنفيذ غيره هو رسالة موجهة إلى الخارج قبل الداخل، و إلى الأمريكيين و حلفائهم في ‘الحرب على الإرهاب’ قبل كبار الضباط في وزارة الدفاع الجزائرية، ولأن العملية كانت ستبقى ضمن إطارها الطبيعي ‘الاعتيادي’ لو أنها حملت بصمات الجسدق كغيرها من تفجيرات لا يمكن عدها وقعت قبل اليوم على مر السنوات الماضية، إذ حينما يتصل شخص بمكتب قناة فضائية ذات تغطية عالمية، و يعلن صراحة عن تبني العمل، فالرجل بكل تأكيد، كان يرغب في أن يسمع البنتاغون و غير البنتاغون كلماته، و إلاّ لكان اكتفى بالاتصال بأي جريدة جزائرية أو حتى لندنية مثلما جرت العادة منذ العام 1992.
الأمر إذاً مقصود و العملية و إن كانت في الحقيقة لم تكلف (اليهود و الصليبيين) قطرة دم واحدة، إلاّ أنها مع ذلك، تعني الكثير بالنسبة لمنظري هذه الحرب العالمية المجنونة التي صارت مطية لقمع كل مخالف لوجهة نظر العصبة البوشية، و من يقف وراءها من المسيحيين المتصهينين، و الصهاينة النافذين في دواليب الاقتصاد و المال، و من ثمة السياسة و القرار في الولايات المتحدة.
قبل أقل من أسبوع من الآن -و يا لها من مصادفة غريبة هنا- أعلنت القيادات العسكرية في وزارة الحرب –بما أن كلمة الدفاع لم تعد تفيد المعنى الدقيق- الأمريكية أن واشنطن تعتزم إقامة قيادة عسكرية دائمة لكامل منطقة الساحل و الصحراء في إفريقية، من الصومال شرقاً وصولاً إلى سواحل موريتانيا غرباً، مروراً بدارفور، و بالمناسبة منابع النفط الخصبة في مجرى نهر النيجر.
و لكي نفهم الحكاية بشكل أفضل، لا بد هنا من الرجوع قليلاً إلى الوراء، و لن نضطر إلى أن تكون المسافة الفاصلة طويلة بالقدر الذي يشتت التركيز؛ إذ إن الأمر لا يعدو أن يكون أسابيع قليلة حتى نحط عند الأيام الأولى من هذا العام الميلادي الجديد، ثم نستحضر تلك القصة الغريبة المتن و المبهمة التفاصيل التي تحدثت عن مقتل نحو (12) فرداً و اعتقال (15) آخرين بالقرب من العاصمة التونسية، و أن هذه « العناصر الخطرة » كانت قد عبرت الحدود الفاصلة بين الجزائر و هذا البلد قبل ذلك بأيام قليلة، حتى وصلت إلى منطقة ‘نابل’ التي تقع على بعد نحو (50) كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة تونس، حيث جرى الاشتباك معهم من قبل رجال الشرطة، معزّزين بمجموعات من الجيش، ثم أُعلن بعد ذلك عن بقية القصة التي تحوي بين سطورها أيضاً، أن مصالح الأمن التونسية عثرت مع هؤلاء القتلى و الموقوفين، على وثائق و خرائط، و كل ما من شأنه أن يجعل الرواية أكثر هوليودية بطبيعة الحال.
بديهي لكل شخص أن يتساءل هنا عن مصدر كل هذه المعلومات التي حازتها أجهزة أمنية يُفترض أنها تعيش رغداً و بطالة بالمعنى العملياتي، بسبب خلوّ تونس من أي عمل أمني مقلق –باستثناء حادث وحيد في منتجع جزيرة جربة السياحية خلال عام 2002- لأن الرواية الرسمية التي نُشرت مع غموض جوانب كثيرة منها، حملت أيضاً تفاصيل دقيقة، على الرغم من أنها لم تفسر أيضاً السبب الذي لأجله أصرت السلطات الأمنية في تونس على أن تستدرج هؤلاء و تشتبك معهم بالقرب من العاصمة، بما أنها كانت على علم، على ما يبدو، بما يدور في سرائرهم، اللهم إلاّ إذا كان الهدف هو الإعلان عن الرغبة في الانضمام إلى كرة الثلج الأمريكية التي بدأت بالتدحرج منذ 11 سبتمبر، فهؤلاء القتلى قيل إنهم ينتمون إلى الجسدق أيضاً بطريقة توحي أن هذا التنظيم، يملك آلافاً مؤلفة من العناصر، و ما لا يُحصى من الخطط و الإمكانات اللوجيستية، و الكل يعلم أنه عكس ذلك تماماً، تنظيم لا يتعدى تعداد أفراده بضع عشرات أو حتى مئات، زيادة على أن قسماً كبيراً منهم –الجناح الذي يقوده الأمير السابق للتنظيم: حسان حطاب- هم حالياً في مرحلة تفاوض و هدنة مع السلطات العسكرية في الجزائر، بطريقة تكرر الأشهر التي سبقت إعلان حل الجيش الإسلامي للإنقاذ و عودة مسلحيه إلى الحياة المدنية الطبيعية.
هذه الحادثة البالغة الغرابة لا شك، كانت مفيدة جداً على ضوء استمرار حالة الاحتقان السياسي و الأمني في الجزائر؛ إذ إن الشهر الماضي مثلاً شهد مقتل (20) عنصراً من ذات التنظيم يوم 18 منه في عمليتين عسكريتين للجيش الجزائري في كل من منطقتي باتنة و سكيكدة شرقي العاصمة، و لقد حدث ذلك بعد أن أعلن عبد المالك دروكدال الملقب بأبي مصعب عبد الودود – و هو الأمير الوطني الحالي للجماعة- أنه يطالب الجزائريين بالثورة على الأمريكان و الفرنسيين و ‘أذيالهم’ بالداخل، قبل أن يختتم بيانه الذي أعلن فيه عن تغيير التسمية من الجسدق إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أنه ينتظر من أسامة بن لادن: « أوامركم لأجل المرور نحو الخطوة التالية ».
لا يعني هذا –بالضرورة- أن ابن لادن يتحمل ما جرى قبل يومين؛ إذ لا أحد زعم أنه يعرف الطريقة التي يتواصل بها هذا الأخير مع حلفائه عبر العالم، و لكن الأمر -كما قلنا- أخذ الآن بعداً عابراً للقارات؛ فعملية استهداف حافلة موظفي شركة (هاليبرتون) الأمريكية المتعاقدة مع شركة (سوناطراك) النفطية الجزائرية في العاشر من آخر شهور العام المنصرم، عُدّ وقتها -بكل المعايير- اندلاعاً حقيقياً للمواجهة بين التنظيم العالمي و أمريكا على الصعيد الإقليمي؛ إذ إن وقوعها على بعد أقل من (15) كيلومتراً من العاصمة الجزائرية، في منطقة يُفترض أنها هادئة أمنياً، ثم تمخضها عن مقتل شخصين و إصابة ثمانية آخرين(أمريكي و كندي و أربعة بريطانيين) كانت بحق إيذاناً ببدء عهد جديد من الصراع بين القاعدة و الأمريكيين، أو بالأحرى فتح جبهة جديدة للحرب؛ لأن العملية كانت دقيقة، و على مستوى عالٍ من الاحترافية، نُفّذت بطريقة جعلت عدداً كبيراً من الملاحظين يسارع بعدها إلى الجزم أنها دليل على أن منفذيها أناس محترفون، و أنهم على غالب الظن، من قدامى الأفغان العرب الذين أرسل بهم ابن لادن لمساندة ذراعه الجديدة!!
هذا حال تونس و الجزائر، أما في المغرب الأقصى فإن ساحة المواجهة -و إن كانت لا تزال باردة لحد الساعة- إلاّ أن ما يجري هناك دليل على أن الأجهزة الأمنية تستعد لما هو أسوأ ربما مما وقع في الدار البيضاء ربيع العام 2003، حين أُعلن في هذا الصدد بتاريخ الرابع من الشهر المنصرم عن تفكيك و اعتقال (26) شخصاً من أفراد شبكة تقوم بتجنيد و إرسال ‘الجهاديين’ إلى العراق، و لقد شُفع -لذات البيان- أن هذه الشبكة « على علاقة » بالفصيل المسلح في الجزائر، و قبل ذلك اعتقل (11) آخرون في مدينة سبتة المغربية التي تحتلها إسبانيا على مشارف مضيق جبل طارق الذي يربط (المغرب الإسلامي) بأوروبا.
تنبغي هنا ملاحظة أن هذه السلسلة الطويلة من الأحداث و الإعلانات الأمنية، يجري تقديمها بشكل دعائي غاية في التنسيق، بطريقة توحي أن بلدان المغرب التي أخفقت منذ أكثر من عشر سنوات في أن تعقد قمة لاتحادها الذي لم يتحقق منه لحد الساعة غير الإعلان الورقي، تتحرك بذات الكيفية، و تعتمد نفس السياسة، مما قد يعني أن المخطِّط في كل هذا جهة واحدة تتحكم في الأحداث و التطورات بشكل جيد، و هذه الجهة الأخيرة- بلا تهويل- قد تكون خارج هذه البلدان أصلاً و بشكل أكثر وضوحاً، قد تكون صادرة من مقر القيادة العامة للاستخبارات القومية في أمريكا؛ لأن ‘القوة العظمى’ صارت تعلن صراحة رغبتها في إقامة قواعد دائمة لها في المنطقة، حتى تحارب الفوضى المستشرية، و التي تُعدّ- على حسب بيانات كتابة الدولة الأمريكية- البيئة الخصبة التي ينشأ فيها الإرهاب و يترعرع.
و لكي نكون موضوعيين يتعين علينا هنا أن نقر أنه من السابق لأوانه حالياً أن الإعلان عن القاعدة في المغرب الإسلامي، حقيقة واقعة أم أنها لا تعدو أن تكون تضخيماً إعلامياً مفرطاً يعطي الصراع أبعاداً إقليمية و عالمية؛ خدمةً لأجندات و مصالح كثيرة، على الرغم من أن محللين كثيرين كتبوا بإسهاب في هذا الصدد، و تخيلوا أيضاً وجود هيكل تنظيمي عن طريقة التنسيق و التواصل بين القيادة الفكرية للقاعدة و أذرعها.
من الواضح، بل القطعي أن تنظيم أسامة بن لادن -على رأي الخبراء- هو توجّه استقطابي فكري أكثر منه تنظيم بالمعنى العملي للكلمة، بمعنى أن القاعدة هي فكرة أكثر منها حركة، و مما يعزز هذا الطرح التباين الملحوظ في الخطاب بين رموزها، و لعل في خطاب الدكتور أيمن الظواهري الأخير خير مثال على ذلك؛ فالرجل ظهر على شكل مخالف كثير لما يُفترض أن يكون عليه ‘القاعديون’ من الأزمة في لبنان، فضلاً على أنه لم يشأ الحديث عن حزب الله و حلفائه بطريقة لن نجانب الصواب كثيراً حينما نقول إنه أقرب إليها بشكل أكثر وضوحاً من ذلك الذي كان عليه أيام الحرب الإسرائيلية على لبنان، و التي فسر المراقبون خطاب الظواهري وقتها على أساس أنه تعاطف أكثر من دعم و مساندة.
في هذا الكلام إذاً دليل على أن الظواهري -على الأقل- يختلف عن رموز ذات التنظيم في العراق، خصوصا أبا مصعب الزرقاوي الذي لم يخف يوماً أنه يخوض حرباً عقدية ضد كل من يخالفه، و ليس مجرد مقاوم للغزو و الاحتلال الأمريكي.
من هنا يتوضح لنا جلياً أن ما وقع في الجزائر، و ما تبع ذلك من إعلانات و تصريحات تبنٍ و وعيد، هي خبطة إعلامية لا تفيد المسلمين، بل إنها تخدم مخططات أعدائهم، فإذا كانت العملية تستهدف الصليبيين في ‘المغرب الإسلامي’ –الذي لا أعرف شخصياً حدوده الجغرافية- فإنها واقعاً، لم تقتل غير البسطاء، و لم يتضرر منها غير عموم المواطنين الذين ليسوا بحاجة إلى مزيد قتل و تشريد، بعد أن أنهكتهم سنوات الاقتتال الطوال، و كادت تأتي على الأخضر و اليابس في بلادهم.
ختاماً -و لكي لا نلصق الأمر كله بجهة وحيدة- فإنه يتعين علينا أن نضيف هنا أن الطبقة السياسية الجزائرية التي ظلت تتعامل مع المصالحة على أساس أنها شعار انتخابي أكثر من كونها مطلباً حضارياً و مخرجاً حكيماً من الأزمة الدموية العاصفة، متهمة حتى تثبت براءتها، و أن هذه البراءة لن تتحقق إلاّ بمزيد من العمل بقصد تفويت فرصة تحويل المأزق الأمني و الخلاف الداخلي المعقول الحل و الممكن المعالجة، إلى حلقة جديدة من رقعة الشطرنج العملاقة؛ إذ يبدو أنه من غير المستبعد أن تطالعنا الأخبار ذات صباح أن المقاتلات الأمريكية قامت بغارة وقائية ‘استباقية’ قرب العاصمة الجزائرية على أحد معسكرات الجسدق، عفواً: القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.مـــــــــــن هـــــــــــــو فــــــــــــــالــــــــــــنــــــــــتـــــــــيـــــــــــن وكـــــــــــيــــــــــــف ســـــــــــــــــار عـــــــــــيــــــــــــدا
يحتفل العشاق في الرابع عشر مارس من كل عام، بعيد الحب (الفالنتاين Valentine’s Day) وتسود مظاهر البهجة والفرح أغلب مدن العالم الغربي، متمثلة بإيقاد الشموع، وزيارة الكناٍئس، وأعداد الحلوى، وترديد الأغاني ذات الترانيم المميزة، وتزيين الأماكن بالأكاليل المضاءة والإزهار الحمراء. ومن المظاهر الاحتفالية أيضا كتابة عبارات الغرام والهيام على البطاقات البريدية ليتبادلها الشباب والفتيات، ومن أهم رموز هذا العيد دمية الدب وقد رسم عليها قلب احمر وتباع في مثل هذا اليوم بأسعار باهظة كهدية ترمز للحب!!.
من هو فلنتباين؟
و فالنتافين قس مسيحي عاش في حوالي عام 296م، و كان يقوم بإبرام عقود الزواج للمتحابين مخالفا بذلك تشريعا رومانيا يحضر ذلك، وكان يقوم بعمله سرا حتى إذا ما فضح أمره سجن في احد القلاع ومن ثم أُعدم.
وتقول رواية انه عذب على يد القائد القوطي (كلوديوس)، وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350م تخليدا لذكراه، ليصبح قبره قبلة العشاق يؤمونه في ذكرى يوم إعدامه الذي يصادف الرابع عشر من فبراير من كل عام ومع مرور الأيام تغيرت المفاهيم وأصبح بمثابة يوم عيد لهم.
ويتبارك العشاق والمحبون بهذا اليوم فتكتب أسماء الفتيات ممن يرغبن بالزواج في لفافات صغيرة من الورق وتوضع في طبق على منضدة، ويدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة، فيلتقي ممن طابقت صدفة الاختيار اسمهما ويختبر كل منهما الآخر لمدة عام بغية الزواج في النهاية.
لكن رواية أخرى تقول إن فالنتافين هو عيد من أعياد الرومان الوثنيين، وكان الرومان يعتقدون أن (رومليوس) مؤسس مدينة (روما) أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر. فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل عام احتفالا كبيرا وكان من مراسيمه أن يذبح فيه كلب وعنزة، ويدهن شابان مفتولا العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة، ثم يغسلان الدم باللبن، وبعد ذلك يسير موكب عظيم يكون الشابان في مقدمته يطوف الطرقات. ومع الشابين قطعتان من الجلد يلطخان يهما كل من صادفهما، وكان النساء الروميات يتعرضن لتلك اللطمات مرحبات، لاعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه.وتقول عراقية تعيش في هولندا أنها تحتفل بعيد الحب مع صديقاتها بصورة شبه سرية لان أخيها متدين يمنع عيها ذلك، وتضيف: في عيد الحب الماضي وضعت على صدري وردة حمراء، فبادرني أخي بالسؤال: ما المناسبة؟ وحين عرفته الأمر، قال لي: تعتقدين بشيء لا تعرفين معناه!. إن فالنتافين هذا قسيس نصراني عاش في القرن الثالث الميلادي، وأن عيد الحب احتفال ديني خالص لاعلاقة لنا به نحن المسلمين. وسئل احد رجال الدين في مسجد ايندهوفن عن حكم الاحتفال بعيد الحب فأجاب: أن رسول الله لما خرج إلى خيبر مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي: (( سبحان الله، هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم. وهذا يدل على أن حب التقليد ممقوت شرعاً إذا كان المقلد يخالفنا في اعتقاده. ويقول كامل سعيد وهو سوداني إن هذا يدل على ضعف المسلمين في هذا الزمان وتبعيتهم لأعدائهم، وراجت كثير من المظاهر الغريبة سواء كانت أنماطاً استهلاكية أو تصرفات سلوكية، ومن هذه المظاهر الاهتمام بعيد الحب، و اعتقد إن من يحتفل بذكرى فالنتافين فهو لا شك في كفره، وأما إذا لم يقصد فهو قد وقع في منكر عظيم. يقول ابن القيم: ( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ).وتبدو مظاهر الاحتفال بهذا العيد في البلاد العربية خجولة وتشوبها الضبابية، لكن تونس تتميز باحتفالاتها بهذا العيد حيث يشهد هذا اليوم إقبالا غير معتاد على شراء الورود الحمراء وبطاقات التهنئة والأنواع الفاخرة من الشوكولاته إضافة إلى إقامة الحفلات خاصة في الفنادق الكبرى.ويقول أحد باعة الورود بالعاصمة التونسية: » أسعار الورد ترتفع خلال عيد الحب لتصل إلى 4 دينارات للوردة الواحدة (قرابة ثلاثة دولارات) لكن الإقبال يبقى كبيرا. » وتنتشر في مصر مظاهر الاحتفال بهذا العيد أيضا، فتضع المتاجر والمطاعم والمقاهي أكاليل الورود الحمراء في واجهاتها ويتبادل الشباب رسائل التهنئة عبر التليفونات المحمولة والبريد الاليكتروني إضافة إلى تقديم الهدايا.وفي دبي بالإمارات تزدان مراكز التسوق الفخمة بالورود واللافتات التي تشير إلى عيد الحب في كل عام، ويقبل الكثيرون وخاصة الشبان على شراء الورود والهدايا.إما في السعودية فتمنع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيع الورد في يوم عيد الحب. وتحظر على محال الزهور بيع أي ورود حمراء في هذه المناسبة.وفي العراق غيب فقدان الأمن مظاهر الاحتفال بهذا العيد الذي ينحصر بصورة رئيسية لدى المسيحيين العراقيين، ويقول حنا سامي إن ذكريات الاحتفال بهذا العيد تحفر في الذاكرة أيام كانت بغداد تنعم بالسلام والاستقرار.
.